العلاقة بين المسيحية والطب تعود إلى عصور المسيحية المبكرة إذ كان للمفاهيم المسيحية من الرعاية ومساعدة المرضى دور في تطوير الأخلاق الطبية.[1] أنشأت الكنيسة الكاثوليكية نظام المستشفيات في أوروبا في العصور الوسطى والتي تطورت بشكل كبير على أساس دور الرعاية الرومانية الفاليتوديناريا.[2] وقامت الكنيسة بإنشاء المستشفيات لتلبية «احتياجات الفئات الاجتماعية المهمشة بسبب الفقر والمرض والسن»، وفقاً لمؤرخ المستشفيات غونتر ريس.[3]
تعدّ الكنيسة الكاثوليكية في العصر الحديث أكبر مزود غير حكومي للرعاية الصحية في العالم. في عام 2010 أعلن المجلس البابوي للكنيسة الكاثوليكية أن الكنيسة تدير 26% من مرافق الرعاية الصحيّة في العالم، والتي تشمل شبكة واسعة من المستشفيات والعيادات ودور الأيتام والصيدليات ومراكز لمعالجة ذوي الجذام.[4] العديد من المؤسسات الكاثوليكية كانت مسؤولة عن تأسيس وتشغيل شبكات واسعة من المستشفيات في مختلف أنحاء العالم والتي لها دور في تقّدم الأبحاث الطبيّة.[5]
ساهم العديد من كل من رجال الدين والعلمانيين المسيحيين في المجال الطبي وكان لهم دورًا رائدًا في تطوير الطب الحديث، وقد ترك العدد منهم بصمة هامة في تاريخ الطب،[6] كما ذكر كتاب ذكرى 100 عام لجائزة نوبل أنَّ حوالي (62%) من مجمل الحاصلين على جوائز نوبل في الطب بين عام 1901 وعام 2000 من المسيحيين.[7]
تاريخ
المسيحية المبكرة
الكنيسة، منذ العصور القديمة، شاركت بشكل كبير في دراسة وتوفير الأدوية، وأهتم المسيحيون الأوائل في رعاية المرضى والعجزة، وعمل الكثير من الكهنة أيضًا في كثير من الأحيان كأطباء. أعطى تركيز المسيحية على العمل الخيري إلى تطوير منهجية التمريض والمستشفيات وذلك في وقت مبكر من
انتهاء اضطهاد المسيحيين.
قاد إعلان المسيحية كديانة رسمية في الإمبراطورية الرومانية إلى التوسع في توفير الخدمات والرعاية الاجتماعية. بعد مجمع نيقية في عام 325 تم بناء في كل مدينةمستشفى قرب الكاتدرائية.[8] ومن أوائل المستشفيات التي اقيمت كانت من قبل الطبيب القديس سامبسون في القسطنطينية، وباسيل أسقف قيصرية في تركيا المعاصرة. وقد بنى باسيل مدينة دعيت «بباسيلاس»، وهي مدينة شملت مساكن للأطباء والممرضين ومبان منفصلة لفئات مختلفة من المرضى.[9] وكان هناك قسم منفصل لمرضى الجذام.[10] بعض المستشفيات حوت على مكتبات وبرامج تدريب، وجمع الأطباء دراستهم الطبية والدوائية في مخطوطات حفظت في مكتباتها. وبالتالي ظهرت الرعاية الطبية للمرضى في معنى ما نعتبره اليوم المستشفى، وكان يقودها الكنيسة الأرثوذكسية والاختراعات والابتكارات البيزنطية واعمال الرحمة المسيحية.[11]
خلال هذه الفترة ظهر عدد من القديسيين ممن ارتبطت أسماءهم بالطب مثل القديسين قزما ودميان شفعيّ الأطباء والقديس فيتوس ونيكولا وكانوا أيضًا أطباء.[1] وكان لبعض من آباء الكنيسة وملفانتها مساهمة ملحظوظة في العلوم الطبية يذكر منهم ترتليان، إكليمندس الإسكندري، القديس إيزيدور من إشبيلية والقديس بندكت النيرسي الذي أكدّ على أهمية الطب كوسيلة مساعدة لتوفير الضيافة.[12]
العصور الوسطى
خلال العصور الوسطى حافظت الكنيسة على المخطوطات الطبية الكلاسيكية، وتحولت أديرة العصور الوسطى إلى مستشفيات ومراكز صحية.[1] كان الأطباء والممرضات في هذه المؤسسات الرهبانيات والجماعات الدينية إضافة إلى كونهم أطباء، وتخصصت عدد من المؤسسات والرهبانيات الكنيسة في العمل في المجال الطبي والرعاية الصحية،[1] وسمحت الكنيسة الكاثوليكية ابتدءًا من عصر النهضةبالتشريح في الجامعات لأغراض تعليمية.[1] واقامت الكنيسة الكاثوليكية أيضًا عدد من المشتشفيات التي أوت المرضى، بعضها كانت قرب أماكن الحج. خلال الحروب الصليبية ظهرت فرق عسكرية كانت اشبه بكهيئة خيرية هدفها رعاية الحجاج المسيحيين،[13] وبنت عدد من المستشفيات ومن هذه الفرق فرسان القديس يوحناوفرسان الهيكل.
