عبد الكريم النحلاوي[1](1926، دمشق، سوريا)، هو عسكري سوري، قائد ومخطط الانقلاب العسكري[2][3] في 1961 الذي أدى إلى انفصال سوريا عن مصر في الوحدة التي نشأت بين القطرين تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة.[4] وقد قام في 28 آذار/مارس 1962، بانقلاب عسكري آخر، بقيادته الشخصية هذه المرة. قام بحل البرلمان وإقالة حكومة معروف الدواليبي. وقد وقع انقلاب عسكري ضد «النحلاوي» في مارس 1963. أبعد العقيد عبد الكريم النحلاوي بعد الانقلاب الأخير بيومين حيث غادر البلاد بعد اجتماع عقد في حمص لمجموعة من الضباط العسكريين الاشتراكيين والقوميين برئاسة أمين الحافظ حيث غادر البلاد إلى سويسرا ومنها إلى بون وبقي في ألمانيا قبل أن يقرر العودة إلى البلاد خلال الفترة التالية ثم يبعد مرة أخرى إلى ألمانيا بقرار من رئيس الأركان اللواء نامق كمال تجنبا لإثارة البلبلة في صفوف الجيش الذي شهد في فترة تواجد النحلاوي عصيانا في قطعة قطنا استهدفت الإطاحة بالفريق عبد الكريم زهر الدين الذي أزاح الكثير من الضباط وقام بتسريحهم من الخدمة أو أبعدهم إلى مناصب في وزارة الخارجية.[5][6]
كان عبد الكريم النحلاوي مستقيماً في انضباطه المسلكي ومحافظا في سلوكه الاجتماعي ودمشقياً بامتياز. ورغم أن الرجل كان عسكرياً إلا أنه كان لا يحب أن تصل الأمور مهما وصلت إلى إهدار نقطة دم واحدة، وقد صرح بذلك عندما سأل لماذا لم يستمر في مسيرته رغم استطاعته الثبات في مكانه فأجاب عندما تصل الأمور إلى مفترق طرق وإحدى الطرق يؤدي إلى هدر نقطة دم واحدة يستحيل اختيار هذا الحل، وأن الجيش وجد لحماية الشعوب ومحاربة أعدائها والخلافات الحاصلة لا يمكن أن تؤدي للعنف مهما وصلت، وكان متعاطفاً مع الإخوان المسلمين.
في عهد الوحدة، عمل المقدم عبد الكريم النحلاوي نائبا لمدير إدارة شؤون الضباط في الجيش الأول، والتي يرأسها العميد أحمد علوي، أحد أصفياء المشير عبد الحكيم عامر وهو المنصب الهام الذي سمح للنحلاوي بالتحكم بتنقلات الضباط طالما كسب ثقة المشير عامر. تحلى النحلاوي بالكتمان، وأظهر كل آيات الولاء والطاعة لقائده عامر، الذي كان يبادله محبة واصطفاء.
شهد صيف 1961 – وبالأخص بعد صدور قرارات التأميم – تحركات حثيثة للتآمر على الوحدة، حتى أن هاني الهندي قطب حركة القوميين العرب أتى للسراج بقائمة من 37 ضابطاً يتآمرون للانقلاب وعلى رأسهم النحلاوي. أوصل السراج القائمة لعبد الناصر الذي سارع بسؤال عامر عن كاتم أسراره السوري – النحلاوي – فما كان من عامر إلا أن دافع عنه بشدة متهماً السراج بأنه يستهدف «رجاله» وأنها دسيسة لا تستحق مجرد الالتفات إليها.
والشاهد أن بدء التحضير لانقلاب الانفصال جرى منذ أوائل الربيع، وبسببه قام ملك الأردنحسين بن طلال بالاعتذار العلني من عبد الناصر في رمضان/آذار 1961 عما سلف، حتى يبعد أنظار الأخير عنه، بينما هو منهمك في العمل على إنهاء الوحدة عبر صلة خاله الشريف ناصر مع حيدر الكزبري قائد سلاح الهجانة السوري.
