حُضِّرَ عنصر الكلور من تفاعل كيميائي لأوّل مرة سنة 1630، ولكن لم يتمكّن العلماء من التعرّف عليه حينئذٍ؛ وكان كارل فلهلم شيله أوّل من وصف غاز الكلور، وذلك سنة 1774، لكنّه ظنّ حينها أنّه أكسيد لعنصر جديد، إلّا أنّ تجارب الكيميائيين فيما بعد بيّنت أنّه عنصرٌ نقي، وذاك ما أكّده همفري ديفي سنة 1810، وأطلق عليه اسم الكلور من الإغريقية «χλωρός» (خلوروس)، والتي تعني «الأخضر الشاحب» نظراً للونه.
لم يُعرَف الكلور عنصراً كيميائياً مستقلّاً إلّا في مطلع العصور الحديثة، لكنّ التعامل مع أملاحه كان شائعاً منذ القدم، فقد وجد علماء الآثار دلائلَ تاريخية على أنّ الملح الصخري كان مستخدماً منذ 3000 سنة قبل الميلاد، في حين أنّ الأجاج كان قد استخدم منذ حوالي 6000 سنة قبل الميلاد.[3] من الوارد أن يكون علماء القرون الوسطى قد تمكّنوا من الحصول على الكلور أثناء اكتشاف طريقة تحضير الماء الملكي وكيفية إذابته للذهب، إذ أنّ غاز الكلور هو أحد منتجات ذاك التفاعل؛ إلّا أنّه لم يتمكّن العلماء من التعرّف عليه أو عزله أو وصفه.
تمكّن يان بابتست فان هيلمونت حوالي سنة 1630 من التعرّف على وجود الكلور غازاً مستقلاً؛[4] لكنّ أوّل وصفٍ منهجيٍّ كان من كارل فلهلم شيله، الذي درسه بالتفصيل سنة 1774، ولذلك يُنسَب إليه اكتشاف هذا العنصر.[5] حصل شيله على غاز الكلور من تفاعل ثنائي أكسيد المنغنيز (معدن البيرولوسيت) مع حمض الهيدروكلوريك.[4] لاحظ شيله العديد من خواص الكلور، مثل تأثيره المبيّض على ورقة عبّاد الشمس، وأثره المميت على الحشرات، ولونه الأصفر المخضرّ، ورائحته القويّة القريبة من رائحة الماء الملكي؛[6] لكنه لم يتعرف عليه عنصراً،[7] وأسماه بشكل خاطئ «هواء حمض المورياتيك منزوع الفلوجستون»، حيث نسبه إلى «حمض المورياتيك» (وهو الاسم القديم لحمض الهيدروكلوريك)، وكذلك إلى نظرية الفلوجستون الخاطئة التي كانت لا تزال سائدة حينئذٍ. اقترح عددٌ من العلماء، ومنهم كلود لوي برتوليه، أنّ ذلك الغاز يتكوّن من مزيجٍ من الأكسجين وعنصرٍ جديدٍ لم يُكتَشف بعد أسماه «مورياتيكوم muriaticum».[8][9] في سنة 1809 حاول لوي جوزيف غي لوساكولوي جاك تينار مفاعلةَ هذا الغاز الجديد مع الفحم بهدف تحرير ذاك العنصر الجديد من الأكسجين،[7] إلّا أنّ محاولَتَهُما باءَت بالفشل، ممّا دَفعهُما إلى الشكّ بالقول بأنّ ذاك الغاز ربّما قد يكون عنصراً بحدّ ذاته.[10] أكّد همفري ديفي سنة 1810 تلك المزاعم بإجرائه ذات التجربة مرّة أخرى، وخَلُصَ أنّ ذلك الغاز هو بالفعل عنصرٌ وليس مركّباً.[7] نشر ديفي نتائج دراسته إلى الجمعية الملكية في ذات السنة،[4] وأطلق عليه اسم الكلور من الإغريقية «χλωρός» (خلوروس)، والتي تعني «الأخضر الشاحب» نظراً للونه.[11] أمّا لفظ هالوجين، والذي يعني «مولّد الملح»، فكان قد أطلقه يوهان شفايغر على الكلور سنة 1811؛[12] إلّا أنّ هذا المصطلح استخدِمَ لاحقاً لوصف جميع العناصر في مجموعة الكلور بناءً على اقتراح من يونس ياكوب بيرسيليوس سنة 1826.[13][14] تمكّن مايكل فاراداي من تسييل غاز الكلور أوّل مرّة سنة 1823.[15][16][17]
وهي ذات طريقة الإنتاج التي تمكّن كارل فلهلم شيله من خلالها اكتشاف غازَ الكلور. إلّا أنّه لم تعد هناك حاجة لاتباع هذا الأسلوب حالياً مع توفّر المادّة تجارياً. يُنتَج الكلور صناعياً من التحليل الكهربائي لمحلول كلوريد الصوديوم في الماء بطريقةٍ تعرف باسم عملية الكلور القلوي، والتي انتشرت على نطاقٍ صناعي منذ أواخر القرن التاسع عشر؛ وهي تمثّل حالياً الطريقة المثلى للحصول على الكلور.[22][34] ما يرفع من قيمة هذه العملية أنّه يستحصل منها على منتجاتٍ أخرى ذات قيمة، وهي غاز الهيدروجينوهيدروكسيد الصوديوم.
