تُعَدُّ فاطمة الزهراء من النساء العربيات اللاتي عرفن بالبلاغة والفصاحة، حتى أن ابن طيفور المتوفى 280هـ، أورد خطبها في كتابه بلاغات النساء ناقلًا عن أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين قوله: "رأيت مشايخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهم ويعلمونه أبناءهم".[5]
وعلى جانب آخر تقول بعض الروايات الشيعية أن خديجة بنت خويلد ما كانت تشعر بثقل حملها، وكانت تكلّم فاطمة وهي جنين لتؤنسها وتسلّيها.[17][18]
نشأتها
شَهَدَتْ فاطمة منذ طفولتها أحداثًا جسامًا كثيرةً، فقد كان النبي يعاني من اضطهاد قريش وكانت فاطمة تُعِينهُ على ذلك الاضطهاد وتسانده وتؤازره، كما كان يعاني من أذى عَمه أبي لهب وامرأته أم جميل من إلقاء القاذورات أمام بيته فكانت فاطمة تتولى أمور التنظيف والتطهير.
وكان من أشد ما قَاسَته من آلالام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي حُوصَرْ فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب أبي طالب، وأقاموا على ذلك ثلاثة سنوات، فلم يكن المشركون يتركون طعامًا يدخل مكة ولا بيعاٌ إلا واشتروه، حتى أصاب التَّعب بني هاشم واضطروا إلى أكل الأوراق والجلود، وكان لا يصل إليهم شيء إلا مستخفيًا، ومن كان يريد أن يصل قريبًا لهُ من قريش كان يصله سرًا.
وقد أثر الحصار والجوع على صحة فاطمة، ولكنّه زادها إيمانًا ونضجًا. وما كادت فاطمة الصغيرة تخرج من محنة الحصار حتى فوجئت بوفاة أمها خديجة فامتلأت نفسها حزنًا وألمًا، ووَجَدَتْ نفسها أمام مسؤوليات ضخمة نحو أبيها مُحَمَّد بنِ عَبد الله، وهو يمرّ بظروف قاسية خاصة بعد وفاة زوجته وعمّه أبي طالب. فما كان منها إلا أن ضاعفت الجهد وتحملت الأحداث بصبر، ووقفت إلى جانب أبيها الرسول مُحَمَّد بنِ عبد الله صلى الله عليه وسلم لتقدم له العوض عن أمها وزوجته ولذلك كانت تُكنّى بـ أم أبيها.
في شهر صفر من السنة الثانية من الهجرة زوج النبي ابنته فاطمة لعلي بن أبي طالب، ولم يتزوج بأخرى في حياتها، وقال ابن عبد البر: دخل بها بعد معركة أحد. وقد رُوي أن تزويج فاطمة من علي كان بأمر من الله، حيث توالى الصحابة على محمد لخطبتها إلا أنه ردهم جميعا حتى أتى الأمر بتزويج فاطمة من علي،[25] فأصدقها علي درعه الحطمية ويقال أنه باع بعيرا له وأصدقها ثمنه الذي بلغ 480 درهما على أغلب الأقوال.[26] وأنجب منها الحسنوالحسين في السنتين الثالثة والرابعة من الهجرة على التوالي،[27] كما أنجب زينبوأم كلثوموالمحسن، والأخير حوله خلاف تاريخي حيث يروى أنه قتل وهو جنين يوم حرق الدار، وفي روايات أخرى أنه ولد ومات في حياة النبي، في حين ينكر بعض السنة وجوده من الأساس. في أكثر من مناسبة صرح محمد أن علي وفاطمة والحسن والحسين هم أهل بيته مثلما في حديث المباهلةوحديث الكساء،[28] ويروى أنه كان يمر بدار علي لإيقاظهم لآداء صلاة الفجر ويتلو آية التطهير.[29][30] وقد روى الليث بن سعد: «تزوج علي فاطمة فولت له حسنًا، وحسينًا، ومحسنًا، وزينب، وأم كلثوم، ورقية، فماتت صغيرة ولم تبلغ»[31][32][33][34] وينقل أبو إسحاق الإسفراييني ويضيف أن علي وفاطمة أنجبا سكينة.[35][36]
الزهراء: هناك أقوال بأنها كانت بيضاء اللون مشربة بحمرة زهرية. إذ كانت العرب تسمي الأبيض المشرب بالحمرة بالأزهر ومؤنثه الزهراء، وهناك من يقول أن النبي محمد هو من سماها بالزهراء لأنها كانت تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض، وذلك لزهدها وورعها واجتهادها في العبادة، وفي ذلك ينقل بعض المحدثين وأصحاب السير عنها عباداتٍ وأدعيةً وأورادًا خاصة انفردت بها، مثل: تسبيح الزهراء، ودعاء الزهراء وصلاة الزهراء وغير ذلك.[38]
البتول: تعددت الأقوال حول هذه التسمية، منها:
قول النووي في شرح مسلم: التبتل هو الانقطاع عن النساء وترك النكاح انقطاعًا إلى عبادة الله، وأصل التبتل القطع ومنه مريم البتول وفاطمة البتول لانقطاعهما عن نساء زمانهما دينا وفضلًا ورغبة في الآخرة.[39]
قول ابن حجر العسقلاني في الفتح: وقيل لفاطمة البتول إما لانقطاعها عن الأزواج غير علي، أو لانقطاعها عن نظرائها في الحسن والشرف.[39]
قيل: لأنها تبتلت عن دماء النساء.
