مكث القوتلي في المنفى بين فلسطينومصروأوربا مناصراً القضية السورية حتى عام 1924 حين تمكن من العودة إلى دمشق بعد صدور عفو فرنسي عنه.[26] وبعد عام في أغسطس 1925 انطلقت الثورة السورية الكبرى فكان القوتلي من أوائل من دعمهما، وانتقل مع عدد من القادة الوطنيين إلى السويداء، وشارك في الاجتماع الذي عقد للمناداة بسلطان باشا الأطرش قائداً عاماً للثورة السورية الكبرى، والتي طالبت بوحدة البلاد، والاعتراف باستقلالها، والشروع بتنظيم انتخابات جمعية تأسيسيّة تضع دستوراً للبلاد يحقق سيادة الأمّة والحرية والمساواة والإخاء لجميع السوريين.[27] قام القوتلي ببيع أملاكه في الغوطة الشرقية لأخيه عادل القوتلي، واشترى بثمنها سلاحاً للثوار، وقد تولى مهام دفع رواتب دورية لهم، وصلت إلى ليرتين ذهبيتين في الشهر.[28] وقد وصلت قيمة تبرعات القوتلي إلى الحركة الوطنية يومها إلى نصف مليون ليرة ذهبية.[29] عمل أيضاً على جمع تبرعات للثورة السورية الكبرى من الجاليات العربية المقيمة في المغترب، بمساعدة صديقه الصحفي الفلسطيني محمّد علي الطاهر، والدمشقي محبّ الدين الخطيب وقائد حركة تونس الفتاة، عبد العزيز الثعالبي. كما سافر إلى مصر للاجتماع بسعد باشا زغلول، زعيم حزب الوفد، الذي قدم دعماً مالياً للثورة السورية الكبرى عن طريق شكري القوتلي.[30] وفي 26 أغسطس ألقي القبض على القوتلي وعدد من الزعماء الوطنيين بينهم عبد الرحمن الشهبندروجميل مردم بك وآخرين، ونفوا إلى جزيرة أرواد.[31] وبعد إطلاق سراحه، غادر القوتلي البلاد من جديد لصدور حكم آخر بالإعدام عليه، وأقدم الفرنسيون على تدمير منزل أسرته بالشاغور.
في 16 فبراير 1926، صدر عفو عام عن جميع الجرائم المرتكبة خلال الثورة، وشمل العفو سبعين شخصية منهم شكري القوتلي وعدد من القادة الوطنيين. وقد جاء العفو قبل موعد انتخابات الجمعية التأسيسيّة، التي تمت أخيراً عام 1928، والتي سبقها في العام نفسه تشكيل الكتلة الوطنية التي كان القوتلي أحد أركانها، رغم بقائه خارج البلاد.[32]
ومن أولى إسهامات القوتلي كان تأسيس معمل الكونسيروة لتمويل أعمال الكتلة الوطنية ودفع رواتب شهرية لعائلات المعتقلين والجرحى. كان ذلك في شباط 1932، وحمل المشروع الصناعي توقيع كلّ من توفيق قباني، مؤسس أول معمل ملبس في سوق البزورية، والحاج سليم الشلاح عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق، وصادق غراوي صاحب معمل شوكولاتة «غراوي،» إضافة طبعاً لشكري القوتلي، الذي اقترن معمل الكونسروة باسمه.[36]
