المسيحية في إيطاليا هي الديانة السائدة والمهيمنة، الغالبية العظمى (91.1%)[1] من سكان إيطاليا من المسيحيين. الكنيسة الرومانية الكاثوليكية هي أكبر طائفة مسيحية في إيطاليا. وفقاً لمسح عام 2005 من قبل يوريسبس قال 87.8% من السكان أنهم كاثوليك ومنهم فقط 36.8% يعتبرون أنفسهم ممارسين للكاثوليكية و30.8% قالوا أنهم حضروا الكنيسة كل يوم أحد، واستنادًا إلى إحصائيات عام 2001 أظهرت أنّ 97.67% من سكان إيطاليا تلقوا سر العماد وعُمِّدوا في الكنيسة الكاثوليكية.[2]
تلا مجمع أورشليم[4] عدة أسفار لبولس نحو اليونانومقدونيا، وأراد السفر إلى روما وهو ما تحقق له لاحقًا حوالي عام 59، لكن تاريخ وجود المسيحيين في روما يسبق ذلك إذ وجه بولس نفسه رسالة لهم سنة 57،[5] وينقل التقليد المسيحي أن بطرس هو من أسس كنيسة روما بعد أن أسس كنيسة أنطاكية، وقضى هناك سنواته الأخيرة حتى مقتله عام 64 أو 67 خلال حريق روما الكبير واضطهاد نيرون للمسيحيين.[6] وغاد بولسروما عام 62 متوجهًا إلى إسبانيا لكنه عاد إليها مجددًا حيث سجن وكتب من سجنه حوالي عام 66 أو 67 آخر رسائله وهي الرسالة الثانية إلى تيموثاوس قبل أن يقتل خلال اضطهاد نيرون للمسيحيين.[7][8]
إن المسيحيين في القرون الثلاث الأولى كانوا جماعة محظورة في ظل الإمبراطورية الرومانية ولم يكن لديهم أي نشاط رسمي أو أبنية واضحة والكثير من الأبنية والكنائس، كانت سرية ومبنية في الضواحي البعيدة عن قلب روما، إن المشكلة الأساسية التي عانت منه كنيسة القرنين الثاني والثالث تمثلت في الاضطهادات الرومانية؛ فمنذ صدور مرسوم طرد المسيحيين من روما حوالي العام 58 وحتى العام 312 عانى المسيحيون من شتى أنواع الاضطهاد كان أقساها اضطهاد نيرون الذي شمل حريق روما، دومتيانوس الذي استمر سبعة وثلاثين عامًا، وخلال فترة تراجان، ماركوس أوريليوس، سبتيموس سيفيروس، ماكسيمين، ديكيوس، جالينوس، أوريليان، دقلديانوس وهي ما تعرف عمومًا في التاريخ المسيحي باسم الاضطهادات العشر الكبرى؛[9] لكن الأمور أخذت بالتحسن مع منشور غاليريوس التسامحي.
بيد أن الوضع قد تغير مع مرسوم ميلانو عام 313 والاعتراف بالمسيحية كأحد أديان الإمبراطورية ومنح حقوق لمعتنقيها؛[10] ومن ثم تحولها إلى دين الامبراطورية الرسمي في عهد الإمبراطورقسطنطين، الذي قدم قصر لاتران كهدية لأسقف روما، وهو المقر البابوي الأول قبل الانتقال إلى الفاتيكان.[11]
منذ بداية القرن السادس ولمدة تفوق الألف عام، كانت الدولة البابوية تسيطر على مناطق واسعة من شبه الجزيرة الإيطالية؛ ودعيت هذه المناطق باسم الولايات البابوية وكانت تخضع مباشرة لحكم الكرسي الرسولي؛ وقد شملت حدود الدولة البابوية إضافة إلى روما مناطق ماركيوأومبرياولاتسيو؛ وكانت واحدة من ست دول أخرى شكلت فيما بعد إيطاليا المعاصرة.[12] بين الأعوام 537 حتى عام 752 هيمنت الإمبراطورية البيزنطية على البابوية في روما، وهي حقبة دُعيت باسم البابوية البيزنطية، حيث تتطلب من الباباوات موافقة الإمبراطور البيزنطي لتكريس الأساقفة، وتم اختيار العديد من الباباوات من اليونان البيزنطية وسوريا البيزنطية وصقلية البيزنطية. عند قيام جستينيان الأول بغزو شبه الجزيرة الإيطالية في الحرب القوطية بين عام 535 وعام 554، قام بتعين الباباوات الثلاثة المقبلين، وهي ممارسة أستمرت من قِبل خلفائه حتى عام 752. وتحت حكم الباباوات البيزنطيين تشكلت ثقافة مميزة عبارة «بوتقة انصهار» من التقاليد المسيحية الغربيَّةوالشرقيَّة في روما، والتي انعكست على الأدب والفن، فضلاً عن القداس.[13] وشهدت روما «طفح ثقافي قصير» في أوائل القرن السادس نتيجة لترجمة الكلمات اليونانية إلى اللاتينية، والذي رافقه صعود طبقة فكرية تتحدث باللغتين بطلاقة.[14] وهيمن التجار البيزنطين على الحياة الاقتصادية في روما خلال هذه الحقبة.[15] والذي أدى هذا إلى ازدهار التجارة بين الإمبراطورية البيزنطية وطرق التجارة التقليدية إلى روما، مما جعل المدينة «عالمية» في تكوينها.[16] وقام التجار البيزنطيين الشرقيين، بما في ذلك اليونانيين والسوريين والمصريين السيطرة على بنك التبير.[17]
إن السبب الرئيسي في نشوء الولايات البابوية هو انتقال عاصمة الإمبراطورية الرومانية إلى القسطنطينية، ما أدى إلى ضعف سيادة الإمبراطورية في روما، يضاف إلى ذلك ملكية الكنيسة لمساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وأراضي الأوقاف فضلاً عن الأديرة؛ هذه الأملاك حصلت عليها الكنيسة بشكل أساسي من تبرعات الأثرياء والهبات المقدمة في الكنائس، ويضاف إلى هذه الأسباب أيضًا شعبية البابا في روما وتنامي سلطته السياسية؛ ولم يكن تشكيل الولايات البابوية، قد حدث بشكل سلمي، إذ قد اندلع القتال بين البابا غريغوري الثاني والإمبراطور ليون الثالث، وانتهت الحرب لمصلحة البابا، لكن نفوذ القوط أو الإمبراطورية الرومانية المقدسة، كانت قد تزايدت بشكل واسع في أوروبا، وعندما هاجموا إيطاليا، تولى البابا الدفاع عن روما والأراضي المجاورة، واستطاع صد هجوم الإمبراطورية الرومانية المقدسة وأبرم معها اتفاقًا تضمن تراجع القوط عن روما والأراضي المجاورة؛[18] كذلك فقد تضمن الاتفاق حياد الكرسي الرسولي المطلق فيما يخص النزاع بين القوط والبيزنطيين؛[12] كانت تلك اللحظة الحاسمة في نشوء الولايات البابوية فعلى الرغم من أنّ هذه الولايات ظلت تتبع نظريًا للإمبراطورية البيزنطية إلا أنها كانت فعليًا قد نالت استقلالها الكامل وأبعدت في الوقت ذاته مخاطر الإمبراطورية الرومانية المقدسة عن حدودها.[19]
جرت الحرب القوطية بين القوط الشرقيين والإمبراطورية الرومانية الشرقية والتي تعرف أيضاً باسم الإمبراطورية البيزنطية. كانت صقلية الجزء الأول من إيطاليا الذي سيطر عليه الجنرال بيليساريوس بتكليف من الإمبراطور الشرقيجستنيان الأول.[21] وفيما بعد كانت صقلية قاعدة للبيزنطيين للاستيلاء على ما تبقى من إيطاليا حيث سقطت نابوليوروماوميلانو وعاصمة القوط الشرقيين رافينا في غضون خمس سنوات. مع ذلك فإن ملك القوط الشرقيين الجديد توتيلا قاد جيوشه إلى جنوب شبه الجزيرة الإيطالية ونجح في احتلال صقلية عام 550. توتيلا بدوره هزم وقتل في معركة تاجيناي على يد جيو القائد البيزنطي نارسيس عام 552.[22]
عرض أيوفيميوس سيادة صقلية على زيادة اللهالأغلبي أمير تونس مقابل عودته إلى صقلية ومنحه منصب جنرال. فأرسل زيادة الله الأغلبي جيشاً بقيادة قاضي القيروان أسد بن الفرات[23] سنة 827. واجه الفتح الإسلامي مقاومة شديدة واستغرقهم الأمر قرناً من الزمان لإتمام السيطرة على الجزيرة. صمدت سيراكيوز لفترة طويلة، بينما سقطت تاورمينا عام 902، بينما خضعت كامل صقلية لجيوش المسلمين عام 965. وسمح للمسيحيين الأصليين حرية الدين كونهم من أهل الذمة لكن وجب عليهم دفع الجزية كما كانت هناك قيود على وظائفهم ولباسهم والقدرة على المشاركة في الشؤون العامة. بدأت إمارة صقلية بالتفتت نتيجة صراعات داخل الأسرة الحاكمة.
