الإلحاد بمعناه الواسع هو عدم الاعتقاد أو الإيمان بوجود الآلهة.[1][2][3][4] وبالمعنى الضيق، يعتبر الإلحاد على وجه التحديد موقف أنه لا توجد آلهة.[5] عمومًا يشير مصطلح الإلحاد إلى غياب الاعتقاد بأن الآلهة موجودة. ويتناقض هذا الفكر مع فكرة الإيمان بالله أو الألوهية،[6][7] إذ أنّ مصطلح الألوهية يعني الاعتقاد بأنه يوجد اله.[8]
تتراوح الحجج الإلحادية بين الحجج الفلسفية إلى الاجتماعية والتاريخية. حيث إن المبررات لعدم الإيمان بوجود إله تشمل الحجج وأن هناك نقصًا في الأدلة التجريبية.[12] على الرغم من أن بعض الملحدين تبّنى فلسفات علمانية (مثل الإنسانية والتشكك)، [13][14] إلّا أنه ليس هناك أيديولوجية واحدة أو مجموعة من السلوكيات التي يلتزم بها الملحدون جميعًا. كما لا توجد مدرسة فلسفية واحدة تجمع الملحدين، فمنهم من ينطوي تحت لواء المدرسةالمادية أو الطبيعية والكثير يميلون باتجاه العلم والتشكيك خصوصًا فيما يتصل بعالم ما وراء الطبيعة. يرى بعض الملحدين بأنه ليس هناك عناد بين الإلحاد ودين البوذية لأن البوذيين أو بعضهم يعتنقون البوذية ولكنهم لا يعتقدون بوجود إله.[15]
كما يرى كثير من الملحدين أن الإلحاد نظرة أكثر صحة من الإلوهية، وبالتالي فإنّ عبء الإثبات لا يقع على عاتق الملحد لدحض وجود الله بل على المؤمن بالله تقديم مبررات للإيمان به حسب قولهم.[16]
بسبب تعدد مفاهيم الإلحاد فإنّ من الصعب معرفة التقديرات الدقيقة عن الأعداد الحالية للملحدين.[17] وقد أجريت عدة استطلاعات عالمية شاملة حول هذا الموضوع أبرزها استطلاع قامت به مؤسسة غالوب الدولية سنة 2015 حيث شارك في الاستطلاع أكثر من 64,000 مشاركاً، أشار 11% منهم إلى أنه «ملحد بقناعة» في حين كانت نتيجة سنة 2012 في استطلاع سابق 13% من أفراد العينة عرفوا عن أنفسهم أنهم «ملحدين بقناعة».[18] وبحسب مسح من قبل هيئة الإذاعة البريطانية، في عام 2004، وجد أن نسبة الملحدين كانت حوالي 8% من سكان العالم.
وفقًا لدراسات أخرى، فإن معدلات الإلحاد هي الأعلى في أوروباوشرق آسيا: 40% في فرنسا، و39% في بريطانيا، و34% في السويد، و29% في النرويج، و15% في ألمانيا، و25% في هولندا، و12% في النمسا أجابوا أنهم لا يؤمنون بوجود أرواح أو آلهة أو قوة خارقة، وجاءت النسب أعلى لمن عبروا عن إيمانهم بوجود روح أو قوة ما وهؤلاء يطلق عليهم لادينيين أو لاأدريين. بلغت النسب في شرق آسيا 61% في الصين و47% في كوريا الجنوبية بينما تعد اليابان حالة معقدة إذ يتبنى الفرد الواحد أكثر من معتقد في وقت واحد. في أميركا الشمالية، 12% في الولايات المتحدة يعتبرون أنفسهم ملحدين و17% لا أدريين و37% يؤمنون بوجود روح ما ولكنهم لا دينيين. و28% في كندا.
معنى الإِلحاد في اللغة المَيْلُ عن القصْد، ولحَدَ إِليه بلسانه: مال. وقال الأَزهري في قول القرآن: لسان الذين يلحدون إِليه أَعجمي وهذا لسان عربي مبين؛ قال الفراء: قرئ يَلْحَدون فمن قرأَ يَلْحَدون أَراد يَمِيلُون إِليه، ويُلْحِدون يَعْتَرِضون. وأَصل الإِلحادِ: المَيْلُ والعُدول عن الشيء.[19]
مصطلح اللاربوبية
اُسْتُخْدِمَت كلمة (اللاربوبية) كترجمة عربية لكلمة (atheism) في الحملة العلنية لظهور اللاربوبيين (الملحدين) والتي دعا إليها العالم ريتشارد دوكنز إلى جانب كلمة (إلحاد) كمحاولة لإشهار كلمة ثانية لا تحمل معنى سلبي من حيث اللغة وتعطي المعنى المطلوب المتمثل بعدم الاعتقاد بإله أو آلهة، لكن بالرغم من ذلك فكلمة «إلحاد» هي المستخدمة بصورة شائعة حتى من قبل الملحدين العرب.
التعريفات والأنواع
يختلف المؤلفون حول التعريف المثالي للإلحاد وتصنيفاته،[20] ويتجادلون حول الكيانات الخارقة للطبيعة التي تعتبر آلهة، وسواءً كان الإلحاد موقفًا فلسفيًا يعبر عن ذاته أو مجرد غياب التوجه الإيماني، وعن احتياج الإلحاد للوعي والرفض الصريح. اعتُبر الإلحاد في الماضي مناظرًا للاأدرية،[21][22][23][24][25][26][27] ولكنه أضحى في مقام المقارنة معها.[28][29][30] استُخدمت مختلف التصنيفات للتمييز بين أشكال الإلحاد.
المدى
ينشأ الغموض والجدل المحيط بتعريف الإلحاد من صعوبة الوصول لإجماع على تعريفات لألفاظ أخرى مثل الرب والإله. تؤدي مختلف التعريفات حول مفاهيم الإله إلى أفكار متباينة بشأن إمكانية تطبيق الإلحاد. اتهم قدماء الرومان المسيحيين بالإلحاد بسبب عدم نشرهم لأرباب وثنية، ولكن هذه الرؤية أصبحت محل استياء؛ فقد ازداد فهم الألوهية بالإيمان في أي إله.[31]
تختلف تعريفات الإلحاد أيضًا فيما يخص درجة أفكار المرء حول الإله. يُعرَّف الإلحاد أحيانًا بالغياب البسيط للاعتقاد في وجود إله. هذا التعريف الواسع قد يشمل الرضع وغيرهم من الأشخاص غير المتعرضين للأفكار التأليهية. قال بارون دي هولباخ قديمًا في 1772: «يولد كل طفل ملحدًا، إذ لا يكون لديه فكرة عن الإله».[33] وبالمثل قال جورج هاميلتون سميث (1979): «من لم يتعرف على الأفكار التأليهية ملحد، لأنه لا يعتقد في إله.»[34] يُعتبر الإلحاد الضمني «غيابًا للاعتقاد الألوهي دون رفض واعٍ للإله» بينما يكون الإلحاد الصريح رفضًا واعيًا للاعتقاد. يتحدى إرنست ناغل في ورقته «الإلحاد الفلسفي» فكرة غياب الاعتقاد التأليهي كنوع من الإلحاد.[35] يرى غراهام روبرت أوبي أن أولئك الذين لم يواجهوا سؤال الاعتقاد ويفتقرون إلى فهم الإله يقعون تحت تصنيف «أبرياء». طبقًا لأوبي، يقع تحت هذا التصنيف الرضع بعمر الشهر الواحد، والبشر من مرضى تلف الدماغ الشديد، أو مرضى الخرف المتقدم.[36]
أجرى بعض الفلاسفة مثل أنطوني فلو[37]ومايكل مارتن[31] مقارنة بين نوعين من الإلحاد، وهما الإلحاد الإيجابي (القوي أو الصلب) والإلحاد السلبي (الضعيف اللين). يؤكد الإلحاد الإيجابي صراحةً على عدم وجود إله. بينما يشمل الإلحاد السلبي كل الأشكال الأخرى من اللاتأليه. طبقًا لهذا التصنيف، أي شخص غير مؤله إما ملحد إيجابي أو ملحد سلبي. لم تنشأ مصطلحات قوي وضعيف إلا قريبًا، بينما ترجع أصول مصطلحات الإلحاد الإيجابي والسلبي إلى عهد قديم، واستُخدمت (بطرائق مغايرة) في المصنفات الفلسفية[37] وفي التبريرات الكاثوليكية عن المسيحية.[38] يُعتبر اللاأدريين بناءً على هذا التصنيف ملحدين سلبيين.
