ولد علال الفاسي في 10 يناير1910 في مدينة فاس، ونشأ في بيت علم ودين، فأبوه عبد الواحد كان يشتغل بالتدريس في جامعة القرويين، وعمل بالقضاء لعدة سنوات. وينتمي لأسرة عربية عريقة هاجرت من الأندلس إلى المغرب واستوطنت بمدينة فاس تحت اسم بني الجد واشتهرت بآل الفاسي الفهري،[3] ومن هذه الأسرة السيدة فاطمة بنت محمد الفهري التي بنت بمالها جامع القرويين الشهير، عام 245هـ .
التحق علال الفاسي وهو دون السادسة من عمره بالكُتّاب، حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بعد ذلك بإحدى المدارس الابتدائية الحرة التي أنشأها زعماء الحركة الوطنية في فاس، وكانت المملكة المغربية آنذاك قد خضعت لما يسمى الحماية الفرنسية سنة (1330هـ = 1912م) ووقعت في براثن الاحتلال. ثم انتقل بعد ذلك إلى جامعة القرويين، وهي واحدة من أهم جامعات العالم الإسلامي، تخرج فيها كل زعماء الحركة الوطنية المغربية، وحفظت لبلاد المغرب لسانها العربي وثقافتها الإسلامية
وبرزت شخصية علال في هذه الفترة وهو لا يزال طالبا، ولفت الأنظار إليه بفصاحته وعذوبة لسانه وقدرته على التأثير في مستمعيه، وجرأته في قول الحق غير هياب ولا وجل، فشارك في الدفاع عن قضية تزويد مدينة فاس بالماء، وكانت سلطات الاحتلال الفرنسي تحاول حرمان السكان منها، وساعد عبد الكريم الخطابي في جهاده ضد الاحتلال الفرنسي، ودفعته همته إلى تأليف جمعية أطلق عليها «جمعية القرويين لمقاومة المحتلين» جمع إليها زملاؤه من الطلاب، وظل علال الفاسي على نشاطه الدائب حتى نال شهادة العالمية من جامعة القرويين سنة (1351هـ=1932م) ولم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره.
انخرط علال الفاسي في العمل الوطني المغربي ومقاومة المحتل الفرنسي، وتنقسم مسيرته الجهادية بعدة مراحل.
في بداية نشاطته تأسيس جمعية من زملائه الطلبة في القرويين أطلق عليها «جمعية القرويين لمقاومة المحتلين» لدعم المجاهد المغربيّ عبد الكريم الخطابي. وأيّد موقف شيوخه الدكاليوالعلوي بمعارضة الظهير البربري، فألقى عدة خطب في التحذير منه، وبسبب فصاحته وخطاباته المؤثرة كانت تستجيب له الجماهير فتخرج المظاهرات الحاشدة تندد بهذه السياسة، ولذلك اعتقلته السلطات الفرنسية وهو طالبٌ بالعالمية، ونفته إلى بلدة تازة، ثم عاد بعد الإفراج عنه إلى فاس سنة 1931م، فمنعته من التدريس، فانصرف إلى جامع القرويين يلقي الدروس العلمية الليلية عن تاريخ الإسلام، وعن سيرة نبي الإسلام، مقارنا بين حالة المسلمين الأوائل وواقع إخوانهم المعاصر، وقد جذبت هذه الدروس اهتمام المغاربة من الرجال والنساء، ولم يكتف بهذا، فاختار نخبة من زملائه وأوفدهم إلى شتى القرى للتوعية وتأجيج الشعور الوطني.
, في عام 1933م حاولت الإدارة الفرنسية اعتقاله مجددًا فسافر إلى إسبانياوسويسرا، واتصل بالأمير شكيب أرسلان وجماعته. وعاد إلى المغرب عام 1934م فشارك في تأسيس كتلة العمل الوطني، وكما أسس أول نقابة للعمال سنة 1936م. وبعد تقديم وثيقة مطالب الشعب المغربي سنة 1937م للسلطات الحماية، أبعدته السلطات إلى الغابون منفياً إلى سنة 1941م، ثم إلى الكونغو حتى سنة 1946م، حبيساً في زنزانةٍ، ولم يسمحوا له بمصحفٍ إلا بعد عامٍ ونصف. بعد إطلاق سراحه، وانشقاق محمد الحسن الوزان عن الكتلة الوطنية، أنشأ مع رفاقه حزب الاستقلال ثم سافر متنقلاً بين البلاد العربية والأوروبية يدعو لاستقلال المغرب عن فرنسا، وقد استطاع في هذه الجولات أن يتصل بكثيرين من القادة والزعماء والمجاهدين في العالم الإسلامي.
عاد إلى المغرب سنة 1949م فمنعه الفرنسيون من الدخول، فأقام بمدينة طنجة، وكانت يومئذ منطقة دولية. وفي سنة 1953م قام الاستعمار الفرنسي، بنفي الملك المغربي محمد الخامس بن يوسف خارج البلاد، فدعا علال الفاسي الشعب المغربي للثورة ضد فرنسا، وكان قائد الثورة حتى عودة الملك، واستقرار أمر البلاد.
