شكلت العلاقة بين المسيحيةوالعلم موضوعًا شائكًا في تاريخ العلوم، إذ يرى عدد من المؤرخين والعلماء ان المسيحية وخصوصًا الكنيسة الكاثوليكية كان لها دور سلبي وعائق في تطوير مسيرة العلوم، ولعل قضية محاكمة غاليليو غاليلي أبرز القضايا الجدلية في علاقة المسيحية مع العلم، بينما يذهب عدد آخر من المؤرخين والعلماء إلى كون المسيحية عامل ايجابي في تطوير العلوم،[18] عن طريق رعايتها لمختلف أنواع العلوم،[28] فقد كانت أيضًا المسؤول الرئيسي عن نشوء بعضها كعلم الوراثة، وساهمت في ظهور الثورة العلمية،[29][30][31][32] وأنّ قضية غاليليو غاليلي هي الشاذ وليس القاعدة في علاقة الكنيسة مع العلوم.[33] في الآونة الأخيرة أثارت قضايا مثل نظرية الخلقتطور والخلايا الجذعية وتنظيم النسل جدلًا وانتقادات في علاقة المسيحية مع العلوم.[34]
خلفية تاريخية
دعى آباء الكنيسة إلى ضرورة التعليم لكل عضو في الكنيسة، ان كان طفلًا أو معتنق للمسيحية،[35] وذلك استنادًا إلى تعاليم الكتاب المقدس.[36] في عام في 530 كتب بندكتس كتاب الحكمة الرهبانية، والذي أصبح نموذجا لتنظيم الأديرة في جميع أنحاء أوروبا.[37] هذه الاديرة الجديدة حافظت على الحرف التقليدية والمهارات الفنية وحافظت أيضًا على الثقافة الفكرية والمخطوطات القديمة داخل مدارسها ومكتباتها. فضلًا عن توفير حياة روحية لرهبانها، كانت الاديرة أيضًا مركز إنتاج زراعي واقتصادي، لا سيما في المناطق النائية، وأصبحت الاديرة إحدى القنوات الرئيسية للحضارة.[38]
بعد إصلاح كلونياك داخل الأديرة الرهبانية عام 910، تطورت الاديرة وتوسعت وأصبحت مركز علمي وتكنولوجي.[53] فقدمت الاديرة عدة اخترعات وابتكارات وتم الحفاظ داخل الاديرة على الاداب والمخطوطات والعلوم القديمة. كما وتم بناء داخل الاديرة مدارس ومكتبات.[54][55] كما ألف الرهبان في أديرتهم عدد من الموسوعات المتخصصة بالمسيحية ومواضيع أخرى، وألّف القديس إيزيدور من إشبيلية، أحد أهم علماء العصور الوسطى، موسوعة شاملة أُعتبرت إحدى أهم معارف القرون الوسطى.[56] خلال القرن الثالث عشر ظهرت الرهبانية الفرنسيسكانية والدومينيكان، وكان لهم أثر كبير في نشر المعرفة في المناطق الحضرية.[57] وطوروا من أساليب التعليم في مدراس الكاتدرائية.[58] ولعلّ أهم اللاهوتيين الدومينيكان توما الأكويني الذي عمل في عدة جامعات، وأنجز مؤلفات في الفلسفة وفي الفكر الأرسطي والمسيحية.[59]
خلال القرون الوسطى أعطت الكنيسة قوة دافعة في مجال التعليم، فقد ظهرت مدارس قرب الكنائسوالكتدرائيات، ودعيت بمدارس الكاتدرائية. وكانت هذه المداراس مراكز للتعليم المتقدم، وبعض من هذه المدارس أصبحت في نهاية المطاف الجامعات الأولى في الغرب. وأُعتبرت مدرسة كاتدرائية شارتر أكثر المدارس شهرةً وتأثيرًا. مع ظهور مدارس الكاتدرائية في أوائل القرون الوسطى تحولت هذه المؤسسات إلى مراكز تعليم متقدمة، ومتطورة في كثير من الأحيان وشكلت نقطة انطلاق لكثير من الإنجازات في أوروبا الغربية[60] وفي وقت لاحق شجعت على حرية البحث وخرّجت مجموعة كبيرة ومتنوعة من العلماء والفلاسفة.[61] كان للمدارس وجامعات الكنيسة آثار ايجابية على تطوير العلوم، المؤرخين يذهب أبعد من ذلك إذ بحسبهم هذه المداراس تمثل بدايات العلم الحديث.[60] تعتبر جامعة بولونيا ذات الاصول المسيحية أقدم جامعة في العالم.[40] بالإضافة لجامعة بولونيا فمن أوائل الجامعات التي ارتبطت بالكنيسة الكاثوليكية بدأت كمدرسة كتدرائية أو مدرسة رهبانية ثم سرعان مإنفصلت مع زيادة عدد الطلاب ومن هذه الجامعات كانت[62]جامعة باريس، وجامعة أوكسفورد، وجامعة مودينا، وجامعة بلنسية، وجامعة كامبردج، وجامعة سالامانكا، وجامعة مونبلييه، وجامعة بادوفا، وجامعة تولوز، وجامعة نيو أورليانز، وجامعة سيينا، وجامعة كويمبرا، وجامعة روما سابينزا وشغل نسبة كبيرة من رجال الدين والرهبان المسيحيين مناصب كأساتذة في هذه الجامعات،[63] كان يتم التدريس فيها كافة المواضيع كللاهوتوالفلسفةوالقانونوالطبوالعلوم الطبيعية.[63] وقد وضعت هذه الجامعات تحت رعاية الكنيسة الكاثوليكية عام 1229 على إثر وثيقة بابوية.[64]
تم تطوير الأرقام السسترسية في العصور الوسطى، أو «الأصفار» بلغة القرن التاسع عشر، من قبل رهبان كاثوليك من الرهبانية السيسترسية في أوائل القرن الثالث عشر في الوقت الذي تم فيه إدخال الأرقام العربية إلى شمال غرب أوروبا. وهي نظام عددي أكثر إحكاما من الأرقام العربية أو الرومانية، مع وجود حرف واحد قادر على الإشارة إلى أي عدد صحيح من 1 إلى 9999.[80] وتستند الأرقام إلى عصي أفقية أو رأسية، مع وضع الرقم على العصا الذي يُشير إلى قيمته المكانية (وحدات، عشرات، مئات أو آلاف). يتم تجميع هذه الأرقام على عصا واحدة للإشارة إلى أعداد أكثر تعقيدًا. تخلى السيسترسيون في النهاية عن النظام لصالح الأرقام العربية، لكن الاستخدام الهامشي لهذا النظام العددي خارج النظام استمر حتى أوائل القرن العشرين.[80]
كما وجد الخبير الاقتصادي جون هوللي الذي عمل مع البنك الدولي في كتابه مذنب، يهود ومسيحيون أنّ حوالي 75% من جوائز نوبل بين الأعوام 1901و1990 كانت من نصيب المسيحيين على الرغم من أنَّ نسبة المسيحييِّن في العالم هي 33.2%.[88] في حين وجدت دراسة أخرى لشيربي أودلبرغ عام 2000 أنّ 35% من الحائزين على جائزة نوبل هم من البروتستانت أو المسيحيين أو من خلفية مسيحية.[89]
عدد الحائزين على جائزة نوبل من المسيحيين أكبر بضعفي من نسبتهم السكانيًّة على الرغم من أنَّ نسبة المسيحييِّن في العالم هي 33.2%،[93][94][95][96] حوالي (65.4%) من الحاصلين على جائزة نوبل بين الأعوام 1901- 2000 كانوا من المسيحيين.[90]
اعتبرت الأديرة خلال القرون الوسطىالأديرة المركز المحافظ على على الثقافة الفكرية والمخطوطات القديمة خاصًة داخل مدارسها ومكتباتها. وأصبحت الأديرة إحدى القنوات الرئيسية للحضارة إذ حفظت الاديرة الكاثوليكية العلوم اليونانية والرومانية القديمة.[38] في عدد من المستوطنات الرهبانية مثل سيكينغ في أيرلندا، حيث كان الرهبان يعرفون القراءة والكتابة وحافظوا على المخطوطات والأعمال الشعرية والعلمية والفلسفية التي تعوج إلى العصور القديمة الغربية، وبالتالي حافظوا على تراث أوروبا الغربية.[39] توماس كاهيل، في كتابه كيف حافظ الأيرلنديون على الحضارة، يجادل ان أحد أسباب انقاذ الحضارة الغربية يعود بسبب حفاظ رهبان أيرلندا على الحضارة.[97]
دعمت الكنيسة التعليم في الامبراطورية البيزنطية،[94] فأنشأت المدارس والمعاهد وأهمها جامعة القسطنطينية التي كانت تُدرّس الفلسفةوالقانونوالطب ونحو اللغة اللاتينية واليونانية وبلاغتها في حين نشطت المدارس الأكاديمية الفلسفية والفلكية في الإسكندرية،[98] وبنيت أيضًا المدارس الرهبانية التي ركزت على الكتاب المقدس واللاهوت والليتورجيا لكنها تضمنت أيضًا تعليم نصوص ادبية وفلسفية وعلمية في المناهج الدراسية، وبذل الرهبان الأرثوذكس جهودًا في نسخ المخطوطات الكنسية، وكتب الأدب القديمة.[99]
عملت العديد من الجامعات الأوروبية في العصور الوسطى لمئات السنين كمؤسسات مسيحية ومدارس رهبانية، وعلّم فيها الرهبان والراهبات، كذلك تعتبر منح الشهادة الجامعية بعد إنهاء التعليم نتاج مسيحي.[63] ويرى المؤرخ جيفري بلايني أن الجامعة أصبحت سمة مميزة للحضارة المسيحية.[100]
قاد إعلان المسيحية كديانة رسمية في الإمبراطورية الرومانية إلى التوسع في توفير الخدمات والرعاية الاجتماعية. بعد مجمع نيقية في عام 325 تم بناء في كل مدينةمستشفى قرب الكاتدرائية.[107] ومن أوائل المستشفيات التي اقيمت كانت من قبل الطبيب القديس سامبسون في القسطنطينية، وباسيل أسقف قيصرية في تركيا المعاصرة. وقد بنى باسيل مدينة دعيت «بباسيلاس»، وهي مدينة شملت مساكن للأطباء والممرضين ومبان منفصلة لفئات مختلفة من المرضى.[108] وكان هناك قسم منفصل لمرضى الجذام.[109] بعض المستشفيات حوت على مكتبات وبرامج تدريب، وجمع الأطباء دراستهم الطبية والدوائية في مخطوطات حفظت في مكتباتها. وبالتالي ظهرت الرعاية الطبية للمرضى في معنى ما نعتبره اليوم المستشفى، وكان يقودها الكنيسة الأرثوذكسية والاختراعات والابتكارات البيزنطية وأعمال الرحمة المسيحية.[110]
خلال العصور الوسطى حافظت الكنيسة على المخطوطات الطبية الكلاسيكية، وتحولت أديرة العصور الوسطى إلى مستشفيات ومراكز صحية.[104] كان الأطباء والممرضات في هذه المؤسسات الرهبانيات والجماعات الدينية إضافة إلى كونهم أطباء، وتخصصت عدد من المؤسسات والرهبانيات الكنيسة في العمل في المجال الطبي والرعاية الصحية،[104] وسمحت الكنيسة الكاثوليكية ابتدءًا من عصر النهضةبالتشريح في الجامعات لأغراض تعليمية.[104] واقامت الكنيسة الكاثوليكية أيضًا عدد من المشتشفيات التي أوت المرضى، بعضها كانت قرب أماكن الحج. خلال الحروب الصليبية ظهرت فرق عسكرية كانت اشبه بكهيئة خيرية هدفها رعاية الحجاج المسيحيين.[111]، وبنت عدد من المستشفيات ومن هذه الفرق فرسان القديس يوحناوفرسان الهيكل.
