قبل تحول الأرمن للديانة المسيحية اعتنقت أرمينيا الزرادشتية المازدية (في مقابل الساسانيينالزروانتيين)، حيث ركزت بصفة خاصة على عبادة ميهر (أفيستان ميثرا). وأنتشرت المسيحية في أرمينيا بحدود 40 ميلادية، وجعل الملك تيريداتس الثالث من من المسيحية دين الدولة عام 301م.[7][8]
اعتنق الأرمن المسيحيَّة مُنذُ سنة 301م، وكانت أرمينية أولى البلاد في العالم التي اتخذت المسيحيَّة دينًا رسميًّا لها، وأصبحت أرمينيا بذلك أولى الممالك تحولاً للمسيحية، وذلك بعشر أعوام قبل أن يعلن غاليريوس التسامح تجاه المسيحية و36 عامًا قبل تعميد قسطنطين الكبير. وأبرز الأدلَّة على ذلك ما كتبه المُؤرِّخ الأرمني «أگاتانج» في مُؤلَّفه حامل عنوان «تاريخ الأرمن»، وقال فيه أنَّ الملك تيرداد الثالث (ح. 301\314م) تعمَّد على يد القدِّيس جرجير المُنوِّر، وما لبث أن أعلن المسيحيَّة الديانة الرسميَّة لِبلاده. بعد سقوط مملكة أرمينيا في 428 م، ضمت معظم أرمينيا بوضعية مرزبانة إلى الإمبراطورية الساسانية. في أعقاب التمرد الأرمني في 451 ميلادي، حافظ الأرمن المسيحيون على حريتهم الدينية كما نالت أرمينيا الحكم الذاتي. إنتسب القديس ميسروب ماشدوتس لفرع من فروع عائلة الجاثليق غريغوريوس المنور (257–331) مؤسس وشفيع الكنيسة الأرمنية الرسولية، وكان مقربًا من البلاط الأرمن حيث شغل عدة مناصب إدارية وعسكرية في القنصلية الملكية، وبفضل اهتمامه الكبير باللغات اتقن ميسروب إضافة للغته الأم اللغات اليونانيةوالفارسيةوالسريانية. في عام 406 ميلادي، اخترع الراهب ميسروب ماشدوتسالأبجدية الأرمنية، وتمت ترجمة الإنجيل إلى الأرمنية، وبذلك بدأ العصر الذهبي للأدب الأرمني، إذ تمت ترجمة أغلب المؤلفات العلميَّة والثقافيَّة والتاريخيَّة والدينية الموجودة آنذاك إلى اللغة الأرمنية، حتى أن أصول بعض هذه المؤلفات قد فقدت وبقيت ترجماتها الأرمنية. وقد سبق عصر الترجمة في أرمينيا عصر الترجمة في الدولة العربية الإسلامية بعدة قرون، وسبق الشعب الأرمني الشعب الألماني في ترجمة الكتاب المقدس على يد مارتن لوثر بنحو 1100 سنة.
لم تقبل الكنيسة الأرمنيَّة، مع كنائس شرقيَّة أُخرى، مُقررات مجمع خلقدونية الذي انعقد سنة 451م، وقال بِأُلوهيَّة وإنسانيَّة المسيح الكاملة، وتمسَّكت بِتعاليم البطريرك كيرلس السَّكندري القائل بِالطبيعة الواحدة لِلمسيح، فوقع الخلاف بينها وبين الكنيسة الروميَّة، وتوسَّع الشرخ بينهما بسبب التنافس على النُفُوذ بين الكراسي البطريركيَّة والسُلطات المدنيَّة، ووجدت الكنيسة الأرمنيَّة نفسها في طرف الكنائس اللاخلقيدونيَّة، مع شقيقاتها الكنائس القبطيَّةوالسُريانيَّة اليعقوبيَّة. وفي مجمع دُبيل في سنة 554م، ثبَّتت الكنيسة الأرمنيَّة رفضها لِتعاليم مجمع خلقيدونية، فانقطعت شراكتها مع الكنسية البيزنطية وكُرسي القُسطنطينيَّةوروميَّة.[10][11] حاول البيزنطيُّون فرض مذهبهم على الأرمن بِالقُوَّة، فتعرَّض هؤلاء للاضطهاد المذهبي، لكنهم ثبتوا ورفضوا اعتناق المذهب الخلقيدوني،[12] وانتهجت الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة سياسةً رسميَّةً مُتشددة مع الأرمن وغيرهم من الشُعُوب المسيحيَّة في الإمبراطوريَّة، وسعت إلى تقويض الاستقلال الذاتي لِكنائس هذه الشُعُوب وإلى فرض احترام العقائد المجمعيَّة بِحرفيَّتها، واضطهدت رجال الدين الأرمن، مما عاد عليها بِمقتٍ شديدٍ، وجعل الأرمن يتطلَّعون إلى أي قُوَّةٍ خارجيَّةٍ تقدر على تخليصهم من تسلُّط الروم.[13]
بدأ التأثير المسيحي يتغلغل في بلاد الخزر بعدما حالفوا الروم ضدَّ الفُرس، كما لعب الأرمن والأرَّانيين دورًا في تنصير بعض الخزر من خلال التبشير، فابتنوا الأديرة والكنائس والصوامع في المناطق التي تُشكِّل داغستان المُعاصرة، والتي كانت من جُملة بلاد الخزر، فأقبل بعضهم على اعتناق المسيحيَّة، على أنَّها لم تلعب دورًا محوريًّا في حياتهم. فقد عمل الفُرس على نشر المذهب الزوراني بِنشاطٍ في البلاد الأرمنيَّة الخاضعة لهم، وابتنوا بُيُوت النار في جميع أنحائها، وذلك في سبيل مُحاربة المسيحيَّة السياسيَّة المُتمثلة بزعامة بيزنطة لِلمسيحيين حول العالم، فسعى الفُرس إلى قطع الصلة بين رعاياهم المسيحيين والبيزنطيين المُنافسين لهم على حُكم الشرق الأوسط، فدعموا المجوسيَّة على حساب المسيحيَّة، واضطهدوا النصارى في بعض الأحيان، باستثناء النساطرة المُعادين لِلروم، لكن رُغم ذلك، أخذت المجوسيَّة بالانحسار رويدًا رُويدًا في أرمينية مع ازدياد أعداد مُعتنقي المسيحيَّة، على أنها بقيت ثاني أكثر الأديان شُيُوعًا بِحُلُول زمن الفتح الإسلامي.
تلا مرحلة المرزبانة (428-636) ظهور إمارة أرمينيا وهي إمارة ذاتية الحكم ضمن الخلافة الإسلامية. جري فيها توحيد الأراضي الأرمنية بما في ذلك الأراضي التي استولت عليها الإمبراطورية البيزنطية. حكم الإمارة أمير أرمينيا والمعترف به من قبل الخليفةوالإمبراطور البيزنطي. كانت جزءاً من التقسيم الإداري أو إمارة أرمينيّة التي أنشأها العرب والتي شملت أيضاً أجزاء من ألبانيا القوقازية وجورجيا وكان مركزها مدينة دفين الأرمنية. استمرت إمارة أرمينيا حتى 884م عندما استقلت عن الخلافة الضعيفة حينها. حكم المملكة الناشئة سلالة باغراتيوني؛ والتي تعد أقدم سلالة مسيحية حكمت في التاريخ.[14][15] التي استمرت حتى عام 1045. مع مرور الوقت انفصلت العديد من مناطق أرمينيا كممالك وإمارات مستقلة مثل مملكة فاسبوراكان التي حكمها آل ارتسروني والتي حافظت على اعترافها بسيادة الملوك الباغراتونيين.