خلال النصف الأول من القرن العاشر شهدت البابوية حقبة مظلمة، بدأت مع حبرية البابا سرجيوس الثالث في عام 904 واستمرت لستين عامًا حتى وفاة البابا يوحنا الثاني عشر في عام 964. وخلال هذه الفترة، تأثر الباباوات بقوة من قبل عائلة توسكولوم وثيوفيلاكت الرومانية الأرستقراطية الفاسدة والقوية النفوذ، إلى جانب تأثير أقاربهم، حيث سيطرت العائلتين على الساحة السياسية البابوية لأكثر من نصف قرن.[24] انتهت الفترة مع وصول ليون التاسع إلى الكرسي الرسولي، والذي كانت من أهم أعماله إصدار مراسيم ضد بيع وشراء المناصب اللاهوتية وضد زواج الكهنة. وقد دعَّمت أعماله من مكانة البابوية وهيبتها.[25] بين عام 1012 وعام 1044 وصل أفراد كونت آل توسكولوم إلى الكرسي الرسولي، وهي حقبة عُرفت باسم «بابوية توسكولوم». ويرجع نسبهم إلى ثيوفيلاكت كونت توسكولوم والذي كان الحاكم الفعلي لروما من عام 905 حتى وفاته في عام 924، حيث سيطر نسله على منصب البابوية على مدى السنوات المثة المقبلة. ومن بين باباوت توسكولوم كل من بنديكتوس السادس[26]وبنديكتوس الثامن[27] وشقيقه يوحنا التاسع عشر.[28] في عام 1088 تأسست جامعة بولونيا ذات الأصول المسيحية، لتُصبح لاحقاً أقدم جامعة بالمفهوم الحديث للتعليم العالي في العالم.[29] وكانت الجامعة بدأت كمدرسة كاتدرائية أو مدرسة رهبانية مرتبطة بالكنيسة الرومانيّة الكاثوليكيّة ثم سرعان ما انفصلت مع زيادة عدد الطلاب.[30]
توفي روجر الأول في العام 1101 للميلاد. خلفه ابنه روجر الثاني والذي كان أول ملك على صقلية. يعود النورمان الصقليون إلى سلالة هوتفيل منحدرين من الفايكنج. ذهل النورمان وأعجبوا بالثقافة الغنية للجزيرة. اعتمد العديد من النورمان في صقلية بعضاً من صفات الحكام المسلمين في اللباس واللغة والأدب، وحتى في وجود حراس القصر المخصيين لحراسة القصر والحريم. كما تأثروا أيضاً بالخلافة المتعددة الأعراق في قرطبة. أصبح بلاط روجر الثاني المركز الأكثر إضاءة للثقافة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، سواء في أوروبا أو الشرق الأوسط. اجتذب هذا الدارسين والعلماء والشعراء والفنانين والحرفيين من جميع الأنواع. تمتع المسلمون بنفوذ في عهد النورمان في صقلية، حيث عززت سيادة القانون وعاش المسلمون واليهود واليونان البيزنطيون والنورمان معاً لتشكيل مجتمع واحد. يجادل بعض المؤرخين أن بعض المباني في تلك الفترة وحتى الآن هي الأكثر استثنائية في العالم على الإطلاق.[31]
هاجرت أعداد كبيرة نوعاً ما من شمال إيطالياوكامبانيا إلى صقلية خلال هذه الفترة. لغوياً، انتشرت اللغة اللاتينية وأصبحت تتبع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، بينما كانت سابقاً تحت الحكم البيزنطي مسيحية شرقية.[32]
لم تكن الدولة البابوية، خصوصًا في القرنين التاسعوالعاشر، دولة مركزية قوية فقد ساد حكم الإقطاع المحليين بنسبة كبيرة، ولم يكن البابا حاكمًا زمنيًا يهتم بالأمور المعيشية والسياسية الداخلية، فسلطته كانت منحصرة في الأمور الخطيرة والسياسة الخارجية إلى جانب الدور الرمزي.[12]
شهدت تلك الفترة جدالاً مستمرًا بين البابوات المتعاقبينوأباطرةالإمبراطورية الرومانية المقدسةالألمان حول زعامة العالم المسيحي،[37] خصوصًا في عهد الإمبراطور أوتو، رغم أن البابوات قد توجوا شخصيًا عددًا من الأباطرة؛[38] غير أن هذه العلاقة غير المستقرة لم تتأزم لتصل إلى حالة الحرب أو نزع الاعتراف المتبادل بين الكيانيين. يمكن القول أن ذروتها بلغت حين أقدم الإمبراطور أوتو على خلع البابا يوحنا الثاني عشر وخليفته بندكت الخامس، وتلاه خنق الإمبراطور كريستينوس للبابا بندكت السادس عام 974؛[39] ومن ثم انقسام البابوية إلى قسمين في القرن الرابع عشر، الأول في روما وينال شرعيته من قبل الإمبراطورية الرومانية المقدسة، والثاني في أفنيغون في الجنوب الفرنسي، وينال شرعيته من سائر أوروبا أي بشكل رئيسي، إسبانياوفرنساوانكلترا.[40]
عُيّن أوتوني فيسكونتي رئيس أساقفة ميلانو في 22 يوليو 1262 على يد البابا أوربان الرابع متفوقاً على غريمه ريموندا ديللا تورّي أسقف كومو. لم يتقبّل الأخير خسارته وشرع ينشر ادعاءات قائلةً بقرب آل فيسكونتي من الكاثار -الذين اعتبرتهم الكنيسة الكاثوليكية خارجين عن المسيحية- واتهمهم بالخيانة العظمى. قام آل فيسكونتي بإطلاق التهم ذاتها على خصومهم، إلا أنهم طُردوا من المدينة وصُودرت مُمتلكاتهم. اشتعلت إثر ذلك حرب أهلية بين الطرفين أدت إلى إلحاق المزيد من الأضرار إلى سكان ميلانو واقتصادها مُثقلةً من كاهل المدينة، واستمرت أكثر من عقْد من الزمان. قاد أوتوني فيسكونتي مجموعةً من المنفيين ضد المدينة عام 1263، لكن حملته لم تُكلل بالنجاح. وبعد سنوات من تصاعد العنف بين الطرفين تمكن أوتوني أخيراً من استرداد حُكْم ميلانو إليه ولأسرته بعد الانتصار في معركة ديزيو عام 1277. وبذلك تمت الإطاحة بأسرة ديللا تورّي إلى الأبد، وظلّت ميلانو في حوزة آل فيسكونتي حتى حلول القرن الخامس عشر.