تطورت الأديرة في العصور الوسطى لتصبح ليس فقط مراكز روحية بل أيضًا مراكز للتعليم وممارسة الطب. أماكن الأديرة كانت منعزلة كما كانت مصممة لتكون مكتفية ذاتيا. مما تطلب من سكان الدير لأن ينتجوا طعامهم الخاص وأيضا المحافظة على صحتهم. قبل تطور وظهور المستشفيات، كان الناس من المدن المحيطة ينظرون للأديرة باعتبارها مكانُا لمساعدة مرضاهم. مزيج من الشفاء الروحي والطبيعي كان يتم استخدامه لعلاج المرضى. أدوية عشبية مع الصلوات وبعض الترانيم الدينية كان يتم استخدامهم من قبل القسيسين والرهبان في الدير. كانت الأعشاب بالنسبة للقسيسين والرهبان خلق الله للمساعدة الطبيعية ولتساعد في الشفاء الروحي للشخص المريض.[112] الطب في الأديرة كان يركز على مساعدة المريض ليعود إلى حالته الطبيعية. كان التركيز ينصب على القدرة على معرفة الأعراض والعلاج. في بعض الحالات ملاحظة الأعراض قادت رجال الدين في الأديرة إلى القدرة على تحقيق واجباتهم لله عن طريق الاعتناء بكل خلقه.[113]
الممارسات المسيحية والسلوك تجاه الطب أثر بوضوح على اليهود واليونانيين وسكان الشرق الأوسط. حيث أخذ اليهود على عاتقهم الاعتناء بذويهم من اليهود. هذا الواجب امتد ليشمل التكفل بالإقامة ومعالجة الحجاج اليهود إلى القدس. المساعدة الطبية المؤقتة تم توفيرها في اليونان القديمة من أجل الزائرين للمهرجانات والتقاليد الممتدة خلال الإمبراطورية الرومانية خاصة بعد أصبحت المسيحية الديانة الرسمية للدولة قبل سقوط الإمبراطورية بقليل. في بداية العصور الوسطى، المستشفيات والبيوت الفقيرة والفنادق ودور الأيتام بدأت تنتشر من الشرق الأوسط، كل منها مع نية لمساعدة المحتاجين.[114]
أنشأت الكنيسة الكاثوليكية نظام المستشفيات في أوروبا في العصور الوسطى والتي تطورت بشكل كبير على أساس دور الرعاية الرومانية الفاليتوديناريا.[115] وقامت الكنيسة بإنشاء المستشفيات لتلبية «احتياجات الفئات الاجتماعية المهمشة بسبب الفقر والمرض والسن»، وفقاً لمؤرخ المستشفيات غونتر ريس.[116] تعدّ الكنيسة الكاثوليكية في العصر الحديث أكبر مزود غير حكومي للرعاية الصحية في العالم. في عام 2010 أعلن المجلس البابوي للكنيسة الكاثوليكية أن الكنيسة تدير 26% من مرافق الرعاية الصحيّة في العالم، والتي تشمل شبكة واسعة من المستشفيات والعيادات ودور الأيتام والصيدليات ومراكز لمعالجة ذوي الجذام.[117] العديد من المؤسسات الكاثوليكية كانت مسؤولة عن تأسيس وتشغيل شبكات واسعة من المستشفيات في مختلف أنحاء العالم والتي لها دور في تقّدم الأبحاث الطبيّة.[118]
ساهم ظهور الرهبانية اليسوعية، التي أنشئت خلال الإصلاح المضاد، إلى ظهور عددًا من علماء الطب الحديث. في مجال علم الجراثيم كان اليسوعي أثانيسيوس كيرتشر (1671) أول من اقترح انّ الكائنات الحية توجد في الدم. بالنسبة لتطور أمراض العيون، قدم كريستوف شاينر تقدمًا هامًا فيما يتعلق انكسار الضوء والصورة في شبكية العين. فضلًا عن نيكولاس ستينو أب علم وصف طبقات الأرض وله اسهامات في علم التشريح،[67] وساهم الراهب غريغور يوهان مندل وهو أبو علم الوراثة، وعالم نبات وراهب نمساوي أجرى الكثير من التجارب واكتشف القوانين الأساسية للوراثة وذلك في عام 1856. أدت تجاربه في تكاثر نبات البازلاء إلى تطور علم الوراثة وكانت تجاربه هي الأساس لعلم الوراثة الذي يشهد تقدماً في عالم اليوم.[119] لعبت المرأة دورًا حيويًا في إدارة مؤسسات الرعاية الصحية الكاثوليكية من خلال رهبانيات كراهبات الرحمة، وراهبات الفقير الصغير وراهبات القديسة مريم وجمعية اخوة المحبة التي أسستها الأم تريزا اللواتي تخصصن في بناء المستشفيات ودور الأيتام والمسنين والمشردين ودرّسوا التمريض. وبسبب الدور المؤثر للراهبات على هذه المهن فقد نظر إليها في الغرب على أنها مهن نسائية.[120]
«على الرغم من أنه غالبا ما يوصف نفوذهم بانه غير ملموس في الكنيسة، الا أنّ الراهبات بتركزهن في مستشفياتهن على خدمة المحتاجين وجلب الطمأنينة الروحية، ثورة في رفع القيم الطبية.[120]»
ساهم العديد من كل من رجال الدين والعلمانيين المسيحيين في المجال الطبي وكان لهم دورًا رائدًا في تطوير الطب الحديث، وقد ترك العدد منهم بصمة هامة في تاريخ الطب،[66] كما ذكر كتاب ذكرى 100 عام لجائزة نوبل أنَّ حوالي (62%) من مجمل الحاصلين على جوائز نوبل في الطب بين عام 1901 وعام 2000 من المسيحيين.[121]
تاريخيًا، كانت الكنيسة الكاثوليكية أحد أهم رعاة تطوير علم الفلك، وذلك بسبب اعتمادها على الحسابات الفلكية في تقويمها والتي يتم من خلالها تحديد الأيام المقدسة، وعيد الفصح.
بدأ اهتمام الكنيسة في علم الفلك مع مخاوف عملية بحتة، في القرن 16 بدأ غريغوريوس الثالث عشر في إصلاح التقويم واصدار التقويم الغريغوري بمعونة من الكاهن الفلكي كريستوفر كلافيوس. الأسباب الموجبة للإصلاح هو ان متوسط طول السنة في التقويم اليولياني طويل جدا، والتاريخ الفعلي لربيعي الاعتدال قد انخفض ببطء إلى 10 اذار، بينما كانت حسابات تاريخ عيد الفصح التقليدية لا تزال تتبع تاريخ 21 اذار.
وكان ذلك بعد تصحيحه من قبل ملاحظات كلافيوس ويوهانز كيبلر، وتم تغيير الجدول الزمني عندما قال البابا غريغوري الثالث عشر أن اليوم التالي ل4 تشرين الأول، 1582 سيكون 15 تشرين الأول 1582. واصدر البابوية بول بين غافيسيماس من أجل إصدار الجدول الزمني الجديد في 24 فبراير، 1582.وفي 15 تشرين الأول، 1582، حل هذا الجدول الزمني محل تقويم جوليان، الذي يستخدم منذ عام 45 قبل الميلاد.
ولشهرة الجدول الزمني الذي وضعه الباباغريغوريوس الثالث عشر، فقد سمي هذا الجدول الزمني بالغريغوري؛ وبات التقويم الميلادي التقويم الأكثر انتشارًا في العالم ويعتبر التقويم الدولي في العصر الحديث،[122] مما يجعله مساهمة هامة للكنيسة الكاثوليكية إلى الحضارة الغربية والإنسانية.[123][124][125]
في عام 1789، افتتح مرصد الفاتيكان وهو مركز البحوث الفلكية ومؤسسة تعليمية معتمدة من قبل الكرسي الرسولي. موجودة أصلًا في روما، أصبح لديها الآن مقر ومختبر بعدمت تم نقله عام 1930 إلى قلعة غاندولفو، إيطاليا، بالإضافة إلى مرصدًا آخر وهو مرصد جبل غراهام الدولي في الولايات المتحدة.[126]
بدأ الفاتيكان تصنيع تلسكوب من التكنولوجيا المتقدمة وبدأ بصنع مرقب في ولاية أريزونا، الولايات المتحدة الأمريكية، ويتعامل المرقب مع عدد من الجامعات أمثال جامعة أريزونا.[127]
مدير المرصد هو القس خوسيه غابرييل فونيس. وقد عمل الكثير من العلماء البارزين في المرصد. في عام 2008، حصل على جائزة تمبلتون القس ميشال هيلر، وهو باحث في مرصد الفاتيكان وعلم في الكونيات. في عام 2010، حصل على جائزة فان جورج بيسبورك الرئيس السابق للمرصد القس جورج كوين.[128]
غريغور يوهان مندل هو أبو علم الوراثة، وعالم نبات وراهب نمساوي أجرى الكثير من التجارب واكتشف القوانين الأساسية للوراثة. أدت تجاربه في تكاثر نبات البازلاء إلى تطور علم الوراثة وكانت تجاربه هي الأساس لعلم الوراثة الذي يشهد تقدماً في عالم اليوم.[119]
كان الدير في ذلك الوقت، مركزاً علمياً بالإضافة إلى كونه مركزاً دينياً؛ فالتقى مندل بالعديد من العلماء البارزين هناك. وفي عام 1851م، ابتعثه الدير لدراسة العلوم والرياضيات في جامعة فيينا الشهيرة.
في عام 1853 عاد إلى الدير، ودرّس علم الأحياءوالفيزياء في مدرسة عليا محلية لمدة 14 سنة. وجاءت شهرة مندل العالمية من بحوثه الصغيرة في حديقة الدير على نباتات البازلاء وزهورها وبذورها. انتخب مندل عام 1868 رئيسًا للدير. ومنذ ذلك الحين قيدت مسؤولياته الإدارية من فرصة في الاستمرار في المزيد من البحوث قدمًا.[129]
درس مندل في تجاربه في علم الوراثة، سبعة أزواج من السمات المميزة في نباتات البازلاء وبذورها. حيث قام مندل بتهجين آلاف النباتات وملاحظة خاصيات كل جيل لاحق من النباتات. وكان مندل يعلم أن نباتات البازلاء، مثل جميع الكائنات الحية تنتج نسلها عن طريق اتحاد خلايا جنسية خاصة تدعى الأمشاج. وفي نباتات البازلاء، يتحد مشيج ذكري، أو خلية ذكرية، مع مشيج أُنثوي، أو خلية بيضة لتُكوّن البذرة.
استنتج مندل أن السمات المميزة تنتقل خلال عناصر وراثية في الأمشاج. وتسمى هذه العناصر اليوم الجينات أو المورثات. واكتشف أن كل نبتة تتلقى زوجًا من الجينات لكل سمة، بمعدل جين واحد من كل من الأبوين.
جورج لومتر هوو عالم فلك وقسيس كاثوليكي اقترح ما سمي فيما بعد نظرية الانفجار العظيم لنشأة الكون، وقد سماها من قبل افتراض الذرة الأولية. وهو بلجيكي الأصل، كان استاذًا للفيزياء وعلم الفلك بالجامعة الكاثوليكية بمدينة لوفان. قام جورج لومتر دراسة الفيزياءوالرياضيات وبدأ دراسة اللاهوت لكي يصبح قسيسًا. وحصل عام 1920 على الدكتوراه في الفلسفة عن موضوع رسالته تقريب الدوال ذوات المتغيرات المتعددة الحقيقية في موصوع من مواضيع الرياضة البحتة. وعين قسيسًا للكنيسة الكاثوليكية عام 1923.
