بولس الطرسوسي ويعرف عند المسيحيين بأنَّه بولس الرسول أو القديس بولس (أحياناً يُكتب اسمه بالعربية بحرف الصاد بولص)، هو أحد قادة الجيل المسيحي الأول وينظر إليه البعض على أنه ثاني أهم شخصية في تاريخ المسيحية بعد يسوع نفسه. يعرف من قبل المسيحيين برسول الأمم حيث يعتبرونه من أبرز من بشر بهذه الديانة في آسيا الصغرىوأوروبا، وكان له الكثير من المريدين والخصوم على حد سواء. يتوقع أنه لم يتمتع بذات المكانة التي خصها معاصروه من المسيحيين لبطرس أو ليعقوب أخي الرب، ومن خلال الرسائل التي تنسب إليه تتبين ملامح صراع خاضه بولس ليثبت شرعية ومصداقية عمله كرسول للمسيح. ساهم التأثير الذي خلفه بولس في المسيحية بجعله واحداً من أكبر القادة الدينيين في العالم على مر العصور. احتفل العالم المسيحي بين 29 حزيران 2008 و29 حزيران 2009 باليبوبيل الألفي الثاني على مولده في طرسوس (أسية الصغرى).[3]
يعتبر بولس عموماً واحداً من أهم الشخصيات في العصر الرسولي، [4][5] وفي منتصف سنة 30 إلى منتصف سنة 50 من الميلاد أسس العديد من الكنائس في آسيا الصغرىوأوروبا. واستفاد من وضعه كيهوديومواطن روماني ليخدم كل من الجمهور اليهودي والروماني. وفقاً للكتابات في العهد الجديد وقبل تحوله، كرّس بولس حياته إلى اضطهاد تلاميذ يسوع الأوائل في منطقة القدس.[6] في رواية أعمال الرسل (غالباً ما يشار إليها ببساطة باسم سفر أعمال الرسل)، كان بولس يسافر على الطريق من القدس إلى دمشق في مهمة «لاعتقالهم وإعادتهم إلى القدس» عندما ظهر له يسوع المُبعث من قبل ضوء كبير، مما أدى إلى أصابته بالعمى، ولكن بعد ثلاثة أيام، استعاد حنانيا بصره وبدأ بولس يبشر بأن يسوع الناصري هو المسيح اليهوديوابن الله.[7] ما يقرب من نصف سفر أعمال الرسل يتناول حياة بولس وأعماله.
ثلاثة عشر من الكتب السبعة والعشرين الموجودة في العهد الجديد تُنسب تقليديا إلى بولس.[8] سبعة من الرسائل لا جدال فيها من قبل العلماء بأنها أصلية، بينما أربعة من الرسائل تعتبر على نطاق واسع مؤلفات منحولة، في حين أن تأليف الاثنين الأخيرين يخضع للنقاش.[9] لم يتم تأكيد تأليف بولس للرسالة إلى العبرانيين في الرسالة نفسها وكان هناك شك بالفعل في القرن الثاني والثالث.[10] لم يكن هناك جدال تقريباً من القرن الخامس إلى القرن السادس عشر أن بولس هو مؤلفها، [11] ولكن هذه النظرة أصبحت الآن مرفوضة من قبل أغلبية العلماء.[12] يعتقد بعض العلماء أن الستة رسائل المتنازع عليها قد جاءت من أتباع يكتبون باسم بولس، مستخدمين محتويات من رسائل بولس الباقية وغير الباقية.[4][13][14] يجادل باحثون آخرون إن فكرة الانتحال للرسائل المتنازع عليها تثير الكثير من المشاكل.[15] وفقا لباحثين آخرين، فقد حدث تزوير لها بعد وفاة بولس في محاولة من الكنيسة لضم أنصار بولس الغنوصيين.[16][17]
اليوم، لا تزال رسائل بولس تشكل جذور حيوية للاهوت والعبادة والحياة الرعوية في التقاليد الكاثوليكيةوالبروتستانتيةللغرب المسيحي، وكذلك تقاليد الشرق الأرثوذكسية.[18] وقد تم وصف تأثير بولس على الفكر والممارسة المسيحية على أنه «عميق كما هو منتشر»، من بين العديد من الرسل والمبشرين الآخرين المشاركين في انتشار الإيمان المسيحي.[13] طور أوغسطينوس فكرة بولس أن الخلاص مبني على الإيمان وليس على «أعمال الشريعة».[بحاجة لمصدر] تأثر تفسير مارتن لوثر بكتابات بولس حول عقيدة سولا فيدي.
المصادر المتاحة
المصدر الرئيسي للحصول على معلومات حول حياة بولس هو رسائله وسفر أعمال الرسل. ومع ذلك، الرسائل تحتوي على القليل من المعلومات حول ماضي بولس. سفر أعمال الرسل يروي مزيد من المعلومات ولكن يغفل عدة أجزاء من حياة بولس.[19] ويعتقد بعض العلماء أن سفر أعمال الرسل يتناقض مع رسائل بولس في قضايا متعددة، خاصة فيما يتعلق بكمية زيارات بولس إلى الكنيسة في القدس.[20][21]
بعد أن أصبح شاول نفسه فريسياً متحمساً ذا ميول متطرفة عمل على محاربة المسيحية الناشئة على أنها فرقة يهودية ضالة تهدد الديانة اليهودية الرسمية، فنرى أول ظهور له في سفر أعمال الرسل في الإصحاح السابع حيث كان يراقب الشماس استفانوس وهو يرجم حتى الموت بينما كان يحرس هو ثياب الراجمين [28] وهو راضٍ بما يقومون به.[29] عقب إعدام إستفانوس شن اليهود حملة اضطهاد بحق كنيسة أورشليم متسببين في تشتت المسيحيين في كل مكان [30]، فقام بولس بعد أن نال موافقة الكهنة بتتبع المسيحيين (الذين كانوا يسمون بأناس الطريق) حتى مدينة دمشق ليسوقهم موثقين إلى أورشليم.[31]
في طريقه إلى دمشق وبحسب رواية العهد الجديد حصلت رؤيا لشاول كانت سبباً في تغير حياته، حيث أعلن الله له عن ابنه بحسب ما قاله هو في رسالته إلى الغلاطيين[32]، وبشكل أكثر تحديداً فقد قال بولس بأنه رأى (الرب يسوع).[33] وفي سفر أعمال الرسل يتحدث الإصحاح التاسع عن تلك الرؤيا [34] فيصفها على النحو الآتي «وفي ذهابهِ حدث أنهُ اقترب إِلى دمشق فبغتةً أبرق حوله نورٌ من السماء»، بعد ذلك حصل حوار بينه وبين المسيح اقتنع شاول على إثره بأن يسوع الناصري هو المسيح الموعود. يتكرر ذكر هذه الرؤيا في سفر أعمال الرسل مع بعض الاختلافات الطفيفة في (22: 6-11) و(26: 13-18).