بدءًا من العام 1305 وحتى عام 1417 اتخذ قسم من البابوات أفنيغون في جنوب فرنسا مقرًا لهم في حين ظل القسم الآخر في روما، وتعترف الكنيسة الكاثوليكية اليوم بشرعية كلا البابوين خلال تلك الفترة، بيد أن بابوات روما كانوا فعليًا تحت سيطرة الأباطرة الرومانيين، ما أدى إلى إضعاف موقعهم. كذلك الحال بالنسبة للولايات البابوية، فعلى الرغم من أن الكيان لم يتم احتلاله وإتباعه للإمبراطورية الرومانية المقدسة، إلا أنّه قد أصبح بحكم الأمر الواقع تابعًا لها. تزامن ذلك مع انتشار الفقر والفوضى واستبداد حكم الإقطاع المحلي. شهدت تلك الفترة عدة محاولات لتحسين الأوضاع، غير أنها عمومًا كانت ذات أثر محدود. أبرز المحاولات الإصلاحية صدور المدونة القانونية أو دستور الخاص بالولايات البابوية (باللاتينية: Sanctæ Constitutiones Matris Ecclesiæ) عام 1357، وظل العمل بهذا الدستور ساريًا حتى استبداله العام 1816. وبالتالي تكون الفاتيكان من أوائل دول العالم التي وضعت دستور منظم لحياتها السياسية والاجتماعية.
وحاول بعض بابوات أفنيغون العودة إلى روما، منهم البابا أوربان الخامس عام 1367 لكن عملية إعادة الوحدة لم تكن قد نضجت بعد، فاضطر البابا إلى العودة إلى فرنسا عام 1370 واستقر مجددًا في أفنيغون التي كانت قد أعلنت جزءًا من الولايات البابوية، وقد ظلت تابعة لها حتى بعد عودة البابا إلى روما، ولم تعد لحكم الدولة الفرنسية إلا في أعقاب الثورة الفرنسية عام 1789.[41] بدءًا من عام 1378 تعددت محاولات السيطرة على الكرسي البابوي بين الأباطرة والطامعين في الحصول على الكرسي الرسولي، يطلق على هذه الفترة من تاريخ الكرسي الرسولي عمومًا اسم «الجدل الكبير» الذي حُلّ أخيرًا عام 1417، من خلال مجمع كونستانس والذي انتخب في أعقابه البابا مارتن الخامس حبرًا للكنيسة الكاثوليكية جمعاء، منهيًا بذلك حوالي قرن من الانشقاق.[42]
سمي عصر النهضة بهذا الاسم لأنه كان «نهضة» من الأفكار التقليدية الكثيرة التي كانت قد دفنت منذ أمد بعيد في الفصول القديمة. يمكن للمرء أن يجادل بأن وقود هذه الولادة الجديدة كان إعادة اكتشاف النصوص القديمة التي كانت الحضارة الغربية قد «أضاعتها» تقريبًا، ولكن تم الحفاظ عليها في بعض المكتبات الرهبانية أو المكتبات الخاصة بالعائلات الحاكمة. معظم هذه المخطوطات كان إما في شبه الجزيرة الإيطالية أو في اليونان ونقلت إلى إيطاليا في القرون التي سبقت عصر النهضة من قبل الإيطاليين أنفسهم (من قبل التجار الذين سافروا بشكل منتظم إلى شرق البحر الأبيض المتوسط بما في ذلك اليونان) والروم البيزنطيين الذين فروا إلى إيطاليا هربًا من الزحف العثماني في القرن الخامس عشر وخاصة بعد سنة 1453وسقوط القسطنطينية. هاجر هؤلاء البيزنطيون حاملين في بعض الأحيان مخطوطات ثمينة ومعارفهم (اليونانية واليونانية القديمة) وساهموا بشكل حاسم في النهضة الإيطالية أثناء تثبيت وجودهم في البلاد.
انتهت مرحلة الخلافات السياسية والانشقاقات وسادت مرحلة جديدة من ريادة التطور والأدبوالثقافة والاختراعات العلمية التي قادت الكرسي الرسولي دفتها خلال عصر النهضة؛ فأسس الكرسي الرسولي جامعات باريسوفلورنساوميلانو وعددًا آخر كبير من الجامعات الأقل شهرة. وافتتحت مكتبة الفاتيكان التي ضمت أعدادًا هائلة من المخطوطات والكتب النفيسة خصوصًا إثر سقوط القسطنطينية بيد السلطان محمد الفاتحالعثماني، وتهريب نفائس المدينة وكنوزها نحو أوروبا.[50]
بيد أن السمعة الأخلاقية لبعض هؤلاء لم تكن كما يليق “للحبر الأعظم” أن تكون، فنسب البعض لإسكندر السادس وجود عدد من الخليلات له،[64] وأخذ على يوليوس الثاني شبقه نحو الحروب خصوصًا تلك التي قادها في مواجهة إمارة البندقية،[65] وأخذ أيضًا على ليون العاشر ولعه الشديد بالعمارة ووضعه صكوك الغفران لتأمين التمويل اللازم لاستكمال المشاريع العمرانية الفنية الضخمة،[66] إثر تراجع كمية الذهب المورد إلى أوروبا عن طريق البعثات الاستكشافية. يذكر أن الأوضاع الاقتصادية كانت مزرية للغاية قبل عصر النهضة خلال القرن الثالث عشر.[67] كانت رعاية الكرسي الرسولي للعلوم قد بدأت واستمرت طوال القرنين الثاني عشروالثالث عشر وتمثلت في ترجمة الكتب الفلسفية وكتب علم الاجتماع عن طريق بيزنطة من ناحية وعن طريق قرطبةوالأندلس من ناحية أخرى؛ أغلب هذه الأعمال كانت أعمال الفلاسفة اليونان القدماء، أمثال أرسطووأفلاطون وتعليقات عدد من العلماء والفلاسفة العرب عليها أمثال ابن رشدوابن خلدون؛ وقد كانت الأديار ومكتباتها هي المراكز العلمية الرائدة والجامعات الكبرى في أوروبا خلال تلك الفترة.
شهدت مرحلة عصر النهضة أيضًا، الانشقاق البروتستاني في ألمانيا،[68] وانعقاد مجمع ترنت الإصلاحي الذي امتدّ أكثر من عقدين من الزمن،[69] والذي واكب فيه الكرسي الرسولي التطور العلمي السائد في أوروبا على المستوى الديني، فتمّ مكافحة الفساد الذي أخذ بالظهور ضمن البلاط البابوي، وتمت مأسسة الكنيسة بشكل جيد وحديث، وتمت عقلنة الممارسات المسيحية الكنسية، استنادًا على الفلسفة خصوصًا فلسفة أرسطو؛ كذلك فقد شهدت تلك الفترة ميلاد عدد من المؤسسات الرهبانية الكاثوليكية الفاعلة حتى اليوم، والتي لعبت عظيم الأثر في تاريخ الكرسي الرسولي، واعتلى عدد من رهبانها ما يدعوه ويل ديورانت أقدم عرش في العالم، أمثال، الرهبنة اليسوعية،[70] والفرنسيسكانية.[71] أدى التحالف المقدس بين إسبانيا هابسبورغوالكرسي الرسولي إلى اضطهاد منهجي لأي حركة بروتستانتية وكانت النتيجة بقاء إيطاليا دولة كاثوليكية بوجود بروتستانتي هامشي. خلال حكمها الطويل لإيطاليا نهبت الإمبراطورية الإسبانية البلاد بشكل منتظم وفرضت الضرائب الثقيلة. كما تدخلت في أمور الكرسي الرسولي وأحكمت قبضتها على شؤونه. علاوة على ذلك كانت الإدارة الإسبانية بطيئة وغير فعالة ودامت آثارها الاجتماعية حتى العصر الحالي في جنوب إيطاليا، حيث كان الحكم الإسباني فعالًا.