التحق لومتر عام 1923بجامعة كامبريدج لدراسة علم الفلك، وتعلم على يد آرثر إدينجتون مؤسس علم الفلك الحديث دراسة النجوم والتحليل الرياضي ثم أمضى عاما في مرصد هارفارد كوليج بكامبريدج مع العالم هارلو شابلي والذي اشتهر ذاك الوقت عن بحوثه في السدم، ثم بدأ لومتر بحث الدكتوراه في العلوم في معهد ماساتشوستس للتقنية. عاد عام 1925 إلى بلجيكا وكان يقوم بتدريس بعض المحاضرات في الجامعة الكاثوليكية بمدينة لوفان. ثم قام بنشر بحثا علميا في مجلة الكائفة العلمية ببروكسل التي أشهرته عام 1927 وكانت تحت عنوان «كون متجانس ذو كتلة ثابتة ويتسع مسببا دوران السدم خارج المجرة.».[130]
وقدم في هذه الرسالة فكرته الجديدة عن كون يتمدد (كما استنتج قانون هابل) وقام بتعيين أول تقدير لثابت هابل ولكن حتى ذلك الوقت لم يشير إلى الانفجار العظيم. ولكن كانت الحالة الأولى التي قام بدراستها تعود إلي كون البرت أينشتاين الذي يتصف بأنه كون مستقر ذو حجم ثابت.[131]
كان لومتر رائدا في تطبيق النظرية النسبية العامةلأينشتاين في علم الكون. وفي عام 1927 سبق مقالة إدوين هابل الشهيرة بسنتين كاملتين، حيث استطاع لومتر صياغة ما عُرف بعد ذلك بقانون هابل ووصفها بأنها ظاهرة أساسية في استخدامها في علم الكون مع تطبيق النظرية النسبية، كما استطاع حساب لثابت هابل، إلا أن لم يستطع إثبات أنها علاقة خطية بين بعد المجرات والانزياح الأحمر بسبب عدم توفر نتائج إلقياسات الفعلية آنذاك وقام بها هابل في ذلك الوقت وقام بنشرها في عام 1929.
وكان ملمًا بأعمال الفلكيين وصاغ نظريته بحيث تستطيع أن تتمشى مع ماتأتي به المشاهدة العملية التي كانت متاحة في ذلك الوقت، وعلى الأخص فهم ظاهرة الانزياح الأحمر للمجرات والعلاقة الخطية بين مسافات المجرات بالنسبة غلينا وسرعتها، وقام بصياغة نظريته في الوقت المناسب حيث كان غدوين عابل على وشك القيام بنشر العلاقة بين المسافة وسرعة المجرات، والتي عززت تمدد الكون، وبالتالي تؤدي إلى نظرية الانفجار العظيم. كما أنه درس على يد ارثر إدينجتون الذي أيده وجعل العلميين آنذاك يهتمون بأعمال لومتر العلمية.[132] وكل من جورج لومتر وألكسندر فريدمان اقترح كونا يمكن وصفه ب النظرية النسبية العامة وأنه كون يتمدد ويتسع. ولكن لومتر كان هو الأول الذي رأى أن تمدد الكون يفسر الانزياح الأحمر لخطوط طيفالمجرات. وهو أول من استنتج أن شيئا يمكن وصفه بأنه عملية خلق أدت إلى تكوين الكون في الماضي. بعد وفاة جورج لومتر اكتـُشف إشعاع الخلفية الميكروني الكوني والذي أتى بتأييد عملي إضافي إلى نظرية لومتر عن نشأة الكون.[133]
وقام كل من ألان جوت وأندري ليندا في عام 1980 بإجراء تعديل في نظرية لومتر بأن أضافا إليها مرحلة تضخم كوني أو انتفاخ كوني.[134] رحبت أغلب الطوائف المسيحية الكبرى بنظرية الانفجار العظيم وتعتبرها لا تتعارض مع قصة الخلق المذكورة في الكتاب المقدس أو العقيدة المسيحية.[135][136] يذكر أن أول من أقترح فرضية الانفجار العظيم رجل دين كاثوليكي وهو جورج لومتر.[137]
في 22 نوفمبر 1951 م، أعلن البابا بيوس الثاني عشر في لقاء مفتوح في الأكاديمية البابوية للعلوم، أن نظرية الانفجار العظيم لا تتعارض مع مفهوم الكاثوليكية عن بداية الخلق.[138][139] كما رحبت بعض الطوائف المسيحيةكالإنجيليةوالأرثوذكسية[140] بالنظرية كتفسير تاريخي لقصة الخليقة،[141] بالرغم من أن طوائف أخرى مسيحية مثل الأدفنتست[142] والكنيسة اللوثرية في ميزوري[143] والكنيسة الإنجيلية المشيخية الكالفينية[144] (وهي طوائف مسيحية تعتقد ب خلقية الأرض الفتية) رفضت النظرية واعتبرتها متناقضة مع قصة الخلق المذكورة في كتاب المسيحية المقدس (تحديداً في سفر التكوين).
صرّح البابا فرنسيس في أكتوبر سنة 2014 أمام الأكاديمية البابوية للعلوم أنّ النظريات العلمية لنشوء الكون، وبينها نظرية الانفجار الكبير الذي يعتقد أنه أوجد الكون قبل 13.7 مليون عام، لا تتعارض مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية حيث صرّح: «نظرية الانفجار الكبير، التي تُعتبر اليوم أصل نشأة العالم، لا يتناقض مع دور الخالق، بل هو في حاجة إليه».[145]
العلاقة بين العلم والكنيسة الكاثوليكية هي موضوع نقاش واسع النطاق. تاريخياً كانت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في كثير من الأحيان راعية للعلوم. وأسست الكنيسة شبكة واسعة من المدارسوالجامعاتوالمستشفيات، وقد نشط العديد من رجال الدين في العلوم. وفقاً للمؤرخ في فلسفة العلوم بيير دويم كان العلماء في الرياضيات والفلاسفة الكاثوليك مثل جان بوريدانونيكول أورسمهوروجر باكون من مؤسسي العلوم الحديثة.[146] وكتب المؤرخ لورانس برينسيبي «من الواضح في السجل التاريخي أنّ الكنيسة الكاثوليكية كانت على الأرجح أكبر وأحد أهم راعاة العلم في التاريخ، كما وكان العديد من المساهمين في الثورة العلمية من الكاثوليك، وكانت المؤسسات الكاثوليكية العديدة من المؤسسات ذات التأثيرات الرئيسية على صعود العلم الحديث .[147]» مجال علم الفلك هو مثال على التزام الكنيسة في مجال العلوم. المؤرخ ج.ل هيلبرون في كتابه الشمس في الكنيسة: الكاتدرائيات والمراصد الشمسية كتب «أعطت الكنيسة الكاثوليكية المزيد من المساعدات المالية والدعم لدراسة علم الفلك لأكثر من ستة قرون، بدءًا من استعادة المعارف القديمة خلال العصور الوسطى المتأخرة وفي عصر التنوير، ربما أكثر من غيرها من المؤسسات.[148]» وتعود عمومًا الجامعة كمؤسسة للتعليم العالي إلى القرون الوسطى ويشير الباحثين إلى كون الجامعة ذات جذور مسيحية.[149][150] فقبل قيامها رسميًا، عملت العديد من الجامعات في العصور الوسطى لمئات السنين كمدارس المسيحية ومدارس رهبانية، وعلّم فيها الرهبان والراهبات، كذلك تعتبر منح الشهادة الجامعية بعد إنهاء التعليم نتاج مسيحي.[63] ويرى المؤرخ جيفري بلايني أن الجامعة أصبحت سمة مميزة للحضارة المسيحية.[100]
مع ذلك ، فإن أطروحة الصراع وغيرها من الانتقادات تؤكد الصراع التاريخي أو المعاصر بين الكنيسة الكاثوليكية والعلوم، وستم الإستشهاد بشكل خاص بمحاكمة جاليليو جاليلي كدليل. من جانبها، تُعلّم الكنيسة الكاثوليكية أن العلم والإيمان المسيحي متكاملا ، كما يتضح من التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية فيما يتعلق بالإيمان والعلم.[151] قاد العلماء الكاثوليك الدينيين والعلمانيين، الاكتشافات العلمية في العديد من المجالات.[152] ومنذ العصور القديمة أدى التركيز المسيحي على العمل الخيري العملي إلى تطوير نظام التمريض النظامي والمستشفيات، وتظل الكنيسة أكبر مزود خاص لمرافق الرعاية الطبية والبحثية في العالم.[153] بعد سقوط روما، بقيت الأديرة ومدارس الكاتدرائية معاقل للفكر في أوروبا الغربية، وكان رجال الدين من كبار العلماء في دراسة الطبيعة العمرية والرياضيات وحركة النجوم (إلى حد كبير لأغراض دينية).[154] خلال العصور الوسطى، أسست الكنيسة أولى جامعات أوروبا القرطوسية، حيث أنتجت علماء مثل روبرت جروسيتيستوألبيرتوس ماغنوسوروجر بيكونوتوما الأكويني، الذين ساعدوا في تأسيس المنهج العلمي.[155]
أسس إغناطيوس دي لويولا الأسباني جمعية اليسوعيين في عام 1540. وأُعتبر اليسوعيين نخبة المجتمع الأوروبي وعمل عدد منهم كمربين للملوك في الدول الكاثوليكية. ومع افتتاح عصر التبشير وصل اليسوعيين إلى الهندواليابانوالصينوكندا وأميركا الوسطى والجنوبية وأستراليا وبنوا عدد كبير من المؤسسات التعليمية.[157] وخرّجت مدارسهم وجامعتهم نخبة وصفوة المجتمعات الغربية. وبالتالي تاريخيًا كانت الرهبانية اليسوعية من أهم رعاة العلوم في الكنيسة الكاثوليكية، فقد أنشأ اليسوعيين عدد كبير من الجامعات والمدارس والكليّات والمؤسسات التعليمية المرموقة، مما أدى إلى نشاط عدد منهم في العلوم. وشكلت جامعات اليسوعيين معاقل للفكر والعلم ومن مراكز النخبة الثقافية.[158]
اليسوعيون ساهموا في تطوير ساعات البندول، البارومترات، التلسكوبات والمجاهر، علم البصريات والكهرباء المغناطيسية، وفي كافة المجالات العلمية المختلفة. لاحظوا، في بعض الحالات قبل أي شخص آخر، المجموعات الملونة على سطح المشتري، وسديم المرأة المسلسلة وحلقات زحل.
رسموا خرائط النجوم لنصف الكرة الجنوبي، وأطلقوا نظرية المنطق الرمزي، واوجدوا تدابير مراقبة الفيضانات في الأنهار وأدخلوا علامات الجمعوالطرح في الرياضيات، كانت كل هذه جزء من الإنجازات النموذجية اليسوعية، ولا تستطيع عدم احتساب اليسوعيون عند الحديث عن العلماء المؤثرين امثال فيرما، هيغنز ونيوتن.