حُدد رأس مال الشركة بثلاثين ألف ليرة عثمانية ذهبية، تم توزيعها على خمسة عشر ألف مساهم. جال القوتلي على كافة المدن السورية لبيع أسهم الشركة الجديدة بقيمة ليرتين ذهبيتين للسهم الواحد.[37] مع نهاية الثلاثينيات، وصل عدد موظفي وعمال شركة الكونسيروة إلى 200 وبلغ إنتاجها السنوي خمسةً وعشرين طناً من المعلبات، يتم تصديرها إلى فلسطينولبنانوإمارة شرق الأردنوالحجازومصر.[38] رفض القوتلي بيع أسهم الشركة في أي مصرف أجنبي، وأصر أن يتم الاكتتاب العام إما في فرع دمشق من بنك مصر أو عبر البنك العربي، وكانت من عادته إهداء أسهم في شركة الكونسيروة لأصدقائه عند عقد قرانهم أو رزقهم بمولود.[38] كما أنه كان يُرسل نحو خمسين صندوقاً من منتجات الشركة في كل موسم لصديقه الملك عبد العزيز آل سعودوملك مصر فاروق الأول ورئيس وزراء العراق نوري السعيد.[39] ذهبت رئاسة مجلس إدارة معمل الكونسيروة للدكتور أحمد منيف العائدي، أحد مؤسسي كلية الطب في جامعة دمشق، ومعه رئيس الجامعة الدكتور رضا سعيد، وانتُخب مدني الحفار، تاجر مال القبان في سوق البزورية، نائباً لرئيس مجلس الإدارة. تم تداول أسهم شركة الكونسيروة في سوق البورص، أحد تفرعات سوق الحميدية، وذاع صيتها بشكل كبير في الأوساط الدمشقية، إلى درجة أن القاضي الشرعي في دمشق كان يخبر الناس عند توزيع ميراثهم بعد وفاة أحد الأقارب، بين المال النقدي أو وضع أموالهم في شركة الكونسيروة. استمرت شركة الكونسيروة في العمل من عام 1934 إلى أن تم تأميمها في بداية عهد البعث عام 1965.[38]
النشاط السياسي 1932-1936
توجه شكري القوتلي إلى القدس في نهاية عام 1931، ممثلاً الحركة الوطنية السورية إلى المؤتمر الإسلامي الذي دعا إليه صديقه الحاج محمّد أمين الحسيني. وفي دمشق، بدأ يفرض زعامته ونفوذه على الكثير من الأحياء القديمة، مثل الشاغوروالقيمريةوالقنوات، وقد جنّد العديد من قبضايات الأحياء لصالحه، مثل أبو عبده العشيوعبود الكدريوأبو على الكلاوي، مما أدى إلى نشوب خلاف وتنافس شديد على زعامة المدينة بينه وبين زميله في الكتلة الوطنيةجميل مردم بك. وعندما قرر الأخير المشاركة بحكومة الرئيس حقي العظم المحسوبة على الفرنسيين عام 1932، وقف شكري القوتلي في وجهه وقاد معارضة شعبية ضده، مطالباً مردم بك بالاستقالة.[40] وكان مدعوماً بهذا الطرح من شيوخ الكتلة هاشم الأتاسيوابراهيم هنانو، لأن مردم بك قرر المشاركة بالحكم دون التشاور مع مكتب الكتلة الدائم، أو أخذ موافقة قادته.[41]
توصل وفد الكتلة الوطنية إلى معاهدة مع رئيس الحكومة الفرنسية ليون بلوم، تعطي سورية استقلالها التدريجي على مدى خمس وعشرين سنة، مع امتيازات عسكرية واقتصادية وثقافية للجمهورية الفرنسية داخل الأراضي السورية.[47] وفي أيلول 1936، عاد وفد الكتلة إلى دمشق رافعاً شعار النصر، فقدم رئيس الجمهورية محمّد علي العابد استقالته، فاسحاً المجال أمام إجراء انتخابات نيابية ورئاسية مُبكرة. خاضت الكتلة الوطنية تلك الانتخابات بكامل ثقلها السياسي، وفاز شكري القوتلي بمقعد نيابي ممثلاً دمشق. كما فاز هاشم الأتاسي برئاسة الجمهورية السورية، وكُلّف جميل مردم بك بتشكيل الحكومة الوطنية الأولى، التي عُيّن شكري القوتلي فيها وزيراً للدفاع والمالية.[48] كانت حقيبة الدفاع شكلية، لأن سورية لم تكن تمتلك جيشاً وطنياً بعد حلّ الفرنسيين جيشها الصغير إبان معركة ميسلون عام 1920.
