أبو المكارم السيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل الكتكاني التوبلاني البحراني[1] (القرن الحادي عشر الهجري - 1107 هـأو1109 هـ). رجل دين ومُحَدِّثومفسرومُؤَرّخشيعيبحراني، اشتهر بلقب السيد البحراني حيث يُطلق لقب السيد على المنتسبين إلى ذرية النبي محمد والبحراني نسبةً إلى البحرين، وكذلك يُعرف باسم صاحب البرهان لتأليفه كتاب البرهان في تفسير القرآن الذي يُعدّ من أشهر كتبه على الإطلاق.[2] وأما التوبلاني أو التوبلي فهي نسبة إلى قرية توبليالبحرانية، والكتكاني نسبة إلى كتكان وهي جزء من توبلي.[1]
ولد التوبلاني البحراني في النصف الأوّل من القرن الحادي عشر الهجري بقرية توبلي في البحرين[3]
كانت وفاته سنة 1107 هـ بقرية النعيم من البحرين، ونقل نعشه إلى قرية توبلي ودفن في مقبرة ماتيني من مساجد القرية المشهورة، وقبره مزار معروف.
من مؤلفاته
إرشاد المسترشدين إلى ولاية أمير المؤمنين.
الإنصاف في النص على الأئمة الأشراف.
نهاية الآمال في ما يتم به قبول الأعمال
احتجاج المخالفين على إمامة أمير المؤمنين.
سلاسل الحديد وتقييد أهل التقليد بما انتخب من شرح ابن أبي الحديد.
المطاعن البكرية والمثالب العمرية من طريق العثمانية.
نسب عمر بن الخطاب.
سبب التأليف
كان يرى المؤلف ضرورة تصنيف تفسير يكون المصدر الأساسي فيه أحاديث أهل البيت لما توفروا عليه من علم بتنزيل وتأويل الكتاب على النحو الأكمل.
هيكلية التفسير ومنهجيته
لقد استقصى البحراني الكثير من الروايات الواردة عن طريق أهل البيت في خصوص تفسير الآيات القرآنية، وجمعها في تفسيره هذا.[4]
وقد اعتمد طريقة خاصّة في التفسير يبدأها بالحديث عن اسم السورة ومحل نزولها ثم يعرج على بيان فضلها وعدد آياتها، ثم يذكر خصوص الآيات التي وردت فيها أحاديث تفسيرية، مذيلا كل آية بالروايات المفسّرة لها والخاصّة بها.[5]
وقد أكتفى بذكر الروايات مع ذكر سلسلة سند الحديث، وتذييل تفسير الآية بما روي عن أهل السنة، معتبراً كتابه هذا بياناُ لتأويل الآيات، ومراده من التأويل تفسير أهل البيت والأحاديث المروية عنهم في بيان معاني الآيات وفضلهم، ولم يزد في التفسير شيئا على ما روي عن أهل البيت، واكتفى بالمقدمة المفصلة المذكورة في بداية التفسير والتي طرح خلالها رؤيته وتحليله للعملية التفسيرية وبيان المباني التي اعتمدها. وقد كتب أبو الحسن شريف العاملي الأصفهاني مقدمة مفصلة تحت عنوان «مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار».
جعل المؤلف تفسيره على مقدمة تشتمل على خطبة المؤلف، ثم أفرد سبعة عشر باباً، وهي كما يلي:
باب في فضل العالم والمتعلم.
باب في فضل القرآن.
باب في الثقلين.
باب في أنّ ما من شيء يحتاج إليه العباد إلا وهو في القرآن، وفيه تبيان كل شيء.
باب في أنّ القرآن لم يجمعه كما أنزل إلا أهل البيت، وعنهم تأويله.
باب في النهي عن تفسير القرآن بالرأي، والنهي عن الجدال.
باب في أن القرآن له ظهر وبطن، وعام وخاص، ومحكم ومتشابه، وناسخ ومنسوخ، والنبي وأهل بيت يعلمون ذلك، وهم الراسخون في العلم. من دون أن يخوض في بيان معاني المفردات المذكورة كالمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ و...
باب في ما نزل عليه القرآن من الأقسام.
باب في أن القرآن نزل بإياك أعني واسمعي يا جارة.
باب في ما عنى به أهل البيت في القرآن.
باب آخر. متمم للباب السابق ويشتمل على النهي عن تفسير القرآن دون علم.
باب في معنى الثقلين والخليفتين من طريق المخالفين.