بعد تلك الرؤيا اقتيد شاول وهو مصاب بالعمى إلى مدينة دمشق حيث اعتمد على يد حنانيا ورُدَّ إليه بصره بحسب رواية الكتاب المقدس[35]، وعرف شاول باسم بولس بعد اعتناقه المسيحية. قضى بولس فترة من الزمن في العربية (ربما بادية الشام) ثم عاد إلى دمشق، وهناك تآمر عليه اليهود ليقتلوه وأبلغوا عنه الحاكم فقام رفاقه بتسهيل هروبه من المدينة بأن دلوه في سل من فوق السور (في الموقع الذي يعتقد أنه كنيسة مار بولس في باب كيسان اليوم).[36]
عمله الرسولي
الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله. لكنه أخلى نفسه، آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفعه الله أيضا، وأعطاه اسما فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب.
— رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 6-11
بعد ثلاث سنين عاد بولس إلى أورشليم (40 م؟) وهو راغب بلقاء رسل المسيح، فمكث عند بطرس خمسة عشر يوماً قابل خلالها يعقوب البار، عقب ذلك ابتدأ برحلاته التبشيرية الشهيرة في الغرب، ولكنه قام أولاً بالتبشير في سورياوكيليكية.[37] وفي العشرين سنة اللاحقة قام بولس بتأسيس العديد من الكنائس في آسيا الصغرى وثلاث كنائس على الأقل في أوروبا.[38]
الرحلة التبشيرية الأولى
مكث بولس لفترة من الزمن في مدينته طرسوس ومن ثم انضم إلى برنابا وذهبا معاً إلى أنطاكية حيث وعظا فيها سنة كاملة، ومن هناك انحدروا إلى منطقة اليهودية حاملين معهم مساعدات من كنيسة أنطاكية.[39] وبعد أن أكملا مهمتهما غادرا أورشليم يرافقهما مرقس.[40] من أنطاكية بدأ بولس رحلته التبشيرية الأولى [41] رافقه فيها برنابا وفي قسم منها ابن أخت هذا الأخير مرقس. فعبروا البحر إلى قبرص وبعد ذلك إلى جنوب تركيا (بيرجة، بيسيدية، أيقونية، لسترة، دربة). كان بولس ورفاقه يتبعون أسلوباً معيناً في الدعوة، فقد كانوا يتنقلون من مدينة إلى أخرى ينادون بالخلاص بيسوع المسيح في مجامع اليهود وفي الأسواق والساحات العامة حيث أوجدوا جماعات مسيحية جديدة وأقاموا لها رعاة وقساوسة. انقسم اليهود من سامعيهم بين مؤيد ومعارض، وأما بولس فقد حول وجهه صوب الوثنيين ليتلمذهم هم أيضاً على ما يؤمن به.[42]
مجمع أورشليم
حوالي عام 48 م وقعت أزمة بين مسيحيي أنطاكية حول مسألة الختان عندما وصل إلى المدينة مسيحيون ذو خلفية يهودية يطالبون بضرورة تطبيق شريعة الختان على المسيحيين القادمين من الديانات الوثنية لكي ينالوا الخلاص، أما بولس وبرنابا فقد خالفا ذلك بشكل كبير، ولما لم يتمكنا من حل المسألة أرسلت كنيسة أنطاكية بهما مع أناس آخرون إلى الرسل ومشايخ أورشليم للنظر في الأمر. وتم عقد ما يعتبره مؤرخو الكنيسة أول مجمع كنسي وهو مجمع أورشليم وافقت فيه الكنيسة على مقترحات بولس وبرنابا بأن لا يلزم بالختان الأمميون المؤمنون بالمسيح وإنما يكتفى منعهم عن «نجاسات الأصنام والزنى والمخنوق والدم» بحسب وصف كاتب سفر أعمال الرسل.[43] وتم بعد ذلك المجمع تحديد المهام التبشيرية في الكنيسة، حيث أصبح بطرس - ويعقوب البارويوحنا بن زبدي - رسولاً للختان (أي اليهود)، وبولس - مع برنابا - رسولاً للأمم (أي غير اليهود).[44] وبفضل ذلك المجمع أيضاً تحدد وجه المسيحية كديانة مستقلة وليس كفرع من فروع اليهودية.[45]
الرحلة التبشيرية الثانية
في الرحلة الثانية [46] أراد برنابا اصطحاب مرقس معهما ولكن بولس لم يوافق على ذلك فوقع شجار فيما بينهما افترقا على إثره، ومضى بولس في طريقه مع سيلا أحد الوعاظ المسيحيين. كان هدف بولس الرئيسي من تلك الرحلة هو المرور على الجماعات المسيحية التي أقامها في جنوب الأناضول خلال رحلته الأولى لتفقد أحوالها، وفي لسترة التقى بتيموثاوس الذي انضم إليه هو الآخر، ثم تابع طريقه باتجاه الشمال حتى وصل إلى الدردنيل ومن هناك عبر إلى اليونان. وفي تلك البلاد أسس بولس كنائس جديدة في فيلبي وتسالونيكي وبيرية وأثيناوكورنثوس. وخلال إقامته الطويلة نوعاً ما في كورنثوس قام بولس بكتابة رسالتيه الأولىوالثانية إلى أهل تسالونيكي (حوالي عام 52 م)، ومن المحتمل أنه كتب في تلك الفترة أيضا رسالته إلى الغلاطيين، مع أن بعض الباحثين يرجحون أن تكون هذه الرسالة – المكتوبة في أنطاكية - هي باكورة أعماله، بينما يذهب آخرون إلى أنها كتبت في فترة لاحقة في مدينة أفسس.[45] أبحر بولس بعد ذلك إلى قيصرية في فلسطين ومنها قام بزيارة لأورشليم ومن ثم عاد إلى أنطاكية.
