يعتقد الآشوريون/الكلدان/السريان بانحدارهم من عدة حضارات قديمة في الشرق الأوسط أهمها الآشوريةوالآرامية، وهي واحدة من أقدم الحضارات في العالم، ويعود تاريخها إلى 2500 قبل الميلاد في بلاد ما بين النهرين القديمة.[35] كما يعتبرون من أقدم الشعوب التي اعتنقت المسيحية وذلك ابتداءً من القرن الأول الميلادي، فساهموا في تطور هذه الديانة لاهوتياً ونشرها في مناطق آسيا الوسطىوالهندوالصين. وعملت الانقسامات الكنسية التي حلت بهم على انفصالهم إلى شرقيين (آشوريون وكلدان) وغربيين (سريان) كما حدثت اختلافات لغوية بين السريانية الخاصة بالمشارقة وتلك الغربية. كما ساهموا في ازدهار الحضارة العربية الإسلامية في بلاد المشرق وخاصةً في عهد الدولة الأمويةوالعباسية.[36][37][38][39] غير أن المجازر التي حلت بهم ابتداءً بتيمورلنك في القرن الرابع عشر مروراً ببدر خان بداية القرن التاسع عشر أدت إلى تناقص أعدادهم كما تقلص عددهم بأكثر من النصف بسبب المذابح الآشورية عشية الحرب العالمية الأولى. وشهد النصف الثاني من القرن العشرين هجرة العديد منهم إلى دول أوروبا وأمريكا، كما أدت الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، السياسات البعثية العربية القومية في العراق وسوريا، وحرب الخليج الثالثة والانفلات الأمني الذي تبعها كصعود تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) واستيلاءها على معظم سهل نينوى إلى تقلص أعدادهم بشكل كبير في العراق بعد نزوح مئات الآلاف منهم إلى دول الجوار وخاصةً سوريا.
التاريخ
الاستمرارية الآشورية
هناك اتجاه عام لدى الباحثين لاعتبار أن الآشوريين الحاليين انحدروا أصلا من الآشوريين الذين كونوا الإمبراطورية الآشورية، فهنري ساغس أحد أهم علماء الآشوريات ذكر أن:[40]
«سقوط الإمبراطورية الآشورية لم يعن نهاية شعبها... عمل هؤلاء في الزراعة وأصبحوا مسيحيين بعد سبع أو ثمان قرون»
كما يوضح سيمو بربولا أن اكتشاف رقم آرامية تحتوي على أسماء آشورية في منطقة الخابور بسوريا بعد سقوط نينوى بقرون يؤكد وجود قرى آشورية بتلك المنطقة.[41] كما دعم هذا الرأي كل من عالم الإيرانيات ريتشارد فراي وعالما آثار القرن التاسع عشر أوستن لاياردوهرمز رسام، بينما يقبل عالم الآشوريات روبرت بيغس هذه الفرضية بحذر[42] ويرفضها باحث تاريخ الشرق الأدنى روبرت بيكر.[43]
الإمبراطورية الآشورية والآراميون
وعموما فبحسب رأي أغلب الباحثين فإن الآشوريين القدماء أقوام سامية عاشت في أعالي بلاد ما بين النهرين. ويعود تاريخ إنشاء أقدم مستوطنة في المنطقة إلى 6,000 ق.م. في تل حسونة مسافة 35 كم جنوب الموصل. كما سيطرت على هذه المنطقة حضارات السومريينوالأكديينوالميتانيين. ويعود أقدم ذكر لملك آشوري إلى القرن 23 قبل الميلاد وبرزت الإمبراطورية كقوة إقليمية في عهد شمشي أدد الأول.[44]
لا يعرف بالتحديد أصل الآراميين، حيث ظهروا كأقوام بدوية أو شبه بدوية في مناطق بادية الشام مرورا بجبال لبنان والجزيرة السورية. وجاء أول ذكر لهم جاء في وثائق آشورية في عهد الملك الآشوري تغلث فلاسر الأول حوالي 1,100 فذكروا تحت مسمى أحلامي آرامايي أي «آراميي أحلامو» [45] وقد تمكن هؤلاء من التغلغل إلى الدولة الآشورية كما استطاعوا السيطرة على عرش بابل وعلى المدن الحيثية الهامة شمالي سوريا ك-«يعديا سمعل» و«حماث» (حماة) وكونوا عدة ممالك كما في آرام دمشقوأربادوآرام نهرين. غير أن الآشوريين سرعان ما اجتاحوا أراضيهم. وقاموا بسبيهم باعداد كبيرة.[45]
أدى احتلال الآشورين لدول مدائن الآرامية في سوريا وتحويل عدد من سكانها إلى أعالي بلاد الرافدين إلى تزاوج هؤلاء مع سكانها الآشوريين وأصبحت الآرامية بحلول القرن الثامن ق.م. هي اللغة الرئيسية في الإمبراطورية.
بدأت هذه الإمبراطورية بالانحلال في القرن السابع ق.م. فتمكن الميديونوالبابليون من إسقاط نينوى سنة 612 ق.م. ومن ثم آخر معاقل الآشوريين بحاران سنة 609 ق.م.[44]
بين سقوط نينوى وظهور المسيحية
أصبحت معظم أجزاء الإمبراطورية الآشورية جزءاً من الإمبراطورية البابلية الثانية خلال فترة حكم نبوخذنصر، غير أن الأخمينيين سرعان ما أسقطوها وكونوا إمبراطورية بقيادة قورش الكبير امتدت من الهند إلى صحراءليبيا شرقاً. وخلال تلك الفترة أصبحت آشور (آثورا "ܐܬܘܪܐ" بالفارسية القديمة) إحدى الساترابات الأخمينية، وشملت معظم أجزاء وسط وشمال العراق والجزء الشرقي من سوريا.[46] واحتلت أهمية خاصة، فأصبحت إحدى أكثر الولايات البارثية ازدهاراً،[47] كما أصبحت آراميتها اللغة الرسمية للإمبراطورية، فعرفت اللغة الآرامية بتلك الفترة بـ«الآرامية الإمبراطورية».[48] وبالرغم من قيام الآشوريين بثورة للحصول على استقلالهم سنة 520،[49] إلا أن هذه الفترة شهدت بشكل عام نمواً اقتصادياً وأدبياً.
أدى انهيار الإمبراطورية السلوقية إلى سيطرة الإمبراطورية الرومانية على المناطق الواقعة غرب الفرات بينما سيطر البارثيون على المناطق الواقعة شرقي الفرات فتشكلت في المناطق الحدودية عدة ممالك سريانية وعربية شبه مستقلة تابعة لهاتين الإمبراطوريتين مثل حديابوالرهاوتدمروالحضر. واعتنق أهل هذه الممالك ديانات تأثرت بديانات وادي الرافدين والفرس، كما تغلغلت اليهودية إلى حدياب فاعتنق ملكها إيزاط وزوجته هيلينا الديانة اليهودية في أوائل القرن الأول،[52] غير أن الحدث ذو التأثير الأعمق كان دخول المسيحية إلى الرها الذي يذكر التقليد السرياني أن الملك أبجر الخامس راسل يسوع لكي يزور مملكته ويشفيه غير أن الأخير رد بإرسال أحد تلاميذه الاثنان والسبعون فانتشرت المسيحية فيها. وبغض النظر عن صحة هذه الرواية فقد أصبح للمسيحية وجود ملموس في كل من حدياب والرها بنهاية القرن الأول، فأصبح مار أداي أسقفا على الرها بحلول عام 100 ورسم بقيذا نفسه أسقفا على حدياب سنة 104.[53] وخلال القرنين الثاني والثالث نشأت بالإضافة إلى المسيحية عدة ديانات غنوصية في تلك الأنحاء كالمانوية ومنها انتشرت إلى فارس ووسط آسيا.[54]
بلغت المسيحية السريانية عصرها الذهبي في القرن الرابع والخامس بظهور ملافنة مثل أفرام السريانيونرساي وغيرهم، واعتبرت المدارس السريانية في الرهاونصيبين من أهم المراكز التعليمية في تلك الفترة، حتى توصف مدرسة نصيبين أحيانا بأنها أقدم جامعة في التاريخ.[55][56][57] كما تمت ترجمة الإنجيلوالتناخ إلى السريانية بالنسخة المعروفة بالبشيطتا والتي تعد من أقدم النسخ المحفوظة للإنجيل، وكتبت العديد من التفاسير وكتب الألحان مثل بيث غازو (ܒܝܬ ܓܙܐ بيث گازو) والذي لا يزال يستعمل حتى اليوم في الكنائس السريانية الغربية.[58]
أدت خلافات بين كيرلس الأول بطريرك الإسكندرية ونسطور بطريرك القسطنطينية إلى حرمان الأخير كنسيا في مجمع أفسس الأول سنة 431 وأُعتبرت تعاليمه هرطقة فانقسم السريان بين مذهبي كيرلس ونسطور،[59] وأدى دعم البيزنطيين لكيرلس واضطهادهم للنساطرة إلى هجرة هؤلاء إلى الإمبراطورية الساسانية وخصوصا إلى أربيل وقطسيفون كما قام الساسانيون بدورهم باضطهاد الموالين للبيزنطيين فانتقلوا إلى غرب الفرات، فانقسم السريان منذ ذلك الحين إلى مشارقة «نساطرة» (نسبة إلى نسطور)، ومغاربة «يعاقبة» (نسبة إلى يعقوب البرادعي)[60] كما أدت الخلافات اللاحقة في مجمع خلقيدونية إلى انشقاق الكنائس الأرثوذكسية المشرقية عن الكنائس الغربية (الأرثوذكسية الشرقيةوالكاثوليكية لاحقًا) وسمي السريان الذين تبعوا الإمبراطور البيزنطي وانشقوا عن الكنيسة السريانية بالملكيين نسبة إلى كلمة "ܡܠܟܝܐ" ملكايابالسريانية والتي تعني «أتباع الملك»، ومنهم الروم الأرثوذكسوالكاثوليك الذين اندمجوا بالثقافة اليونانية وأصبحوا لاحقًا يعرفون بالروم الأرثوذكس.[61]
شهدت المنطقة خلال القرن السابع عدة أحداث ساهمت في تغيير الواقع السياسي بشكل كبير، فبعد الحرب الساسانية-البيزنطية التي استمرت أكثر من ربع قرن بدأت الجيوش الإسلامية تحت قيادة الخلفاء الراشدون باجتياح بلاد الشام والعراق التي أصبحتا تحت حكمهم بحلول سنة 640.[62][63] وقد رحب الآشوريون السريان بقدوم المسلمين الذين لم يحدوا من حريتهم الدينية كما فعل البيزنطيون الساسانيون بشكل عام، كما كان للتقارب اللغوي بين العربيةوالسريانية سببا آخر لتقارب الشعبين. وفرضت على مسيحيي الخلافة الإسلامية ضريبتا الجزيةوالخراج وأعفوا من الالتحاق بالجيوش الإسلامية، غير أنهم منعوا من نشر المسيحية داخل أراضي الدول الإسلامية.[64] اتسمت هذه الفترة عموما بالتسامح الديني ما خلا فترات حكم بعض الخلفاء مثل عمر بن عبد العزيز الذي فرض ضرائب طائلة على المسيحيين وسن عليهم قيودا في الملبس والتنقل.[65] وقام بعض الرهبان النساطرة الآشوريين بالسفر إلى أواسط آسياوالصين لنشر المسيحية فيها بسبب القيود التي فرضت على نشر المسيحية بين المسلمين في المشرق، فازدهرت كنيسة المشرق في تلك البقاع واعتنقت أعداد كبيرة من الفرسوالتركوالهنودوالصينيينوالمغول الديانة المسيحية، وأصبحت كنيسة المشرق إحدى أكثر الفروع المسيحية انتشارًا، ووصلت أوج قوتها بين القرنين السادس والرابع عشر حيث كانت حينئذ أكبر كنيسة انتشاراً جغرافياً ممتدة من مصر إلى البحر الأصفر.
