أحداث 9 أبريل 1938 هي أحداث حصلت في تونس وسط احتجاجات شعبيّة طالبت بإصلاحات سياسية، بما في ذلك إنشاء برلمان، كانت هذه الأحداث خطوة رئيسية نحو استقلال تونس التي كانت لا تزال تحت الحماية الفرنسية. لم يستطع الاحتلال الفرنسي خلالها استعادة الهدوء إلّا بعد سقوط العديد من الشهداء.
يوم 8 أبريل اندلعت الأحداث بخروج الشعب التونسي بكل شرائحه وفئاته وأجياله للمناداة بالحرية وتحديدا بـ«برلمان تونسي».[2]بالعاصمة التونسية. إذ خرجت إحداهما من ساحة الحلفاوين بقيادة علي البلهوان والأخرى من رحبة الغنم قادها المنجي سليم. وكانت المرأةالتونسية قد خرجت في تلك المناسبة للتظاهر لأول مرة.
يوم 9 أبريل اعتقل علي البلهوان وجلب إلى المحكمة للمثول لدى حاكم التحقيق فأثار ذلك غضب المتظاهرين وخرجوا بأعداد غفيرة للتّظاهر، فتمّ إعلان حالة الحصار ووقع قمعهم واعتقال عدّة مناضلين من بينهم الحبيب بورقيبة، بلغ عدد الاعتقالات حينها ما بين الألفين والثلاثة آلاف، وتمّت إحالة المعتقلين على المحاكم العسكرية. كما سقط 22 قتيلا و 150 جريحا برصاص الاحتلال الفرنسي وأعقبت ذلك حملة قمعية واسعة شملت قيادات الحركة الوطنية[3]
مقتطف من خطاب علي البلهوان يوم 8 أفريل 1938 بساحة الإقامة العامة بتونس العاصمة، قبل اندلاع الأحداث:[4]
«جئنا في هذا اليوم لإظهار قوانا، قوة الشباب الجبارة التي ستهدم هياكل الاستعمار الغاشم وتنتصر عليه، جئنا في هذا اليوم لإظهار قوانا أمام هذا العاجز (يشير إلى المقيم العام : غيون) الـــذي لا يقدر أن يدير شؤونه بنفسه ويتنازل عنها إلى (كارتون) (الكاتب العام للحكومة يومئذ) ذلك الغادر الذي يكيد للتونسيين الشرّ والمذلّة والمحق ويريد سحقهم في هذه البلاد لا قدّر الله.
يا أيها الذين آمنوا بالقضية التونسية، يا أيها الذين آمنوا بالبرلمان التونسي، إن البرلمان التونسي لا ينبني إلا على جماجم العباد، ولا يقام إلا على سواعد الشباب ! جاهدوا في الله حق جهاده، إذا اعترضكم الجيش الفرنسي أو الجندرمة شرّدوهم في الفيافي والصحاري وافعلوا بهم ما شئتم، وأنتم الوطنيّون الدائمون في بلادكم وهم الدخلاء عليكم ! بالله قولوا حكومة خرقاء سياستها خرقاء وقوانينها خرقاء يجب أن تحطّم وأن تداس، وها نحن حطّمناها ومزّقناها، فالحكومة قد منعت وحجّرت رفع العلم التونسي، وها نحن نرفعه في هذه الساحة رغما عنها ! والحكومة قد منعت التظاهر وها نحن نتظاهر ونملئ الشوارع بجماهير بشريّة نساء ورجالا وأطفالا تملأ الجوّ هتافا وحماساً.»