اتسمت حياة الأرمن قبل الفتح الإسلامي بِعدم الاستقرار، إذ عاشوا قبل الإسلام في صراعاتٍ ومعارك مُستمرَّة وتمزُّق وضياع، فكان الأُمراء الأرمن يتقاتلون مع بعضهم البعض ومع رجال الدين، وكان هُناك نزاعاتٌ دائمة بين هؤلاء وأولئك وبين فئات الشعب الفقيرة، فوقعت البلاد الأرمنيَّة في أيدي الفُرس الساسانيين والروم البيزنطيين، وتقاسمتها تلك القوتين الإقليميتين وشطرتها إلى قسمين: فارسيوبيزنطي، وتميَّزت أرمينية البيزنطيَّة تحديدًا بِالثورات السياسيَّة والدينيَّة نظرًا لِرفض الأرمن اليعاقبة المونوفيزيين اعتناق مذهب الإمبراطوريَّة الخلقيدوني، لِذلك وجدوا في الإسلام ملاذًا يلجأون إليه لِلحفاظ على هويتهم الدينيَّة والقوميَّة في وجه الروم. وفي الحقيقة فإنَّ عددًا كبيرًا من الأرمن، خاصَّةُ الأشراف والحُكَّام، لم يندمجوا في الدولة الإسلاميَّة، ولم يرضوا بِطاعة المُسلمين، وذلك على الرُغم من تحرُّرهم من سيطرة البيزنطيين واعتراف الخِلافة بِحقهم في اعتناق المذهب المسيحي الذي يرغبون به دون أي اضطهاد، وبالتالي فقد نقضوا الطاعة مرارًا، مُحاولين الاحتفاظ بِهويَّتهم وشخصيَّتهم القوميَّة المُميزة، عن طريق التمسُّك بِلُغتهموكنيستهم الوطنيَّة،[16] فبقي القسم الأعظم من الأرمن على المسيحيَّة ولم يستعربوا. ورُغم تناقض الموقف الأرمني، فقد منحهم المُسلمون استقلالًا محدودًا وذلك لإدراك الخِلافة لِأهميَّة الموقع الاستراتيجي لِأرمينية، الضروري لِحماية أمن الدولة الإسلاميَّة وحُدُودها، فشكَّل الأرمن حاجزًا بين ديار الإسلام وبين شُعُوب ما وراء القفقاس الذين زحفوا - بِإيعازٍ من الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة في كثيرٍ من الأحيان - ناحية بلاد المُسلمين بِهدف إضعاف القُوَّة العسكريَّة الإسلاميَّة.[16]
بذلت عائلة البقرادوني المسيحيَّة قصارى جهدها لتحسين علاقاتها مع الخلفاء العباسيين منذ أن استولوا على السلطة عام 750. تعامل العباسيون دائمًا مع مبادرات العائلة بشيء من الريبة ولكن بحلول أوائل السبعينيات من القرن الثامن، كسبت عائلة البقرادوني دعمهم وتحسّنت العلاقة بين الاثنين تحسنًا جذريًا: سرعان ما بدأ يُنظر إلى أفراد عائلة البقرادوني على أنهم قادة الأرمن في المنطقة. وقاموا بتأسس باغراتيد أرمينيا وهي دولة مستقلة أسّسها آشوط الأول البقرادوني في أوائل ثمانينيات القرن التاسع[17] وبعد ما يقرب من قرنين من الهيمنة الأجنبية على أرمينيا الكبرى تحت الحكم الأمويوالعباسي. رغم انشغال كل من القوتين المعاصرتين آنذاك في المنطقة -العباسيين والبيزنطيين- في تركيز قواتهما لإخضاع شعوب المنطقة، ورغم الشتات الذي لحق العديد من عائلات النخارار الأرمينية النبيلة، نجح آشوط في إثبات نفسه قائدًا بارزًا في حركته لطرد العرب من أرمينيا.[18] وفي عهد آشوط الثالث من عام 732 إلى عام 748، أصبحت آني عاصمة لمملكة باغراتيد الأرمنية التي شملت أرمينيا وشرق تركيا، ونمت لتصبح مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا مزدهرًا. وكانت المدينة تقف على مُفترق طرق تجارية وتحفل بالكنائس والقصور والحصون التي تعتبر بين الأفضل في وقتها من حيث القيمة الفنية والتقنيات المُستخدمة في بنائها، ولُقبت مدينة آني بالقاب عديدة تدل على عظمتها منها مدينة الألف كنيسة وكنيسة ومدينة الأربعين بوابة.[19] وأيام مجدها بلغ عدد سكان آني مئة الف نسمة منافسة في ذلك بغدادوالقاهرةوالقسطنطينية.[20][21]
اعتنق معظم الأرمن من سكان مملكة باغراتيد الأرمنية مذهب الكنيسة الرسولية الأرمنيَّة ولكن كانت هناك عناصر في المجتمع الأرمني انضمت أيضًا إلى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، والتي كانت الدين الرسمي للإمبراطورية البيزنطية. وطالبت الإمبراطورية البيزنطية مرارًا بالتواصل مع الكنيسة الأرمينية كشرط مسبق لإرسال المساعدة إلى البقرادوني لكن معظم المحاولات فشلت في أن تؤتي ثمارها. في منتصف القرن العاشر، نشأ تحد داخلي جديد لسلطة الكنيسة الأرمنية والمملكة مع صعود وإحياء حركة التندراكيون.[22] وقد اجتذبت حركة التندراكيين العديد من الأتباع خلال هذه الفترة، وقد كانت طائفة مسيحية مناهضة للإقطاعية وهرطقة تم سحقها من قبل العرب بدعم من الكنيسة الأرمنية في القرن التاسع. أدرك آشوط الثالث الخطر الذي يشكله التندراكيين على المملكة، وكان ذلك من أسباب إخضاعه للكنيسة لسلطته، ومنحها الأراضي، ورعاية بناء أديرة وكنائس جديدة.[23]
في عام 1045، غزت الإمبراطورية البيزنطية أرمينيا. وبعدها بفترة قصيرة تلتها الدويلات الأخرى تحت السيطرة البيزنطية. لم يدم الحكم البيزنطي طويلاً، حيث انتصر السلاجقة في عام 1071 على البيزنطيين وسيطروا على أرمينيا في معركة ملاذكرد وأقاموا الإمبراطورية السلجوقية. هربًا من الموت أو العبودية على يد أولئك الذين اغتالوا غاجيك الثاني ملك آني، فر أحد أقاربه وهو أرمني يدعى روبن مع بعض أهل القرى إلى المضائق الجبلية في جبال طوروس ومن ثم إلى طرسوس في قيليقية. وفر لهم الحاكم البيزنطي مأوى في قصره حيث تأسست في نهاية المطاف مملكة قيليقية الأرمنية. كانت قيليقية حليفاً قويًا للصليبيين الأوروبيين واعتبرت نفسها حصناً للمسيحية في الشرق. وحكمتها السلالة الروبينية، وانتقل الحكم بعدها لعائلة أخرى من نبلاء الأرمن وهي أسرة أوشين والتي حكمت باسم السلالة الهيثومية حتى عام 1342. يشهد أيضاً لأهمية قيليقية في التاريخ والدولة الأرمنية نقل مقر الكاثوليكوس للكنيسة الأرمنية الرسولية وهو الزعيم الروحي للشعب الأرمني إلى المنطقة.