القوتلي وزيراً
رفض البرلمان الفرنسي التصديق على معاهدة عام 1936، بالرغم من تبنيها بالإجماع داخل البرلمان السوري، بحجة عدم استطاعة باريس التخلي عن نفوذها ومستعمراتها في الشرق الأوسط في ظلّ تنامي احتمال نشوب حرب عالمية جديدة في أوروبا. أُجبر رئيس الحكومة جميل مردم بك على السفر إلى فرنسا لتوقيع ملاحق إضافية للمعاهدة، فيها الكثير من التنازلات، وكان القوتلي ينوب عنه خلال غيابه المتكرر، بصفة رئيس وزراء بالوكالة. ولكن صِداماً حصل بينه وبين شكري القوتلي في شباط 1937، عندما أصر جميل مردم بك على تجديد عقود اقتصادية مع فرنسا، متعلقة بالتنقيب عن النفط واعتماد البلاد على مصرف سورية ولبنان التابع للحكومة الفرنسية في باريس، بالرغم من معارضة وزير المالية شكريالقوتلي. انتظر مردم بك سفر القوتلي إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وقام بتمرير جميع تلك العقود المعلّقة. غَضب القوتلي من هذا التجاوز الصريح له ولصلاحياته، وقدم استقالته من الحكومة يوم 22 آذار 1938.[49] وفي بيان الاستقالة الذي وزع على الصحف ووكالات الأنباء، قال الوزير المستقيل إنه غادر الحكم لأسباب صحية، رافضاً انتقاد جميل مردم بك لكي لا يضر بعهد الكتلة الوطنية.[50]
نودي بسوريا المستقلة عام 1941، ونُظمت الانتخابات النيابية عام 1943 وفازت بها الكتلة الوطنية فوزًا ساحقًا. خلال لقاء خاص في حمص ضم هاشم الأتاسيوفارس الخوري وشكري القوتلي، اتفق على ترشيح الأخير لمنصب الرئاسة نظرًا لتقدم الأتاسي في السن، والمسؤوليات الخطيرة خلال مرحلة استلام السلطة من فرنسا.[53] وافق الأتاسي، زعيم الكتلة الوطنية على ترشيح القوتلي، الذي فاز بما يشبه الإجماع في 17 أغسطس 1943 بمنصب رئيس الجمهورية.[54] ومن تحت قبة المجلس التشريعي، ألقى شكري القوتلي خطاب القسم يوم 17 آب 1943، ليصبح رابع رئيس للجمهورية السورية. بعد ثمانية أيام فقط من اعتلائه سدة الرئاسة، أرسل القوتلي بالاتفاق مع بشارة الخوريورياض الصلح رئيسي الجمهورية والحكومة في لبنان، وثيقة مكتوبة إلى الممثلية الفرنسية للمطالبة بتفعيل الاستقلال، وذلك يتم بإلغاء اعتبار الفرنسية لغة رسمية، وتحويل «الممثلية الفرنسية» إلى بعثة دبلوماسية عادية، وإلغاء المادة 116 من الدستور السوري، التي جعلت من صك الانتداب مادة فوق دستورية.[55] غير أن الممثلية الفرنسية بعد اجتماع استثنائي عُقد مع شارل ديغول في الجزائر، رفضت الاقتراح، ودعت للتفاوض حول اتفاقية جديدة شبيهة بمعاهدة عام 1936. ولن يتم إلغاء المادة 116 من الدستور إلا ما بعد الجلاء عام 1946. أول أعمال الرئيس الجديد أيضًا، كانت إيفاد رئيس الوزراء سعد الله الجابري، ووزير الخارجية جميل مردم بك إلى مصر بناءً على دعوة النحاس باشا، لعقد اجتماع عربي مشترك، كان من الخطوات التمهيدية لقيام الجامعة العربية.[56][57]