وبسبب الإسهامات الكبيرة لليسوعيين في تطوير علم الزلازل الكبيرة فقد أطلق على علم الزلال «بالعلوم اليسوعية».[160] وكما وقد وُصف اليسوعيون بأنهم المساهمون الوحيدين والأهم في الفيزياء التجريبية في القرن السابع عشر.[161] بالإضافة إلى أن فقد تمت تسمية 35 من الفوهات على سطح القمر على أسماء علماء وريضاتيين يسوعيين.[162]
كذلك بذل رهبان الإرساليات اليسوعية في الصينوالهند جهدًا هامًا في العلوم خاصًة في الرياضياتوالفلك والهيدروليكية والجغرافيا عن طريق ترجمة الأعمال العلمية إلى اللغة الصينية وتطويرها.[163] حيث لعبت الجهود بعثات اليسوعيين في الصين، بين القرن السادس عشروالسابع عشر دورًا هامًا في مواصلة نقل المعرفة والعلوم والثقافة بين الصين والغرب، وأثرت على الثقافة المسيحية في المجتمع الصيني اليوم. ومن أبرز الآثار التي تركها اليسوعيين كانت كان ترجمة آثار الفلسفة الصينية القديمة إلى لغات أوروبا ما ساهم في اطلاع الغرب والعالم على مناحي لم يطلع عليها مسبقًا. وبحسب توماس وودز فاليسوعيين طوّروا مجموعة كبيرة من المعارف العلمية ومجموعة واسعة من الأدوات العقلية لفهم الكون المادي، بما في ذلك الهندسة الإقليدية التي طورت مفهوم حركة الكواكب.[18] واعتبر خبير آخر نقلًا عن توماس وود وبريتون أن أحد أسباب بداية الثورة العلمية في الصين كانت بسبب نشاط اليسوعيين العلمي.[164]
بذل اليسوعيين جهود لترجمة الأعمال الغربية الرياضية والفلكية في مصلحة الشعب الصيني وجذيت هذه الأعمال انتباه العلماء الصينيين لهذه العلوم. جعلوا الرصد الفلكي واسع جدًا ونفذوا أولى أعمال رسم الخرائط الحديثة في الصين. علّموا أيضًا تقدير الإنجازات العلمية لهذه الثقافة القديمة وجعلها معروفة في أوروبا. من خلال مراسلاتهم للعلماء الأوروبيين علموا هؤلاء لأول مرة عن العلم والثقافة الصينية.
وبالتالي عرّف اليسوعيين الشعب الصيني على العلوم الغربية والرياضيات والفلك والطب، وعرّفوا العالم الغربي على الثقافة والفلسفة الصينية.[163] حيث ترجم اليسوعيون إلى الصينية مؤلفات علمية عديدة، لاسيّما تلك المتعلقة بالرياضيات، واطلعوا الصينيين على الاكتشافات الحديثة آنذاك كالفرجارات والمؤقتات والمارايا الأفقية، كما حققوا عملاً جغرافيًا ضخمًا، وبحسب شهادة معاصرة «لا تزال خرائط اليسوعيين تثير إعجاب الاختصاصيين المعاصرين».[166]
كما اقام الفاتيكان المرقب الفلكي الفاتيكاني في قلعة غاندولوفو إلى الجنوب من روما، ويتبع للمرقب مرقبًا آخر في جبل غراهام بيل في الولايات المتحدة الإمريكية؛ وقد خرّج المرقب الذي يعتبر واحدًا من أهم مراقب العالم عددًا من العلماء المرموقين أمثال ميشال هيلر، جورج كوين، وفان جورج بيسبورغ وجميعهم حاصلين على جوائز تمبلتون لعلماء الكونيات؛ اهتمت الكنيسة الكاثوليكية طوال تاريخها بعلم الفلك خصوصًا لأهميته في تحديد ميعاد عيد الفصح وكذلك في حساب التوقيت والأيام، وكانت الفاتيكان قد قادت عملية تصحيح التقويم عام 1583 والذي عرف باسم بابا ذلك العصر غريغوري الثالث عشر باسم «التقويم الغريغوري» وهو التقويم الميلادي المعترف به في مختلف أنحاء العالم اليوم.
تجري في الجامعات الكاثوليكية العديد من الأبحاث العلمية في مجالات العلوم الحياتية والطبيعية، وتتجاوز أيضًا جوانب العلوم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية وتحوي العديد من الجامعات الكاثوليكية خاصًة اليسوعية في الولايات المتحدةواليابان على مراكز ابحاث علمية البحتة والتطبيقية، وتقنية متطورة، كما وتملك عدد من الجامعات الكاثوليكية مدارس طبيّة ذات سمعة حسنة مثل جامعة جورجتاون مدرسة الطب المرموقة.[178]
يعزو أستاذ التاريخ بيتر هاريسون المساهمة في نهوض الثورة العلمية إلى المسيحية:
«لقد عرف مؤرخو العلم منذ زمن طويل أن العوامل الدينية لعبت دوراً إيجابياً في ظهور واستمرار العلم الحديث في الغرب. لم يقتصر الأمر على العديد من الشخصيات الرئيسية في صعود أفراد العلم مع التزامات دينية صادقة، ولكن النهج الجديد للطبيعة التي كانوا رائدين فيه كانت مدعومة بطرق مختلفة من الإفتراضات الدينيَّة. ... ومع ذلك، فإن العديد من الشخصيات الرائدة في الثورة العلمية تصوروا أنفسهم بأنهم أبطال لعلم متوافق مع المسيحية أكثر من أفكار القرون الوسطى حول العالم الطبيعي الذي حلوا محلهم.[180]»
بحسب الأطروحة ساهم أيضًا عدد من أتباع الحركات البروتستانتية التطهيرية (أو البيوريتانيَّة) والتقويَّة في الإستقلالية الفكرية وتوفير الأدوات الفكرية والقيم الهامة للعلم.[181] وكمثال على ذلك، تحدت حركة التقويَّة العقيدة الأرثوذكسيَّة عن طريق وسائل صيغ جديدة: أكتسبت المجلات الدورية اكتسبت أهمية مقابل الأطروحة الواحدة، وحل النقاش التنافسي محل الجدل التقليدي، والذي الذي حاول الحصول على المعارف الجديدة بدلاً من الدفاع عن الأطروحة الأرثوذكسية.[182] وهو جزء من تأثير حركة التقوية التي أدت إلى الحداثة.[183]
واستنادًا إلى روبرت ميرتون فأن العلاقة بين الانتماء الديني والاهتمام بالعلم هو نتيجة لتضافر كبير بين القيم البروتستانتية وتلك في العلوم الحديثة.[184] وقد شجعت القيم البروتستانتية على البحث العلمي من خلال السماح بالعلم لتحديد تأثير الله على العالم، وبالتالي يتم تقديم مبررات دينية لأغراض البحث العلمي.[179]
وتاريخيًا فالبروتستانتية لم تدخل في صراع مع العلم.[185] وكان روبرت ميرتون قد أسند نظريته بسبب كون أغلب العلماء في الجمعية الملكية وهي من المؤسسات العلمية المرموقة من البروتستانت.[21] وكان قد سبقه عدد من الباحثين في اعتبار أخلاق العمل البروتستانتية كقيم الموثوقية، والادخار، والتواضع، والصدق، والمثابرة والتسامح، كأحد أسباب نشأة الثورة الصناعية.[23] وسببًا لتطور المجتمع اقتصاديًا ودافع لتطوير العلوم وواحدة من المحركات الدافعة لبنية المجتمع العلمي، كون البروتستانتية تركز على الاجتهاد وتعطي مكانة مميزة للدراسة والمعرفةوالعقل.[186][187]
في عام 1958، قام عالم الاجتماع الأمريكي جيرهارد لينسكي بتحقيق في منطقة ديترويت في ميشيغان نشره تحت عنوان العامل الديني: دراسة سوسيولوجية الدين في التأثير على السياسة، والإقتصاد، والحياة الأسرية كشف، من بين أفكار أخرى، وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الكاثوليك من جهة والبروتستانت (البيض) واليهود من جهة أخرى فيما يتعلق بالإقتصاد والعلوم. ودعمت البيانات التي قام بها لينسكي الفرضيات الأساسية لأطروحة ماكس ويبرالأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية. بحسب لينسكي: «المساهمات البروتستانتية في التقدم المادي، أصبحت بشكل غير مقصود وإلى حد كبير من المنتجات لبعض الصفات البروتستانتية المميزة. وكانت هذه النقطة المركزية في نظرية ويبر». وأشار لينسكي إلى أن جون ويسلي، وهو واحد من مؤسسي الكنيسة الميثودية، قد لاحظ أنَّ «العناية والتدبير» جعلت من الميثوديين أثرياء. حيث يقول لينسكي «في عصر مبكر، كان لكل من الزهد البروتستانتي والتفاني في العمل، كما لاحظ كل من ويسلي ويبر، من الأنماط المهمة التي عملت في تحقيق التقدم الاقتصادي». ومع ذلك، قال لينسكي، أنَّ الزهد أصبح نادر بين المذاهب البروتستانتية الحديثة. بدلاً من ذلك، أصبح لدى البروتستانت (البيض) واليهود درجة عالية من «الإستقلاليَّة الفكريَّة» والتي سهلت من التقدم العلمي والتقني.[188] وفي المقابل، أشار لينسكي، أنَّ الكاثوليك طوروا توجه فكري مميز والذي يُقّدِر «الطاعة» لتعاليم الكنيسة فوق الإستقلالية الفكريَّة، مما جعلها أقل ميلاً للدخول المهن العلمية. وصل علماء الاجتماع الكاثوليك [189][190] لنفس النتائج.[191]
أرجع لينسكي هذه الإختلافات إلى الإصلاح البروتستانتي ورد فعل الكنيسة الرومانية الكاثوليكية لذلك. وفقًا للينسكي شجع الإصلاح البروستانتي الإستقلاليَّة الفكريَّة بين البروتستانت، ولا سيما بين القائلون بتجديدية العماد، والتطهيريين (أو البيوريتانيَّين)، والتقويَّين، والميثوديين، والمشيخيين. في العصور الوسطى، كانت هناك ميول نحو الإستقلالية الفكرية بين الكاثوليك، كما حدث في حالة دسيدريوس إراسموس. ولكن بعد الإصلاح البروتستانتي، قام الزعماء الكاثوليك بالتعرف بشكل متزايد على هذه الإتجاهات والتي أرتبطت مع البروتستانتية، وبالتالي طالب الزعماء الدينين الكاثوليك بأن يكونوا مطيعين وأوفياء للكنيسة. في رأي لينسكي، أظهرت دراسته أن هذه الاختلافات بين البروتستانت والكاثوليك قائمة حتى يومنا هذا. ويقول: «لا يمكن تصنيف أي من الدول الكاثوليكية في العالم الحديث كأمم صناعية كبرى، وعلى الرغم من أن بعض الدول الكاثوليكية - مثل فرنساوإيطالياوالأرجنتينوالبرازيلوتشيلي - هي إلى حد بعيد دول صناعيَّة متقدمَّة ومتطورة، لكنها ليست من الأمم القادة في المجالات التكنولوجيَّة والعلميَّة، ولا يبدو من المرجح أن تصبح كذلك في الآونة الأخيرة؛ وذلك على خلاف الدول البروتستانتية - مثل الولايات المتحدةوالمملكة المتحدةوألمانيا -». في عام 1963 قام بعض علماء الاجتماع الكاثوليك في البرازيل بالمقارنة بين التقدم العلمي والتكنولوجي في بلادهم مع الولايات المتحدة وخلصت دراستهم إلى أن العامل الرئيسي المسؤول عن المعدلات التفاضلية في التنمية هو التراث الديني للبلدين.[192]
في كتابهم الصادر عام 2014 حول صعود وسقوط المجموعات الثقافية الأمريكية، وجدت أساتذة كلية الحقوق بجامعة ييل آمي تشوا وجيد روبنفيلد نموذجاً مشتركاً وراء النجاح البروتستانتيواليهودي والآسيوي في الولايات المتحدة. تم تعريف المجموعات الثلاث من خلال «حزمة ثلاثية» من ثلاثة ميول: عقدة التفوق، وانعدام الأمن، والتحكم في الإندفاع.[193] ووفقاً لهم قامت المؤسسة الأسقفية في الولايات المتحدة بإنشاء أمة «الحزم الثلاثية» في نهاية المطاف. وأصبحت أالولايات المتحدة بلدًا «مقتنعاً بمصيرها الإستثنائي، الذي يخلط مع أخلاقيات العمل الشاق الموروثة من البيوريتانيين، والتي تم الإستيلاء عليها من خلال شريحة سيئة السمعة على الكتف الجماعي في مواجهة أوروبا الأرستقراطية، وغرس نوع جديد من عدم الأمان في بلدها».