بينما يؤكد مارتن، على سبيل المثال، أن اللاأدريةتنطوي على إلحاد سلبي،[24] يرى كثير من اللاأدريين اختلاف موقفهم عن الإلحاد،[39][40] إذ يعتبرون أنه غير مبرر مثل الألوهية تمامًا أو يتطلب قدرًا مساويًا من الإقناع.[39] يُعتقد أحيانًا أن الحصول على معرفة يقينية بشأن وجود إله أو ضد وجوده عسير المنال، ويشير ذلك إلى احتياج الإلحاد لقفزة إيمانية.[41][42] يرى الملحدون في ردهم على هذه الحجة أن الفرضيات الدينية غير المثبتة تستحق كفرًا كمثل كل الفرضيات الأخرى غير المثبتة،[43] وأن غياب إمكانية إثبات وجود إله لا تنطوي على احتمالية أو إمكانية وجوده من أي نوع.[44] يجادل الفيلسوف الأسترالي جون سمارت قائلًا: «أحيانًا يصف الملحد حقًا نفسه باللاأدري، بشغف ربما، وذلك بسبب الشكوكية الفلسفية العامة التي تكتنفنا وتمنعنا من التيقن بأي معرفة على الإطلاق، ربما باستثناء حقائق الرياضيات والمنطق.»[45] وفي سياق متصل، يفضل بعض الكتاب الملحدين مثل ريتشارد دوكينز التمييز بين مصطلحات المؤله واللاأدري والملحد على طيف الاحتماليات التأليهية (مقياس دوكينز)، تبعًا للاحتمالية التي يضعها كل منهم حول مقولة «الإله موجود».[46]
التعريف بالاستحالة أو الفناء
كانت احتمالية وجود ملحد حقيقي في العالم الغربي قبل القرن الثامن عشر محل تساؤل، فقد كان وجود الإله واسع القبول. يُسمى ذلك بالتأليه الفطري (الأصلانية)؛ أن كل الناس مؤمنون بالله على الفطرة، وبناءً على هذا المفهوم كان الملحدون في حالة إنكار بسيطة.[47]
هناك رؤية أخرى تشير إلى سرعة إيمان الملحدين بالله في وقت الأزمة، وأنهم يؤمنون بالله على فراش الموت، أو «لا ملحدين في الخنادق». وعلى النقيض، فهناك أمثلة ونماذج لعكس هذه الأطروحة، ولـ«ملحدين في الخنادق» حرفيًا.[48]
«في الواقع، لا ينبغي وجود مصطلح مثل «الإلحاد». لا يحتاج المرء لوصف نفسه بـ«غير المؤمن بعلم التنجيم» أو «لا خيميائي». لا توجد كلمة لوصف الشاكين في حياة إلفيس أو معتقدي اجتياز الفضائيين للمجرة فقط للتحرش بمربي الماشية وماشيتهم. ليس الإلحاد سوى ضوضاء يصدرها العقلاء في حضور المعتقدات الدينية غير المبررة.»[49]
الإلحاد البراغماتي
الإلحاد البراغماتي رؤية تفيد بتوجب رفض الفرد للإله أو الآلهة؛ لأن الإيمان بهم غير ضروري بالنسبة للحياة البراغماتية (العملية). ترتبط تلك الرؤية باللااكتراثية والإلحاد العملي.[50]
يجادل الملحدون باستحالة معرفة وجود الله يقينًا أو إثبات وجوده. تُسمى الأخيرة باللاأدرية، وتأخذ أشكالًا عديدة. تُعتبر الألوهية في فلسفة المحايثة غير منفصلة عن العالم نفسه، ومنه العقل البشري، ووعي كل شخص مغلق على ذاته. يمتنع على المرء الوصول لأي استدلال موضوعي حول الاعتقاد في الله أو إثبات وجوده بناءً على هذه الحدود الإدراكية. تقبل اللاأدرية العقلانيةلكانط وتراث التنوير المعرفة المستنبطة بالعقل فقط، يقر هذا الشكل من الإلحاد باستحالة إدراك الإله من حيث المبدأ، وبالتالي استحالة معرفة وجوده. تميل الشكوكية، المبنية على أفكار ديفيد هيوم، إلى استحالة اليقين في أي شيء، فيستحيل على المرء بناءً على ذلك معرفة وجود الله أو عدم وجوده يقينًا. ولكن هيوم نفسه اعتقد بأفضلية رفض المفاهيم الميتافيزيقية غير القابلة للملاحظة؛ لأنها «سفسطة وأوهام».[51] يخضع نسب اللاأدرية إلى الإلحاد للنزاع، إذ تُعتبر كل منهما رؤية مستقلة بذاتها عن العالم.[52]
يمكن تصنيف الحجج الأخرى إلى إبستمولوجية (مبنية على نظرية المعرفة) أو أنطولوجية، وتشمل الغنوسطية، وتؤكد تلك الحجج على فراغ مصطلحات مثل «الإله» من المعنى، وعلى غباء عبارات مثل «الله شديد القوة». يؤكد عدم الإدراك اللاهوتي أن عبارة «الله موجود» لا تعبر عن فرضية، ولكنها عبارة بلا معنى من الناحية المعرفية والإدراكية. ثمة مجادلات في الاتجاهين حول تصنيف هؤلاء الأشخاص باللأدريين أو الملحدين. يرفض فلاسفة مثل ألفرد آير وثيودور درانج الفئتين، قائلين أن كلا الفريقين يقبلان بعبارة «الله موجود» كفرضية، إلا أنهم يستبدلون هذا التصنيف ليندرج تحت فئة اللامعنى الإدراكي.[53][54]
«الإلحاد الميتافيزيقي.. يشمل كل عقائد الأحادية الميتافيزيقية (مبدأ وحدة الوجود). ربما يكون الإلحاد الميتافيزيقي أ) مطلقًا: إنكار صريح لوجود إله، ويرتبط بالأحادية المادية (التوجهات المادية قديمًا وحديثًا)؛ ب) نسبيًا: إنكار ضمني لوجود إله في كل الفلسفات، إذ يقرون بوجود المطلق، ولكنهم يتصورون هذا المطلق بلا أي صفة من الصفات المنسوبة للإله مثل التعالي والشخصانية والوحدة. يرتبط الإلحاد النسبي بالواحدية المثالية (الربوبية والواحدية ووحدة الموجود).»[55]
يعتقد بعض الملحدين بلامنطقية الصفات المنسوبة للمفاهيم العديدة عن الإله، مثل الإله الشخصي في المسيحية. يقدم هؤلاء الملحدون حججًا استنباطية ضد وجود الله، تلقي تلك الحجج الضوء على التضارب المنطقي بين صفات معينة، مثل الكمال، ومكانة الخالق، والثبات، والعلم اللانهائي، والقدرة اللانهائية، والخير الكلي، والتعالي (الإله كيان مفارق)، والشخصانية (الإله كيان شخصي)، واللامادية، والعدل، والرحمة.[56]
طرح بعض الفلاسفة مثل لودفيغ فويرباخ،[59] والمحلل النفسي سيغموند فرويد، فكرة الاختراع البشري للدين والآلهة، إذ خلقها البشر أنفسهم لسد بعض الحاجات العاطفية والنفسانية، أو اسقاط لكلية القدرة الخاصة بالـ«هو». يرى فلاديمير لينين في «المادية والنقدية التجريبية»، ضد الماخية الروسية، أي أتباع إرنست ماخ، أن فويرباخ قدم الضربة القاضية للاعتقاد بالإله. تلك رؤية العديد من البوذيين أيضًا.[60] تأثر كارل ماركسوفريدريك إنجلز كلاهما بأعمال فويرباخ، وجادلا أن الاعتقاد بالله والدين لهما وظائف اجتماعية، يستغلها ذوو النفوذ لقمع الطبقة العاملة. طبقًا لميخائيل باكونين، «تنطوي فكرة الإله على تهميش للعقل البشري وللعدالة، إنها سلبٌ للحرية البشرية، وتنتهي بالضرورة إلى استعباد الجنس البشري، نظريًا وعمليًا.» يعكس باكونين حكمة فولتير الشهيرة: إذا لم يكن الله موجودًا لكان واجبنا اختراعه، وكتب بدلًا منها: «إذا كان الله موجودًا حقًا، لكان واجبنا التخلص منه.»[61]
الإلحاد والأديان والروحانية
لا يستثني الإلحاد كل النظم الاعتقادية الدينية والروحانية بنفس القدر، ومنها البوذيةوالجاينيةوالهندوسيةوالسينثيةوالرائيلية[62]وحركاتالوثنية الجديدة[63] مثل الويكا.[64] ترى مدرسة أستيكا في الهندوسية صواب الإلحاد بصفته طريقًا لموكشا، ولكنه شديد الصعوبة، إذ لا يجب على الملحدين توقع معونة الآلهة أثناء تلك الرحلة.[65] تعتقد الجاينية أن الكون أبدي ولا يحتاج لخالق أو رب، ولكن تيرثانكارا كائنات مبجلة تعالت على الزمان والمكان[66] ولها قدرة تفوق الإله إندرا.[67] لا تدافع البوذية العلمانية عن الإيمان بالله. كانت البوذية المبكرة إلحادية؛ إذ لم يشمل طريق غواتاما بودا أي ذكر عن إله. اعتبرت المفاهيم اللاحقة عن البوذية بوذا نفسه إلهًا، واقترحت أن الملتزمين قد ينالون صفة الألوهية، ويكتسبون منزلة بوداسف[68] وبوذا الأزلي.
