ولد أبو باسل في 27 نوفمبر1926، في مدينة قلقيلية، التي أصبحت الآن جزءًا من الضفة الغربية، وتقع على مقربة من الخط الأخضر وكانت تحت الانتداب البريطاني على فلسطين، في ذلك الحين. التحق بمدرسة قلقيلية الأميرية عام 1934، وكان سلامة خليل مديراً للمدرسة[7]، وتلقى تعاليم الدين الإسلامي على يد الشيخ أحمد الداعور، كان والده الحاج نمر السبع رجلا تقيا وتاجرًا ثريًا، جمع ثروته من خلال تصديره البرتقال إلى بريطانيا امتلك والده أراضي شاسعة تعتبر من أخصب أراضي فلسطين في منطقة المثلث الذهبي، وامتدت من جلجوليا حتى كفر سابا، والتي تقع الآن داخل الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948. أنشاء والده مع أشقائه شركة «السبع وعاشور»، في يافا عام 1930 لتعبئة الحمضيات وتصدير البرتقال إلى بريطانيا، فكان يشرف على تعبئة محاصيله في صناديق خشبية لشحنها إلى أوروبا على خط الشحن الممتد من ميناء يافا إلى ميناء ليفربول، كان والده ناشطا في الحركة الوطنية الفلسطينية، انضم إلى حزب الكتلة الوطنية الفلسطينية[8] التي كانت برئاسة عبد اللطيف صلاح[9] وعمل على مقاومة شراء الأراضي، في تلك الفترة سعت الوكالة اليهودية لشراء الأراضي من الفلاحين الفلسطينيين بمبالغ خيالية، وكان والده يقاوم هذا الأمر من خلال دفع نفس الثمن الذي تعرضه الوكالة اليهودية، فيقوم بشراء الأراضي المهددة بالبيع حتى امتد ملكه من قلقيلية إلى البحر.
تزوج والده من عزيزة النصر وهي من نفس حمولته وعمة أبو علي إياد. ونظراً للمكانة المرموقة التي كان يتمتع بها، فقد اختاره أهالي مدينة قلقيلية رئيسا لمجلسها المحلي عام 1927 وبقي يشغل هذا الموقع حتى وفاته يوم 23 نوفمبر1938، في ذلك اليوم تعرضت عائلته لحادث مأساوي عندما أرسل فارس العزوني شخصين إلى مبنى بلدية قلقيلية لاغتيال محمد قاسم أحد أبناء القرية، وقد شعر القاسم بقدوم المسلحين الذين وجها له رصاصةً فرمى نفسه في حضن نمر السبع فسقط نمر السبع مضرجا بدمائه[10]، وراح ضحية الحادث، بينما نجا محمد القاسم من القتل وشُفي بعد فترة من الزمن، وقد أرسل فارس العزوني لآل شريم التي ينتمي لها آل السبع يعتذر لهم على ما جرى، وأعرب عن استعداده لدفع الدية، لكن العائلة رفضت هذا العرض وأصرّت على تطبيق الحكم الإسلامي الذي يقول أن القاتل يقتل في القرآن.
قبل التحاقه بالجيش العربي الأردني تعرف على أفكار حزب البعث العربي الاشتراكي وأعجب بها وقد تأثر بشقيقه الأكبر أحمد السبع المتخرج من الجامعة الأميركية في بيروت والحامل للأفكار القومية، وفي مدينة رام الله تعرف على عبد الله الريماوي وعبد الله نعواس، وحضر معهم عددا من الخلوات التي ضمت البعثيين الأوائل، كان ذلك في أواسط 1949 وهو نفس العام الذي تقدم به شقيقه أحمد السبع ومعه سبعة أعضاء حزبيين بكتاب للحاكم الإداري لمدينة القدسعبد الله التل يطلبون فيها ترخيصا لحزب البعث يوم 20 يونيو1949،
في تلك الفترة التحق بالجيش العربي الأردني وتخرج يوم 13 نوفمبر1954 برتبة ملازم ثان رقمه العسكري (512)، خلال فترة وجوده في الجيش تعرف على حركة التنظيم السري للضباط الوطنيين في الجيش العربي التي تأسست عام 1950 لطرد القيادة الأجنبية من الجيش العربي، وقد تضاعفت جهود هذه الحركة بعد نجاح ثورة 23 يوليو في مصر عام 1952، فتم تغيير اسم الحركة من التنظيم السري للضباط الوطنيين إلى حركة الضباط الأحرار الأردنيين، وذلك تيمنا بالحركة المصرية. وكان للمد القومي الذي شهدته الدول العربية بعد الثورة المصرية الأثر الأكبر في إصرار أعضاء حركة الضباط الأردنيين على السير على خطى مصر عبد الناصر بالتحرر من الهيمنة البريطانية على الأردن، وذلك من خلال إنجاز نفس المهمة الثورية التي نفذها الضباط الأحرار في مصر، وكان هدفهم الأساسي غلوب باشا، الذي يمثل رمزا للسيطرة الأجنبية على القوات المسلحة الأردنية، والحياة السياسية والاقتصادية في الأردن.
فكان ضمن المجموعة الأولى للضباط الذين شكّلوا طليعة الجيش في حركته يوم 1 مارس1956، والذين كانوا أعضاء في التنظيم السرّي واشتركوا في تنفيذ قرار تعريب قيادة الجيش العربي وطرد الجنرال غلوب باشا وإلغاء المعاهدة الأردنية / البريطانية، يقول نذير رشيد[15] أن غلوب باشا علم بوجود تنظيم الضباط الأحرار الأردنيين فلجأ إلى نقلهم ملحقين عسكريين خارج الأردن، كما امتنع عن ترقية بعض القادة، وحاول منع الضباط من التعاطي بالأمور السياسية، خاصة عندما علم بوجود نشرة سرية يصدرها بعض الضباط الأردنيين، وكانت تعدها المخابرات المصرية وتوزع في الأردن، أما علي أبو نوار[16] فقد ذكر في كتابه حيت تلاشت العرب تفاصيل عملية تعريب الجيش الأردني وأن الملك حسين اتخذ قراره بتعريب قيادة الجيش وأصدر أمره إلى أعضاء تنظيم الضباط الأحرار لتنفيذ القرار كما ذكر أسماء الضباط الذين شكلوا طليعة الجيش يوم تعريبه وهم:
القائد الركن: محمود الروسان، ملحق عسكري في واشنطن.
”
قسم حركة الضباط الأحرار الأردنيين: «أقسم بشرفي ومعتقدي، أن أكون مخلصاً لحركة الضباط الأحرار، منفذاً لأوامرها، وملتزماً بنظامها الأساسي، بكل صدق وإخلاص، والله على ما أقول شهيد»
“
القائد: محمود الموسى.
الرئيس: أحمد زعرور.
الرئيس: قاسم الناصر، كان معفى من الخدمة ومن مؤسسي الحركة.
بعد تعريب قيادة الجيش العربي وطرد الجنرال غلوب باشا تم تعينه في جهاز الاستخبارات العسكرية وفي يوم الأربعاء تاريخ 10 أكتوبر1956 بينما كان في منزل عمه عبد الرحيم السبع جاء صديقه محمود زهران الملقب محمود الأشوح،[19] ليخبره أنه عاد للتّو من الأراضي المحتلة بينما كان يقوم بمهاجمة قرية كفار سابا وهي إحدى الكيبوتسات الصهيونية الحدودية القريبة من مدينة قلقيلية، وعند اجتيازه السكة الحديدية شاهد سيارات عسكرية إسرائيلية بلا أنوار كاشفة تقف وتنزل الأسلحة والجنود حول قلقيلية. كان هذا الحديث على مسمع عمه رئيس بلدية قلقيلية عبد الرحيم السبع الذي استدعي أعضاء المجلس البلدي ومخاتير قلقيلية وقادة الحرس الوطني للاجتماع بهم على عجل في مبنى بلدية قلقيلية، وبعد أن تأكد من رواية محمود الأشوح أمر بتوزيع الأسلحة والذخائر على كل الشباب في الخنادق الأمامية وأوصى قادة الحرس الوطني الأردني أن لا تطلق أي رصاصة على الجيش الإسرائيلي إلا على مسافة قاتلة، وكلمة السر كانت بين الحرس الوطني (مازن).