بعد سقوط الدولة العباسية سيطر المنغول على المنطقة وكان حكام الخانات على العموم متسامحين مع المسيحيين وذلك لكون زوجاتهم مسيحيات. غير أن الوضع اختلف بمجيء تيمور لنك، حيث قام الأخير بعدة حملات استهدفت المسيحيين في بلاد فارس وبلاد ووسط العراق فقتل العديدون واعتنق آخرون الإسلام ما أدى إلى انقراض المسيحية السريانية في تلك المناطق، وانتقلت أعداد أخرى منهم من المراكز الحضرية إلى البلدات والقرى النائية في سهل نينوى وجبال أورمياوحكاريوطور عابدين.[70] كما أدت سيطرة قبائل تركيةكالخروف الأسودوالخروف الأبيض على شمالي بلاد الرافدين وإقامة عدة إمارات بالموصل وماردين إلى تأخر تلك المناطق وانعدام الأمن بها.[71]
وبحلول القرن السادس عشر أتم العثمانيون سيطرتهم على المنطقة وبالرغم من عدم الأعتراف بكنيسة المشرقوالكنيسة السريانية الأرثوذكسيةكملل رسمية إلا أنهم غالبا ما مثلوا في الباب العالي عن طريق الأرمن الذين حازوا على هذا الحق.[70] واستمر هذا الوضع حتى أواخر القرن التاسع عشر عندما أُعترف بكل من الكنيسة الكلدانية والسريان الأرثوذكس كملل رسمية.
أدت الخلافات على وراثة كرسي بطركية كنيسة المشرق إلى انفصال الراهب يوحنا سولاقا من كنيسة المشرق سنة 1552 بدعم من اتصالاته بالكاثوليك البرتغاليين في الهند وتبعه عدد كبير من الرهبان فكون كنيسة جديدة أطلق عليها بابا روما تسمية الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية لتفريقها من كنيسة المشرق.[70][72] أدى هذا الانقسام إلى انتشار المذهب الكلداني بين سكان المدن في الموصلوسعرتوآمد وسبسطية وغيرها، بينما اقتصر وجود كنيسة المشرق على المناطق الجبلية في حكاري وأورميا وارتبط لقب البطريركية فيها بعائلة شيمون منذ القرن الثامن عشر وحتى أنتخاب مار دنخا الرابع خنانيا سنة 1976.[73] كما أدى نشاط اليسوعيون بين السريان الغربيين إلى تحويل عدد منهم إلى الكاثوليكية خلال القرن الثامن عشر فانشقت بذلك الكنيسة السريانية الكاثوليكية عن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وأصبح ميخائيل الثالث جروة أول بطريرك لها سنة 1783 وانتقل إلى لبنان حيث أسس دير الشرفة الذي أصبح مركزا له.[74]
تمتع آشوريو المناطق الجبلية في حكاري بجنوب شرق تركيا حاليا بحكم شبه مستقل بقيادة بطاركتهم المنحدرين من عائلة شمعون. وغالبا ما تبعوا اسميا الإمارات الكردية أو الدولة العثمانية. غير أن الكلدان والسريان الذين قطنوا سهل نينوى وطور عبدي كانوا عرضة لهجمات عديدة من قبل الأمراء الأكراد. ولعل أخطر تلك الهجمات حدثت عند انشغال العثمانيين بمحاربة محمد علي في سوريا فقام أمير سوران محمد الراوندوزي بمهاجمة ولاية الموصل فلم يستطع واليها مقارعته فتمكن من ضم عقرةوالعمادية إلى إمارته وقتل سكانها المسيحيين، كما هاجم قرى شمال سهل نينوى كألقوشوتلكيفوتللسقف وغيرها سنة 1828.[75][76] وبعد أن قضى على إمارة اليزيديين في سنجار هاجم قرى طور عابدين سنة 1834 ودمر العديد منها،[77] غير أن العثمانيون سرعان ما اسقطوا هذه الإمارة بعد أن بدأت تهدد المدن الكبرى كالموصلوحلب.
كما تكرر الأمر سنة 1843 عندما هاجم بدر خان أمير بهدان قرى الآشوريين في حكاري وبرواري بعد أن رفضوا دعمه في الهجوم على العماديةوقام بمذابح ذهب ضحيتها عشرات الآلاف ولم تتدخل الدولة العثمانية إلا بعد إلحاح من بريطانياوفرنسا.[78]
التاريخ الحديث
بحلول أواخر القرن التاسع عشر انفصلت معظم المناطق التابعة للعثمانيين في أوروبا وبدأت المشاعر القومية بالتغلغل بين أبناء القوميات الأخرى كالعربوالأرمن والآشوريين/السريان/الكلدان فحاول العثمانيون أتباع سياسة التتريك كرد فعل وعومل مواطنوها المسيحيون خاصة بريبة على أساس قربهم الديني من أوروبا،[79] فحدثت عدة مجازر استهدفت المسيحيين في الفترة 1894-1896 عرفت بالمجازر الحميدية،[80] تركت أثرها على السريان خلال مجازر ديار بكر في تلك الولاية التي شكلوا معظم مسيحييها.
بقيام الحرب العالمية الأولى وتحالف بعض الأرمن مع الروس ضد الدولة العثمانية قرر قادتها تغيير ديمغرافية شرق الأناضول بترحيل وقتل سكانها المسيحيون.[80] وابتداءً من ربيع 1915 هوجمت قرى حكاري من قبل العشائر الكردية المتحالفة مع العثمانيين فقتل الآلاف ونزح الباقون إلى أورميا الواقعة تحت النفوذ الروسي حينها، كما قام العثمانيون بمهاجمة قرى ومدن ولاية ديار بكر وخاصة سعرتوآمد فقتل معظم السريان والكلدان بها.[81][82] وفي خريف 1915 تمت مهاجمة قرى طور عابدين وقتل وتهجير السريان بها.[83] وبعد قيام الثورة البلشفية وانسحاب روسيا من الحرب هاجم العثمانيون والأكراد قرى أورميا في إيران حاليا فنزح آشورييها إلى العراق وقتل من قرر البقاء فيها.[84]
بنهاية الحرب العالمية الأولى أضحى معظم الآشوريين والكلدان نازحين بالعراق بينما نزح ما تبقى من السريان إلى سوريا ولبنان. وخلال العشرينات التحق العديد من آشوريي حكاري بالواء العسكري الذي أنشأه البريطانيون في العراق، وكثرت المشاحنات بينهم وبين الجيش العراقي المنشأ حديثا والذي أعتمد على ضباط خدموا في الجيش العثماني ما أدى إلى أنعدام الثقة بين الطرفين. وبعد استقلال العراق سنة 1932 سرت إشاعات أن الآشوريين الذين استوطنوا في السهل الواقع بين دهوك وسهل نينوى يسعون للانفصال من العراق فنفي بطريرك كنيسة المشرق الآشورية إلى قبرص وقام بكر صدقي أحد الضباط بالجيش العراقي بالتعاون مع عشائر كردية بالهجوم على تلك المناطق وتدمير القرى الآشورية فيها وكان أهمها في 7 آب1933 عندما هوجمت بلدة سميل وقتل حوالي 3,000 من سكانها في الحدث الذي عرف بمجزرة سميل.[85] أدت هذه المجازة إلى نزوح ثلث سكان سهل نينوى الآشوريين إلى شمال شرق سوريا حيث أسسوا 35 قرية على ضفاف الخابور قرب الحدود مع تركيا.[86]
بعد الحرب العالمية الثانية
بعد استقلال كلا من سوريا والعراق أصبح الآشوريين/الكلدان/السريان إحدى الأقليات الدينية الهامة فيهما. وقد سكن معظمهم في المناطق الريفية حتى الستينات عندما بدأوا بالهجرة إلى المدن بحثا عن العمل، كما هاجر في نفس الوقت العديد منهم إلى الولايات المتحدة ولاحقا دول أوروبا الغربية. وبحلول الستينات تمكن حزب البعث العربي الاشتراكي من فرض سيطرة كاملة على مقاليد الحكم في هاتين الدولتين ما أدى إلى التشديد على مواطني تلك الدول غير العرب، وبالرغم من إعلان آذار 1972 في العراق والذي نص على حرية نشر مطبوعات باللغة السريانية وتعليمها في المدارس الحكومية إلا أن هذا القرار لم ينفذ فعليا.[87] بالرغم من عدم الاعتراف بالوجود القومي بالآشوريين/السريان ومحاولة فرض القومية العربية عليهم إلا أنهم غالبا ما تمتعوا بحقوق دينية واسعة في ظل حكومتي صدام حسين في العراق وحافظ الأسد في سوريا.
