ابتُكر مصطلح «معجزة نهر الهان» أسوة بعبارة «معجزة نهر الراين» للإشارة إلى الولادة الاقتصادية لألمانيا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية.[5] وقد أدرج هذا التشبيه رئيس وزراء جمهورية كوريا الجنوبية الثانية تشانغ ميون في خطاب العام الجديد لعام 1961، والذي شجّع فيه الجنوب كوريين على تحمل الصعوبات على أمل تحقيق تحسن اقتصادي مماثل.[6] ويعزى النمو الناتج إلى العمل الشاق للقوى العاملة، حيث يُنظر إلى استخدام عبارة «معجزة» على أنه مبالغة لفظية.[7] بعد معجزة نهر هان، اعتبرت كوريا الجنوبية نموذجا اقتصاديا للبلدان النامية الأخرى[8][9][10] وانضمت إلى مجموعة العشرين في نوفمبر2010، متوجةً نجاحًا بعد ستين عامًا من إعادة البناء والتحديث.
تاريخ
الخلفية
بين 1910و1945، كانت كوريا مستعمرة للإمبراطورية اليابانية. نتيجة لاستثمار رأس المال الياباني وخاصة خلال 1930 - 1940، فشهدت مرحلة التصنيع والتحديث والنمو الاقتصادي.[11][12] خلال فترة الاستعمار الياباني، تم تأسيس ثمان شركات كبيرة ونمت شركات أخرى نتيجة للمعونة وأرباح الصرف الأجنبي.[بحاجة لمصدر] ومع ذلك، كانت ثمار النمو الاقتصادي مخصصة لسكان كوريا اليابانيين في حين بقي معظم الكوريين فقراء. تراجع الاقتصاد الكوري أكثر خلال حرب المحيط الهادئ، عندما استغل البر الرئيسى اليابان كوريا اقتصاديا وإنسانيا. اضطر الكوريون إلى الاندماج في الثقافة اليابانية فكانت كوريا واحدة من أفقر البلدان في العالم.
الجمهورية الأولى والحرب الكورية
أدى تقسيم الأراضي نتيجة للحرب الكورية إلى المزيد من الإضرار بالممتلكات الكورية بنسبة ٪25[13] وأسفر عن إنشاء جمهورية كوريا الجنوبية الأولى، التي حكمتها إدارة إي سنغ مان حتى عام 1960. في هذا الوقت كان الاقتصاد زراعيًا بشكل كبير.[5] من خلال قانون إصلاح الأراضي الزراعية لعام 1950، قامت الحكومة العسكرية للجيش الأمريكي في كوريا بإعادة توزيع الأراضي المملوكة لليابانيين سابقًا، مما سمح بتوليد وضخ الأموال الخاصة.
الجمهورية الثانية
كانت جمهورية كوريا الجنوبية الثانية موجودة لمدة عام واحد فقط، ولكن تأثيرها كان كبيرا على اقتصاد وتاريخ كوريا الجنوبية من خلال الأيديولوجية والسياسة. اتخذ رئيس الوزراء تشانغ ميون والحزب الديمقراطي موقفاً متطرفاً معادياً للشيوعية (كما فعلت الجمهورية الأولى)، لكنه دعا أيضاً إلى تبني سياسة اقتصادية مبنية على رأسمالية الدولة، وتعزيز الصداقة والتعاون الاقتصادي مع اليابان.[14]
خلال فترة التصنيع في كوريا الجنوبية، وبدعم من الرئيس باك تشونغ هي صعدت جماعات تشايبول مما سهل نموها وأدى لتحريك النمو الاقتصادي. داخل عمليات مجموعات تشايبول، توجد العديد من الفروع التي تعمل وتسيطر عليها أفراد العائلات. بدأت كل أسرة تجارية في كوريا من قبل مجموعة عائلية، وما زالت نسبة 70% من جماعات تشايبول تحت إدارة أفراد العائلات، ومن أجل تعزيز قوة ومكانة هذه المجموعات، قامت هذه المجموعات بالعديد من تحالفات تشايبول سواء عن طريق الزواج مثل سامسونجوهيونداي. كما يتم تشكيل العديد من الانتماءات السياسية داخل مجموعات تشايبول. يشغل ثلث التشايبول مكاتب رفيعة المستوى في ثلاثة فروع للحكومة.[بحاجة لمصدر]
وفقاً لجورج إي. أوغل، فإن عشرة عائلات من التشايبول كانت مسؤولة عن 60 في المائة من نمو الاقتصاد الكوري الجنوبي خلال معجزة نهر الهان.[15] بمساعدة من الجمعيات والحكومة، لا تزال التشايبول تشكل نفوذاً هائلاً على الاقتصاد الكوري، على الرغم من أنها متهمة أيضًا بإعاقة الشركات الصغيرة أو ريادة الأعمال المستقلة كسلوك غير أخلاقي وممارسات فاسدة. لذلك حاولت حكومة كيم يونغ سام (1993-1998) مساعدة الشركات الصغيرة من خلال تقديم المزيد من القروض، ولكن هذا لم يردع توسع التشايبول. في عام 1992، تم تصنيف كوريا بـ100 درجة في معدلات الأجور والضريبة (مع إسبانيا في المرتبة التالية الأعلى بـ71 درجة، والولايات المتحدة الثالثة بـ55 درجة). وبعبارة أخرى، لا تزال الدولة الكورية توفر ملاذاً رأسمالياً نسبياً لتكتلاتها التجارية الضخمة.[7]
^ ابLee، Sang M.؛ Yoo، Sangjin (1 يناير 1987). "The K-Type Management: A Driving Force of Korean Prosperity". Management International Review. ج. 27 ع. 4: 68–77. JSTOR:40227861.
^Koh, Jae Myong (2018) Green Infrastructure Financing: Institutional Investors, PPPs and Bankable Projects, Palgrave Macmillan, pp.37-40.
^Mizoguchi Toshiyuki , Umemura Mataji, Basic Economic Statistics of Former Japanese Colonies 1895–1938 Estimates and Findings 6–1, 6–4; Average annual growth rate about from 1914 to 1938 is 0.97%
^溝口敏行『台湾・朝鮮の経済成長』、岩波書店、1975. 溝口敏行; The average annual growth rate for manufacturing of South Korea between 1914 and 1927 was 4.89%. Between 1928 and 1940, the average annual growth rate for manufacturing of South Korea was 9.7%.