خلال الاجتماع في مبنى البلدية طلب محمود الأشوح من الحضور الموافقة على مهاجمة الجيش الإسرائيلي في تجمعاتهم بواسطة قوة من الحرس الوطني قبيل أن يهجموا على قلقيلية، فرفض طلبه بالإجماع خوفاً من ردود الأفعال الإسرائيلية على قلقيلية. وخلال نصف ساعة انتشر المسلحين بعد أن تم تقسيمهم إلى ثلاثة مجموعات بقيادة محمود الأشوح وسعيد السبع وأبو يوسف الكايد على الخنادق الشمالية والغربية والشرقية بينما بقي عبد الرحيم السبع في مبنى البلدية مع أعضاء المجلس البلدي تحت الحراسة المشدّدة. وعند الساعة العاشرة إلا عشر دقائق شعر الحرس الوطني بوصول الدفعة الأولى من الجيش الإسرائيلي راجلة تتسلل بين أشجار الجوافة تتجه إلى احتلال مركز الشرطة الواقع في شمال قلقيلية، وعند وصولهم إلى مرمى النار فتحت عليهم النار وتراجعت القوة الإسرائيلية تاركين قتلاهم في ساحة المعركة وبعد ذلك شمل القتال كل الجبهات حول قلقيلية ودخلت الدبابات الإسرائيلية شوارع قلقيلية وبدأت الطائرات تقصف القوات المسلحة الأردنية التي حاصرت قوة عسكرية إسرائيلية شرق قرية النبي إلياس. وقد استشهد في هذه المعركة اثنان وخمسون شهيداً من الحرس الوطني والقوات المسلحة الأردنية من بينهم أحد قادة الجيش الشهيد غازي الكباريتي، وفي صباح يوم الخميس دخل القوات المسلحة الأردنية إلى قلقيلية وانسحبت القوات الإسرائيلية من قلقيلية تاركين قتلاهم على أرض المعركة. في تلك المعركة تم تدمير منزل عمه عبد الرحيم السبع إضافة إلى منزل والده الحاج نمر السبع كما قصفت القوات الاسرائيلية السيارة العسكرية التي كانت بحوزته متوقفة امام منزل عمه.
في تلك الفترة اتفق مع الرئيس هواري بومدين الذي كان يتولى وزارة الدفاع الوطني على تدريب الضباط الفلسطينيين فتم تخريج أول دفعة من كلية شرشال العسكرية في عام 1966 بحضور الرئيس هواري بو مدين ورئيس الاركان طاهر زبيري ومدير كلية شرشال بوجنان أحمد لقبه العقيد عباس
خلال تواجده في الجزائر، وبينما كان يتحضر للنوم، رنَّ باب منزله ونظرا لحذره الشديد فقد نظر من العين السحرية للباب، وخاصة أن لا أحد يقوم بزيارته في المنزل ولا يوجد لديه حرس ومرافقين، لكنه تفاجئ بوجود ثلاثة مقنعين على باب منزله، فما كان منه إلا الاتصال على الأجهزة الأمنية الجزائرية، التي هرعت إلى المكان وبدأت تحقيقات من دون الوصول إلى أي نتيجة، بعد انتهاء مدة خدمته مديراً لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في الجزائر وانتقاله إلى السودان كرّمه الرئيس هواري بو مدين وقيادة الثورة الجزائرية بأن منحه سيف الأمير عبد القادر الجزائري والذي يعتبر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمز للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسي.
واستصدر قرارا من الحكومة السودانية باعتماد يوم 29 نوفمبر من كل عام لبدء الفعاليات المؤيدة لفلسطين ضمن (أسبوع نصرة فلسطين) كما أنه اتفق مع وزير التربية السوداني على أن تقوم المدارس السودانية بتخصيص الحصة الأولى للتعريف بالقضية الفلسطينية ويستمر هذا النشاط لمدة أسبوع.
يعتقد كثيرون أن اللاءات الثلاثة (لا صلح لا اعتراف لا تفاوض) تعود للرئيس جمال عبد الناصر، لكن الحقيقة أن هذه اللاءات هي اختصار للمذكرة الفلسطينية التي قدمها وفد منظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر الخرطوم عام 1967 التي أصبحت شعار لمرحلة طويلة من الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين حتى وقّع ياسر عرفات اتفاقية أوسلو 1993.
خامسًا في نطاق الاتصالات الدولية في هيئة الأمم المتحدة وخارجها لا تنفرد أي دولة عربية بقبول أي حلول لقضية فلسطين.
سادسًا التركيز الدائم المستمر على الصعيدين العربي والدولي في أن قضية فلسطين وأن تكن قضية عربية مصيرية إلا أن شعبها هو صاحب الحق الأول في وطنه الذي يقرر مصيره
وبذلك رفع الوفد الفلسطيني أربع لاءات لا صلح ولا اعتراف بإسرائيل ولا انفراد لدولة عربية بالحل بيد أن المؤتمر لم يقرر سوى الثلاث الأولى فقط.
واقترح أحمد الشقيري على مؤتمر قمة الخرطوم باسم منظمة التحرير الفلسطينية إصدار قرارات تطالب بالوفاء بالالتزامات المالية تجاه منظمة التحرير الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني وتمكن المنظمة من تحمل مسؤوليتها عن تنظيم الشعب الفلسطيني، وتعزيز جيش التحرير الفلسطيني واستكمال سلطتها عليه، وإنشاء معسكرات لتدريب الفلسطينيين في الدول العربية بالتعاون مع المنظمة وتمكين هذه الأخيرة من استيفاء ضريبة التحرير من الفلسطيني وغادر أحمد الشقيري والوفد المرافق له المؤتمر ورفضوا كافة محاولات إعادتهم إليه إثر رفض القمة العربية لاقتراح ألا تنفرد أيّة دولة عربية بقبول أيّة تسوية للقضية الفلسطينية ورفض الموافقة على اقتراح الدعوة إلى مؤتمر قمة عربي للنظر في أي حلول مقترحة مستقبلا للقضية الفلسطينية وتحضره منظمة التحرير الفلسطينية.
استقالة أحمد الشقيري
خلال مشاركته في مؤتمر القمة العربية بالخرطوم 1967 اصطدم أحمد الشقيري من موقعه كرئيس منظمة التحرير مع القادة العرب محملا إياهم مسؤولية ضياع ما تبقى من فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) وأثناء المشادّة الكلامية التفت شفيق الحوت نحو سعيد السبع وقال بصوت منخفض وواهن: يبدو أن صديقنا انتهى لم يترك له حليف ماذا يبقي للشقيري بعد اصطدامه بأغلب القادة العرب؟ بينما كان النقاش محتدا وصعبا، داخل القاعة، كان فريق الموساد[28] المكون من دافيد قمحيمايك هراريشبتاي شافيت واوري لوبراني خارج القاعة متنكرين تحت غطاء «إعلامي» بوصفهما صحافيين أجانب يحصون أنفاس الوفد الفلسطيني المشارك في مؤتمر الخرطوم، وجود فريق الموساد أكده الكاتب المختص بالشؤون الاستخبارية، يوسي مليمان. حيث أشار في كتابه «حرب الظلال -الموساد والمؤسسة الأمنية»[29] إلى أن وكيل الموساد، دافيد قمحي، انتحل شخصية صحفي بريطاني ونقل وقائع مؤتمر القمة العربية في الخرطوم 1967، الذي عرف بمؤتمر «اللاءات الثلاثة». بعد انتهاء المؤتمر بدأت حملة احتجاجات داخل اللجنة التنفيذية تطالب باستقالته وكانت ذروتها يوم 14 ديسمبر1967، عندما رفع سبعة من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مذكرة إلى أحمد الشقيري مطالبين بالتنحي عن الرئاسة، «للأساليب التي تمارسون بها أعمال المنظمة». وأعلنوا استقالتهم من اللجنة. وهم: يحيى حمودة، ونمر المصري، وبهجت أبو غربية، وأسامة النقيب، ووجيه المدني، ويوسف عبد الرحيم، وعبد الخالق يغمور. وقد بادر الشقيري يوم 19 ديسمبر1967 إلى فصلهم جميعاً. لكن مصير الشقيري تحدد يوم 20 ديسمبر1967 عندما انضم إلى المعارضين عبد المجيد شومان رئيس الصندوق القومي الفلسطيني الذي قدم استقالته، وبذلك أصبح العدد ثمانية أعضاء من الخمسة عشر، وسرعان ما توالت المطالبة بتنحيته، من حركة فتح، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ما اضطر الشقيري، إلى دعوة اللجنة التنفيذية بكامل أعضائهـا، إلى جلسة عقدت برئاسته، في مقر منظمة التحرير الفلسطينية بالقاهرة يوم 24 ديسمبر1967 ولكنه رفض أن يقدم استقالته إليهم،[30] وقال: أنا هنا جئت باسم الشعب، فأقدم استقالتي للشعب الفلسطيني. وهكذا وجه للشعب الفلسطيني في الخامس والعشرين من الشهر نفسه نداء أعلن فيه أنه قد تنازل عن رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية عندها قررت اللجنة التنفيذية أن يتولى يحيى حمودة أحد أعضائها رئاسة المنظمة بالوكالة إلى حين انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني. ودعت في 25 ديسمبر1967 إلى القيادة الجماعية،
ويعلّل الشقيري استقالته؛ بأنها ترجع إلى «مشكلته» مع «الملوك والرؤساء العرب، الذين لا يمكنه العمل معهم، ولا يمكن العمل بدونهم؛ وهذه هي المشكلة». ويرى أن للصحافة المصرية دوراً في استقالته وأرسل أحمد الشقيري بكتاب استقالته إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية،[31] مع كتاب آخـر باعتماد يحيى حمودة، ممثلاً لفلسطين لدى جامعة الدول العربية.