وحتى مع ضعف «متلازمة إنجاز النخبة البروتستانتية» في أمريكا، تداخل تراثها التاريخي مع ثقافات «الحزم الثلاثية» الجديدة مثل اليهود والآسيويين.[193]
جوائز نوبل
ذكر عالم الاجتماع جيرهارد لنسكي في أوائل عقد 1960 أنَّ العلماء البروتستانت كانوا أكثر إنتاجية بست مرات من نظرائهم الكاثوليك، وهو اختلاف انعكس في حقيقة أن المجتمعات البروتستانتية ولدت الكثير من الحائزين على جائزة نوبل للعلوم أكثر من الكاثوليك.[194] بين عام 1900 وعام 1977، جاء حوالي 60% من الحائزين الأمريكيين على جائزة نوبل في العلوم إما من مدينة نيويورك أو من الغرب الأوسط، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الإنجازات غير المتناسبة للمجتمعات اليهودية والبروتستانتية.[67]
وجد الخبير الاقتصادي جون هوللي الذي عمل مع البنك الدولي في كتابه مذنب، يهود ومسيحيون أن 86% من جوائز نوبل بين الأعوام 1901و1990 كانت من نصيب البروتستانتواليهود، حصل البروتستانت على 64% من جوائز نوبل مقارنة مع 22% من اليهود، على الرغم من أن نسبة البروتستانت في العالم هي 7.0%.[88] وفقاً لإحصائيات كتاب النخبة العلميّة: الحائزين على جائزة نوبل في الولايات المتحدة من قبل الباحثة هارييت زوكرمان، وفي مراجعة للحائزين على جائزة نوبل من الولايات المتحدة، والتي تم منحها في الفترة ما بين عام 1901 وعام 1972، كان 72% من الأمريكيين الحائزين على جائزة نوبل من البروتستانت خصوصاً من المذهب الأسقفيوالمشيخيواللوثري، وحوالي 27% من الأمريكيين الحائزين على جائزة نوبل من اليهود.[195] وذكرت دراسة نُشرت في كتاب النخبة العلميّة: الحائزين على جائزة نوبل في الولايات المتحدة أنّ 70.3% من النُخبة العلميّة في الولايات المتحدة هم من خلفيَّة بروتستانتية؛ فضلًا عن حوالي 60.9% من نخبة الأطباء و74.1% من نخبة عُلماء الكيمياء و68.2% من نخبة عُلماء الفيزياء في الولايات المتحدة هم من البروتستانت.[196] وفقًا لكتاب ذكرى 100 عام لجائزة نوبل كان حوالي (65.4%) من الحاصلين على جائزة نوبل بين الأعوام 1901- 2000 من المسيحيين.[197] وكان حوالي 32% من الحائزين على جائزة نوبل من أتباع الطوائف البروتستانتية في أشكالها المختلفة (208 جائزة)،[198] على الرغم من أن البروتستانت يشكلون بين 11.6% إلى 13% من سكان العالم. وكان كل من اللوثريينوالكالفينيينوالأنجليكان على التوالي البروتستانت الأكثر حصولًا على جوائز نوبل.[198]
كانت هجرة العلماء البيزنطيون إلى أيطاليا أثناء انهيار الإمبراطورية البيزنطية (1203-1453) وخاصةً بعد سقوط القسطنطينية عام 1453 وحتى القرن السادس عشر تعتبر من قبل بعض العلماء باعتبارها مفتاح إحياء الدراسات اليونانية والرومانية وبالتالي تطور النهضة الإنسانية والعلمية.[46] كان المهاجرون من النحاة والإنسانيين والشعراء والكتاب والناشرين والمحاضرين والموسيقيين وعلماء الفلك والمهندسين المعماريين والأكاديميين والفنانين والفلاسفة والعلماء والسياسيين وعلماء الدين. جلبوا إلى أوروبا الغربية كتبهم الإغريقية المتخمة بالمعرفة والمحفوظة.[47]
خلال عصر النهضة ظهر كل من عالم الفلك نيكولاس كوبرنيكوس، والذي كان راهبًا، وقد صاغ نظرية مركزية الشمس وكون الأرض جرماً يدور في فلكها وذلك سنة 1543، وغاليليو غاليلي الكاثوليكي المتدين،[217] الذي نشر نظرية كوبرنيكوس ودافع عنها بقوة على أسس فيزيائية، فقام أولا بإثبات خطأ نظرية أرسطو حول الحركة، وقام بذلك عن طريق الملاحظة والتجربة عن طريق التكنولوجيا الجديدة للتلسكوب. بعد تأسيس الكنيسة اعتمدت في ذلك الوقت نظريات اليونان القديمة والتي وضعت في مرحلة ما قبل المسيحية من قِبل بطليموسوأرسطو، وهي نموذج مركز الأرض. عندما بدأ غاليليو إلى التأكيد على أن الأرض في الواقع تدور حول الشمس، وجد نفسه قد طعن في المؤسسة الكنسيّة في وقت حيث التسلسل الهرمي للكنيسة قد ارتبط مع السلطة الزمنية، وكانت تعيش في صراع وتحدي سياسي متواصل يقابله صعود البروتستانتية. بعد مناقشات مع البابا أوربان الثامن،[218] الذي ابدى اعجابه ودعمه لنظرية غاليليو، وبالتالي فقد أعتقد عاليليو انه امكنه تجنب توجيه اللوم عن طريق عرض حججه في شكل حوار.[218] كون غاليليو دعم نظرية كوبرنيكوس علنيًا قام خصوم الأخير، والذين كانوا من الداعين لنموذج مركز الأرض المعروف منذ أيام اليونان القدماء، بالهجوم عليه وشكوته إلى البابا محتجين أن ما يدعوا إليه يخالف تفسيرهم لبعض الآيات في التوراة. رغم أن الفكرة التي ادين جاليلي بسببها وهو مركزية الشمس كانت قد ظهرت أولاً على يد كوبرنيك واستقبلت بحفاوة في بلاط البابا بولس الثالث سنة 1543،[219] ما يعكس تأثير الوضع السياسي على الكنيسة.
بالرغم أن غاليليو لم يكن طرفًا في ذلك النزاع، وكانت قد تركه رجال الكنيسة بسبب صداقته مع البابا أوربان الثامن. لكن بسبب الضغوط التي وجهت البابا وكونه كان في مرحلة سياسية صعبة، فقد غاليليو من يحميه ويدافع عنه في روما فحكمت عليه المحكمة بعد سنوات من المراقبة متداخلة، مشاورات مع الباباوات، ومناقشات شفهية وخطية مع علماء الفلك ورجال الدين، فعقدت محاكمة من قبل محاكم التفتيش الرومانية سنة 1632. اتهم غاليليو بالاشتباه بالهرطقة[220] وحكم عليه بالسجن لإرضاء خصومه الثائرين.[221] وفي اليوم التالي خف الحكم إلى الإقامة الجبرية. وتم منعه من مناقشة تلك الموضوعات، وأعلنت المحكمة بأن كتاباته ممنوعة.[222] وقد دافع غاليليو عن نظرية مركزية الشمس، قائلاً أنها لا تعارض ما ورد في النصوص الدينية.[223] منذ ذلك اعتكف جاليليو جاليلي في بيته وأمضى به بقية حياته. يرى عدد من المؤرخين أن الحكم الذي صدر ضد غاليليو ومحاكمته كانت لدوافع سياسية وشخصية.[224]
بعد محاكمة غاليليو وبحسب المؤرخ جاكوب برونسكي: «كان من تأثير محاكمة غاليليو انتقال الثورة العلمية من الآن فصاعدا إلى أوروبا الشمالية.»
أدت محاكمة جاليليو جاليلي أمام محكمة الفاتيكان إلى مناقشات طويلة عبر التاريخ.
في عام 1741 صدر تصريح من البابا بنديكت الرابع عشر بطباعة كل كتب جاليليو. وفي عهد البابا بيوس السابع عام 1822 أصدر تصريح بطباعة كتاب عن النظام الشمسي لكوبرنيكوس وأنه يمثل الواقع الطبيعي.
وفي عام 1979 فوّض البابا يوحنا بولس الثاني الأكاديمية العلمية الباباوية القيام بمراجعة وتحليل لعوارض أحداث وشبهات في قضية جاليليو جاليلي.[225]
وفي 31 أكتوبر1992 قدمت الهيئة العلمية بتقريرها إلى البابا يوحنا بولس الثاني، الذي قام على أساسه بإلقاء خطبة، وفيها يقدم اعتذار على من الفاتيكان على ما جري لغاليليو غاليلي أثناء محاكمته أمام الفاتيكان عام 1623.[226] وحاول البابا إزالة سوء التفاهم المتبادل بين العلموالكنيسة. وأعاد الفاتيكان في 2 نوفمبر1992 لغاليليو كرامته براءته رسميًا، وتقرر عمل تمثال له فيها.[227] في نوفمبر 2008 تراجع الفاتيكان من جديد عن الحكم الذي كان قد صدر ضده من محكمة البابا عام 1632. على الرغم من أن البابا أوربان الثامن لو يوقع على الحكم الصادر من محكمة التفتيش آنذاك ضد جاليليو، فلم يكن البابا والكاردينالات مؤيدين جميعا للحكم.[228]
نظرية التطور تعتبر التطور في علم الأحياء هو عملية التغير على مر الزمان في خلة موروثة أو أكثر في تجمعات الأفراد.[230] يمكن أن يؤدي التطور في النهاية إلى تغيير كافة مواصفات النوع قيد التطور مما يؤدي إلى نشوء نوع جديد من الكائنات الحية. ومصطلح «التطور العضوي» (بالإنجليزية: organic evolution) أو التطور البيولوجي يستخدم غالبا لتفريق هذا المصطلح عن استعمالات أخرى. بدأ تطور نظرية التطور الحديثة بإدخال مصطلح الاصطفاء الطبيعي في مقالة مشتركة لتشارلز داروين، وألفرد راسل والاس. من ثم حققت النظرية شعبية واسعة بعد الإقبال على قراءة كتاب داروين أصل الأنواع. أحدثت النظرية في وقتها زوبعة فكرية بين المعارضين والمؤيدين لها، المعارضين كانوا بالإضافة إلى رجال الكنيسة عدد من العلماء والفلاسفة ورجال السياسة. أما النظرية العلمية لاصل الإنسان (بالإنجليزية: Homo Species) فهي مبينية على نتائج علوم مثل علم الوراثة وعلم اصل الأجناس البشرية وعلم الحفريات تميل إلى تأييد فكرة الانتخاب الطبيعي، على الرغم من وجود حلقة مفقودة بين سجل الحفريات كدلالة واضحة لها، كي يتم اكمال وضع خط اصل الإنسان.[231]
تختلف نظرة الكنائس المسيحية لنظرية التطورولتشارلز داروين، فمنذ نشر تشارلز داروين كتابه أصل الأنواع في عام 1859، فقد تم ببطء صقل موقف الكنيسة الكاثوليكية من نظرية التطور. لحوالي 100 سنة، لم يكن هناك أي تصريح رسمي حول هذا الموضوع، على الرغم من انه جاءت تصريحات عدائية من قبل عدد من الشخصيات الكنيسة المحلية. وعلى النقيض من الاعتراضات البروتستانتية الانجيلية، كانت قضية النقاش في الكاثوليكية حول نظرية النشوء والارتقاء لا علاقة لها المحافظة على الحرفية في سفر التكوين، بل كانت قلقة مع مسألة كيفية رجل جاء أن يكون له روح.
