السنتان الأول من الحرب في شمال افريقيا تميزتا بالنقص الواضح في المؤونة إضضافة إلى مشاكل التنقل والتحرك العسكري نظرا للظروف المناخية والطبيعية هناك، كما لم تحتوي سواحل شمال افريقيا على الكثير من الموانئ. فمثلا كانت القاعدة البحرية البريطانية في الإسكندرية شمال مصر التي كانت تحتوي على ميناء مجهز تبعد تقريبا 2,100 كيلومتر بالطريق من الميناء الرئيسي بطرابلس الخاضع للسيطرة الايطالية، كما كانت السيطرة على البحر المتوسط منقسمة بين البحرية الايطاليةوالبحرية البريطانية اللتان كانت كل واحدة منها تتزود بالتموين من الإسكندرية بالنسبة للبريطانيين ومن ميناء طرابلس وبشكل أقل في مينائي طبرق وبنغازي بالنسبة للإيطاليين. رغم ان البريطانيين كان في إمكانهم الحصول على المؤونة عبر البحر الأحمر نظرا لسيطرتهم على مصر. وكذلك عبر المحيط الأطلسي مرورا برأس الرجاء الصالح.
النقص المزمن للمؤن جعل تحقيق انتصارات نهائية وساحقة من قبل الطرفين امرا مستحيلا في السنوات الأولى للحرب في منطقة شمال افريقيا،
قام الجيش العاشر الإيطالي بإطلاق غزو شامل في أتجاه مصر البريطانية. وتمكن من التوغل 97 كيلومترا في عمق الأراضي المصرية. وقامت القوة الصحراوية الغربية بالقتال لصد الهجوم والحد من سرعته في ظل انسحابها نحو مرسى مطروح، وقد تم تدمير الجيش العاشر الإيطالي أثناء عملية البوصلة العسكرية واحتلال مدينة العقيلة. ومع قدوم القوات الألمانية أي فيلق الصحراء. أطلق المحور عملية زهرة الشمس وهي عملية تهدف لتعزيز القوات الإيطالية وصد الهجمات البريطانية في ليبيا، إلا أن العملية فشلت في إعادة احتلال طبرق وتوقف الهجوم المضاد على الحدود المصرية-الليبية في أفريل1941 بعد أن وصلت المؤونة لمستويات لا يمكن عبرها مواصلة الهجمات.
في نوفمبر 1941 . بعد أن استعاد الجيش الثامن البريطاني عافيته وقام باعادة تجهيز نفسه بالعتاد والجنود مستفيدا من قصر المسافة اللازمة للتموين بين الإسكندرية وخط الجبهة العسكرية قام بإطلاق عملية كروسيدر وقام بفك الحصار عن طبرق الليبية ووصل إلى مشارف مدينة العقيلة، ولكن هذا الجيش تم دفعه من قبل قوات المحور إلى الغزالة غرب طبرق وفي مرحلة ثانية تم اجبار الجيش الثامن على التراجع نحو العلمين التي تبعد 160 كيلومتر فقط عن الإسكندرية.
سنة 1942 , احتد القتال بين البحرية البريطانية ونظيرتها الإيطالية من اجل السيطرة على مياه المتوسط. إلا ان البريطانيين حافظوا على وجودهم في جزيرة مالطا مما منح القدرة لسلاح الجو الملكي على إغراق ومهاجمة السفن الايطالية المحملة بالمؤن. وبوصول مزيد من المؤن للجيش الثامن تمكن البريطانيون من دفع قوات المحور واجبارها على التراجع خلال معركة العلمين الثانية
إستسلام المحور
بعد ستة أيام من سقوط تونسوبنزرت بيد الحلفاء، إستسلمت آخر جيوب القتال التابعة للمحور بتسليم أكثر من 230.000 جندي محوري أنفسهم ليصبحوا سجناء حرب بيد قوات الحلفاء، الجنرال لوسيان كينج تراستسكوت، أحد القادة العسكريين لقوات الحلفاء. قد أكد أن عمليات المقاومة العسكرية المحورية في المناطق الخاضعة للسيطرة العسكرية الامركية إنتهت يوم 6 مايو. وأن القوات الألمانية بدأت في الإستسلام باعداد كبيرة. وبذلك انتهت حملة تونس بانتصار القوات الحليفة واستعادة السيطرة على تونس