تُجرى العملية وفق التفاعل الكيميائي الإجمالي التالي:[35]
توجد عدّة أنظمة من الخلايا المستخدمة في عملية الكلور القلوي، وذلك إمّا بالتحليل الكهربائي الغشائي أو التحليل الكهربائي الحجابي أو عن طريق خلية الزئبق؛ ولكن الذي تشترك فيه جميعَها هو فصلُ المهبط عن المصعد، إذ أنّ امتزاج النواتج من الحجرتين يؤدّي إلى تشكّل مزيج انفجاري من الهيدروجين والكلور، بالإضافة إلى تفاعل الكلور مع الهيدروكسيد، حيث يتشكّل الهيبوكلوريت:
بإجراء التحليل الكهربائي في الخلية الحجابية يوضَع حاجزٌ فاصلٌ حاجبٌ (سابقاً من الأسبست) بين المهبط والمصعد، ممّا يحول دون إعادة امتزاج الكلور المتشكّل على المصعد من التفاعل مع هيدروكسيد الصوديوم والهيدروجين المتشكّلين على المهبط.[36] يؤمَّن إضافة المحلول الملحي المركّز (الأجاج) إلى حجرة المصعد في الخلية باستمرار، حيث ينفذ عبر الحاجز النفوذ إلى حجرة المهبط حيث ينتج الصود الكاوي. يوجد نظامٌ آخرٌ قديمٌ من الخلايا اسمه نظام خلية الزئبق، حيث يطفو محلولٌ ملحيٌّ مركّز على طبقة من الزئبق (المهبط)، والذي ينتج عليه في هذه الحالة ملغمة صوديوم؛ في حين أن الكلور ينتج على المصعد كما في خلية الحاجز؛ وهي تتميّز بأنّ النواتج تكون ذات نقاوة مرتفعة، إلّا أنّ التسمّم بالزئبق هو أحد المشاكل الرئيسية لهذا الأسلوب.[22]
يُستخدَم في نظام الخلية الغشائية غشاءٌ شبه منفذ من النافيون، والذي يقوم بدور مبادلٍ أيوني؛ وتجري العملية بشكل مماثل لما يتمّ في عملية الخلية الحجابية. تُنتِجُ هذه العملية هيدروكسيد الصوديوم بدرجة نقاوةٍ مرتفعة، لكنّها تتطلّب محاليل ملحية مركّزة عالية النقاوة.[37]
تتطلّب العملية الأصلية وجود حفّاز من النحاس؛ إلّا أنّ تطويراً على العملية لزيادة كفاءتها الإنتاجية أدّى إلى التحوّل إلى حفّازات معتمدة على الكروموالروثينيوم.[38] بأسلوبٍ آخر مطوّر من شركة دو بونت سنة 1975 يُؤكسَد كلوريد الهيدروجين باستخدام مزيج من حمض الكبريتيكوحمض نتروزيل الكبريتيك؛ حيث يتشكّل ثنائي أكسيد النيتروجين المسؤول عن عملية الأكسدة؛ لكنّ هذه العملية لم تكن ذات جدوى اقتصادية كبيرة، لذلك لم تعد مستخدمة. يُعبّأ الكلور المنتَج وفق العمليات المذكورة في أسطوانات أو حاويات ذات سعات متفاوتة حسب استطاعة الإنتاج وحسب نوع التطبيق المراد له.[39] يعدّ الكلور من المواد الكيميائية الأوّلية المهمّة في الصناعة؛ فقد أنتج منه سنة 2006 على سبيل المثال حوالي 58.9 مليون طنّ.[40]
هناك نظيران مستقرّان للكلور، الأوّل هو 35Cl بوفرة طبيعية مقدارها 75.78%، والآخر هو النظير 37Cl، والذي يشكّل 24.22% من عنصر الكلور في الطبيعة. تلاحَظ هذه النسبة بين النظيرين بشكلٍ واضحٍ في قياسات مطيافية الكتلة للمركّبات العضوية أو اللاعضوية؛ وهي تبلغ حسابياً 37.89:12.11 ممّا يعطي الكلور كتلةً ذرّيةً قياسيةً مقدارها 35.45 وحدة كتل ذرية (تُقرَّب أحياناً لتسهيل الحساب إلى 35.5). يتشكّل هذان النظيران في النجوم في عملية احتراق الأكسجينوعملية احتراق السيليكون.[41]
أمّا باقي نظائر الكلور فهي مشعّةوعمر النصف لها قصير. للكلور إجمالاً أربعةٌ وعشرون نظيراً معروفاً، تتراوح أعداد الكتلة لها بين 28 و 51 مع وجود متصاوغين نووين اثنين، وهما 34mCl و 38mCl. إنّ أطول نظائر الكلور المشعّة عمراً هو النظير كلور-36 36Cl؛ في حين أنّ لباقي النظائر المشعّة لهذا العنصر عمر نصف أقلّ من ساعةٍ واحدة، والعديد منها أقلّ من ثانية واحدة. أقصر هذه النظائر المشعّة عمراً هو النظير كلور-29 29Cl وكلور-30 30Cl اللذَين لديهما أعمار نصف أقلّ من 20 و 30 نانو ثانية على الترتيب.