أدت الحرب العراقية الإيرانيةوحرب الخليج الثانية إلى تسارع وتيرة هجرة المسيحيين من العراق كما أدت حرب العراق سنة 2003 وما تبعه من انفلات أمني وهجمات استهدفت دور عبادة مسيحية إلى تناقص أعداد الآشوريين/الكلدان بشكل كبير حيث نزح معظمهم إلى سوريا بالإضافة إلى دول أخرى.[87]
القرن الحادي والعشرون
بعد غزو العراق عام 2003 من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، قامت سلطة التحالف المؤقتة بحل البنية التحتية العسكرية والأمنية والاستخباراتية العراقية للرئيس السابق صدام حسين وبدأت عملية «اجتثاث البعث». وأصبحت هذه العملية موضع جدل، حيث وصفها بعض النقاد بأنها أكبر خطأ أمريكي ارتكب في أعقاب غزو العراق مباشرة، وباعتبارها أحد الأسباب الرئيسية لتدهور الوضع الأمني في جميع أنحاء العراق.[88][89]
أدت الاضطرابات الاجتماعية والفوضى إلى اضطهاد غير مبرر للآشوريين في العراق من قبل المتطرفين الإسلاميين (الشيعة والسنة على حد سواء) والقوميين الأكراد (مثل أعمال الشغب في دهوك عام 2011 التي استهدفت الآشوريين واليزيديين).[90] وفي أماكن مثل الدورة، وهو أحد الأحياء الواقعة جنوب غرب بغداد، فإن غالبية سكانها الآشوريين إما فروا إلى الخارج أو إلى شمال العراق، أو قُتلوا. وقد أدى الاستياء الإسلامي من احتلال الولايات المتحدة للعراق، وحوادث مثل الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد في صحيفة يولاندس بوستن، والجدل حول الإسلام من قبل البابا بندكت السادس عشر، إلى مهاجمة المسلمين للمجتمعات الآشورية. ومنذ بداية حرب العراق جرى تفجير ما لا يقل عن 46 كنيسة وديرًا.[91]
في السنوات الأخيرة أصبح الآشوريون في شمال العراق وشمال شرق سوريا هدفًا للإرهاب الإسلامي المتطرف غير المبرر. ونتيجة لذلك حمل الآشوريون السلاح إلى جانب جماعات أخرى، مثل الأكراد والتركمان والأرمن، ردًا على الهجمات غير المبررة التي تشنها القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الأصولية الإسلامية الإرهابية. في عام 2014 هاجم الإرهابيون الإسلاميون من تنظيم داعش البلدات والقرى الآشورية في الموطن الآشوري في شمال العراق، إلى جانب مدن مثل الموصل وكركوك التي تضم عددًا كبيرًا من السكان الآشوريين. وقد وردت تقارير عن فظائع ارتكبها إرهابيو داعش منذ ذلك الحين، بما في ذلك قطع الرؤوس والصلب وقتل الأطفال والاغتصاب والإكراه على اعتناق الإسلام والتطهير العرقي والسرقة والابتزاز في شكل ضرائب غير قانونية مفروضة على غير المسلمين. ورد الآشوريون في العراق بتشكيل ميليشيات مسلحة للدفاع عن أراضيهم.
ردًا على غزو تنظيم الدولة الإسلامية للموطن الآشوري في عام 2014، شكلت العديد من المنظمات الآشورية أيضًا قواتها المقاتلة المستقلة لمحاربة داعش وربما استعادة «أراضي أجدادها».[92] وتشمل هذه وحدات حماية سهل نينوى،[93][94] ودويخ نوشا،[95][96] وقوات سهل نينوى.[97][98] وفي النهاية جرى حل الأخيرتين.
في سوريا أثرت حركة التحديث دورونوي على الهوية الآشورية في المنطقة.[99] وأصبح حزب الاتحاد السرياني (إس يو بّي) أكبر مؤيد لهذه الحركة، لاعبًا سياسيًا رئيسيًا في الاتحاد الديمقراطي لشمال سوريا. وفي أغسطس عام 2016 تأسس مركز أورهي في مدينة زالين (القامشلي) من قبل الجالية الآشورية، لتثقيف المعلمين من أجل جعل السريانية لغة اختيارية للتعليم في المدارس العامة، والتي بدأت بعد ذلك في العام الدراسي 2016/2017.[100] وفي ذلك العام الدراسي، كما تقول لجنة التعليم في روجافا «حلت ثلاثة مناهج محل المنهاج القديم، لتشمل التدريس بثلاث لغات: الكردية والعربية والآشورية».[101] ويرتبط المجلس العسكري السرياني، وهو ميليشيا آشورية نشطة في سوريا، بحزب الاتحاد السرياني، والتي تأسست في يناير عام 2013 لحماية الحقوق الوطنية للآشوريين في سوريا والدفاع عنها، وكذلك العمل مع المجتمعات الأخرى في سوريا لتغيير حكومة بشار الأسد الحالية. ومع ذلك فإن العديد من الآشوريين والمنظمات التي تمثلهم، وخاصة تلك الموجودة خارج سوريا، ينتقدون حركة دورونوي.[102][103]
وذكر تقرير صدر عام 2018 أن السلطات الكردية في سوريا، بالتعاون مع مسؤولي دورونوي، أغلقت العديد من المدارس الآشورية في شمال سوريا وأقالت إدارتها. وقيل إن السبب في ذلك هو فشل تلك المدارس في التسجيل للحصول على ترخيص ورفض المنهج الجديد الذي وافقت عليه هيئة التعليم. وتراوحت أساليب الإغلاق بين إغلاق المدارس رسميًا، وبين دخول مسلحين إلى المدارس وإغلاقها بالقوة. وتعرض معلم آشوري يُدعى عيسى رشيد للضرب المبرح خارج منزله لرفضه منهاج الإدارة الذاتية الكردية.[102] وقد ادعى معهد السياسة الآشورية أن القوات الكردية اعتقلت مراسلًا آشوريًا يُدعى سليمان يوسف بسبب تقاريره عن إغلاق المدارس المتعلقة بدورونوي في سوريا. وعلى وجه التحديد فقد شارك العديد من الصور على فيسبوك التي توضح تفاصيل عمليات الإغلاق.[103]
الهوية
المجموعات الآشورية الفرعية
هناك ثلاث مجموعات فرعية آشورية رئيسية: الشرقية، والغربية، والكلدانية. تتداخل هذه التقسيمات الفرعية جزئيًا فقط لغويًا وتاريخيًا وثقافيًا ودينيًا:
أدت الخلافات والانقسامات الكنسية والتباعد الجغرافي النسبي بين أتباع هذه الاثنية إلى نشوء عدة تسميات لهم. ولعل أهمها:
الآشوريون
بالسريانية: ܣܘܪܝܝܐآشورايي؛ وهذه التسمية مأخوذة مباشرةً من الآشوريون القدماء الذين عاشوا شمال ما بين النهرين وأسسوا الإمبراطورية الآشورية. وبحسب التوراة فقد كان آشور أحد أبناء سام الذي استقر شمال ما بين النهرين.[104] ويرى الباحثون أن أصل الكلمة يعود إلى تسمية الإله آشور الذي كان يعبد في المدينة المعروفة بنفس الاسم منذ أواخر الألف الثالث قبل الميلاد.[105]
وبالرغم من وجود بعض الباحثين المعارضين لفكرة أن الآشوريون الحاليون هم أحفاد الآشوريين القدماء،[106] إلا أن أغلبهم يسلمون بهذه الفرضية.[42][107][108][109] كما يسمي بعض الاشورين نفسهم ب«الآثوريين» (بالسريانية: ܣܘܪܝܝܐآثورايي) وهي مأخوذة من «آثورا»، الاسم الذي اطلقه الأخمينيون (539 ق.م. - 330 ق.م.) على ساتراب آشور بمنطقة شملت شمال العراقومنطقة الجزيرةبسورياوتركيا.[110] كما ورد ذكر الآثوريين في عدة كتب ومخطوطات عربية وإسلامية، حيث اقترنت حينئذ بطائفة النساطرة.[111]
بالسريانية: ܣܘܪܝܝܐسُريويي وتلفظ أحيانا سورايي (ܣܘܪܝܐ) بالسريانية الشرقية. وهناك خلاف بين الباحثين حول أصل تسمية سريان يعتقد العديد منهم بأنها أصلاً تحريف يوناني للفظة آشور باليونانية (Ασσυρία أسيريا) لتصبح «Συρία سيريا» بعد حذف الألف في بداية الكلمة.[113][114][115] هناك فرضية أخرى مفادها أن أصل الكلمة يأتي من اللفظة الحوريةصور أو صبر وهي تحريف للفظة سوبارتوالأكدية.[116]
بالسريانية: ܣܘܪܝܝܐآرامآيي؛ تعني كلمة آرام «المرتفع» أو «العلو» في اللغات السامية البدائية وذلك لتفريقهم عن كنعان والتي تعني «منخفض».[122]والآراميون شعب سامي سكن في منطقة امتدت من البحر الأبيض المتوسط غرباً وحتى بلاد ما بين النهرين شرقاً، فانصهرت العديد من الشعوب القاطنة في تلك المناطق كالحثيينوالفينيقيين معهم. كما أسسوا عدة ممالك في سوريا غير أن الآشوريون تمكنوا من إسقاطها جميعا ثم قاموا بسبي أعداد كبيرة منهم إلى آشور لمنع قيام أي عصيان ضدهم. غير أن لغة الآراميين طغت على اللغة الآشورية الأكادية فحلت محلها كلغة رسمية للإمبراطورية الآشورية الحديثة.[123] وخلال القرون المسيحية الأولى أصبح المتحدثون بالآرامية يطلقون على أنفسهم لقب آراميون فغالباً ما سميت الرها ب«بنت الآراميين» في الأدبيات السريانية كما لقب ملوك الرها ب«أبناء الآراميين».[124][125] غير أن لفظة «السريان» أصبحت المفضلة لمن اعتنق المسيحية وذلك كوسيلة للتفريق بينهم وبين الآراميين الوثنيين.
يتبنى هذه التسمية بعض السريان الأرثوذكسوالموارنة.