كانت الثورة الفرنسية وحملات نابليون بونابرت على إيطاليا خلال القرن الثامن عشر شديدة الوطأة على الولايات البابوية وعلى الكرسي الرسولي، قام نابليون بونابرت باحتلال الدولة البابوية بسبب رفض الكنيسة دعم حربه الاقتصادية على بريطانيا؛ فرد البابا «پيوس السابع» بحرمان الإمبراطور حرمانًا كنسيًا. وبعد هذا الفعل الذي أتاه البابا، قام الضباط الفرنسيون باعتقاله، على الرغم من أن بونابرت لم يأمر بذلك، إلا أنه بالمقابل لم يأمر بإطلاق سراحه عندما علم بما جرى. نُقّل البابا عبر طول الأراضي الخاضعة لنابليون وعرضها، حتى في الفترات التي كان يُعاني خلالها من نوبات مرضيّة، واستمر نابليون يُرسل له وفودًا تضغط عليه للموافقة على بعض الأمور، بما فيها التوقيع على معاهدة بابوية جديدة مع فرنسا، إلا أن «پيوس» رفض ذلك. تزوج نابليون في سنة 1810 من ابنة الإمبراطور النمساوي «ماري لويز» أرشيدوقة بارما، بعد أن تطلّق من «جوزفين»؛ الأمر الذي أدى لمزيد من التوتر في علاقته مع الكنيسة، حيث رفض ثلاثة عشر كاردينالاً حضور حفل زفافه، فأمر بسجنهم جميعًا.[80] بقي البابا في الأسر طيلة 5 سنوات ولم يرجع إلى روما حتى شهر مايو من سنة 1814.[81]
ورغم أنّ الخطر قد زال مع سقوط دولة نابليون عام 1816 والمحاولات الإصلاحية الليبرالية التي قام بها البابا غريغوري السادس عشر إثر ارتقاءه السدّة البابوية، إلا أنّ عصر القوميات وتنامي فكرة القومية الإيطالية بشكل مطرد منذ عام 1814،[82] ومن ثم تفاقم عقيدة القومية الإيطالية أدت في النهاية إلى إعلان المملكة الإيطالية الحرب على الدولة البابوية عام 1870.
اجتاحت القوات الإيطالية أراضي الولايات البابوية، وفرضت الحصار على روما في 19 أيلول1870، ورفض البابا بيوس التاسع استعمال أي قوة عسكرية باستثناء بعض المقاومة الرمزية التي أبداها الحرس السويسري، فسقطت المدينة يوم 20 أيلول دون مقاومة تذكر؛[83] وجرى استفتاء عام في تشرين الأول جرى من خلاله ضم الدولة البابوية إلى المملكة الإيطالية، رغم ذلك فإن الفاتيكان والمباني المحيطة به ظلت ذات حكم خاص في ظل هذا الوضع الذي دعي به البابوات بشكل مجازي «سجناء روما»؛ واستمرت العلاقة بشكل غير منظم قانونيًا حتى عام 1929 حين أبرمت اتفاقيات لاتران الثلاثة، التي أوجدت الفاتيكان بالشكل المتعارف عليه اليوم، ونظمت التعاون السياسي، الاقتصادي والأمني بين إيطاليا والفاتيكان. ومنح الكرسي الرسولي للأسر الأرستقراطية من روما والتي وقفت إلى جانب البابا بيوس التاسع خلال فترة الفوضى التي تلت القضاء على الدولة البابوية من قبل المملكة الإيطالية لقب «النبالة السوداء» (باللاتينية: aristocrazìa nera)، والتي دعي خلالها البابوات سجناء روما، وهو أصل اسم «النبالة السوداء» إذ إنه منح خلال فترة سوداء من تاريخ الفاتيكان. ومن بين العائلات الرومانية التي حصلت على لقب النبالة السوداء كانت آل كولونا، وآل ماسيمو، وآل أورسيني، وآل بورغس، وآل أوديسكالتشي، وآل بونكومباني.[84]
بدأت المفاوضات بين الحكومة الإيطالية والكرسي الرسولي لإنهاء قضية سجين روما عام 1926 وانتهت بتوقيع الاتفاقيات الثلاثة بنجاح عام 1929. وقع للملك فيكتور الثالث ملك إيطاليا بنيتو موسوليني رئيس وزراء إيطاليا حينذاك، والبابا بيوس الحادي عشر من قبل الكاردينال بيترو غاسباري المعيّن وزير خارجيّة الفاتيكان في 11 فبراير1929، وقد تمّ التوقيع في قصر لاتران ومن هنا جاءت التسمية. وشملت الاتفاقات السياسيّة، معاهدة إنشاء دولة مدينة الفاتيكان، وضمان السيادة الكاملة المستقلة لهذه الدولة التي يديرها الكرسي الرسولي. وتعهد البابا بموجبها الحياد الدائم في جميع العلاقات الدولية والامتناع عن التوسط في أي خلاف ما لم تطلب جميع الأطراف منه ذلك. نصّت الاتفاقية أيضًا على اعتبار الكنيسة الكاثوليكية الكنيسة الرسمية في إيطاليا، كما نصت على قبول الكرسي الرسولي تسوية ماليّة تعويضًا عن الخسائر الاقتصادية في أعقاب فقدان السلطة الزمنية على الدولة البابوية عام 1870. ونصّت الاتفاقية كذلك على أن تكون سبع كنائس كبرى داخل روما إلى جانب مقر إقامة البابا الصيفي في كاستلغندلفو جنوب روما ومجموعة من القصور منها قصر لاتران ضمن أملاك الكرسي الرسولي، وقد حددت المبالغ السنوية التي يجب دفعها من قبل الحكومة الإيطالية للفاتيكان بـ 3,250,000 ليرة إيطالية، تعويضًا عن أملاك الدولة البابويّة. واحتفالاً للمفاوضات الناجحة، تم شق جادة المصالحة لغة إيطالية: Vella Conciliazione) التي تربط رمزيًا بين الفاتيكان وروما. وقد أدرجت الاتفاقات في دستور الجمهورية الإيطالية عام 1947.
كان للراهبات الإيطاليات تأثير على الحياة الاجتماعية، فلم تكن الراهبات منغلقات في أديرتهن في القرن التاسع عشر، فكن يشاركن في العمل الخيري الذي تحول إلى عمل اجتماعي شديد الأهمية في تلك الفترة. ومن بين أولئك الراهبات الراهبة بينديتا كامبياجو فراسينيلو، والراهبة فرانشيسكا سافيريو كابريني التي أسست في عام 1880 في مدينة كودنيو اتحاد إرساليات القلب المقدس، والتي هاجرت بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأسست العديد من مدارس رياض الأطفال، والمدارس، والمدارس الداخلية، ودور الأيتام، ودور المسنين، والمستشفيات.
وتجمعت النساء المتدينات تحت راية ماريا كريستينا جوستنياني بانديني، وكان لديهن مفاهيم أكثر تحفظًا تماشيًا من توجيهات الكنيسة، وقمن بإنشاء اتحاد النساء الكاثوليكيات الإيطاليات، والاتحاد النسوي الكاثوليكي بعد ذلك. وقامت آخريات بإنشاء صحيفة المرأة والعمل في عام 1909، والتي كانت تنتمي للأوساط الكاثوليكية واليسارية في الوقت نفسه.