الإلحاد واللاهوت السلبي
يعتبر اللاهوت الإنكاري نوعًا من الإلحاد أو اللاأدرية في أغلب الأحوال؛ لأنه لا يقر صراحة بوجود الله.[69] «المقارنة مجحفة، ولكن الملحدون التقليديون يعتبرون وجود الله مقدمة منطقية يمكن إنكارها («الله غير موجود»)، بينما ينكر اللاهوت السلبي أي مقدمة منطقية للإله».[70] «وجود الإله أو القدسي» دون القدرة على نسب الصفات عن «كينونته أو طبيعته» سيكون من مقتضيات اللاهوت الإيجابي في اللاهوت السلبي الذي يميز بين التأليه والإلحاد. «اللاهوت السلبي متمم للاهوت الإيجابي وليس عدوًا له».[71]
الدين والأخلاق
الارتباط بالرؤى العالمية والسلوك الاجتماعي
يحلل عالم الاجتماع فيل زوكرمان البحوث الاجتماعية السابقة حول العلمانية واللاإيمان، ويستنتج من تحليله ارتباط السلام المجتمعي بصورة إيجابية مع اللادينية. وجد زوكرمان قليلًا من الملحدين والعلمانيين في الأوساط الفقيرة، والأمم الأقل تطورًا (خاصة في أفريقيا وجنوب أمريكا) عنها في الديمقراطيات الصناعية الثرية.[72][73] تتعلق نتائجه خصيصًا بالإلحاد في الولايات المتحدة مقارنة بالمتدينين بها، «الملحدون والعلمانيون» أقل قومية وانحيازًا ومعاداة للساميةوعنصرية ودوغمائية واستعراقية، وأقل تحجرًا فكريًا وسلطوية، وفي الولايات المتحدة ترتبط الولايات غزيرة الملحدين بنسب أقل من المتوسط من حيث جرائم القتل. ترتفع نسبة جرائم القتل في الولايات المتدينة عن المتوسط.[74][75]
لا ينطوي الإلحاد الإيجابي بالمعنى المحض على عقيدة خارج إطار الكفر بأي رب، ولكن يجوز للملحدين مجملًا التمسك ببعض الاعتقادات الروحانية. ولهذا السبب يؤمن كثير من الملحدين بمختلف المعتقدات الأخلاقية، وتتراوح هذه المعتقدات بين الشمولية الأخلاقيةللفلسفة الإنسانية، التي تتمسك بقانون أخلاقي يُطبق بصورة متساوية على كل البشر، إلى العدمية الأخلاقية، التي ترى فراغ الأخلاق من المعنى.[83] تقبل توجهاتٌ مختلفة من البوذيةوالهندوسيةوالجاينية الإلحادَ كموقف فلسفي صائب.[84]
تُفيد معضلة يوثيفرو، طبقًا لأفلاطون، أن دور الإله في تحديد الصواب من الخطأ اعتباطي وغير ضروري. يظل الجدل قائمًا حول حجة وجوب اشتقاق الأخلاق من إله، وعدم إمكانية وجودها دون خالق عاقل، في المناظرات الفلسفية والسياسية.[88][89][90] يُنظر لبعض الأوامر الأخلاقية مثل «القتل فعل خاطئ» كقوانين إلهية تحتاج إلى قاضٍ ومشرع سماوي. لكن الملحدون يعتبرون التعامل مع الأخلاق منطقيًا منطويًا على مغالطة التشبيه الخاطئ، وأن الأخلاق لا تعتمد على مشرع كما تعتمد القوانين عليه.[91] يعتقد فردريك نيتشه باستقلال الأخلاق عن الاعتقاد التأليهي، وأن الأخلاق المبنية على الإله «تكتسب حقيقتها من حقيقة وجوده، وتسقط بسقوطه».[92][93][94] يرى إيمانويل كانط أن العقل المحض كافٍ للتوصل للقوانين الأخلاقية في «الأوامر المطلقة» التي تحتوى على مبرراتها في ذاتها.
توجد بعض الأنساق الأخلاقية المعيارية التي لا تحتاج إلى قواعد أو مبادئ إلهية. تشمل بعض الأنساق أخلاقيات الفضيلةوالعقد الاجتماعي والأخلاقيات الكانطية والنفعية والموضوعية الأخلاقية. اقترح سام هاريس بُعد صناعة القواعد الأخلاقية عن إطار البحث الفلسفي، مقرًا بخضوعها للممارسة في علوم الأخلاق. يجب على أي نظام علمي أن يعالج النقد المبني على مغالطة المذهب الطبيعي.[95]
وصف الفيلسوف السياسي والمنظّر الاجتماعي الألماني كارل ماركس الدين بأنه «تنهد المخلوقات المقموعة، وقلب العالم الأجوف، وروح ظروف بلا روح. إنه أفيون الشعوب». يرى كارل ماركس «القضاء على الدين والسعادة الوهمية المنتظرة منه شرطًا للسعادة الحقيقية، فدعوة الشعوب لترك الأوهام تتطلب نزعهم من الظروف الصانعة لها. وبالتالي فإن نقد الدين، منذ المهد، نقدٌ للدموع التي ينعكس من خلالها الدين».[97]
ينتقد سام هاريس اعتماد الأديان الغربية على السلطة الإلهية، ويربطه بتسليم نفسها إلى السلطويةوالدوغمائية.[98] هناك علاقة بين الأصولية الدينية والتدين الخارجي (عندما يعتقد المرء في الدين لأنه يخدم مصالح أخرى)[99] والسلطوية والدوغمائية والتحامل.[100] تُستخدم تلك الحجج، بالتوازي مع حوادث توضح مخاطر الدين عبر تاريخ البشرية، مثل الحملات الصليبيةومحاكم التفتيشومطاردة الساحراتوالهجمات الإرهابية، للرد على ادعاءات التأثيرات الإيجابية للدين.[101] ويرد المؤمنون على هذه الحجج بحجة الدول التي تبنت سياسة إلحاد الدولة، والتي تمثلت تاريخيًا في الاتحاد السوفيتي، والذي ارتكب ومارس العديد من المذابح الجماعية.[102][103] يرد سام هاريس وريتشارد دوكينز على ذلك بأن المذابح التي ارتكبها ستالين لم تكن بفعل الإلحاد بل بسبب الدوغمائية الماركسية، وبينما تصادف أن ستالين وماو ملحدان، فإنهما لم يرتكبا تلك الفظائع باسم الإلحاد على عكس المتدينين الذين يرتكبون جرائمهم باسم العقيدة التي يعتنقونها دوغمائيًا.[104][105]
تاريخ الإلحاد
تاريخ الإلحاد في العالم الإسلامي
في تاريخ العرب هناك أدلة على وجود ملحدين قبل الإسلام باسم آخر وهم طائفة الدهريين الذين كانوا يؤمنون بقدم العالم وأن العالم لا أول له ويذكرهم القرآن: ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ٢٤﴾[106] (سورة الجاثية، الآية 24)، لذا فقد ألف جمال الدين الأفغاني كتاباً للرد على الملحدين المعاصرين وأسماه «الرد على الدهريين».