بداية الانهيار
شكلت استقالة أحمد الشقيري ضربة كبيرة للشقيريين وهم الآباء المؤسسون للمنظمة الذين كانوا إلى جانب الشقيري مؤسس منظمة التحرير الأول، كان سعيد السبع
وشفيق الحوتوأحمد صدقي الدجانيوحيدر عبد الشافيوانيس صايغ وآخرين جزء من هذه الحالة الشقيرية وهو ما يعرف بالتيار القومي العروبي داخل منظمة التحرير الفلسطينية الذين اصطلح على تسميتهم فيما بعد داخل المجلس الوطني الفلسطيني (المستقلين)، في تلك الفترة كيلت للشقيري الاتهامات فلسطينياً، بأنه صنع مؤسسة فلسطينية صورية، طُبخت سياساتها من فوق – أي من خلال الأنظمة العربية – إلاَّ أن هذه المؤسسة كانت في عهده محافظة على ثوابتها الوطنية، ولم تتزحزح عنها قيد أنملة. وأن ورثته في قيادة المنظمة، والذين ناصبوه العداء وكالوا له الاتهامات بالتقصير، ولم يمضِ على قيادتهم لهذه السفينة أقل من شهر على تنحيه، حتى كانوا قد بدأوا بالحيد عن مشروعها الرئيسي، وهو تحرير كامل الأراضي الفلسطينية دون نقصان، وبدأوا في البحث عن حلول سلمية للقضية الفلسطينية لا تتطابق مع نهج وسياسة المنظمة التي أسسها الشقيري. ومهما يكن من أمر، فإن أخطر ما تعرضت له منظمة التحرير الفلسطينية من تطورٍ في برنامجها الوطني بعيد تنحي الشقيري مباشرة، كانت عبر المجالس الوطنية الفلسطينية الواقعة تحت هيمنة الفصائل الفلسطينية، ابتداءً من كانون ثانٍ (يناير) 1968، وحتى عام 1971، وبتأثير من حركة فتح، التي تبنت فكرة إقامة دولة ديمقراطية في فلسطين، يتعايش فيها العرب واليهود. أي أن منظمة التحرير تخلّت عن موقفها الرافض لوجود مهاجرين يهود في فلسطين، بعد أن كانت تعتبرهم مستعمرين عنصريين خلال فترة الشقيري، وكان المبرر لذلك هو كسب تأييد الرأي العام الدولي، واستقطاب القوى والأحزاب السياسية في العالم.
ما إن تولّى يحيى حمودة رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية حتى نُسب له تصريح ونقلته جريدة النهار اللبنانية في 3 يناير1968، أقوال غاية في الخطورة، «إنه يجب مواجهة الأمور وعدم المطالبة بالمستحيل، نحن نقول لليهود حتى الذين أتوا إلى فلسطين بعد 1948: تريدون السلام والتعايش حقاً؟ تحرروا من الصهيونية كحركة سياسية وعقيدة متزمتة عنصرية ودينية، واقبلوا أن تعيشوا مع العرب في دولة فلسطينية، يهودية – عربية حيث يكون لكل فئة حصتها، حسب استحقاقها وحقوقها». وأضاف قائلاً: «كل شيء ممكن، إذا رفض يهود إسرائيل التخلي عن الصهيونية، علينا أن نقتسم فلسطين حسب العدالة والحق، والمعروف أن قسماً من فلسطين كان دائماً للعرب، في هذا الجزء عاش أجدادنا وماتوا ودُفنوا. هذا الجزء هو وطننا وتراثنا الروحي والثقافي، وهو منازلنا وأراضينا وتجارتنا. لم يكن يحق لأحد أن يسلبنا هذه الأملاك، التي هي جزء منا، ليعطيها لشعبٍ يبحث عن وطن لأن اليهود كانوا ضحية الاضطهاد النازي. لقد تمَّ كل شيء الآن ومن السخف أن نطلب من اليهود العودة إلى وطنهم الأصلي. إذا أرادوا البقاء في فلسطين بغير التخلي عن الصهيونية، فليحتّلوا الأجزاء من فلسطين التي لم تكن مستغلة قبل 1948، وليردُّوا إلينا الأجزاء التي سلبوها للعرب، وإلاَّ سيكون الصراع الدائم مهما كانت النتائج. صدّقني أنا ديمقراطي حتى العظم، ومؤيد حقيقي للسلام. ومع هذا يستحيل عليَّ أن أقبل أو أتخيّل الأمر الواقع الإسرائيلي في حالته الراهنة».[32]
في كانون ثانٍ (يناير) 1968، رفع ياسر عرفاتوحركة فتح شعار (الهدف) الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين، وعلل هذا الأمر أن ذلك يقدِّم حلاً إنسانياً تقدّمياً للمشكلتين الفلسطينية والإسرائيلية. ولكن أخطر ما انطوى عليه هذا الحل، أنه تحوُّل عن أهداف منظمة التحرير الفلسطينية، قوامه الاهتمام بالوجود اليهودي القديم والجديد في فلسطين. واعتُبر هذا التحوُّل إيذاناً مبكراً بتسلل ما سُمي فيما بعد بالمواقف المعتدلة داخل منظمة التحرير الفلسطينية، وهي الوجهة التي سيُقدّر لها الاتساع والتمدد بين قيادات منظمة التحرير الفلسطينية. ومن خلال ما سبق بيانه، يتضح أن ما ذكره يحيى حمودة الرئيس الثاني لمنظمة التحرير الفلسطينية، وما تبنّته حركة فتح، إنما خرجا من مشكاةٍ واحدة، وأن ثمة تلاقحاً للأفكار والمواقف، وإن شئنا الدقة فإن توافقاً على تبني هذا المشروع كان موجوداً لدى الطرفين، وذلك على الرغم من إن أحمد الشقيري لم يكن فقط أول من عارض القرار القرار 242، بل ورفض التفاوض مطلقاً مع إسرائيل كما هو معروف.
في بداية عام 1969 انتقل أبو باسل إلى لبنان بعد أن أنهى مهمته في الخرطوموالقاهرة في محاولة لتنظيم العمل الفدائي انطلاقا من لبنان إلا أنه اصطدم بواقع الفلسطينيين المأساوي داخل المخيمات وقوانين الدولة اللبنانية التي تحظر على الفلسطينيين أي نشاط سياسي إضافة إلى تدخل الشعبة الثانية اللبنانية في شؤون فلسطينيين بشكل مهين خلال فترة وجوده في شمال لبنان وقع إشكال فردي يوم 28 أغسطس1969 داخل مخيم نهر البارد بين مواطنين فلسطينيين وعناصر من الدرك على خلفية بناء مكتب لحركة فتح[40] ما لبث أن تطور إلى انتفاضة شعبية على إثر هذا الحادث أجرى سعيد السبع اتصال هاتفي مع الرائد سامي الخطيب تم على أثرها الإذن ببناء غرفة لقيادة الكفاح المسلح في مخيم نهر البارد. إلا إن قوات الدرك داهمت المخيم وأمرت بوقف البناء. ثم عاود الاتصال مرة أخرى بسامي الخطيب الذي كرر موافقته على الاستمرار في البناء ووعده بإبلاغ ذلك إلى السلطة العسكرية في منطقة الشمال.