تطورت الأديرة في العصور الوسطى لتصبح ليس فقط مراكز روحية بل أيضًا مراكز للتعليم وممارسة الطب. أماكن الأديرة كانت منعزلة كما كانت مصممة لتكون مكتفية ذاتيا. مما تطلب من سكان الدير لأن ينتجوا طعامهم الخاص وأيضا المحافظة على صحتهم. قبل تطور وظهور المستشفيات، كان الناس من المدن المحيطة ينظرون للأديرة باعتبارها مكانُا لمساعدة مرضاهم. مزيج من الشفاء الروحي والطبيعي كان يتم استخدامه لعلاج المرضى. أدوية عشبية مع الصلوات وبعض الترانيم الدينية كان يتم استخدامهم من قبل القسيسين والرهبان في الدير. كانت الأعشاب بالنسبة للقسيسين والرهبان خلق الله للمساعدة الطبيعية ولتساعد في الشفاء الروحي للشخص المريض.[14] الطب في الأديرة كان يركز على مساعدة المريض ليعود إلى حالته الطبيعية. كان التركيز ينصب على القدرة على معرفة الأعراض والعلاج. في بعض الحالات ملاحظة الأعراض قادت رجال الدين في الأديرة إلى القدرة على تحقيق واجباتهم لله عن طريق الاعتناء بكل خلقه.[15]
الممارسات المسيحية والسلوك تجاه الطب أثر بوضوح على اليهود واليونانيين وسكان الشرق الأوسط. حيث أخذ اليهود على عاتقهم الاعتناء بذويهم من اليهود. هذا الواجب امتد ليشمل التكفل بالإقامة ومعالجة الحجاج اليهود إلى القدس. المساعدة الطبية المؤقتة تم توفيرها في اليونان القديمة من أجل الزائرين للمهرجانات والتقاليد الممتدة خلال الإمبراطورية الرومانية خاصة بعد أصبحت المسيحية الديانة الرسمية للدولة قبل سقوط الإمبراطورية بقليل. في بداية العصور الوسطى، المستشفيات والبيوت الفقيرة والفنادق ودور الأيتام بدأت تنتشر من الشرق الأوسط، كل منها مع نية لمساعدة المحتاجين.[16]
عمل الخير، المبدأ الدافع وراء كل هذه المراكز للعلاج، قام بتشجيع المسيحيين الأوائل لمساعدة بعضهم البعض. مدن القدسوالقسطنطينيةوأنطاكية احتوت على بعض من أول والمستشفيات وأكثرها تعقيدا، والمزودين بالعديد من الأسرة لاستقبال المرضى ومع طاقم من الأطباء للطوارئ. بعض المستشفيات كانت كبيرة كفاية لتقديم الدراسة في الطب والجراحة والعناية بالمرضى. باسيليوس قيصرية قال بأن الله وضع الطب على الأرض لاستعمال البشر بينما وافق بعض آباء الكنيسة القدماء على أن طب أبقراط يمكن استخدامه لعلاج المرضى ومساعدة أعمال الخير في مساعدة المحتاجين.[17]
في فترة العصور الوسطى كان مصطلح مستشفى يعبر عن فندق للمسافرين، مستوصفات لتخفيف الألم وعيادات للجراحات من أجل المصابين وبيوتًا للمكفوفين وكبار السن. بدأت المستشفيات في الظهور بعدد كبير في فرنسا وإنجلترا. بعد غزو النورمان لإنجلترا، قاد انفجار الأفكار الفرنسية معظم الأديرة من العصور الوسطى للتطور إلى مستشفيات للمرضى. الأديرة المسيحيَّة التي تطورت لعلاج المرضى تطورت إلى منظور المستشفى الذي نعرفه اليوم.[18]
خلال العصور الوسطى، عمل العديد من رجال الكنيسة كأطباء وباحثين في مجال الطب منهم على سبيل المثال الراهب بيرثاروس من دير مونتي كاسينو، ورئيس دير من رايشناو ولافريد سترابو، وهايدغارد بنجين. وكانت الأديرة في هذا العصر مراكز رئيسية في دراسة الطب.[12] ويُعد الراهبة هايدغارد بنجين الكاثوليكية وهي طبيبة وملفانة، وهي بحسب الباحث مادوك من بين أكثر العلماء النساء تميزًا في القرون الوسطى. ألفّت الراهبة بنجين كتب عدّة حول الفيزياءوالعلوم الطبيعية.[19]
شهدت أوروبا الغربية نموًا اقتصاديًا وسكانيًا في القرنين الثاني عشر والثالث عشر مما أدى إلى ظهور الكليات الطبية في العصور الوسطى بنيت برعاية الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. جامعة ساليرنو كانت تعتبر مصدرًا مشهورًا لممارسي الطب في القرنين التاسع والعاشر ولكنها لم تعتبر هيئة طبية رسمية حتى عام 1231. تأسيس جامعة باريس (1150) وجامعة بولونيا (1158) وجامعة أوكسفورد (1167) وجامعة مونتبليه (1181) وجامعة بادوا (1222) أدى إلى نشر العمل الأولي لجامعة ساليرنو في أنحاء أوروبا. وبحلول القرن الثالث عشر، كانت الريادة الطبية كانت انتقلت إلى هذه المؤسسات.[26]
خلال انتشار مرض الطاعون كان لرهبانية الفرنسيسكان دور بارز في خدمة المرضى. وقد دفع العجز الواضح في المعرفة الطبية آنذاك ضد هذا المرض إلى ظهور دراسة نقدية على أيدي الفرنسيكان. في عصر النهضة في إيطاليا كان الباباوات في كثير من الأحيان رعاة دراسة التشريح، ومن أبرز الرهبان العلماء في تلك الفترة ثيودوريك بورجنوني له إسهامات هامة في طبالجراحةوالمطهرات ومواد التخدير.