القومية
لم يظهر الشعور القومي للآشوريين/السريان/الكلدان بشكله الحديث إلا بأواخر القرن التاسع عشر، حتى ذلك الوقت كانت الطائفة واللغة أهم ما يجمع بين مسيحيي شمال بلاد ما بين النهرين ويفرقهم. ويرى «مردوخاي نيسان» (Mordechai Nisan) الباحث بشؤون أقليات الشرق الأوسط في الجامعة العبرية في القدس أن المدارس الإرسالية الفرنسية والبريطانية والأمريكية والروسية التي ظهرت في بدايات القرن التاسع عشر عملت على توحيد اللهجات السريانية الآرامية المستعملة بين آشوريي وكلدان أورميا والموصل وإخراج جيل مثقف في فترة شهدت تأخر أقرانهم الذين اعتمدوا على نظام التعليم العثماني. غير أن «أيدن نبي» (Eden Naby) الباحثة بتاريخ الشرق الأوسط ووسط آسيا ترى أن المدارس الإرسالية عملت على تعليم اللغات الأجنبية الخاصة بهم وإهمال اللغة السريانية، ما أدى لابتعاد طبقة المثقفين عن الثقافة والحضارة السريانية/الآشورية.[126]
لم يظهر الفكر الداعي لرفض نشاطات الإرساليات إلا بأواخر القرن التاسع عشر، فكانت جريدة «الكوكب» (ܟܘܟܒܐ كخڤا 1906) الصادرة في أورميا من أولى الأصوات الداعية إلى استرجاع قيم الحضارة السريانية واستعمال السريانية في الكتابات الأدبية بدلا من اللغات الأجنبية.[126]
يعتبر نعوم فايق (1868 - 1930) من أوائل من سعوا وراء نشر الوعي القومي، حيث نشط بداية في مدينته آمد فأسس فيها أول جريدة قومية تحت مسمى «نجمة المشرق» (ܟܘܟܒ ܡܕܢܚܐ كوكب مدنحو) غير أنه اضطر للهجرة إلى الولايات المتحدة وأسس فيها جريدة الاتحاد (ܚܘܝܕܐ حويودو) ودعى فيها إلى نبذ الفروقات الطائفية بين المذاهب السريانية لصالح وحدة قومية جامعة.[127] كما ظهر فريدون آتورايا (1891 - 1926) في أورميا، والذي أسس أول حزب سياسي آشوري ودعى إلى تشكيل وطن قومي لهم.[128] أما فريد نزهة (1894 - 1971) فقد اتسمت أفكاره بالانتقاد اللاذع للسلطة الكنيسة التي اتهمها بتكريس الانفصال القومي، ما أدى إلى حرمانه كنسيا من قبل مار أفرام الأول برصوم.[129]
بحسب «سينر أكتورك» (Sener Akturk) أستاذ العلوم السياسيةبجامعة كوجبإسطنبول، فإن فشل الآشوريين/الكلدان/السريان في تشكيل كيان سياسي لهم أسوة بغيرهم من أقليات الدولة العثمانية ساهم في تشتت الفكر القومي لهم وسرعة اندماجهم مع الشعوب المشكلة للأغلبية سواء في الشرق الأوسط أو في المهجر.[126] ويقسم المؤرخ الفلسطيني حنا بطاطو الانتماء القومي للآشوريين/الكلدان في العراق إلى: «الكلدان المستعربون»، وهم من الذين اندمجوا في المجتمع العربي العراقي وغالبا ما يستعملون العربية وينتمون إلى الكنيسة الكلدانية قبل أن يكون لهم انتماء قومي واضح. «الآشوريون المستعربون» وهم ينتمون إلى القومية الآشورية غير أنهم يستعملون العربية كذلك. وأخيرا «القوميين الآشوريين» وهم الذين يصفون أنفسهم بحسب انتمائهم القومي ويعارضون فرض اللغة أو القومية العربية عليهم.[126]
الانتماء
ينتمي جميع أبناء الكنائس السريانية في الشرق الأوسط إلى هذه القومية، ويوحدهم في ذلك اللغة والدين والثقافة التي اشتركوا بها. ولعل الاستثناء الوحيد هنا هو هوية الكنيسة المارونية، فبالرغم من بدايتها كفرع سرياني غربي على يد بعض أتباع مار مارون السريان في شمال غرب سوريا إلا أنهم بمجيء الصليبيين بدأوا يتجهون نحو استبدال تقاليدهم السريانية بأخرى لاتينية، وقد استمر هذا النهج رحيل الصليبيين فاختلط الموارنة بغيرهم من الأقوام كالعرب والدروز مع أدى إلى تخليهم عن اللغة السريانية لصالح العربية في وقت مبكر نسبياً مقارنة بغيرها من الطوائف السريانية التي لم تتعرب بشكل ملحوظ إلا بعد نشوء الدول الحديثة في منتصف القرن العشرين. كما زاد اندماج الموارنة بمحيطهم العربي إسهامهم الكبير في تطوير ونهضة اللغة العربية بأواخر القرن التاسع عشر في الوقت الذي ركز فيه أقرانهم السريان جهدهم على اللغة السريانية.[130]
غير أن هناك تيارات مارونية تؤكد على الهوية السريانية للموارنة لعل أهمها حزب الكتائب اللبنانية.[131] كما لا تزال الكنيسة المارونية تؤكد على هويتها السريانية.[132]
الشعارات
استعمل قبل الحرب العالمية الأولى الآشوريون/السريان/الكلدان علما مكونا اللون الوردي والأبيض والأحمر ومرصعة بثلاثة نجوم بأعلى اليسار وتدل على الكنائس الرئيسية الثلاث: السريانية الأرثوذكسيةوالكلدانيةوالآشورية. ولاحقاً اُستبدل العلم بصليب أبيض على خلفية حمراء ترمز إلى دماء الذين سقطوا في مجازر سيفو.
تُبني أول علم بطريقة شبه رسمية سنة 1969 وذلك عندما اتفقت الهيئات السياسية المكونة للاتحاد العالمي الآشوري على العلم الآشوري، وهو علم تتوسطته «نجمة آشور» (ܟܘܟܒܐ ܐܬܘܪܝܐ كَوكبا آثُرايا) تنطلق منه ثلاث خطوط قطرية متموجة تخرج من النجمة تشير إلى الفرات باللون الأزرق ويرمز إلى الوفرة، والزاب باللون الأبيض ويرمز إلى السلام، ودجلة بالأحمر يرمز إلى الافتخار. كما يعلو العلم رمز الإله آشور.[133]
وفي أواسط الثمانينات تبنى السريان علما آخر وهو عبارة عن صورة لنقش لنسر اكتشف في منطقة تل حلف واستبدل الرأس بشعلة تمثل الروح القدس.[134] كما تبنى بعض أبناء الكنيسة الكلدانية علما يتوسطه شعار شمش إله الشمس مع خطين أزرقين على اليمين واليسار يشيران إلى دجلة والفرات.[135]
ينتشر الآشوريون/الكلدان/السريان حاليا بشكل أساسي في العراقوسوريا بالإضافة إلى أعداد أقل في كل من إيرانوتركياولبنانوالهند كما أدت هجرتهم منذ أواخر القرن إلى تزايد اعدادهم في قارة أمريكا الشمالية وكذلك في أوروبا منذ السبعينات من القرن العشرين. ولا يزال هناك عدد كبير من السكان الآشوريين في سوريا، حيث يعيش ما يقدر بنحو 400,000 آشوري،[138] وفي العراق يعيش ما يقدر بنحو 300,000 آشوري.[139] لا يزال هناك عدد من السكان الآشوريين في إيرانوتركيا، مع حوالي 20,000 نسمة من الآشوريين في إيران،[8][140] وحوالي 25,000 من الآشوريين في تركيا، ويعيش معظمهم في المدن وليس بالمستوطنات التقليديّة القديمة. في طور عبدين، المركز التقليدي للثقافة الآشورية، لم يتبق فيها سوى 3,000 آشوري.[141] بالمقارنة مع حوالي 50,000 نسمة في تعداد عام 1960، وحوالي 1,000 في عام 1992. ويعزى هذا الانخفاض الحاد إلى الصراع الحاد بين تركيا وحزب العمال الكردستاني في عقد 1980. ومع ذلك، شهدت اعداد الآشوريين في كل تركيا ارتفاعاً منذ عقد 1995، ويعيش معظمهم حالياً في مدينة إسطنبول. ويقيم معظم الآشوريين حالياً في العالم الغربي بسبب قرون من الاضطهاد من قبل الجيران المسلمين.[142]
يشمل الموطن الآشوري المدن القديمة نينوى (الموصل)، ونوهادرا (دهوك)، وعرفة/بيث كرماي (كركوك)، وألقوش، وتللسقف وأربيلا (أربيل) في العراق، وأورومية في إيران، وحكاري (منطقة كبيرة تضم المدن الحديثة مثل يوكسيكوفا، وحكاري، وتشوكورجه، وشمدينلي وأولوديري)، وإديسا/ الرها (أورفة)، وحران، وأميدا (ديار بكر)، وطور عبدين (مديات وكفرو) في تركيا، من بين مدن أخرى.[148] وتقع بعض المدن حاليًا تحت السيطرة الكردية وبعضها لا يزال يتمتع بوجود آشوري، وبالتحديد المناطق الموجودة في العراق، حيث جرى تطهير السكان الآشوريين عرقيًا في جنوب شرق تركيا (مثل الموجودين في حكاري) خلال الإبادة الجماعية الآشورية في الحرب العالمية الأولى. وقد فر الناجون إلى المناطق غير المتضررة من الموطن الآشوري في شمال العراق، بينما استقر آخرون في المدن العراقية إلى الجنوب. وعلى الرغم من أن الكثيرين هاجروا أيضًا إلى البلدان المجاورة ومحيط القوقاز والشرق الأوسط مثل أرمينيا وسوريا وجورجيا وجنوب روسيا ولبنان والأردن.[149]
في العصور القديمة كان الآشوريون الناطقون باللغة الأكدية موجودين في ما يعرف الآن بسوريا والأردن وفلسطين وإسرائيل ولبنان، من بين الدول الحديثة الأخرى، وذلك بسبب اتساع نطاق الإمبراطورية الآشورية الجديدة في المنطقة.[150] وعلى الرغم من أن الاستيطان الأخير للمسيحيين الآشوريين في نصيبين، والقامشلي، والحسكة، والقحطانية، والدرباسية، والمالكية، وعامودا، وتل تمر وعدد قليل من البلدات الصغيرة الأخرى في محافظة الحسكة في سوريا، قد حدث في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، عندما فروا من شمال العراق بعد استهدافهم وذبحهم خلال مذبحة سميل. لم يحصل الآشوريون في سوريا على الجنسية السورية وسند ملكية أراضيهم حتى أواخر الأربعينيات من القرن العشرين.[151]
