عباس العَزّاوي (ولد بقضاء الخالص في ديالى بالعراق 1890م/ 1307هـ - وتوفي ببغداد عام 1391هـ / 1971م) هو مؤرخ محام أديب عراقي، كان عضوًا في عدة مجامع علمية عربية، أتقن اللغات التركية والفارسية، واعتنى بالتأليف عن تاريخ العراق وأشهرها موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين، والتي أرخ فيها للفترة التي تمتد من سقوط بغداد عام (656 هـ - 1258 م) إلى نهاية الاحتلال البريطاني. ويعد من أبرز المؤرخين العراقيين في العصر الحديث، وعني بامتلاك المخطوطات حتى إن اسمه ليعد في مقدمة أسماء مالكي المخطوطات وكانت لديه مكتبة ضخمة جدًا.
هو عباس بن محمد بن ثامر بن محمد بن جادر بايزيد العزاوي، نسبته إلى قبيلة العزة الزبيدية في العراق.[2] ولد في البادية من لواء ديالى (محافظة ديالى) سنة 1890، ولما بلغ الخامسة من عمره توفي والده قتلا فأخذته أمه مع أخيه علي غالب إلى بغداد للعيش مع عمه اشكح الذي تزوجت منه، وقد عمرت أمه طويلا وناف عمرها على التسعين وكانت عارفة بشمائل عشيرتها وأحوالها (له أخ من أمه بن عمه أشكح اسمه محمد أمين الذي أصبح مديرا للمدرسة المأمونية في الثلاثينيات وابنه ياسين محمد أمين أستاذ الفلسفة في الجامعة)، تعلم القرآن في الكتاتيب.[3]
تعلم الترتيل والتجويد على يد عبد مخلص أفندي الوسواسي[3] ودخل المدرسة الابتدائية ثم الرشدية العثمانية (المتوسطة). كانت ثقافته الأولى دينية، حيث درس على يد عدد من علماء الدين منهم الشيخ عبد الرزاق الأعظمي والشيخ عبد الله الموصلي والسيد محمود شكري الالوسي. ونال الإجازة العلمية من الحاج علي علاء الدين الالوسي.[4] دخل مدرسة (كلية الحقوق) في بغداد (القانون حاليا) والتي أسست في أيلول سنة 1908، سنة 1919 وتخرج فيها سنة 1921 وبدا يمارس المحاماة واستمر كذلك حتى وفاته في تموز /يوليو 1971.[4]
يعد عباس العزاوي، بمؤلفاته العديدة، الرائد الأول في ميدان البحث في تاريخ العراق الحديث. لقد ترك العزاوي كثيرا من المؤلفات المطبوعة والمخطوطة[7] أهمها ما يلي:
ونشر العزاوي كتبا تراثية منها تفضيل الأتراك لابن حسول عام 1941 و«سمط الحقائق في عقائد الإسماعيلية» هذا فضلا عن نشره الكثير من المقالات والدراسات في الصحف والمجلات العراقية والعربية والأجنبية.[7]
وللعزاوي مؤلفات مخطوطة يزيد عددها عن (25) كتابا تدور حول موضوعات تتعلق بالأدب والشعر والعلوم والرياضيات والمدارس والطباعة والعقائد والتصوف والتفسير منها على سبيل المثال «تاريخ التفسير في العراق» و«تاريخ أربيل» و«تاريخ كركوك».[7]
كان يسافر سنويا إلى تركيا وإيران ولبنان ومصر وسوريا ويجلب معه الكتب والمخطوطات من هذه البلدان، ويشتري المخطوطات بأي ثمن، فجمع مكتبة ضخمة تعد بعشرات الآلاف من الكتب والمخطوطات، وخصص الدور الأسفل من داره على شاطئ نهر دجلة لها ومع ذلك بقيت الكتب تتوارد وتتراكم وتملأ الغرف الأخرى حتى وصلت إلى غرفة النوم فقالت له زوجته (آن لك إن تختار بيني وبين كتبك)[10] وعرضت عليه مبالغ ضخمة لشرائها منه إلا أنه رفض ذلك ولكن بعد وفاته رحمه الله اشترتها مكتبة المتحف العراقي بمبلغ زهيد لم يتجاوز سبعة عشر أو ثمانية عشر ألف دينار[10] ورفض أولاده استلامها (بلغ عدد كتبه ستين ألف كتاب وستة آلاف مخطوطة (وهي أكبر مجموعة مخطوطات منفردة في العالم)،[3] حتى أضحى اسمه يقارن بالأب انستانس الكرملي (ت 1947م) في ملكية المخطوطات.
كان رحمه الله يخاف على مصير مكتبته التي كان يعتبرها حياته الثانية، إذ أوصى بأن تبنى بناية على حسابه الخاص، وتوضع كتبه فيها، وتشرف على إدارتها وشؤونها هيئة أمناء هم كل من: حسين جميل، صادق كمونه، كوركيس عواد، مير بصري، سالم الألوسي، وابنه فاضل (سكرتيرا لهذه الهيئة)،[3]
تزوج سنة 1912م وأنجب ولدين فاضل وخالد وأربع بنات زكية، رسمية، غنية وراجحة، تخرج الذكور من كلية الحقوق وعملت الإناث في التعليم.[3]
توفي في 17 يوليو 1971م الموافق 25 جمادى الأولى 1391هـ ودفن في مقبرة الغزالي. وقد نشرت خبر وفاته وكالة الأنباء العراقية.[3]
{{استشهاد ويب}}
|url=
|title=
|تاريخ الوصول=
Lokasi Pengunjung: 18.117.141.164