خلال العصور الحديثة، شهدت الفاتيكان استضافة مجمعين كبيرين وهامين في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية وعلاقاتها ورؤيتها للعالم، هذين المجمعين هما المجمع الفاتيكاني الأول بدعوة من البابا بيوس التاسع عام 1869 وختم أعماله عام 1870.[85]والمجمع الفاتيكاني الثاني بدعوة من البابا يوحنا الثالث والعشرون عام 1963 وختم أعماله خلال حبرية بولس السادس عام 1965، واضعًا أسسًا وقواعد جديدة لتنظيم الكنيسة الكاثوليكية.[86] كانت غالبية الكرادلة من إيطاليا، ومع توسع الكنيسة وتسهيل وسئل الاتصال بين دول العالم، رفع العدد في القرن العشرين على يد يوحنا الثالث والعشرون وبولس لسادس وأخيرًا يوحنا بولس الثاني ليغدو 120 كاردينالاً كحد أعلى. تعيين الكرادلة الجدد غير الإيطاليين شق طريقه أيضًا بنتيجة العولمة، ورغم أن الإيطاليين لا يزالون يشكلون الكتلة الكبرى داخل المجمع إلا أنهم فقدوا الأغلبية، منذ عهد بيوس الثاني عشر، لإتاحة الفرصة لتمثيل جميع الأمم الكاثوليكية.[87] وأصبح يوحنا بولس الثانيالبابا الرابع والستون بعد المائتان وأول بابا غير إيطالي منذ 455 عامًا وله من العمر 58 عامًا فقط وبالتالي كان أصغر بابا منذ عهد البابا بيوس التاسع في عام 1846 الذي انتخب في الرابعة والخمسين. وكسلفه يوحنا بولس الأول، اختصر يوحنا بولس الثاني من تقاليد التتويج البابوية وقام باحتفالات أكثر بساطة في 22 أكتوبر1978.[88]
يعتنق أغلب الطليان المسيحية ديناً على المذهب الروماني الكاثوليكي، الذي يعدّ أكبر مذهب في البلاد، حيث يعتبر حوالي 87.8% من الإيطاليين أنفسهم كاثوليك. تعتبر إيطاليا موطناً لأكبر عدد من الكرادلة في العالم،[93] كما تضم أكبر عدد من الكنائس الكاثوليكية الرومانية للفرد الواحد.[94] وتضم إيطاليا أكبر تجمع كاثوليكي في أوروبا وخامس أضخم تجمع كاثوليكي في العالم بعد البرازيل، المكسيك، الولايات المتحدةوالفلبين.[95]
الحياة الكنسيّة الكاثوليكية نابضة بالحياة إلى حد ما في إيطاليا، وعلى الرغم من العلمنة، فإن بعض الحركات والجمعيات الأكثر نشاطًا هي كاثوليكية، بما في ذلك منظمات متنوعة مثل العمل الكاثوليكي، والرابطة الكاثوليكية الإيطالية للمرشدين والكشافة، والتواصل والتحرير، وطريق الموعوظين الجديد، وحركة فوكولاري، والجمعيات المسيحية للعمال الإيطاليين، ومنظمة سانت إيجيديو، وما إلى ذلك، والتي يشارك مُعظمها في الأنشطة الاجتماعية وكثيراً ما انخرط أعضائها بالحياة السياسيّة الإيطالية.[96][97][98][99] منهم الرئيس الثاني عشر للجمهورية الإيطاليةسيرجيو ماتاريلا،[100][101][102] ورئيس الحكومة الإيطالية السابق ماتيو رينزي.[103][104]
في عام 2006، شكل البروتستانت 2.1% من تعداد سكان إيطاليا، بينما ضمت الكنائس الأرثوذكسية الشرقية 1.2% من السكان. تضم الجماعات المسيحية الأخرى في إيطاليا أكثر من 700,000 من المسيحيين الأرثوذكس الشرقيين بما في ذلك 180,000 من الروم الأرثوذكس،[111] وحوالي 550,000 من العنصرة والإنجيليين (0.8%) الذين منهم 400,000 أعضاء في جمعيات الرب و235,685 شهود يهوه (0.4%)،[112] و30,000 من الولدينسيين[113] وحوالي 25,000 من السبتيينوالمورمون 22,000 وحوالي 15,000 من المعمدانيين (بالإضافة إلى 5,000 من المعمدانيين الأحرار) واللوثريون 7,000، وحوالي 4,000 من الميثوديين (التابعة للكنيسة الولدينسية).[114] وفقًا لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أنَّ حوالي 1,200 مُسلم تحول إلى المسيحية في إيطاليا.[115] بين عام 2011 وعام 2012 قامت مؤسسة " ISTAT" مسحًا حول الانتماء الديني بين المهاجرين في إيطاليا، ووجدت أن حوالي 0.3% من المغاربة في إيطاليا من أتباع الديانة المسيحية.[116]
لعبت الكنيسة الكاثوليكية دوراً هاماً في تشكيل الهوية الإيطالية منذ القرن الثالث للميلاد، خلال العصور الوسطى
لعبت المادونا - وهي تجسيد فني لمريم العذراء مع الطفل يسوع - دوراً هاماً في الفكر والفن والحياة الاجتماعية للطليان، كما ولعب القديسون دورًا مهمًا في نشر الثقافة الدينية الشعبية في البلاد. المظاهر الكاثوليكية، تتواجد في الشوارع والحيز العام بشدة. ولا تزال الأعياد العامة والمواكب الدينية في الهواء الطلق أحداثًا ثقافية رئيسية في المدن والقرى الإيطالية.[141]
الثقافة
الدين الأكثر انتشارًا معظم الأراضي الإيطالية هي المسيحية الكاثوليكية، حيث لا تزال الكنيسة تلعب دوراً هاماً في حياة معظم الطليان. لا يزال الطليان يحضرون الكنيسة أسبوعيًا أو على الأقل لإقامة المهرجانات الدينية والزواج. يتبع أغلبيّة الكاثوليك في إيطاليا الطقس الروماني وهو واحد من الطقوس اللاتينية المستخدمة في الكنيسة الغربية أو اللاتينية، في حين يتبع الكاثوليك في مدينة ميلانو التقليد الطقس الأمبروزي (بالإيطالية:Rito ambrosiano)، وهو طقس ديني من تقاليد الكاثوليكية الغربية وسميّ على اسم أمبروز، وهو قديس حسب التقاليد المسيحية وأحد الرموز المؤثرة في تاريخ الكنيسة في مدينة ميلانو. يتبع عدد من الكاثوليك في جزيرة صقليةالطقس البيزنطي ويعود ذلك إلى الإرث والتأثير البيزنطي للجزيرة.
الكاثوليكية هي جزء كبير من لحمة الحياة الإيطالية،[141] وتعمل كقوة اجتماعية وثقافية وسياسية.[142] تتجلى الروابط الثقافية العميقة والقديمة من خلال وجود أكثر من 100,000 كنيسة كاثوليكية في البلاد. لا تزال الكاثوليكية تحتكر المجال ديني في إيطاليا، على الرغم من وجود جالية يهودية صغيرة وقديمة في قلب روما وأماكن أخرى، وعدد متزايد من المهاجرين المسلمين، واللاأدريين والملحدين لتحدي هذا الاحتكار الديني.[142] لم تتجذر البروتستانتية وروح الإصلاح البروتستانتي في إيطاليا أبدًا.[142]
حددت سلسلة من المواثيق، التي تم توقيع آخرها في عام 1984، الحدود في العلاقة بين الكنيسة والدولة، وأدت بالفعل إلى تقليص المكانة الرسمية للكنيسة الكاثوليكية في الحياة الإيطالية.[142] ومع ذلك ، فإن المكاتب الحكومية والمحاكم والمستشفيات والفصول الدراسية بها صلبان على جدرانها.[142] ولا يزال لدى إيطاليا مجموعة واسعة من الصحف الكاثوليكية، وأكثر من 100 دار نشر كاثوليكية، وثماني محطات إذاعية ومحطة تلفزيونية واحدة اعتبارًا من عام 2008.[142]
الأسرة هي صميم الثقافة الكاثوليكية الإيطاليَّة كما كانت دائماً على مدى الأجيال، يعيش أفراد الأسرة في كثير من الأحيان قرب بعضهم البعض وأحياناً في نفس المجمع السكني.[142] يقطن عادًة الأبناء والبنات مع الوالدين حتى الزواج والذي يميل إلى التأخر حالياً مقارنة بما كان عليه سابقاً. أزواج اليوم ينجبون عدداً أقل من الأطفال من ذي قبل، ولكن الرضع والأطفال يتمتعون بالكثير من التبجيل في الثقافة الكاثوليكية الإيطاليَّة ودائمًا تقريبًا ما يرافقون آبائهم إلى المناسبات الاجتماعية.[142] يلعب العرّاب دورًا هامًا في الحياة الأسرية والدينية لدى الطليان،[142] خصوصاً في المجتمعات الإيطالية الجنوبية وفي جزيرة صقلية، حيث أصبح التقليد وسيلة لتقوية الروابط الأسرية.[143]