لا تزال أعداد كبيرة من الآشوريين موجودة فقط في سوريا، حيث يعيش ما يقدر بنحو 400,000 آشوري، وفي العراق يعيش ما يقدر بنحو 300,000 آشوري.[152] وهذا يمثل انخفاضًا عن التقديرات التي بلغت 1,100,000 آشوري في الثمانينيات من القرن العشرين، في أعقاب عدم الاستقرار الناجم عن الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003.[153] أما في إيران وتركيا لم يبق سوى عدد قليل من السكان، مع 20,000 آشوري فقط في إيران، وعدد صغير ولكن متزايد من الآشوريين في تركيا، حيث يعيش 25,000 آشوري، معظمهم في المدن وليس في مناطقهم القديمة.[154]
في طور عبدين المركز التقليدي للثقافة الآشورية، لم يتبق سوى 2500 آشوري. وقد انخفض عددهم من 50,000 في تعداد عام 1960، ولكن ارتفع من 1,000 في عام 1992. ويعود هذا الانخفاض الحاد إلى الصراع العنيف بين تركيا وحزب العمال الكردستاني في ثمانينيات القرن العشرين.[154] وهناك ما يقدر بنحو 25,000 آشوري في جميع أنحاء تركيا، ويعيش معظمهم في إسطنبول. ومعظم الآشوريين يقيمون حاليًا في الغرب بسبب قرون من الاضطهاد من قبل المسلمين المجاورين. وقبل ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، في تقرير صدر عام 2013 عن مسؤول في المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، قُدر أن 300 ألف آشوري بقوا في العراق.[4]
بدأت هجرة الآشوريون/الكلدان إلى الأمريكيتين منذ ثمانينات القرن التاسع عشر وذلك بسبب الظروف الاقتصادية وتوفر فرص العمل،[155] كما أدى التمييز الديني إلى تسريع الهجرة منذ ذلك الحين.[156] وقد بدأ المهاجرون من المناطق الريفية بسهل أورمياوسهل نينوى بالهجرة إلى المدن الصناعية بالولايات المتحدة حيث عملوا في المصانع وفي قطاع الخدمات. كما تبعتهم كذلك موجات ذهبت خصيصا للدراسة وتلقي العلوم.[157] وبحلول سنة 1906 أصبح عدد الاشورين من أورميا في الولايات المتحدة ما يزيد على الألف أغلبيتهم الساحقة من الرجال الذين قدموا للعمل، غير أن المجازر التي حدثت خلال الحرب العالمية الأولى دعت العديد من العوائل إلى الهجرة إلى الولايات المتحدة وخاصة من قبل المشارقة الذين بدأوا بالاستقرار في كل من شيكاغوونيو إنغلاند ومدينة تورلوك.[158] هاجر العديد من آشوريي وكلدان العراق خلال الستينات والسبعينات وفي فترة الحصار الاقتصادي على العراق وبدأوا بالاستقرار في مدينة ديترويت وخاصةً بما سمي لاحقاً بالحي الكلداني (Chaldean town) بها، كما ازدادت الهجرة من قبل آشوريي إيران بعد الثورة الإسلامية بها واستقر هؤلاء غالبا بولاية كاليفورنيا.[159][160]
أما الوجود الآشوري/السرياني/الكلداني الفعلي في أوروبا فيعود إلى فترة السبعينات من القرن العشرين عندما بدأ سريان طور عابدين بالهجرة الجماعية إلى السويدوألمانيا تحت ضغط المعارك الدائرة بين حزب العمال الكردستانيوالجيش التركي. كما لحق بهم سريان شمال شرق سوريا ابتداءً من الثمانينات من القرن العشرين والآشوريين الكلدان العراقيين منذ التسعينات في القرن العشرين. ويتركز وجودهم حالياً في بلدة سودرتاليا جنوب ستوكهولم التي يطلق عليها أحيانا تسمية «عاصمة الآشوريين في العالم».[165][166] يُذكر أن الجالية الآشورية/السريانية/الكلدانية تعتبر من أنجح الجاليات المهاجرة في السويد.[167][168] وتملك الجالية السريانية الآشورية العديد من المدارس والمؤسسات الإجتماعية والثقافية في السويد فضلًا عن عدد من القنوات التلفزيون الناطقة في اللغة السريانية مثل سوريويو ساتوقناة سورويو؛ ونوادي كرة قدم مثل نادي آسيريسكاونادي سيريانسكا. كما يتمركز السريان والكلدان في شمال الراين-وستفاليابألمانيا وحول مدينة أنشخيديبهولندا وضاحية سارسيلبباريس.[169]
تعتبر الثقافة الآشورية السريانية قريبة إلى حد ما من ثقافات شعوب الشرق الأوسط الأخرى وخاصةً أن كون الأغلبية الساحقة تتبع المسيحية جعلها تتميز بعدة صفات قد لا تتواجد بغيرها. وتتأثر الثقافة الآشورية إلى حد كبير بالمسيحية،[170] فتعد الاحتفالات المسيحية الكبرى كعيد الميلاد (ܥܐܕܐ ܕܒܝܬ ܝܠܕܐ عيذا دبيث يلدا) وعيد القيامة (ܥܐܕܐ ܕܩܝܡܬܐ عيذا دقيَمتا) من أهم الأعياد الدينية كما يعتبر عيد الصعود (ܥܐܕܐ ܕܣܠܩܐ عيذا دسولاقا) وعيد الصليب (ܥܐܕܐ ܕܨܠܝܒܐ عيذا دصليبا). كما للمؤمنين منهم صومين هامين وهما الصوم الكبير (صوما دأربعين ܨܘܡܐ ܕܐܪܒܥܝܢ) وصوم نينوى أو صوم الباعوث (صوما دباعوثا ܨܘܡܐ ܕܒܥܘܬܐ).[171]
مارس الآشوريون الزواج الداخلي، مما يعني أنهم كانوا يتزوجون بشكل عام ضمن مجموعتهم العرقية، من أحل استمرارية الجماعة، على الرغم من أن الزواج من غير الآشوريين لا يُعتبر من المحرمات، إلا إذا كان للأجنبي خلفية دينية مختلفة، خاصةً مسلمة.[172] على مر التاريخ، كانت العلاقات بين الآشوريين والأرمن تميل إلى أن تكون ودية للغاية، إذ كان كل من الأرمن والآشوريين من الشعوب الأولى التي اعتنقت المسيحية في العالم. ويُعتبر الأرمن والآشوريين من العرقيات الدينيَّةالمسيحية، كما وعانت من الاضطهاد في عهد الحكام المسلمين. لذلك فإن الزواج المختلط بين الآشوريين والأرمن كان أمر شائع للغاية، وعلى الأخص في العراقوإيرانوتركيا، وكذلك في الشتات بين المجتمعات الأرمنية والآشورية المتجاورة.[173]
كانت الأكادية، التي تنتمي لعائلة اللغات السامية الشرقية هي اللغة الأم للآشوريين القدماء. وقد انتشرت هذه اللغة منذ الألف الثالث قبل الميلاد في وسط وشمال بلاد ما بين النهرين وكذلك في منطقة الجزيرة السورية. غير أن ظهور الآرامية، وهي لغة سامية شمالية شرقية، بالألف الأول جعلها تصبح اللغة الرسمية للإمبراطورية الآشورية وذلك لبساطتها وسهولة كتابتها مقارنة بالكتابة المسمارية التي استعملت في كتابة الأكادية. واستمر نمو هذه اللغة خلال عهد الإمبراطورية الأخمينية فأضحت هي اللغة الرسمية لها. وبحلول المسيحية كان للآرامية انتشار واسعة فحلت محل معظم اللغات التي انتشرت في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط كالفينيقيةوالعبرية وأصبحت لغة عدة ممالك نشأت في تلك المنطقة مثل حديابوالحضروالرهاوتدمروالأنباط بالإضافة إلى انتشارها في معظم مدن سوريا والعراق.[174]
بحلول القرن الأول قبل الميلاد بدأت آرامية مدينة الرها تطغى على غيرها من اللهجات الآرامية، وأصبحت هذه اللغة تسمى بالسريانية نسبة إلى منطقة نشوئها بسوريا. وقد تكرست هذه الهيمنة بظهور الرها كمركز مسيحي هام وانتشار المدارس اللاهوتية في الرهاونصيبين. وتعتبر الفترة ما بين القرن الرابع والسادس الميلادي العصر الذهبي للغة السريانية فيها ظهرت العديد من الكتابات الفلسفية واللاهوتية، وذلك بالرغم من محاولات الإمبراطورية البيزنطية فرض اللغة والثقافة اليونانية.[175][176] تكتسب اللغة السريانية أهمية دينية خاصة في المسيحية، أولاً لأن يسوع قد تكلّم بالآرامية، التي تعتبر بمثابة اللغة الأم للسريانية،[177] وثانيًا لأن العديد من كتابات آباء الكنيسة والتراث المسيحي قد حفظ بالسريانية، إلى جانب اللغة اليونانية، وفي الكنائس التي تتبع الطقس السرياني لا تزال تستخدم اللغة السريانية بشكل يومي في القداس الإلهي وعدد من العبادات الأخرى كلغة ليتورجية.[178] وعمومًا فإن هذه الكنائس تفرض، بإلزامية متفاوتة، على أبنائها خصوصًا الإكليروس دراسة اللغة السريانية وتعلمها، كذلك تبدو اللغة السريانية هامة للمنقبين والمؤرخين في الاطلاع على الوثائق والمخطوطات القديمة التي غالبًا ما كتبت بالسريانية أو الآرامية.[179]
اعتبرت اللغة السريانية ردحًا طويلاً من الزمن لغة العلوم والفنون والآداب، خصوصًا في مدينة الرها (أورفة حاليًا في تركيا) والتي نشأت بها بنوع خاص، أولى المدارس السريانية، وعمومًا فإن اللغة السريانية تقسم عمومًا إلى لهجتين وأبجديتين متقاربتين، الأولى السريانية الغربية نسبة إلى غرب نهر الفرات والثانية هي السريانية الشرقية نسبة إلى شرق نهر الفرات وبنوع خاص إلى الرها.[180] تكتب اللغة السريانية بالأبجدية السريانية المؤلفة من اثنين وعشرين حرفًا تجمع في خمس كلمات: أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت.[181] وتحوي حركات إعرابية تختلف بين السريانية الغربية والسريانية الشرقية أشهرها خمسة تفيد في المد والقصر وحروف العلة.