وبعد مشاكل أولية مع الإمبراطورية البيزنطية تمكنت مملكة أرمينيا الصغرى من تثبيت نفسها مطورةً علاقاتها مع الغرب، حيث كان للثقافة الفرنجية التي جلبتها معها العوائل القادمة مع الصليبيين (كسلالة لوزينيان) تأثيراً كبيراً على تنمية المملكة، كما أنها كانت تتمتع بموقع استراتيجي هام على الطرق التجارية القادمة من الشرق باتجاه البندقيةوجنوا. في عام 1198، أعلن الكاثوليكوس غريغور السادس أبرات، اتحادًا بين الكنيسة الأرمنية والكنيسة الرومانية الكاثوليكية؛ ومع ذلك لم يكن لهذا تأثير ملحوظ، لأن رجال الدين المحليين والسكان عارضوا بشدة مثل هذا الاتحاد. أرسلت الكنيسة اللاتينية العديد من المهمات التبشيريَّة إلى مملكة أرمينيا الصغرى للمساعدة في التقارب، لكن نتائجها كانت محدودة، وتم تكليف الرهبان الفرنسيسكان بهذا النشاط.[24] وانتهى وجود أرمينيا الصغرى بغزوها من قبل المماليك عام 1375. وحكمت العائلة الأرمنيَّة زاکارد الأجزاء الشمالية للأراضي الأرمنية في القرن الثالث عشر، ويعود أصول الأسرة إلى أكراد متنصرين،[25][26] وعملت الأسرة على تنشيط الحركة الفكرية من خلال تأسيس الأديرة الجديدة.[27]
خلال القرن السادس عشر اقتسمت الدولة العثمانيةوالدولة الصفوية أرمينيا فيما بينهما. بينما ضمت الإمبراطورية الروسية لاحقاً أرمينيا الشرقية (التي تتألف من خانات يريفان وقره باغ [29] في بلاد فارس الصفوية) بين عام 1813 وعام 1828. في عام 1606 أنشئ الحي الأرمني بواسطة مرسوم من الشاه عباس الأول، وهو شاه بارز من السلالة الصفوية. قدم إلى الحي أكثر من 150,000 من الأرمن إلى جولفا من ناخيتشيفان. وقد جاء الأرمن إلى بلاد فارس فارين من الاضطهادات في الدولة العثمانية؛ في حين وفقًا لإدعاءات أوروبية وأرمنية تقول أن السكان الأرمن تم نقلهم بالقوة في 1604 إلى أصفهان من قبل الشاه عباس الأول. على الرغم من اختلاف أسباب قدوم الأرمن إلا أنّ جميع الإدعاءات تتفق أن الأرمن من سكان جولفا ازدهرت على أيديهم التجارة خاصًة تجارة الحرير الخاصة بهم، وعمل الأرمن في أصفهان كتجار أغنياء، ولهم دور بارز في تطوير الصناعات الفنية الدقيقة الخاصة بالمجوهرات والآلات الدقيقة، ويساهمون اليوم في الصناعات البترولية.[30] في أواخر القرن السابع عشر، سيطر الأرمن تقريبًا على كل التجارة الفارسيَّة.[31] وأنشأ الأرمن شبكات تجارية واسعة في مدن مثل بورصة، وحلب، والبندقية، وليفورنو، ومرسيليا، وأمستردام.[32] وهكذا أصبح الأرمن المسيحيين النخبة التجاريَّة في المجتمع الصفوي الفارسي من خلال وجود رأس مال كبير أتاح للمسيحيين حرية دينية كبيرة فضلًا عن ثراء وسطوة.[33] وبخلاف الموْجات السابقة من المهاجرين، الذين كانوا يولون المسيحيّة أهميّة أكبر، فإن هؤلاء المهاجرين ونُخبَهم، وبخاصّة التجّار، أعطَوا الأولويّة للإثنيّة والوطنيّة. وبالتوازي مع هذه النخَب العلمانيّة، تأسَّست طائفة دينيّة كاثوليكية أرمنيّة في البندقية في إيطاليا في أواخر القرن السابع عشر. وتشاطرَت المجموعتان أمراً كان يشغلُهما، ألا وهو مسألة الدولة الأرمينيّة.[34]
خضع الجزء الغربي من أرمينيا التاريخية، والمعروفة باسم أرمينيا الغربية، للسيطرة العثمانية مع معاهدة أماسيا في عام 1555 والتي أدت إلى تقسيمها بشكل دائم عن أرمينيا الشرقية بمقتضى معاهدة قصر شيرين في عام 1639.[39] بعد ذلك، تمت الإشارة إلى المنطقة باسم أرمينيا «التركية» أو «العثمانية».[40] وتم تجميع الغالبية العظمى من الأرمن معاً في مجتمع شبه مستقل، وهي الملَّة الأرمنية، والتي كان يقودها أحد الزعماء الروحيين للكنيسة الرسولية الأرمينية، بطريرك القسطنطينية الأرمني. وكان الأرمن يتركزون بشكل رئيسي في المقاطعات الشرقية من الدولة العثمانية، على الرغم من وجود مجتمعات كبيرة أيضاً في المقاطعات الغربية، وكذلك في العاصمة القسطنطينية.
كان المجتمع الأرمني يتكون من ثلاثة طوائف دينية وهي الأرمن الكاثوليك، والأرمن البروتستانت، والرسوليين الأرمن، وهي الكنيسة التي يتبعها الأغلبية الساحقة من الأرمن. في ظل نظام الملة، سُمح للجماعة الأرمنية بحكم نفسها تحت نظام الحكم الديني الخاص بها مع تدخل قليل نسبياً من الحكومة العثمانية. عاش معظم الأرمن - ما يقرب من 70% - في ظروف فقيرة وخطيرة في الريف، بإستثناء طبقة غنية من الأرمن والتي اتخذت من القسطنطينية مقراً لها، وضمت النخبة الأرمنية نخبة اجتماعية كان من بين أعضاءها آل دوزيان (مدراء وزارة المالية)، وآل باليان (كبار المهندسين المعماريين) وآل داديان (المشرفين على مطاحن البارود والمصانع الصناعية).[41][42] خلال القرن التاسع عشر تحسنت أوضاع الملّة الأرمنيّة الأرثوذكسيّة لتُصبح أكثر طوائف الدولة العثمانية تنظيمًا وثراءً وتعليمًا، وعاشت النخبة من الأرمن في عاصمة الدولة العثمانية حيث تميزوا بالغناء الفاحش وعلى وجه الخصوص العائلات الكبيرة المعروفة آنذاك كعائلة دوزيان وباليانودادايان حيث كان لهم نفوذ اقتصادي كبير في الدولة.[43] تتشابه أرقام التعداد العثماني مع الإحصائيات التي جمعتها البطريركية الأرمينية، ولكن حسب تقديرات الأخيرة، كان هناك حوالي ثلاثة ملايين أرمني يعيشون في الدولة العثمانية في عام 1878 (400,000 في القسطنطينية والبلقان، وحوالي 600,000 في آسيا الصغرىوكيليكيا، وحوالي 670,000 في أرمينيا الصغرى والمنطقة القريبة من قيصرية، وحوالي 1,300,000 في غرب أرمينيا).[44]
في الأقاليم الشرقية، تعرض الأرمن لنزوات جيرانهم من الأتراكوالأكراد، والذين كانوا يفرطون في فرض الضرائب عليهم، ويخضعونهم للقصف والخطف، ويجبروهم على التحول إلى الإسلام، ويستغلون عدم تدخل من السلطات المركزية أو المحلية.[42] في الدولة العثمانية، ووفقا لنظام الذمي والذي كان ينفّذ في البلدان الإسلامية، أعطوا الأرمن، مثلهم مثل غيرهم من المسيحيينواليهود، بعض الحريات. وكان النظام الذمي في الدولة العثمانية يعتمد بشكل كبير على العهدة العمرية. حيث كان هناك حرية وحقوق محدودة لغير المسلمين في الممتلكات، والمعيشة، وحرية العبادة، لكنهم كانوا في جوهر الأمر يُعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية في الدولة ويُشار إليهم في التركية باسم (بالتركيَّة: gavours)، وهي كلمة تحقيرية تعني «كافر». كما تضمنت العهدة العمرية فقرة والتي منعت غير المسلمين من بناء أماكن جديدة للعبادة والتي كانت تُفرض تاريخياً على بعض طوائف الدولة العثمانية وتم تجاهلها في حالات أخرى، حسب تقدير السلطات المحلية. على الرغم من عدم وجود قوانين نصت على الغيتوهات الدينية، إلا أن هذا أدى إلى تجمع المجتمعات غير المسلمة حول دور العبادة الموجودة.[45][46] بالإضافة إلى القيود القانونية الأخرى، لم يُعتبر المسيحيون مساوين للمسلمين وتم وضع العديد من المحظورات عليهم. الشهادة ضد المسلمين من قبل المسيحيين واليهود كانت غير مقبولة في المحاكم حيث يمكن معاقبة المسلم. وهذا يعني أن شهادتهم لا يمكن النظر فيها إلا في الحالات التجارية. وكانوا ممنوعين من حمل السلاح أو ركوب الخيول والجمال. بيوتهم لا يمكن أن ترتفع عن بيوت المسلمين. وتم تقييد ممارساتهم الدينية بشدة، على سبيل المثال، كان رنين أجراس الكنائس محظورًا تمامًا.[45][47]