العصور الحديثة
ساهم ظهور الرهبانية اليسوعية، التي أنشئت خلال الإصلاح المضاد، إلى ظهور عددًا من علماء الطب الحديث. في مجال علم الجراثيم كان اليسوعي أثانيسيوس كيرتشر (1671) أول من اقترح انّ الكائنات الحية توجد في الدم. بالنسبة لتطور أمراض العيون، قدم كريستوف شاينر تقدمًا هامًا فيما يتعلق انكسار الضوء والصورة في شبكية العين.[12] فضلًا عن نيكولاس ستينو أب علم وصف طبقات الأرض وله اسهامات في علم التشريح،[27] وساهم الراهب غريغور يوهان مندل وهو أبو علم الوراثة، وعالم نبات وراهب نمساوي أجرى الكثير من التجارب واكتشف القوانين الأساسية للوراثة وذلك في عام 1856. أدت تجاربه في تكاثر نبات البازلاء إلى تطور علم الوراثة وكانت تجاربه هي الأساس لعلم الوراثة الذي يشهد تقدماً في عالم اليوم.[28]
وفي عام 1816م جعلت أيسلندا رجال الدين المسئولون عن التطعيم ضد الجدري يحتفظون بسجلات التطعيم لدائرتهم، وكذلك السويد كان لها ممارسات مماثلة.[29] بعد أن كانت المؤسسات الاجتماعية في الدول الغربية محتكرة بيد الكنائس، فقد اختلف الوضع اليوم إذ تمول وتنظم الحكومات الغربية المؤسسات الاجتماعية، وغالبية مؤسسات الخدمة الاجتماعية اليوم هي بيد الحكومة، بالرغم من ذلك لا تزال الكنيسة تحتفظ بشبكة واسعة من مؤسسات الرعاية الصحية والاجتماعية في جميع أنحاء العالم. ففي الولايات المتحدة، واحد تقريبًا من كل ستة مرضى، يعالج في مستشفى كاثوليكي.[30] وتعتبر مؤسسة الصحة الكاثوليكية أكبر مؤسسة اجتماعية غير حكومية في أستراليا، إذا تمثل حوالي 10% من القطاع الصحي.[31] وتمتلك الكنيسة الكاثوليكية اليوم حوالي 5,853 مستشفى و8,695 من ملاجئ ايتام و13,933 من بيوت مسنين ومعاقين و74,936 من مستوصفات ومختبرات ودور حضانة.[32] أمّا في ماكاووسنغافورةوهونغ كونغ تدير الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية عدد من المستشفيات التي تشكل أكثر من 90% من المستشفيات الخاصة.[33][34] في الصين كانت للإرساليات البروتستانتية الأثر الأكبر في ادخال الطب الحديث للصين خاصًة من خلال المبشرين أمثال الجراح روبرت موريسون والقس جون ليفينغستون.
جعلت كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة التطعيم لأتباعها مبادرة رسمية في برنامج الإغاثة الإنسانية،[35] كما دعت الكنيسة أعضائها إلى رؤية أنه يجب تطعيم أطفالهم جيداً.[36] اعتبر البابا يوحنا بولس الثاني محافظًا فيما يخصّ الإجهاض وتحديد النسل،[37]
وخلال زيارته الولايات المتحدة صرّح بأن: «جميع أشكال الحياة البشرية من لحظة الحمل وخلال جميع المراحل اللاحقة، هي سرّ مقدس».[38] وقد جمعت لاحقًا سلسلة المحاضرات التي قدمها يوحنا بولس الثاني أمام الجماهير في روما بين سبتمبر1979ونوفمبر1984 والبالغ عددها 129 محاضرة في كتاب واحد أطلق عليه اسم «لاهوت الحياة» وهو تأمل موسع في النشاط الجنسي البشري، يمتد إلى إدانة القتل الرحيم والإجهاض وجميع استخدامات عقوبة الإعدام تقريبًا، وقد دعاهم البابا «جزءًا من ثقافة الموت»، كما دعا لحملة لإعفاء ديون الدول الفقيرة، ودعا أيضًا لتعزيز العدالة الاجتماعية.[39]
المساهمة في تطوير الطب الحديث
ساهم العديد من كل من رجال الدين والعلمانيين المسيحيين في المجال الطبي دورًا رائدًا في تطوير الطب الحديث وقد ترك العدد منهم بصمة هامة في تاريخ الطب.[6] حيث ذكرت مقالة نشرتها جامعة شيكاغو كرونيكل أن 60% من الأطباء في الولايات المتحدة يصفون أنفسهم بأنهم بروتستانت أو كاثوليك.[40] ووفقًا لإحصائيات كتاب 100 عام على جوائز نوبل حصل المسيحيون بين السنوات 1901-2000 على 62% من مجمل جوائز نوبل في الطب.[41] كما وذكرت دراسة نُشرت في كتاب النخبة العلميّة: الحائزين على جائزة نوبل في الولايات المتحدة أنّ 60% من الحائزين على جائزة نوبل في الطب في الولايات المتحدة بين الأعوام 1901-1972 هم من خلفية بروتستانتية،[42] تشير الدراسة أيضًا إلى أنّ 90.3% من مجمل النخبة العلميّة والطبيّة في الولايات المتحدة بين الأعوام 1901-1972 من خلفية مسيحية منهم 70.3% من خلفية بروتستانتية مقابل 20% من خلفية كاثوليكية و9.3% من خلفية يهودية، تذكر الدراسة أيضًا أنّ حوالي 60.9% من نخبة الأطباء في الولايات المتحدة هم من خلفية بروتستانتية.[42]