الرحلة التبشيرية الثالثة
أخذت الرحلة الثالثة [47] بولس إلى غلاطية ثم إلى فريجية ومنها إلى أفسس، وكانت فترة العامين والنصف التي قضاها في أفسس هي أكثر فترات حياته إثماراً، كتب فيها رسالتيه الأولىوالثانية إلى أهل كورنثوس (حوالي عام 56 م). بعدها ذهب بنفسه إلى كورنثوس حيث يعتقد أنه كتب فيها رسالته إلى أهل روما، ثم عاد إلى أفسس وبعدها إلى أورشليم حيث اعتقل فيها، وكانت تلك هي زيارته الأخيرة للمدينة المقدسة (بين عامي 57و59 م).[48]
اعتقاله وموته
في فترة الخمسينات زار بولس أورشليم مع بعض مسيحيي الأمم الذين آمنوا على يديه، وهناك تم اعتقاله لأنه قام بإدخالهم (وهم يونانيون) إلى حرم الهيكل[49]، وبعد سلسلة من المحاكمات أُرسل إلى روما ليقضي بها سنتين وعظ خلالها اليهود والأمم وهو في الأسر، هنا تنتهي رواية سفر أعمال الرسل فلا يعرف بالضبط ماذا حصل له بعد ذلك. يؤرخ وصوله إلى قيصرية إلى ما بين عامي 58 و60 ووصوله إلى روما لربيع عام 61. بحسب التقليد المسيحي فأن بولس أعدم بقطع رأسه بأمر من نيرون على إثر حريق روما العظيم الذي اتهم المسيحيون بإشعاله عام 64 م.[38] يقترح بعض الكتاب نهاية لحياة بولس على الشكل الآتي: فيرون أنه بعد السجن في روما تمت تبرئته وإطلاق سراحه، فذهب بولس لأسبانيا وعاد بعدها إلى الشرق فتوجه إلى أفسس وإلى مقدونياواليونان حيث كتب خلال هذه الفترة رسالته الأولى إلى تيموثاوسورسالته إلى تيطس. وبعد اضطهاد نيرون تم توقيفه باعتباره منتمياً إلى الجماعة المسيحية التي كانت تعتبر حينها خارجة عن القانون، وتمت إعادته إلى روما، وخلال هذه الفترة كتب رسالته الثانية إلى تيموثاوس. عانى بولس في الأسر وبعد محاكمة طويلة حكم عليه بالإعدام بقطع رأسه على طريق أوستي حوالي عام 67. هذه الحبكة مرفوضة من قبل الكثير من النقاد، وبشكل عام فقد تم بناؤها اعتماداً على رسائل بولس الثلاث الآنفة الذكر والتي تسمى بالرسائل الرعوية، وعلى تاريخ الكنيسة ليوسابيوس القيصري وعلى رواية القديس جيروم.[50]
ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا.
— رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 5: 8
كتب بولس جزءا كبيرا من عقيدة الفداء. عَلََم بولس أن المسيحيين ينالون الخلاص من الخطيئة من خلال موت يسوع وقيامته.[64] وفاته كانت كفارة واسترضاء، حيث بدم المسيح، فالسلام قد حل بين الله والإنسان.[64]
ما يعنيه بولس بـ «المسيح» و«ابن الله» لا يمكن معرفته على وجه اليقين. يبدو أنه لم يعرّف شخص يسوع ميتافيزيقيًا. في فيليبي 2: 6–11 يشير بولس إلى أن المسيح يسوع كان موجودًا سابقًا وجاء إلى الأرض: «لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.». يبدو هنا وكأن يسوع كائن سماوي ولكن بدا كإنسان. في رسالة بولس إلى أهل رومية 1: 1–6، كتب بولس أن الله أعلن أن يسوع هو «ابن الله» برفعه من الموت، وهذا الإعلان يعني تصريح واضع لا يستطيع احد ان يقاومه، اي ان الله اثبت للعالم ان يسوع المسيح هو ابنه الوحيد الأزلي من خلال إقامته من الموت. حيث بولس نفسه في رسالته الثانية إلى تيموثاوس وضح ان يسوع هو الله الظاهر في الجسد "وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ." (1 تي 3: 16).1 تي 3: 16
أربع من الرسائل (أفسس، 1 و2 تيموثاوس وتيطس) تعتبر على نطاق واسع منحولة، في حين أن تأليف الاثنين الآخرين خاضع للنقاش.[9] يعتقد بعض العلماء أن الستة رسائل المتنازع عليها قد جاءت من أتباع يكتبون باسم بولس، مستخدمين محتويات من رسائل بولس الباقية وغير الباقية.[4][13][14] يجادل باحثون آخرون إن فكرة الانتحال للرسائل المتنازع عليها تثير الكثير من المشاكل.[15] وفقا لباحثين آخرين، فقد حدث تزوير لها بعد وفاة بولس في محاولة من الكنيسة لضم أنصار بولس الغنوصيين.[16][17]
لم يتم تأكيد تأليف بولس للرسالة إلى العبرانيين في الرسالة نفسها وكان هناك شك بالفعل في القرن الثاني والثالث.[10] لم يكن هناك جدال تقريبا من القرن الخامس إلى القرن السادس عشر أن بولس هو مؤلفها، [11] ولكن هذه النظرة أصبحت الآن مرفوضة من قبل أغلبية العلماء.[12]
من بين كتب العهد الجديد الـ 27 تنسب 13 منها بشكل مباشر إلى بولس الطرسوسي، كما أن قرابة نصف سفر أعمال الرسل كرس للحديث عن حياته وعن مهماته التبشيرية، وبالمحصلة فإن حوالي نصف كتاب العهد الجديد قد تمت كتابته بيد بولس وبيد أشخاص تأثروا بفكر وكرازة هذا الأخير. في دراسة وتتبع ملامح حياة وفكر بولس يستند عادةً بشكل رئيسي على الرسائل السبع الأصلية وبمرتبة ثانية على سفر أعمال الرسل. تلك الرسائل -الأصلية- بحسب ترتيبها في الكتاب المقدس هي:[73]
بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع.
إن كان بخطية واحد مات الكثيرون، فبالأولى كثيرا نعمة الله، والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح، قد ازدادت للكثيرين!.
المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب: ملعون كل من علق على خشبة.
إن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم.
المحبة لا تسقط أبدا. وأما النبوات فستبطل، والألسنة فستنتهي، والعلم فسيبطل.
ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان: ما أعده الله للذين يحبونه.