في هذا اللقاء التاريخي، الأول من نوعه لرئيس سوري، طلب تشرشل من القوتلي عقد معاهدة مع فرنسا، فرد الرئيس السوري بالقول: «لن أعترف بفرنسا...ولن أمد لها يدي، ولن أتفق معها مهما كانت الأسباب والظروف. والله ثم والله لن أرتكب هذه الجريمة بحق وطني، ولن أرضخ لأي ضغط ولو أصبحت مياه البحر حمراء قانية.» أجابه تشرشل: «لقد قُلت لك إن لفرنسا مصالح في بلادكم فاعملوا معها معاهدة ثقافية، وأنا كفيلها بكل ما تطلبون.» فأجابه القوتلي: «ليس لها أملاك سوى دار واحدة في الصالحية بمنطقة الجسر الأبيض، وأنا مستعد أن أشتريها منها وأسكنها لأني لا أملك داراً للسكن في دمشق بعد أن أحرقت فرنسا داري ودار أجدادي وآبائي كما دمّرت الحي الدمشقي بأكمله الذي كان بيتنا فيه.»[62]
وخلال العدوان الفرنسي أُحرقت مناطق عدة في دمشق، منها سوق ساروجا الأثري وأحياء في منطقة العمارة وقصفت قلعة دمشق التاريخية، إضافة طبعاً لتدمير البرلمان في شارع العابد.[69] جاء السفير البريطاني تيرانس شون إلى منزل الرئيس القوتلي في ساعة متأخرة من الليل وعرض عليه الخروج الآمن من العاصمة، مع كافة أفراد أسرته، قائلاً إن فرنسا تنوي اعتقاله مع جميع رجال حكمه.[70] نهض القوتلي من الفراش، حيث كان يعاني من نزيف حاد بالمعدة، وصاح في وجه السفير البريطاني: «ألمثلي يقال هذا؟ أنا لم أغادر دمشق ولن أغادر دمشق، وأريد أن تنقلوا لي سريري إلى مدخل المجلس النيابي، لأستشهد من هؤلاء الأبطال.»[71] ثم طَلب إحضار والدته وزوجته وأولاده إلى الغرفة وخاطب المندوب البريطاني قائلاً: «ما عندي أغلى من ديني ووطني وهؤلاء، فوالله لو قطعتم أصابعي بعد أن دمّر الفرنسيون بلدي، لن أوقع لهم ما يريدون.»[71]
وقد أوفد سعد الله الجابري إلى مصر ليخطب أمام جامعة الدول العربية معلناً أن «مجزرة رهيبة يندى لها الجبين قد حدثت في دمشق.» وبعدها بيوم واحد، صدر إنذار البريطاني صارم من لندن، حاملاً توقيع ونشتون تشرشل، مطالباً بالانسحاب الفرنسي الفوري من سورية، دون أي قيد أو شرط، تلبية لرغبة الرئيس القوتلي.[72] فُرض وقف لإطلاق النار من قبل الإنكليز في 1 حزيران 1945 وبدأت فرنسا بالانسحاب، حيث سلّمت الحكومة السورية كل المطارات والمواقع العسكرية، وتلاها تسليم جميع المستشفيات والمدارس والسجون، ومعها جزيرة أروادوقلعة حلبوقلعة دمشق. وقد أعلن الرئيس شكري القوتلي يوم 1 آب 1945 عيداً وطنياً لتأسيس الجيش السوري الذي كان قد هُزم على يد الفرنسيين قبل ستة وعشرين سنة في معركة ميسلون.[73] وفي 17 نيسان 1946، أقيم عيد الجلاء الأول في سورية بمشاركة عربية واسعة، ورفع الرئيسشكري القوتلي علم بلاده فوق سماء دمشق، قائلاً إنه لن يرفع أي عَلم فوق هذه الراية إلا علم الوحدة العربية.[74]
اندلعت المظاهرات العارمة في كافة المدن السورية ضد قرار التقسيم، وفتحت دمشق أبواب التطوع للجهاد في فلسطين، بأمر من رئيس البلاد. وبعدها قررت جامعة الدول العربية تأسيس جيش الإنقاذ لمحاربة العصابات الصهيونية، بقيادة الضابط فوزي القاوقجي، الذي موّلت الحكومة سورية %25 من نفقاته العسكرية، وكان للرئيسشكري القوتلي الفضل في تأسيسه وتسميته.[80] وعند إعلان ديفد بن غوريون ولادة دولة إسرائيل يوم 14 أيار 1948، دخل الجيش السوري إلى ميدان المعركة، بقوة قتالية وصلت إلى ثلاثة آلاف شخص، ولكن نتيجة الحرب لم تكن لصالح العرب، الذين هزموا مجتمعين في فلسطين.