الحوراء الإنسية: ويستشهدون برواية عن رسول الإسلام أوردها الطبراني في المعجم الكبير: (فاطمة حوراء إنسيّة، فكلّما اشتقتُ إلى رائحة الجنّة شممتُ رائحة ابنتي فاطمة).[40] وجاء الحديث برواية عائشة فهو: «إنّي لما أُسري بي إلى السماء، أدخلني جبريلُ الجنّة، فناولني منها تفّاحة، فأكلتُها فصارت نُطفةً في صُلبي، فلمّا نزلتُ واقعتُ خديجة، ففاطمة من تلك النطفة، وهي حوراء إنسيّة، كلمّا اشتقتُ إلى الجنّة قبّلتُها.»[41] أما الحديث الثاني رواه الطبراني وفيه أبو قتادة الحراني وثقه أحمد وقال: كان يتحرى الصدق، وأنكر على من نسبه إلى الكذب، وضعفه البخاري وغيره، وقال بعضهم: متروك، وفيه من لم أعرفه أيضًا، وقد ذكر هذا الحديث في ترجمته في الميزان وقال فيه ابن حجر: هذا مستحيل، فإن فاطمة ولدت قبل الإسراء بلا خلاف.[42]
أم أبيها هي كنية من كنى فاطمة الزهراء بنت نبي الإسلاممحمد، كنّى النبي بها ابنته فاطمة، ويناديها بأم أبيها، حيث قال:«فاطمة أم أبيها».[46][47][48] وكان النبي يقول: مرحبًا بأُم أبيها.[49]
سبب تكنية فاطمة بأم أبيها
ذكر أكثر من سبب وراء تكنية فاطمة الزهراء بهذه الكنية. إن هذه الكنية تحمل دلالات في نفس الوقت لأنه حسب ما جاء في الآيات الأولى من سورة النجم
عندما يكنّي النبي بنته بأم أبيها، يقصد من ذلك، الإشارة إلى نقاط هامّة يذكر العلماء بعض هذه النقاط كما في الآتي:
رعايتها المتميزة لأبيها
إن فاطمة الزهراء منذ طفولتها، كانت ترعى أباها رعاية متميزة كرعاية الأم لولدها، وكانت تضمّد جراح أبيها بعد الغزوات أو عند تعرض الكفار للنبي حيث كانوا يصيبونه بجروح. فكانت له بمثابة الأم الرحيمة والعطوفة التي تغدق عليه حنانها ومحبتها، بل كانت له أكثر حنانًا وعطفًا وشفقة من الأم.[50]
تقدير النبي لها
لعله أراد بتكنيته لها بهذه الكنية، أن يظهر تقديره وحبه وحنانه تجاهها، بإظهار المحبة لها على مستوى محبته لأمه آمنة بنت وهب، ليعرف الجميع بأن ابنته الزهراء هي موضع دلاله وتقديره وحبه وحنانه على هذا المستوى الرفيع.[50][51]
إظهار النبيّ المحبة لفاطمة
ونقل التبريزي الأنصاري: إنّ النكتة في هذه التكنية إنما هي محض إظهار المحبة، فإن الإنسان إذا أحبّ ولده أو غيره وأراد أن يظهر في حقّه غاية المحبّة قال: «يا أمّاه» في خطاب المؤنّث، ويا «أباه» في خطاب المذكّر، تنزيلًا لهما بمنزلة الأُمّ والأب في المحبّة والحرمة، على ما هو معروف في العرف والعادة.[52]
منهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن احمد الطبرانيّ المتوفى سنة 360هـ في «المعجم الكبير» (ج 22، ص 397، ط مطبعة الأمة، بغداد) قال: حدثنا الحسين بن فهم، ثنا مصعب بن عبد اللّه الزبيري قال: كنية فاطمة أم أبيها. وكذلك حدثنا محمد بن علي المديني فستقه قال: وكانت فاطمة بنت رسول اللّه ﷺ تكنى أم أبيها.[48]
لفاطمة بنت محمد مكانة عظيمة عند المسلمين بشتى طوائفهم؛ فتجمع على أن لها شأن عند الله يفوق كل نساء العالم، وأنها سيدة نساء العالمين وفقًا للمنظور الإسلامي، ولا يشاركها تلك المكانة سوى القليل من النساء مثل مريم بنت عمران على سبيل المثال، مع أنهم يؤمنون أيضا أن مريم من أفضل نساء العالمين وأتقاهن،[64] وتستمد فاطمة مكانتها عند الشيعة من أنها أم الأئمة المعصومين لديهم، ولديهم الكثير من الروايات التي تبين مكانتها وأفضليتها عن كل النساء، فبعض المصادر الشيعية تروي أنها ولدت بعد أن أكل والدها تفاحة من الجنة فصارت نطفة في صلبه وكانت هي من هذه النطفة، وروايات شيعية أخرى تذكر أن أفضل نساء العالمين - طبقًا للمنظور الإسلامي - أتين لتوليد خديجة من العالم الآخر تكريمًا للزهراء،[65] ويعتقد الشيعة كذلك بعصمتها، وهي في المرتبة الثالثة من حيث المكانة بعد أبيها محمد وعلي بن أبي طالب. أما من المنظور السني ففاطمة بنت نبيهم وسيدة نساء العالمين، وترجع أفضليتها لأنها من أكثر من عانى وقاسى مع أبيها محمد؛ وكانت هي الراعية له على الرغم من صغر سنها وقسوة الظروف المحيطة بها. ولكنهم لا يعتقدون بعصمتها أو إمامة زوجها وذريتها، وإن كانوا جميعًا ذوي مكانة عظيمة وفقًا لمعتقد أهل السنة والجماعة.
تَعَدَدَت الأقوال والروايات حول ميراث فاطمة، ففي حين يرى الشيعة أن أرض فدك من حق فاطمة كميراث شرعي[132][133]، وأن تمسك أهل السنة بأن الأنبياء لا يورثون وأن ما تركوه صدقة، ويستشهدون بحديث الرسول: «لا نورث، ما تركنا صدقة»[134]، فهو الرأي الذي استند عليه أبو بكر حين كان خليفة المسلمين وعمر بن الخطاب، وأن فاطمة وزوجها علي بن أبي طالب استمسكا بالرأي القائل بأنه حقها. ويسميها الشيعة مظلومية الزهراء، ويعتقدون بأن فاطمة توفيت وهي غَاضِبة على أبي بكر وعمر مستشهدين بأحاديث وروايات من عند أهل السنة أنفسهم كرواية البخاري في صحيحه عن عائشة بنت أبي بكر.[135]
احتجاجات فاطمة:
هذا كِتابُ اللَّهِ حُكْمًا عَدْلًا وَناطِقًا فَصْلًا.