التأثير على المسيحية
تأثير بولس على التفكير المسيحي كان أكثر أهمية من أي مؤلف آخر لكتب العهد الجديد. أعلن بولس أن «المسيح هو نهاية القانون»، [74] وتشمل كتابات بولس الإشارة الأقدم إلى «العشاء الأخير»، [75] مواضيع القدر التي توجد في المسيحية الغربية لا تظهر في اللاهوت الشرقي. استمد أوغسطينوس من بولس، وخاصة الرسالة إلى أهل روما.[19]
هيمنت شخصية بولس الطرسوسي على العصر الرسولي للمسيحية كما أن رسائله خلفت أثراً عظيماً على هذه الديانة، فقد تضمنت أولى كتابات اللاهوت المسيحي، وكانت كتاباته تلك ذات طابع روحاني أكثر من أن تكون تحليلات ذات صفة منهجية. وأصبح لاهوت بولس منبعاً للعقائد المسيحية أعطى له اللاهوتيون المسيحيون تفسيرات عديدة، فقد اعتمدت عليه الكنيسة منذ العصور الأولى وإليه استندت الفرق المسيحية المختلفة لاحقاً؛ لدعم معتقداتها، فمثلاً: اعتمد مارتن لوثر على رسالة بولس إلى أهل روما؛ ليثبت مبدأه حول الخلاص بالإيمان فقط بدون الأعمال. وبشكل عام فإن فكر بولس حول حياة وموت وقيامة المسيح، وحول كون الكنيسة هي جسد المسيح السري، وتعليمه عن الناموس والنعمة، ونظرته حول التبرير قد ساهمت بشكل قاطع بإعطاء الإيمان المسيحي شكله المعروف.[45]
اللاهوت الحديث
في تعليقه «رسالة بولس الرسول إلى الرومان» (خصوصًا في الطبعة الثانية التي تمت إعادة كتابتها تمامًا في عام 1922) قال كارل بارث أن الله الذي ظهر في صليب يسوع يتحدى ويطاحق أي محاولة لتحالف الله مع ثقافات الإنسان، والإنجازات، أو الممتلكات.
بالإضافة إلى العديد من الأسئلة حول حقيقة أصول بعض تعاليم بولس والتي تطرحها الشخصيات التاريخية، بعض لاهوتيي العصر الحديث أيضا ذكروا أن تعاليم بولس تختلف بشكل ملحوظ عن تعاليم يسوع كما وردت في الأناجيل.[76] باري ويلسون يذكر أن بولس يختلف عن يسوع من حيث أصل رسالته، وتعاليمه وممارساته.[77] بل ذهب البعض إلى القول أنه بسبب هذه الاختلافات الظاهرة في التعاليم، فبولس في الواقع يعتبر «المؤسس الثاني» للمسيحية (ويسوع هو المؤسس الأول).[78][79]
روبرت برايس في أحد كتبه يقول «رسائل بولس تكشف عن نفسها للقارئ الفطن أن لديها بالضبط نفس النوع من القيود التي لدى الأناجيل: كلا منهما تجميعات من الشظايا وقطع من النصوص ساهم بها واختلقها مؤلفون ومجتمعات مختلفة جدا من حيث الميول اللاهوتية».[80]
كما في التقاليد الشرقية بشكل عام، يفسر الإنسانيون الغربيون الإشارة في الرسالة إلى أهل روما 9 بأنها تعكس علم الغيب الإلهي.[19]
تقاليد الكنيسة
اقترح العديد من الكتاب المسيحيين المزيد من التفاصيل حول حياة بولس.
في رسالة كليمنت الأولى، وهي رسالة كتبها الأسقف الروماني كليمنت الروماني في حوالي عام 90، تضم تقارير عن بولس:[81]
«بسبب الغيرة والفتنة، بولس من خلال مثاليته يعطى جائزة التحمل المريض. بعد ذلك، كان قد قضى سبع مرات في السندات، ونُقل إلى المنفى، وتم رجمه، ووعظ في الشرق والغرب، وفاز بالشهرة النبيلة التي كانت من ثوابت إيمانه، بعد أن علّم البر للعالم بأسره. ووصل إلى أبعد حدود الغرب؛ وَلَمَّا تَحْمِلَ شَهَادَتَهُ أَمَامَ الْحُكَّامِ، فَذَهَبَ مِنَ الْعَالَمِ وَمَضَى إِلَى الْمَقْدِمِ، فَوَجَدَ لَهُ نَمطًا مُلْتَهِبًا لِتَحَمُّلِ الصَّبَاح.»
وتعليقًا على هذا المقطع كتب ريمون براون أنه في حين «لا يقول صراحة» أن بولس استشهد في روما، «مثل هذا الإستشهاد هو التفسير الأكثر منطقية».[82] كتب يوسابيوس القيصري، في القرن الرابع أن بولس قد قطع رأسه في عهد الإمبراطور الروماني نيرون.[83] وقد تم تأريخ هذا الحدث إما إلى عام 64، عندما دمر حريق روما، أو بعد بضع سنوات، إلى عام 67. ووفقاً لأحد التقاليد، فإن كنيسة القديس بولس تري فونتاني تشير إلى مكان إعدام بولس. احتفال ذكرى القديس بولس هو احتفال رسمي روماني كاثوليكي، يحتفل به في يوم 29 يونيو، في ذكرى استشهاده، ويعكس تقليدًا (احتفظ به يوسابيوس) أن بطرس وبولس قد إستشهدا في نفس الوقت.[84] التقويم الليتورجي الروماني لليوم التالي يتذكر الآن جميع المسيحيين الذين استشهدوا في هذه الاضطهادات المبكرة. في السابق، كان 30 يونيو هو يوم عيد القديس بولس.[85] ولا يزال بإمكان الأشخاص أو الطوائف الدينية ذات الصلة الخاصة بالقديس بولس الاحتفال برعيتهم في 30 يونيو.[86]
وجهات نظر أخرى
الابيونية
رفضت فرقة الإيبونية تعاليم بولس واعتبرته مرتدًا عن شريعة موسى، ورفضوا أن يكون بولس رسولًا.[87]
اليهودية
الذين قتلوا الرب يسوع وأنبياءهم، واضطهدونا نحن. وهم غير مرضين لله وأضداد لجميع الناس.
— رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 2: 15
يعتبر الاهتمام في شخص بولس الطرسوسي ظاهرة حديثة في اليهودية. قبل ما يسمى إعادة الفهم اليهودي ليسوع الناصري (كيهودي) في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كان بالكاد ظهر بولس في الخيال الشعبي اليهودي وكان قد كتب عنه القليل من قبل الزعماء الدينيين والعلماء اليهود. يمكن القول، انه كان غائبا عن التلمود والأدب اليهودي، على الرغم من ظهوره في بعض الأدبيات الحاخامية مثل «تلدوت ياشو».[88] بسبب قيام بولس بنشر المسيحية خصوصًا لدى غير اليهود، أصبح موقف بولس أكثر أهمية في إعادة البناء التاريخية اليهودية والعلاقة اليهودية مع المسيحية. وقد ظهرت كمفتاح لبناء الحواجز (مثل بالنسبة لكل من هاينريش جرتش ومارتن بوبر) أو الجسور (مثل إسحق ماير وايز وكلود مونتيفيوري) في العلاقات بين الأديان، [89] وكجزء من النقاش داخل اليهودية حول ما يشكل أصالة اليهودية (على سبيل المثال جوزيف كلوزنر وهانز يواكيم)، وفي بعض الأحيان كشريك في الحوار بين الأديان (مثل ريتشارد ل. روبنشتاين ودانيال بويارين).[90] وقد ظهر في أعمال موسيقية دينية (فيلكس مندلسون)، ولوحة (لودفيغ مايندير) ومسرحية (من قبل فرانس فرفل)، [91]
وكانت هناك عدة روايات حول بولس كبتها أدباء يهود منهم على سبيل المثال (شالوم آش وصموئيل ساندميل).[92] وقد اعتبر عدد من الفلاسفة اليهودي (بما في ذلك باروخ سبينوزا، ليف شيتزتوف، وجاكوب جاوبيس)[93] ومحليلين نفسيين يهود (بما في ذلك سيجموند فرويدوهانز ساكس)[94] أن بولس هو واحد من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الفكر الغربي.
الإسلامية
تُشير مصادر إسلامية أن شاؤول الطرسوسي والتي تُطلق عليه أيضًا الرسول الكاذب، هو من الذي حرف الديانة المسيحية، ومن أفسد تعاليمها الأصلية،[95][96][97] من خلال إدخال عناصر مثل الوثنية،[98] وأنه قام بتحويل المسيحية إلى لاهوت الصليب،[99] وإدخال الخطيئة الأصلية،[100] والحاجة إلى الفداء. وتشير المصادر الإسلامية بأنه لم يكن رسولاً حقيقياً ولا قديساً.
زعم سيف بن عمر أن بعض الحاخامات أقنعوا بولس بتضليل المسيحيين الأوائل عمداً بإدخال ما اعتبره ابن حزم عقائد مرفوضة إلى المسيحية.[101][102]ابن حزم أكد زعم سيف.[103] الحاخام يعقوب القرقساني يعتقد أيضا أن بولس قد أنشأ المسيحية عن طريق إدخاله عقيدة الثالوث.[101] تعرض بولس لانتقادات من قبل بعض المفكرين المسلمين الحديثين. كتب سيد محمد العطاس أن بولس قام بتحريف رسالة يسوع،[95] واتهم رشيد رضا بولس بإدخال الشرك إلى المسيحية.[104] استشهد محمد علي جوهر بكتابات أدولف فون هارناك الناقدة لبولس.[104]
في سجال بعض السنة، يلعب بولس نفس الدور (تعمد إفساد تعاليم يسوع) الذي لعبه في وقت لاحق اليهودي عبد الله بن سبأ، في السعي إلى تدمير رسالة الإسلام.[102][105][106] بين أولئك الذين يؤيدون هذا الرأي من العلماء ابن تيمية (الذي آمن أن بولس قد نجح في نهاية المطاف بينما فشل ابن سبأ) وابن حزم الأندلسي (الذي ادعى أن اليهود حتى اعترفوا بأغراض بولس الشريرة).[107]
التحليل الأدبي
إدعى الباحث اليهودي البريطاني حايم ماكوبي أن بولس كما هو موصوف في سفر أعمال الرسل ووجهة نظر بولس التي استخلصها من كتاباته هي أشخاص مختلفون جداً. وقد لاحظ بعض الصعوبات في كتابات حياته. بولس كما هو موضح في سفر أعمال الرسل كان أكثر اهتماماً بالتاريخ الواقعي، وأقل في اللاهوت. أفكار مثل التبرير بالإيمان غائبة إلى جانب إشارات الروح، وفقاً لماكوبي. كما أشار إلى أنه لا توجد إشارات إلى يوحنا المعمدان في رسائل بولس، على الرغم من أن بولس يذكره عدة مرات في سفر أعمال الرسل.
وقد اعترض آخرون على أن لغة الخطب هي لغة لوقا أكثر من اللازم بحيث تعكس كلمات أي شخص آخر. وعلاوة على ذلك، كتب جورج شيلنجتون أن مؤلف كتاب أعمال الرسل قام على الأرجح بإنشاء الخطب، وأنهم يحملون علاماته الأدبية واللاهوتية.[108] في المقابل، كتب هوارد مارشال أن الخطب لم تكن اختراعات للمؤلف بالكامل، وعلى الرغم من أنها قد لا تكون دقيقة من حيث الكلمة بكلمة، إلا أن الكاتب يسجل الفكرة العامة عنها.[109]
كان فوستر باور (1792-1860)، أستاذ علم اللاهوت في توبنغن بألمانيا، أول باحث قام بنقد سفر أعمال الرسل ورسائل بولس، ومؤسس مدرسة توبنغن للاهوت، أن بولس بصفته «رسول الأمم»، كان في معارضة عنيفة إلى الرسل الإثني عشر. ويرى باور أن أعمال الرسل كانت متأخرة وغير موثوقة. استمر هذا الجدل منذ ذلك الحين، حيث أكد أدولف ديسمان (1866-1937) وريتشارد ريتسنشتاين (1861-1931) على إرث بولس الإغريقي وألبرت شويتزر على اعتماده على اليهودية.
وجهات نظر أخرى
في القرن الثاني (وربما في أواخر الأول) كانت الغنوصية تتنافس مع التقاليد الدينية المسيحية واشتركتا في بعض العناصر اللاهوتية.