فجر 30 آذار 1949، طوقت وحدة من الجيش منزل رئيس الجمهورية، واعتقلت شكريالقوتلي ورئيس وزرائه خالد العظم، بأمر من مهندس الانقلاب وقائد الجيش الزعيم حسني الزعيم. نقلته قيادة الانقلاب إلى سجن المزة العسكري ثم نُقل إلى مستشفى الشهيد يوسف العظمة بسبب تدهور حالته الصحية، وأعلنت حال الطوارئ في البلاد وقيام قيادة الجيش بتحمُل مسؤولية قيادة البلاد، واتهمت القوتلي بالتخلي عن الجيش وعدم تسليحه بشكل جيد قُبيل حرب فلسطين، فيما برر الزعيم انقلابه في البيان الأول، بأنّ القوتلي "سرق خزينة الدولة، وتواطأ على الفساد الذي أدى إلى تبذير الأموال العامة، وانتهاك القوانين وهدر مصالح الأمة".[81] في 6 نيسان، نُشر كتاب استقالة القوتلي موجهاً للشعب السوري، وكان نصّ الاستقالة مكتوبًا بحط يد القوتلي نفسه منذ 30 آذار، بوساطة من فارس الخوري إذ كان القوتلي رافضًا الاستقالة وأصرّ على المقاومة «ما دامت في عروقي دماء».[82][83][84] وقد ورد في وثائق دبلوماسية لسفارات غربية أن الولايات المتحدة وبريطانيا قد تدخلتا لمنع الزعيم من تصفية القوتلي.[85] ويُذكر أن القوتلي أصر على توجيه خطاب استقالته إلى الشعب السوري لا إلى قائد الانقلاب حسني الزعيم، وجاء فيه: أتقدم إلى الشعب السوري الكريم باستقالتي من رئاسة الجمهورية السورية، راجياً له العز والمجد."[86] أُطلق القوتلي في منتصف أبريل، وصودرت أملاكه وأملاك ابنه، وسُمح له مغادرة البلاد إلى منفى اختياري فتوجه مع أفراد أسرته بداية إلى سويسرا ثمّ إلى مصر، حيث حلّ ضيفاً على صديقه القديم الملك فاروق الأول. وبعد سنوات عدة، تبين أن انقلاب حسني الزعيم تم بتخطيط وتمويل من وكالة الاستخبارات الأميركية، وكان هدفه التخلص من شكري القوتلي شخصياً الذي رفض توقيع اتفاقية مرور نفط شركة التابلاين الأميركية عبر الأراضي السورية، كما رفض توقيع اتفاقية هدنة مع إسرائيل، أسوة بباقي الزعماء العرب.[87] وقد جاء هذا الاعتراف على لسان ضابط الاستخبارات الأميركية المقيم يومها في دمشق مايلز كوبلاند في كتابه الشهير "لعبة الأمم" الذي صدر في الولايات المتحدة سنة 1970، بعد ثلاثة أعوام من وفاة القوتلي.