في عام 1950 اتخذت الكنيسة موقف الحياد، وبحلول أواخر القرن العشرين تغير موقفها وتطور إلى نوع من القبول العام في السنوات الأخيرة. غير أن الكنيسة تصر على أنه تم على الفور غرست في النفس البشرية من قبل الله. صرّح البابا فرنسيس في أكتوبر سنة 2014 أمام الأكاديمية البابوية للعلوم أنّ النظريات العلمية
تفاوت استقبال الأوساط الدينية البروتستانتية لكتاب «أصل الأنواع»، الذي ظهر عام 1859، لنحو 15 سنة، بين القبول الحذر من البعض والرفض الأشد اتساعاً والإدانة من قبل جمهور واسع.[233]، ومع عام 1870 تعمق النزاع، ووقع الانقسام في موقف البروتستانت بين مجموعة تدين نظريات داروين وتكفّرها وتعتبرها الحاداً صريحاً، وأخرى تعترف بالتطور كحقيقة بيولوجية راسخة وتحاول أن توفق بينها وبين الإيمان الديني.[233] فمن جانب أفرز العداء للداروينية موقفاً أصولياً يحاول التمسك الحرفي بنصوص الكتاب المقدس في قصة الخلق وفي وجه أية نظريات علمية تصطدم بهذه النصوص ومن جانب ثان، اتجه رجال دين ولاهوتيون آخرون مثل جورج هاريس وليمان أبوت وفلاسفة دينيون مثل جون فسك، إلى اعتبار التطور نهج الخالق في بناء الحياة. كما تقبل هؤلاء النظرية التطويرية في فهم التاريخ.[233]
أما نطرية التطور الإلهي (بالإنجليزية: Theistic evolution) والخلقوية التطورية (بالإنجليزية: evolutionary creationism) هي مفاهيم متشابهة التي تؤكد بأن التعاليم الدينية الكلاسيكية حول الله متوافقة تماماً مع الفهم العلمي الحديث حول التطور البيولوجي.
باختصار، يؤمن التطوريون الإلهيون بأنه هناك إله، هذا الإله هو الخالق للكون المادي و (بالتالي) جميع أنواع الحياة، ويؤمنون بأن التطور البيولوجي هو وببساطة عملية طبيعية حدثت أثناء عملية الخلق. أي أن التطور وببساطة، اعتماداً على هذه الرؤية، هي أداة وظفها الله لخلق الحياة البشرية.
التطور الإلهي ليست نظرية بالمفهوم العلمي، بل هي وجهة نظر خاصة لكيفية حدوث العلاقة بين علم التطور والإيمان الديني وتفسيراتهما. يرفض داعمون نظرية التطور الإلهي الأطروحة الصراعية (بالإنجليزية: conflict thesis) فيما يتصل بالعلاقة بين الدين والعلم– وبالتالي، يحتفظون بالتعاليم الدينية حول الخلق والنظريات العلمية للتطور دون أي تعارض. طبقاً لتسيمة الأنصار الأوائل لهذه النظرية، تمت وصفها بالداروينيةالمسيحية.[234] هناك وجهة نظر مماثلة لهذه النظرية وتُسمى الخلقوية التطورية.[235]
مع هذه المقاربة إلى نظرية التطور تم تقسير قصص الخلق المخطوطية نموذجياً بكونها استعارية من الطبيعة.
اعتبر كلاً من اليهود والمسيحيين بأن فكرة تاريخ الخلق استعارية بدلاً من أن تكون قصة تاريخية قبل مدة طويلة من نظرية داروين مثل الكتابات القديمة في المسيحية التي كتبها القديس أوغسطين (في القرن الرابع) بالرغم من أنه رفض الفكرة الاستعارية لاحقاً لصالح التفسيرات الحرفية كان يعني القديس أوغسطين بأن في سفر التكوين 1 وردت كلمة «النور» و«اليوم» و«الصباح» بالمعنى الروحاني عوضاً عن المعنى الفيزيائي وأن كتابة الصباح بالمعنى الروحاني لها نفس الكتابة الحرفية للصباح بالمعنى الفيزيائي وأعترف أوغسطين بأن خلق الصباح بالمعنى الروحاني له نفس القدر من الأهمية للحدث التاريخي لخلق النور بالمعنى الفيزيائي.[236]
الانتقادات
شكلت قضية علاقة العلم والدين، موضوع شائك في تاريخ العلوم، وظهر عدد من المؤرخين والباحثين ممن وجدوا أن علاقة الدين بالعلم هي علاقة صراع، وذلك استنادًا إلى قضايا تاريخية خلافية مثل قضية غاليليو، وشكلت أطروحة صراع العلم والدين في القرن التاسع عشر النهج والرؤية الشعبية في كتابة تاريخ العلوم،[237][238][239] في أواخر القرن العشرين ومع إعادة تقييم هذه الأطروحة بشكل علمي حديث، فقدت أطروحة صراع العلم والدين مصداقيتها في الوسط الأكاديمي،[240] لكن وعلى الرغم من ذلك فهي لا تزال صورة علاقة العلم والدين كصراع في بين عامة الناس.[241]
غالبًا ما يتم توجيه الانتقادات في هذا الخصوص إلى الكنيسة الكاثوليكية، إذ يرى عدد من المؤرخين والفلاسفة ان الكنيسة الكاثوليكية دخلت في صراع مع العلم، وأنها ضيقت على العلماء والبحوث العلمية، ولعل أبرز قضية في صراع الكنيسةوالعلم هي قضية محاكمة جاليليو جاليليونظرية التطور، وكان كل من العالم جون وليام دابر والمفكر البروتستانتيأندرو ديكسون وايت الدعاة الأكثر تأثيرًا في أطروحة الصراع بين الدين والعلم، ودعي داربر سنة 1870 لكتابة كتاب عن تاريخ صراع الدين والعلم، في كتابه أنتقد داربر العصمة البابوية ووجدها الفكرة الأكثر معاداة للفكر في التقليد الكاثوليكي،[242] واعتبر الكنيسة الكاثوليكية مؤسسة تحارب العلم والفكر، كذلك وبحسبه فالبروتستانتية كانت عكس الكنيسة الكاثوليكية، إذ لم تدخل البروتستانتية في صراع مع العلوم.[185] بالمقال رفض المؤرخ في الطب جيمس جوزيف والش، هذه الأطروحة واعتبرها غير تاريخية: «تأسست قصة صراع البابوية مع العلم وكونها مؤسسة تحارب الفكر، على مفاهيم خاطئة تمامًا. بل أكثر من ذلك هي وهمية تمامًا. الكثير منها يعود إلى المبالغة في أهمية قضية غاليليو».[243]
يرى عدد من العلماء أمثال جيري كوين، أن الاعتقاد والإيمان كان عائق لتطوير العلوم،[244] ويرى المؤرخ نيل تايسون إن العلماء المتدينين أمثال اسحق نيوتن، كان بإمكانهم تحقيق انجازات أكثر في تطوير العلم لو لم يقبل أحيانًا الأجوبة الدينية لحل اسئلة المسائل العلمية.[242] حديثًا تعتبر القضايا مثل نظرية الخلق، تطور، والخلايا الجذعية، وتنظيم النسل من القضايا التي تعتبر لدى بعض العلماء كصراع بين العلم والدين.[34]
من القضايا الحديثة نسبيًا التي وجهت للمسيحية، خاصًة الحركات الانجيلية، والتي تؤمن في نظرية الخلق وتحارب من أجل تدريسها في المدارس الحكومية، وشكلت محاكمة المدرس جون سكوبس ذروة الصراع بين الداروينين وأتباع الكنائس الانجيلية، وتركزت هذه القضية التي وقعت في دايتون بولاية تنيسي عام 1925، على اتهام مدرس يسمى جون توماس سكوبس بخرق قانون الولاية الذي كان يحرّم تدريس نظرية النشوء والارتقاء في المدارس العامة. ما أثار جدلًا عنيفًا وبخاصة أن هذه النظرية تعتبر مخالفة للتعاليم الدينية بحسب المتدينين.
غالبًا ما كانَ يَتِم تَصوير فترة العصور الوسطى عَلى أنها «زمن الجهلوالخرافات» التي وَضعت «كلمة السُّلطات الدِّينية عَلى التَّجربة الشَّخصية والنَّشاط العقلاني».[245] كان التراث من عصر النهضةوالتنوير حينَما قارن العُلماء مَوقفا فكريًا مَع تلك الفَترة مِنَ القرون الوسطى. شَهِد علماء عصر النهضة العُصور الوسطى كَفترة انحِدار من الثقافة العالية والحضارة في الفَترة الكلاسيكية. رَأى عُلماء التنوير سَبباً أعلى من الإيمان، وبالتالي نظروا إلى العصور الوسطى بأنها مقتطعة من الجهلوالخرافات.[246] يُجادِلُ آخرون بأنَّ العقل كان يوضع عموماً في مرتبة عالية خلال العصور الوسطى. كَتب المُؤرخ العِلمي إدوارد جرانت: «إذا تَمَّ التَّعبير عَن أفكار عقلانية ثورية في القرن الثامن عشر، فقد أصبَحت مُمكنة فَقط بِسبب تَقاليد القُرون الوسطى الطَّويلة التي أثَبتت استخدام العقل كأحد أهم الأنشطة البشرية».[247] خِلافاً لِلاعتقاد السائد، كَتب ديفيد ليندبيرغ، «إن الباحِث في العُصور الوسطى المُتأخرة نادرًا ما عانى من القُوة القَسرية لِلكنيسة وكانَ مِنَ المُمكن أن يَعتبر نَفسه حُرًا (خاصَة في العُلوم الطَّبيعية) لِمُتابعة العقلوالملاحظة في أي مكان يقوده».[248]
هناك عدد من المؤرخين من يفند أنّ علاقة الكنيسة الكاثوليكية بالعلم علاقة صراع وأنها ضد العلم،[240] فاستنادًا إلى وتوماس أي وودز، كانت علاقة الكنيسة الكاثوليكية بالعلم إيجابية وشجعت على العلوم.[249] وعدد من العلماء والمؤرخين، مثل ستانلي براين والكسندر دوني أقترح أن وسائل الإعلام هو المسؤول جزئيًا عن تعميم نظرية الصراع،[250] وأبرزها أسطورة الأرض المسطحة وأن الناس اعتقدوا قبل اكتشاف كريستوفر كولومبوس أمريكا أن الأرض مسطحة.[251] ديفيد جيم ليندبرج يشير إلى أن «بالكاد كان هناك عالم مسيحي في العصور الوسطى لم يَعتَرِف بِكروية الأرض بل ويعرف محيطها التقريبي».[251][252] العديد من المؤرخين يشيرون إلى أخطاء ونظريات خاطئة ناجمة عن نظرية الصراع والتي أصبحت متداولة على نطاق واسع بالرغم من عدم صحتها مثل: «احظر الكنيسة للتشريح خلال العصور الوسطى»، و«صعود المسيحية قتل العلم القديم»، و«الكنيسة المسيحية في العصور الوسطى قَمعت نُمو الفَلسفة الطبيعية»، كلها استشهد بها كَنماذج الأساطير الشائِعة عَلى نِطاق واسِع والتي لا تَزال تُمَرَّر كحقيقة تاريخية، على الرُّغم مِن أنَّها لا تَدعَمها البُحوث التَّاريخية الحاليَّة.[34]
«هناك اعتراف متزايد بين مؤرخي العلم أن العلاقة بين الدينوالعلم كان أكثر ايجابية مما يُعتقد في بعض الأحيان. على الرغم من الصورة الشعبية للجدل العلمي - الديني يستمر في تجسيد عداء مفترض من المسيحية إلى النظريات العلمية الجديدة، فقد أظهرت الدراسات أن المسيحية احتضنت هذه النظريات في كثير من الأحيان، وشجعت البحوث والمساعي العلمية، وقد تعايشا من دون أي توتر أو محاولات المواءمة. وإذ كانت محاكمة غاليليو وجون سكوبس أول ما يتبادر إلى الذهن كامثلة عن هذا الصراع، فذلك الشاذ وليس القاعدة.- غاري فرنجن، "العلم والدين"[253]»
^Gilley، Sheridan (2006). The Cambridge History of Christianity: Volume 8, World Christianities C.1815-c.1914. Brian Stanley. Cambridge University Press. ص. 164. ISBN:0521814561. ... Many of the scientists who contributed to these developments were Christians...