حفلات الزفاف الإيطاليَّة فخمة ومكلفة وتقليدية وتجري عادةً في الكنيسة. الكنيسة الكاثوليكية لاعب أساسي مهم في الحياة الإيطاليَّة. تقلد تقريبًا جميع الأماكن العامة بالصلبان على جدرانها وتحتوي معظم المنازل الإيطاليَّة على صور القديسين وتماثيل وقطع أثرية أخرى. تمتلك كل بلدة ومدينة شفيعها القديس الخاص، وخلال أيام العيد تزين المواكب الشوارع وتعرض الألعاب النارية. وتضم المهرجانات الإيطاليَّة الدينية أيضًا بريسيبي فيفنتي (مشهد ميلاد يسوع) والذي يجري في وقت عيد الميلاد. مظاهر الجمع بين الدين والتراث الشعبي موجودة في القرى الإيطاليَّة ومنذ القرن التاسع عشر تشهد هذه القرى مسرحيات مشهد ميلاد يسوع حيث يرتدي الناس من جميع الأعمار أزياء من تلك الفترة وينتحل البعض شخصيات العائلة المقدسة بينما يتخذ غيرهم دور العاملين والحرفيين. تنتهي هذه الاحتفالات عادة بعيد الغطاس مع وصول المجوس على ظهور الخيل.[142]
الوضع الحالي
يُعتبر مسيحيين إيطاليا واحدة من أكثر المجتمعات مسيحية تديناً في أوروبا الغربية؛ وجد المعهد الوطني الإيطالي للإحصاء عام 2010 أنَّ سكان جنوب إيطاليا هم الأكثر تديناً على مستوى إيطاليا، حيث يُداوم 43.4% من الكاثوليك في كامبانيا على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع، يليهم الكاثوليك في بوليا (40.3%)، وصقلية (40.2%) وموليزي (37.8%) وأبروتسو (37%)؛ أمَّا في شمال إيطاليا يُعد الكاثوليك في مقاطعة ترينتووفينيتو من المتدينين والذي يظهر أيضاً من خلال كونها معاقل الحزب الديمقراطي المسيحي الإيطالي، في حين أنَّ الكاثوليك في توسكاناوإميليا-رومانياوليغوريا الأقل تديناً حيث يدوام 21.5% وحوالي 21.7% وحوالي 22.9% على التوالي على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع.[144][145]
بحسب استطلاع دوكسا عام 2014 قال حوالي 75% من المستطلعين الطليان أنهم كاثوليك، وبحسب الدراسة قالت 80% من النساء في إيطاليا أنهن من الكاثوليك بالمقارنة مع 70% من الرجال الطليان. وقال حوالي 80% من المستطلعين من عمر 55 وما فوق أنهم كاثوليك بالمقارنة مع 70% من المستطلعين من عمر 15 حتى 34، وقال 85% من المستطلعين من جنوب إيطاليا أنهم كاثوليك بالمقارنة مع 62% من المستطلعين في شمال-شرق إيطاليا.[146] ووجد إستطلاع إيبسوس أنَّ 74.2% من المستطلعين الطليان يعرفون أنفسهم كاثوليك.[147] وفقاً لدراسة نشرت من قبل استطلاع دوكسا عام 2016 حوالي 73% من المواطنين الإيطاليين يعتنقون المسيحية ديناً بالمقارنة مع 53.8% من المقيمين الأجانب.[148] وفقاً لدراسة نشرت في عام 2011 وعام 2012 يعتنق معظم المهاجرين الرومانيينوالبلغاروالمولدوفيين في إيطاليا المسيحية ديناً على مذهب الأرثوذكسية الشرقية، في حين يعتنق 38.7% من الألبان في إيطاليا المسيحية ديناً، ووجدت الدراسة أنَّ حوالي 0.3% من المغاربة في إيطاليا من أتباع الديانة المسيحية أي حوالي 3,990 نسمة.[149]
وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2018 أنَّ حوالي 80% من الطليان قالوا أنهم مسيحيين وبحسب الدراسة تأتي الكاثوليكيَّة بمقدمة الطوائف المسيحيَّة مع حوالي 78% من السكان، واعتبر حوالي 40% أنفسهم مسيحيين اسميين وحوالي 40% قال أنه يُداوم على حضور القداس. عمومًا حصل حوالي 94% من مجمل الطليان على سر المعمودية، وقال حوالي 88% أنه تربى على التقاليد المسيحيَّة، بالمجمل قال حوالي 90% من الطليان الذين تربوا على التقاليد المسيحيَّة ما زالوا يعتبرون أنفسهم مسيحيين، في حين أنَّ النسبة المتبقيَّة معظمها لا تنتسب إلى ديانة.[150] حوالي 3% من المسيحيين في إيطاليا تربوا على تقاليد دينية غير مسيحيَّة وتحولوا للمسيحية لاحقاً.
وبحسب الدارسة قال 67% من المسيحيين الطليان أنَّ للدين أهميَّة في حياتهم، وقال 94% من المسيحيين الطليان المُداومين على حضور القداس أنهم يؤمنون بالله بالمقابل قال 71% من المسيحيين الإسميين ذلك.[150] ويُداوم حوالي 50% من المسيحيين الطليان على حضور القداس على الأقل مرة في شهر، ويصوم حوالي 26% منهم خلال فترات الصوم، ويرتدي 40% الرموز المسيحيَّة، ويُقدم حوالي 41% منهم الصدقة أو العُشور، ويُشارك 14% معتقداتهم مع الآخرين، في حين أنَّ 68% من المسيحيين يُداومون على الصلاة ويعتبر 62% منهم متدينين.[150]
وفقاً لدراسة مركز بيو للأبحاث عام 2018 حصل 99% من مجمل المسيحيين الطليان على سر المعمودية، وقال 94% منهم أنه سيربي طفله على الديانة المسيحيَّة، وبحسب الدراسة أعرب حوالي 78% من الطليان المسيحيين بأنَّ هويتهم المسيحيَّة هي مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لهم، ويوافق 62% منهم على التصريح أنَّ المسيحية هي عاملًا هامًا لكي تكون وطنيًا. وقال 88% منهم أنه يعرف «الكثير» عن المسيحية.[150] على المستوى الاجتماعي والسياسي قال 61% من الطليان المسيحيين أن الكنائس تلعب دور ايجابي في مساعدة الفقراء والمحتاجين، وعبرَّ 74% من المسيحيين المتلزمين للغاية عن وجهات نظر إيجابية للمؤسسات الدينية مقابل 27% من المسيحيين الأقل التزاماً. ورفض 74% من الطليان المسيحيين القول أنَّ «العِلم يجعل الدين غير ضروري في حياتي!»، كما وقال 2% من الطليان المسيحيين أن تعاليم المسيحيَّة تُروج للعنف مقابل 29% منهم قال أن تعاليم الإسلام تُروج للعنف، كما وقال حوالي 41% منهم أنه يعرف شخص يهودي على المستوى الشخصي، ويعرف حوالي 63% شخص ملحد على المستوى الشخصي، ويعرف حوالي 51% شخص مُسلم على المستوى الشخصي. وقال 25% من الطليان المسيحيين أنهم غير مستعدين لتقبل اليهود داخل عائلتهم، بالمقابل يقول 48% من الطليان الكاثوليك بأنه غير مستعد لتقبل المسلمين داخل عائلتهم. يذكر أنه وفقاً لمركز بيو للأبحاث 98% من المسيحيين الطليان متزوجين من أشخاص من نفس الديانة.[150]
^تاريخ الحضارة، وول ديورانت، المجلد الرابع، الكتاب الخامس، الباب الثامن والعشرون، 5285 وما تلاها على هذا الرابط تاريخ الحضارةنسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
^Rivoira, Giovanni، Giovanni Teresio (1910). Lombardic Architecture: Its Origin, Development and Derivatives, Vol. 1. London: William Heinemann. ص. 64-65.
^تاريخ الحضارةنسخة محفوظة 17 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.، وول ديورانت، المجلد الخامس، الكتاب الخامس، الفصل الثاني، 6949 وما يتلوها. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2018-01-05. اطلع عليه بتاريخ 2016-11-19.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^ ابThurlkill، Mary (2016). Sacred Scents in Early Christianity and Islam: Studies in Body and Religion. Rowman & Littlefield. ص. 6–11. ISBN:0739174533. ... Clement of Alexandria (d. c. 215 CE) allowed that bathing contributed to good health and hygiene... Christian skeptics could not easily dissuade the baths' practical popularity, however; popes continued to build baths situated within church basilicas and monasteries throughout the early medieval period...
