عرفت مركبات النتروجين منذ العصور الوسطى، فقد عرف جابر بن حيان حمض النتريك باسم ماء النار (aqua fortis)، كما عرف الماء الملكي (aqua regia)، وهو مزيج من حمض النتريك مع حمض الهيدروكلوريك، وسمي بالملكي لقدرته على إذابة الذهب. استعملت مركبات النتروجين لاحقاً في تحضير البارود ثم في صناعة الأسمدة.
اكتشف غاز النتروجين من قبل العالم دانيال رذرفورد سنة 1772، والذي أسماه حينها الهواء المضر أو المؤذيnoxious air،[1][2] وذلك على الرغم من أنه لم يكن يعتبره كعنصر كيميائي مستقل، لكنه ميّزه عن الهواء المُثَبَّت، والذي كان يقصد به غاز ثنائي أكسيد الكربون في تلك الأحيان، حيث أن حقيقة أن هناك مكوّن للهواء لا يساعد على الاحتراق كانت معروفة بالنسبة لرذرفورد.[3] في الوقت نفسه تقريباً، دُرس النتروجين من قبل العلماء كارل فلهلم شيلهوهنري كافنديشوجوزيف بريستلي، والذين أقروا أن النتروجين جزء من الهواء، وأشاروا إليه باسم الهواء المحروق أو هواء الفلوجستون. بالمقابل، قام أنطوان لافوازييه بتسمية ذلك الغاز الخامل الذي يطفئ اللهب ويميت الحيوانات باسم آزوتazote، وذلك من الكلمة الإغريقية ἄζωτοςآزوتوس بمعنى لا حياة.[4] ولا يزال يشار إلى عنصر النتروجين باسم الآزوت في بعض اللغات مثل الفرنسية والإيطالية والروسية والتركية. بالمقابل يشار إلى هذا العنصر في اللغة الألمانية باسم Stickstoff، بمعنى المادة المطفئة للهب.
أما كلمة نتروجين فقد ابتدعت من الكيميائي جان أنطوان شابتال وذلك من الإغريقية νίτρον نطرون (والتي كانت تشير إلى مصطلح يشمل ملح النتر، وفي الوقت نفسه إلى كربونات الصوديوم، إذ لم يكن يميز بينهما)، ومن -γενής جين بمعنى مولّد؛ أي أن الكلمة تحمل معنى مولّد النتر. كان شابتال يريد بذلك الإشارة إلى النتر، وهي المادة الكيميائية (نترات البوتاسيوم) التي كانت لازمة من أجل إنتاج حمض النتريك، والذي كان قد اكتشف أنه يحوي على غاز النتروجين.[5]
مع تطور البحث العلمي، دخل النتروجين في العديد من التجارب الفيزيائية والكيميائية. ففي سنة 1910 قام جون ويليام ستروت، المعروف باسم لورد رايلي، بالقيام بتجربة اكتشف فيها النتروجين الفعّال، وهو تعبير استخدمه للإشارة إلى النتروجين الذرّي، وهو متآصلأحادي الذرة للنتروجين تحصّل عليه في جهاز أنبوب التفريغ على شكل غمامة ذات لون أصفر ساطع. لم يدم التشكل طويلاً، إذ سرعان ما تفاعل بدوره بشكل انفجاري مع الزئبق، حيث تشكّل نتريد الزئبق.[6]
يشكّل غاز النتروجين (N2) أكبر نسبة في الغازات المكوّنة للغلاف الجوّيللأرض، حيث أنّ نسبته تبلغ 78.08% حجماً في الهواء الجاف، و75.53% وزناً في الهواء الجاف.[8] أمّا في القشرة الأرضية فإن النتروجين قليل الوفرة الطبيعية نسبياً، إذ أن المعادن الحاوية على النتروجين غالباً ما تكون على شكل أملاح مثل نترات البوتاسيوم (ملح بيتر) أو نترات الصوديوم (ملح تشيلي) أو كلوريد الأمونيوم (ملح النشادر)، وجميع هذه الأملاح منحلّة، لذلك يندر وجود ترسبات معدنية منها.