باب في العلّة التي من أجلها أن القرآن باللسان العربي، وأن المعجزة في نظمه، ولم صار جديداً على مرّ الأزمان.
باب أنّ كل حديث لا يوافق القرآن فهو مردود.
باب في أوّل سورة نزلت وآخر سورة.
باب في ذكر الكتب المأخوذ منها الكتاب.
باب في ما ذكره الشيخ علي بن إبراهيم في مطلع تفسيره.
و بعد هذه الأبواب شرع في المقصود، وهو تفسير سور القرآن الكريم بالمأثور من رواية أهل البيت مبتدئا بسورة الفاتحة ومنتهيا بسورة الناس، تاركا تفسير بعض الآيات الكريمة، مما لم يجد روايات في تفسيره.[6]
مصادر التفسير
إعتمد المؤلف في تفسيره على المصادر الحديثية التالية:
وغير ذلك من المصادر التي ورد ذكرها في مطاوي تفسير البرهان.[7]
نقود ومؤاخذات
سجّل محمد مھدي الآصفي في مقدمته التي كتبها للطبعة التي حققتها مؤسسة البعثة في طهران، مجموعة من الملاحظات النقدية جاء فيها:«رغم جلالة هذا الجهد العلمي الذي قام به هذا العالم المحدث الجليل، إلا أن الكتاب يحتوي على طائفة من الروايات الضعيفة في الغلو و التحريف وقد تتبعنا هذه الروايات في الكتاب فوجدناها مبثوثة في مختلف مواضع التفسير.»
و يبدو أن المؤلف لم يقم بعملية جرد وتصفية وفرز للأحاديث الصحيحة عن غيرها في هذا الكتاب، أو أن جهده في هذا الأمر لم يكن كافيا لاستخلاص الكتاب من الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
وقال محمد هادي معرفة:«هاشم البحراني من المحدثين الأفاضل والمتتبعين الجيدين للروايات والأخبار. وقد اكتفى -رحمه الله- في تفسيره البرهان بالجمع والتصنيف من دون أبداء رأي أو عرض وجه نظر سواء على مستوى جرح وتعديل الرواة، أم على مستوى تأويل الروايات المخالفة للعقل ولصريح النقل، أم على مستوى الجمع المنطقي بين المتعارضات من الروايات»[9]
وقال محمد علي الايازي:«إن المؤلف من جملة علماء المدرسة الأخبارية ومن هنا اكتفى في تفسيره بالروايات الواصلة عن طريق أهل البيت لإيمانه بأنّ التفسير لا يصح إلا من خلالهم ، فلا يصح التفسير بالتدبر أو الاجتهاد أو إعمال الفكر وذوق المفسر، فضلا عن النهي عن التفسير بالروايات غير المنقولة عنهم»[10]
نسخ الكتاب
الطبعات الحجرية والحروفية
طبع تفسير البرهان فضلا عن الطبعة الحجرية عدّة طبعات، منها:
الطبعة ذات الخمس مجلدات (اختص المجلد الأوّل منها بالمقدمة) صدرت عن مؤسسة إسماعيليان في قم المقدسة.
طبعة مؤسسة الوفاء بيروت تقع في أربع مجلدات.
الطبعة الصادرة عن المكتبة الإسلامية في طهران في خمس مجلدات.
طبعة مؤسسة الرسالة بيروت الصادرة سنة 1403 هـ ق.
الطبعة الجديدة ذات الخمس مجلدات من القطع الرحلي، تحقيق مؤسسة البعثة طهران، مع مقدمة مفصّلة بقلم الشيخ محمد مهدي الآصفي.
النسخ الخطية
النسخة المودعة في مكتبة في مكتبة وزيري في يزيد تحت الرقم (5998)
النسخة الموجودة في مكتبة جامعة طهران تحت الرقم (844)
النسخة المودعة في مكتبة القاهرة تحت الرقم (19109 ب)
نسخة مكتبة آية الله السيد الحكيم العامة في النجف الاشرف تحت الرقم (690)
النسخة المودعة في مكتبة الفيضية في قم تحت الرقم (39-40- 16 تفسير)
نسخة كلية الآداب طهران، تحت الرقم (457)
نسخة كلية الإلهيات- جامعة طهران، رقمها (20ب و25ب)
النسخة المودعة في المكتبة الرضوية (آستان قدس رضوي)- مشهد المقدسة، رقمها (83-91).
النسخة المسجلة في مكتبة مدرسة الشهيد المطهري طهران تحت الرقم (2057)