اندلعت الاحتجاجات ضد دونالد ترامب في الولايات المتحدةوأوروبا وأماكن أخرى منذ انضمامه إلى الحملة الرئاسية لعام 2016. أعلنت الاحتجاجات معارضتها لخطاب حملة ترامب وفوزه في الانتخابات وتنصيبه وتاريخ سوء سلوكه الجنسي وإجراءاته الرئاسية المختلفة، على الأخص سياسته العدوانية للفصل الأسري. اتخذت بعض الاحتجاجات أشكالًا أخرى كالانسحاب من الاجتماعات وإغلاق الشركات التجارية ورفع العرائض والتجمعات والتظاهرات والمسيرات. مع أن معظم الاحتجاجات كانت سلمية،[2] وقعت تصرفات تستوجب المقاضاة مثل تخريب الممتلكات والاعتداء على أنصار ترامب.[3][4] واتُّهم بعض المتظاهرين جنائيًا بارتكاب أعمال الشغب.[5] اندلع أكبر احتجاج منظم ضد ترامب في اليوم التالي لتنصيبه؛ إذ احتج الملايين في 21 يناير 2017 خلال الحراك النسائي، ومع أخذ احتجاج كل مدينة في الحسبان يكون أكبر احتجاج في يوم واحد في تاريخ الولايات المتحدة.[6]
الحملة الرئاسية 2016
اندلعت عدد من الاحتجاجات ضد ترشّح دونالد ترامب ومواقفه السياسية خلال حملته الرئاسية، بشكل أساسي في التجمعات السياسية.
وقعت حوادث عرضية تتضمن الإساءة اللفظية و/ أو العنف الجسدي إما ضد المتظاهرين أو ضد أنصار ترامب. ومع أن معظم الحوادث لم تتجاوز إحراج المرشح ومقاطعته في أثناء حديثه، أوقف وكلاء الخدمة السرية بعض الأشخاص. أجبرت الاضطرابات واسعة النطاق ترامب على إلغاء تجمع في شيكاغو في 11 مارس 2016 وسط مخاوف تتعلق بالسلامة. في 18 يونيو 2016، نُفِّذت محاولة لاغتيال ترامب.[12] وحُكم على الفاعل البريطاني مايكل ستيفن سانفورد بالسجن لمدة عام واحد لمحاولته انتزاع سلاح ضابط شرطة. وبحسب ما ورد أخبر الفاعل وكيلًا فيدراليًا أنه توجّه بسيارته من كاليفورنيا إلى لاس فيغاس مخطّطًا لقتل ترامب.[13]
حاول المتظاهرون أحيانًا دخول مكان التجمع أو المشاركة في أنشطة خارجه. ربما حدثت بعض المناوشات بين مؤيدي المرشح والمتظاهرين قبل الحدث أو في أثنائه أو بعده.[14] في بعض الأحيان، حاول المتظاهرون التدافع نحو المنصة في تجمعات ترامب.[15] وفي أحيان أخرى، تحول المتظاهرون المناهضون لترامب إلى العنف وهاجموا أنصار ترامب والعكس بالعكس؛[16] أدان كلا الحزبين هذا العنف الحاصل.[17] كانت موف أون دوت أورغ والشعب من أجل بيرني وجمعية الطلاب المسلمين وبنات أساتا واتحاد الطلاب السود وتحالف بلا خوف لغير المسجّلين وحياة السود مهمة من بين المنظمات التي رعت الاحتجاجات أو روّجت لها في تجمع حملة ترامب في شيكاغو في 11 مارس.[18][19][20]
تحدثت تقارير عن مواجهات لفظية وجسدية بين مؤيدي ترامب والمتظاهرين في أحداث حملة ترامب.[21][22]
أخبار زائفة عن المتظاهرين
بعد الصدام في يونيو 2016 بين المتظاهرين وأنصار ترامب في سان خوسيه، كاليفورنيا، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع صورةً للممثلة سامارا ويفينغ تبدو فيها مغطاة بالكدمات والدماء وزعمت أنها ضحية لعنف المتظاهرين الليبراليين المناهضين لترامب.[23][24][25][26] في الواقع أظهرت الصورة ويفينغ بالمكياج لدورها في مسلسل الرعب الكوميدي آش في إس إيفيل ديد.[23][25][27][28] أشارت ويفينغ لاحقًا إلى أنها ليست مواطنة أمريكية، لذا لم تستطع التصويت لأي من المرشحين في الانتخابات الرئاسية.[23][24]