كان الواعظ البروتستانتي كوتن ميذر من ماساشوستس أول شخص معروف قام بمحاولة التلقيح ضد الجدري على نطاق واسع،[52] حيث قام بتطعيم نفسه وأكثر من 200 شخص من جماعته ضد مرض الجدري بمساعدة طبيب محلي، في حين أصبح رأيه معياراً، كما تسبب في أول رد فعل ضد التطعيمات. كما كان رولاند هيل (1744م-1833م) وهو واعظ بروتستانتي على دراية بإدوارد جينر والذي يعد رائداً في التطعيمات ضد الجدري حيث شجع على تطعيم التجمعات الدينية في المدن التي زارها أو بشر بها.[53]
و نشر مساراً حول هذا الموضوع في عام 1806م،[54] وذلك في الوقت الذي رفض فيه الكثير من العاملين بالمجال الطبي موافقته، ثم في وقت لاحق أصبح عضواً في الجمعية الملكية جينيرريان التم تم إنشائها بعد قبول التطعيم في المملكة المتحدةوالهندوالولايات المتحدة الأمريكية.[55] وشكل العديد من رجال الدين المسيحيين في بوسطن والأطباء المسيحيين المتدينين المجتمع الذي عارض التطعيم في عام 1798م.[56] بينما اشتكى آخرون من أن هذه الممارسة خطيرة وتذهب إلى حد مطالبة الأطباء الذين ينفذون هذه الإجراءات ومحاكمتهم لمحاولة قتل العامة.[57] وقام المبشرون الكاثوليك والأنجليكان بتطعيم سكان الساحل الشمالي الغربي من الأمريكيين الأصليين خلال عام 1862م من وباء الجدري.[58]
أنشئت المستشفيات الكاثوليكية في الولايات المتحدة الحديثة قبل حرب الإستقلال الأمريكية. وفقًا للتقاليد كان أول مستشفى خيري فد أنشا في نيو أورليانز في عام 1727.[59] أدت حركة بناء المستشفيات إلى ظهور رهبنيات جديدة تعمل في المجال الطبيّ والصحيّ منها راهبات القديس فرنسيس من سيراكيوز، نيويورك، والتي أسست على يد ماريان كوبيه الذي أسسّ بعض من أوائل المستشفيات العامة في الولايات المتحدة، وكان له دور في نشر معايير النظافة التي أثرت في تطوير نظام المستشفيات الحديث في أميركا، ومن الرهبان المعروفين في المجال الصحيّ والطبيّ الأب داميان الذي وصل إلى هونولولو في مارس 1864، وتم تنصيبه قسيسًا في ويتسونسايد تلك السنة. هناك عمل على مساعدة المجذومون حيث كانت حكومة هاواي ترسلهم إلى مولوكاي ليعيشوا في أوضاع سيئة، بقي حتى نهاية حياته في خدمة المجذومون حتى أصيب بالجذام عام 1885. كان لجيش الخلاص دور بارز في نشر والتوعية عن النظافة الشخصية والصحة فقد تبنت العقيدة الانجيلية النظافة من الإيمان[60] ونقلًا عن كتاب الصحة والطب في التعاليم الانجيلية،[61] تٌعد الكنيسة الرومانية الكاثوليكية هي أكبر مزود خاص للرعاية الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية.[62] خلال سنوات 1990، إمتلكت الكنيسة واحد من أصل كل ستة أسِرَّة في المستشفيات الأمريكية، أي حوالي 566 مستشفى، وكثير من تم أنشأها من قبل الراهبات.[59] وفي عام 2012، إمتلكت الكنيسة حوالي 12.6% من مجمل المستشفيات في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالمقارنة مع النظام الصحي العام، قدّمت الكنيسة المزيد من المساعدة المالية أو الرعاية المجانية للمرضى الفقراء، وكانت الرائدة في مجال توفير مختلف الخدمات الصحية بأسعار منخفضة مثل الكشف عن سرطان الثدي، وبرامج التغذية، والصدمات النفسية، ورعاية المسنين.
ساعدت البعثات التبشيريَّة المسيحيَّة في تطبيق ممارسة النظافة وتشجيعها في الهند.[63] وتدير حالياً الكنائس المسيحية المختلفة الآلاف من مؤسسات الرعاية الصحيَّة والمستشفيات والتي أسهمت إلى حد كبير في تنمية الأمة الهنديَّة.[64] وفي عام 1790، بدأ مبشرين من جمعية لندن التبشيرية والجمعية التبشيرية المعمدانية بالقيام بالأعمال التبشيرية في الهند البريطانية.[65] وفي نيور، كان مستشفى جمعية لندن التبشيرية رائداً في تحسين نظام الصحة العامة لعلاج الأمراض حتى قبل إجراء المحاولات المنظمة من قبل رئاسة مدراس الإستعمارية، «مما أدى إلى خفض معدل الوفاة بشكل كبير».[66] أنشأت الأم تيريزا في كالكوتا عدد من الإرساليات الخيرّية في الأحياء الفقيرة في المدينة وذلك في عام 1948 وكان الهدف من ذلك العمل بين «أفقر الفقراء». وأسست الإرساليّة شبكة من المشافي والمصحات وعملت على أنقاذ الأطفال حديثي الولادة المتخلى عنهم في أكوام القمامة، فضلًا عن مساعدة مرضى البرص والمرضى عقليًا. حققت تيريزا الشهرة في عام 1960، وبدأت لإقامة الأديرة في جميع أنحاء العالم. وقد أسست أكثر من 450 مراكز صحيّة في أكثر من 100 دولة.[67]
على مدى القرنين الماضيين شهدت أفريقيا نمو مسيحي. كما هو الحال في جميع القارات الأخرى، أنشأ المبشرين مراكز الرعاية الصحية في جميع أنحاء القارة على الرغم من القيود المفروضة على المؤسسات المسيحية في عدد من دول شمال أفريقيا.