على العموم فإنّ نمط الاضمحلال الإشعاعي للنظائر الأخف من 35Cl هو بحدوث التقاط إلكترون إلى نظائر الكبريت؛ في حين أنّ نمط الاضمحلال للنظائر الأثقل من 37Cl هو بحدوث اضمحلال بيتا إلى نظائر الآرغون؛ أمّا النظير 36Cl فقد يكون نمط الاضمحلال له إمّا إلى نظير الكبريت المستقرّ 36S أو إلى الآرغون-36.36Ar.[42] للنظير كلور-36 36Cl استقرارية نسبية رغم كونه نظيراً مشعّاً، حيث أنّ عمر النصف حوالي 300 ألف سنة (301,300 سنة).[42] توجد آثار فقط من النظير كلور-36 في الطبيعة على شكل نويدة كونية، وتكون نسبته (7–10) × 10−13 إلى 1 بالمقارنة مع نظيرَي الكلور المستقرَّين. تتشكّل هذه الآثار من النظير كلور-36 في غلاف الأرض الجوّي من أثر تشظية الأشعّة الكونية على 36Ar؛ كما ينتج في الطبقات العليا من غلاف الأرض الصخري من تنشيط النيوترون الحراري للنظير 35Cl ومن تحلّل النظيرين 39K و40Ca في القشرة الأرضية.[43][44] بسبب عمر النصف الطويل ولثبات التركيز في الغلاف الجوّي تُستخدَم تراكيز النظير كلور-36 36Cl في تحديد عمر عيّناتالمياه الجوفية إلى عمرٍ أقصاه مليون سنةٍ خلت؛[45] كما يُستخدَم في تحديد أعمار عيّنات المستحاثات.[46]
الخواص الفيزيائية
للكلور صفات فيزيائية تقع وسطاً بين جاره الأعلى منه الفلور وجاره الأسفل منه البروم في مجموعة الهالوجينات. يوجد الكلور في الشروط القياسية من الضغط ودرجة الحرارة على شكل غاز ثنائي الذرّة Cl2؛ ذي لونٍ أصفرٍ مخضرّ، وكثافةٍ مقدارها 3.214 غ/ل عند الدرجة 0 °س؛ وهو أثقل من الهواء بحوالي مرتين ونصف. يزداد لون الهالوجين غُمقاً نزولاً في المجموعة، بالتالي، في حين أنّ للفلور الغازي لونٌ أصفر شاحب، فإنّ للكلور لونٌ أصفر مخضر مميّز؛ وتعود هذه النزعة في تغيّر اللون إلى ازياد طول الموجة التي يحدث عندها امتصاصٌ للضوء؛[47] والتي تترجم على شكل الانتقالات الإلكترونية الذرّية داخل الجزيء.[48]
كما هو الحال مع باقي الهالوجينات يبدي الكلور قوى فان دير فالس بين الجزيئية، وبما أنّ تلك القوى تزيد مع ازدياد عدد الإلكترونات، بالتالي فإنّ قيمة درجة حرارة انصهارووغليان الكلور تقع بشكل متوسّط بين الفلور والبروم؛ فالكلور يتكثّف عند −34.0 °س ويتجمد عند −101.0 °س.[49] مع ازدياد الوزن الجزيئي للهالوجينات نزولاً في المجموعة، فإنّ الكثافة وحرارتي الانصهاروالتبخّر للكلور تقع مجدّداً بين قيمتي الفلور والبروم، رغم أنّ حرارة التبخّر للهالوجينات على العموم منخفضة نسبياً (ممّا يؤدّي إلى ارتفاع التطايرية) وهذا بسبب البنية الجزيئية ثنائية الذرّة.[47]
يسهل تسييل غاز الكلور، إذ أنّ تطبيق ضغطٍ مقداره 6.7 بار عند الدرجة 20 °س يؤدّي إلى الحصول على سائل أصفر من الكلور، وهو ما يمكّن من نقله في أسطوانات أو صهاريج ملائمة.[49] تتناقص شدّة لون الكلور السائل مع انخفاض درجة الحرارة، وهو يصبح عند حوالي الدرجة −195 °س عديم اللون تقريباً.[50] كما هو الحال مع البروم واليود الصلبَين، يتبلور الكلور الصلب على نمط نظام بلوري معيني قائم،[51] بحيث تكون الشبكة البلّورية على شكل طبقات من جزيئات Cl2. يبلغ طول الرابطة Cl–Cl في الجزيء الصلب مقدار 198 بيكومتر (بم)، وهي قريبة من قيمة طول الرابطة في الحالة الغازية (199 بم)؛ أمّا قيمة المسافة Cl···Cl بين الجزيئات فهي 334 بم داخل الطبقة الواحدة، و369 بم بين الطبقات.[52] يشير هذا النظام الطبقي في بناء البلّورات إلى سهولة انفلاقها (انفصامها)؛[53] كما تعني هذه الأرقام أنّ الكلور موصلٌ سيّئٌ للكهرباء، وبالفعل فإنّ القيمة منخفضة جدّاً، بحيث لا يمكن قياسها عملياً؛[47] بالتالي فهو عازل ممتاز.
الكلور من المؤكسدات القويّة، وهو يأتي بعد الفلور في قوّة الأكسدة، ولكنّه أفضل من البروم واليود؛ وذلك ما يتّضح في قيمة الكمون القياسي لأزواج −X2/X؛ فهي على الترتيب (مقاسة بالفولت) F= +2.866 V وCl= +1.395 V وBr= +1.087 V وI= +0.615 V. لكنّ هذا الأمر لا ينعكس على طاقة الرابطة عند المقارنة بين مركّبات الهالوجينات المختلفة، لأنّ الفلور صغير الحجم، وذو قابلية استقطاب ضعيفة، ويفتقد إلى مدارات d المنخفضة طاقياً التي تسهّل من الارتباط الكيميائي وهو أمرٌ متوفّرٌ في الكلور؛ ومن الفروق الأخرى مقدرة الكلور على تشكيل حالة أكسدة موجبة، إذ أن الفلور لا يستطيع ذلك.[48] بالنظر إلى أنّ الكمون القياسي E°(1/2O2/H2O) = +1.229 V، وذلك أقلّ من قيمته للكلور، بالتالي فإنّه من المتوقّع نظرياً أن يكون الكلور قادراً على أكسدةالماء، إلّا أنّ هذا التفاعل غير مفضَّل حركياً، كما أنّ هناك تأثيرات الجهود الزائدة التي تعيق من حدوثه؛ بالتالي فإنّ التحليل الكهربائي لمحاليل الكلوريد سيطلق غاز الكلور على المصعد وليس غاز الأكسجين، وهي حقيقةٌ ذات أهميّةٍ كبيرة في عملية إنتاج الكلور الصناعي.[55]
يشكّل الكلور عدداً كبيراً جدّاً من المركّبات الكيميائية، ويمكن أن تتفاوت فيها حالة الأكسدة لهذا العنصر من -1 إلى +7؛ بالرغم من ذلك، تعدّ حالة الأكسدة -1 هي الأكثر استقراراً وشيوعاً، أمّا حالات الأكسدة الموجبة فهي مع العناصر ذات الكهرسلبية المرتفعة مثل الأكسجينوالفلور.