زعمت خدعة مماثلة إظهار مؤيد لترامب يبلغ من العمر 15 عامًا تعرض للضرب من حشد مناهض لترامب في سان خوسيه، واستخدمت صورة للممثلة لويزا روبينو من التيلينوفيلا لا روزا دو غوادلوب. أخبرت روبينو أحد المحاورين أنها في الواقع لم تدعم ترامب «لأنني مكسيكية وأنا أدعم المجتمع اللاتيني».[29]
صنّف موقع التدقيق في الحقائق بوليتيفاكت.كوم قصةً منفصلة بعنوان «يصرّح أحد المتظاهرين ضد دونالد ترامب: تقاضيت 3500 دولار للاحتجاج في تجمع ترامب» على أنها «ملفّقة 100%، كما يعترف مؤلفها». أعلن بول هورنر، وهو كاتب في مواقع الأخبار الزائفة، أنه المسؤول عن المقال، وقال إنه نشر الإعلان الزائف بنفسه.
ردود فعل ترامب
خلال الحملة، اتّهم البعض ترامب بإضفاء نزعة عدوانية على تجمعاته. ألقى خصوم ترامب الجمهوريون اللوم عليه في تعزيز مناخ العنف وتصاعد التوتر خلال الفعاليات. في البداية، لم يدن ترامب أعمال العنف التي حدثت في العديد من تجمعاته، وشجّع على وقوعها في بعض الحالات.[30][31]
في نوفمبر 2015، قال ترامب عن متظاهر في برمنغهام، ألاباما «ربما كان يجب التعامل معه بخشونة، لأن ما كان يفعله مثيرٌ للاشمئزاز حتمًا». في ديسمبر، حثّت الحملة الحاضرين على عدم إيذاء المتظاهرين وتحذير موظفي إنفاذ القانون منهم بدلًا من ذلك برفع اللافتات فوق رؤوسهم والصراخ «ترامب! ترامب! ترامب!». انتُقد ترامب على مواقف أخرى لإثارة أجواء تفضي إلى العنف بتعليقاته. على سبيل المثال، أخبر ترامب حشدًا في سيدار رابيدز، آيوا، أنه سيدفع الأتعاب القانونية في حال لكَم أحدُهم متظاهرًا.[32][33][34]
في 23 فبراير 2016، عندما طُرد متظاهر من تجمع في لاس فيغاس، قال ترامب «أحب الأيام الخوالي -أتعرفون كيف كانوا يتعاملون مع أشخاص من هذا النوع لو كانوا في مكان مثل هذا؟ سيحملونهم على نقّالة، أيها الناس!». وأضاف: «إني أودّ لكمه في وجهه».[35][36][37]
الأمن
في وقت مبكر من الحملة، تولت الخدمة السرية للولايات المتحدة المسؤولية الأساسية لحماية ترامب، وعزّزتها سلطات إنفاذ القانون المحلية والتابعة للولاية حسب الحاجة. عندما استأجرت الحملة مكانًا، كان التجمع حدثًا خاصًا وقد تسمح الحملة دخول الأشخاص أو تمنعهم دون تقديم أي أسباب؛ كان الشرط الوحيد أن الاستبعاد على أساس العرق فقط ممنوع. وأولئك الذين دخلوا إلى مكان التجمع أو بقوا فيه دون تصريح كانوا مذنبين فعليًا بالتعدي على المكان أو مسؤولين عنه.[38] يمكن أن تُحدّد أماكن الحاضرين أو الصحافة في الحدث أو تقتصر على ركن معين.[39]
في مارس 2016، أفادت بوليتيكو بأن حملة ترامب استأجرت حراس أمن خاصين بزي مدني لإزالة المتظاهرين المحتملين من التجمعات بشكل استباقي. في نفس الشهر، تشكلت مجموعة تطلق على نفسها اسم «حراس الأسد» لتقديم «حماية إضافية» في تجمعات ترامب.[40] أدان الناشطون السياسيون المهيمنون المجموعة في الحال لاعتبارها منظمة هامشية شبه عسكرية.