أما كلمة الإلحاد فكانت تستخدم للذين لا يتبعون الدين وأوامره باعتبار الدين منزلاً أو مرسلاً من لدن الإله. وفي الكتب المقدسة نجد ذكراً لأشخاص أو جماعات لا يؤمنون بدين معين أو لا يؤمنون بفكرة يوم الحساب أو كانوا يؤمنون بآلهة على شكل تماثيل (أصنام) كانت غالباً ما تصنع من الحجارة.
ويبدو أن فكرة إنكار وجود الخالق من الأساس كانت فكرة مستبعدة تماماً ولم تلق قبولاً شعبياً في كل العصور، إذ يقول المؤرخ الإغريقي بلوتارك: «لقد وجدت في التاريخ مدن بلا حصون، ومدن بلا قصور، ومدن بلا مدارس، ولكن لم توجد أبدا مدن بلا معابد».
أما بعد انتشار الدين الإسلامي، وهو ما يُسْقَط سهوا لدى الكثير، عند حديثهم عن تاريخ الإسلام، فقد وجد أنواعٌ كثيرة من الملحدين:
بعض العقول التي بدأت تشكك في صحة النبوة، وهل يحتاج إله إلى بشري ليبلغ عنه. وبعض الشواهد تُبدئ ميل إلى انكار الفكر اللاهوتي بأكمله، لولا أنه -وقتها- لم يكن لهم من لغة فلسفة العلم الحديث ما يكفي للحديث بجرأة كافية بأمور وجود الله، وابن الراوندي واحدٌ من هؤلاء الفلاسفة المشككين بالدين الإسلامي، حيث شهدت حياته تحولات مذهبية وفكرية كبيرة فقد كان في بداياته العلمية واحداً من المعتزلة ولكنه تحول عن المعتزلة وانتقدها بشدّة في كتابه «فضيحة المعتزلة»، ثم اعتنق لبرهة وجيزة الإسلام الشيعي ولهُ كتاب الإمامة، وهو من آثار تشيعهِ القصير ولكن لقاءه بأبي عيسى الوراق الذي كان ملحداً فجعله يرفض قبول الإسلام وتحول بعدها ابن الراوندي ليصبح واحداً من أهم اللاأدريين في التاريخ الإسلامي، وما يستحق الذكر أن أغلب ما كتبهُ هو أو غيره تم إتلافه أو ضياعه لشدة محاربتهم لهُ، وأغلب الباحثين عندما يلجؤون لنصوصهم إنما يذهبون للكتب الدينية التي تولت الرد على ابن الراوندي أو غيره، فضمن هذه الكتب كان يتم إيراد فقرات طويلة واقتباسات من كُتب ابن الراوندي ليتم الرد عليها بالكتاب نفسه.
أبرز وأزهى مرحلة وصل لها الإلحاد، كانت على يد ابوبكر الرازي. فهو أحد النوادر الذين تحرروا من فكرة ارتباط الإلحاد بسبب ميلهِ لفلسفات شرقية مثلا أو غيرها، أو محاولة التستر باظهار بعض الإيمان بالله وأمور عقائدية والعودة لاحقا إلى مهاجمة الرسل والتشكيك في صحتهم، وهذا ما لم يكن يفعله أبو بكر الرازي. وانكر على المعتزلة محاولة ادخال العقل بالدين، بحجة ان الفلسفة والدين لا يجتمعان ومن مقولاته:[107][108]
إنكم تدّعون أن المعجزة قائمة موجودة وهي القرآن: «من أنكر ذلك فليأت بمثله» إن أردتم أن نأتي بمثله في الوجوه التي يتفاضل بها الكلام فعلينا أن نأتيكم بألف مثله من كلام البلغاء والفصحاء والشعراءو ما هو أطلق منه ألفاظا وأشدّ اختصارا في المعاني وأبلغ أداء وعبارة وأشكل سجعا. فإن لم ترضوا بذلك فإنّا نطالبكم بمثل ما نطالبكم به.
قد والله تعجبنا من قولكم القرآن معجز وهو مملوء من التناقض، وهو أساطير الأولين، وهي خرافات.
وأيم الله لو وجب أن يكون كتاب حجة لكانت كتب أصول الهندسة، والمجسطي الذي يؤدي إلى معرفة حركات الأفلاك والكواكب، ونحو كتب المنطق وكتب الطب الذي فيه علوم مصلحة للأبدان أولى بالحجة مما لا يفيد نفعا ولا ضررا ولا يكشف مستورا.
بينما ليس هناك أي أدلة من كتب الذين عاصروا الرازي، المختصة بعلوم الرجال تثبت أو تزعم إلحاد أو زندقة أبو بكر الرازي، أما في العصر الحديث فقد ظهرت عدة ادعاءات بكونه كان ملحدا بعد أن نُسِبت إليه عدة مؤلفات ناقدة للأديان والأنبياء،[109] بينما تلك المؤلفات المنحولة على أبي بكر الرازي، والمسماة، «مخارق الانبياء» و«حيل المتنبيين» و«نقض الأديان»، لم تُدرج ضمن مصنفاته، ونُسبت إليه في عصور متأخرة من قبل بعض المستشرقين من دون أي دليل، بينما الأدلة على إسلامه كثيرة، منها أشهر كتبه مثل «إن للعبد خالقا» و«طبقات الأبصار» و«الطب الروحاني»، وهي كتب تثبت إسلامه.[110][111]
اللادينية وعلاقتها بالإلحاد
اللادينية مصطلح يعني عدم الإيمان بأي دين ورفض جميع الأديان لكونها صنع ونتاج فكري بشري، واللادينية هي عنوان عريض يندرج تحته الكثير من التوجهات والقناعات الفكرية والفلسفية والعلمية المرتبطة بالأسئلة الجوهرية عن خلق الكون ومغزاه وعن السياسةوالأخلاق، ولكن تعريف اللادينية بشكل مبسط الاعتقاد أن أي دين من صنع الإنسان وليس من عند إله.[112]
أما عن علاقة اللادينية بالإلحاد فالملحد هو لاديني ولكن العكس لا يشترط الصحة، حيث لا يوجد علاقة معينة باللادينية والآلهة.
يُقسم البعض اللادينيين من حيث نظرتهم إلى الآلهة لثلاثة فروع:
الملحدون: وهم الذين يرفضون فكرة وجود قوى فوق طبيعية كالآلهة رفضاً صريحاً.
اللاأدرية: وهم الذين لا يتخذون موقفاً معيناً من قضية الآلهة باعتبارها كما يعتقدون مسئلة علمية ولا تحمل أهمية جوهرية بالنسبة للإنسان فهم لا يرفضون ولا يعتقدون بوجود الآلهة.
الربوبيون: وهم الذين يعتقدون بوجود قوة مسيرة للكون قد لا تكون بمفهوم الإله الشخصي أو الخالق، في الوقت الذي ينضمرون فيه ضمن إطار اللادينية.
أسباب الإلحاد
يعلل الملحدون رؤاهم إلى أسباب فلسفية نابعة من التحليل المنطقي والاستنتاج العلمي، حيث يشير كثير من الملحدين إلى النقاط أدناه:[113][114][115][116][117]
عدم وجود أي أدلة أو براهين على وجود إله[118] ويرون أن وجود إله متصف بصفات الكمال منذ الأزل هو أكثر صعوبة وأقل احتمالا من نشوء الكون والحياة لأنهما لا يتصفان بصفات الكمال، بمعنى أن افتراض وجود إله حسب رأي الملحدين يستبدل معضلة وجود الكون بمعضلة أكبر وهي كيفية وجود الإله الكامل منذ الأزل، وبالتالي لا بد أن التعقيد قد نشأ من حالة بسيطة، كتفسير تنوع وتعقيد الكائنات الحية كما تشرحه نظرية التطور عن طريق الانتخاب الطبيعي.[119] بالرغم من أن المؤمنون يردون عليهم أن حتى نظرية دارون قائمة على قوانين لابد من وجود خالق لوضعها كما أن النظرية لم تفسر كيف نشات أول خلية، حتى إن أول خلية فإن تعقيدها لا متناهي ويتطلب وجود خالق لها.