يصنّف غاز النتروجين من ضمن الغازات الصناعية، التي لها تطبيقات مهمة، وينتج عن طريق إسالة الهواء بالضغط والتبريد ثم التقطير التجزيئي للهواء السائل لفصل غازي الأكسجين والنتروجين وذلك حسب عملية ليندة. أو عن طريق استخدام وسائل ميكانيكية باستخدام الهواء الغازي، أي باستخدام امتزاز تأرجح الضغط أو غشاء تناضحي عكسي. تتم الطريقة الأخيرة عن طريق تمرير الهواء بضغط مرتفع يتراوح بين 5 إلى 12 بار عبر غشاء اصطناعي، وبما أن سرعة الانتشار لغازات النتروجين والآرغون عبر تلك الأغشية هي أبطأ من التي لغازات الأكسجينوبخار الماءوثنائي أكسيد الكربون، فإن غاز النتروجين بالتالي يزداد تركيزه في الطرف الداخلي للغشاء، وبإجراء ضبط لسرعة التدفق، يمكن الحصول على غاز النتروجين بنقاوة تصل إلى 99%.
تعد وسيلة تقطير الهواء الأسلوب التجاري للحصول على النتروجين، والذي يحصل عليه غالباً كناتج ثانوي من عملية إنتاج غاز الأكسجين، وذلك من أجل الصناعات المختلفة. يزوّد النتروجين عادةً في أسطوانات غاز مضغوط، ويرمز لها عندما تكون نقية وخالية من الأكسجين برمز OFN وذلك من oxygen-free nitrogen،[14] والتي يمكن أن تصل درجة نقاوتها إلى 99.99999%. يحصل على النتروجين عالي النقاوة، والذي تكون فيه نسبة الشوائب من الغازات أقل من 1 جزء في البليون (ppb)، عن طريق تكرار عملية الامتزاز/الانتزاز على الزيوليت.
هناك نظيرين مستقرين للنتروجين وهما نتروجين-14 14N و نتروجين-15 15N، لكن الوفرة الطبيعية الأكبر هي للنظير 14N، والتي تبلغ 99.634%. إن التفاعلات الحيوية مثل التمثّلوالنترجةونزع النتروجين تتحكم بنسب نظائر النتروجين الطبيعية في التربة، حيث تعمد تلك التفاعلات على تخصيب 15N في الركيزة وتقلله في الناتج.[18] أما في الغلاف الجوي، فإن هناك نسبة بسيطة من النتروجين الجزيئي يكون فيه كل من النظيرين الطبيعيين 14N15N موجودين (0.73%)، أما الباقي فهو تقريباً بالكامل من 14N2.[19]
في الشروط العادية من الضغط ودرجة الحرارة، فإن النتروجين الجزيئي هو غاز عديم اللون والرائحة والمذاق، وغير قابل للاشتعال. يتكثف النتروجين ويتسيّل عند -196 °س (77 كلفن) ليصبح سائلاً عديم اللون (النتروجين السائل)، وهو سائل أقل كثافة من الماء (0.808 غ/مل)، ويستخدم في التبريد العميق.[22] يتجمّد النتروجين السائل عند −210 °س (63 كلفن)،[23] وذلك إلى شكل متآصل بلوري متراص، والذي يأخذ يتحول إلى الشكل المتآصل البلوري المكعب عند −237.6 °س (35.4 كلفن)، والذي يعرف باسم الطور ألفا.[24] إن النقطة الحرجة للنتروجين هي عند درجة حرارة مقدارها −146.95 °س وضغط 33.9 بار، وتكون الكثافة الحرجة 0.314 غ/سم3. إن انحلالية غاز النتروجين في الماء ضعيفة، وهي تبلغ 23.2 مغ/ل عند الدرجة 0 °س.