الكلوريدات
تسمّى المركّبات اللاعضوية التي يقع فيها الكلور بحالة أكسدة مقدارها -1 (أيون سالب) باسم الكلوريدات. إذ يستطيع الكلور أن يتفاعل مع الهيدروجين ليشكّل كلوريد الهيدروجين HCl، وهو غاز نشيط كيميائياً، يؤدّي انحلاله في الماء إلى الحصول على حمض الهيدروكلوريك، وهو حمض معدني معروف. يتفاعل الكلور أيضاً مع اللافلزّات ويشكّل الكلوريدات الموافقة، وهي كلوريدات ذات طابع تساهمي؛ كما يستطيع أن يشكّلها حتّى مع بعض الغازات النبيلة، كما هو الحال في مركّب ثنائي كلوريد الزينون XeCl2.
هناك سلسلة من أكاسيد الكلور، ولها الصيغة العامة ClOx (حيث x تتراوح بين 1–4) وCl2Ox (حيث x تتراوح بين 1–7). تعدّ أكاسيد الكلور ذات نشاط كيميائي كبير، وهي تتفكّك إلى عنصريها المكوّنين لها بشكلٍ انفجاري؛ من أشهر هذه الأكاسيد أحادي أكسيد ثنائي الكلور Cl2O وثنائي أكسيد الكلور ClO2.
الأحماض الأكسجينية
هناك أربعة أحماض أكسجينية للكلور، وهي حمض الهيبوكلوروز HOCl، وحمض الكلوروز HOClO، وحمض الكلوريك HOClO2وحمض البيركلوريك HOClO3؛ وتعدّ أملاح هذه الأحماض معروفة وشائعة ومستقرّة بشكل أكبر من الأحماض نفسها. يعدّ حمض البيركلوريك الوحيد منها الذي يمكن استحصاله على شكل مركّب نقيّ مستقرّ، أمّا الأحماض المتبقيّة فتوجد فقط على شكل محلول. تنخفض قيمة ثابت تفكك الحمض مع ازدياد عدد ذرّات الأكسجين في الحمض، وهو مؤشّر على ازدياد قوّة الحمض؛ وذلك يفسّر تصنيف حمض البيركلوريك ضمن الأحماض الفائقة.
لغاز الكلور لون أصفر مخضرّ مميّز، كما أن لديه رائحة مميّزة أيضاً، وذلك يمكّن من الكشف عنه ظاهرياً بشكل فيزيائي؛ أمّا كيميائياً فيُكشَف عنه اعتماداً على خواصه المؤكسدة، إذ أنّ الكلور قادرٌ على أكسدة أيونات اليوديدوالبروميد إلى العناصر الموافقة؛ كما أنّ زوال لون كاشف برتقالي الميثيل يستخدَم دليلاً على وجود الكلور. لكنّ هذه الأساليب المذكورة ليست انتقائيةً بالشكل الكافي، إذ تتداخل مع مؤكسدات أخرى.[64] من الأساليب الانتقائية للكشف عن الكلور القيام بالتفاعل مع التولويدين؛ حيث يتشكّل صباغ أصفر، والذي يمكن قياسه لونياً.[64]
يمتلك عنصر الكلور خواصاً مؤكسدة، لذلك فهو قادرٌ أن يتفاعل مع الأنسجة الحيوية النباتية والحيوانية، بالتالي فهو ضارٌّ ومؤذٍ بالنسبة للكائنات الحيّة. بالمقابل فإنّ لأيون الكلوريددوراً حيوياً مهمّاً في الجسم، إذ يؤثّر الكلوريد على الضغط التناضحي (الأسموزي)، بالتالي على المحتوى المائي في الجسم. بالإضافة إلى ذلك تساهم أيونات الكلوريد في التبادل الأيوني في الخلايا، وهو أمرٌ يلعب دوراً في نقل ثنائي أكسيد الكربون على شكل بيكربونات في الجسم.[66] من أجل حدوث هذا التبادل ومن أجل إعادة تشكيل جهد الراحة توجد هناك ما يعرف باسم قنوات الكلوريد، وهي تؤمّن مرور أيونات الكلوريد عبر الغشاء الخلوي.[67] تدخل أيونات الكلوريد إلى الجسم عبر تناول ملح الطعام، وتبلغ كمّية التناول اليومية الموصى بها 3.2 غ للبالغين، و0.5 غ للرضع.[68]
يحتوي جسم الإنسان وزنه 70 كغ على 95 غ من الكلوريد.[68] يوجد الكلوريد بشكلٍ منحلٍّ على هيئة أيون مقابل لأيونات الصوديوم في الوسط خارج الخلية، ويتراوح الحدّ الوسطي لتركيز الكلوريد في بلازما الدم بين 100–107 ميلي مول/الليتر.[66] يمكن أن يُفسَّر خروج تراكيز الكلوريد عن القيم الوسطى بحدوث حالةٍ من اضطرابات الكهرل في الجسم، كما هو الحال عند حدوث نقص كلوريد الدم، والذي يمكن أن يترافق مع حدوث نقص التهوية،[69] وكذلك يمكن أيضاً أن يترافق مع حدوث حماض تنفسي؛[70] بالمقابل، فقد وُجدَ أنّ اضطراب فرط كلوريد الدم يمكن أن يؤثّر على نقل الأكسجين عند العجول.[71]
الاستخدامات
يُستخدَم الكلور بشكلٍ واسعٍ في الصناعة الكيميائية، حيث يدخل حوالي الثلثَين منه (63%) لتحضير مركّبات الكلور العضوية، ويعدّ مركّب كلوريد الفاينيل من ضمنها أكثرُها إنتاجاً، لدخوله في صناعة بوليمر كلوريد متعدد الفاينيل (PVC)؛[23] كما تدخل الكلوريدات العضوية في صناعة الأدوية،[23] وكذلك في صناعة المبيدات. في حين أنّ حوالي الخُمس (18%) من الكلور المنتج يدخل في تحضير الكلوريدات اللاعضوية، والتي يمكن أن تُستحصَل من تفاعل الكلور مع الفلزّ الموافق، أو بطريقة أسهل عن طريق تحضير كلوريد الهيدروجين، والذي يعطي محلوله في الماء حمض الهيدروكلوريك، والذي يعدّ مصدراً لأيونات الكلوريد.