^L. Johnson، Eric (2009). Foundations for Soul Care: A Christian Psychology Proposal. InterVarsity Press. ص. 63. ISBN:0830875271. ... . Many of the early leaders of the scientific revolution were Christians of various stripes, including Roger Bacon, Copernicus, Kepler, Francis Bacon, Galileo, Newton, Boyle, Pascal, Descartes, Ray, Linnaeus and Gassendi...
^S. Kroger، William (2016). Clinical and Experimental Hypnosis in Medicine, Dentistry and Psychology. Pickle Partners Publishing. ISBN:1787203042. Many prominent Catholic physicians and psychologists have made significant contributions to hypnosis in medicine, dentistry, and psychology.
^Beit-Hallahmi، Benjamin (2014). Psychological Perspectives on Religion and Religiosity. Routledge. ص. 215-220. ISBN:9781317610366.
^Den Heijer، Alexandra (2011). Managing the University Campus: Information to Support Real Estate Decisions. Academische Uitgeverij Eburon. ISBN:9789059724877. Many of the medieval universities in Western Europe were born under the aegis of the Catholic Church, usually as cathedral schools or by papal bull as Studia Generali.
^A. Lamport، Mark (2015). Encyclopedia of Christian Education. Rowman & Littlefield. ص. 484. ISBN:9780810884939. All the great European universities-Oxford, to Paris, to Cologne, to Prague, to Bologna—were established with close ties to the Church.
^B M. Leonard، Thomas (2013). Encyclopedia of the Developing World. Routledge. ص. 1369. ISBN:9781135205157. Europe established schools in association with their cathedrals to educate priests, and from these emerged eventually the first universities of Europe, which began forming in the eleventh and twelfth centuries.
^Gavroglu، Kostas (2015). Sciences in the Universities of Europe, Nineteenth and Twentieth Centuries: Academic Landscapes. Springer. ص. 302. ISBN:9789401796361.
^GA. Dawson، Patricia (2015). First Peoples of the Americas and the European Age of Exploration. Cavendish Square Publishing. ص. 103. ISBN:9781502606853.
^ ابKiely, Ray (Nov 2011). "Industrialization and Development: A Comparative Analysis". UGL Press Limited: 25-26.
^Cohen، I.، المحرر (1990). Puritanism and the Rise of Modern Science: The Merton Thesis. New Brunswick, New Jersey: Rutgers University Press. ISBN:978-0813515304.
^Lindberg، David C.؛ Numbers، Ronald L. (1986)، "Introduction"، God & Nature: Historical Essays on the Encounter Between Christianity and Science، Berkeley and Los Angeles: University of California Press، ص. 5, 12، ISBN:978-0-520-05538-4
^Gilley، Sheridan (2006). The Cambridge History of Christianity: Volume 8, World Christianities C.1815-c.1914. Brian Stanley. Cambridge University Press. ص. 164. ISBN:0521814561.
^Newman, John Henry. Apologia Pro Vita Sua. Ed. Ian T. Ker. London: Penguin, 1994. (p. 235)
^ ابKing، David A. (1992). "The Ciphers of the Monks and the Astrolabe of Berselius Reconsidered". في Demidov، Sergei S.؛ Rowe، David؛ Folkerts، Menso & Scriba، Christoph J. (المحررون). Amphora. Basel: Birkhäuser. ص. 375–388. DOI:10.1007/978-3-0348-8599-7_18. ISBN:978-3-0348-8599-7.
^Modern physics (Galileo), acoustics (Mersenne), mineralogy (Agricola), modern chemistry (Lavosier), modern anatomy (Vesalius), stratigraphy (Steno), bacteriology (Pasteur), genetics (Mendel), analytical geometry (Descartes), and heliocentric cosmology (Copernicus).
^"Alfred Nobel, hans far och hans bröder". مارس 2013. مؤرشف من الأصل في 2013-12-14. اطلع عليه بتاريخ 2013-12-09. (swe: Genom dop och konfirmation var Alfred Nobel lutheran -en: Alfred Nobel was through baptism and confirmation a Lutheran)
^"Scientists and Belief". مركز بيو للأبحاث. مؤرشف من الأصل في 2018-10-02. اطلع عليه بتاريخ 2013-11-21. A survey of scientists who are members of the American Association for the Advancement of Science, conducted by the Pew Research Center for the People & the Press in May and June 2009, finds that members of this group are, on the whole, much less religious than the general public.1 Indeed, the survey shows that scientists are roughly half as likely as the general public to believe in God or a higher power. According to the poll, one third of scientists (30%) have identified Christianity in its various forms as their religious preference.
^Baruch A. Shalev, 100 Years of Nobel Prizes (2003),Atlantic Publishers & Distributors , p.57:
between 1901 and 2000 reveals that 654 Laureates belong to 28 different religion Most (65.4%) have identified Christianity in its various forms as their religious preference.
^ANALYSIS (19 ديسمبر 2011). "Global Christianity". Pewforum.org. مؤرشف من الأصل في 2013-07-30. اطلع عليه بتاريخ 2012-08-17.
^How The Irish Saved Civilization: The Untold Story of Ireland's Heroic Role from the Fall of Rome to the Rise of Medieval Europe by Thomas Cahill, 1995.
^The faculty was composed exclusively of philosophers, scientists, rhetoricians, and فقه اللغة (Tatakes، Vasileios N. (2003). Byzantine Philosophy. Hackett Publishing. ص. 189. ISBN:0-872-20563-0. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة))
^Anastos، Milton V. (1962). "The History of Byzantine Science. Report on the Dumbarton Oaks Symposium of 1961". Dumbarton Oaks Papers. Dumbarton Oaks, Trustees for Harvard University. ج. 16: 409–411. DOI:10.2307/1291170. JSTOR:1291170. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |تاريخ الوصول بحاجة لـ |مسار= (مساعدة)
^ ابGeoffrey Blainey; A Short History of Christianity; Penguin Viking; 2011
^Roderick E. McGrew, Encyclopedia of Medical History (Macmillan 1985), p.135.
^James Edward McClellan and Harold Dorn, Science and Technology in World History: An Introduction (Baltimore: The Johns Hopkins University Press, 2006), p.99,101.
^الموقع الالكترني الرسمي لمنظمة فرسان مالطة ذات سيادة
^Sweet, Victoria. "Hildegard of Binger and the Greening of Medieval Medicine". The Johns Hopkins University Press, 1999
^Voigts, Linda. "Anglo-Saxon Plant Remedies and the Anglo-Saxons. The University of Chicago Press, 1979. p. 253
^G. Lemaître, Un Univers homogène de masse constante et de rayon croissant rendant compte de la vitesse radiale des nébuleuses extra-galactiques, Annales de la Société Scientifique de Bruxelles, Vol. 47, p. 49, April 1927
^David L. Block arxiv.org 20 Jun 2011 & 8 Jul 2011 arXiv:1106.3928v2 [physics.hist-ph] نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
^Russell، R.J. (2008). Cosmology: From Alpha to Omega. Fortress Press. ISBN:978-0-8006-6273-8. مؤرشف من الأصل في 2020-03-08. Conservative Protestant circles have also welcomed Big Bang cosmology as supporting a historical interpretation of the doctrine of creation.
^Wallace, William A. (1984). Prelude, Galileo and his Sources. The Heritage of the Collegio Romano in Galileo's Science. N.J.: Princeton University Press.
^Galileo Goes to Jail: And Other Myths about Science and Religion. Ed. Ronald L. Numbers. Cambridge: Harvard University Press, 2009. (p. 102)
^Heilbron, J.L. The Sun in the Church: Cathedrals as Solar Observatories. Cambridge: Harvard University Press, 1999. (p. 3)
^Rüegg, Walter: "Foreword. The University as a European Institution", in: A History of the University in Europe. Vol. 1: Universities in the Middle Ages, Cambridge University Press, 1992, ISBN 0-521-36105-2, pp. XIX–XX
^ ابUdías، Agustín (2003). Searching the Heavens and the Earth: The History of Jesuit Observatories (Astrophysics and Space Science Library). Berlin: Springer. ISBN:140201189X.
^Gerhard Lenski (1963), The Religious Factor: A Sociological Study of Religion's Impact on Politics, Economics, and Family Life, Revised Edition, Garden City, N.Y., pp. 350-352
^Thomas F. O'Dea (1958), The Catholic Dilemma: An Inquiry into the Intellectual Life, New York, N.Y.
^Frank L. Christ and Gerard Sherry (Eds.) (1961), American Catholicism and the Intellectual Ideal, New York, N.Y.
^Gerhard Lenski, The Religious Factor, pp. 283-284
^Gerhard Lenski, The Religious Factor, pp. 347-349
^Zuckerman، H. (1977). Scientific Elite: Nobel Laureates in the United States. Foundations of Higher Education. Free Press. ص. 68. ISBN:978-1-4128-3376-9. مؤرشف من الأصل في 2020-01-05. اطلع عليه بتاريخ 2018-02-08. Protestants turn up among the American-reared laureates in slightly greater proportion to their numbers in the general population. Thus 72 percent of the seventy-one laureates but about two thirds of the American population were reared in one or another Protestant denomination.
^باروخ شاليف، 100 عام على جوائز نوبل (2003)، مطبعة الناشرون والموزعون آتلانتك ص.57: بين الأعوام 1901 و2000 تبيّن أن 654 حاصل على جائزة نوبل إنتمى إلى 28 ديانة، وينتمي حوالي (65.4%) من الحاصلين على جائزة نوبل إلى الديانة المسيحية بطوائفها المتعددة.
^ ابBaruch A. Shalev, 100 Years of Nobel Prizes (2003),Atlantic Publishers & Distributors , p.57: between 1901 and 2000 reveals that 654 Laureates belong to 28 different religion Most 65.4% have identified Christianity in its various forms as their religious preference.
While separating Roman Catholic from Protestants among Christians proved difficult in some cases, available information suggests that more Protestants were involved in the scientific categories and more Catholics were involved in the Literature and Peace categories.
Atheists, agnostics, and freethinkers comprise 10.5% of total Nobel Prize winners; but in the category of Literature, these preferences rise sharply to about 35%. A striking fact involving religion is the high number of Laureates of the Jewish faith – over 20% of total Nobel Prizes (138); including: 17% in Chemistry, 26% in Medicine and Physics, 40% in Economics and 11% in Peace and Literature each. The numbers are especially startling in light of the fact that only some 14 million people (0.02% of the world's population) are Jewish. By contrast, only 5 Nobel Laureates have been of the Muslim faith-0.8% of total number of Nobel prizes awarded – from a population base of about 1.2 billion (20% of the world's population). نسخة محفوظة 14 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
^Thomas، Anne (24 أبريل 2000)، This I Know Experimentally، Spring 2000 Monday Night Lecture Series: Science and Religion، Pendle Hill (نُشِر في 6 أكتوبر 2003)، مؤرشف من الأصل في 2005-11-10، اطلع عليه بتاريخ 2009-06-29{{استشهاد}}: صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)
^Ferguson, Kitty Pythagoras: His Lives and the Legacy of a Rational Universe Walker Publishing Company, New York, 2008, (page number not available – occurs toward end of Chapter 13, "The Wrap-up of Antiquity"). "It was in the Near and Middle East and North Africa that the old traditions of teaching and learning continued, and where Christian scholars were carefully preserving ancient texts and knowledge of the ancient Greek language." نسخة محفوظة 6 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
^ ابYoungson, Robert M. Scientific Blunders: A Brief History of How Wrong Scientists Can Sometimes Be; Carroll & Graff Publishers, Inc.; 1998; Pages 290-293
^
Shapin, S. (1996). The Scientific Revolution. دار نشر جامعة شيكاغو. ص. 195. In the late Victorian period it was common to write about the 'warfare between science and religion' and to presume that the two bodies of culture must always have been in conflict. However, it is a very long time since these attitudes have been held by historians of science.