فكرة الشر أو الشيطان في النصوص الدينية: يرى بعض الملحدين (أبيقور ونيتشه في الفلسفة الحديثة، على سبيل المثال «مشكلة الشر») أن الجمع بين صفتي القدرة المطلقة والعلم المطلق يتعارض مع صفة العدل المطلق للإله وذلك لوجود الشر في العالم.[120] وهناك العديد من الحجج العقلية التي يستدل بها من لا يؤمنون بوجود الله، وغالبية الحجج العقلية للقائلين بعدم وجود الله تتمحور حول تعارض الصفات الإلهية المطلقة مع بعضها، كتعارض صفة العلم المطلق مع صفة العدل المطلق، والتخيير والتسيير، والقدر وعلم الله المسبق بخلافهما.
عدم التناسق بين العالم الموجود حالياً والعالم الذي يجب أن يوجد لو كان هناك إله.
ويرون أن وجود إله متصف بصفات الكمال منذ الأزل لا يمكن لأن من صفاته مثلا الرحمة والمغفرة، فقبل أن يخلق الكون أو قبل أن يخلق الكائنات الحية هل كان رحيم؟ ماذا كان يرحم؟ هل كان غفور؟ لمن كان يغفر؟ فإما صفاته هذه كانت بلا أي جدوى وبهذا يكون إلها عبثيا أو أنه اكتسبها بعد الخلق وحينها يكون إلها متغيرا.
وأيضا حجة «لا يحتاج سبب» وهذه الحجة تقول بأنه إذا كان هناك إله مطلق الكمال فلن تكون له حاجة أو رغبة، الإله الذي خلق الكون لابد أن له حاجة أو رغبة في ذلك، وهذا يعني أنه أراد شيئا لم يكن يملكه، وبالتالي لا يمكن لإله مطلق الكمال أن يكون خالقا لكون. أما إذا خلق الكون بلا سبب أو غاية أو إرادة فهو إله عبثي. إذا إما هذا الإله ليس مطلق الكمال أو إله عبثي.[121]
كما ينتقد الملحدون الإله الشخصي على أنه فيه مشاكل منطقية كارتباطه بلغة وثقافة معينة مثلا، أو تفضيله لشعب معين، وفيه صفات بشرية كالغضب والفرح والحب والكراهية، وتصويره ككائن انفعالي يتأثر بأفعال البشر وسلوكهم.
ويرفض البعض وجود الله ويعتبرونه «مجرد أسطورة احتاجها الناس قديما نتيجة لجهلهم بأسباب الظواهر الطبيعية».[122][123]
بسبب التعريف غير الواضح لمعالم مصطلح الإلحاد ووجود تيارات عديدة تحمل فكرة الإلحاد، نشأت محاولات لرسم حدود واضحة عن معنى الإلحاد الحقيقي وأدت هذه المحاولات بدورها إلى تفريعات وتقسيمات ثانوية لمصطلح الإلحاد، وتبرز المشكلة إن كلمة الإلحاد هي ترجمة لكلمة إغريقية وهي atheos وكانت هذه الكلمة مستعملة من قبل اليونانيون القدماء بمعنى ضيق وهو «عدم الإيمان بإله» وفي القرن الخامس قبل الميلاد أُضِيف معنى آخر لكلمة إلحاد وهو «إنكار فكرة الإله الأعظم الخالق»
كل هذه التعقيدات أدت إلى محاولات لتوضيح الصورة ونتجت بعض التصنيفات للإلحاد ومن أبرزها:
إلحاد ضعيف أو إلحاد سالب وهو عدم الاعتقاد بوجود إله.[124]
الفرق بين الملحد الموجب والسالب هو أن الملحد الموجب ينفي وجود الله وقد يستعين بنظريات علمية وفلسفية لإثبات ذلك، بينما الملحد السالب يكتفي فقط بعدم الاعتقاد بالله نظراً لعدم قناعته بالأدلة التي يقدمها المؤمنون.[125]
هذان التعريفان كانا نتاج سنين طويلة من الجدل بين الملحدين أنفسهم، ففي عام 1965 كتب الفيلسوف الأمريكي من أصل تشيكيإرنست ناغل (1901 - 1985) «إن عدم الإيمان ليس إلحادا فالطفل الحديث الولادة لايؤمن لأنه ليس قادراً على الإدراك وعليه يجب توفر شرط عدم الاعتقاد بوجود فكرة الإله». في عام 1979 قام الكاتب جورج سميث بإضافة شرط آخر إلى الملحد القوي ألا وهو الإلحاد نتيجة التحليل والبحث الموضوعي فحسب سمث الملحد القوي هو شخص يعتبر فكرة الإله فكرة غير منطقية وغير موضوعية وهو إما مستعد للحوار أو وصل إلى قناعة في اختياره ويعتبر النقاش في هذا الموضوع نقاشا غير ذكي،[126] ولكن البحث والتقصي يكشف لنا أن معظم المفكرين والعلماء الذين أعلنوا الإلحاد لم يتمتعوا بهذه الصفة، إذ يقول موريس بلوندل: «ليس هناك ملحدون بمعنى الكلمة».
وأوضح سمث إن هناك فرقاً بين رجل الشارع البسيط الذي ينكر فكرة الإله لأسباب شخصية أو نفسية أو اجتماعية أو سياسية والملحد الحقيقي الذي واستناداً إلى سمث يجب أن يكون غرضه الرئيسي هو الموضوعية والبحث العلمي وليس التشكيك أو مهاجمة أو إظهار عدم الاحترام للدين.[127]
بدايات الإلحاد
استناداً إلى كارين أرمسترونغ في كتابها «تاريخ الخالق الأعظم»[128] فإنه ومنذ نهايات القرن السابع عشر وبدايات القرن التاسع عشر ومع التطور العلمي والتكنولوجي الذي شهده الغرب بدأت بوادر تيارات أعلنت استقلالها عن فكرة وجود الخالق الأعظم. وهذا العصر كان عصر كارل ماركسوتشارلز داروينوفريدريك نيتشهوسيغموند فرويد الذين بدأوا بتحليل الظواهر العلمية والنفسية والاقتصادية، والاجتماعية، بطريقة لم يكن لفكرة الخالق الأعظم أي دور فيها. وقد ساهم في هذه الحركة الموقف الهش للديانة المسيحية في القرون الوسطى وماتلاها نتيجة للحروب والجرائم والانتهاكات للإنسانية التي تمت في أوروبا باسم الدين نتيجة تعامل الكنيسة الكاثوليكية بما اعتبرته هرطقة أو خروجاً عن مبادئ الكنيسة حيث قامت الكنيسة بتشكيل لجنة خاصة لمحاربة الهرطقة في عام 1184 وكانت هذه اللجنة نشيطة في العديد من الدول الأوروبية،[129] وقامت هذه اللجنة بشن الحرب على أتباع المعتقد الوثني في غرب أوروبا، والوثنية هي اعتقاد بأن هناك قوتين أو خالقين يسيطران على الكون يمثل أحدهما الخير والآخر الشر. استمرت هذه الحملة من 1209 إلى 1229، وشملت أساليبهم حرق المهرطقين وهم أحياء وكانت الأساليب الأخرى المستعملة متطرفة وشديدة حتى بالنسبة لمقاييس القرون الوسطى. وكانت بناءً على مرسوم من الناطق باسم البابا قيصر هيسترباخ الذي قال «اذبحوهم كلهم»[130][131] واستمرت هذه الحملة لسنوات وشملت أكثر من 10 مدن في فرنسا. وتلت هذه الحادثة خسائر بشرية كبيرة والتي وقعت أثناء الحملات الصليبية. ولم يقف الأمر عند العلماء فحتى الأدباء أعلنوا وفاة فكرة الدين والخالق، ومن أبرز الشعراء في هذه الفترة هو وليم بليك (1757 - 1827) حيث قال في قصائده أن الدين أبعد الإنسان من إنسانيته بفرضه قوانين تعارض طبيعة البشر من ناحية الحرية والسعادة، وأن الدين جعل الإنسان يفقد حريته واعتماده على نفسه في تغير واقعه.[132]
وبدأت تدريجياً وخاصة على يد الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور (1788 - 1860) بروز فكرة أن "الدين هو من صنع البشر ابتكرها لتفسير ماهو مجهول لديه من ظواهر طبيعية أو نفسية أو اجتماعية وكان الغرض منه تنظيم حياة مجموعة من الناس حسب ما يراه مؤسس الدين مناسباً وليس حسب الحاجات الحقيقية للناس الذين قرروا (لجهل أو ضعف) الالتزام بمجموعة من القيم البالية[133] وأنه من المستحيل أن تكون كل هذه الديانات من مصدر واحد فالإله الذي أنزل 12 مصيبة على المصريين القدماء وقتل كل مولود أول ليخرج اليهود من أرض مصر هو ليس نفس الإله الذي ينصحك بأن تعطي خدك الآخر ليتعرض للصفع دون أن تعمل شيئاً". وتزامنت هذه الأفكار مع أبحاث تشارلز داروين الذي كان مناقضا تماما لنظرية نشوء الكون في الكتاب المقدس وأعلن فريدريك نيتشه من جانبه موت الخالق الأعظم وقال أن الدين فكرة عبثية وجريمة ضد الحياة إذ أنه لم يفهم فكرة التكليف التي يقول بها الدين وهي أن يعطيك الخالق مجموعة من الغرائز والتطلعات وفي نفس الوقت يصدر تعاليم بحرمانك منها في الحياة ليعطيك إياها مرة أخرى بعد الموت خصوصاً وأن رجال الدين في أوروبا آنذاك كانوا يميلون إلى الرهبانية والانقطاع عن الدنيا[134] وهكذا أخذت أفكار الملحدين في هذه المرحلة منحنى النفور من الدين لتناقضه مع العقل (حسب رأيهم) مع تصرفات وتعاليم الكنيسة.