وحين جرى استئناف العمل بالبناء في أعقاب الاتصال الثاني عادت السلطة من جديد وداهمت المخيم أدى هذا الأمر إلى صدام عنيف بين المواطنين الفلسطينيين والدرك اللبناني[41] في تلك الفترة أخذ أبو علي إياد قرار القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في شمال لبنان وذلك بهدف إجبار الدولة اللبنانية على تشريع العمل الفدائي انطلاقا من لبنان فتم تنفيذ عملية عسكرية واسعة شملت الحدود الشمالية وتم السيطرة على ستة وسبعون مخفرا وتحرك فاروق المقدم والذي كان منتميا لحركة فتح في ذلك الوقت فسيطر على المخافر في منطقة سير الضنيةوقلعة طرابلس الأثرية طبعا لم تكن هذه الخطوة الفلسطينية بعيدة عن زعيم الحركة الوطنية اللبنانية كمال جنبلاط[42]ورشيد كرامي[43] الذي استنكف عن تشكيل الحكومة إلى ما بعد توقيع اتفاق القاهرة 1969 استمرت الأحداث في شمال لبنان إلى أن تم التوقيع الرسمي في 3 نوفمبر1969 في القاهرة بين ياسر عرفات وقائد الجيش اللبناني إميل بستاني وتحت إشراف وزير الدفاع المصري محمد فوزي.
كُلّف سعيد السبع الإشراف على تطبيق اتفاق القاهرة 1969 في شمال لبنان فقام بإعادة الاسلحة وتسليم المخافر وقلعة طرابلس الأثرية إلى الجيش اللبناني إلا أنه اصطدم مع فاروق المقدم الذي رفض الانسحاب من قلعة طرابلس الأثرية معتبراً أن الثورة الفلسطينية تخلت عنه لصالح الاتفاق مع الدولة اللبنانية فترك حركة فتح وعمد إلى تأسيس حركة التمرد والتي عرفت فيما بعد بحركة 24 تشرين. أتاح اتفاق القاهرة تنظيم العمل الفدائي فبادر أبو باسل إلى تأسيس قاعدة الشيخ زناد في عكار شمال لبنان كما أنه أرسل العديد من الشباب اللبناني والفلسطيني للتدريب في قاعدة المنطار القريبة من طرطوس في تلك الفترة خطط لعدد كبير من العمليات مع ابن خاله الشهيد أبو علي إياد من ضمنها عملية خطف أول جندي إسرائيلي (صمؤيل روزن فايزر) كما أنه أرسل في شهر آب من عام 1970 مجموعة أخرى بقيادة عمر موح ولقبه (زيغود) من مخيم نهر البارد لتنفيذ عملية أسر جندي إسرائيلي آخر وتم تحديد الهدف ما بين موقع المالكية (فلسطين)والمنارة، طبريا القريبة من الحدود اللبنانية الجنوبية استمرت المعركة طوال الليل وتم أسر جندي إسرائيلي وأثناء انسحاب المجموعة دارت معركة أخرى بعد أن أحضر الاحتلال قوات إسناد ودعموا هجومهم بالسلاح الجوي فأُصيب الشهيد عمر موح (زيغود) إصابة بالغة أدت إلى استشهاده ورفيقيه الشهيد موسى وحش العوض والشهيد محمد حليحل وتم تعليق الجثامين على جدار المستعمرة بعد تفخيخها في محاولة من قوات الاحتلال لاستدراج الفدائيين الفلسطينيين على القيام بعملية لاستعادة الجثامين، شكلت هذه العملية نهجا وقدوة لمئات الشباب الذين التحقوا بالمقاومة الفلسطينيةوالحركة الوطنية اللبنانية وهي تعتبر فاتحة العمليات الفدائية في جنوب لبنان وأصبحت ملكا لتاريخ ومقاومة شعب فلسطين.
عملية اسر صمؤيل روزن فايزر
وقعت هذه العملية بتاريخ 1-1-1970 في منطقة[44]المطلة على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة عندما أرسل سعيد السبع[45] خمسة عشر رجلا بتاريخ 12-12-1969 من قاعدة الشيخ زناد التي أسسها في عكار بشمال لبنان وجزء منهم من قاعدة المنطار القريبة من طرطوس إلى قاعدة في منطقة العرقوب كانت تحت إمرة الشهيد حسين الهيبي، كان جميع أفراد المجموعة المنفذة أعضاء ناشطين في حركة فتح وهذه العملية هي بناء على اتفاق مسبق بين سعيد السبع وابن خاله وليد أحمد نمر النصر الملقب أبو علي إياد[46] الذي وصل إلى منطقة العرقوب يوم رأس السنة واجتمع مع أفراد المجموعة التي كان على رأسها إبراهيم الشناوي [47] الذي أخذ من أبو علي إياد الضوء الاخضر لتنفيذ عملية خطف جندي إسرائيلي ومن هناك تم اقتحام الحدود، كانت العملية بهدفين الأول زرع متفجرات على الطرق التي يسلكها جيش الاحتلال، إضافة إلى خطف جندي إسرائيلي كان صمؤيل روزن فايزر في فترة خدمته في منطقة المطلة كحارس ليلي عندما وقع في كمين المجموعة الفدائية، وهو من سكان منطقة كريات متزكين قرب حيفا تم نقله على عجل إلى منطقة العرقوب حيث بقي أبو علي إياد بانتظارهم طوال الليل وما إن وصل إبراهيم الشناوي حاملا الجندي الإسرائيلي على كتفه حتى اندفع أبو علي إياد فرحا بهذا الإنجاز الكبير الذي لم يتوقعه فبادر من دون وعي إلى حضن الجندي الأسير قائلا له (أنت جيت أنا ناطرك من زمان) فوضعه بسرعة في سيارته وانطلق به مسرعا نحو الأراضي السورية متخوفا من عملية إسرائيلية مباغتة لتخليص الأسير الذي وقع في أيدي المقاومة ومن دمشق كلّف أبو علي إياد من كان معه التوجه بالجندي الإسرائيلي نحو مدينة حلب السورية ليتم إيهام الجندي أنه أصبح في العراق حيث كانت السيارة التي بها الجندي تدور به في مناطق حلب مدة ثمانية وأربعون ساعة
جنّ جنون غولدا مائير ووزير دفاعها موشيه دايان الذي أصدر في اليوم التالي للعملية أمرًا للواء جولاني وهي وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي للدخول إلى قرية كفركلا اللبنانية الجنوبية، حيث تم خطف تسعة جنود لبنانيين إضافة إلى اثنا عشر مدنيًا ومصادرة عدد من الأسلحة العائدة للجيش كما تم قصف الرادار الموجود في المكان كان الهدف الأساسي من هذه الخطوة تحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن هذا العمل من أجل أن تضغط بدورها على الفدائيين الفلسطينيين لإعادة الجندي الأسير
بعد عملية الخطف بأربعة أيام أعلنت حركة فتح أن صمؤيل روزن فايزر بحوزتها، وهي جاهزة لعملية تفاوض مباشرة مطالبة بالإفراج عن مئة أسير فلسطيني معتقلين في سجون الاحتلال لكن الحكومة الإسرائيلية لم تكن لتوافق على بدء مفاوضات حول الأسرى حتى لا يعتبر هذا الأمر بمثابة اعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية إضافة إلى اعترافها بالأسرى الفلسطينيين كأسرى حرب تقول الرواية الإسرائيلية عن الحادث أن صمؤيل روزن فايزر تم نقله خارج لبنان إلى سوريا ومن هناك إلى العراق والأردن والحقيقة أن هذه الرواية غير صحيحة حيث تم نقله من العرقوب إلى دمشق ومن هناك إلى حلب وبقي الأسير الإسرائيلي في سيارة أبو علي إياد مع مجموعة من مرافقيه في منطقة حلب لمدة يومين بعدها تم نقله إلى مدينة دمشق، وهناك أجرى مقابلة مع صحفي أجنبي اعتقد فيها الأسير الإسرائيلي أنه في الأردن بينما كان في سجن الغوطة القريب من دمشق التابع لحركة فتح تحت إشراف محمد النصر شقيق أبو علي إياد والذي علّمه اللغة العربية في تلك الفترة أطلق تصريحات يتمنى فيها العودة إلى هنغاريا مسقط رأسه في الأخير وبعد ضغط كبير من الأوساط الدولية إضافة إلى الحكومة اللبنانية تم التوصل إلى تسوية يتم فيها الإفراج فيها عن أول أسير فلسطيني وهو محمود بكر حجازي الذي تم توكيل عنه المحامي الفرنسي الشهير، جاك فرجاس، مقابل صمؤيل روزن فايزر في منطقة الناقورة بتاريخ 28-2-1971[48][49][50]
أدى الغياب المفاجئ لأبو علي إياد وإصدار ياسر عرفات بيان استباقي يعلن فيه مقتل أبو علي إياد في الأردن إلى تفجر خلافات عميقة بين أبو عمار وسعيد السبع، كان أبو باسل ضد التسرع بإصدار بيان النعي، لإنه اعتبر أن النعي هو بمثابة إعدام للقائد أبو علي إياد، خاصة أنه من الممكن أن يكون قد وقع في الأسر أو أنه جرح خلال المعارك مع العلم أن الرئيس السوري حافظ الأسد والذي تربطه علاقة مميزة مع أبو علي إياد، أوفد العماد مصطفى طلاس للتفاوض رسميا مع الحكومة الأردنية من أجل تأمين خروجه، كما أنه أرسل سرا وحدة كومندوس من الضباط السوريين برئاسة حكمت الشهابي من أجل البحث عن أبو علي إياد في منطقة الأغوار على الحدود القريبة من فلسطين المحتلة يوم تشييع الجنازة الرمزية لأبو علي إياد في دمشق ووسط حالة من الاحتقان الشديد من قبل أفراد أسرته على ياسر عرفات الذي أصدر بيان النعي، حدثت مشادة كلامية داخل منزل والد أبو علي إياد بين أحد أفراد العائلة وأبو عمار ورفع فيها السلاح بوجه عرفات، وكادت أن تتطور الأمور إلى مذبحة داخل المنزل، كما أن عددا من الضباط الفلسطينيين القريبين من تيار أبو علي أبدى رغبة في تنظيم انتفاضة وانشقاق على قيادة حركة فتح وياسر عرفات، ولكن العائلة لم تكن ترغب أن تتحول دماء أبو علي إلى مناسبة لتفتيت وحدة الصف وإجهاض الثورة الفلسطينية الوليدة، فتم العض على الجرح وتفويت الفرصة على المتربصين.