حضّرت متآصلات غير مستقرة للنتروجين مخبرياً، وكانت تتألف من جزيئات ذات أكثر من ذرتي نتروجين مثل N3 (ثلاثي النتروجين) و N4 (رباعي النتروجين).[25] عند ضغوط مرتفعة جداً (حوالي 1.1 مليون وحدة ضغط جوي) ودرجات حرارة مرتفعة (2000 كلفن) فإنه يمكن الحصول على صيغ بلورية بوليمرية من النتروجين، والتي لها بنية بلورية شبيهة بالألماس مثل N4 (رباعي النتروجين)، والذي يعرف باسم الألماس النتروجيني.[26][27] من المتآصلات النظرية للننتروجين كل من N6، الذي يعرف باسم هكسازين، وهو متآصل افتراضي للنتروجين ترتبط فيه الذرات بشكل مشابه لارتباط ذرات الكربون في البنزين،[28] بالإضافة إلى N8، الذي يعرف باسم أوكتاآزاكوبان (ثماني آزا الكوبان)، وهو متآصل افتراضي للنتروجين ترتبط فيه ذرات النتروجين على شكل فراغي يشبه المكعب، وذلك بشكل مشابه لارتباط ذرات الكربون في الكوبان.[29] تشير الحسايات النظرية أن N6 غير مستقر بشكل كبير، في حين أنه يتوقع أن يكون N8 مستقر حركياً، وذلك بسبب تناظر المدارات الجزيئية.[30]
في أنبوب تفريغ يمكن لغاز النتروجين أن يتوهج وذلك تحت الشروط التالية: أن تكون تخلية الأنبوب بضغط يتراوح بين 5-10 ميلي بار، وجهد عالي حوالي 1.8 كيلوفولت، وشدة تيار تصل إلى 18 ميلي أمبير، وتردد يبلغ 35 كيلوهرتز. عند تلك الشروط تحدث عودة ارتباط لجزيئات الغاز المؤينة، ويصدر طيف لوني مميز للنتروجين.[31] إن النتروجين الجزيئي 14N2 ذو شفافية بالنسبة للأشعة المرئية وتحت الحمراء، لأنه جزيء متجانس مكوّن من نفس الذرة، وبالتالي لا يوجد عزم ثنائي قطب قادر على التأثر مع الإشعاع الكهرومغناطيسي عند أطوال الموجة تلك. بالمقابل، يحدث هناك امتصاص في مجال الأشعة فوق البنفسجية،[32] وذلك عند أطوال موجة حوالي 100 نانومتر. يترافق ذلك مع حدوث انتقالات إلكترونية في الجزيء إلى حالات تكون فيها الغمامة الإلكترونية غير متساوية التوزيع بين ذرتي النتروجين، مما يؤدي إلى الاستقطاب. يحدث هذا الامتصاص للأشعة فوق البنفسجية من جزيئات النتروجين في طبقات الجو العليا في الأرض وغيرها من الكواكب. يؤدي امتصاص الأشعة فوق البنفسجية والأشعة الكونية من جزيئات غاز النتروجين في طبقات الجو العليا إلى حدوث وهج جوي مرئي، وهو ناتج عن انفصام الرابطة الجزيئية وتشكل النتروجين الذري، والذي يرتبط بدوره مع الأكسجين ليشكل جزيئات أحادي أكسيد النتروجين NO.
إن النتروجين على العموم غير نشيط كيميائياً عند الدرجات العادية من الضغط ودرجة الحرارة، إلا في حال كان المتفاعل ذو نشاط كيميائي كبير. على سبيل المثال، يتفاعل النتروجين مع فلز الليثيوم ليعطي مركب نتريد الليثيوم:[36][37]
يقوم النتروجين بالدخول على شكل ناتج إضافة مع العديد من الفلزات الانتقالية، ويسمى الناتج حينها باسم معقد تناسقي ثنائي النتروجين، وكمثال على ذلك المعقد التالي مع الروثينيوم2+[(Ru(NH3)5(N2]، كما تبدو بنيته في الشكل المرفق. تجدر الإشارة إلى أن ربيطة N2 لا يتم الحصول عليها من الارتباط المباشر مع النتروجين الجزيئي، إنما من تفكك الهيدرازين. هناك معقدات أخرى على ذات النسق مثل IrCl(N2)(PPh3)2 و W(N2)2(Ph2PCH2CH2PPh2)2. توضح هذه المعقدات أن النتروجين الجزيئي N2 يمكن أن يرتبط مع الفلزات في إنزيم نتروجيناز ومع الحفاز في عملية هابر-بوش.[38]