إلين باجلز، أستاذة علوم الدين في جامعة برينستون، رفضت الحكم (في كتابها الغنوصي بولس) سواء كان بولس في الواقع غنوصي أم لا. بدلا من ذلك ركزت على كيفية تفسير الغنوصيين لرسائل بولس وكيف أن الأدلة من المصادر الغنوصية ربما تتحدى الافتراض أن بولس كتب رسائله لمكافحة «الخصوم الغنوصيين» ونبذ الادعاء بأن لديهم الحكمة.[110]
البروفيسور روبرت آيزنمان من جامعة ولاية كاليفورنيا بلونج بيتش يقول أن بولس كان عضوا في عائلة هيرودس الكبير.[111] آيزنمان يقوم بالربط بين بولس وفرد حدده يوسيفوس اسمه "Saulus"، وهو «نسيب أغريباس الأول».[112] عنصر آخر كثيرا ما استشهد به للقول بأن بولس عضو من عائلة هيرودس هو Romans 16:11 حيث كتب بولس: «سلموا على هيروديون نسيبي».
وفقا لتيمو إسكولا، فإن اللاهوت والخطاب المسيحي المبكر تأثر بالحركة اليهودية الروحانية «ميركابا».[113] وبالمثل، ألن سيغال وBoyarin يعتبرون رواية بولس عن تحويله وصعوده إلى السماء كأقدم الروايات لدينا عن تقليد ميركابا في الأدب اليهودي أو المسيحي. على الجانب الآخر، تيموثي تشرشل قد جادل بأن طريق بولس لدمشق لا يناسب نمط ميركابا.[114]
^ ابجإد باريش ساندرز "Saint Paul, the Apostle". Encyclopædia Britannica. Encyclopædia Britannica Online Academic Edition. Encyclopædia Britannica Inc., 2013. Web. 8 Jan. 2013.
^The Canon Debate, McDonald & Sanders editors, 2002, chapter 32, p. 577, by جيمس دان (أستاذ جامعي): "James, the brother of Jesus, and Paul, the two other most prominent leading figures (besides Peter) in first-century Christianity"
^Acts 8:1 "at Jerusalem"; Acts 9:13 "at Jerusalem"; Acts 9:21 "in Jerusalem"; Acts 26:10 "in Jerusalem".
^Acts 9:20 And straightway he preached Christ in the synagogues, that he is the Son of God. Acts 9:21 But all that heard him were amazed, and said; Is not this he that destroyed them which called on this name in Jerusalem, and came hither for that intent, that he might bring them bound unto the chief priests?
^ريموند إدوارد براون (1997), An Introduction to the New Testament, p. [407]. Doubleday
^ ابجThe Blackwell Companion to The New Testament by David E. Aune (ردمك 1405108258) p. 9 "While seven of the letters attributed to Paul are almost universally accepted as authentic (Romans, 1 and 2 Corinthians, Galatians, Philippians, 1 Thessalonians, Philemon), four are just as widely judged to be pseudepigraphical, i.e., written by unknown authors under Paul's name: Ephesians and the Pastorals (1 and 2 Timothy and Titus).
^ ابترتليان knew the Letter to the Hebrews as being "under the name of Barnabas" (De Pudicitia, chapter 20 where T. quotes Heb. 6:4–8); Origen, in his now lost Commentary on the Epistle to the Hebrews, is reported by Eusebius (Hist. Eccl. 6, 25, 13f.) as having written ".. if any Church holds that this epistle is by Paul, let it be commended for this. For not without reason have the ancients handed it down as Paul's. But who wrote the epistle, in truth, God knows. The statement of some who have gone before us is that Clement, bishop of the Romans, wrote the epistle, and of others, that Luke, the author of the Gospel and the Acts, wrote it
^ ابThe New Jerome Biblical Commentary, publ. Geoffrey Chapman, 1989, chapter 60:2 (at p. 920, col.2)
^ ابChapman، Geoffrey (1989). The New Jerome Biblical Commentary. ص. 920 column 2 (Chapter 60). That Paul is neither directly nor indirectly the author is now the view of scholars almost without exception. For details, see Kümmel, I[ntroduction to the] N[ew] T[estament, Nashville, 1975] 392–94, 401–03
^ ابPaul's undisputed epistles are 1st Thessalonians, Galatians, 1st and 2nd Corinthians, Romans, Philippians, and Philemon. The six letters believed by some but not all to have been written by Paul are Ephesians, Colossians, 2 Thessalonians, 1 Timothy, 2 Timothy, and Titus. Paul and His Influence in Early Christianity (United Methodist Church) نسخة محفوظة 4 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
^ ابCarson, D.A.; Moo, D.G. An Introduction to the New Testament. Nottingham: Apollos/Inter-Varsity Press. 2005 (ردمك 978-1-84474-089-5)
^ ابCutner، Herbert (1 يوليو 1986). Jesus: God, Man Or Myth. Health Research Books. ص. 33. ISBN:978-0-7873-0235-1. مؤرشف من الأصل في 2020-03-07. In his pamphlet Paul the Gnostic Opponent of Peter Gerald Massey proves quite clearly to any unbiased reader that "Paul was not a supporter of the system known as Historical Christianity, which was founded on a belief in the Christ carnalized; an assumption that the Christ had been made flesh, but that he was its unceasing and deadly opponent during his lifetime; and that after his death his writings were tampered with, interpolated, and re-indoctrinated by his old enemies, the forgers and falsifiers, who first began to weave the web of the Papacy in Rome."
^ ابFreke، Timothy؛ Gandy، Peter (يونيو 2006). The Laughing Jesus: Religious Lies And Gnostic Wisdom. Three Rivers Press (CA). ص. 73. ISBN:978-1-4000-8279-7. مؤرشف من الأصل في 2020-01-21. Not only is Irenaeus the first person in history to mention Matthew, Mark, Luke and John, and The Acts of the Apostles, he also claims to be in possession of a number of letters by Paul which have not been heard of previously. In these letters, which are known as the 'pastorals', Paul has been transformed from a Gnostic into a Literalist. Of the thirteen letters attributed to Paul in the New Testament, the three letters that are most widely dismissed by scholars as forgeries are the pastorals, which Gnostics at the time also refused to acknowledge as authentic.
^Aageson, James W. Paul, the Pastoral Epistles, and the Early Church. Hendrickson Publishers, 2008. (ردمك 978-1-59856-041-1) p. 1
^ ابج"Paul, St", Cross, F. L., ed. The Oxford Dictionary of the Christian Church. New York: Oxford University Press. 2005
^Ehrman, Bart. The New Testament: A Historical Introduction to the Early Christian Writings. Oxford University Press. 2003. p. 393 (ردمك 0-19-515462-2). "... when we come to the Pastoral epistles, there is greater scholarly unanimity. These three letters are widely regarded by scholars as non-Pauline."