لا شك أن هذه الحادثة الإهانة تركت في نفس ياسر عرفات أثرًا عميقًا، فبدأ بحملة واسعة تستهدف كل المقربين من أبو علي، فتم إقصاء شقيقه الحاج نصر من أي مسؤولية، كما أنه فرض حصارًا ماليًا على القواعد العسكرية التي تأتمر بأوامر أبو يوسف الكايد، ثم بدأ يحاصر سعيد السبع داخل التنظيم الشعبي الفلسطيني عبر تحريض الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وإقصاء كل الأشخاص القريبين منه، وقد سبق هذه الأمر اغتيال رئيس وزراء الأردنوصفي التل[51] تحت حجة الثأر لأبو علي إياد، لكن الأمر الملفت والغريب أن الذي قام بالعملية هو أبو حسن سلامة المرتبط مع جهاز وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية عبر ضابطها في بيروتروبرت اميس، هذه العملية وغيرها من العمليات مثل ميونيخ 1972 واستهداف السفارة السعودية في الخرطوم[52] عام 1973 تضع العديد من علامات الاستفهام حول الدوافع الغايات.
التنظيم الشعبي الفلسطيني
في منتصف عام 1971 صدر قرار بتعيين سعيد السبع مديرا عاما لدائرة التنظيم الشعبي نائبا لفاروق القدومي وكانت تعتبر من أهم دوائر منظمة التحرير الفلسطينية حيث أن ربع أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني (البرلمان الفلسطيني) يتم فرزهم عبر هذه الدائرة التي يتبع لها الاتحادات والنقابات إضافة إلى المجلس الأعلى لرعاية الشباب الفلسطيني في تلك الفترة أعاد تنظيم الاتحادات والمنظمات الشعبية بعد خروج الثورة الفلسطينية من الأردن فعمل على تنظيم الانتخابات لاتحاد المعلمين والمرأة والعمال والمحامين والأطباء إضافة للكتاب، كما تقدم باقتراح لوزراء الرياضة العرب من أجل تنظيم كأس فلسطين لكرة القدم بدلا من كأس العرب لكرة القدم فتم تبني الاقتراح وعقدت الدورة الأولى في بغدادبالعراق في يناير 1972.
وفي نهاية 1971 وصلته دعوة من جمهورية الصين الشعبية للمشاركة في مؤتمر الصداقة لشعوب آسياوأفريقيا
سافر إلى الصين على رأس وفدِِ كبير واستمرت هذه الزيارة مدة شهر كامل وكانت بداية لتعاون حقيقي وفعلي بين الطرفين أثمرت عن طلب سعيد السبع لسلاح وعتاد من الجانب الصيني وذلك خلال لقائه مع رئيس وزراء الصينتشو ان لاى وقد جاء هذا الطلب في الوقت الذي كانت فيه الثورة الفلسطينية بأمسّ الحاجة للسلاح خاصة بعد الخروج من الأردن على إثر معارك جرشوعجلون، في ذلك الاجتماع وافق تشو ان لاي على المطلب الفلسطيني مع زيادة الكميات المطلوبة أضعاف الطلب الفلسطيني مما استدعى سعيد السبع للاستفسار عن هذا الأمر من الرئيس تشو ان لاي الذي قال له أن ما طلبته يا رفيق وما زدنا عليه لا يكلفنا إلا مؤتمر صحفي على التلفاز ندعو به الشعب الصيني للعمل دقيقة إضافية لصالح الشعب الفلسطيني بعد أن وافق الصينيون على تزويد الثورة الفلسطينية بباخرة السلاح طلب منهم سعيد السبع تحويلها إلى مرفأ اللاذقية في سوريا، وأجرى اتصالاً مع ياسر عرفات يبلغه بأمر الباخرة، فطلب منه ياسر عرفات تحويلها إلى العراق ووضعها بعهدة معتمد فلسطين في العراقصبري البنا، بحجة أن نظام الرئيس السوري حافظ الأسد سوف يصادرها في حال وصولها إلى مرفأ اللاذقية، وفي منتصف عام 1972 وصلت باخرة السلاح الصينية إلى ميناء البصرة في العراق واستلمها عاطف أبو بكر وإبراهيم صيدم مسؤول التسليح، وتم تخزينها في مستودعات حركة فتح في العراق وعندما انشق صبري البنا المعروف أبو نضال قام بمصادرة السلاح وبيع أجزاء منه، كانت هذه السفينة هي أول مدد لتنظيم المجلس الثوري الذي ظهر عام 1974، وقد قدرت حمولة السفينة بخمسة مليوندولار في ذلك الوقت.
ما بين استشهاد أبو علي إياد عام 1971 ومحاولة اغتيال سعيد السبع في طرابلس عام 1973 تم تطويع الإرادة الفلسطينية للوصول إلى الحل السياسي عبر برنامج النقاط العشرة.