تحت الحكم العثماني، منح الأرمن حكمًا ذاتيًا واسعًا في مناطقهم وعاشوا في انسجام نسبي مع المجموعات الأخرى في الإمبراطورية (بما في ذلك الأتراك الحاكمين). رغم ذلك عانى الأرمن من التمييز لكونهم مسيحيين في ظل نظام اجتماعي إسلامي. عندما ضغطوا بالتمرد من أجل المزيد من الحقوق في إطار الإمبراطورية العثمانية، واجهتهم السلطات العثمانية بالمجازر الحميدية بين 1894 و1896 تحت حكم السلطان عبد الحميد الثاني. وتعد المجازر الحميدية سلسلة من المجازر التي نفذها السلطان العثمانيعبد الحميد الثاني بحق المسيحيين القاطنين شرق الأناضول من الأرمنوالاشوريين بين عام 1894 وعام 1896، وراح ضحيتها ما بين 80,000 إلى 300,000.[48] كما خلفت المجازر مع يقرب من 50,000 يتيم.[49]
تاريخ الإبادة الإبادة الجماعية للأرمن يبدأ تقليدياً في 24 أبريل من عام 1915، وهو اليوم الذي اعتقلت فيه السلطات العثمانية وقامت بترحيل بين 235 إلى 270 من المثقفين وقادة المجتمع الأرمن من القسطنطينية (إسطنبول الآن) إلى منطقة أنقرة، وقتل معظمهم في نهاية المطاف. ومع صدور قانون التهجير في 29 مايو من عام 1915، في نهاية المطاف لقيت نسبة كبيرة من الأرمن والآشوريين والسريانواليونانيين والذين كانوا يعيشون في الأناضول حتفها بعدما بدأ بعض الأرمن تمرد مسلح ضد الحكومة العثمانية مما تسبب بعدد قتلى كبير من المواطنيين والأرمن العثمانيين، حيث كانت هناك مقاومة أرمنية في المنطقة للأنشطة العثمانية. ونُفذت الإبادة الجماعية أثناء الحرب العالمية الأولى وبعدها ونُفذت على مرحلتين - القتل الجماعي للذكور ذوي القدرة الجسديَّة من خلال المجزرة وتعريض المجندين بالجيش إلى السُخرة، ويليها ترحيل النساء والأطفال والمسنين والعجزة في مسيرات الموت المؤدية إلى الصحراء السورية. وبعد أن تم ترحيلهم من قبل مرافقين عسكريين، تم حرمان المرُحليّن من الطعام والماء وتعرضوا للسرقة الدورية والاغتصاب الجنسي والمجازر.[51] اليوم أغلبية مجتمعات الشتات الارمني هي نتيجة الإبادة الجماعية.
تعتبر أحداث عام 1915 حتى عام 1917 من قبل الأرمن والغالبية الساحقة من المؤرخين الغربيين والباحثين مذابح رعتها الحكومة العثمانيَّة (جمعية الاتحاد والترقي)، ومن المعترف به على نطاق واسع ان مذابح الارمن تعتبر من جرائم الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث،[52][53]:177[54] ويشير الباحثون بذلك إلى الطريقة المنهجية المنظمة التي نفذت من عمليات قتل هدفها القضاء على الأرمن، وتعتبر مذبحة الأرمن ثاني أكبر قضية عن المذابح بعد الهولوكست.[55] وكلمة الإبادة الجماعية[56] قد صيغت من أجل وصف هذه الأحداث. فيما تنفي تركيا ذلك وتطالب باعتراف الأرمن أنهم من شرع في القتل الممنهج.[57] ويقدّر الباحثون أعداد الضحايا الأرمن بين مليون و 1.5 مليون شخص.[58][59] خلال هذه الفترة قامت الحكومة العثمانية بمهاجمة وقتل مجموعات عرقية مسيحية أخرى منها السريانوالكلدانوالآشوريينواليونانيين البنطيين وغيرهم، ويرى العديد من الباحثين أن هذه الأحداث، تعتبر جزء من نفس سياسية الإبادة التي انتهجتها الحكومة العثمانية ضد الطوائف المسيحية.[60][61][62]
نجحت روسيا في السيطرة على أغلب أرمينيا العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، إلا أنها فقدتها نتيجة للثورة البلشفية عام 1917. اتفقت حينها جورجياوأذربيجان وأرمينيا الشرقية على تشكيل جمهورية القوقاز الاتحادية الديمقراطية. استمر هذا الاتحاد بين فبراير إلى مايو من عام 1918، عندما قررت الأطراف الثلاثة حله. نتيجة لذلك، أصبحت أرمينيا الشرقية دولة مستقلة تحت اسم جمهورية أرمينيا الديمقراطية يوم 28 مايو عام 1919.[65] عانت الكنيسة الأرمنيَّة الأرثوذكسيَّة ومختلف الطوائف المسيحية تحت الحكم السوفييتي إذ كانت الكنيسة محرومة من حقوقها القانونية وتعرضت لعملية قمع واضطهاد وخسرت الكثير من أتباعها نتيجة سيادة الفكر الإلحادي في الاتحاد السوفييتي وفي عام 1925 سجن رجال الدين المسيحيين بأمر السلطات، وهدمت الكنائس والأديرة وتحول البعض منها إلى متاحف.
خلال الحقبة السوفييتية إنقسم الكرسي الرسولي للكنيسة الأرمنية بين الكرسي الرسولي في إيتشمازين في أرمينيا، والتي لها تفوق بارز في جميع المسائل الروحية، والكرسي الرسولي في أنطلياس في لبنان، وكان انقسام الكاثوليكوس ناتج عن عمليات نقل متكررة لمقر الكنيسة بسبب الاضطرابات السياسية والعسكرية. واشتد الانقسام بين الاثنين خلال الفترة السوفياتية وعكس إلى حد ما سياسة الحرب الباردة، هيمن حزب الطاشناق على أرمينيا المستقلة من عام 1918 إلى عام 1920 وكان نشطاً في الشتات الأرمني، ورأى حزب الطاشناق بالكنيسة الأرمنيَّة ورجال دينها والتي كان مقرها في في إيتشمازين في جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفيتية، كدمية شيوعية أسيرة، واتهم الحزب رجال الدين الأرمن في الولايات المتحدة بأنهم تأثروا بشكل غير كبير من قبل الشيوعيين، لا سيَّما وأن رجال الدين كانوا يترددون في المشاركة في الأحداث القومية والنصب التذكارية التي يمكن أن يُنظر إليها على أنها معادية للسوفيات.[66] في 24 ديسمبر من عام 1933، هاجمت مجموعة من القتلة رئيس أساقفة الأبرشية الشرقية ليفون توريان وهو يسير في ممر كنيسة الصليب المقدس الأرمنية في حي مرتفعات واشنطن بمدينة نيويورك خلال القداس الإلهي، وقتلوه بسكين. تم القبض على تسعة من أعضاء حزب الطاشناق في وقت لاحق وحوكموا وأدينوا. تسببت الحادثة في تقسيم المجتمع الأرمني، حيث أنشأ المتعاطفين مع حزب الطاشناق تجمعات مستقلة عن الكرسي الرسولي الأم في إيتشمازين، معلنين الولاء بدلاً من ذلك للكرسي المتمركز في أنطلياس في لبنان. ة تم إضفاء الطابع الرسمي على التقسيم في عام 1956 عندما قبلت أنطلياس تقديم التوجيه الروحي والديني لتلك المجتمعات التي رفضت سيادة الكرسي الرسولي الأم.[67]
أصبح الفصل راسخًا في الولايات المتحدة، حيث يوجد لدى معظم المجتمعات الأرمينية الكبيرة كنيستان أبرشية، واحدة تتبع لكرسي إيتشمازين وأخرى لكرسي أنطلياس، على الرغم من أنه لا يمكن تمييزهما لاهوتياً. كان هناك العديد من جهود العلمانيين ورجال الدين الأرمن في لم الشمل، خاصًة منذ سقوط الاتحاد السوفيتي. في عام 1995، تم انتخاب كاركين الثاني الذي كان كاثوليكوس كرسي أنطلياس للفترة بين عام 1983 وعام 1994، في منصب كاثوليكوس كرسي إيتشمازين لعموم الأرمن بعد وفاة فازجن الأول، وشغل منصب الرئيس الأعلى للكنيسة الأرمنية حتى عام 1999. لكنه كان غير قادر على توحيد الكاثوليكوس، على الرغم من ترأسه للكرسيين على حد سواء.