أمّا النسبة المتبقيّة (19%) فيستخدم فيها الكلور بشكلٍ مباشر في تركيب المبيّضات والمطّهرات. إذ عند تمرير غاز الكلور في الماء يتشكّل حمض الهيبوكلوروز بالإضافة إلى حمض الهيدروكلوريك، والأوّل من المؤكسدات القويّة وله تأثير مبيّضومطهّر. يمكن أن يُستخدَم التأثير المبيّض للكلور في صناعة اللبّ والورق، حيث أنّ للكلور يؤكسد الحلقات العطرية في الليغنين، ممّا يغيّر من بنية حامل اللون، بالتالي يبدو الورق بلونٍ أنصع. إلّا أنّ المخاطر الصحّية والبيئية لمركّبات الكلور الناتجة عن العملية مثل مركّبات ثنائي بنزو الديوكسين متعدّدة الكلور أو مركّبات الكلوروفينول أدّى إلى البحث عن بدائل أكثر سلامة، مثل مركّب ثنائي ثيونيت الصوديوم.[72] يستخدم التأثير المطهّر لمحاليل الكلور المائية في كلورة المياه بهدف تنقيتها من الجراثيم، وخاصّةً في تطهير مياه المسابح. تعود الرائحة المميّزة للمياه المعقّمة بمحاليل الكلور المائية إلى مركّبات الكلورامينات، والتي تنتج من تفاعل الكلور الحرّ المنحلّ مع الأمينات في المواد العضوية. يُعمَد بشكلٍ متزايدٍ إلى استخدام الكلورامين بحدّ ذاته في عمليات التطهير بهدف معالجة المياه؛[73] كما يمكن أن تستخدم بدائل كلورية أخرى مثل مركّب ثنائي كلورو إيزوسيانورات الصوديوم أو حمض ثلاثي كلورو إيزوسيانوريك، والتي تتميّز بتوفّرها على شكل مساحيق صلبة سهلة الاستخدام وبكونها قادرةً على تحرير الكلور ببطء لتشكّل بالنهاية حمضّ الهيبوكلوروز، ذا التأثير المطهّر والمعقّم. أمّا بالنسبة لمعالجة ماء الشرب، فعادةً ما تُستخدَم موادٌ كيميائيةٌ أخرى للتطهير، مثل ثنائي أكسيد الكلور أو الأوزون، بهدف تجنّب تشكّل أيّ آثارٍ من مركّبات كلوريةٍ مضرّة، مثل مركّبات ثلاثي هالو الميثان (مركّبات الهالوفورم).[74] هناك على العموم نزعةٌ للتخفيف من وجود مركّبات الكلور في العمليات الصناعية ولإيجاد بدائل مناسبة عنها، نظراً للآثار البيئية والصحّية لها.[75]
الكلور غازٌ سامٌّ قادرٌ على التسبّب بالضرر والأذى للجهاز التنفسيوالعينينوالجلد.[77][78] ما يزيد الخطورة أنّ الكلور أكثفُ من الهواء، بالتالي فإنّه يتركّز في قعر وأسفل الأماكن المغلقة قليلة التهوية. كما أنّ الكلور من المؤكسدات القويّة، بالتالي فهناك خطورة تفاعله مع المواد سهلة الاشتعال.[79][80]
من السهل عموماً الكشف عن الكلور، إذ أنّ التراكيز الدنيا للكشف باستخدام الأجهزة هي حوالي 0.2 جزء في المليون (ppm)، وبالرائحة عند حوالي 3 جزء في المليون. حُدِّدَ التركيز الخطر من غاز الكلور بمقدار 10 جزء في المليون.[81] يمكن للكلور أن يسبّب سعالاًوإقياءاً عند تراكيز مقدارها 30 جزء في المليون؛ في حين أنّه يسبّب ضرراً للرئتين عند 60 جزء في المليون؛ أمّا تركيز 1000 جزء في المليون من غاز الكلور فهو يمكن أن يكون مسبّباً للوفاة في حال استنشاقه بعمق.[6] عيّنت إدارة السلامة والصحة المهنية في الولايات المتّحدة الأمريكية حدَّ التعرّض المسموح به من عنصر الكلور بمقدار 1 جزء في المليون (ppm) أو 3 مغ/م3؛ في حين أنّ المعهد الوطني للسلامة والصحّة المهنية الأمريكي عيّن حدَّ التعرّض الموصى به بمقدار 0.5 جزء في المليون (ppm) لمدّة 15 دقيقة.[81]
يمكن أن يؤدّي تفاعل الكلور المستخدم في تنقية المياه إلى تشكّل نواتج ثانوية، والتي قد يكون لها تأثيرات سلبية على صحّة الإنسان.[82][83] كما أنّه ينبغي على العموم تجنّب خلط المعقّمات والمطهّرات في المنازل، إذ يمكن أن يؤدّي مزج محاليل الهيبوكلوريت مع منظّفات حمضية معيّنة إلى انطلاق غاز الكلور المهيّج؛[84] كما أن مزج محاليل الهيبوكلوريت مع الأمونيا يمكن أن يؤدّي إلى إنتاج مركبات الكلورامينات، التي قد تسبّب الأذى.[85]
يمكن لعنصر الحديد أن يتّحد مع الكلور عند درجات حرارة مرتفعة في تفاعل ناشر للحرارة بشكلٍ كبير، الأمر الذي يسبّب حدوث ما يعرف باسم «نار الكلور والحديد»؛[88][89] وهي تمثّل خطراً في منشآت الصناعات الكيميائية التي تستخدم الأنابيب الفولاذية لنقل الكلور.[88][89]
^Scheele، Carl Wilhelm (1774). "Om Brunsten, eller Magnesia, och dess Egenskaper". Kongliga Vetenskaps Academiens Handlingar [Proceedings of the Royal Scientific Academy]. ج. 35: 89–116, 177–194. مؤرشف من الأصل في 2020-04-23.