ولقد أعتبر كارل ماركس الدين أفيون الشعوب يجعل الشعب كسولا وغير مؤمناً بقدراته في تغيير الواقع وأن الدين تم استغلاله من قبل الطبقة البورجوازية لسحق طبقة البسطاء،[135] أما سيغموند فرويد فقد قال أن الدين هو وهم كانت البشرية بحاجة إليه في بداياتها وأن فكرة وجود الإله هو محاولة من اللاوعي لوصول إلى الكمال في شخص مثل أعلى بديل لشخصية الأب، إذ أن الإنسان في طفولته حسب اعتقاد فرويد ينظر إلى والده كشخص متكامل وخارق ولكن بعد فترة يدرك أنه لا وجود للكمال فيحاول اللاوعي إيجاد حل لهذه الأزمة بخلق صورة وهمية لشيء أسمه الكمال.
واجهت فكرة الإلحاد جدارا صعب الاختراق في بداية انتشار الفكرة أثناء الاستعمار الأوروبي لعدد من الدول الإسلامية. ويعتقد معظم المستشرقين والمؤرخين إن الأسباب التالية لعبت دوراً مهماً في صعوبة انتشار فكرة الإلحاد الحقيقي في العالم الإسلامي حتى يومنا هذا:[136]
قلة أعداد العلماء وضعف المستوى التعليمي في العالم العربي والإسلامي بشكل عام، حيث أشارت دراسة نُشرت في مجلة الطبيعة (Nature) أن الغالبية العظمى من العلماء والعباقرة ملحدون، وأن نسبة التدين انخفضت بين العلماء من 27% عام 1914 إلى 7% عام 1998.[137]
طبيعة المجتمع الشرقي الذي هو مجتمع جماعي بعكس المجتمع الأوروبي الذي يتغلب عليه صفة الانفرادية فالإنسان الشرقي ينتمي لمجتمعه وأي قرار يتخذه يجب أن يراعي فيه مصلحة مجموعة أخرى محيطة به قبل مصلحته أو قناعته الشخصية فالإنسان الغربي لديه القدرة على إعلان الإلحاد كقرار فردي بعكس الإنسان الشرقي الذي سيصبح معزولا عن أقرب المقربين إليه إذا أعلن الإلحاد.
بعد إسقاط الدولة العثمانية حاول مصطفى كمال أتاتورك (1881 - 1938) بناء دولة علمانية وإلحاق تركيا بالمجتمع الأوروبي فقام بإغلاق جميع المدارسالإسلامية وشملت المحاولة منع ارتداء العمامة أو رموز أخرى فيها إشارة إلى الدين. أما في إيران فقد تأثر الشاه رضا خان الذي حكم من 1925 إلى 1941 بمبادرة أتاتورك فقام بمنع الحجاب، وأجبر رجال الدين على حلق لحاهم وقام بمنع مواكب العزاء أثناء عاشوراء. وبالرغم أن هذه المحاولات كانت مفاجئة وقهرية ومعارضة للإسلام الذي ظل منتشراً لأكثر من ألف عام، فإنها حققت هدفها وهو منع رموز الدين في المجال العام وإعادة بناء هذين المجتمعين الإسلاميين على أساس العلمانية وتهميش العناصر الدينية التي فيهما. ومع أن فكرة العلمانية التي انتشرت في أوروبا كانت موجهة ضد تدخل الكنيسة الكاثوليكية في السياسة والعلم، تم تعميم هذه الظاهرة وتطبيقها على العالم الإسلامي من قبل بعض السياسيين المتأوربين كأتاتورك والشاه وغيرهما. وإن مبادئ العلمانية كفصل الدين عن الدولة لا تناسب الدول الكاثوليكية فحسب، بل إنه يمكن تطبيقها على المجتمعات الدينية جميعها كذلك. فإذا لا تمثل العلمانية ظاهرة تاريخية أوروبية غير متعلقة بالعالم الإسلامي، لأنها صارت ظاهرة عالمية، وصارت الدولة العلمانية غير الدينية تؤدي دورا محوريا في الحداثة الإسلامية.
أدى استعمال القوة في فرض الأفكار العلمانية في إيرانوتركيا إلى نتائج عكسية وتولد نواة حركات معادية لهذه المحاولات واستقطبت مدينة قم في إيران كل الحركات المعادية لحكومة طهران ومن الجدير بالذكر أن قم وسائر المرجعيات الدينية الشيعية في إيران كانت لا تزال تمتلك نفوذا كبيراً على صنع القرار السياسي ومن الأمثلة المشهورة على ذلك كانت الفتوى التي صدرت في سامراء وأحدثت ضجة في إيران عام 1891 وفيها أفتى محمد حسن الشيرازي الإيرانيين بوجوب مقاطعة تدخين التبغ وحدثت بالفعل مقاطعة واسعة النطاق لمدة شهرين حيث اضطر الشاه على أثرها لإلغاء عقود تجارية ضخمة مع عدد من الدول الأوروبية حيث كان الشاه في ذلك الوقت يحاول الانفتاح على الغرب.[138]
من أحد أسباب عدم نجاح الفكر الإلحادي والعلماني في اختراق المجتمع الإسلامي ظهور الحركات الإسلامية التجديدية والتي حاول أصحابها إعادة إحياء الروح الإسلامية بين المسلمين بعد قرون من «الانحطاط»، فمن أفغانستان ظهر جمال الدين الأفغاني (1838 - 1887) ومن مصر ظهر محمد عبده (1849 - 1905) وفي الهند ظهر محمد إقبال (1877 - 1938) وشهد القرن العشرين صراعاً فكرياً بين الفكر الإسلامي وأفكار أخرى مثل الشيوعيةوالقومية العربية وعانى فيه الإسلاميون من القمع السياسي الشديد، ومن الملاحظ أنه حتى الشيوعيين والقوميين لم يجعلوا من الإلحاد مرتكزا فكانت هناك ظاهرة غريبة بين بعض الشيوعيين حيث كان البعض منهم يتشبث بالإسلام كعقيدة دينية إلى جانب اقتناعه بالشيوعية كمذهب اقتصادي. ولهذا السبب تجد في مراكز الحزب الشيوعي في العالم العربيمصلى لإقامة الصلاة.
^Nielsen 2013: "Instead of saying that an atheist is someone who believes that it is false or probably false that there is a God, a more adequate characterization of atheism consists in the more complex claim that to be an atheist is to be someone who rejects belief in God for the following reasons ... : for an anthropomorphic God, the atheist rejects belief in God because it is false or probably false that there is a God; for a nonanthropomorphic God ... because the concept of such a God is either meaningless, unintelligible, contradictory, incomprehensible, or incoherent; for the God portrayed by some modern or contemporary theologians or philosophers ... because the concept of God in question is such that it merely masks an atheistic substance—e.g., "God" is just another name for love, or ... a symbolic term for moral ideals."
^"Atheism". Oxford Dictionaries. Oxford University Press. مؤرشف من الأصل في 2020-08-12. اطلع عليه بتاريخ 2013-11-21.