هؤُلاءِ الْمُسْلِمُونَ بَيْني وَبَيْنَكِ قَلَّدُوني ما تَقَلَّدْتُ، وَبِاتِّفاقٍ مِنْهُمْ أخَذْتُ ما أخَذْتُ.[136]
رؤية أهل السُّنَّة
يرى أهل السنة والجماعة أن حديث قول النبي: «لا نورث ما تركنا فهو صدقة» لم ينفرد به أبو بكر وإنما رواه أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم [137]،وأن المال الذي خلفه النبي لم يجعله أبو بكر لنفسه ولا لأهل بيته وإنما هذا المال هو صدقة لمستحقيها، كما يرى أهل السُّنَّة والجماعة أن في كتب الشيعة حديث (… وإنّ العلماء ورثة الأنبياء، إنّ الأنبياء لم يورّثوا دينارًا ولا درهمًا ولكن ورّثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر) صحيح كما بيّن ذلك المجلسي وغيره [138][139]، ولعل حكمة الله في هذا الحكم - في أن لا يورث الرسولا لمال لآله من بعده - هو حتى لا يكون ذلك شبهة لمن يقدح في نبوة النبي بأنه طلب الدنيا وقاتل في الغزوات ليخلف الثروات والأموال لورثته، كما صان الله الرسول عن معرفة القراءة والكتابة وعن قول الشعر وذلك صيانة لنبوته عن الشبهة [137]
رؤية الشيعة
تَمَسَكْ الشيعة بموقف الزهراء التي استشهدت فيه بالقرآن ردًا على الحديث الذي رواه أبو بكر ليحاج بأن لا إرث لها، وهو الحديث الذي رده بعض علماء السنة على أنه موضوع[140] ويرى بعض علماء الشيعة ومنهم محمد باقر الصدر أن الحديث الذي رواه أبو بكر إذا صح فهو يضرب بعضهُ بعضًا، فإذا كان الأنبياء يورثون العلم والحكمة وليس المال فإن فاطمة بنص الحديث تَرثْ علم النبي وحكمته وبالتالي تكون مطالبتها بإرثها حجة على الخليفة بوصفها أعلم بدين محمد بنص الحديث الذي رواه أبو بكر نفسه، وأيضًا يترتب عليه أنه إذا كانت فاطمة وعلي يرثان علم وحكمة النبي فلماذا منعوا من ميراثهم هذا بإبعادهم عن الإمامة. إذ لو صح الحديث فهو حجة لهم لا عليهم[141]
بعد القضية
إن عمر قام بتسليم هذا المال إلى علي والعباس يفعلان فيه ما كان النبي يفعله وأن يجعلانه صدقة[142]، وأن علي لما ولي الخلافة لم يغيرها عما عمل فيها في عهد الخلفاء الثلاثة ولم يتعرض لتملكها ولا لقسمة شيء منها بل كان يصرفها في الوجوه التي كان من قبله يصرفها فيها،[143] فيعتقد أهل السُّنَّة أنهُ ثَبَتْ عن فاطمة أنها رضيت عن أبي بكر بعد ذلك وماتَتْ وهيَ راضية عنه [144]، بينما يرى مؤرخو الشيعة أن هذا الموقف يُناقض رواية أبو بكر. ورَدُّ فدك حدث مرات عدة أخرى في عصور أخرى؛ إذ أن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز ردها إلى أبناء فاطمة في عصره[145] كما عرض هارون الرشيد على موسى الكاظم أن يرد إليه فدك لكن موسى أوضح أن العلويين يرجئون الفصل فيها إلى يوم الحساب.[146]
وفاتها
عند أهل السُّنَّة
يعتقد أهل السُّنَّة أنّ فاطمة صَالحَتْ أبا بكر، ورضيت به كخليفة بعد رسول الله قبل وفاتها، في حين يَعْتَقد الشيعة أنّ غضبها عليه ظلّ قائمًا حتى وفاتها.[147][148]
تذكر مصادر السنّة التاريخية أنّ فاطمة توفيت نتيجة وفاة والدها.[149] يكتب الباحث الصوفي مظفر أوزاك: لم تذق فاطمة بعد وفاة أبيها الطعام، بل وقد نسيت الفرح والضحك، وبقيت في بيتها تبكي أباها ليلًا ونهارًا حتى فارقت الحياة.[150] حيث اغتسلت حين حان فراقها، وتكفنت وأمرت زوجها عليا رضي الله عنهما أن لا يكشفها إذا قبضت، وأن يدرجها في ثيابها كما هي، فدفنها علي رضي الله عنه ليلا ببقيع الغرقد، ونزل في قبرها، العباس، وعلي، والفضيل، سنة إحدى عشرة من الهجرة.[151]
عند الشيعة
بعد أن رجع الرسول محمد من حجّة الوداع استدعى ابنتهُ فاطمة وأبلغها بأنّه سيموت قريبًا وأنّها أوّل من يلحق به من أهل بيته، فلّما توفّي ظلّت فاطمة تعاني من الحزن والألم حتى توفيت بعده بأقلّ من ستّة أشهر في 10 من جمادى الأولى.[147][152]