بعد الاستقلال
في عام 1991 انهار الاتحاد السوفياتي واستعادت أرمينيا استقلالها. ومع انهيار النظام الشيوعي استعادت الكنيسة الأرمنيَّة الأرثوذكسية الكثير من القوة والاستقلال التام عن الدولة منذ استقلال أرمينيا، وشهدت البلاد نهضة روحية كبيرة عقب انهيار النظام الشيوعي عام 1991 حيث عاد إليها الملايين من الأرمن يظهر ذلك في العودة للدين والتردد على الكنائس والصلوات وأضحت الكنيسة مؤسسة روحية نافذة في أرمينيا.
أدَّى النزاع حول إقليم قره باغ بين أرمينياوأذربيجان بدايةً من شهر يناير عام 1990م، أدَّى إلى قيام البرنامج المناهض للوجود الأرمني في أذربيجان، فتمَّ التعامل مع الأرمن بحزم وصرامة شديدة، وطُردوا إينما وجدوا، وكان من ضمنهم بطبيعة الحال جمهرة باكو، فرُحِّل جميع أبناء المدينة من الأرمن إلى أرمينيا.[68][69] أعلنت منطقة ناغورني قرة باغ ذات الأغلبية الأرمنية في الجنوب الغربي من أذربيجان عن نفسها مستقلة من أذربيجان في عام 1991 لكن هذا الاستقلال لم يتم الاعتراف به دبلوماسياً من جانب أي دولة ولا تزال تعتبر جزءا من أذربيجان بحكم القانون تحتله القوات الأرمينية.[70][71][72][73] على الرغم من مظاهر التدين المسيحي في جمهورية مرتفعات قرة باغ، حظرت السلطات العسكرية أي نشاط الطائفة المسيحية في المنطقة، وذلك بسبب التبشير السلمي للطوائف المسيحية بين السكان.[74] وتضم المنطقة العديد من الأديرة الأرمنيّة التاريخية ولهذه الكنائس والأديرة أهمية ثقافية وتاريخية للأرمن. ونتيجة لحرب ناغورنو قرة باغ، تم التخلي عن المساجد في منطقة ناغورنو قرة باغ أو تدميرها، كما تم تدمير العديد من الكنائس الأرمينية في أذربيجان وأصبح العديد منها غير نشط.[75]
بنتيجة حركات الإتصال مع الفاتيكان خلال القرون الأخيرة، نشأت طائفة الأرمن الكاثوليك عام 1712 على يد مخيتار سبسطية. غير أنها لم تستطع أن تنتشر انتشارًا ملحوظًا داخل أرمينيا، إذ تتمتع بتأثيرٍ قوي في الشتات الأرمني لا سيّما في سورياولبنانومصروتركياوإيرانوفرنساوالأرجنتينوالأوروغوايوالولايات المتحدةوكنداوأستراليا،[84] ويقع مقر بطريركيتها في بزمار إحدى بلدات لبنان. ابتداءً من أواخر عقد 1920، تسبب الاضطهاد من قبل الحكومة السوفييتية إلى هجرة العديد من الكاثوليك الأرمن. في عام 1991، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، قام البابا يوحنا بولس الثاني بدمج المجتمعات الكاثوليكية الشرقية في جورجياوروسيا مع المجتمعات الموجودة في أرمينيا، وخلق نظامًا جديدًا لأرمينيا وأوروبا الشرقية، ومقره في غيومري. لم يتم اختيار المدينة عن طريق الصدفة: حيث يعيش معظم الأرمن الكاثوليك في الأجزاء الشمالية من أرمينيا. ولقد أصبح هذا نوعًا من الأساس لإصلاح العلاقات مع أتباع الديانات على الجانب الآخر من الحدود.
وفقاً لتعداد السكان عام 2011 بلغ عدد الأرمن الكاثوليك حوالي 13,843 شخص.[86] واليوم يعيش الأرمن الكاثوليك في جافاخيتي وفي آخالتسيخه وفي القرى المجاورة، وكذلك في منطقة آخالكالاكي. تقع المجتمعات في المنطقة الأخيرة، والتي تعتبر ريفية بشكل رئيسي، في مناطق نائية إلى حد ما، لكن الرابط الأكثر أهمية هو الذاكرة التاريخية للكاثوليكية. تأسست مدرسة دينية صغيرة في غيومري الأرمنية، في عام 1994؛ وهناك مرشحون للكهنوت يشاركون في الدراسات الأساسية قبل الانتقال إلى الكلية البابوية للأرمن (التي تأسست عام 1885) في روما، حيث يتابعون دراسة الفلسفة واللاهوت. خارج أرمينيا تضم كل من روسياوالولايات المتحدةوفرنساوالأرجنتينوسورياولبنانومصروتركياوالعراقوإيران على أكبر التجمعات لطائفة الأرمن الكاثوليك.[84]
وقعت أول هجرة جماعية للروس إلى أرمينيا في أواخر القرن الثامن عشر عندما تم ترحيل المولوكان، وهي طائفة روسية أرثوذكسية إلى أماسيةوسيفان، حيث كانت سياسة الحكومة القيصرية هي إرسال المولوكان بعيدًا عن وسط روسيا إلى القوقاز (1833)، وغيرها من المناطق النائية لمنع تأثيرهم على الفلاحين الآخرين؛ وتم إرسالهم إلى أرمينيا وأذربيجان (1834) وأوكرانيا (1830) وآسيا الوسطىوسيبيريا، حيث نجت العديد من المجتمعات حتى الوقت الحاضر. بعد الحرب الروسية التركية (1828-1829) هاجر العديد من الروس إلى أرمينيا الروسية، وقاموا بتأسيس الشركات والكنائس الروسية الأرثوذكسية، واستقروا في جميع أنحاء الجبال الشمالية الغربية من البلاد. خلال الفترة السوفيتية هاجر المزيد من الروس إلى جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفيتية وكانوا يعملون في الصناعة والعمل الكتابي. ازدادت الهجرة للروس من أرمينيا بعد عام 1990، أثناء انهيار الاتحاد السوفيتي، وعندما تدهورت الظروف الاقتصادية وأصبحت اللغة الأرمنية اللغة الرسمية للبلاد.[93]
تُمثل المسيحية في المرتفعات الأرمنية جزءًا رئيسيًا من فسيفساء الثقافة الدينية في البلاد، حيث كان للمسيحية تأثير طويل الأمد على ثقافة ومجتمع أرمينيا منذ أن أصبحت الدين الرسمي في عام 301، حيث تعدّ مملكة أرمينيا أول الممالك التي تحولت بالكامل إلى المسيحية، وتعتبر كل من السلالة البقرادونيةوسلالة باغراتيوني الحاكمة أقدم العائلات المسيحية المالكة.[101] وللمسيحيَّة تاريخٌ طويل وحافل في أرمينيا، وهي منتشرة بطقسها الأرمني، وخرج منها الكثير من الفلسفاتوالنصوص الليتورجيةوالأدباءوالصوفيينوآباء الكنيسة والشهداء والقديسين فضلًا عن الملافنة، وتُعتبر الكنيسة الأرمنية الرسولية هي الكنيسة الوطنيةللشعب الأرمني، وهي واحدة من أقدم المؤسسات المسيحية في العالم.[102] وقامت الكنيسة الأرمنية الرسوليَّة بدور بارز في الحفاظ على الثقافة والهوية الأرمنية، على سبيل المثال يشتهر الرهبان الأرمن الكاثوليك بسلسلة من المنشورات العلمية من الإصدارات بالأرمنية لنصوص يونانية قديمة. هناك إلى جانب الكنائس الأرمنية، عدد قليل من أتباع الكنائس غير الأرمنية الطقسواللغة من أمثال الكنيسة الرومانية الكاثوليكية أو الكنائس البروتستانتية. ومن ناحية الطقوس، للكنيسة طقوسها الخاصة المنبثقة من الحضارة والمجتمع الأرمني، غير أنها تندرج في عائلة الطقوس والليتورجيات الشرقية أي تلك التي نشأت في القدس ومن ثمّ ازدهرت في الرها. وقامت الكنائس الأرمنيَّة بتشكيل الذاكرة العامة والحفاظ عليها، والتفاوض بين المجموعات اللغوية والدينية والسياسية والعرقية المتنوعة.[103] وبحسب الدستور الأرمني «تعترف جمهورية أرمينيا بالرسالة الحصرية للكنيسة الأرمنية الرسولية المقدسة، ككنيسة وطنية، ودورها في الحياة الروحية للشعب الأرمني، وفي تطوير حياتهم الروحية، وفي الثقافة الوطنية والحفاظ على هوية الأرمن الوطنية».[104]