“
في بداية عام 1972 م تقدم سعيد السبع برسالتين إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية السيد أفري بروندج يطلب فيها المشاركة بوفد فلسطيني في بطولة الألعاب الأولمبية، وذلك عندما كان يرأس المجلس الأعلى لرعاية الشباب الفلسطيني[53] إلا أن الحكومة الألمانية رفضت الطلب الفلسطيني وعلى إثر هذا الرفض أخذ الشهيد صلاح خلف قراراً بإرسال مجموعة من منظمة أيلول الأسود إلى ميونخ لخطف أعضاء الفريق الإسرائيلي والمطالبة بالإفراج عن 234 فلسطينيا معتقلين في السجون الإسرائيلية إضافة إلى أولريك ماينهوف واندرياس بادر زعيما منظمة بادر ماينهوف الألمانية بعد عملية ميونخ وضعت غولدا مائير قائمة اغتيالات لعدد من قادة المقاومة الفلسطينية فوصله مايك هراري رئيس وحدة كيدون الإسرائيلية بعد عملية فردان مباشرة والتي وقعت بتاريخ 10/4/1973 وأقام مع مجموعته حول منزله في طرابلس (لبنان) إلا أن تحركات داني ياتوم المريبة والذي كان تحت اسم (اورلخ لوسبرغ) حامل جواز سفر ألماني مزور والذي سكن في شقة خطيبته جميلة معتوق المواجهة لشقة سعيد السبع[54] دفعت أبو باسل لتكليف عدد من الفدائيين لمراقبته فتبين أنه يتردد على محل رينوار للتصوير في شارع عزمي وسط مدينة طرابلس (لبنان) وعند مراجعة صاحب المحل تبيّن أن لديه مغلف صور يحتوي على كل أقسام منزل سعيد السبع بالعدسة المكبرة وتعود ملكيته للسائح الإسكتلندي جيمس بول (اسمه الحقيقي تسفي زامير) أدى هذا الكشف إلى إفشال عملية الاغتيال وهروب كل المجموعة المكونة من ثلاثة بريطانيين رجلان وامرأة يعتقد أنها سلفيا روفئيل والذين كانوا مقيمين فوق منزله والقس الأمريكي (روبرت مالوي) اسمه الحقيقي مايك هراري والذي كان يسكن فوق الشقة التي يقيم فيها أورلخ لوسبرخ وجيمس بول الذي تبعد شقته خمسين متراً عن شقة أورلخ لوسبرخ وشقة أبو باسل والتي منها تم أخذ أغلب الصور أدى هذا الحادث إلى هروب فريق الاغتيالات ومغادرتهم لبنان بتاريخ 20/6/1973 ما عدا أورلخ لوسبرخ. بعد مغادرة فريق الموسادلبنان إلى إسرائيل تم وضع خطة أخرى بحيث كلّف أورلخ لوسبرخ بتاريخ 10/7/1973 ثلاثة لبنانيين بخطفه وحضر بيان يحمل اسم منظمة ميونخ 72 التي أسسها في مدينة طرابلس (لبنان) يتبنى فيها عملية الخطف والهدف منها اتهام سعيد السبع بخطف السائح الألماني ردا على موقف الحكومة الألمانية السلبي من الخاطفين الفلسطينيين في ميونخ كان الهدف من هذه العملية الإيقاع بين الدولة اللبنانية والفدائيين في شمال لبنان وتجديد المعارك التي اندلعت بين الدولة اللبنانية والفدائيين الفلسطينيين في شهر أيار بعد عملية فردان والتي راح ضحيتها ثلاثة من قادة المقاومة كمال عدوانكمال ناصرمحمد يوسف النجار إلا أن الضابط اللبناني النقيب عصام أبو زكي قائد شرطة مدينة طرابلس (لبنان) في ذلك الوقت كان له بالمرصاد بعد أن جمع عدد من المعلومات وتوصل إلى أن أورلخ لوسبرخ هو من قام بخطف نفسه فتوجه إلى حقل العزيمة في منطقة سير الضنية فألقي القبض عليه وحوّله للتحقيق مع عشرين شخص آخرين إلى المحكمة العسكرية والتي اعترف فيها أنه كان يراقب منزل سعيد السبع[55] إضافة إلى أنه حام حول قصر بعبدا كما أنه التقط صور لقصر الرئيس سليمان فرنجية في إهدن شمال لبنان إضافة إلى تردده إلى المختارة والتقاط صور لقصر كمال جنبلاط[56] إلا أن تدخلات كثيرة من السفارة الألمانية والأمريكية والشعبة الثانية اللبنانية وياسر عرفات تحرك من جهته فأرسل مسوؤل الكفاح المسلح الفلسطيني في شمال لبنان إبراهيم البطراوي ليتدخل لدى النقيب عصام أبو زكي من أجل إقناعه بالإفراج عن الجاسوس أورلخ لوسبرخ اسمه الحقيقي داني ياتوم تحت حجة أنه مناضل أممي يناصر القضية الفلسطينية وله أفضال على الفدائيين الفلسطينيين عندما كان يدربهم في مخيم البداوي، فرفض النقيب عصام أبو زكي هذا الأمر بشدة وأبلغه أن الألماني أورلخ لوسبرغ تم تحويل ملفه إلى المحكمة العسكرية والموضوع خارج صلاحياته، جميع هذه التدخلات أدت إلى إقفال ملفه ومغادرته لبنان ليتبيّن لاحقا أن أورلخ لوسبرغ ما هو إلا الضابط الاسرئيلي داني ياتوم والذي شغل فيما بعد منصب مدير جهاز الموساد ما بين الاعوام 1996 - 1998.[57]
فشل الموساد في ليلهامر
برغم أن جهاز الموساد حقق الكثير من العمليات الناجحة في عام 1973 إلا أنه ارتكب الكثير من الأخطاء أثناء حربه الأمنية مع الفلسطينيين، يقول رونين بيرغمان الخبير المقرب من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن جهاز الموساد نفّذ خلال أربعة عشر شهرًا التي سبقت وتلت عملية فردان أكثر من خمسين عملية أمنية[58]، استهدفت قادة العمل الوطني الفلسطيني من اغتيال ومحاولة اغتيال وتصفية، ولم يعلن إلا عن خمس وعشرون عملية، وهناك الكثير من الضحايا الذين قضوا في تلك العمليات ولم يعرف حتى الآن أنهم كانوا ضحايا لعمليات الاغتيال من قبل فريق كيدون، بالعودة إلى الإخفاقات التي وقع بها جهاز الموساد، فإن اكتشاف أبو باسل لعملية تصوير منزله دفعته لإبلاغ الأمن العام اللبناني وهذا يعتبر الإخفاق الأول، ثم تلاه محاولة أورلخ لوسبرخ خطف جول مسعد قنصل ألمانيا الغربية في مدينة طرابلس (لبنان)[59] ومحاولة لوسبرخ الصاق التهمة بسعيد السبع أنه وراء خطف القنصل أو قتله في محاولة من جهاز الموساد لافتعال مشاكل بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الألمانية خاصة أن هذه المحاولة جاءت بعد عملية ميونخ[60] الشهيرة، ومن ثم إقدامه على تدبير عملية خطف نفسه بالتعاون مع ثلاثة لبنانيين وخطيبته جميلة معتوق، وإصدار بيان باسم منظمة وهمية كان قد أنشأها في طرابلس تحمل اسم منظمة ميونخ 72 تتبنى عملية خطفه وتطالب الحكومة الألمانية بدفع مبلغ 15 مليون ليرة لبنانية، في محاولة أخرى من جانبه لاتهام سعيد السبع أنه وراء عملية خطفه بسبب موقف الحكومة الألمانية المتماهي مع الإسرائيليين خلال تنفيذ عملية ميونخ، فتم اعتقاله من قبل النقيب عصام أبو زكي، واعترف أمامه أنه كان مشاركا في عملية فردان وأنه كان يراقب منزل سعيد السبع تمهيدا لاغتياله، جميع هذه الإخفاقات ودور بعض الجهات الأمنية اللبنانية والأطراف الفلسطينية التي كانت على تعاون وتنسيق مع شبكة أورلخ لوسبرخ والذي كان يتلقى التمويل عبر جهات فلسطينية في لبنان وتحويلات بنكية من سويسراوألمانيا عبر بنك علي جمال في بيروت، الجهات الفلسطينية المتورطة معه سهّلت دخوله إلى مخيم البداوي في شمال لبنان لتدريب عناصر الكفاح المسلح الفلسطيني، كل هذا المعطيات والاعترافات ظهرت بعد اعتقال عصام أبو زكي له في سير الضنية فتم تكليف إبراهيم البطراوي مسؤول الكفاح المسلح في شمال لبنان الاتصال مع عصام أبو زكي ومحاولة التوسط لديه للإفراج عن أورلخ وإغلاق ملفه، بحجة أنه مناضل أممي مناصر للقضية الفلسطينية، لكن النقيب أبو زكي أبلغ المسؤول الفلسطيني أن ملف أورلخ أصبح في المحكمة العسكرية وأنه اعترف بمشاركته في عملية فردان، ومراقبته لمنزل سعيد السبع تمهيدا لاغتياله، كما أنه اعترف لدى المحكمة أنه نقيب في الجيش الإسرائيلي واسمه الحقيقي حاييم روفيل.