و بَقِيَتْ بعد وفاة أبِيها في حالة من الحزن وكانت تنعى أباها كلّ يوم بمجرد أن تؤدّي واجبها تجاه زوجها علي ووُلدها، فَضَعَفْ جسْمَها شيئًا فشيئًا حتى أشْرَفْتْ على الموت.[152]
يَعْتَقِدْ الشيعة أنّ فاطمة توفيت متأثرة بجروح أُصِيبَتْ بِها بعد أن داهَمْ منزلها عمر بن الخطّاب الذي يتّهمهُ الشيعة بأنّه قام بتهديد بيت علي بإشعال النار فيه. فتمّ فتح الباب على يد أحد المهاجمين الذين ضربوا فاطمة فسقطت على الأرض. ويقال إنّ هذا الهجوم سَبّبْ في كسر ضلعها بينما كانت حاملًا ممّا تسبّب في إجهاضها. تَذكُر مصادر الشيعة أنّ فاطمة رأت أباها في عالم الرؤيا يبلغها بأنّها ستموت قريبًا. وأبلغت فاطمة عليًا هذا الخبر بأنّ وفاتها وشيكة. وطلبت منه ألّا يسمح بحضور الظالمين عند صلاة الجنازة أو مشاركتهم في الدفن.[153]
تذكر بعض المصادر أنّها في صباح وفاتها أغتسلت وتلبّست بثياب جُدُدْ، وتَمَدَدَتْ على فِراشَها، فأبلَغَتْ عليًا بأنّ موعد الوفاة قد حان، فأخذ علي بالبكاء وأخذت تُصَبّر عليه وطَلبتْ منهُ أن يدفنها دون إقامة مراسم. ويُقال أنّ ابنيها الحسنوالحسين هما أوّل من اطّلع على وفاتها فأسرعا إلى المسجد حَيث يصلّي فيه علي فأخبراه فسقطْ مغشيًا عليه وبعد أن أفاق من غشْيتهِ أخذ بتنفيذ وصيتها ودفنها في ليلة 13 من جمادى الأولى سنة 11 هـ (632م) كما قام بتحضير ثلاثة قبور زائفة لضمان عدم التعرّف على قبرها الحقيقي. وكان معه عائلته وعَدَدْ قليل من الصحابة المقرّبين.[154]
هناك خِلافْ حول وقت وفاتها، ولكن ترجح رواية أن الفترة بين وفاتها ووفاة أبيها هي خمسة وتسعون يومًا، أي في يوم الثالث من شهر جمادى الآخرة11هـ، ورواية أخرى تقول أن الخلاف حول عمرها عند وفاتها ناتج عَنْ الخلاف حول وقت ميلادها.
^مصطفى بن عبد الله القسطنطيني حاجي خليفة (2010). محمود عبد القادر الأرناؤوط وصالح سعداوي صالح (المحرر). سلم الوصول إلى طبقات الفحول. استانبول، تركيا: مركز الأبحاث للتاريخ والثقافة الإسلامية. ج. المجلد الثالث. ص. 9 (رقم 3510). ISBN:9789290632122.
^نهجنا في الحياة على مذهب آل البيت، ميرزا ال عصفور.
^عن خديجة قالت: «لما حملت بفاطمة، حملت حملا خفيفا، وتحدثني في بطني، فلما قربت ولادتها، دخل علي أربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف، فقالت إحداهن: أنا أمك حواء، وقالت الأخرى: أنا آسية بنت مزاحم، وقالت الأخرى: أنا كلثم أخت موسى، وقالت الأخرى: أنا مريم بنت عمران أم عيسى، جئنا لنلي من أمرك ما تلي النساء فولدت فاطمة، فوقعت على الأرض ساجدة رافعة أصبعها.»، ينابيع المودة، ص198.
^جاء في العلل لابن أبي حاتم:« لما نزلت هذه الآية: { وآت ذا القربى حقه } الإسراء: 26 دعا النبي فاطمة فجعل لها فدك »، الراوي: أبو سعيد، المحدث: أبو زرعة الرازي، المصدر: العلل لابن أبي حاتم، الصفحة أو الرقم: 3/44.
^في سنن أبي داود: «بقيت بقية من أهل خيبر تحصنوا فسألوا رسول الإسلام أن يحقن دماءهم ويسيرهم ففعل، فسمع بذلك أهل فدك فنزلوا على مثل ذلك فكانت لرسول الإسلام خاصة، لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب»، الراوي: الزهريوعبد الله بن أبي بكر وبعض ولد محمد بن مسلمة، المحدث: أبو داود، المصدر: سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 3016
^قال الذهبي: « ولما توفي أبوها تعلقت آمالها بميراثه، وجاءت تطلب ذلك من أبي بكر الصديق، فحدّثها أنه سمع من النبي يقول: "لا نورث ما تركنا صدقة"، فَوَجَدَتْ عليه، ثم تعللت.»