يمتلك الأرمن أبجديةولغة خاصتين. تم اختراع الأبجدية الأرمنية في عام 405 ميلادي من قبل القديس ميسروب مشدوتس وتتألف من ثمانية وثلاثين حرفًا، منها حرفان أضيفا خلال الفترة القيليقية. امتلك ميسروب ماشدوتس كل العناصر اللازمة ليؤلف أبجدية من 36 حرفًا زيد عليها حرفين إضافيين في نهاية القرن الثاني عشر، وهكذا أخذت الأبجدية الأرمنية الكلاسيكية شكلها النهائي، والتي كانت خطوة أساسية في تعزيز الهوية القومية الأرمنية.[105] بدأ الأدب المسيحي الأرمني حوالي عام 406 مع اختراع ميسروب للأبجدية الأرمنية بهدف ترجمة كتابات الكتاب المقدس إلى اللغة الأرمنية، كان العصر الذهبي للأدب الأرميني إلى حد بعيد تعليقًا وتفسيرًا على التراث اللاهوتي والفقهي والأدبي المسيحي والعبري وتاريخ الكنيسة الرسولية الأرمنية.[106]
أحد أقدم أنواع الموسيقى الأرمنية هي الأنشودة الأرمنية التي تعد النوع الأكثر شيوعاً من الموسيقى الدينية في أرمينيا.[107] الكثير من هذه الأناشيد قديمة في الأصل، وتمتد إلى العصور القديمة للمسيحية، بينما البعض الآخر حديث نسبيًا، بما في ذلك العديد من تأليف القديس ميسروب ماشدوتس مخترع الأبجديَّة الأرمنيَّة والراهب كوميتاس والذي يُعتبر مؤسس الموسيقى الأرمنية الكلاسيكية وأبرز القائدين لعلم موسيقى الشعوب.[108] ولعبت الأديرة الأرمنية مثل دير تاتيف وأديرة إتشميادزين دوراً هاماً كمؤسسات التعليمية اللاهوتية ومدارس اللاهوت والفلسفة المسيحية، وتحولت إلى أحد المراكز الفكرية المرموقة بفضل تشييد جامعة تخرج منها العديد من الرهبان ورجال الدين وكبار العلماء الأرمن.[109]
سُمح وضعية المسيحية كدين رسمي لأرمينيا في عام 301 بتطورات جديدة في العمارة الأرمنية، والتي مع ذلك حافظت على التقاليد القديمة. علاوة على ذلك، تصف الكنائس الأرمينية المشهد العام للشرق المسيحي في وقت كانت فيه روايات شهود العيان نادرة للغاية. في رسائلها عن الأصالة والشرعية، شكلت الكنائس الذاكرة العامة وحافظت عليها، وتفاوضت بين مجموعات لغوية ودينية وسياسية وعرقية متنوعة.[110] ويُعد حجر الخاتشكار والمعروف باسم حجر الصليب الأرمن (بالأرمنيَّة: խաչքար) من أبزر الأعمال الفنيَّة الأرمينيَّة المسيحيَّة. وتصور المنحوتة والشاهدة التذكارية شكل الصليب المسيحي، وكثير من الأحيان مع إضافة الزخارف مثل الزخارف النباتية وغيرها.[111] يعتبر فن حجر خاتشكار من سمات الفن الأرمني المسيحي القرطوسي.[111][112] أعلنت منظمة اليونيسكو منذ عام 2010 ضم حجر خاتشكار في قائمة التراث اللامادي الإنساني لرمزيتها وبراعة العمل.[113]
وجدت دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2015 أنَّ حوالي 95% من الأرمن يؤمنون في الله، وحوالي 86% منهم يعتبرون للدين أهميَّة في حياتهم،[114] وقد وجدت الدراسة التي قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2015 أنَّ حوالي 10% من الأرمن يُداومون على حضور القداس على الأقل مرة في الأسبوع، بالمقارنة مع 57% يُداومون على على حضور القداس على الأقل مرة في الشهر أو السنة. في حين أنَّ 45% من الأرمن الأرثوذكس يُداومون على الصلاة يوميًا.[114]
وقد وجدت الدراسة أيضًا أنَّ حوالي 45% من الأرمن الأرثوذكس يُداوم على طقس المناولة ويصوم حوالي 16% خلال فترات الصوم.[114] ويقدم حوالي 27% منهم الصدقة أو العُشور،[114] ويقرأ حوالي 27% الكتاب المقدس على الأقل مرة في الشهر، في حين يشارك 30% معتقداتهم مع الآخرين. ويملك حوالي 89% من الأرمن الأرثوذكس أيقونات مقدسة في منازلهم، ويضيء حوالي 98% الشموع في الكنيسة، ويرتدي 67% الرموز المسيحيَّة.[114] عمومًا حصل حوالي 76% من مجمل الأرمن الأرثوذكس على سر المعمودية، ويقوم 73% من الأهالي الأرمن الأرثوذكس بالتردد مع أطفالهم للكنائس، ويقوم 40% بإلحاق أولادهم في مؤسسات للتعليم الديني و61% بالمداومة على قراءة الكتاب المقدس والصلاة مع أولادهم.[114]
الهوية
قال حوالي 82% من الأرمن أن كون المرء مسيحيًا هو جزءًا «هامًا ومركزي» أو إلى «حد ما» من الهوية الوطنيَّة.[80] وينقسم الأرمن الأرثوذكس بين أولئك الذين يقولون أن جوهر هويتهم المسيحيَّة هي في المقام الأول مسألة دينيَّة (34%)،[114] وأولئك الذين يقولون أن هويتهم المسيحيَّة مرتبطة أساسًا بالتقاليد العائلية أو الهوية الوطنية (55%)،[114] وأولئك الذين يقولون أنَّ هويتهم المسيحيَّة هي مزيج من الدين والتقاليد العائلية أو الهوية الوطنية (8%).[114]
بحسب الدراسة أعرب حوالي 97% من الأرمن الأرثوذكس بأنَّ هويتهم المسيحيَّة هي مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لهم،[114] في حين قال 44% من الأرمن الأرثوذكس أنَّ لديهم شعور قوي بالانتماء للمجتمع الأرثوذكسي في العالم، وقال 98% من الأرمن الأرثوذكس أنَّه سيربي أبناه على الديانة المسيحيَّة.[114] ويوافق 82% من الأرمن على التصريح أنَّ الأرثوذكسيَّة هي عاملًا هامًا لكي تكون وطنيًا.[114]
القضايا الاجتماعية والأخلاقية والسياسية
يعتبر حوالي 96% من الأرمن الأرثوذكس أن تعاطي المخدرات عمل غير أخلاقي، و96% يعتبر أن الدعارة عمل غير أخلاقي، ويعتبر حوالي 98% المثلية الجنسية ممارسة غير أخلاقيَّة، ويعتبر حوالي 67% الإجهاض عمل غير أخلاقي، ويعتبر حوالي 56% أن شرب الكحول عمل غير أخلاقي، في حين يعتبر حوالي 80% العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج ممارسة غير أخلاقية، ويعتبر حوالي 56% الطلاق عمل غير أخلاقي. ويؤيد 3% من الأرمن الأرثوذكس زواج المثليين.[114]
يؤيد 79% من الأرمن الأرثوذكس تصريح أنَّ «روسيا ملتزمة في حماية المسيحيين الأرثوذكس خارج حدودها»، ويرى 24% من الأرمن الأرثوذكس أنَّ بطريركية موسكو هي أعلى سلطة دينية في العالم الأرثوذكسي، بالمقارنة مع 10% يرى أنَّ بطريركية القسطنطينية المسكونية هي أعلى سلطة دينية، ويرى 24% أن الكنيسة الأرمنية هي أعلى سلطة دينيَّة.[114] يرى حوالي 68% من الأرمن أن الأرثوذكسية هي عامل أساسي لكي تكون مواطن أرمني حقيقي.[114] ويتفق 84% من الأرمن الأرثوذكس مع تصريح «شعبي ليس كاملًا، لكن ثقافتنا متوفقة على الآخرين».[114]
^Brunner، Borgna (2006). Time Almanac with Information Please 2007. New York: Time Home Entertainment. ص. 685. ISBN:193340549X.