^Snelders, H. A. M. (1971). "J. S. C. Schweigger: His Romanticism and His Crystal Electrical Theory of Matter". Isis. ج. 62 ع. 3: 328–338. DOI:10.1086/350763. JSTOR:229946.
^O'Connor J. J.؛ Robertson E. F. "Michael Faraday". School of Mathematics and Statistics, University of St Andrews, Scotland. مؤرشف من الأصل في 2010-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2010-05-08.
^ اب"Bleaching". Encyclopædia Britannica (ط. 9th Edition (1875) and 10th Edition (1902)). مؤرشف من الأصل في 2012-05-24. اطلع عليه بتاريخ 2012-05-02.
^ ابجPeter Schmittinger u. a.: Chlorine. In: Ullmann's Encyclopedia of Industrial Chemistry. Wiley-VCH, Weinheim 2006, ISBN 3-527-30385-5.
^Bouvet, Maurice (1950). "Les grands pharmaciens: Labarraque (1777–1850)" [The great pharmacists: Labarraque (1777–1850)]. Revue d'Histoire de la Pharmacie (بالفرنسية). 38 (128): 97–107. DOI:10.3406/pharm.1950.8662.
^Lefebure، Victor؛ Wilson, Henry (2004). The Riddle of the Rhine: Chemical Strategy in Peace and War. Kessinger Publishing. ISBN:978-1-4179-3546-8.
^ ابDavid R. Lide (Hrsg.): CRC Handbook of Chemistry and Physics. 85. Auflage. CRC Press, Boca Raton, Florida 2005. Section 14, Geophysics, Astronomy, and Acoustics; Abundance of Elements in the Earth's Crust and in the Sea.
^A. F. Holleman, E. Wiberg, N. Wiberg: Lehrbuch der Anorganischen Chemie. 102. Auflage. Walter de Gruyter, Berlin 2007, ISBN 978-3-11-017770-1, S. 433
^ ابGordon W. Gribble: The diversity of naturally produced organohalogens. In: Chemosphere. 2003, 52, S. 289–297, doi:10.1016/S0045-6535(03)00207-8.
^Martin Dameris, Thomas Peter, Ulrich Schmidt, Reinhard Zellner: Das Ozonloch und seine Ursachen. In: Chemie in unserer Zeit. 41, 3, 2007, S. 152–168, doi:10.1002/ciuz.200700418.
^F. R. Minz, R. Schliebs: Moderne Verfahren der Großchemie: Chlor und Natronlauge. In: Chemie in unserer Zeit. 12. Jahrg. Nr. 5, 1978, S. 135–145, doi:10.1002/ciuz.19780120502.
^Holleman, Arnold Frederik; Wiberg, Egon (2001), Wiberg, Nils (ed.), Inorganic Chemistry, translated by Eagleson, Mary; Brewer, William, San Diego/Berlin: Academic Press/De Gruyter, p. 408, ISBN 0-12-352651-5
^ ابSchmittinger, Peter et al. (2006) "Chlorine" in Ullmann's Encyclopedia of Industrial Chemistry, Wiley-VCH Verlag GmbH & Co., دُوِي:10.1002/14356007.a06_399.pub2
^M. Sheppard and M. Herod (2012). "Variation in background concentrations and specific activities of 36Cl, 129I and U/Th-series radionuclides in surface waters". Journal of Environmental Radioactivity. ج. 106: 27–34. DOI:10.1016/j.jenvrad.2011.10.015. PMID:22304997.
^Anita Quiles, Hélène Valladas, Hervé Bocherens, Emmanuelle Delqué-Količ, Evelyne Kaltnecker, Johannes van der Plicht, Jean-Jacques Delannoy, Valérie Feruglio, Carole Fritz, Julien Monney, Michel Philippe, Gilles Tosello, Jean Clottes, Jean-Michel Geneste: A high-precision chronological model for the decorated Upper Paleolithic cave of Chauvet-Pont d’Arc, Ardèche, France. In: PNAS. Band 113, Nr. 17, 26. April 2016, S. 4670–4675, doi:10.1073/pnas.1523158113.
^ ابA. F. Holleman, E. Wiberg, N. Wiberg: Lehrbuch der Anorganischen Chemie. 102. Auflage. Walter de Gruyter, Berlin 2007, ISBN 978-3-11-017770-1, S. 436
^Thomas Klapötke, I. C. Tornieporth-Oetting: Nichtmetallchemie. Wiley-VCH, Weinheim 1994, ISBN 3-527-29052-4, S. 397.