^Collins, Raymond F. 1 & 2 Timothy and Titus: A Commentary. Westminster John Knox Press. 2004. p. 4 (ردمك 0-664-22247-1). "By the end of the twentieth century New Testament scholarship was virtually unanimous in affirming that the Pastoral Epistles were written some time after Paul's death. ... As always some scholars dissent from the consensus view."
ساندرز، E. P. "القديس بولس الرسول". Encyclopædia Britannica. Encyclopædia Britannica Online الأكاديمية الطبعة. Encyclopædia Britannica Inc.، 2013. ويب. 8 يناير. 2013.
^Eerdmans Commentary on the Bible by جيمس دان (أستاذ جامعي) (Nov 19, 2003) (ردمك 0802837115) p. 1274 "There is general scholarly agreement that seven of the thirteen letters bearing Paul's name are authentic, but his authorship of the other six cannot be taken for granted ... Romans, 1 and 2 Corinthians, Galatians, Philippians, 1 Thessalonians and Philemon are certainly Paul's own".
^Pheme Perkins, Reading the New Testament: An Introduction (Paulist Press, 1988), (ردمك 0809129396) pp. 4–7.
^Ed Hindson؛ Ergun Caner (1 مايو 2008). The Popular Encyclopedia of Apologetics: Surveying the Evidence for the Truth of Christianity. Harvest House Publishers. ص. 280. ISBN:978-0736936354.
^James De Young (9 ديسمبر 2004). Terrorism, Islam, and Christian Hope: Reflections on 9–11 and Resurging Islam. Wipf and Stock Publishers. ص. 64. ISBN:978-1597520058. How did the original truth regarding God (Allah) come to be distorted? The culprit is the apostle Paul. Paul's concepts of original sin and the need for redemption are wrong because they contradict the teaching of the Old Testament (which denies that a son should suffer for the sins of his father; Deut. 24:16; Jer. 31:29–30; Ezek. 18:19–20); and they contradict the teaching of Jesus (John 9:1–3). Indeed, Paul's "revealed" version of Christianity was "fundamentally different from what the chosen disciples of Jesus knew to be the teaching of the Master, so that there was a serious conflict between Paul and the original followers of Christ" who never deviated from strict monotheism. [under 'Islam's Rejection of Christian Doctrine']
^ ابSean Anthony (25 نوفمبر 2011). The Caliph and the Heretic: Ibn Saba and the Origins of Shi'ism (ط. illustrated). Brill. ص. 68. ISBN:978-9004209305.
^Ross Brann (21 ديسمبر 2009). Power in the Portrayal: Representations of Jews and Muslims in Eleventh- and Twelfth-Century Islamic Spain. Princeton University Press. ص. 65–66. ISBN:978-1400825240.
^Ross Brann (21 ديسمبر 2009). Power in the Portrayal: Representations of Jews and Muslims in Eleventh- and Twelfth-Century Islamic Spain. Princeton University Press. ص. 65–6. ISBN:978-1400825240.
^Zoltan Pall (2013). Lebanese Salafis Between the Gulf and Europe: Development, Fractionalization and Transnational Networks of Salafism in Lebanon. Amsterdam University Press. ص. 55. ISBN:978-9089644510.
^Timo Eskola. Messiah and the Throne: Jewish Merkabah Mysticism and Early Exaltation Discourse Tubingen: Mohr Siebeck, 2001.
^Churchill, Timothy W. R. Divine Initiative and the Christology of the Damascus Road Encounter, Eugene: Pickwick, 2010.
^The Writings of Thomas Jefferson: Being his Autobiography, Correspondence, Reports, Messages, Addresses, and Other Writings, Official and Private. Published by the Order of the Joint Committee of Congress on the Library, from the Original Manuscripts, Deposited in the Department of State, With Explanatory Notes, Tables of Contents, and a Copious Index to Each Volume, as well as a General Index to the Whole, by the Editor H. A. Washington. Vol. VII. Published by Taylor Maury, Washington, D.C., 1854.
^Tolsoy، Leo (1882). Church and State. This deviation begins from the time of the Apostle and especially after that hankerer after mastership Paul
Yauco Municipio BanderaEscudo Otros nombres: El Pueblo del Café, Capital Taína, Los Corsos Himno: Pueblo de gestas gloriosas Coordenadas 18°02′13″N 66°51′01″O / 18.036944444444, -66.850277777778Entidad Municipio • País Estados Unidos • Estado libre asociado Puerto RicoAlcalde Ángel Luis Luigi Torres-Ortíz (2016- )Fundación 29 de febrero de 1756Superficie • Total 178.1 km²Población (2010) • Total 42 043...
هذه مقالة غير مراجعة. ينبغي أن يزال هذا القالب بعد أن يراجعها محرر؛ إذا لزم الأمر فيجب أن توسم المقالة بقوالب الصيانة المناسبة. يمكن أيضاً تقديم طلب لمراجعة المقالة في الصفحة المخصصة لذلك. (أكتوبر 2018) هذه المقالة عن زاوية سيدي الطيب العيشوني. لمعانٍ أخرى، طالع سيدي ال�...
المالطية الاسم الذاتي Malti الناطقون 371,900 (1975)[1] الدول مالطا الرتبة غير موجودة في أول 100 الكتابة الأبجدية المالطية مشتقة من الأبجدية اللاتينية النسب أفريقية آسيوية الساميةالسامية الغربيةالسامية الوسطىالسامية الجنوبية الوسطىالعربيةمغاربية عربيةصقلية عربيةالما...
American television broadcasting company This article does not cite any sources. Please help improve this article by adding citations to reliable sources. Unsourced material may be challenged and removed.Find sources: Renaissance Broadcasting – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (December 2009) (Learn how and when to remove this template message) Renaissance BroadcastingCompany typePublicIndustryBroadcasting, TelevisionFounded1982; 42&...
Archaeological site in Ohio, United States United States historic placeFort Hill State ParkU.S. National Register of Historic Places Entrance sign on SR41Nearest citySinking Spring, OhioCoordinates39°06′47″N 83°24′23″W / 39.1131°N 83.4063°W / 39.1131; -83.4063Area400 acres (160 ha)NRHP reference No.70000500[1]Added to NRHPNovember 10, 1970 Fort Hill State Memorial is a Native American earthwork located in Highland County, Ohio, United...
