كتاب روح البين من كتب التفسير المهمة، لخَّصه البروسوي من صفحات في التفسير لعلماء قبله، فوضع هذا التفسير الجليل الذي صبَغَه بمعرفته الكبيرة واطلاعه الواسع على العلوم اللغوية والنحوية، مما جعله من أهم الكتب التي تناولَت القرآن الكريم بالشرح والتفسير. يمتاز الكتاب بحسن التحليل والشرح والدقة والضبط.[2][3]
أسلوب البروسوي في التفسير هو تفسير القرآن كاملًا ذاكرًا اسم كل سورة وموضع نزولها وعدد آيها. أما من الناحية البلاغية فإن المؤلف لم يتعرض تقريبا لعلم البديع، واعتنى اعتناءً واضحًا بعلم المعاني بإشارات بلاغية مختصرة متأثرا بأبي السعود، وهذه الإشارات لاتتجاوز ذكر نوع الأسلوب البلاغي دون بيان لسر استخدامه وموقعه من السياق، أما كلامه في البيان فأقل بكثير من كلامه في المعاني. كان البروسوي في مؤلفه مقلد وجامع في التفسير أكثر من كونه محققًا.
مصادر الكتاب
تنوعت مصادر البروسوي التي استقى منها مادة تفسيره، ففي التفسير: أخذ عن بحر العلوم للسمرقندي، وتفسير الراغب الأصفهاني، والوسيط للواحدي، ومعالم التنزيل للبغوي، والتيسير للنسفي، والكشاف للزمخشري، وأحكام القرآن لابن العربي، ومفاتيح الغيب للرازي، والفتوحات المكية لابن عربي الأندلسي، والبحر المحيط للرازي، والتأويلات النجمية لنجم الدين كبرى، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي،
وتفسير الكواشي، وتفسير الجلالين، وإرشاد العقل السليم لأبي السعود. في علوم القرآن : أسباب النزول للواحدي، والبرهان للزركشي، والإتقان للسيوطي. في الحديث: صحيح مسلموصحيح البخاري وجامع الترمذي والترغيب والترهيب للمنذري والمقاصد الحسنة للسخاوي. في الوعظ والتصوف: الرسالة القشيرية للقشيري، والمثنوي لجلال الدين الرومي، وإحياء علوم الدين ومنهاج العابدين وكلاهما للغزالي، والتذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي. في الفقه وأصوله: بدائع الصنائع للكاساني، وتبيين الحقائق للزيلعي، والأشباه والنظائر لابن نجيم. في العقيدة: المقصد الأسنى للغزالي، آكام المرجان في أحكام الجان للقاضي بدر الدين الشبلي الحنفي، ورسالة القضاء والقدر لابن كمال باشا. في التاريخ والتراجم: طبقات الشافعية للسبكي. في اللغة: مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني، والنهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، والقاموس المحيطللفيروز أبادي.