في أفريقيا تشارك الإرساليّات المسيحية المختلفة بشكل كبير في توفير الرعاية لمرضى الإيدز.[71] وفقًا للبرنامج لتلفزيوني PBS الأخبار، في عام 2011، كان هناك 117,000 مرفق طبي تملكه فقط الكنيسة الكاثوليكية منها عيادات موجودة في أعماق الغاب إلى المستشفيات الحضرية الكبيرة في العالم النامي.
تعدّ الكنيسة الكاثوليكية في العصر الحديث أكبر مزود غير حكومي للرعاية الصحية في العالم. في عام 2010 أعلن المجلس البابوي للكنيسة الكاثوليكية أن الكنيسة تدير 26% من مرافق الرعاية الصحيّة في العالم، والتي تشمل شبكة واسعة من المستشفيات والعيادات ودور الأيتام والصيدليات ومراكز لمعالجة ذوي الجذام.[4] العديد من المؤسسات الكاثوليكية كانت مسؤولة عن تأسيس وتشغيل شبكات واسعة من المستشفيات في مختلف أنحاء العالم والتي لها دور في تقّدم الأبحاث الطبيّة.[5]
الأدفنتست
تملك كنيسة الأدفنتست أو كما يسمون السبتيين واحد من أكبر نظم الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، حيث تشغل الكنيسة عدد كبير من المستشفياتوالعيادات والمؤسسات ذات الصلة بالصحة ونظام الرعاية الصحيّة. كما ويعتبر نظام الرعاية الصحيّة واحد من أكبر النظم الرعاية الصحيّة غير الهادفة للربح في الولايات المتحدة.[75] وترعى مستشفيات كنيسة الأدفنتست أكثر من أربعة ملايين مريض سنويًا. تضم مؤسسات نظام الرعاية الصحية التابع لكنيسة الأدفنتست حاليًا 44 مستشفى وحوالي ستة عشرة من بيوت التمريض مع أكثر من 7,700 سريرًا مرخصًا، يخدم 4 ملايين مريض سنويًا في الولايات المتحدة وحدها، إلى جانب عيادات خارجية وغرف الطوارئ، وتوظف مؤسسات نظام الرعاية التابع لكنيسة الأدفنتست في الولايات المتحدة حوالي 79,000 شخص.[76]
تملك كنيسة الأدفنتست واحدة من أكبر المدارس الطبيّة والمستشفيات في أمريكا الشمالية وهي جامعة لوما ليندا والمركز الطبي المرفقة به. وإلى جانب الولايات المتحدة تملك الكنيسة شبكة واسعة من المستشفيات، والعيادات، والمراكز الطبية والمصحات في جميع أنحاء العالم. وبالتالي تلعب الكنيسة دورًا هامًا في التوعية الصحية من خلال البعثات التبشيرية والكنسيّة.[77] يُعد مقر نظام الرعاية الصحية السبتية الرئيسي، مستشفى فلوريدا، والذي تأسس في عام 1908، أكبر مستشفى في الولايات المتحدة، وفقًا لمراجعة مستشفى بيكر.[78] ويحتل المستشفى المرتبة الأولى في ولاية فلوريدا وفقًا لتقرير يو اس نيوز ونيو وورلد ريبورت.[79]
قدمت العلماء الكاثوليك من النساء في أوروبا عددًا من الاكتشافات الهامة التي ساعدت على تطور العلم والطب الحديث. كما استطاعت النساء ممارسة مهنة الطب في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية؛ وكانت النساء الكاثوليكيات أيضًا من بين الأساتذة في علم الطب، كما هو الحال مع تروتولا من ساليرنو وهي طبيبة من القرن الحادي عشر ودوريتيا بوكا والتي درسّت الطب والفلسفة في جامعة بولونيا.[85]
في القرون الوسطى، لعبت المؤسسات الكاثوليكية والمسيحية عمومًا دورًا في الرعاية الصحيّة، حيث بنيت المستشفيات من قبل الكنيسة في جميع أنحاء أوروبا. كما ولعبت المرأة دورًا حيويًا في إدارة مؤسسات الرعاية الصحية الكاثوليكية من خلال رهبانيات كراهبات الرحمة، وراهبات الفقير الصغير وراهبات القديسة مريم وجمعية اخوة المحبة التي أسستها الأم تريزا اللواتي تخصصن في بناء المستشفيات ودور الأيتام والمسنين والمشردين ودرّسوا التمريض. وبسبب الدور المؤثر للراهبات على هذه المهن فقد نظر إليها في الغرب على أنها مهن نسائية.[30]
«على الرغم من أنه غالبا ما يوصف نفوذهم بانه غير ملموس في الكنيسة، الا أنّ الراهبات بتركزهن في مستشفياتهن على خدمة المحتاجين وجلب الطمأنينة الروحية، ثورة في رفع القيم الطبية.[30]»
بحسب التقاليد الكاثوليكية هناك مجموعة من القديسات اللواتي يتعتبرنّ رعاة التمريض منهم: القديسة أغاتا، القديسة ألكسيوس، كاترينا الإسكندرانية، كاترينا من سيينا، القديسة مارغريت من أنطاكية، وغيرهم.[88]