^أن فاطمة، ابنة رسول الإسلام: سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الإسلام: أن يقسم لها ميراثها، ما ترك رسول الإسلام مما أفاء الله عليه، فقال أبو بكر: إن رسول الإسلام قال: (لا نورث، ما تركنا صدقة). فغضبت فاطمة بنت رسول الإسلام فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الإسلام ستة أشهر». قالت: وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الإسلام من خيبر وفدك، وصدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك وقال: لست تاركا شيئا كان رسول الإسلام يعمل به إلا عملت به، فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ. فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس، وأما خيبر وفدك فأمسكها عمر وقال: هما صدقة رسول الإسلام، كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه، وأمرهما إلى من ولي الأمر، قال: فهما على ذلك إلى اليوم
^ ابمن أقدم المصادر التي ذكرت خطبة الزهراء كتاب بلاغات النساء لابن طيفور، ص:23، والاحتجاج، ج:1، من ص:97 إلى ص:107، طبع مشهد المقدسة 1403هـ. وراجع مسند فاطمة، ص:557. وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج:16، ص:211ـ249. وعوالم الزهراء، ص:467، وبحار الأنوار، ج:43، ص:148.
^روى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (… وإنّ العلماء ورثة الأنبياء، إنّ الأنبياء لم يورّثوا دينارًا ولا درهمًا ولكن ورّثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر)(39) قال عنه المجلسي في مرآة العقول 1/111 (الحديث الأول (أي الذي بين يدينا) له سندان الأول مجهول والثاني حسن أو موثق لا يقصران عن الصحيح) فالحديث إذًا موثق في أحد أسانيده ويُحتج به.
^الخميني في كتاب الحكومة الإسلامية يعلق على الحديث بقوله (رجال الحديث كلهم ثقات)
^قال الحافظ ابن خراش، المتوفى سنة 283، والذاكر عنه ذلك هو الحافظ الذهبي بترجمة من كتاب تذكرة الحفّاظ 2:684/705: «قال ابن عدي: سمعت عبدان يقول: قلت لابن خراش: حديث ما تركنا صدقة؟ قال: باطل، اتّهم مالك بن أوس بالكذب». وكذلك قال الحافظ ابن حجر بترجمة من لسان الميزان 3:509: «وقال عبدان: قلت لابن خراش: حديث: لا نورّث ما تركنا صدقة؟ قال: باطل. قلت: من تتّهم به؟ قال: مالك بن أوس».
^"فكانت هذه الصدقة بيد علي، منعها علي عباسا فغلبه عليها، ثم كان بيد حسن بن علي، ثم بيد حسين بن علي، ثم بيد علي بن حسين وحسن بن حسن، كلاهما كانا يتداولانها، ثم بيد زيد بن حسن، وهي صدقة رسول الله حقا." صحيح البخاري - كتاب المغازي-حديث 4084
^إن عليًا لما ولي الخلافة لم يغيرها عما عمل فيها في عهد أبي بكر، وعمر، وعثمان، ولم يتعرض لتملكها، ولا لقسمة شيء منها، بل كان يصرفها في الوجوه التي كان من قبله يصرفها فيها، ثم كانت بيد حسن بن علي، ثم بيد حسين بن علي، ثم بيد علي بن الحسين، ثم بيد الحسين بن الحسن، ثم بيد زيد بن الحسين، ثم بيد عبد الله بن الحسين، ثم تولاها بنو العباس على ما ذكره أبو بكر البرقاني في صحيحه، وهؤلاء كبراء أهل البيت -y- وهم معتمد الشيعة وأئمتهم، لم يُرو عن واحد منهم أنه تملكها ولا ورثها ولا ورثت عنه، فلو كان ما يقوله الشيعة حقًا لأخذها علي أو أحد من أهل بيته لما ظفروا بها ولم فلا".المفهم للقرطبي 3/564.
^على ماروى البيهقي بسنده عن الشعبي أنه قال: (لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر الصديق فاستأذن عليها، فقال علي: يافاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك؟ فقالت: أتحب أن آذن له؟ قال: نعم، فأذنت له فدخل عليهايترضاها، فقال: والله ما تركت الدار والمال، والأهل والعشيرة، إلا ابتغاء مرضاة الله، ومرضاة رسوله، ومرضاتكم أهل البيت، ثم ترضاها حتى رضيت. السنن الكبرى للبيهقي 6/301.
^تاريخ الأمم والملوك الطيري فصل خلافة عمر بن عبد العزيز