كانت عملية هابر-بوش لاصطناع الأمونياك من النتروجين والهيدروجين البوابة التي مكّنت من تثبيت النتروجين صناعياً في المركبات الكيميائية. تتم العملية عادة باستخدام حفاز من أكسيد الحديد الثنائي والثلاثي Fe3O4 عند درجات حرارة حوالي 500 °س وضغط مقداره 200 وحدة ضغط جوي. هناك طرق أخرى لاختزال النتروجين إلى الأمونياك، مثل استخدام حفاز من معقد للموليبدنوم بوجود وسط مانح للبروتونات.[37]
تميل أكاسيد النتروجين إلى الانحلال في الماء، حيث يعطي أحادي أكسيد النتروجين عند انحلاله حمض النتروز HNO2، والذي ينتج أملاح النتريت، بالمقابل، فإن ثنائي أكسيد النتروجين يعطي عند انحلاله في الماء حمض النتريك HNO3، والذي ينتج أملاح النترات. من أحماض النتروجين أيضاً هناك حمض تحت النتروز H2N2O2، والذي تدعى أملاحه باسم تحت نتريت (هيبونتريت). يدخل النتروجين مع الكربون في تركيب حمض هيدروسيانيك، وعندما يضاف إليه الأكسجين نحصل على مجموعة من أحماض هيدروكسوسيانيك والأملاح الموافقة، مثل حمض السيانيك H-O-C≡N وأملاحه من السيانات، وحمض إيزوسيانيك O=C=N-H وأملاحه من إيزوسيانات، حمض الفلمنيك H-C≡N-O وأملاحه من الفلمينات.
إن النتروجين هو من العناصر المهمة لوجود الحياة على سطح الأرض، إذ أنه يدخل في تركيب الأحماض الأمينيةوالنووية.[8] لا يمكن للنباتات أو الحيوانات أن تحصل على عنصر النتروجين من الغلاف الجوي مباشرة، حيث ينبغي الحصول عليه على شكل مركبات، بعملية تدعى تثبيت النتروجين. تعد الهطولات على اختلافها أحد المصادر الطبيعية التي تجلب كميات من الأمونيوموالنترات إلى سطح الأرض، وذلك أثناء تشكلها في طبقات الجو عند حدوث البرق.[39] إن أغلب النتروجين المثبّت الموجود في التربة والذي يصل إلى جذور النباتات يكون على شكل نترات، في حين أن الأمونيوم يستهلك من نباتات الظلة.[40]
هناك أنواع خاصة من البكتريا (مثل ريزوبياRhizobium trifolium) لها القدرة على تثبيت النتروجين، وذلك بسبب وجود إنزيم نتروجيناز، والذي يستطيع تحويل غاز النتروجين إلى شكل الأمونيوم الكثر فائدة بالنسبة للمتعضيات العليا. يمكن لهذه البكتريا أن تعيش بشكل منفرد وحر في التربة مثل الآزوتية، ولكنها عادة ما تدخل في علاقة تعايش في العقد الجذرية في النباتات البقلية (مثل الفولوالنفل وغيرها)، في بعض النباتات من الفصائل الأخرى مثل النغتوكازاريناوالنباتات الكبدية.[41] يقوم مبدأ التعايش هنا على تقديم البكتريا للنتروجين على شكل مثبت، والذي يكون غالباً على شكل أمونيوم، والذي يحول في النبات إلى أحماض أمينية لتشكيل البروتينات وجزيئات حيوية أخرى. بالمقابل، فإن النبات يفرز السكر إلى البكتريا كي تؤمن غذائها.[41]
تستطيع النباتات أن تستفيد من النتروجين على شكل نترات بشكل مباشر، والذي يمكن أن يكون موجوداً في التربة من الترسبات الطبيعية للمعادن، أو من الأسمدة التركيبية، أو من فضلات الحيوانات، أو من التحلل العضوي. تتحوّل كمية النترات الممتصة على هذه الشاكلة إلى نتريت عن طريق إنزيم نترات ريدوكتاز (مختزل النترات)، ومن ثم يتحول إلى الأمونياك عن طريق إنزيم آخر وهو نتريت ريدوكتاز (مختزل النتريت).[41]