^Brooke, J. H. (1991). Science and Religion: Some Historical Perspectives. مطبعة جامعة كامبريدج. ص. 42. In its traditional forms, the conflict thesis has been largely discredited.
^
Ferngren, G.B. (2002). Ferngren, G.B. (المحرر). Science & Religion: A Historical Introduction. مطبعة جامعة جونز هوبكينز. ص. x. ISBN:0-8018-7038-0. ... while [John] Brooke's view [of a complexity thesis rather than an historical conflict thesis] has gained widespread acceptance among professional historians of science, the traditional view remains strong elsewhere, not least in the popular mind.
^ ابAlexander, D (2001), Rebuilding the Matrix, Lion Publishing, ISBN 0-7459-5116-3 (pg. 217)
^Walsh, James Joseph, The Popes and Science; the History of the Papal Relations to Science During the Middle Ages and Down to Our Own Time, Fordam University Press, New York 1908, p. 19.
^“Templeton Foundation Post-dinner Discussion”, after the Myths and Truths in Science and Religion: A historical perspective lecture Ronald Numbers, 11 May 2006, at St Edmunds College, Cambridge; the transcript is available at http://www.st-edmunds.cam.ac.uk/faraday/CIS/Numbers/نسخة محفوظة 2012-02-19 على موقع واي باك مشين.
^Gary Ferngren (editor). Science & Religion: A Historical Introduction. Baltimore: Johns Hopkins University Press, 2002. ISBN 0-8018-7038-0. (Introduction, p. ix)
Küng, Hans, The beginning of all things: science and religion, trans. John Bowden, Wm. B. Eerdmans Publishing, 2007, ISBN 0-8028-0763-1, 9780802807632. Google books
Olson, Richard, Science and religion, 1450-1900: from Copernicus to Darwin, Greenwood Publishing Group, 2004, ISBN 0-313-32694-0, 9780313326943. Google books
ماريانو أرتيغاس؛ Glick, Thomas F., Martínez, Rafael A.; Negotiating Darwin: the Vatican confronts evolution, 1877-1902, JHU Press, 2006, ISBN 0-8018-8389-X, 9780801883897, Google books
O'Leary, John. Roman Catholicism and modern science: a history, Continuum International Publishing Group, 2006, ISBN 0-8264-1868-6, 9780826418685 Google books
Artikel ini sebatang kara, artinya tidak ada artikel lain yang memiliki pranala balik ke halaman ini.Bantulah menambah pranala ke artikel ini dari artikel yang berhubungan atau coba peralatan pencari pranala.Tag ini diberikan pada April 2016. Sineruga insolitaRentang fosil: Ludlow–Pridoli PreЄ Є O S D C P T J K Pg N Klasifikasi ilmiah Kerajaan: Animalia Filum: Arthropoda Subfilum: Crustacea Kelas: Ostracoda Ordo: Myodocopida Famili: incertae sedis Genus: SinerugaPerrier, 2012 Spesies: S.&...
Bagian dari seriGereja Katolik menurut negara Afrika Afrika Selatan Afrika Tengah Aljazair Angola Benin Botswana Burkina Faso Burundi Chad Eritrea Eswatini Etiopia Gabon Gambia Ghana Guinea Guinea-Bissau Guinea Khatulistiwa Jibuti Kamerun Kenya Komoro Lesotho Liberia Libya Madagaskar Malawi Mali Maroko Mauritania Mauritius Mesir Mozambik Namibia Niger Nigeria Pantai Gading Republik Demokratik Kongo Republik Kongo Rwanda Sao Tome dan Principe Senegal Seychelles Sierra Leone Somalia Somaliland ...
Réservoirs d'air comprimé haute pression étagés L'air comprimé est de l'air prélevé dans l'atmosphère, dont on utilise la compressibilité à l'aide d'un système pneumatique. Cet air est maintenu sous une pression supérieure à celle de l'atmosphère. L'air comprimé est considéré comme le quatrième fluide utilisé dans l’industrie, après l'électricité, le gaz naturel et l'eau[1]. En Europe, au début des années 2000, 10 % de toute l'électricité utilisée par l'indus...
Diagram ini menunjukkan orbit satelit iregular Saturnus. Di tengah, orbit Titan, sebuah satelit yang regular, ditandai dengan warna merah sebagai perbandingan. Farbauti (satelit) adalah satelit alami dari planet Saturnus. Saturnus memiliki 62 satelit, dengan 53 di antaranya telah dinamai dan hanya 13 di antaranya memiliki diameter lebih dari 50 kilometer. Referensi http://solarsystem.nasa.gov/planets/profile.cfm?Display=Sats&Object=Saturn Diarsipkan 2014-04-16 di Wayback Machine.
العلاقات الدومينيكية اللبنانية دومينيكا لبنان دومينيكا لبنان تعديل مصدري - تعديل العلاقات الدومينيكية اللبنانية هي العلاقات الثنائية التي تجمع بين دومينيكا ولبنان.[1][2][3][4][5] مقارنة بين البلدين هذه مقارنة عامة ومرجعية للدولتين: وجه ا...
Схема глобальной циркуляции атмосферы Циркуляция атмосферы — совокупность воздушных течений над земной поверхностью. Воздушные течения по своим масштабам изменяются от десятков и сотен метров (такие движения создают локальные ветра) до сотен и тысяч километров, пр�...
American diplomat (born 1962) Geeta PasiUnited States Ambassador to Ethiopia In officeMarch 5, 2021 – February 25, 2022[1]PresidentJoe BidenPreceded byMichael A. RaynorSucceeded byErvin Jose MassingaDeputy Assistant Secretary(African Affairs)In officeOctober 22, 2018 – January 2021PresidentDonald TrumpPreceded byStephanie S. SullivanSucceeded byRobert F. GodecUnited States Ambassador to ChadIn officeSeptember 9, 2016 – September 20, 2018PresidentBarack...
California labor action 1985–1987 Watsonville Cannery strikeDateSeptember 9, 1985 – March 11, 1987(1 year, 6 months and 2 days)LocationWatsonville, California, United StatesCaused byDisagreements over the terms of a new labor contractGoalsUnion sought to prevent cuts in wages and benefitsMethods Corporate campaign Picketing Strike action Walkout Resulted inUnion and companies agreed to new industry-wide labor contract that preserved employee benefits, but included wage cuts...
معركة يبريس الأولى جزء من الجبة الغربية في الحرب العالمية الأولى معركة يبريس الأولى معلومات عامة التاريخ 19 أكتوبر – 22 توفمبر 1914 البلد بلجيكا الموقع يبريس، بلجيكا50°51′51″N 2°53′44″E / 50.8641°N 2.8956°E / 50.8641; 2.8956 النتيجة انتصار الحلفاء المتحاربون فرنسا ال�...
Sel tumor yang dianggap hernia ventralis Hernia ventralis adalah keadaan dimana terdapat tonjolan yang berasal dari dinding perut, sering kali pada bagian tengahnya.[1] Namun, dapat terjadi pada setiap lokasi di dinding perut.[1] Seringkali disebut pula hernia insisional karena sering terbentuk pada bagian sayatan pasca operasi dimana kulit telah menjadi lemah atau tipis.[1] Jaringan perut atau bagian dari usus dapat mendorong melalui daerah melemah ini, menyebabkan ra...
Untuk kegunaan lain, lihat Warungkiara (disambiguasi).WarungkiaraKecamatanWarungkiaraPeta lokasi Kecamatan WarungkiaraTampilkan peta Kabupaten SukabumiWarungkiaraWarungkiara (Jawa Barat)Tampilkan peta Jawa BaratWarungkiaraWarungkiara (Jawa)Tampilkan peta JawaWarungkiaraWarungkiara (Indonesia)Tampilkan peta IndonesiaKoordinat: 6°58′28″S 106°43′29″E / 6.974572511160274°S 106.72476414430342°E / -6.974572511160274; 106.72476414430342Negara IndonesiaProvins...
Artikel ini tidak memiliki referensi atau sumber tepercaya sehingga isinya tidak bisa dipastikan. Tolong bantu perbaiki artikel ini dengan menambahkan referensi yang layak. Tulisan tanpa sumber dapat dipertanyakan dan dihapus sewaktu-waktu.Cari sumber: Permainan otome – berita · surat kabar · buku · cendekiawan · JSTOR Sebuah permainan otome (乙女ゲームcode: ja is deprecated , otome gēmu, secara harfiah game perawan), kadang-kadang dikontrak ke o...
Pour les articles homonymes, voir Nouvion (homonymie). Cet article est une ébauche concernant une commune de la Somme. Vous pouvez partager vos connaissances en l’améliorant (comment ?). Le bandeau {{ébauche}} peut être enlevé et l’article évalué comme étant au stade « Bon début » quand il comporte assez de renseignements encyclopédiques concernant la commune. Si vous avez un doute, l’atelier de lecture du projet Communes de France est à votre disposition po...
Cities of the Holy Roman Empire with self-rule and representation in the Imperial Diet Imperial city and Reichsstadt redirect here. For other uses and similar terms, see Imperial City (disambiguation) and Reichstadt (disambiguation). You can help expand this article with text translated from the corresponding article in German. (April 2018) Click [show] for important translation instructions. Machine translation, like DeepL or Google Translate, is a useful starting point for translations...
Groups or political factions that developed among delegates to the Frankfurt Parliament The Casino faction, in a lithograph by Friedrich Pecht The factions in the Frankfurt Assembly were groups (German: Fraktionen) that developed among delegates to the Frankfurt Parliament that met from 18 May 1848 to 31 May 1849 in the Paulskirche in Frankfurt am Main. They coalesced as groups of like-minded representatives started meeting, and were named after the various hostelries at which they met.[1...
Constituency of the National Assembly of France 2nd constituency of Seine-Saint-DenisinlineConstituency of the National Assembly of FranceDeputyStéphane PeuPCFDepartmentSeine-Saint-DenisRegistered voters54,143[1] Politics of France Political parties Elections Previous Next The 2nd constituency of Seine-Saint-Denis (French: Deuxième circonscription de la Seine-Saint-Denis) is one of the 12 legislative constituencies in Seine-Saint-Denis (93) département, France. Like the other 576 F...
Ethnic subgroup in Nigeria Ethnic group Aro peopleFlag of the Aro ConfederacyTotal populationUpwards of 1.1 millionRegions with significant populationsNigeriaLanguagesIgbo, Ibibio, Cross River languages, EnglishReligionChristianity, TraditionalRelated ethnic groupsIbibio, Efik, Ekoi, Bahumono, Ijo, Igala, Idoma, other Igbo peoples The Aro people or Aros are an Igbo subgroup[1] that originated from the Arochukwu kingdom in present-day Abia state, Nigeria. The Aros can also be found in ...
American journalist Steve Early3rd White House Press SecretaryIn officeActing: December 5, 1950 – December 18, 1950PresidentHarry S. TrumanPreceded byCharlie RossSucceeded byJoseph ShortIn officeMarch 4, 1933 – March 29, 1945PresidentFranklin D. RooseveltPreceded byTheodore JoslinSucceeded byJonathan W. Daniels1st United States Deputy Secretary of DefenseIn officeMay 2, 1949 – September 30, 1950[1]PresidentHarry S. TrumanPreceded byPosition established...