^ ابSquatriti، Paolo (2002). Water and Society in Early Medieval Italy, AD 400-1000, Parti 400–1000. Cambridge University Press. ص. 54. ISBN:9780521522069. ... but baths were normally considered therapeutic until the days of Gregory the Great, who understood virtuous bathing to be bathing "on account of the needs of body" ...
^Philippe Braunstein "Solitude: eleventh to thirteenth century", in Georges Duby, ed. A History of Private Life: II. Revelations of the Medieval World 1988:525
^Squatriti، Paolo (2002). Water and Society in Early Medieval Italy, AD 400-1000, Parti 400-1000. Cambridge University Press. ص. 54. ISBN:9780521522069. ... but baths were normally considered therapeutic until the days of Gregory the Great, who understood virtuous bathing to be bathing "on account of the needs of body"...
^Fresco of c. 1320 illustrated in Charles de la Roncière, "Tuscan notables on the eve of the Renaissance" in Duby 1988:232.
^ ابالكنيسة والعلم، جورج مينوا، دار الأهالي، دمشق 2005، طبعة أولى، ص.167
^تاريخ الحضارة، وول ديورانت، المجلد الخامس، الكتاب الخامس، الباب السادس عشر، الفصل الثاني، 7025 وما يتلوها. نسخة محفوظة 26 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
^تاريخ الحضارة، وول ديورانت، المجلد الخامس، الكتاب الخامس، الباب السابع عشر، الفصل الثاني، 7085 وما يتلوها. نسخة محفوظة 26 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
^تاريخ الحضارة، وول ديورانت، المجلد الخامس، الكتاب الخامس، الباب الثامن عشر، الفصل الأول، 7150 وما يتلوها. نسخة محفوظة 26 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
^"Compendium of Revelations," translated in Apocalyptic Spirituality: Treatises and Letters of Lactantius, Adso of Montier-en-Der, Joachim of Fiore, the Franciscan Spirituals, Savonarola ed. Bernard McGinn (New York, 1970) 211–270.
^ ابHilary Maddocks, "Pictures for aristocrats: the manuscripts of the Légende dorée", in Margaret M. Manion, Bernard James Muir, eds. Medieval texts and images: studies of manuscripts from the Middle Ages 1991:2; a study of the systemization of the Latin manuscripts of the Legenda aurea is B. Fleith, "Le classement des quelque 1000 manuscrits de la Legenda aurea latine en vue de l'éstablissement d'une histoire de la tradition" in Brenda Dunn-Lardeau, ed. Legenda Aurea: sept siècles de diffusion", 1986:19-24
^Wertman، Douglas A. (3 ديسمبر 2007). "The catholic church and Italian politics: The impact of secularisation". West European Politics. ج. 5 ع. 2: 87–107. DOI:10.1080/01402388208424359.
^Ronald Roberson. "The Eastern Catholic Churches 2010"(PDF). Catholic Near East Welfare Association. مؤرشف من الأصل(PDF) في 2017-10-11. اطلع عليه بتاريخ December 2010. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة) Information sourced from Annuario Pontificio 2010 edition
^Cicognani، Elvira؛ Sonn، Christopher C.؛ Albanesi، Cinzia؛ Zani، Bruna (2018). "Acculturation, social exclusion and resistance: Experiences of young Moroccans in Italy". International Journal of Intercultural Relations. ج. 66: 108–118. DOI:10.1016/j.ijintrel.2018.07.002.
^St Benedict (1981). RB 1980: the rule of St. Benedict in Latin and English with notes. ترجمة: Fry، Timothy. Collegeville, Minnesota: The Liturgical Press. ص. 136–141. ISBN:0-8146-1211-3. OL:4255653M.
^Hillar، Marian (2012). From Logos to Trinity. The Evolution of Religious Beliefs from Pythagoras to Tertullian. Cambridge, UK; New York: Cambridge University Press. ISBN:978-1-107-01330-8.
^Berman, Harold J. Law and Revolution, pg. 86 & pg. 115
^Raymond Wacks, Law: A Very Short Introduction, 2nd Ed. (Oxford University Press, 2015) pg. 13.
^ ابجHinson، E. Glenn (1995). The Church Triumphant: A History of Christianity Up to 1300. Mercer University Press. ص. 52. ISBN:9780865544369.
^ ابGrant, Edward. God and Reason in the Middle Ages. Cambridge University Press, 2004, 159
^Gracia, Jorge JE, and Timothy B. Noone, eds. A companion to philosophy in the middle ages. John Wiley & Sons, 2008, 55–64
^Rüegg، Walter (1992). "Foreword. The University as a European Institution". A History of the University in Europe. Cambridge University Press. ج. 1: Universities in the Middle Ages. ص. XIX–XX. ISBN:0-521-36105-2.
^Riché، Pierre (1978). Education and Culture in the Barbarian West: From the Sixth through the Eighth Century. Columbia: University of South Carolina Press. ص. 126–7, 282–98. ISBN:0-87249-376-8.
^Crum, Roger J. Severing the Neck of Pride: Donatello's "Judith and Holofernes" and the Recollection of Albizzi Shame in Medicean Florence . Artibus et Historiae, Volume 22, Edit 44, 2001. pp. 23–29.
^Barr, Stephen M. Modern Physics and Ancient Faith. Notre Dame, IN: University of Notre Dame, 2006.
^Grant, Edward. God and Reason in the Middle Ages. Cambridge: Cambridge University Press, 2001.
^Lindberg, David C. The Beginnings of Western Science. Chicago: University of Chicago Press, 1992.
1 كُلياً داخل آسيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية. 2 جزئياً أو كلياً داخل آسيا، حسب الحدود. 3 معظم أراضيها في آسيا.
4 جغرافياً هي جزء من إفريقيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية.
Raja Sarawak Bekas Kerajaan Lambang Royal Charles Vyner Brooke Penguasa pertama James Brooke Penguasa terakhir Charles Vyner Brooke Gelar Yang Mulia Kediaman resmi Astana Pendirian 1841 Pembubaran 1946 Penuntut takhta James Brooke Raja Putih ialah sebuah dinasti pemerintahan sebuah keluarga kulit putih di Sarawak yaitu keluarga Brooke. Raja Putih juga dikenal sebagai Rajah Sarawak atau Rajah Putih. Penggunaan kata Rajah bertujuan untuk membedakan gelar keluarga kerajaan dengan keluarga Brook...
Kesan seniman tentang SN 1993J. Messier 81 citra Galex. SN 1993J adalah supernova tipe IIb yang terletak sekitar 3,6 Mpc di galaksi M81 dan merupakan supernova jenis IIb kedua yang diamati sejak SN 1987K.[1] SN 1993J adalah salah satu supernova tipe IIb yang paling banyak dipelajari.[2] Supernova pertama kali dideteksi pada hari Minggu tanggal 28 Maret tahun 1998 dan ditemukan oleh astronom Spanyol Francisco Garcia Diaz dari Lugo. Supernova mencapai kecerahan maksimum sekitar ...
BaruDesaNegara IndonesiaProvinsiSulawesi SelatanKabupatenSinjaiKecamatanSinjai TengahKode pos92652Kode Kemendagri73.07.04.2004 Luas10,54 km²Jumlah penduduk2.109 jiwa - 1.058 laki-laki - 1.051 perempuanKepadatan200,09 jiwa/km² Untuk pengertian lain, lihat Baru. Baru adalah desa di kecamatan Sinjai Tengah, Kabupaten Sinjai, Sulawesi Selatan, Indonesia lbsKecamatan Sinjai Tengah, Kabupaten Sinjai, Sulawesi SelatanKelurahan Samaenre Desa Baru Bonto Gantarang Kanrung Kompang Mattunreng Tell...
Iiwake MaybeSampul edisi regulerSingel oleh AKB48dari album KamikyokutachiSisi-BTobenai AgehachōDirilis26 Agustus 2009 (2009-08-26) (Jepang)FormatCD SingelGenreJ-popDurasi15:49LabelYou! Be Cool/King RecordsPenciptaYasushi Akimoto, ShunryūProduserYasushi AkimotoVideo musikIiwake Maybe di YouTube Video musikTobenai Agehachō / Under Girls Iiwake Maybe (言い訳Maybecode: ja is deprecated , Alasan, Mungkin) adalah singel ke-13 dari grup idola Jepang AKB48 yang dirilis pada 26 Agustus 200...