بعد الانتخابات
بعد انتخاب ترامب للرئاسة، نظّم الطلاب ونشطاء آخرون احتجاجات أكبر في العديد من المدن الكبرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة، من ضمنها نيويوركوبوسطن وفيلادلفيا وشيكاغو وبورتلاند وأوكلاند. شارك عشرات الآلاف من المتظاهرين،[41][42][43] وهتف كثيرون «ليس رئيسي!» للتعبير عن معارضتهم لفوز ترامب في المجمع الانتخابي (خسر التصويت الشعبي بفارق 2.1%).[44] نُظِّمت أيضًا احتجاجات في كندا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والفلبين وأستراليا وإسرائيل واستمر بعضها عدة أيام، وخُطِّط لمزيد من الاحتجاجات في الأسابيع والأشهر التالية.[45][46][47]
في نوفمبر 2017، أفادت التقارير بأنه كجزء من التدخل الروسي في انتخابات الولايات المتحدة لعام 2016، نظَّمت «مزرعة متصيّدين» مكرسة لإثارة الخلافات في الولايات المتحدة احتجاج نيويورك.[48] أشار الآلاف من مستخدمي فيسبوك إلى أنهم يخططون لحضور احتجاج ضد ترامب في 12 نوفمبر 2016، تنظِّمه صفحة على الفيسبوك تابعة لمجموعة «السود مهمون» المرتبطة بالروس وعلى علاقات بالكرملين. استغل التجمع المنظّم غضب الجماعات على اليسار بعد فوز الرئيس ترامب. اجتمع نحو 5,000 إلى 10,000 متظاهر في ميدان الاتحاد في مانهاتن ثم ساروا إلى برج ترامب في الجادة الخامسة.[49] دعمت سي إن إن الحدث وقدمت تغطيته.
الاحتجاجات
الاحتجاجات بعد ترشيح ترامب
بدأت الاحتجاجات ضد ترامب بعد اعلان ترامب ترشحه للرئاسة الذي كان في يونيو 2015، وخاصة بعد أن هاجم المهاجرين غير الشرعيين القادمين من المكسيك واصفاً إياهم «بالقتلة والمغتصبين وحفنة من تجار المخدرات».[50][51] استمرت الاحتجاجات في الشوارع على مدى شهور وإلى 2016.
الاحتجاجات بعد فوز ترامب
9 نوفمبر
في 9 نوفمبر 2016، تظاهر الآلاف في العديد من المدن الأميركية، منها:
خرج الآلاف من الطلاب الجامعيين بالولايات الأمريكية، احتجاجا علی انتخاب ترامب، وفي بعض المدن، كسر بعض المتظاهرين زجاج نوافذ بعض المحال واضاءوا الحرائق، وأحرقوا الأعلام، ورشقوا شرطة مكافحة الشغب، وردت الشرطة عليهم بالقنابل المسيلة للدموع واعتقلت عددا منهم.
الاحتجاجات في أوكلاند، كاليفورنيا في 9 نوفمبر 2016
الاحتجاجات في جامعة كاليفورنيا ، لوس انجليس يوم 9 نوفمبر 2016
^Tumulty، Karen؛ Johnson، Jenna؛ DelReal، Jose A. (12 مارس 2016). "Trump has lit a fire. Can it be contained?". The Washington Post. مؤرشف من الأصل في 2020-06-16. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-13. The racially tinged anger that has both fueled Trump's political rise and stoked the opposition to it has turned into a force unto itself.