كما يوحي به عنوان الكتاب، فهو في تفسير وإعراب القرآن أو بعض آيات القرآن العظيم، وقد صرّح الشيخ عبد الرحمن الثعالبي في مقدّمة الكتاب بموضوعه وعنوانه، كما ذكر الدّاعي إلى تأليفه وأهم موارده ونبذة عن منهجه.[3]
«قال عبد الرحمن الثعالبي: وها أنا أشرع إن شاء الله تعالى في إعراب ما تيسّر علي إعرابه من آي القرآن، وتفسير غريبه، وذكر أحاديث وفوائد لا يستغنى عنها» – مقدمة الذهب الإبريز
الكتاب في المجمل في إعراب القرآن وتفسير غريبه، اعتمد فيه المؤلف على ثلاثة مصادر رئيسية.[4]
هو عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الجعفري الهاشمي الزينبي، يكنى أبا زيد، ويلقب بالثعالبي الجزائري، مفسر، فقيهمالكي، صوفي، ومتكلم على مذهب الأشاعرة. ولد بالجزائر موطن آبائه وأجداده الثعالبة، وهو أحد أعلام الأشاعرةالمالكية في القرن التاسع الهجري. له تآليف غزيرة دالة على رسوخه العلمي ذكرها في فهرسته المسماة «بغية الوافد وبغية الطالب الماجد» التي تضمنت أسانيده العلمية، ومن مؤلفاته الأخرى: الجواهر الحسان في تفسير القرآن، وروضة الأنوار المضيئة الجامعة بين الشريعة والحقيقة، وروضة الأنوار في معجزات المختار، وشرح مختصر ابن الحاجب الفرعي وغيرها. ومنها كتابه هذا: «حقائق التوحيد».[8][9]
فأثناء تنقيبه في مجاميع المخطوطات في هذه المؤسسة العريقة، اكتشف هذه النسخة النفيسة ضمن مجموع يحمل رقم 3407.
واتضح من معاينة المخطوط أن ناسخه هو المثبت في آخره: محمّد بن طيفور بن أحمد بن طيفور، وقد ذكر الناسخ أنه كتبه لشيخه منصور بن محمد بن منصور القيرواني.
ويقع مخطوط الذهب الإبريز في 154 ورقة من الحجم المتوسط، وهو مكتوب بخط مغربي واضح على العموم، معدل عدد الأسطر في الصفحة الواحدة (21) سطرا، ومعدل عدد الكلمات في السطر الواحد (10) كلمات.
^انظر ترجمته في: طبقات الحضيكي- تقديم وتحقيق: أحمد بومزكو-ج/2-ص:536-ترجمة رقم: 705-الطبعة الأولى/2006- مطبعة النجاح/الدار البيضاء. فهارس علماء المغرب- الدكتور عبد الله المرابط الترغي- ص: 623- ترجمة رقم: 49- منشورات كلية الآداب-تطوان/1999. جوانب من الحياة في المغرب الأوسط في القرن التاسع الهجري-محمود عياد- الشركة الوطنية للنشر والتوزيع- الجزائر/1982. تاريخ الجزائر الثقافي- أبو القاسم سعد الله – دار الغرب الإسلامي/لبنان.