إن مركبات النتروجين مهمة جداً وأساسية في التركيب الحيوي للنباتات والحيوانات. تستخدم الحيوانات الأحماض الأمينية الحاوية على النتروجين من مصادر نباتية كأساس لكافة التفاعلات الكيميائية الحيوية المعتمدة على النتروجين، مثل اصطناع البروتينات والأحماض النووية. تكون الحشرات التي تتغذى على النباتات معتمدة على كمية النتروجين في نظامها الغذائي، بحيث أنه في حال تغيير كمية السماد الآزوتي المقدم إلى النبات فإن ذلك يؤثر على معدل التناسل لتلك الحشرات المتغذية على ذلك النبات.[42] للجذر الكيميائي الحر أكسيد النتريك NO دوراً مهماً في فيزيولوجيا الحيوانات.[43]
يؤدي استقلاب البروتينات الحاوية على النتروجين عند الحيوانات إلى إخراج (الإفراغ) على شكل يوريا، أما استقلاب الأحماض النووية فيعطي بالإضافة إلى اليوريا مركب حمض اليوريك. إن الرائحة المميزة لتحلل اللحم الحيواني يعود إلى تشكل مركبات أمينية طويلة السلسلة مثل بوتريسكينوكادافيرين، والتي هي بدورها نواتج تكسير الأحماض الأمينية أورنيثينولايسين، على الترتيب، وذلك من البروتينات المتحللة.[44]
يعطي التحلل الحيوي في النهاية النتروجين على شكل غاز N2 والذي يعود إلى الغلاف الجوي ليغلق ما يسمى دورة النتروجين.[41]
الاستخدامات
للنتروجين العديد من التطبيقات المهمة، سواءً إن كان بالحالة الغازية أو بالحالة السائلة.
يستخدم النتروجين في صناعة الفولاذ،[48] ويستخدم في بعض أنظمة وقود الطائرات من أجل تخفيف خطر اشتعال الوقود، فيما يدعى باسم أنظمة التخميل،[49] كما يستخدم في ملء إطارات عجلات الطائرات وسيارات السباق.[50] يعود السبب في ذلك إلى النتروجين النقي يقي بخموله الكيميائي من أخطار حدوث انفجارات أثناء الإقلاع والهبوط أو أثناء ارتفاع درجات الحرارة نتيجة الاحتكاك.
في العمل المخبري الكيميائي يستخدم النتروجين في مجال تحضير العينات، حيث يستخدم للتجفيف من أجل تركيز العينات عن طريق إنقاص الحجم بتمرير تيار من النتروجين المضغوط على سطح العينة السائلة.[51]
إن القدرة على الحصول على مركبات من النتروجين هي واحدة من العمليات المهمة، إذ أنه حتى بداية القرن العشرين، كانت الإمكانية الوحيدة لحدوث ذلك هي عن طريق طبيعي فقط، وذلك عن طريق المتعضيات والبكتريا. وكان الأسلوب الوحيد للحصول تلك المركبات من معالجة الترسبات الطبيعية مثل ملح النتر. تغيرت الأمور مع تطور العمليات الصناعية الكيميائية مثل عملية فرانك-كارو لإنتاج السياناميد، وعملية أوستفالد من إجل إنتاج حمض النتريك وأملاح النترات من الأمونياك،[8] ومن ثم عملية هابر-بوش لإنتاج الأمونياك.[23]
وجد لأكسيد النتروز (غاز الضحك N2O) خواص مخدرة منذ القرن التاسع عشر، وهو يستعمل إلى الآن في بعض الحالات الجراحية. يدخل النتروجين في تركيب عدد كبير جداً من العقاقير والأدوية على شكل مركبات عضوية بمجموعات وظيفية مختلفة، وخاصة أشباه القلويات الموجودة في العقاقير المستخلصة من النباتات.