Women's freestyle 72 kgat the Games of the XXX OlympiadVenueExCeL LondonDate9 August 2012Competitors18 from 18 nationsMedalists Natalia Vorobieva Russia Stanka Zlateva Bulgaria Guzel Manyurova Kazakhstan Maider Unda Spain← 20082016 → Wrestling at the2012 Summer OlympicsQualificationFreestyleGreco-RomanWomen55 kg55 kg48 kg60 kg60 kg55 kg66 kg66 kg63 kg74 kg74 kg72 kg84 kg84 kg96 kg96 kg120 kg120 kgvte Main article: Wrestling at the 2012 S...
Cet article est une ébauche concernant le jeu vidéo. Vous pouvez partager vos connaissances en l’améliorant (comment ?) (voir l’aide à la rédaction). Liste des listes de jeux vidéo La liste de jeux Xbox 360 compatibles avec la Xbox One répertorie les jeux vidéo Xbox 360 disponibles sur la console Xbox One, toutes régions confondues. La Xbox One est rétrocompatible à partir de novembre 2015. Quand Phil Spencer annonce cette fonctionnalité, une liste of...
Painting by Pablo Picasso Femme au béret et à la robe quadrillée (Marie-Thérèse Walter)ArtistPablo PicassoYear1937Mediumoil on canvasDimensions55 cm × 46 cm (21 5/8 in × 18 1/8 in)LocationPrivate collection Femme au béret et à la robe quadrillée (Marie-Thérèse Walter) (Woman wearing a beret and checkered dress) is an oil-on-canvas painting by Pablo Picasso, which he created in 1937. It is a portrait of Marie-Thérèse Walter, Picasso's lov...
يعتبر الإدراك الذاتي في فلسفة الذات تجربة شخصية الفرد أو فرديته.[1][2] لا يجب الخلط بينه وبين الوعي من ناحية الكيفيات المحسوسة، فالوعي هو إدراك بيئة المرء وجسده ونمط حياته، أما إدراك الذات هو تمييز هذا الإدراك.[3] الإدراك الذاتي هو كيفية معرفة وفهم الفرد بوعي شخصي...
Uwe AmplerUwe Ampler en 1984.InformationsNaissance 11 octobre 1964 (59 ans)ZerbstNationalité allemandeDistinctions Médaille d'or de l'ordre du Mérite patriotiqueÉtoile de l'amitié des peuplesÉquipes amateurs 2000DHFK LeipzigÉquipes professionnelles 1990PDM-Concorde-Ultima1991Histor-Sigma1992-1993Telekom06.1997-1998Mróz1999Agro-Adler-BrandenburgPrincipales victoires Champion du monde amateur (1986) Champion olympique du contre-la-montre par équipes (1988) Champion de RDA (1984 et...
CIA headquarters in Langley, Virginia, U.S. George Bush Center for IntelligenceAn aerial view of the George Bush Center for IntelligenceGeneral informationStatusCompletedAddress1000 Colonial Farm Road, Langley, Fairfax County, VirginiaCountryUnited StatesCoordinates38°57′6.12″N 77°8′48.12″W / 38.9517000°N 77.1467000°W / 38.9517000; -77.1467000Current tenantsCentral Intelligence AgencyNamed forGeorge H. W. BushConstruction startedOctober 1957Topped-out1960Op...
Pour les articles homonymes, voir Eberhard de Wurtemberg (homonymie). Eberhard II de WurtembergFonctionComte de WurtembergTitre de noblesseComteBiographieNaissance 1315Décès 15 mars 1392StuttgartSépulture Église collégiale de StuttgartFamille Maison de WurtembergPère Ulrich III de WurtembergMère Sophie von Pfirt-Mousson (d)Fratrie Ulrich IV de WurtembergConjoint Elizabeth von Henneberg-Schleusingen (d)Enfants Ulrich du WurtembergSophie de Wurtemberg (d)Blasonmodifier - ...
Japanese visual novel studio KeyCompany typeBrand of Visual ArtsIndustryComputer gamesGenre Eroge[a] visual novels FoundedJuly 21, 1998; 25 years ago (1998-07-21) in Osaka, JapanFoundersItaru HinoueNaoki HisayaJun MaedaShinji OritoHeadquartersKita, Osaka, JapanArea servedJapanKey peopleJun MaedaShinji OritoNa-GaProductsKanonAirClannadFull listWebsitekey.visualarts.gr.jp Key is a Japanese visual novel studio known for making dramatic and plot-oriented titles. It was f...
GunfireCocktailTypeMixed drinkServedstirredStandard drinkware MugCommonly used ingredients1 cup of black tea1 shot of rumPreparationPour the tea into a cup. Pour the rum in and stir. Gunfire (or gun-fire) is a British caffeinated alcoholic drink, a cocktail made of black tea and rum. It has its origins in the British Army and is also used as a name for early morning tea in the army.[1][2][3] History British Army It is unknown when gunfire was concocted, but it is know...
У этого термина существуют и другие значения, см. Западный округ. Западный внутригородской округ город Краснодар Дата основания 1936 год Дата упразднения 1994 Прежние имена Кагановичский, Ленинский районы Микрорайоны Дубинка, Черёмушки, Покровка Площадь 22[1] км² Насе...
2016 Major League Baseball All-Star Game 1 2 3 4 5 6 7 8 9 R H E National League 1 0 0 1 0 0 0 0 0 2 10 1 American League 0 3 1 0 0 0 0 0 X 4 8 1 DateJuly 12, 2016VenuePetco ParkCitySan Diego, CaliforniaManagersTerry Collins (NYM)Ned Yost (KC)MVPEric Hosmer (KC)Attendance42,386Ceremonial first pitchRandy JonesTelevisionFox (United States)MLB International (International)TV announcersJoe Buck, John Smoltz, Ken Rosenthal and Tom Verducci (Fox)Matt Vasgersian and Mark DeRosa (MLB International)...
Country in West Asia This article is about the State of Palestine specifically. For the Fatah-controlled government body, see Palestinian National Authority. For the geographical region, see Palestine (region). For other uses, see Palestine (disambiguation). A request that this article title be changed to Palestine is under discussion. Please do not move this article until the discussion is closed. State of Palestineدولة فلسطين (Arabic)Dawlat Filasṭīn Flag Coat of arms ...
Internet country code top-level domain for Belgium.beIntroduced5 August 1988 (added to root zone)TLD typeCountry code top-level domainStatusActiveRegistryDNS BelgiumSponsorDNS BelgiumIntended useEntities connected with BelgiumActual useVery popular in Belgium; also used by YouTube for URL shorteningRegistered domains1,746,459 (2022-12-10)[1]Registration restrictionsNoneStructureNames can be registered directly at second level; some third-level names under categories such as ac.be for ...
Township in Warren County, New Jersey, US Township in New Jersey, United StatesHope Township, New JerseyTownshipSignage indicating exit for Hope Township from Interstate 80 eastboundLocation of Hope Township in Warren County highlighted in yellow (right). Inset map: Location of Warren County in New Jersey highlighted in black (left).Census Bureau map of Hope Township, New JerseyHope TownshipLocation in Warren CountyShow map of Warren County, New JerseyHope TownshipLocation in New JerseyShow m...
Not to be confused with Cadillac CTS. Motor vehicle Cadillac CT5'21 CT5-VOverviewManufacturerGeneral MotorsProductionNovember 2019–presentModel years2020–presentAssemblyUnited States: Lansing, Michigan (Lansing Grand River Assembly)China: Jinqiao, Shanghai (SAIC-GM)DesignerJosh Thurber,[1] Henri Kavaja[2]Body and chassisClassMid-size luxury carBody style4-door sedanLayoutFR layout / F4 layoutFMR layout (V-Blackwing)PlatformGM Alpha 2[3]RelatedChevrolet Ca...