^Robert L. Collin: The crystal structure of solid chlorine: correction. In: Acta Cryst. 9, 1956, S. 537, doi:10.1107/S0365110X56001467.
^Robert L. Collin: The crystal structure of solid chlorine. In: Acta Cryst. 5, 1952, S. 431–432, doi:10.1107/S0365110X52001295.
^Ulrich Müller: Anorganische Strukturchemie. 6. Auflage. Teubner, Stuttgart 2008, ISBN 978-3-8348-0626-0, S. 153.
^موسوعة رومب الكيميائية Römpp Lexikon Chemie, Georg Thieme Verlag
^K. Naumann: Chlorchemie in der Natur. In: Chemie in unserer Zeit. 27. Jahrg. Nr. 1, 1993, S. 33–41, doi:10.1002/ciuz.19930270105.
^ ابL. W. Haase, G. Gad: Über die Bestimmung von freiem Chlor in Wasser mit Hilfe von Dimethyl-p-phenylendiamin. In: Fresenius' Journal of Analytical Chemistry. 107, 1–2, 1936, S. 1–8, doi:10.1007/BF01388203.
^G. Jander, E. Blasius, J. Strähle: Einführung in das anorganisch-chemische Praktikum. 14. Auflage. S. Hirzel Verlag, Stuttgart 1995, ISBN 3-7776-0672-3, S. 136.
^ ابChlorid. In: Römpp Online. Georg Thieme Verlag
^M. Suzuki, T. Morita, T. Iwamoto: Diversity of Cl− channels. In: Cell Mol Life Sci. 63, (1), 2006, S. 12–24. PMID 16314923.
^ ابW. Kaim, B. Schwederski: Bioanorganische Chemie. 4. Auflage. Teubner, Wiesbaden 2005, ISBN 3-519-33505-0, S. 7-14.
^"Disinfection with chloramine". Centers for Disease Control and Prevention (CDC). Atlanta, Georgia, USA. مؤرشف من الأصل في 2019-01-20. اطلع عليه بتاريخ 2019-01-20.
^"Facts About Chlorine". www.bt.cdc.gov. مؤرشف من الأصل في 2016-04-23. اطلع عليه بتاريخ 2016-04-12.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^"Chlorine MSDS"(PDF). 1997-10-23. مؤرشف من الأصل(PDF) في 2007-09-26. اطلع عليه بتاريخ أكتوبر 2020. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
^NOAA Office of Response and Restoration, US GOV. "Chlorine". noaa.gov. مؤرشف من الأصل في 2015-10-15. اطلع عليه بتاريخ 2015-08-25.
^Richardson، Susan D.؛ Plewa، Michael J.؛ Wagner، Elizabeth D.؛ Schoeny، Rita؛ DeMarini، David M. (2007). "Occurrence, genotoxicity, and carcinogenicity of regulated and emerging disinfection by-products in drinking water: A review and roadmap for research". Mutation Research/Reviews in Mutation Research. ج. 636 ع. 1–3: 178–242. DOI:10.1016/j.mrrev.2007.09.001. PMID:17980649.
^ اب"Chlorine: Product Datasheet"(PDF). Bayer MaterialScience AG. 21 أبريل 2008. مؤرشف من الأصل(PDF) في 2012-09-15. اطلع عليه بتاريخ 2013-12-17.
^ ابSanders، Roy E. (2004). Chemical Process Safety: Learning from Case Histories, 3rd Revised edition. Oxford: Elsevier Science & Technology. ص. 92. ISBN:978-0-7506-7749-3.
Bandar Udara Lanyu蘭嶼航空站IATA: KYDICAO: RCLY KYDLokasi bandar udara di TaiwanInformasiJenisPublikPengelolaCivil Aeronautics AdministrationKementerian PertahananMelayaniPulau OrchidLokasiPulau OrchidKetinggian dpl13,4 mdplKoordinat22°01′46″N 121°31′38″E / 22.02944°N 121.52722°E / 22.02944; 121.52722Landasan pacu Arah Panjang Permukaan m kaki 13/31 1.123 3.684 Dipadatkan Bandar Udara Lanyu Lanyu Airport (IATA: KYD, ICAO: RCLY) adalah ba...
Artikel ini sebatang kara, artinya tidak ada artikel lain yang memiliki pranala balik ke halaman ini.Bantulah menambah pranala ke artikel ini dari artikel yang berhubungan atau coba peralatan pencari pranala.Tag ini diberikan pada Oktober 2022. Bandar Udara SiauBandara PihiseBandara BalirangenIATA: -ICAO: -InformasiMelayaniKabupaten SitaroLokasiSiau Timur Selatan, Kabupaten Sitaro, Sulawesi UtaraKoordinat02°38′59.0″N 125°25′25.5″E / 2.649722°N 125.423750°E ...
Papa Giovanni Paolo IFotografia ufficiale di Giovanni Paolo I (1978)263º papa della Chiesa cattolica Elezione26 agosto 1978 Insediamento3 settembre 1978 Fine pontificato28 settembre 1978[1](0 anni e 33 giorni) MottoHumilitas Predecessorepapa Paolo VI Successorepapa Giovanni Paolo II NomeAlbino Luciani NascitaCanale d'Agordo, 17 ottobre 1912 Ordinazione diaconale2 febbraio 1935 dal vescovo Giosuè Cattarossi Ordinazione sacerdotale7 luglio 1935 dal vescovo Giosuè Catt...