^Oxford English Dictionary (ط. 2nd). 1989. Belief in a deity, or deities, as opposed to atheism
^Chisholm, Hugh, ed. (1911). "Atheism" . موسوعة بريتانيكا الحادية عشرة (11th ed.). Cambridge University Press. The term as generally used, however, is highly ambiguous. Its meaning varies (a) according to the various definitions of deity, and especially (b) according as it is (i.) deliberately adopted by a thinker as a description of his own theological standpoint, or (ii.) applied by one set of thinkers to their opponents. As to (a), it is obvious that atheism from the standpoint of the Christian is a very different conception as compared with atheism as understood by a Deist, a Positivist, a follower of Euhemerus or Herbert Spencer, or a Buddhist.
^إلحاد, pp. 467–468: "In the popular sense an agnostic neither believes nor disbelieves that God exists, while an atheist disbelieves that God exists. However, this common contrast of agnosticism with atheism will hold only if one assumes that atheism means positive atheism. In the popular sense, agnosticism is compatible with negative atheism. Since negative atheism by definition simply means not holding any concept of God, it is compatible with neither believing nor disbelieving in God." "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-01-07. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-05.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^إلحاد, pp. 49–51: "The atheist may however be, and not unfrequently is, an agnostic. There is an agnostic atheism or atheistic agnosticism, and the combination of atheism with agnosticism which may be so named is not an uncommon one." "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-01-06. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-05.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^ ابإلحاد, p. 2: "But agnosticism is compatible with negative atheism in that agnosticism entails negative atheism. Since agnostics do not believe in God, they are by definition negative atheists. This is not to say that negative atheism entails agnosticism. A negative atheist might disbelieve in God but need not."
^إلحاد, p. 96: "People are invariably surprised to hear me say I am both an atheist and an agnostic, as if this somehow weakens my certainty. I usually reply with a question like, "Well, are you a Republican or an American?" The two words serve different concepts and are not mutually exclusive. Agnosticism addresses knowledge; atheism addresses belief. The agnostic says, "I don't have a knowledge that God exists." The atheist says, "I don't have a belief that God exists." You can say both things at the same time. Some agnostics are atheistic and some are theistic." "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-01-06. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-05.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^آني بيزنت. Why Should Atheists Be Persecuted?. in إلحاد, pp. 185–186]: "The Atheist waits for proof of God. Till that proof comes he remains, as his name implies, without God. His mind is open to every new truth, after it has passed the warder Reason at the gate."
^جورج هوليوك (1842). "Mr. Mackintosh's New God". The Oracle of Reason, Or, Philosophy Vindicated[لغات أخرى]. 1 (23): 186. from the original on 30 October 2015. Retrieved 13 August 2015. On the contrary, I, as an Atheist, simply profess that I do not see sufficient reason to believe that there is a god. I do not pretend to know that there is no god. The whole question of god's existence, belief or disbelief, a question of probability or of improbability, not knowledge."نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2015-10-30. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-05.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^إلحاد: "atheism, in general, the critique and denial of metaphysical beliefs in God or spiritual beings. As such, it is usually distinguished from theism, which affirms the reality of the divine and often seeks to demonstrate its existence. Atheism is also distinguished from agnosticism, which leaves open the question whether there is a god or not, professing to find the questions unanswered or unanswerable."
^"Atheism". Encyclopædia Britannica Concise. Merriam Webster. from the original on 21 January 2012. Retrieved 15 December 2011. Critique and denial of metaphysical beliefs in God or divine beings. Unlike agnosticism, which leaves open the question of whether there is a God, atheism is a positive denial. It is rooted in an array of philosophical systems."نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2013-11-13. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-05.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^Chisholm, Hugh, ed. (1911). "Atheism" . موسوعة بريتانيكا الحادية عشرة (11th ed.). Cambridge University Press. But dogmatic atheism is rare compared with the sceptical type, which is identical with agnosticism in so far as it denies the capacity of the mind of man to form any conception of God, but is different from it in so far as the agnostic merely holds his judgment in suspense, though, in practice, agnosticism is apt to result in an attitude towards religion which is hardly distinguishable from a passive and unaggressive atheism.
^Nagel، Ernest (1959). "Philosophical Concepts of Atheism". Basic Beliefs: The Religious Philosophies of Mankind. Sheridan House. I must begin by stating what sense I am attaching to the word "atheism," and how I am construing the theme of this paper. I shall understand by "atheism" a critique and a denial of the major claims of all varieties of theism. ... atheism is not to be identified with sheer unbelief, or with disbelief in some particular creed of a religious group. Thus, a child who has received no religious instruction and has never heard about God is not an atheist – for he is not denying any theistic claims. Similarly in the case of an adult who, if he has withdrawn from the faith of his father without reflection or because of frank indifference to any theological issue, is also not an atheist – for such an adult is not challenging theism and not professing any views on the subject. ... I propose to examine some philosophic concepts of atheism ... reprinted in Critiques of God, edited by Peter A. Angeles, Prometheus Books, 1997.
^Oppy 2018، صفحة 4: Agnostics are distinguished from innocents, who also neither believe that there are gods nor believe that there are no gods, by the fact that they have given consideration to the question of whether there are gods. Innocents are those who have never considered the question of whether there are gods. Typically, innocents have never considered the question of whether there are gods because they are not able to consider that question. How could that be? Well, in order to consider the question of whether there are gods, one must understand what it would mean for something to be a god. That is, one needs to have the concept of a god. Those who lack the concept of a god are not able to entertain the thought that there are gods. Consider, for example, one-month-old babies. It is very plausible that one-month-old babies lack the concept of a god. So it is very plausible that one-month-old babies are innocents. Other plausible cases of innocents include chimpanzees, human beings who have suffered severe traumatic brain injuries, and human beings with advanced dementia
^ ابFlew 1976، صفحات 14ff: "In this interpretation, an atheist becomes: not someone who positively asserts the non-existence of God; but someone who is simply not a theist. Let us, for future-ready reference, introduce the labels 'positive atheist' for the former and 'negative atheist' for the latter."
^ ابKenny، Anthony (2006). "Why I Am Not an Atheist". What I believe. Continuum. ISBN:978-0-8264-8971-5. The true default position is neither theism nor atheism, but agnosticism ... a claim to knowledge needs to be substantiated; ignorance need only be confessed.
^Baggini 2003، صفحات 30–34. "Who seriously claims we should say 'I neither believe nor disbelieve that the Pope is a robot', or 'As to whether or not eating this piece of chocolate will turn me into an elephant I am completely agnostic'. In the absence of any good reasons to believe these outlandish claims, we rightly disbelieve them, we don't just suspend judgement."
^Baggini 2003، صفحة 22. "A lack of proof is no grounds for the suspension of belief. This is because when we have a lack of absolute proof we can still have overwhelming evidence or one explanation which is far superior to the alternatives."
^Smart، J.C.C. (9 مارس 2004). "Atheism and Agnosticism". Stanford Encyclopedia of Philosophy. مؤرشف من الأصل في 2012-01-30. اطلع عليه بتاريخ 2011-04-09.
^Cudworth، Ralph (1678). The True Intellectual System of the Universe: the first part, wherein all the reason and philosophy of atheism is confuted and its impossibility demonstrated.
^إلحاد, Part III: "If we take in our hand any volume; of divinity or school metaphysics, for instance; let us ask, Does it contain any abstract reasoning concerning quantity or number? No. Does it contain any experimental reasoning concerning matter of fact and existence? No. Commit it then to the flames: for it can contain nothing but sophistry and illusion."
^Various authors. "Logical Arguments for Atheism". The Secular Web Library. Internet Infidels. مؤرشف من الأصل في 2012-11-17. اطلع عليه بتاريخ 2012-10-02.
^V.A. Gunasekara, "The Buddhist Attitude to God". مؤرشف من الأصل في 2008-01-02. In the Bhuridatta Jataka, "The Buddha argues that the three most commonly given attributes of God, viz. omnipotence, omniscience and benevolence towards humanity cannot all be mutually compatible with the existential fact of dukkha."
^Feuerbach, Ludwig (1841) The Essence of Christianity
^Walpola Rahula, What the Buddha Taught. Grove Press, 1974. pp. 51–52.
^Bakunin، Michael (1916). "God and the State". New York: Mother Earth Publishing Association. مؤرشف من الأصل في 2011-05-21. اطلع عليه بتاريخ 2011-04-09.
^The Raelian Foundation (2005). Intelligent Design. ص. 312. مؤرشف من الأصل في 2014-07-07. اطلع عليه بتاريخ 2014-07-11.