بدأت اللغة السريانية بالتراجع بمجيء اللغة العربية فأصبحت معظم مناطق العراق وسوريا تتحدث العربية كلغة يومية بحلول القرن العاشر الميلادي. كما ساهمت الغزوات المغولية ومجازر تيمورلنك في تراجع هذه اللغة.[182] فآلت اللغة العربية هي اللغة الرئيسية لدى سريان المدن خلال فترة حكم الدولة العثمانية. وبالرغم من ظهور انتعاش بأواخر القرن التاسع عشر إلا أن مذابح سيفو خلال الحرب العالمية الأولى جعلت معظم سريان جنوب شرق الأناضول ينزحون إلى العراقوسوريا حيث أدت سياسة هذه الدول لاحقاً إلى فرض اللغة العربية ومنع تداول السريانية في المؤسسات التعليمية.[183][184]
أدى سقوط نظام صدام حسين بعد غزو العراق إلى انتشار مدارس التعليم السرياني في عدة مناطق بشمال العراق وخاصة بمنطقة سهل نينوى ومدينة دهوك وبعض القرى المسيحية في إقليم كردستان العراق.[185] كما تُعلم السريانية بلهجتيها في بعض المدارس الحكومية بالسويد.[186]
نظرًا لكونهم من الشعوب التي ليس لها دولة، فإن الآشوريين يتكلمون بلغات متعددة، ويتحدثون كل من لغتهم الأم ولغات المجتمعات التي يقيمون فيها. بينما فر الكثير من الآشوريين من وطنهم التقليدي مؤخرًا،[187][188] لا يزال عدد كبير منهم يقيمون في البلدان الناطقة بالعربية ويتحدثون باللغة العربية إلى جانب اللغات الآرامية الجديدة[189] والتي يتحدث بها أيضًا العديد من الآشوريين في الشتات. اللغات الأكثر شيوعًا من قبل الآشوريين في الشتات هي اللغة الإنجليزيةوالألمانيةوالسويدية. من الناحية التاريخيَّة، تحدث العديد من الآشوريين باللغة التركيَّةوالأرمنيَّةوالأذريَّةوالكرديَّةوالفارسيَّة، ولا يزال عدد أقل من الآشوريين في إيرانوتركيا (إسطنبولوطور عبدين) وأرمينيا يفعلون اليوم. توجد العديد من الكلمات المستعارة من اللغات الآنفة الذكر في اللغات الآرامية الجديدة، وكانت اللغات الإيرانية والتركية الأكثر تأثيراً بشكل عام. أفادت التقارير إلى أنَّ تركيا هي الدولة الوحيدة التي تشهد زيادة سكانية للآشوريين في البلدان الأربعة التي تشكل وطنهم التاريخي، وتتألف إلى حد كبير من اللاجئين الآشوريين القادمين من سوريا وعدد أقل من الآشوريين العائدين من الشتات في أوروبا.[190]
تنتشر السريانية حالياً بلهجتها الشرقية والغربية في أوروبا، بشكل خاص في السويد حيث تأسست هناك صحافة ومحطات إذاعية وتلفزة ناطقة بالسريانية.[192] وأبدت الحكومة السويدية دعمًا خاصًا لتشجيع تعلم اللغة السريانية والحفاظ عليها.[186] كما تتواجد أعداد كبيرة نسبياً من الناطقين بالسريانية في ألمانياوهولندا.[193] وفي الولايات المتحدة يبلغ عدد أتباع الكنائس السريانية بحوالي النصف مليون وينتشرون بكثافة في ديترويت ضمن ولاية ميشيغان كما يشكلون نسبة كبيرة نسبياً في تورلوك حيث توجد هناك قناة تلفازية ومحطات راديو ناطقة بالسريانية.[194]
الأدب
تعود أقدم النصوص الأدبية الأكدية التي انتشرت في الدول المدنية الآشورية بشمال ما بين النهرين إلى الألف الثاني قبل الميلاد وكانت أغلبها نصوص حكمية وفلسفية، ومن أهم هذه الأعمال «أراد ميتنغرني» (حوار في التشائم) و-«لدلل بيل نمقي» (سأبجل رب الحكمة)، والتي تميزت بأسلوب شعري حواري بين شخصيتين رئيسيتين.[195][196]
بينما يعتبر الوزير الآشوري أحيقار أول من ألف كتب الحكمة باللغة الآرامية. ويعد كتاب حكم أحيقار (حوالي 500 ق.م.) أهم ما يعزى إليه، ويحتوي هذا الكتاب على مجموعة من الأقوال والحكم بعضها ذو أصل فارسي وبابلي.[197]
قام نبي الديانة المانويةماني بتأليف الجزء الأعظم من كتبه باللغة السريانية. غير أن الجزء الأعظم من الأدب الآرامي/السرياني ظهر بعد انتشار المسيحية في القرن الثاني. ويعتبر برديصان (154-222) من أوائل الشعراء والفلاسفة السريان،[198] فألف العديد من الكتب والمواعظ والمحاججات في الدفاع عن المسيحية وتفنيد بعض العقائد الغنوصية.[199] كما يعد أفرام السرياني من أهم الأدباء المسيحيين على العموم في القرون المسيحية الأولى، حيث كتب العديد من الأشعار المسماة بال-«مِمرِ» (ܡܐܡܪܐ) وهي مستلهمة من أمور يومية وذلك لتقريبها من أذهان العامة. كما كتب العديد من التفاسير الإنجيلية التي استعملت لاحقا من قبل معظم المذاهب المسيحية.[200] وشهد العصر الذهبي للأدب السرياني في القرنين الرابع والخامس نشوء عدة مدارس سريانية اهتمت بالاهوت والفلسفة والعلوم الطبيعية كما في الرها ونصيبين وجنديسابور. وظهرت عدة أسماء في مجال الأدب السرياني في هذه الفترة مثل نرسايويعقوب السروجيويعقوب الرهاوي.[200]
كما شهدت فترة سيطرة الخلافة العربية الإسلامية ظهور أسماء هامة أخرى مثل ميخائيل الكبير (1126-1199) الذي ألف موسوعة بالسريانية تعتبر من الأهم من نوعها في العصور الوسطى،[201] وكذلك ابن العبري الذي ألف العديد من الكتب في اللاهوت والطبيعيات لعل أهمها «زبدة العلم» (ܚܐܘܬܐ ܕܚܟܡܬܐ حوثو دحکمثو) الذي يتناول جميع العلوم المعروفة وكذلك كتاب «تاريخ مختصر الدول» بالعربية والسريانية، وهو حوليات في تاريخ الحضارات القديمة.[202]
غير أن الكتابات بالسريانية اختفت بسقوط الدولة العباسية ولم تظهر أعمال هامة بالسريانية حتى القرن التاسع عشر عندما انتشرت عدة جرائد بالسريانية ومنها «شعاع النور» (ܙܗܪܝܪܐ ܕܒܗܪܐ زهريرا دبهرا) سنة 1849 ومن ثم تلتها «صوت الحق» (ܩܐܠܐ ܕܫܪܐܪܐ قالا دشرارا) و«الكوكب» (ܟܘܟܒܐ كخڤا) في أورميا،[203]
كما انتشرت الجرائد السريانية بشكل أقل خلال القرن التاسع عشر في داخل الدولة العثمانية وذلك بسبب التضييق عليها، ومن أهمها «نجمة المشرق» (ܟܘܟܒ ܡܕܢܚܐ كوكب مدنحو) في آمد.[204] كما ظهرت في نفس الفترة عدة شخصيات، خاصة من أبناء الكنيسة الكلدانية ممن قاموا بكتابة معاجم وتفاسير باللغة السريانية مثل توما أودووأداي شيروأوجين مناوألفونس منغنا.
تعود أصول الموسيقى السريانية الآشورية إلى تلك المنتشرة في بلاد ما بين النهرين قديما. وقد استخدمت فيها عدة أدوات موسيقية أهمها القيثاروالكناروالعود، واستعملت غالبا في المناسبات الاجتماعية والدينية.[205] وترقى أول محاولة لتوثيق هذه الموسيقى إلى برديصان بأواخر القرن الثاني الميلادي، حيث قام بتأليف كتاب موسيقي يحتوي على 150 قطعة موسيقية عرفت ب«مدراشي» (ܡܕܖܫܐ) بحسب المزامير المئة والخمسون. وقد قام أبنائه من بعده بتطويرها وتوسيعها. كما عمل أفرام السرياني على تهذيبها وتنظيمها فجعل كل صوت موسيقي (ܩܠܐ قالا) يبدا بردة (ܥܘܢܝܬܐ عونيثا) مختلفة وموزونة منشدة بطريقة مختلفة. ويعتقد أن هذه الموسيقى كانت ترنم من قبل كور نسائي، وغالبا ما كانت كلمات هذه الأغاني تحث المسامع على رفض الهرطقات المنتشرة، كما تطورت لاحقا فأصبحت تبجل المسيح أو مريم العذراء أو تحتوي على مقاطع من المزامير أو مراثي أرميا.[206]
جُمعت معظم هذه الألحان في كتاب طقسي يعرف ب-«بيث كازو» (ܒܝܬ ܓܙܐ) غير أن العديد منها فقد أو أتلف أثناء مجازر سيفو ويحتوي الكتاب المختصر المستعمل من قبل الكنيسة السريانية الأرثوذكسية على ثمان منها تتطابق مع ثمان مقامات.[207] ويعتقد أن الموشحات مشتقة أصلا من بعض هذه الألحان.
كما يوجد نوع آخر من الموسيقى غير الدينية المستعملة خلال المناسبات الاجتماعية وتمتاز بالسرعة وغالبا ما ترافقها مجموعة راقصة. وتعرف هذه الرقصات الجماعية ب-«خكا» وهي قريبة من الدبكة المنتشرة في بعض الدول العربية. وتختلف هذه الأغاني وأساليب الرقص غير أن أهمها «باگيِ» (ܒܐܓܝܐ) و«شيخاني» (ܫܝܟܐܢܝ) و«سسكاني» (ܣܣܟܐܢܝ). ومن المغنين المشهورين حديثا ليندا جورجوجان كاراتوجوليانا جندووآشور بيث سركيس. أُقيم المهرجان الدولي الأول للموسيقى الآرامية في لبنان في أغسطس من عام 2008 للشعب الآشوري دوليًا.