اعترافات اورلخ لوسبرخ أو حاييم رؤفئل كما ادعى وافتضح دوره وشبكاته دفعت جهاز الموساد لتنفيذ عملية اغتيال أحمد بوشيقي بمدينة ليلهامر في بالنرويج يوم 21 يوليو1973 أي بعد عشرة أيام من اعتقال حاييم روفيل في قرية حقل العزيمةبسير الضني، وأعلنت إسرائيل من تل أبيب أنها قتلت علي حسن سلامة مسؤول القوة 17 لدوره في عملية ميونخ مع أن صلاح خلف أكّد أن لا دور له في عملية ميونخ أبدا، إسرائيل التي أعلنت أنها أخطأت الهدف بقتل بوشيقي[61] الذي يشبه ابو حسن سلامه[62]، كان هدفها التستر على دور أطراف عديدة انكشفت في طرابلس وفردان، فمن يدقق في صور الشخصيتين علي حسن سلامة وأحمد بوشيقي لا يجد أن هناك تشابه بين الاثنين، كما أنه من المعروف عن جهاز الموساد أنه يسكن بجانب الضحية قبل ستة أشهر على الاقل من تنفيذ جريمته، فيقوم برصد الضحية وأخذ العديد من الصور له ولعائلته وزواره، كما أنه يرسم مُجسّم لشقته، كما حدث في فردان حيث استأجر جهاز الموساد عدة شقق حول منزل القادة الثلاثة، وهذا ما حدث عند محاولة اغتيال أبو باسل، فقد استأجر الموساد عدد من الشقق حول منزله وفوق شقته، ولا يمكن أن يقوم جهاز محترف بحجم وكفاءة الموساد بتصفية شخص لمجرد تشابه كما يدعي، الشيء الآخر الملفت، هل من المعقول أن يسافر رئيس جهاز أمني فلسطيني إلى قرية ليلهامر النرويجية ليعمل في فندق ويتنكر بشخصية نادل مغربي ويقوم بتقديم القهوة والشاي للزبائن ؟ كارثة الموساد في ليلهامر لم تكن بسيطة، اعتقال ستة ضباط من جهاز الموساد في النرويج[63] إضافة لإخفاقات الموساد في لبنان التي تكلّلت باعتقال حاييم رؤفيل في طرابلس، دفعت جولدا مائير لإصدار أوامرها بوقف العمليات الخارجية فورا، كما أن شبتاي شافيت قدّم استقالته إلى مدير الموسادتسفي زامير، لم يتوقف الأمر هنا بل إن مايك هراري[64] مدير وحدة كيدوان قدّم استقالته أيضا، يعتبر شهر تموز من عام 1973 شهر الكوارث لجهاز الموساد، الذي أصبح يدرس في مناهجه خطأ طرابلس الذي تسبب باعتقال سبعة ضباط من وحدة كيدون.[65]
في بداية عام 1995 بدأت تظهر عوارض غريبة على سعيد السبع بعد عودته من الأردن كانت بدايتها انفلونزا شديدة، فذهب إلى طبيب في مدينة طرابلس، لبنان لمعاينته فوصف له علاجًا للرشح، ورجح التشخيص في البداية شكلاً من أشكال الرشح الشديد، وكانت العوارض تصب في هذا الاتجاه بقي على هذه الحال لمدة شهر، ولم يتعافى مع آلام في كل أنحاء جسمه، ثم تطور الأمر إلى سعال مع دماء، واستفحل وضعه الصحي بسرعة، لم يتوقع الأطباء أن يكون المرض عضالا، آلام في الظهر بشكل لا يُحتمل، وعدم المقدرة على تقبل الغذاء بكل أشكاله، خلال زيارة أحد الأطباء له طلب منه صورة سكانر، ظهرت النتيجة في اليوم التالي، هو يعاني من انتشار سرطان الرئة، بدأت رحلة جديدة من المعاناة، فكان يسافر شهريًّا إلى الأردن لأخذ العلاج الكيميائي، وهناك اهتم به أخصائيون في الأردن وأجروا له كل الفحوصات اللازمة.
لكن عند عودته إلى لبنان كل شهر كانت عائلته تلاحظ أن التدهور في صحته كان كبيرًا، تغير رهيب في مظهره وقوته، تورم كبير في كتفه الأيسر، استولى الوهن والضعف على جسمه، لكن وعيه بقي كاملا، كذلك قدرته على التركيز. كان مهتمًّا بعدم إظهار الضعف أمام عائلته، لكن صلابة الإرادة لا تكفي وحدها لإخفاء التدهور. أغلب الظن أنه أدرك تفاقم حالته، لكنه لم يكن يرغب في إظهار ذلك، تمسك في جدول أعماله اليومي، وكان يسأل الزائرين عن بعض المسائل السياسية وأخبار فلسطين، موحيًا أنه في وضع طبيعي.
في أواسط يونيو تزايد التدهور، فسافر إلى الأردن، وقال الأطباء الأردنيون إنهم غير قادرين على القيام بأكثر مما قاموا به وتوفي في 30 يونيو1995 الموافق ليوم الجمعة 2 من شهر صفر 1416 هـ في الأردن.
يُشار في هذا الصدد إلى أنه عند وفاته عام 1995 كان شبتاي شافيت قد تقلد منصب مدير جهاز الموساد وهو الذي كان يتابعه في السودان خلال في مؤتمر القمة العربية في الخرطوم 1967، وكان أحد أعضاء الفريق الاسرائيلي المكلف باغتياله في طرابلس عام 1973 ، أما داني ياتوم الذي قبض عليه من قبل عصام أبو زكي في حقل العزيمة ، فقد تقلد منصب السكرتير العسكري لرئيس الوزراء إسحاق رابين
قرار الاغتيال
بعد تعيين شبتاي شافيت في منصب مدير جهاز الموساد عام 1989 ، بدأ بمراجعة كل ملفات الموساد ، والاخفاقات التي تعرض لها الجهاز ، وخاصة تلك العملية الفاشلة والتي كان شبتاي شافيت مشاركا فيها ، والتي كانت تستهدف اغتيال سعيد السبع في طرابلس شمال لبنان ، يقول رونين برغمان أن شبتاي شافيت طلب موافقة رئيس الوزراء اسحاق شامير على اغتيال القادة الفلسطينيين الذين أدرجت أسماؤهم على “اللائحة الحمراء” (مطلوبين للقتل) قبل أكثر من عشرين عاماً (حقبة جولدا مائير)، وبقي معظمهم فاراً ، على حد تعبير رونين بريغمان الذي ينقل عن رئيس “الموساد” شبتاي شافيت قوله “من وجهة نظرنا، الصفحات الحمراء تبقى بلا نهاية [70]، وعليه أخذ الموساد قرارا بتصفية صلاح خلف يوم 14 يناير 1991 وقتله معه هايل عبد الحميد وفخري العمري ، وبعدها بعام اغتيل عاطف بسيسو في باريس ، ثم قام الموساد بتصفية مهدي بسيسو مسؤول الأمن في حركة فتح - الانتفاضة في بيروت عن طريق السم ، ثم تمكن من الوصول إلى تسميم سعيد السبع والذي توفي يوم 30 حزيران 1995 ، ثم لاحق فتحي الشقاقي في مالطا حيث تم اغتياله يوم 26 تشرين الأول 1995
مًنْ يقتل يهوديًا
يقول إسحاق حوفي، رئيس الموساد السابق، بين الاعوام 1974 - 1982 على الجميع أنْ يعلم، إنّ مًنْ قتل يهوديًا،[71] فهو يكون عمليًا قد أصدر حكم الإعدام بحقّ نفسه، إنّه انتهى عمليًّا، على حدّ وصفه. طبق الموساد هذا الامر على أدولف آيخمان الضابط النازي الذي عمل إلى جانب أدولف هتلر وهرب بعد الحرب العالمية الثانية إلى الأرجنتين متخفياً باسم جديد وشخصية جديدة مبتعداً عن أية مظاهر قد تفضحه ولم يمارس أي عمل ضد إسرائيل، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وفي عام 1960 خطفه رفائيل إيتان[72] ونقله إلى إسرائيل، حيث حوكم وأدين وشُنق في العام 1962. ثم أحرقت جثته وألقي بالرماد في البحر الأبيض المتوسط[73]
بعد أربعة أشهر على وفاة سعيد السبع الغامضة قام جهاز الموساد والذي كان تحت رئاسة داني ياتوم بتنفيذ عملية اغتيال فتحي الشقاقي في جزيرة مالطا يوم 26 أكتوبر1995، وفي 25 سبتمبر1997 قام جهاز الموسادالإسرائيلي بتوجيهات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيليبنيامين نتنياهو. بمحاولة اغتيال خالد مشعل في الأردن حيث قام فريق الموساد المكون من عشرة أشخاص بالدخول إلى الأردن بجوازات سفر كندية مزورة حيث كان خالد مشعل مقيماً هناك، وتم حقنه بمادة سامة أثناء سيره في شارع وصفي التل في عمان، ولو لم ينتبه مرافق خالد مشعل وابنته إلى أن هناك أمر غير طبيعي، لنجحت العملية ومرت مرور الكرام وتم اعتبار الامر على أنه لغز. كما حدث مع وديع حداد الذي تم اغتياله، ولم تعلن إسرائيل الا بعد مرور ثمانية وعشرون عامًا. فيما بعد تبين ان مدير الموسادداني ياتوم كان يقف خلف اعطاء الاوامر بتصفية خالد مشعل في الأردن[74]، إضافة إلى أنه سبق أن شغل منصب قائد الضفة الغربية عام 1994.