نشأته والنشأة
ولد عبد الكريم النحلاوي في دمشق عام 1926 في عائلة متوسطة الحال من الأحياء القديمة في دمشق، نشأ وشب في حي قبر عاتكة، ودرس في المدارس الحكومة الابتدائية والثانوية وتخرج منها عام 1948، كان ينوي دراسة الطب وتحول إلى الكلية الحربية بسبب الظروف التي حدثت في ذلك الوقت بحرب فلسطين ونشأة دولة إسرائيل لذلك قرر ينتسب إلى الكلية الحربية من أجل أن المساهمة في حرب فلسطين. تخرج نالكلية الحربية عام 1950 برتبة ملازم ثاني، ثم تدرج في المناصب حتى رتبة عقيد أركان حرب.[7]
قام عبد الكريم النحلاوي بالانقلاب بالتعاون مع موفق عصاصةوحيدر الكزبري. توجه النحلاوي بفرقة دبابات إلى مقر المشير عامر لإبلاغه بطلبات الضباط الانقلابيين التي لم تتضمن الانفصال بل تلخصت بإبعاد سيطرة بعض الضباط المصريين عن فرق الجيش السوري. حسب النحلاوي في شهادته لبرنامج شاهد على العصر، وافق المشير في بداية الأمر على المطالب وتمت صياغة بيان يمهد لعودة الضباط إلى ثكناتهم وتسليم السلطة مجدداً لعبد الناصر، ولكن المشير عامر ماطل في إصدار البيان بغية كسب الوقت نظراً لإرسال قوات عسكرية مصرية لحسم الموقف، وهو ما أفشل محاولات الصلح وخاصة بعد الهجوم المستمر من إذاعة صوت العرب على الانقلابيين.
العجيب أن انقلاب الانفصال تم على يد 37 ضابط فقط مما يبين هزالة الأوضاع في الإقليم عشيته وهشاشتها الصارخة. بل ورغم معرفة السراج الاستباقية بما هو قادم وتحذيره منه.
كانت هناك تأييد للانفصال من جانب الأردنوالسعودية، فعندما خلع الملك سعود على يد أخيه الملك فيصل ذهب إلى مصر، وعندما واجهه عبد الناصر بإنفاقه 7 ملايين جنيه استرليني لتنظيم انقلاب الانفصال في سوريا، فردّ عليه سعود بأن المبلغ المنفق كان 12 مليوناً وليس 7 ملايين.
ما بعد الانفصال
أرسلت وفود ورسائل لقيام وحدة جديدة مع مصر ولكن على أسس علمية وعلى أساس الاحترام المتبادل والديمقراطية واحترام السوريين وإرجاع الضباط المبعدين ولكن عبد الناصر رفض الفكرة قائلا: «الوحدة التي ذهبت بانقلاب لا تعود بانقلاب».
قاد البعثيون انقلابا جديداً في 8 آذار1963 أسفر عن استلام حزب البعث للسلطة وإبعاد عبد الكريم النحلاوي وعدد من زملائه خارج البلاد، ثم سرحوه من الجيش. قاموا بعد ذلك بإحضار أمين الحافظ من المنفى حيث كان قد نفاه نظام القدسي في كانون الأول من عام 1961 بعد الانفصال إلى الأرجنتين. أرادت اللجنة العسكرية أن تضع أمين الحافظ ليكون رجل الواجهة.
حياته بعد 8 مارس 1963
غادر النحلاوي سوريا في يناير 1963 وبعد انقلاب 8 مارس 1963 تم تسريحه من الجيش فاتجه إلى السعودية حيث عمل فيها محاسباً في إحدى الشركات التجارية في الرياض حتى تقاعد بسبب سنه.
^Oron, Yitzhak; Shmuelevitz, Aryeh; Dann, Uriel; Amzalak, Naomi; Avi-Ad, Shmuel; Gabbay, Rony; Luntz, Yosef; Porat, Yenoshua; Unger, Aryeh; Yadlin, Rivka (1961). "Chapter 18: The United Arab Republic (Al-Gumhuriyah al-Arabiyah al-Muttahidah)". Written at Jerusalem, Israel. In Elath, Eliahu (ed.). Middle East Record Volume 2, 1961. Middle East Record (بالإنجليزية) (1st ed.). Jerusalem: The Moshe Dayan Center/Reuven Shiloah Research Center (Tel Aviv University)/Israel Program for Scientific Translations/Israel Oriental Society (University of Jerusalem)/The Jerusalem Post Press/Gano Press. Vol. II. pp. 577–692. OCLC:19956240. Archived from the original on 2023-12-26. Retrieved 2021-05-19. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |بواسطة= تم تجاهله يقترح استخدام |عبر= (help)
^Mansour, Ahmed, Al-Jazeera Television, Shahid 'Ala al-'Asr (Weekly Interview Based History Show), 1/25/2010--3/29/2010
^Choueiri, Youssef M., Arab nationalism: a history : nation and state in the Arab world, Wiley, 2000, p. 200