WorldCatBerkas:WorldCat homepage.pngWorldCat homepage as of June 2019URLsearch.worldcat.org TipeNetwork of library content and servicesPerdagangan ?NoRegistrationOptional, but some features require registration (such as writing reviews and making lists or bibliographies)LangueChinese (Simplified)Chinese (Traditional)CzechDutchEnglishFrenchGermanItalianKoreanJapanesePortugueseSpanishThaiUrduLisensiCopyright policyOnline Computer Library Center756372754PemilikOCLCService entry21 Januari 19...
Baptisme beralih ke halaman ini, yang bukan mengenai Baptis.Bagian dari seriProtestanisme Teologi Topik Aniaya Budaya Demografi Eklesiologi Kebangunan Dahsyat Kritik Reformasi Sejarah Cabang Besar Advent Anabaptis Anglikan Baptis Kalvinis Lutheran Metodis Pentakosta Cabang Kecil Irvingian Pergerakan Kekudusan Protestan Timur Protoprotestanisme (Husite dan Waldensian) Schwenkfelder Serikat Handai-Tolan Serikat Persaudaraan Plymouth Serikat Persaudaraan Schwarzenau Siswa-Siswi Alkitab Lain-lain...
Dolenji Novaki (dibaca [dɔˈleːnji nɔˈʋaːki]) adalah sebuah desa di Kota praja Cerkno di kawasan Littoral tradisional, Slovenia.[1] Rumah Sakit Partisan Franja terletak di sebuah lembah utara pemukiman tersebut. Referensi ^ Cerkno municipal site Pranala luar Media terkait Dolenji Novaki di Wikimedia Commons Dolenji Novaki at Geopedia Templat:Cerkno Wikimedia Commons memiliki media mengenai Dolenji Novaki.
Greek chronology inscribed on a stele Parian Marble redirects here. For marble from Paros, see Parian marble. Detail from the shorter fragment base of the stele, found in 1897, that is in a museum on Paros. It contains chronicle entries for the years 336–299 BC. The Parian Chronicle or Parian Marble (Latin: Marmor Parium, abbr. Mar. Par.) is a Greek chronology, covering the years from 1582 BC to 299 BC, inscribed on a stele. Found on the island of Paros in two sections, and sold in...
Naval battle during the Second World War Battle of Sept-ÎlesPart of the Battle of the Atlantic of World War IILocation of Sept-Îles, BrittanyDate22-23 October 1943Locationoff the Sept-Îles, France48°53′00″N 03°28′00″W / 48.88333°N 3.46667°W / 48.88333; -3.46667Result German victoryBelligerents United Kingdom GermanyCommanders and leaders George Voelcker † Franz KohlaufStrength 1 light cruiser6 destroyers 6 minesweepers5 torpedo boa...
Winery in Australia Not to be confused with Lindemans Brewery. Lindeman'sProduct typeWineOwnerTreasury Wine EstatesCountryAustraliaIntroduced1843WebsiteLindemans Lindeman'sLocationMacDonalds Road, Pokolbin, NSW, AustraliaCoordinates32°47′49″S 151°16′55″E / 32.796807°S 151.281884°E / -32.796807; 151.281884Wine regionHunter ValleyWebsitePokolbin site Lindeman's is an Australian wine company, owned by Treasury Wine Estates. It was founded in 1843 by Dr Hen...
Silicon dioxide nano particlesNot to be confused with fumed silica. Silica fume particles viewed in a transmission electron microscope Silica fume, also known as microsilica, (CAS number 69012-64-2, EINECS number 273-761-1) is an amorphous (non-crystalline) polymorph of silicon dioxide, silica. It is an ultrafine powder collected as a by-product of the silicon and ferrosilicon alloy production and consists of spherical particles with an average particle diameter of 150 nm. The main field...
18th-century Scottish aristocrat This article needs additional citations for verification. Please help improve this article by adding citations to reliable sources. Unsourced material may be challenged and removed.Find sources: James Graham, 1st Duke of Montrose – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (October 2008) (Learn how and when to remove this message) His GraceThe Duke of MontroseJames Graham, 1st Duke of MontroseLord Keeper of the Great ...
This article needs additional citations for verification. Please help improve this article by adding citations to reliable sources. Unsourced material may be challenged and removed.Find sources: Prix des cinq continents de la francophonie – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (October 2021) (Learn how and when to remove this message) The flag of the Organisation internationale de la francophonie. The Prix des cinq continents de la francophonie ...
Disambiguazione – Se stai cercando altri significati, vedi Claudio Monteverdi (disambigua). Claudio Monteverdi, dipinto di Bernardo Strozzi, ca. 1640 Claudio Giovanni Antonio Monteverdi (Cremona, 9 maggio 1567[1] – Venezia, 29 novembre 1643) è stato un compositore italiano. La sua attività artistica segnò il passaggio dalla musica rinascimentale alla musica barocca. Fu uno dei principali innovatori che accompagnarono l'evoluzione del linguaggio musicale (su questo processo sti...
Type of tetrode vacuum tube Radial beam power tetrode, designed for radio frequency use. This type of beam power tube does not use beam confining plates. 6L6 type beam tetrode electrode structures with anode cut open. The beam confining plates are the silver coloured structures to the left and right Comparison of anode characteristic of beam power tube and power pentode Twin beam tetrode RCA-815, used as the bias oscillator tube in the Ampex Model 300 bathtub 1/4 full-track professional audio...
George Calvert redirects here. For other uses, see George Calvert (disambiguation). English peer and politician (1580–1632) The Right HonourableThe Lord BaltimoreA portrait of Lord Baltimore by Daniël MijtensSecretary of StateIn office1618–1625Proprietor of the Avalon Colony (Newfoundland)In office1620–1632 Personal detailsBorn1580Kiplin, North Yorkshire, EnglandDied15 April 1632(1632-04-15) (aged 52–53)Lincoln's Inn Fields, London, EnglandSpouse(s)Anne Mynne (m. 1604) JoaneChil...