Stephen MoyerMoyer pada Oktober 2013LahirStephen John Emery11 Oktober 1969 (umur 54)Brentwood, Essex, InggrisPekerjaanPemeran, sutradaraTahun aktif1993–kiniSuami/istri Tidak diketahui (bercerai) Anna Paquin (m. 2010) PasanganLorien Haynes (2000–2007)Anak4 Stephen Moyer (nama lahir Stephen John Emery; lahir 11 Oktober 1969)[1] adalah seorang pemeran dan sutradara film dan televisi Inggris yang dikenal sebagai vampire Bill Compton dalam seri...
Internazionali BNL d'ItaliaInformasi TurnamenDibentuk1930; 94 tahun lalu (1930)LokasiRoma, ItaliaTempatForo ItalicoPermukaanTanah liat (outdoor)ATP World TourKategoriATP World Tour Masters 1000Peserta56S / 28Q / 24DHadiah uang€4,300,755WTA TourKategoriPremier 5Peserta56M / 32Q / 28DHadiah uang€2,399,000 Italia Terbuka, atau dengan nama sponsor Internazionali BNL d'Italia, adalah turnamen tenis profesional yang diselenggarakan di Roma, Italia. Turnamen ini terkategori sebagai ATP Worl...
马来亚大学University of Malaya(英語)Universiti Malaya(馬來語)老校名七州府医学堂、爱德华七世医学院、莱佛士学院校训Knowledge is the Source of Progress(英語)Ilmu Punca Kemajuan(馬來語)校訓中譯「知识乃成功之本」创办时间1905年9月28日,118年前(1905-09-28)[1][2]学校类型国立综合研究型大学捐贈基金$385 million(2017年8月)校监Sultan Nazrin Muizzuddin Shah ibni Almar...
Multipurpose arena in Ottawa This article needs additional citations for verification. Please help improve this article by adding citations to reliable sources. Unsourced material may be challenged and removed.Find sources: Canadian Tire Centre – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (June 2018) (Learn how and when to remove this message) Scotiabank Place redirects here. Not to be confused with Scotiabank Arena. Canadian Tire CentreCanadian Tire ...
Autoritratto (1840) Branwell Brontë (Thornton, 26 giugno 1817 – Haworth, 24 settembre 1848) è stato un pittore, scrittore e insegnante britannico. Indice 1 Biografia 1.1 Infanzia e formazione 1.2 L'età adulta 1.3 La morte 2 Nella cultura di massa 3 Note 4 Altri progetti 5 Collegamenti esterni Biografia Infanzia e formazione Ritratto delle sorelle Brontë realizzato da Branwell Brontë nel 1834 Patrick Branwell Brontë nacque a Thornton, nel West Yorkshire, quarto dei sei figli di Patrick...
السياحة الريفية[1]، (بالإنجليزية: Rural touris)، تبلور مفهومها على أنها قضاء عطلات أهل المدينة في بيوت ريفية، لكي يعايشوا حياة أهل الريف أثناء الإجازة. وقد انتشر هذا النوع من السياحة في دول أوروبية، وعربية[2] كثيرة منها بريطانيا، وفرنسا، السعودية، مصر، الأردن، سورية، ح�...
News program Fox News SundayCreated byRoger AilesPresented byShannon BreamCountry of originUnited StatesOriginal languageEnglishNo. of seasons28No. of episodes1,462(as of April 28, 2024)ProductionProduction locationsFox News Washington Bureau400 N Capitol Street NWWashington, D.C., U.S.Camera setupMulti-cameraRunning time60 minutesOriginal releaseNetworkFoxFox NewsReleaseApril 28, 1996 (1996-04-28) –present Fox News Sunday is a Sunday morning talk show that has aired on the broadc...
Este artículo o sección tiene referencias, pero necesita más para complementar su verificabilidad. Busca fuentes: «Nicolás I de Rusia» – noticias · libros · académico · imágenesPuedes avisar al redactor principal pegando lo siguiente en su página de discusión: {{sust:Aviso referencias|Nicolás I de Rusia}} ~~~~Este aviso fue puesto el 2 de febrero de 2024. Nicolás I de Rusia Emperador de Rusia Emperador y Autócrata de Todas las Rusias 1 de diciembre de 182...
Pantherinae[1] Periode Miosen Akhir sampai Holosen PreЄ Є O S D C P T J K Pg N Pantherinae Anggota subfamili Pantherinae (dari kiri): jaguar, macan tutul, singa, harimau, macan tutul salju dan macan dahanTaksonomiKelasMammaliaOrdoCarnivoraSuperfamiliFeloideaFamiliFelidaeSubfamiliPantherinae Pocock, 1917 Genera Neofelis Panthera Distribusi Pantherinae adalah subfamili dalam famili Felidae; dinamakan dan pertama kali dijelaskan oleh Reginald Innes Pocock pada 1917 yang hanya memasukka...
Kyōto-fu (京都府) Prefektur Flagga Symbol Land Japan Ö Honshū Region Kansai(Kinki) Antal städer 15 Antal distrikt 6 Antal landskommuner 11 Residensstad Kyoto Area 4 612,19 km²[1] (31:e största av Japans 47 prefekturer) - vatten 1,0 % Folkmängd 2 610 140 (1 okt 2015)[1] (13:e största av Japans 47 prefekturer) Befolkningstäthet 566 invånare/km² Blomma Prunus spachiana Träd Kitayama Sugi(Cryptomeria japonica) Fågel V...
Place in Andhra Pradesh, IndiaBorra Caves Borrā GuhaluBorra CavesLocation in Andhra Pradesh, IndiaCoordinates: 18°10′N 83°0′E / 18.167°N 83.000°E / 18.167; 83.000CountryIndiaStateAndhra PradeshDistrictAlluri Sitharama RajuArea • Land0.8 sq mi (2 km2)Elevation2,313 ft (705 m)Time zoneUTC+5:30 (IST)Located in Borra village in the Ananthagiri hills of Eastern Ghats The Borra Caves (Borrā Guhalu) are located on the East Coast...
Pour les articles homonymes, voir Le Guillou. Philippe Le GuillouPhilippe Le Guillou au Salon du livre de Paris en 2011.FonctionDoyenGroupe Lettres de l'inspection générale de l'Éducation nationale (d)2006-2012Jean Ehrsam (d)Paul Raucy (d)BiographieNaissance 12 août 1959 (64 ans)Le Faou, FinistèreNationalité françaiseFormation Université Rennes-II (maîtrise (en)) (jusqu'en 1981)Lycée Chateaubriand de RennesActivités Écrivain, critique littéraireAutres informationsA travaill...