^ ابStokes, Jamie، المحرر (2008). Encyclopedia of the Peoples of Africa and the Middle East. New York: Infobase Publishing. ص. 65. ISBN:978-1-4381-2676-0. Etchmiatzin is located in the west of modern Armenia, close to the border with Turkey, and its fourth-century cathedral is generally regarded as the oldest in the world.
^باللغة الأرمنية Hakobyan, Tadevos[لغات أخرى]. (1980). Անիի Պատմություն, Հնագույն Ժամանակներից մինչև 1045 թ. [The History of Ani, from Ancient Times Until 1045], vol. I. Yerevan: Yerevan State University Press, pp. 214–217.
^T. F. Mathews, A. Taylor, The Armenian Gospels of Gladzor: The Life of Christ Illuminated, Getty Publications, 2001, ISBN 9780892366279 ( see p.23 :
«{{{1}}}»
^V. Minorsky, Studies in Caucasian History, 196 pp., 1957, ISBN 9780521057356, (see p.102)
^A. Vauchez, R. B. Dobson, M. Lapidge, Encyclopedia of the Middle Ages: A-J, 1624 pp., Editions du Cerf, 2000, ISBN 0227679318, 9780227679319, see p.107
^Barsoumian، Hagop (1982)، "The Dual Role of the Armenian Amira Class within the Ottoman Government and the Armenian Millet (1750–1850)"، في Braude، Benjamin؛ Lewis، Bernard (المحررون)، Christians and Jews in the Ottoman Empire: The Functioning of a Plural Society، New York: Holmes & Meier، ج. I
^إلبير أورتايلي. Son İmparatorluk Osmanlı (The Last Empire: Ottoman Empire), İstanbul, Timaş Yayınları (Timaş Press), 2006. pp. 87-89. ISBN 975-263-490-7 (the book is in Turkish)
^(بالأرمنية: ) Hambaryan, Azat S. (1981). "Հայաստանի սոցիալ-տնտեսական և քաղաքական դրությունը 1870–1900 թթ." [Armenia's social-economic and political situation, 1870–1900] in Հայ Ժողովրդի Պատմություն [History of the Armenian People], ed. Tsatur Aghayan et al. Yerevan: Armenian Academy of Sciences, vol. 6, p. 22.
^Akçam, Taner. A Shameful Act: The Armenian Genocide and the Question of Turkish Responsibility. New York: Metropolitan Books, 2006, p. 42. ISBN 0-8050-7932-7.
^Kieser, Hans-Lukas; Schaller, Dominik J. (2002), Der Völkermord an den Armeniern und die Shoah [The Armenian genocide and the Shoah] (بالألمانية), Chronos, p. 114, ISBN:3-0340-0561-X Walker، Christopher J. (1980)، Armenia: The Survival of A Nation، London: Croom Helm، ص. 200–03 Bryce، Viscount James؛ Toynbee، Arnold (2000)، Sarafian، Ara (المحرر)، The Treatment of Armenians in the Ottoman Empire, 1915–1916: Documents Presented to Viscount Grey of Falloden (ط. uncensored)، Princeton, NJ: Gomidas، ص. 635–649، ISBN:0-9535191-5-5
^Schaller، Dominik J؛ Zimmerer، Jürgen (2008). "Late Ottoman genocides: the dissolution of the Ottoman Empire and Young Turkish population and extermination policies – introduction". Journal of Genocide Research. ج. 10 ع. 1: 7–14. DOI:10.1080/14623520801950820.
^Joseph Yacoub, La question assyro-chaldéenne, les Puissances européennes et la SDN (1908-1938), 4 vol., thèse Lyon, 1985, p.156
^ ابKaligian, Dikran (2017). "Convulsions at the End of Empire: Thrace, Asia Minor, and the Aegean". Genocide in the Ottoman Empire: Armenians, Assyrians, and Greeks, 1913–1923 (بالإنجليزية). Berghahn Books. pp. 82–104. ISBN:978-1-78533-433-7.
^Augusti، Johann Christian Wilhelm؛ Rheinwald، Georg Friedrich Heinrich؛ Siegel، Carl Christian Friedrich. The Antiquities of the Christian Church. ص. 466.
^Hacikyan، Agop Jack؛ Basmajian، Gabriel؛ Franchuk، Edward S.؛ Ouzounian، Nourhan (2000). The Heritage of Armenian Literature: From the Oral Tradition to the Golden Age. Detroit: Wayne State University Press. ص. 91. ISBN:9780814328156.
^Agop Jack Hacikyan, Gabriel Basmajian, Edward S. Franchuk, Nourhan Ouzounian, The Heritage of Armenian Literature: From the oral tradition to the Golden Age, Detroit, Wayne State University Press, 2000.
^Holding، Nicholas (2019). Armenia with Nagorno Karabagh (ط. 5th). Chalfont St. Peter, Bucks: Bradt Travel Guides. ص. 319. ISBN:978-1784770792.
^Edwards، Robert W., "Armenia" (2016). The Eerdmans Encyclopedia of Early Christian Art and Archaeology, ed., Paul Corby Finney. Grand Rapids, Michigan: William B. Eerdmans Publishing. ص. 119–122. ISBN:978-0-8028-9016-0.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^ ابThe Grove Encyclopedia of Medieval Art and Architecture. — Oxford University Press, 2012. — Vol. 2. — P. 222."'Khatck'ar' [Armen.:'cross-stone'] Typical Armenian stone monument, comprising an upright slab (h. c. 1—3 m) carved with a cross design, usually set on a plinth or rectangular base. "
^Gough M., The Origins of Christian Art, London, 1973
1 كُلياً داخل آسيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية. 2 جزئياً أو كلياً داخل آسيا، حسب الحدود. 3 معظم أراضيها في آسيا.
4 جغرافياً هي جزء من إفريقيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية.
Amazing Stories, primera revista estadounidense de ciencia ficción. Ciencia ficción es la denominación de uno de los géneros derivados de la literatura de ficción, junto con la literatura fantástica y la narrativa de terror. Algunos autores estiman que el término es una mala traducción del inglés science fiction y que la correcta es ficción científica.[1] Nacida como género en la década de 1920 (aunque hay obras reconocibles muy anteriores) y exportada poste...
العلاقات بين لبنان والاتحاد الأوروبي [[{{{بلد1}}}]] [[{{{بلد2}}}]] تعديل مصدري - تعديل العلاقات بين لبنان والاتحاد الأوروبي من العلاقات الجوهرية والقوية ويعتمد الاتحاد الأوروبى في علاقاته مع لبنان على سياسة الجوار الأوروبية . ويعتبر الاتحاد الأوروبي هو أكبر ش�...