المخاطر
إن الإطلاق السريع لغاز النتروجين في حجرة أو مكان مغلق يمكن أن يزيح الأكسجين، مما يشكل بالتالي خطر الاختناق، ويحدث ذلك مع وجود أعراض محذّرة قليلة، إذ أن الجسم السباتي في جسم الإنسان ذو نظام استشعاري بطيء نسبياً لنقص الأكسجين.[56]
إن استنشاق غاز النتروجين عند ضغوط جزئية مرتفعة (أكثر من 4 بار، والتي يمكن أن تصادف عند أعماق دون 30 متر تحت سطح البحر في غوص سكوبا) له تأثير تخديري، فيما يعرف باسم تخدير الأعماق، حيث يشعر الغواص بفقدان جزئي للوعي، شبيهة بالتي تحصل عند استنشاق أكسيد النتروس.[57][58] يستطيع النتروجين أن ينحل في مجرى الدم وفي الدهون داخل الجسم. يؤدي تخفيض الضغط المفاجئ، وخاصة في حالة الصعود السريع إلى السطح عند الغواصين، إلى حدوث حالة مرضية خطيرة تعرف باسم مرض تخفيف الضغط، والذي تتشكل فيه فقاعات من غاز النتروجين في مجرى الدم والأعصاب ومناطق حيوية أخرى في الجسم.[59][60]
يؤدي التلامس المباشر للجلد مع النتروجين السائل إلى حدوث عضة برد (تثليج)، والتي يمكن أن تحدث فوراً، أو تأخذ عدة ثوان، وذلك حسب درجة حرارة السائل. لذلك يجب الانتباه وارتداء قفازات ووسائل الحماية المخبرية عند التعامل مع النتروجين السائل. تستخدم حساسات أكسجين في بعض الأحيان كوسيلة وقاية عند العمل بالنتروجين السائل وذلك من أجل تنبيه العمال عند حدوث انسكاب في مكان محصور.[61]
^Erisman، Jan Willem؛ Sutton، Mark A.؛ Galloway، James؛ Klimont، Zbigniew؛ Winiwarter، Wilfried (2008). "How a century of ammonia synthesis changed the world". Nature Geoscience. ج. 1 ع. 10: 636. Bibcode:2008NatGe...1..636E. DOI:10.1038/ngeo325.
^ ابجدهوزEmsley, John (2011). Nature's Building Blocks: An A-Z Guide to the Elements (New ed.). pages:360-364, New York, NY: Oxford University Press. ISBN 978-0-19-960563-7.
^Eremets، M. I.؛ Popov، M. Y.؛ Trojan، I. A.؛ Denisov، V. N.؛ Boehler، R.؛ Hemley، R. J. (2004). "Polymerization of nitrogen in sodium azide". The Journal of Chemical Physics. ج. 120 ع. 22: 10618–10623. Bibcode:2004JChPh.12010618E. DOI:10.1063/1.1718250. PMID:15268087.
^G. Brauer (Hrsg.), Handbook of Preparative Inorganic Chemistry 2nd ed., vol. 1, Academic Press 1963, S. 457–460.
^Iancu، C. V.؛ Wright، E. R.؛ Heymann، J. B.؛ Jensen، G. J. (2006). "A comparison of liquid nitrogen and liquid helium as cryogens for electron cryotomography". Journal of Structural Biology. ج. 153 ع. 3: 231–240. DOI:10.1016/j.jsb.2005.12.004. PMID:16427786.
^Fryzuk, M. D.؛ Johnson, S. A. (2000). "The continuing story of dinitrogen activation". Coordination Chemistry Reviews. 200–202: 379. DOI:10.1016/S0010-8545(00)00264-2. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |last-author-amp= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
^Kemmochi, Y؛ Tsutsumi، K؛ Arikawa، A؛ Nakazawa، H (2002). "Centrifugal concentrator for the substitution of nitrogen blow-down micro-concentration in dioxin/polychlorinated biphenyl sample preparation". Journal of Chromatography A. ج. 943 ع. 2: 295–297. DOI:10.1016/S0021-9673(01)01466-2. PMID:11833649.
^Kaganer, M. G.؛ Kozheurov, V.؛ Levina, Zh. L. (1967). "Vessels for the storage and transport of liquid oxygen and nitrogen". Chemical and Petroleum Engineering. ج. 3 ع. 12: 918–922. DOI:10.1007/BF01136404. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |last-author-amp= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
^Cleveland, David (2002) "Don't Try This at Home: Some Thoughts on Nitrate Film, With Particular Reference to Home Movie Systems" in Roger Smither and Catherine Surowiec (eds.), This Film is Dangerous: A Celebration of Nitrate Film, Brussels, FIAF, ISBN 978-2-9600296-0-4, p. 196
Aci RestiLahirResti Surtika12 Agustus 1997 (umur 26)Tangerang, Banten, IndonesiaNama lainAci RestiAlmamaterUniversitas Mercu BuanaPekerjaanPelawak tunggalaktrispenyanyiTahun aktif2015—sekarang Resti Surtika, yang lebih dikenal sebagai Aci Resti (lahir 12 Agustus 1997) adalah seorang pelawak tunggal, aktris, dan penyanyi berkebangsaan Indonesia. Karier Aci berhasil lolos ke babak grand final dalam ajang Street Comedy Indonesia musim kelima. Pada tahun 2016, Aci juga sempat me...