يعتبر العديد من أعضاء الكنائس التالية أنفسهم آشوريين. غالباً ما تتشابك الهويات العرقية مع الدين، وهو إرث من نظام الملّة العثماني. تتميز المجموعة التالية تقليدياً بأنها تلتزم بتقاليد وثقافة المسيحية السريانية وتتحدث باللغات الآرامية الجديدة. وتنقسم إلى:
خلال الإبادة الجماعية الآشورية، كان هناك عدد من الآشوريين الذين أُجبروا على اعتناق الإسلام هرباً من القتل والإضطهاد،[216][217][218] ويقيمون في تركيا ويمارسون الإسلام لكنهم ما زالوا يحتفظون بهويتهم.[219][220] يوجد عدد ضئيل من اليهود الآشوريين أيضًا.[221]
المطبخ الآشوري/السرياني/الكلداني غني في الحبوب واللحوم والطماطم، والبطاطس. عادةً ما يُقدم الأرز مع كل وجبة مصحوبة بالحساء الذي يسفك عادة فوق الأرز. وعادة ما يُشرب الشاي في جميع الأوقات من اليوم مصاحبًا مع وجبات الطعام، أو كمشروب الاجتماعي. تتشابه نمط الأطعمة والمأكولات في المطبخ الآشوري مع تلك التي تنتشر في المحيط في الشرق الأوسط، ومنها الشاورما والشيش برك وتعتبر الكبة، والورق دوالي، والكباب من أشهر مأكولات المطبخ الآشوري/السرياني/الكلداني والتي تعتمد على اللحم بشكل أساسي، هناك المحاشي بأنواعها المختلفة أيضًا تعتمد على اللحم. أما الأطعمة التي لا تعتمد على اللحوم جزئيًا أو كليًا والتي تؤكل بشكل خاص في أيام الصوم الكبير، فهي بدورها تقدم عادة ضمن الفطور، يمكن أن يذكر من ضمنها الفتةوالفلافلوالفولوالحمصوالبوريك، ولعلّ الفتوشوالتبولة. أما الحلويات، فهي تقسم بين ما هو معروف باسم الحلو العربي كالكنافة، والقطايف، والعصيدة، والزلابيةوراحة حلقوم.
على خلاف المجتمعات الإسلامية واليهودية في الشرق الأوسط يتضمن مأكولات المطبخ الآشوري/السرياني/الكلداني لحم الخنزير إذ لا توجد لدى أغلبية الطوائف المسيحية موانع بأكله.
الدراسات الجينية وعلم الأنثروبولوجيا
في أواخر عام 2017 قام مجموعة باحثين من جامعة هارفارد وجامعات أخرى بعمل دراسة جينية حول السلالة الذكرية لسكان العراق، وتمت الدراسة على 500 متطوعا ينتمون لخمس عرقيات تسكن في شمال العراق، كان من بينهم 86 متطوعا من السريان، وكانت نتائجهم الجينية على النحو التالي:[227]
^[3] "Turoyo [tru] 3,000 in Turkey (1994 Hezy Mutzafi). Ethnic population: 50,000 to 70,000 (1994).
Hértevin [hrt] 1,000 (1999 H. Mutzafi). Originally Siirt Province. They have left their villages, most emigrating to the West, but some may still be in Turkey."
^[5] "Sweden has also one of the largest exile communities of Assyrian and Syriac Christians (also known as Chaldeans) with a population of around 100,000."
^Kitty Ferguson (2011). Pythagoras: His Lives and the Legacy of a Rational Universe. Icon Books Limited. ص. 100. ISBN:978-1-84831-250-0. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08. It was in the Near and Middle East and North Africa that the old traditions of teaching and learning continued, and where Christian scholars were carefully preserving ancient texts and knowledge of the ancient Greek language
^Saggs, pp. 290, "The destruction of the Assyrian Empire did not wipe out its population. They were predominantly peasant farmers, and since Assyria contains some of the best wheat land in the Near East, descendants of the Assyrian peasants would, as opportunity permitted, build new villages over the old cities and carried on with agricultural life, remembering traditions of the former cities. After seven or eight centuries and after various vicissitudes, these people became Christians. These Christians, and the Jewish communities scattered amongst them, not only kept alive the memory of their Assyrian predecessors but also combined them with traditions from the Bible."
^ اب"Especially in view of the very early establishment of Christianity in Assyria and its continuity to the present and the continuity of the population, I think there is every likelihood that ancient Assyrians are among the ancestors of modern Assyrians of the area." Biggs, pp. 10
^Adam H. Becker, The Ancient Near East in the Late Antique Near East: Syriac Christian Appropriation of the Biblical East in Gregg Gardner, Kevin Lee Osterloh (eds.) Antiquity in antiquity: Jewish and Christian pasts in the Greco-Roman world, p. 396, 2008, Mohr Siebeck, (ردمك 978-3-16-149411-6) نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
^ ابCatholic Encyclopedia, Chaldean Christians "His title of Patriarch of Babylon results from the erroneous identification (in the seventeenth century) of modern Baghdad with ancient Babylon. As a matter of fact the Chaldean patriarch resides habitually at Mosul and reserves for himself the direct administration of this diocese and that of Baghdad." "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-02-02. اطلع عليه بتاريخ 2010-12-30.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^"The disappearance of the Assyrian People will always remain a unique and striking phenomenon in ancient history. Other similar kingdoms and empires have indeed died, but people have lived on. Recent discoveries have, it is true, shown that poverty-stricken communities perpetuated the old Assyrian names at various places, for instance on the ruined site of Ashur, for many centuries, but the essential truth remains the same. A nation, which had existed for two thousand years and had ruled over a wide area, lost its independent character." Yildiz, pp. 16, ref 3
^"There is no reason to believe that there would be no racial or cultural continuity in Assyria, since there is no evidence that the population of Assyria was removed." Yildiz, pp. 22, ref 24
^"In Achaemenian times there was an Assyrian detachment in the Persian army, but they could only have been a remnant. That remnant persisted through the centuries to the Christian era, and continued to use in their personal names appellations of their pagan deities. This continuance of an Assyrian tradition is significant for two reasons; the miserable conditions of these late Assyrians is attested to by the excavations at Ashur, and it is clear that they were reduced to extreme poverty under Persian rule." Yildiz, pp. 17, ref 9
^The Fihrist (Catalog): A Tench Century Survey of Islamic Culture. Abu 'l Faraj Muhammad ibn Ishaq al Nadim. Great Books of the Islamic World, Kazi Publications. Translator: Bayard Dodge.
^Rabban, "Chaldean Rite", Catholic Encyclopedia, 1967, Vol. III, pp.427-428
^[10] The learned Joseph (II) Ma'aruf (1693-1713), received from Clement XI (1701) the title of Patriarch of Babylon. نسخة محفوظة 02 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
^Saint James of Sarug in his Homily on Urhoy and Jerusalem: Words, Texts And Concepts Cruising The Mediterranean Sea: Studies On The Sources, Contents And Influences Of Islamic Civilization And Arabic Philosophy And Science : Dedicated To Gerhard Endress On His Sixty Peter Bruns' Ein Memra des Jakob von Serug Auf Edessa und Jerusalem, p. 546 and 549
^Solomon of al-Basra's "The Book of the Bee", edited and translated by Earnest A. Wallis Budge, M. A. [Oxford, the Clarendon Press] 1886, chapt. XXIII, p. 38
^United Nations High Commissioner for Refugees (13 أكتوبر 2010). "Iran: Last of the Assyrians". Refworld. مؤرشف من الأصل في 2019-03-29. اطلع عليه بتاريخ 2013-09-18.
^Atto, N. (2011). Hostages in the homeland, orphans in the diaspora. Leiden University. p. 83
^Wigram, W.A., "The Ashiret Highlands of Hakkari (Mesopotamia)," Royal Central Asian Society Journal, 1916, Vol. III, pg. 40. – The Assyrians and their Neighbors (London, 1929)
^In his own autobiography, titled "OPEN", Andre Agassi consistently identifies his father as Armenian, and his mother (Betty Dudley) as an American from Illinois. Only twice does the word "Assyrian" appear(p.58; p.327). In both of those instances, according to Andre, his father is "cursing" or "trash-talking". At p. 29 of his autobiography, Andre claims his father speaks five languages, but Andre has consistently claimed Armenian heritage, and has consistently denied Assyrian heritage.
In the autobiography of Andre's father -- "The Agassi Story" -- Andre's father consistently identifies himself of Armenian origin. There is not a single instance where one can find the word "Assyrian" anywhere in his book.
^B. Furze, P. Savy, R. Brym, J. Lie, Sociology in Today's World, 2008, p. 349
^اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، ص.20. تذكر الأناجيل عددًا من المواقع التي تفيد بأن المسيح كان يستخدم الآرامية أو السريانية القديمة وليس العبرية، انظر متى 46/27 ومرقس 41/5 ويوحنا 42/1، وهو الأمر الذي كان منتشرًا في المجتمع العبري القديم في فلسطين خصوصًا إثر سبي بابل.
^أهمية اللغة السريانية وطنيًا وحضاريًا[وصلة مكسورة]، المحاضرة التي ألقاها ملفونو أبروهوم نورو في حفلة تكريمه بقاعة مار يعقوب السروجي، البوشرية - جبل لبنان بتاريخ 2 نيسان 1998 من قبل الرابطة السريانية في لبنان، موقع سرياني، 29 تشرين الثاني 2010. نسخة محفوظة 5 أغسطس 2020 على موقع واي باك مشين.
^الملف الآرامي السريانينسخة محفوظة 3 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.، موقع ميزوبوتاميا، 29 تشرين الثاني 2010. يسمي المرجع المذكور اللهجة والأبجدية الشرقية بالعراقية في حين يسمي اللهجة والأبجدية الغربية بالشاميّة. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-07-03. اطلع عليه بتاريخ 2020-02-20.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^اللغة السريانية لغة ثقافة وحضارة، قناة عشتار الفضائية، 29 تشرين الثاني 2010. ما يذكر في هذا الخصوص أن اللغة العربية كانت تستخدم الترتيب ذاته قبل أن يقوم نصر بن حارث الليثي بترتيبها الترتيب المعمول به اليوم. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-09-27. اطلع عليه بتاريخ 2020-02-20.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^الدستور العراقي، موقع الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء العراقي، 21 كانون الأول 2010. انظر الباب الأول، الفقرة الرابعة، المادة الرابعة. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-09-02. اطلع عليه بتاريخ 2020-02-20.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^William Wright, A short history of Syriac literature, p.250, n.3.