تشمل هذه القائمة صراعات ما بعد الحكم العثماني (بعد سنة 1918) التي لا تقل عن 100 حالة وفاة يتم سرد الصراعات المطولة في العقد حينما بدأت؛ وتتميز الصراعات الجارية بالخط المائل
Ciptadana Sekuritas AsiaJenisJasa KeuanganKantorpusatJakarta, Indonesia TokohkunciJohn Herry Teja (Presiden Direktur)Situs webwww.ciptadan-sekuritas-asia.com Ciptadana Sekuritas Asia adalah sebuah perusahaan sekuritas yang didirikan pada tahun 2005. Kantor pusat Ciptadana Sekuritas Asia berada di Jakarta, Indonesia. Ciptadana Sekuritas Asia berstatus sebagai anak perusahaan dari Ciptadana Capital. Pendirian Pada awal pendiriannya, Ciptadana Sekuritas Asia bernama Ciptadana Sekuritas. Pemilik ...
Questa voce sull'argomento cestisti statunitensi è solo un abbozzo. Contribuisci a migliorarla secondo le convenzioni di Wikipedia. Segui i suggerimenti del progetto di riferimento. Tyler Herro Tyler Herro con la maglia di Kentucky Nazionalità Stati Uniti Altezza 196 cm Peso 88 kg Pallacanestro Ruolo Guardia Squadra Miami Heat Carriera Giovanili Whitnall High School2018-2019 Kentucky Wildcats Squadre di club 2019- Miami Heat242 (4.272) Il simbolo → indica un tr...
Pour les articles ayant des titres homophones, voir A16 et Ascèses. « Ascétique » redirige ici. Pour l’article homophone, voir Acétique. Cet article est une ébauche concernant la religion et la philosophie. Vous pouvez partager vos connaissances en l’améliorant (comment ?) selon les recommandations des projets correspondants. Pour les Pères du désert qui pratiquent l'érémitisme, il n'est de bonheur accessible que dans l'expérience du retrait du monde et l'ascè...
Pemilihan umum Presiden Amerika Serikat 1948194419522 November 1948531 suara elektoral di kolese elektoral266 elektoral untuk menangKehadiran pemilih53.0%[1] 2.9 ppKandidat Calon Harry S. Truman Thomas E. Dewey Strom Thurmond Partai Demokrat Republik Dixiecrat Negara bagian Missouri New York South Carolina Pendamping Alben W. Barkley Earl Warren Fielding L. Wright Suara elektoral 303 189 39 Negara bagian 28 16 4 Suara rakyat 24,179,347 21,991,292 1,175,930 ...
1998 single by Brandy Top of the WorldSingle by Brandy featuring Masefrom the album Never Say Never ReleasedJuly 7, 1998 (1998-07-07)GenreR&BpopfunkLength4:41LabelAtlanticSongwriter(s)LaShawn DanielsFred Jerkins IIIRodney JerkinsIsaac PhillipsNycolia TurmanMason BethaProducer(s)Rodney JerkinsBrandyBrandy singles chronology The Boy Is Mine (1998) Top of the World (1998) Have You Ever? (1998) Mase singles chronology Lookin' at Me(1998) Top of the World(1998) Take Me T...
松岡禎丞2022年松岡禎丞配音演员昵称つぐつぐ[1]国籍 日本出生 (1986-09-17) 1986年9月17日(37歲) 日本北海道十勝支廳帶廣市出道作品AKX20000(東之伊甸)代表作品藤島鳴海(神的記事本)桐人/桐谷和人(刀劍神域)草薙護堂(Campione 弒神者!)神田空太(櫻花莊的寵物女孩)空(NO GAME NO LIFE 遊戲人生)愛徒勇氣(漫畫家與助手)安藝倫也(不起眼女主角培育�...
New Zealand drag performer (1936–2011) Carmen RupeRupe in 1960Born(1936-10-10)10 October 1936Taumarunui, New ZealandDied14 December 2011(2011-12-14) (aged 75)Sydney, AustraliaOther namesCarmen, Kiwi CarmenOccupations Drag performer brothel keeper activist Carmen Rupe (10 October 1936 – 14 December 2011), was a New Zealand drag performer, brothel keeper, anti-discrimination activist, would-be politician and HIV/AIDS activist.[1] Carmen Rupe was New Zealand's first drag qu...
PS/2 EThe IBM PS/2 E on top of a Model 56 and Model 30-286.ManufacturerIBMTypePersonal computerRelease dateJuly 29, 1993; 30 years ago (1993-07-29)Units soldAround 25,000Media1.44 MB 3½-inch floppy disksOperating systemIBM DOS 5.02 or 6.1, Windows 3.1, Windows 95, OS/2CPU50 MHz IBM 486LC2Memory4–16 MBStorage120–340 MB hard driveInputTrack Point II Keyboard, mouse (optional), touch screenPower24 PSUDimensions304.8 × 304.8 × ...
1979 studio album by Giorgio MoroderE=MC²Studio album by Giorgio MoroderReleased27 August 1979 (1979-08-27)RecordedSoundstream Inc.Genre Disco electronic Length31:07LabelCasablancaProducer Giorgio Moroder Harold Faltermeyer Giorgio Moroder chronology Love's in You, Love's in Me(1978) E=MC²(1979) Solitary Men(1983) Singles from E=MC² Baby BlueReleased: 1979 What a NightReleased: 1979 If You Weren't Afraid E=MC² is a 1979 studio album by Italian producer Giorgio Morod...
County in Missouri, United States County in MissouriCass CountyCountyCounty courthouse in Harrisonville FlagLocation within the U.S. state of MissouriMissouri's location within the U.S.Coordinates: 38°39′N 94°21′W / 38.65°N 94.35°W / 38.65; -94.35Country United StatesState MissouriFoundedMarch 3, 1835Named forLewis CassSeatHarrisonvilleLargest cityKansas CityGovernment • County CommissionPresiding Commissioner Bob Huston Associate Commissi...
Management system AIM was developed for and is primarily used by the United States Navy Authoring Instructional Materials (AIM) is a management system consisting of a set of commercial and government software used by the United States Navy for the development and design of training curricula and instructional content.[1] First proposed in the 1970s,[2] AIM was designed to maximize the efficiency of the curriculum development process through the use of computer-based automation...
باندونغ (بالإندونيسية: Bandung) باندونغ باندونغ خريطة الموقع الشعار (بالإندونيسية: Gemah Ripah Wibawa Mukti) تاريخ التأسيس 25 سبتمبر 1810 تقسيم إداري البلد إندونيسيا (27 ديسمبر 1949–)[1] [2][3] عاصمة لـ جاوة الغربية التقسيم الأعلى جاوة الغربية[1] �...
متلازمة ويفر معلومات عامة الاختصاص علم الوراثة الطبية من أنواع عيب خلقي تعديل مصدري - تعديل متلازمة ويفر (بالإنجليزية: Weaver syndrome ) تعرف أيضاً بمتلازمة ويفر سميث وهي مرض خلقي شديد الندرة مُصاحَب بنمو سريع يبدأ في مرحلة ما قبل الولادة ويستمر خلال سنوات الطفولة والشب...
Infection control technique by keeping a distance from each other Not to be confused with social distance or social isolation. For the Lil Baby song, see My Turn (Lil Baby album). People socially distancing while queuing to enter a supermarket in London during the COVID-19 pandemic Without social distancing and other pandemic containment measures, pathogens can spread exponentially.[1] This graphic shows how early adoption of containment measures tends to protect wider swaths of the p...
Jewish-Hungarian Holocaust victim The native form of this personal name is Heyman Éva. This article uses Western name order when mentioning individuals. Eva HeymanBorn13 February 1931 (1931-02-13)Oradea, Kingdom of RomaniaDied17 October 1944 (1944-10-18) (aged 13)Auschwitz-Birkenau, Greater German ReichOccupation(s)Writer, author Eva Heyman (Hungarian: Heyman Éva; 13 February 1931 – 17 October 1944) was a Jewish girl from Oradea. She began keeping a diary in 1944 during...
Reconstitution d'une embarcation chono. Localisation des peuples amérindiens du Chili. Les Chonos sont un peuple amérindien nomade disparu qui habitait le sud du Chili entre l'île de Chiloé et la péninsule de Taitao. Ces chasseurs-cueilleurs organisés en petits groupes se déplaçaient dans des pirogues, les dalcas, en utilisant la voile et la rame. Ils vivaient de la chasse aux phoques, de la pêche ainsi que de la collecte des coquillages et des algues. Ils circulaient dans les canaux...