Christian saint SaintAngela of FolignoTOSF18th-century print.Born1248Foligno, Holy Roman EmpireDied(1309-01-03)3 January 1309Foligno, Papal StatesVenerated inRoman Catholic ChurchBeatified11 July 1701, Saint Peter's Basilica, Papal States by Pope Clement XICanonized9 October 2013, (equivalent canonization), Apostolic Palace, Vatican City by Pope FrancisFeast4 January7 January (United States)Attributes[ Angela of Foligno (1248 – 4 January 1309)[1] was an Italian Franciscan terti...
Ne doit pas être confondu avec La Palmyre, station balnéaire de la commune des Mathes, en France. Site de Palmyre * Patrimoine mondial de l'UNESCO Vue générale du site en 2008. Coordonnées 34° 33′ 15″ nord, 38° 16′ 00″ est Pays Syrie Type Culturel Critères (i) (ii) (iv) Superficie 0,36 ha Numérod’identification 23 Région États arabes ** Année d’inscription 1980 (4e session) Classement en péril 2013 Géolocalisation sur l...
Ariano IrpinoKomuneComune di Ariano IrpinoLokasi Ariano Irpino di Provinsi AvellinoNegaraItaliaWilayah CampaniaProvinsiAvellino (AV)Luas[1] • Total186,74 km2 (72,10 sq mi)Ketinggian[2]788 m (2,585 ft)Populasi (2016)[3] • Total22.517 • Kepadatan120/km2 (310/sq mi)Zona waktuUTC+1 (CET) • Musim panas (DST)UTC+2 (CEST)Kode pos83031Kode area telepon0825Situs webhttp://www.comune.ariano-irpino...
Scorewriter This article is about the music notation software. For the DVD authoring software, see Adobe Encore. This article may require cleanup to meet Wikipedia's quality standards. The specific problem is: Writing is not encyclopedic and is largely lacking citations. Please help improve this article if you can. (January 2016) (Learn how and when to remove this message) EncoreEncore running on Microsoft WindowsOriginal author(s)Don WilliamsDeveloper(s)Passport Music Software LLCStable rele...
Hessischer RundfunkBerkas:HR Dachmarke.PNGNegaraJermanSloganHier kommt HessenHere comes HesseMarkasFrankfurt, Hesse, JermanTanggal luncur1 April 1924; 100 tahun lalu (1924-04-01)2 October 1948 (as Hessischer Rundfunk)Nama sebelumnyaSüdwestdeutsche Rundfunkdienst AG (1924–1933), Reichssender Frankfurt (1934–1945), Radio Frankfurt (1945–1948)Situs resmihr.deBahasaJerman Peta sembilan anggota penyiaran rgional jaringan radio/TV ARD di Jerman. Markas besar di Frankfurt Hessischer Rund...
This article is about the city in the Netherlands. For the Italian rolling stock manufacturer, see Breda Costruzioni Ferroviarie. For other uses, see Breda (disambiguation).City and municipality in North Brabant, NetherlandsBredaCity and municipalityDocks in the city centre FlagCoat of armsLocation in North BrabantBredaLocation within the NetherlandsShow map of NetherlandsBredaLocation within EuropeShow map of EuropeCoordinates: 51°35′20″N 04°46′33″E / 51.58889°N 4....
Economy of OklahomaFlag of OklahomaCurrencyUS$ (USD)Fiscal yearJuly 1 - June 30StatisticsGDP$200.2 billion (nominal, Q1 2020)[1]GDP rank 30th (Q1 2020)GDP growth 4.0% (2020)[2]GDP per capita$50,594 (2020 est)GDP by sectorAgriculture 2% Industry 34% Services 64%Population below poverty line15.2% (2011)[3]Labor force 1.9 million (Q1 2020)[4]Labor force by occupationAgriculture 1% Industry 16% Services 83%Unemployment 5.7% (Q3 2020)[5]Average gross salary...