^بولس
الفغالي، أبو الفرج ابن العبري: حياته وآثاره، مجلّة دراسات في الآداب والعلوم الإنسانيّة تصدر عن كلّية التربية في الجامعة اللبنانية، السّنة 15، العدد 23/88، عدد خاص "ابن العبري في المئوية السّابعة لوفاته"، ص 13 – 25.
^van der Merwe, Peter (1989). Origins of the Popular Style: The Antecedents of Twentieth-Century Popular Music. Oxford: Clarendon Press. ISBN 0-19-316121-4. page 11-12
^"Adherents.com". Adherents.com. مؤرشف من الأصل في 2019-03-18. اطلع عليه بتاريخ 2013-09-18.
^J. Martin Bailey, Betty Jane Bailey, Who Are the Christians in the Middle East? p. 163: "more than two thirds" out of "nearly a million" Christians in Iraq.
^Boháč, Artur (2010). "Assyrian Ethnic Identity in a Globalizing World"(PDF). In Mácha, Přemysl; Kopeček, Vincenc (eds.). Beyond Globalisation: Exploring the Limits of Globalisation in the Regional Context (بالإنجليزية). أوسترافا: University of Ostrava. p. 71. ISBN:978-80-7368-717-5. Archived from the original(PDF) on 2020-01-10. Although there are some atheists among Assyrians, they are usually associated with specific communities based on the adherence to a concrete religious sect.
^Minahan، James (2002). Encyclopedia of the Stateless Nations: A-C. Greenwood Publishing Group. ص. 206. ISBN:9780313321092. The Assyrians, although closely assiociated with their Christian religion, are divided among a number of Christian sects. The largest denominations arc the Chaldean Catholic Church with about 45% of the Assyrian population, the Syriac Orthodox with 26%, the Assyrian Church of the East with 19%, the free Orthodox Church of Antioch or Syriac Catholic Church with 4%, and various Protestant sects with a combined 6%.
^N. Shirinian، George (2017). Genocide in the Ottoman Empire: Armenians, Assyrians, and Greeks, 1913-1923. Berghahn Books. ص. 109. ISBN:9781785334337.
^O. Barthoma، Soner (2017). Let Them Not Return: Sayfo – The Genocide Against the Assyrian, Syriac, and Chaldean Christians in the Ottoman Empire. Berghahn Books. ص. 2. ISBN:9781785334993.
^G. Hovannisian، Richard (2011). The Armenian Genocide: Cultural and Ethical Legacies. Transaction Publishers. ص. 268. ISBN:9781412835923.
Stasiun kereta api Damaskus-Hijaz Jalur kereta api Hijaz Legenda -6,0 Damaskus–Kanawatekstensi 1906 0,0 Damaskus-CademBengkel Damaskus-Cadem–Aleppo ke Qatara 20,8 Kiswe 30,5 Deir Ali 49,7 Mismiya 62,6 Gbagbageb 69,1 Khabab 77,8 Mahadsha 84,6 Shaqra 91,2 Esrasebelumnya 600mm menuju As-Suwayda 106,1 Khirbet al-Ghazaleh dari/ke Haifa 123,0 Daraa Ghares 128,6 ke Busra 135,7 Nasib Jalan tol Amman–Damaskus Perbatasan Suriah-Yordania 140,1 Dschabir 161,7 Mafraq 185,3 Chirbet us-Sam...
Untuk kegunaan lain, lihat Elling (disambiguasi). EllingPoster teatrikal NorwegiaSutradaraPetter NæssDitulis olehIngvar Ambjørnsen (novel Brødre i blodet)Axel HellsteniusPemeranPer Christian EllefsenSven NordinPenata musikLars Lillo-StenbergSinematograferSvein KrøvelPenyuntingInge-Lise LangfeldtTanggal rilis 16 Maret 2001 (2001-03-16) (Norwegia) 19 April 2002 (2002-04-19) (A.S.) Durasi89 menitNegaraNorwegiaBahasaNorwegia Elling adalah sebuah film Norwegia yang disu...
István BataJenderal István Bata pada tahun 1955Lahir5 March 1910 (1910-03-05)Tura, Kerajaan HungariaMeninggal17 August 1982 (1982-08-18) (aged 72)Budapest, HungariaPangkatLetnan Jenderal István Bata (5 Maret 1910 – 17 Agustus 1982) adalah seorang perwira militer dan politikus Hungaria yang menjabat sebagai Menteri Pertahanan dari tahun 1953 hingga 1956. Selama Revolusi Hungaria 1956, ia membagi Budapest menjadi tiga distrik militer dan memerintahkan pemadaman revolusi. Pad...
В Википедии есть статьи о других людях с такой фамилией, см. Арсеньев. Илья Александрович Арсеньев Портрет 1862 г. Дата рождения 1820(1820) Место рождения Москва Дата смерти 16 (28) февраля 1887(1887-02-28) Место смерти Санкт-Петербург Подданство Российская империя Род деятель...
For a list of the conference champions, see Prince of Wales Trophy. Not to be confused with East Division (NHL). One of two conferences in the National Hockey League (NHL) Eastern ConferenceEastern Conference logo, c. 2006LeagueNational Hockey LeagueSportIce hockeyFounded1974 (as the Prince of Wales Conference), Suspended for 2020–21 Reactivated in 2021No. of teams16Most recentchampion(s)Florida Panthers French version of the Eastern Conference logo The Eastern Conference (French: Conféren...
Irish politician Pauline TullyTDTully in 2017Teachta DálaIncumbentAssumed office February 2020ConstituencyCavan–Monaghan Personal detailsBornCavan, IrelandPolitical partySinn FéinSpouse Pearse McAuley (m. 2003; sep. 2014)Children2 Pauline Tully (formerly Pauline Tully-McAuley) is an Irish Sinn Féin politician who has been a Teachta Dála (TD) for the Cavan–Monaghan constituency since the 2020 general election.[1] She was a...
Men's Laserat the Games of the XXXII OlympiadVenuesEnoshima, JapanSagami Bay, JapanDates25 July – 1 August 2021Competitors35 from 35 nationsMedalists Matthew Wearn Australia Tonči Stipanović Croatia Hermann Tomasgaard Norway← 20162024 → Sailing at the2020 Summer OlympicsQualificationEventsRS:XmenwomenLasermenLaser RadialwomenFinnmen470menwomen49ermen49er FXwomenNacra 17mixedvte The Laser competition at the 2020 Summer Olympics was the men...
National Historical Park of the United States This article needs additional citations for verification. Please help improve this article by adding citations to reliable sources. Unsourced material may be challenged and removed.Find sources: Cane River Creole National Historical Park – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (April 2015) (Learn how and when to remove this message) United States historic placeCane River CreoleNational Historical Park...
This article is about the West London Railway and the West London Extension Railway, short connecting railways in West London. For the present-day route, see West London Line. The West London Railway was conceived to link the London and Birmingham Railway and the Great Western Railway with the Kensington Basin of the Kensington Canal, enabling access to and from London docks for the carriage of goods. It opened in 1844 but was not commercially successful. In 1863 the canal was closed and the ...
Katedral Bezhetsk Eparki Bezhetsk adalah sebuah eparki Gereja Ortodoks Rusia yang terletak di Bezhetsk, Federasi Rusia. Eparki tersebut didirikan pada 2011.[1] Referensi ^ http://www.patriarchia.ru/db/text/1913151.html lbsKeuskupan Gereja Ortodoks RusiaPatriark MoskwaEparki di Rusia Abakan dan Khakassia Akhtubinsk Alapayevsk Alatyr Alexdanrov Almetyevsk Amur Anadyr Ardatov Arkhangelsk Armavir Arsenyev Astrakhan Balashov Barnaul Barysh Belgorod Belyov Bezhetsk Birobidzhan Birsk Biysk B...
محمد حسين هيكل مناصب وزير دولة في المنصب30 ديسمبر 1937 – 27 أبريل 1938 مجلس الوزراء وزارة محمد محمود باشا الثانية وزير التربية والتعليم في المنصب27 أبريل 1938 – 24 يونيو 1938 مجلس الوزراء وزارة محمد محمود باشا الثالثة بهي الدين بركات باشا وزير الترب�...
Valley in Dumfries and Galloway, Scotland 55°00′22″N 3°16′41″W / 55.006°N 3.278°W / 55.006; -3.278 Apx. size & location Annandale (Gaelic: Srath Anann) is a strath in Dumfries and Galloway, Scotland, named after the dale of the River Annan. It runs north–south through the Southern Uplands from Annanhead (north of Moffat) to Annan on the Solway Firth, and in its higher reaches it separates the Moffat hills on the east from the Lowther hills to the west...
Symphonic poem by Franz Liszt Franz Liszt, after a painting of 1856, by Wilhelm von Kaulbach. Les préludes (Preludes or The Beginnings), S.97, is the third of Franz Liszt's thirteen symphonic poems. The music was composed between 1845 and 1854, and began as an overture to Liszt's choral cycle Les quatre élémens (The Four Elements), then revised as a stand-alone concert overture, with a new title referring to a poem by Alphonse de Lamartine. Its premiere was on 23 February 1854, conducted b...
Artikel ini sebatang kara, artinya tidak ada artikel lain yang memiliki pranala balik ke halaman ini.Bantulah menambah pranala ke artikel ini dari artikel yang berhubungan atau coba peralatan pencari pranala.Tag ini diberikan pada April 2016. Kuartet Haydn oleh Wolfgang Amadeus Mozart merupakan sekumpulan 6 kuartet gesek yang disusun antara tahun 1782-1785, dipersembahkan untuk Joseph Haydn, yang umumnya dianggap sebagai pencipta kuartet gesek modern. Mozart banyak belajar dari karya awal Hay...
Hamlet in New York, United StatesCherry GroveHamletNickname: The GroveCherry GroveLocation within the state of New YorkShow map of New YorkCherry GroveCherry Grove (the United States)Show map of the United StatesCoordinates: 40°39′38″N 73°5′17″W / 40.66056°N 73.08806°W / 40.66056; -73.08806CountryUnited StatesStateNew YorkCountySuffolkTownBrookhavenTime zoneUTC−05:00 (Eastern Time Zone) • Summer (DST)UTC−04:00ZIP Code11782Area code(s)6...
Hindu temple dedicated to lord Shiva in Bhimavaram, Andhra Pradesh This article needs additional citations for verification. Please help improve this article by adding citations to reliable sources. Unsourced material may be challenged and removed.Find sources: Somarama – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (November 2013) (Learn how and when to remove this message) SomaramaSomeswara Swamy templeReligionAffiliationHinduismDistrictWest Godavari...