تواجه الأخلاقيات الطبيّة التي تعتمدها الكنيسة عدد من الانتقادات خاصًة فيما يخصّ الإجهاض، فمنذ نشوؤها اتخذت المسيحية موقفًا معارضًا للإجهاض، مع أنه لا يوجد أي ذكر له في الكتاب المقدس، إلا أن العقائد أدرجته ضمن فعل القتل المنهي عنه في الوصايا العشر.[89][90][91] ويشمل تجريم الإجهاض بدءًا من اللحظة الأولى للتخصيب.[92] أي أنه وبمفهوم الكنيسة العَقدي فإن الجنين يتمتع بكامل حقوق الحياة. لا يزال هذا الموقف، موقف غالبية الطوائف المسيحية وتشجع على الإنجاب، تاركة أيّاه لتقدير الزوجين، وتراه «هبة إلهية».[93]
في الآونة الأخيرة أثارت قضايا مثل الإستنساخ، والقتل الرحيم، والخلايا الجذعية، وتنظيم النسل جدلًا وانتقادات في علاقة المسيحية مع الطب.[102] حيث ترفض الجماعات المسيحية القتل الرحيم استنادًا إلى فهمها الديني أنه من الواجب «أن تحترم حياة الإنسان من لحظة الحمل وحتى لحظة الوفاة الطبيعية»، وبالتالي فإن المساعدة على القتل والتخلّص من المعوقين والمرضى والنازعين أو القتل الرحيم، وقطع الأعضاء، والإجهاض، والانتحار، والإدمان، والعنف ضد الجسد البشري، وعدم احترام جسد الميت، يعتبر خرقًا للوصية الخامسة (الخامسة حسب الكاثوليكية والسادسة حسب بعض الطوائف الأخرى) وأعمالاً ضد العقيدة، وضد الله نفسه حسب المعتقدات المسيحية.
أثار معارضة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية استعمال الواقي الذكري واستخدام بين الازواج من جنسين مختلفين جدلاً، حيث وفقاً للكنيسة الواقي الذكري هو شكل اصطناعي من وسائل منع الحمل التي لا تعتمد على وظائف الجسم (وبالتالي أيضاً ضد إرادة الله) نفسه ما إذا كان الحمل سيحدث أم لا، وتعتقد الكنيسة أن الواقي الذكي يخدم أيضاً ضمنياً وبشكل غير مبرر لتشجيع النشاط الجنسي خارج نطاق الزواج أو المثلية الجنسية (واللجوء إلى الإجهاض في حالة فشل الواقي الذكري). ولذلك فإن الكنيسة روجت لمفهوم العفة كما السبيل الوحيد القابل للتطبيق من الناحية الأخلاقية لنختلف مع هذا الموقف.[103] في عام 2005 أدرج البابا عدة طرق لمكافحة الإيدز منها، العفة والإخلاص في الزواج ومحاربة الفقر؛ غير أنه رفض استخدام الواقي الذكري، فهو بحسب رأي البابا لا يؤدي إلى حل المشكلة بل يؤدي إلى تفاقمها .[72] وكان البابا يوحنا بولس الثاني بدوره قد رفض استعمال الواقي الذكري كالحل الأمثل للحد من انتشار المرض.[73]مجلة التايم ذكرت عام 2006 أن الفاتيكان قد يصدر وثيقة تقبل استعمال الواقي الذكري بشكل مشروط.[74] وتعارض أيضاً الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية السماح باستعمال الواقي الذكري والمثلية الجنسية.[104]
تنتقد الحركات المطالبة لحقوق المثليين موقف المسيحية من المثلية الجنسية وتعتبره تحيز ضدها.[129] وترى ان المسيحية كان لها دور في معاداة المثليين جنسيًا إذ أن المجتمعات الغربية كانت متسامحة مع المثليين قبل انتشار واعتماد المسيحية كديانة رسمية وتجريم المسيحية للمثلية الجنسية فيما بعد.[130] كما انتقدت مجتمعات المثليين الجنسييين دور الكنائس الإنجيلية في سن القانون الذي يعاقب اولئك الذين يثبت قيامهم بممارسات مثلية جنسية بالسجن المؤبد في أوغندا، والذي يجرم أيضاً كل من لا يخبر السلطات عن «المثليين». حيث سنّ القانون إلى تأثير الحركات الإنجيليةوالخمسينية ذات النفوذ السياسي والاجتماعي والمناهضة للمثلية الجنسية والتي تنظر لها بأنها خطيئة وعمل غير أخلاقي.[131]
^Roderick E. McGrew, Encyclopedia of Medical History (Macmillan 1985), p.135.
^James Edward McClellan and Harold Dorn, Science and Technology in World History: An Introduction (Baltimore: The Johns Hopkins University Press, 2006), p.99,101.
^de Ridder-Symoens، Hilde (1992). "The Faculty of Medicine". A History of the University in Europe: Volume 1, Universities in the Middle Ages. Cambridge: Cambridge University Press. ص. 360. ISBN:978-0521541138.