Pentodensymbol Elemente von oben nach unten A: Anode G3: Bremsgitter G2: Schirmgitter G1: Steuergitter K: Kathode f: Heizung Eine Pentode ist eine Elektronenröhre mit fünf Elektroden. Inhaltsverzeichnis 1 Geschichte und Eigenschaften 2 Beispiele 3 Siehe auch 4 Weblinks 5 Einzelnachweise Geschichte und Eigenschaften Die Pentode (Fünfpolröhre) wurde 1926 von Bernard Tellegen, einem Mitarbeiter am Philips-Forschungslabor, erfunden und zusammen mit Gilles Holst patentiert.[1] Zusätzl...
American historian Jonathan SarnaBorn (1955-01-10) January 10, 1955 (age 69)Philadelphia, Pennsylvania, U.S.NationalityAmericanAcademic backgroundAlma materBrandeis University (BA)(MA) Yale University (MA)(PhD)Academic workInstitutionsBrandeis University WebsiteBrandeis Faculty Page Jonathan D. Sarna (born 10 January 1955) is the Joseph H. and Belle R. Braun Professor of American Jewish History in the department of Near Eastern and Judaic Studies[1] and director of the Schusterma...
Automotive marque created in 1971 by General Motors Holden This article is about the automobile produced by Holden from 1971 to 1985. For models marketed from 1990 onwards, see Holden Caprice. For the automobile produced by Nash, see Nash Statesman. For other automotive topics, see Statesman (disambiguation). Motor vehicle StatesmanStatesman Caprice (WB)OverviewManufacturerHolden (General Motors)Also calledChevrolet ConstantiaChevrolet de VilleChevrolet Caprice Classic Chevrolet 350[...
العلاقات الجيبوتية الكوبية جيبوتي كوبا جيبوتي كوبا تعديل مصدري - تعديل العلاقات الجيبوتية الكوبية هي العلاقات الثنائية التي تجمع بين جيبوتي وكوبا.[1][2][3][4][5] مقارنة بين البلدين هذه مقارنة عامة ومرجعية للدولتين: وجه المقارنة جيبوتي كوب...
Questa voce o sezione sull'argomento pittori è priva o carente di note e riferimenti bibliografici puntuali. Sebbene vi siano una bibliografia e/o dei collegamenti esterni, manca la contestualizzazione delle fonti con note a piè di pagina o altri riferimenti precisi che indichino puntualmente la provenienza delle informazioni. Puoi migliorare questa voce citando le fonti più precisamente. Segui i suggerimenti del progetto di riferimento. Incoronazione della Vergine, chiesa di Santa T...
Operation in computer graphics A color spectrum image with an alpha channel that falls off to zero at its base, where it is blended with the background color. In computer graphics, alpha compositing or alpha blending is the process of combining one image with a background to create the appearance of partial or full transparency.[1] It is often useful to render picture elements (pixels) in separate passes or layers and then combine the resulting 2D images into a single, final image cal...
Public transport system serving Perth, Western Australia This article is about the public transport system in Perth, Western Australia. For the organisation known as Transperth from 1986 to 1995, see Metropolitan Transport Trust. Public transport in Perth redirects here. For public transport in Perth, Scotland, see Public transport in Perth and Kinross. TransperthFrom top left to bottom right: a B-series train on the Mandurah line, an A-series train on the Midland line, a Volvo B8RLE in Frema...
This article has multiple issues. Please help improve it or discuss these issues on the talk page. (Learn how and when to remove these messages) This article relies largely or entirely on a single source. Relevant discussion may be found on the talk page. Please help improve this article by introducing citations to additional sources.Find sources: Lisp-based Intelligent Software Agents – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (July 2010) This arti...
Part of a series onIslam Beliefs Oneness of God Angels Revealed Books Prophets Day of Resurrection Predestination Practices Profession of Faith Prayer Almsgiving Fasting Pilgrimage TextsFoundations Quran Sunnah (Hadith, Sirah) Tafsir (exegesis) Aqidah (creed) Qisas al-Anbiya (Stories of the Prophets) Mathnawi (Poems) Fiqh (jurisprudence) Sharia (law) History Timeline Muhammad Ahl al-Bayt Sahabah Rashidun Caliphate Imamate Medieval Islamic science Spread of Islam Succession to Muhammad Cultur...