بعد نيل المغرب استقلاله سنة 1375هـ/1955م ورجوع الملك محمد الخامس إلى عرشه عاد علال الفاسي إلى المغرب بعد غياب عشر سنوات قضاها في القاهرة، وعاود نشاطه القديم فتولى رئاسة حزب الاستقلال الذي أنشئ من قبل، واختير عضوا رئيسيا في مجلس الدستور لوضع دستور البلاد، ثم انتخب رئيسا له، وقدم مشروع القانون الأساسي، وشارك في وضع الأسس الأولى لدستور سنة 1962م، ودخل الانتخابات التي أجريت سنة 1383هـ/ 1963م ودخل الوزارة، وإليه يرجع الفضل في إنشاء مشروع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.[4]
بعد وفاة الملك محمد الخامس، تولى وزارة الدولة للشؤون الإسلامية عام 1961م، ثم استقال عام 1963م، وانضمّ بحزبه حزب الاستقلال إلى صفوف المعارضة.[5]
من مؤلفاته
خلف كثيرا من المؤلفات في شتى الموضوعات، وتعتبر خزانة كتب مؤسسة علال الفاسي من أغنى الخزانات الخاصة بالمغرب.[6]
العودة إلى أسبانية.
الحماية في مراكش ممن الوجهتين التاريخية والقانونية.
السياسة البربرية في المغرب: عناصرها ومظاهر تطبيقها.
النقد الذاتي.
المغرب العربي من الحرب العالمية الأولى إلى اليوم.
حديث المغرب في المشرق.
عقيدة وجهاد.
بديل البديل.
منهج الاستقلالية.
مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها.
دفاع عن الشريعة.
الجواب الصحيح والنصح الخالص في نازلة فاس وما يتعلق بمبدإ الشهور الإسلامية العربية.
معركة اليوم والغد.
كي لا ننسى.
المثل الأعلى في الصدق والثبات وحسن الإنابة.
نضالية الإمام مالك ورجال مذهبه.
واقع العالم الإسلامي.
الإنسية المغربية.
صحراء المغرب المغتصبة.
الإسلام وتحديات العصر.
دفاعا عن الأصالة.
في المذاهب الاقتصادية.
لفظ العبادة: هل يصح إطلاقه لغير الله.
مجموعة أبحاث في الأدب والاجتماع.
هل الإنسان في حاجة إلى الفلسفة؟.
تاريخ التشريع الإسلامي.
دفاعا عن الشريعة.
شرح مدونة الأحوال الشخصية.
المدخل للفقه الإسلامي.
المدخل لعلوم القرآن والتفسير.
بحث مفصل عن النظريات الفلسفية المختلفة ومقابلتها بالحرية الإسلامية، ومستندات لتاريخ المقاومة المغربية. ومحاضرتان عن مهمة علماء الإسلام. هذا زيادة على مجموعة أخرى من الخطب والمحاضرات والمذكرات السياسية والقصائد الشعرية والبحوث والمقالات المنشورة في أمهات الصحف اليومية والأسبوعية والمجلات الدورية. كما أصدر مجلة «البينة»، وجريدة «صحراء المغرب»، و«الحسنى»، كما خط قلمه مجموعة من الكتب باللغة الفرنسية.
مؤلفات عنه
تناول العديد من الكتاب حياة الأستاذ علال الفاسي بالدراسة؛ من أهمها:
الحركة الوطنية المغربية من خلال شخصية الأستاذ علال الفاسي إلى أيام الاستقلال'الاستقلال -- عبد الحميد المرنيسي.
حفل شاي دعى إليه محمد علي الطاهـر في فندق كونتيننتال بالقاهرة عام 1946 تكريما للوطني المصري أحمد حسين صاحب جريدة "مصر الفتاة" وزعيم الحزب الإشتراكي المصري عقب عودته من نيويورك. من اليمين إلى اليسار: 1- شخص غير معروف الإسم 2- زعيم حزب الإستقلال المغربي علال الفاسي 3- الفريق عزيز علي المصري باشا ، وزير الحربية المصري الأسبق 4- محمد علي الطاهـر 5- الصادق المجددي ، وزير أفغانسان المفوض في مصر 6- المحتفى به أحمد حسين 7- اللواء صالح حرب باشا ، وزير الحربية المصري الأسبق 8- عبد الله الجفري ، مستشار سلاطين لحج (الآن ضمن اليمن) 9- محمد رشيدي ، سفير أندونيسيا المقبل في مصر 10- الزعيم السوداني ورئيس وزراء بلاده فيما بعد اسماعيل الأزهري 11- الوطني الجزائري الفضيل الورتلاني (واقفا).
الشيخ عبد الله الجابر الصباح من الكويت في زيارة لدار الشورى بالقاهرة عام 1954. من اليمين إلى اليسار: أحمد زكي الخياط مندوب العراق الدائم في جامعة الدول العربية، الشيخ عبد الله الجابر، علال الفاسي زعيم حزب الإستقلال المغربي