^ ابتوماس وودس. How the Catholic Church Built Western Civilization, p 4 & 96. (Washington, DC: Regenery, 2005); ISBN 0-89526-038-7
^"Survey on physicians' religious beliefs shows majority faithful". جامعة شيكاغو. مؤرشف من الأصل في 2019-05-02. اطلع عليه بتاريخ 2011-04-08. The first study of physician religious beliefs has found that 76 percent of doctors believe in God and 59 percent believe in some sort of afterlife. The survey, performed by researchers at the University and published in the July issue of the Journal of General Internal Medicine, found that 90 percent of doctors in the United States attend religious services at least occasionally compared to 81 percent of all adults.
^Coss, Stephen. (2016). The Fever of 1721: the Epidemic that Revolutionized Medicine and American Politics. New York: Simon & Schuster, p. 87; (ردمك 9781476783086)
^Boyd RW (1999). "A final disaster: the 1862 smallpox epidemic in coastal British Columbia". The Coming of the Spirit of Pestilence: Introduced Infectious Diseases and Population Decline Among Northwest Coast Indians, 1774–1874. Seattle: University of Washington Press. ص. 172–201. ISBN:0-295-97837-6.
^The Health Care Debate: The Catholic Church; Catholic Leaders' Dilema: Abortion vs. Universal Care; by Gustav Niebuhr, New York Times, 25 August 1994.
^Lucyk, Kelsey; Loewenau, Aleksandra; Stahnisch, Frank W. (6 Jan 2017). The Proceedings of the 21st Annual History of Medicine Days Conference 2012 (بالإنجليزية). Cambridge Scholars Publishing. p. 237. ISBN:9781443869287.
^"Mother Teresa". The Daily Telegraph. London. 6 سبتمبر 1997. مؤرشف من الأصل في 2018-11-19.
^(Theodosian Code 9.7.6): All persons who have the shameful custom of condemning a man's body, acting the part of a woman's to the sufferance of alien sex (for they appear not to be different from women), shall expiate a crime of this kind in avenging flames in the sight of the people.
Artikel ini sebatang kara, artinya tidak ada artikel lain yang memiliki pranala balik ke halaman ini.Bantulah menambah pranala ke artikel ini dari artikel yang berhubungan atau coba peralatan pencari pranala.Tag ini diberikan pada Maret 2016. SMA Negeri 1 BinjaiInformasiDidirikan1963Jurusan atau peminatanIPA dan IPSRentang kelasX , XI IPA, XI IPS, XII IPA, XII IPSKurikulumKurikulum Tingkat Satuan PendidikanAlamatLokasiJl. Wolter Monginsidi 10, Binjai, Sumatera UtaraMoto SMA Negeri (SMAN) 1 Bi...
Bisma KarismaLahir27 November 1990 (umur 33)Bandung, Jawa Barat, IndonesiaPekerjaanPemeranpenyanyipenaripresenterKarier musikGenrePopNew WavePop psikedelisTahun aktif2010—sekarangLabelMDGAnggotaSM*SH Bisma Karisma (lahir 27 November 1990) adalah pemeran dan penyanyi Indonesia. Ia merupakan anggota dari grup vokal pria SM*SH. Karier Karier musik Pada awalnya, Bisma adalah seorang penari breakdance nasional dan juga tergabung dalam beberapa grup musik sebagai drummer, perkusionis, dan v...
PT MD EntertainmentKantor pusat MD di JakartaNama dagangMD EntertainmentJenisPerseroan terbatasIndustriPerfilmanDidirikan2002; 22 tahun lalu (2002) di Jakarta, IndonesiaPendiri Dhamoo Punjabi Manoj Punjabi KantorpusatJl. Setiabudi Selatan No. 7, Jakarta Selatan, IndonesiaWilayah operasiIndonesiaTokohkunci Dhamoo Punjabi Manoj Punjabi Shania Punjabi Divisi MD Pictures MD Animation MD Music Situs webmdentertainment.com PT MD Entertainment adalah rumah produksi yang didirikan pada tahun 20...
Rural district in Tehran province, Iran For other places with a similar name, see Juqin. Rural District in Tehran, IranJuqin Rural District Persian: دهستان جوقينRural DistrictJuqin Rural DistrictCoordinates: 35°33′39″N 50°56′13″E / 35.56083°N 50.93694°E / 35.56083; 50.93694[1]CountryIranProvinceTehranCountyShahriarDistrictCentralPopulation (2016)[2] • Total21,540Time zoneUTC+3:30 (IRST) Juqin Rural Distr...
Fundamental cognitive orientation of an individual or society This article is about the concept. For the WorldView satellite class, see DigitalGlobe. For the World View near-space balloon technology, see World View Enterprises. For the Worldview public television network owned by MHz Networks, see MHz Networks § MHz Worldview. A worldview or a world-view or Weltanschauung is the fundamental cognitive orientation of an individual or society encompassing the whole of the individual's or s...
Bilateral relationsJapanese–British relations Japan United Kingdom Diplomatic missionEmbassy of Japan, LondonBritish Embassy, TokyoEnvoyAmbassador of Japan to the United Kingdom Hayashi Hajime(since 7 December 2020)Ambassador of the United Kingdom to Japan Julia Longbottom(since 1 March 2021) Prime Minister of Japan and the United Kingdom, Fumio Kishida and Rishi Sunak (respectively) for a bilateral meeting at the Tower of London on 11 January 2023 Japan–United Kingdom relations (日英�...