Devoleena BhattacharjeeDevoleena Bhattacharjee saat acara promosi DilwaleLahir22 Agustus 1985 (umur 38)Sivasagar, Assam, IndiaKebangsaan IndiaPekerjaanAktrisPenari BharatnatyamModelTahun aktif2011–sekarangDikenal atasGopi Ahem Modi/Gopi Jaggi Modi (Saath Nibhaana Saathiya) Devoleena Bhattacharjee adalah seorang aktris India dan seorang penari Bharatnatyam yang terlatih.[1] Dia terkenal karena perannya sebagai Gopi Ahem Modi dalam program televisi Gopi. Dia adalah salah sa...
This article has multiple issues. Please help improve it or discuss these issues on the talk page. (Learn how and when to remove these template messages) This article may lend undue weight to Bulgaria's deportation of the Jews from the occupied Yugoslav and Greek territories.. Please help improve it by rewriting it in a balanced fashion that contextualizes different points of view. (May 2023) (Learn how and when to remove this template message) This article may be unbalanced towards certain v...
El liberalismo verde, liberalismo ambientalista, Ecoliberalismo o Ecologismo liberal es el liberalismo que incluye la política verde en su ideología. Los liberales verdes suelen ser liberales en cuestiones sociales y verdes en cuestiones económicas. El término liberalismo verde fue acuñado por el filósofo político Marcel Wissenburg en su libro de 1998 Liberalismo verde: la sociedad libre y verde. Argumenta que el liberalismo debe rechazar la idea de los derechos de propiedad abso...
Dai LiDaiNama asli戴笠JulukanHimmler dari TiongkokLahir(1897-05-28)28 Mei 1897Jiangshan, Zhejiang, Dinasti QingMeninggal17 Maret 1946(1946-03-17) (umur 48)Nanjing, TiongkokPengabdianRepublik TiongkokLama dinas1927-1946PangkatLetnan JenderalKomandanInvestigation and Statistics BureauPerang/pertempuranSecond Sino-Japanese War, Chinese Civil WarPenghargaanOrder of Blue Sky and White Sun Tai Li atau sering dikenal sebagai Letnan Jenderal Dai, adalah seorang tokoh Tiongkok, pemimpin ba...
Albanian television personality and Miss Albania (born 1987) This biography of a living person needs additional citations for verification. Please help by adding reliable sources. Contentious material about living persons that is unsourced or poorly sourced must be removed immediately from the article and its talk page, especially if potentially libelous.Find sources: Floriana Garo – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (July 2014) (Learn how an...
Artikel ini perlu diwikifikasi agar memenuhi standar kualitas Wikipedia. Anda dapat memberikan bantuan berupa penambahan pranala dalam, atau dengan merapikan tata letak dari artikel ini. Untuk keterangan lebih lanjut, klik [tampil] di bagian kanan. Mengganti markah HTML dengan markah wiki bila dimungkinkan. Tambahkan pranala wiki. Bila dirasa perlu, buatlah pautan ke artikel wiki lainnya dengan cara menambahkan [[ dan ]] pada kata yang bersangkutan (lihat WP:LINK untuk keterangan lebih lanjut...
RTI International MetalsCompany typesubsidiaryIndustryTitanium alloy productionFounded1950HeadquartersPittsburgh, United StatesKey peopleDawne Hickton (CEO)ProductsTitanium sponge; titanium alloy ingot, sheet, strip, billet, plate, tubeRevenue US$505.39 million (2006)Number of employees1,362 (2007)ParentHowmet AerospaceWebsitewww.rtiintl.com (archived July 22, 2015) RTI International Metals (RMI Titanium Company Inc.(Reactive Metals Inc.), founded in 1950, is a leading US producer of titanium...
Norwegian sailor Peder Lunde Jr.Lunde (left) and Bergvall in 1960Personal informationBorn9 February 1942 (1942-02-09) (age 82)Oslo, NorwayHeight176 cm (5 ft 9 in)Weight80 kg (176 lb)Sailing careerClubRoyal Norwegian Yacht Club Medal record Sailing Representing Norway Olympic Games 1960 Rome Flying Dutchman 1968 Mexico City Star class Peder Lunde Jr. (born 9 February 1942) is a retired Norwegian sailor who competed in the 1960, 1968, 1972 and 1976 Olymp...
American physician (born 1960) This biography of a living person needs additional citations for verification. Please help by adding reliable sources. Contentious material about living persons that is unsourced or poorly sourced must be removed immediately from the article and its talk page, especially if potentially libelous.Find sources: Brian P. Monahan – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (June 2023) (Learn how and when to remove this messa...
Yesus Mengajar dengan Para Muridnya, James Tissot, s. 1890 Dalam teologi Kristen, imitasi Kristus adalah praktek mengikuti contoh Yesus.[1][2][3] Di Gereja Timur, istilah kehidupan dalam Kristus terkadang dipakai untuk konsep yang sama.[1] Gagasan imigtasi Kristus telah menjadi unsur penting etika Kristen dan spiritualitas.[4] Rujukan-rujukan untuk konsep tersebut dan prakteknya ditemukan dalam dokumen-dokumen Kristen terawal, seperti surat-surat Paulus...
Questa voce o sezione sull'argomento politici italiani non cita le fonti necessarie o quelle presenti sono insufficienti. Commento: Questa voce manca completamente di fonti! Puoi migliorare questa voce aggiungendo citazioni da fonti attendibili secondo le linee guida sull'uso delle fonti. Segui i suggerimenti del progetto di riferimento. Carlo Fidanza Capodelegazione di Fratelli d'Italia al Parlamento europeoIn caricaInizio mandato26 maggio 2019 (autosospeso)[1] Predecessor...
Jaguar BerdaunanAjaw TikalGlif Jaguar BerdaunanBerkuasaAbad ke-2/3PendahuluYax Ehb XookPenerusHiasan-Kepala HewanAgamaAgama Maya Jaguar Berdaunan, juga dikenal dengan nama Jaguar Ahau Gulungan, adalah seorang ajaw (penguasa]] kota Tikal, salah satu kota terbesar di peradaban Maya.[1] Urutannya dalam susunan daftar penguasa Tikal tidak diketahui secara pasti, tetapi kemungkinan besar ia berkuasa pada abad ke-2 atau ke-3. Nama penguasa ini dapat ditranskripsikan menjadi ?-BAHLAM, yang d...
Art movement You can help expand this article with text translated from the corresponding article in Italian. (January 2023) Click [show] for important translation instructions. Machine translation, like DeepL or Google Translate, is a useful starting point for translations, but translators must revise errors as necessary and confirm that the translation is accurate, rather than simply copy-pasting machine-translated text into the English Wikipedia. Consider adding a topic to this templa...
دورة الألعاب الأمريكية 1995 البلد الأرجنتين المدينة المضيفة ماريه ديل بلاتا الدول المشاركة 42 الرياضيون المشاركون 5144 التاريخ 1995 المكان مار دل بلاتا الأحداث 309 حدث في 34 رياضة حفل الافتتاح مارس 12 حفل الاختتام مارس 26 الملعب الرئيسي ملعب خوزيه ماريا مينيلا تعديل مصدري ...
Architectural firm Belfast Castle, designed by Lanyon, Lynn & Lanyon Lanyon, Lynn & Lanyon, Civil Engineers and Architects was a 19th-century firm working mainly in Dublin and Belfast, and the leading architectural firm in Belfast during the 1860s. Its partners were Charles Lanyon, William Henry Lynn, and Charles' son John Lanyon. Charles Lanyon was the head of the firm and its most famous architect. In 1854, he took Lynn, his former apprentice, into partnership. Their projects includ...
Song 2Lagu oleh Blurdari album BlurDirilis7 April 1997 (1997-04-07)Format7 vinylCD singleDirekam1996GenreRock alternatifgrunge[1]Durasi2:02LabelFoodProduserStephen StreetVideo musikSong 2 di YouTube Song 2 adalah lagu dari grup musik rock Inggris, Blur, lagu kedua dari album studio kelima eponim mereka. Lagu ini menampilkan hook Damon Albarn yang berteriak woo-hoo! bersamaan bass yang terdistorsi masuk. Dirilis pada bulan April 1997, Song 2 langsung mencapai posisi dua di UK Sing...