^Johnson، Philip؛ وآخرون (2005). Claydon، David؛ وآخرون (المحررون). Religious and Non-Religious Spirituality in the Western World ("New Age"). William Carey Library. ج. 2. ص. 194. ISBN:978-0-87808-364-0. مؤرشف من الأصل في 2020-03-10. Although Neo-Pagans share common commitments to nature and spirit there is a diversity of beliefs and practices ... Some are atheists, others are polytheists (several gods exist), some are pantheists (all is God) and others are panentheists (all is in God).{{استشهاد بكتاب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة) و|عمل= تُجوهل (مساعدة)
^Matthews، Carol S. (2009). New Religions. Chelsea House Publishers. ISBN:978-0-7910-8096-2. مؤرشف من الأصل في 2020-03-10. There is no universal worldview that all Neo-Pagans/Wiccans hold. One online information source indicates that depending on how the term God is defined, Neo-Pagans might be classified as monotheists, duotheists (two gods), polytheists, pantheists, or atheists.{{استشهاد بكتاب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
^Chakravarti، Sitansu (1991). Hinduism, a way of life. Motilal Banarsidass. ص. 65. ISBN:978-81-208-0899-7. مؤرشف من الأصل في 2017-04-13. اطلع عليه بتاريخ 2015-08-13. For the thoroughgoing atheist, the path is extremely difficult, if not lonely, for he can not develop any relationship of love with God, nor can he expect any divine help on the long and arduous journey.
^Pattanaik، Devdutt (18 أغسطس 2009). "63 worthy beings". Mid-day. مؤرشف من الأصل في 2012-09-27. اطلع عليه بتاريخ 2014-07-15.
^Muni Nagraj (1986). Āgama and Tripiṭaka: A Comparative Study : a Critical Study of the Jaina and the Buddhist Canonical Literature, Volume 1. Today & Tomorrow's Printers and Publishers. ص. 203. ISBN:978-81-7022-730-4.
^Wallace، B. Alan Ph.D. (نوفمبر 1999). "Is Buddhism Really Non-Theistic?"(PDF). National Conference of the American Academy of Religion lectures. Boston. ص. 8. مؤرشف من الأصل(PDF) في 2016-03-04. اطلع عليه بتاريخ 2014-07-22."Thus, in light of the theoretical progression from the bhavaºga to the tath›gatagarbha to the primordial wisdom of the absolute space of reality, Buddhism is not so simply non-theistic as it may appear at first glance."
^Winston، Robert، المحرر (2004). Human. New York: DK Publishing, Inc. ص. 299. ISBN:978-0-7566-1901-5. Nonbelief has existed for centuries. For example, Buddhism and Jainism have been called atheistic religions because they do not advocate belief in gods.
^Chakravarti، Sitansu (1991). Hinduism, a way of life. Motilal Banarsidass Publ. ص. 71. ISBN:978-81-208-0899-7. مؤرشف من الأصل في 2020-03-10. اطلع عليه بتاريخ 2011-04-09. According to Hinduism, the path of the atheist is very difficult to follow in matters of spirituality, though it is a valid one.
^Alexander Bard and Jan Söderqvist: The Global Empire (2012)
^Smith 1979، صفحة 275. "Among the many myths associated with religion, none is more widespread [ك] – or more disastrous in its effects — than the myth that moral values cannot be divorced from the belief in a god."
^In فيودور دوستويفسكي's الإخوة كارامازوف (Book Eleven: Brother Ivan Fyodorovich, Chapter 4) there is the famous argument that If there is no God, all things are permitted.: "'But what will become of men then?' I asked him, 'without God and immortal life? All things are lawful then, they can do what they like?'"
^For Kant, the presupposition of God, soul, and freedom was a practical concern, for "Morality, by itself, constitutes a system, but happiness does not, unless it is distributed in exact proportion to morality. This, however, is possible in an intelligible world only under a wise author and ruler. Reason compels us to admit such a ruler, together with life in such a world, which we must consider as future life, or else all moral laws are to be considered as idle dreams ..." (Critique of Pure Reason, A811).
^Human Rights, Virtue, and the Common Good. رومان آند ليتل فيلد[لغات أخرى]. 1996. ISBN:978-0-8476-8279-9. مؤرشف من الأصل في 2020-03-10. اطلع عليه بتاريخ 2011-04-09. That problem was brought home to us with dazzling clarity by Nietzsche, who had reflected more deeply than any of his contemporaries on the implications of godlessness and come to the conclusion that a fatal contradiction lay at the heart of modern theological enterprise: it thought that Christian morality, which it wished to preserve, was independent of Christian dogma, which it rejected. This, in Nietzsche's mind, was an absurdity. It amounted to nothing less than dismissing the architect while trying to keep the building or getting rid of the lawgiver while claiming the protection of the law.{{استشهاد بكتاب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
^The Blackwell Companion to Natural Theology. وايلي-بلاكويل[لغات أخرى]. 11 مايو 2009. ISBN:978-1-4051-7657-6. مؤرشف من الأصل في 2020-03-10. اطلع عليه بتاريخ 2011-04-09. Morality "has truth only if God is truth–it stands or falls with faith in God" (Nietzsche 1968, p. 70). The moral argument for the existence of God essentially takes Nietzsche's assertion as one of its premises: if there is no God, then "there are altogether no moral facts".{{استشهاد بكتاب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
^Victorian Subjects. Duke University Press. 1991. ISBN:978-0-8223-1110-2. مؤرشف من الأصل في 2020-03-10. اطلع عليه بتاريخ 2011-04-09. Like other mid-nineteenth-century writers, George Eliot was not fully aware of the implications of her humanism, and, as Nietzsche saw, attempted the difficult task of upholding the Christian morality of altruism without faith in the Christian God.{{استشهاد بكتاب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
^Harris، Sam (2005). "An Atheist Manifesto". Truthdig. مؤرشف من الأصل في 2011-05-16. اطلع عليه بتاريخ 2011-04-09. In a world riven by ignorance, only the atheist refuses to deny the obvious: Religious faith promotes human violence to an astonishing degree.
^Feinberg، John S.؛ Feinberg، Paul D. (2010). Ethics for a Brave New World. Stand To Reason. ISBN:978-1-58134-712-8. مؤرشف من الأصل في 2020-03-10. اطلع عليه بتاريخ 2007-10-18. Over a half century ago, while I was still a child, I recall hearing a number of old people offer the following explanation for the great disasters that had befallen Russia: 'Men have forgotten God; that's why all this has happened.' Since then I have spent well-nigh 50 years working on the history of our revolution; in the process I have read hundreds of books, collected hundreds of personal testimonies, and have already contributed eight volumes of my own toward the effort of clearing away the rubble left by that upheaval. But if I were asked today to formulate as concisely as possible the main cause of the ruinous revolution that swallowed up some 60 million of our people, I could not put it more accurately than to repeat: 'Men have forgotten God; that's why all this has happened.'{{استشهاد بكتاب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
^ملاحظة: الملحدون كالمؤمنين إلى حد ما لهم أسبابهم المتعلقة بهم. شاهد الفيلم الوثائقي Why Do People Laugh at Creationists? (هنا أجزاء منه على يوتيوب على يوتيوب) للتعرف على تفاصيل الأسباب الفلسفية والعلمية التي يستندون إليها
^The formulation may have been wrongly attributed to Epicurus by Lactantius, who, from his Christian perspective, regarded Epicurus as an إلحاد. According to Mark Joseph Larrimore, (2001), The Problem of Evil, pp. xix–xxi. Wiley-Blackwell. According to Reinhold F. Glei, it is settled that the argument of theodicy is from an academical source which is not only not epicurean, but even anti-epicurean. Reinhold F. Glei, Et invidus et inbecillus. Das angebliche Epikurfragment bei Laktanz, De ira dei 13,20–21, in: Vigiliae Christianae 42 (1988), p. 47–58
^The "no reason" argument tries to show that an omnipotent and omniscient being would not have any reason to act in any way, specifically by creating the universe, because it would have no needs, wants, or desires since these very concepts are subjectively human. Since the universe exists, there is a contradiction, and therefore, an omnipotent god cannot exist. This argument is expounded upon by Scott Adams in the book God's Debris, which puts forward a form of Pandeism as its fundamental theological model. A similar argument is put forward in Ludwig von Mises's "Human Action". He referred to it as the "praxeological argument" and claimed that a perfect being would have long ago satisfied all its wants and desires and would no longer be able to take action in the present without proving that it had been unable to achieve its wants faster—showing it imperfect.