2020 single by Usher I CrySingle by UsherReleasedJune 26, 2020Recorded2020Genre Pop soul Length3:39Label Brand Usher RCA Songwriter(s) Usher Raymond IV Nasri Atweh Jeff Gitelman Producer(s) Nasri Jeff Gitty Gitelman Usher singles chronology California (2020) I Cry (2020) Bad Habits (2020) Music videoI Cry on YouTube I Cry is a song by American singer-songwriter Usher. It was released as a standalone single on June 26, 2020 by Brand Usher and RCA Records. Originally a demo, the murder of Georg...
Si ce bandeau n'est plus pertinent, retirez-le. Cliquez ici pour en savoir plus. Cet article ne cite pas suffisamment ses sources (août 2012). Si vous disposez d'ouvrages ou d'articles de référence ou si vous connaissez des sites web de qualité traitant du thème abordé ici, merci de compléter l'article en donnant les références utiles à sa vérifiabilité et en les liant à la section « Notes et références ». En pratique : Quelles sources sont attendues ? Com...
This article needs additional citations for verification. Please help improve this article by adding citations to reliable sources. Unsourced material may be challenged and removed.Find sources: Pretty Little Head song – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (April 2018) (Learn how and when to remove this message) 1986 single by Paul McCartneyPretty Little HeadUK front coverSingle by Paul McCartneyfrom the album Press to Play B-sideWrite Awa...
Gianluca Basile Basile nel 1999-2000 alla Fortitudo Bologna Nazionalità Italia Altezza 192 cm Peso 90 kg Pallacanestro Ruolo Guardia Termine carriera 2016 CarrieraSquadre di club 1995-1999 Pall. Reggiana120 (1 185)1999-2005 Fortitudo Bologna276 (3 214)2005-2011 Barcellona204 (1 555)2011-2012 Pall. Cantù30 (258)2012-2013 Olimpia Milano29 (102)2013-2016 Orlandina89 (482)Nazionale 1996 Italia U-227 (36)1996-2007 Italia209 (1 626)Palmarè...
Château de Mehun-sur-Yèvre Vue actuelle des ruines du château. Période ou style Gothique Architecte Guy de Dammartin Début construction 1367 XIVe siècle Propriétaire initial Famille de Courtenay Propriétaire actuel Commune Destination actuelle Musée Protection Classé MH (1840) Coordonnées 47° 08′ 34″ nord, 2° 13′ 00″ est[1] Pays France Anciennes provinces de France Berry Région Centre-Val de Loire Département Cher Commune M...
The Pan American Men's Youth Handball Championship was the official competition for youth men's national handball teams of Americas, and took place every two years. In addition to crowning the Pan American champions, the tournament also served as a qualifying tournament for the Youth World Championship. Summary Year Host Final Third place match Champion Score Runner-up Third place Score Fourth place 2001Details Viña del Mar Brazil 22–21 Argentina Cuba 32–28 Chile 2003Details São José d...
American composer and record producer Mike PostPost in 2002Background informationBirth nameLeland Michael PostilBorn (1944-09-29) September 29, 1944 (age 79)Berkeley, California, U.S.OriginLos Angeles, California, U.S.GenresRock, pop, soul, theme musicOccupation(s)Producer, songwriter, musician, composer, arrangerInstrument(s)Vocals, guitar, bass guitar, keyboardsYears active1964–presentWebsitehttps://mike-post.com/Musical artist Mike Post (born Leland Michael Postil, September 29, 194...
Mohammad Reza NaqdiNaghdi pada konferensi kedua Majelis Agung Basij, Desember 2015Nama asliمحمدرضا نقدیLahir1962Teheran, Iran[1]PengabdianPengawal Revolusi IranLama dinas1981–sekarangPangkatBrigadir JenderalKesatuanBasijKomandanKomandan BasijPerang/pertempuranPerang Iran-IrakKonflik Iran-PJAK Mohammad Reza Naqdi, (atau Mohammad Reza Naqadi, dinamai dari kota Naqadeh), merupakan komandan Basij dari Republik Islam Iran. Karier Naqdi dengan Ibrahim Jafari pada Juli 2012...
Coat of arms of HaitiArmigerRepublic of HaitiAdopted1986ShieldA palm tree surmounted by a liberty cap on a stake, proper[1]SupportersA trophy of six rifles, six civil flags, two axes, two bugles, and a drum between two cannons pointing outwards on their gun-carriages, thereon two powder-bags, on the dexter one an infantry-hat, on the sinister one a cavalry-hat, between two piles of cannonballs and two anchors, all properCompartmentA grassy ground, marked by two pennons, properMottoL'U...
This article does not cite any sources. Please help improve this article by adding citations to reliable sources. Unsourced material may be challenged and removed.Find sources: Amblar-Don – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (August 2017) (Learn how and when to remove this message) Comune in Trentino-Alto Adige/Südtirol, ItalyAmblar-DonComuneComune di Amblar-DonLocation of Amblar-Don CountryItalyRegionTrentino-Alto Adige/SüdtirolProvinceTren...
Der Titel dieses Artikels ist mehrdeutig. Weitere Bedeutungen sind unter Magdeburg (Begriffsklärung) aufgeführt. Wappen Deutschlandkarte Basisdaten Koordinaten: 52° 8′ N, 11° 37′ O52.13333333333311.61666666666756Koordinaten: 52° 8′ N, 11° 37′ O Bundesland: Sachsen-Anhalt Höhe: 56 m ü. NHN Fläche: 201,03 km2 Einwohner: 240.114 (31. Dez. 2023)[1] Bevölkerungsdichte: 1194 Einwohner je km2 Postlei...