في المنفى
خلال سنوات المنفى التي قضاها شكري القوتلي في مصر، تعاقب على الحكم في سورية أربعة عهود عسكرية: عهد الزعيم حسني الزعيم (آذار – آب 1949)، واللواء سامي الحناوي (آب – كانون الأول 1949)، والزعيم فوزي سلو (1951-1953) وأخيراً العقيد أديب الشيشكلي (1953-1954). بعد سقوط الأخير بانقلاب عسكري في شباط 1954، أعُيد العمل بالدستور وعاد الرئيس هاشم الأتاسي إلى السلطة، التي كان قد غادرها طوعياً بعد انقلاب الشيشكلي سنة 1951. وقد تغير الحكم في مصر أيضاً، بعد ثورة الضباط الأحرار على الملك فاروق ووصول جمال عبد الناصر إلى رئاسة الجمهورية عام 1954، خلفاً للواء محمد مجيب. قرر القوتلي العودة إلى سورية ووصل مطار دمشق يوم 7 آب 1954، ليعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية، بعد انتهاء ولاية هاشم الأتاسي الثالثة والأخيرة. وخلال سنوات المنفى، كَتب القوتلي مُقدمة كتاب عن نضال سورية الوطني ضد فرنسا، وضعه الصحفي سعيد تلاوي، صاحب جريدة الفيحاءالدمشقية.[88]
أولى ثمار هذا التحول، كان توقيع صفقة أسلحة ضخمة وبأسعار مخفضة مع تشيكوسلوفاكيا في يناير 1956؛ تبعتها في أكتوبر اتفاقية ثانية حول تبادل القطن والمنسوجات وزيت الزيتون مع بولندا، ثم تبادل العلاقات الدبلوماسية مع الصينورومانيا وكلاهما واقعتان تحت حكم شيوعي - اشتراكي.[92] وفي نهاية شهر تشرين الأول 1956 سافر القوتلي إلى موسكو للحصول على دعم سوفييتي للرئيس جمال عبد الناصر خلال حرب السويس.[93] وفي زيارته إلى الكرملين، وهي الأولى من نوعها لرئيس سوري، خاطب القوتلي الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف بالقول: «أرسلوا الجيش الأحمر إلى مصر...ذلك الجيش العظيم الذي هزم هتلر!» [94] كما قامت سوريا بقطع علاقتها مع كلّ من فرنساوبريطانيا، احتجاجاً على العدوان الثلاثي، وأشرف عبد الحميد السراج على نسف أنابيب النفط البريطانية المارة عبر الأراضي السورية، دعماً لجمال عبد الناصر. وقد وقّعت دمشق في عهد القوتلي سلسة من الاتفاقيات مع الاتحاد السوفيتي، أبرمها وزير الدفاع خالد العظم، مُنحت سورية من خلالها سلاحاً روسياً بقيمة 570$ مليون دولار، يتم تسديد قيمتها بالتقسيط عبر عائدات القمح السورية، على مدى 12 سنة.[95] وفي 12 آب 1957، تم الكشف عن مؤامرة أميركية لقلب نظام الحكم في سوريا ووُجهت أصابع الاتهام إلى الملحق العسكري الأميركي روبيرت مالوي والسكرتير الثاني هاوارد ستون والسفير جيمس موس، الذين طُردوا فوراً من دمشق، فردت أميركا بالمثل وقامت بطرد الدكتور فريد زين الدين، السفير السوري من واشنطن. وقد جاء الضوء الأخضر للانقلاب على القوتلي مجدداً من الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور، الذي اتهم نظيره السوري بالوقوف مع الاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة.
على صعيد السياسة العسكرية، فإنّ 68% من الموازنة السورية لعام 1955 كانت مخصصة للجيش، وفي 20 أكتوبر 1955 حقق القوتلي أحد مشاريعه القديمة بتوقيع ميثاق الدفاع المشترك بينهما، والذي كان من بين بنوده إنشاء قيادة مشتركة للحرب ومجلس دفاع مشترك.[96] في العام نفسه، أشهر القوتلي اتفاقًا للدفاع المشترك مع لبنان. في 6 مارس 1956، كان القوتلي يعقد مع الملك حسين والملك سعود بن عبد العزيزوجمال عبد الناصر قمّة في عمّان تبعتها قمة أخرى بين القوتليوالملك حسين في 11 نيسان 1956، نجح القوتلي فيها بتحييد الأردن عن حلف بغداد، وتوقيع اتفاق للتعاون العسكري بين البلدين في حال العدوان الإسرائيلي على أحدهما، لكنه فشل في إقناع القيادة الأردنية بالتحول نحو الكتلة الشرقية - الناصرية، وفصل تحالفها مع بريطانيا.
كان من نتيجة العدوان الثلاثي على مصر وأزمة قناة السويس خلال فترة 1956 - 1957، نتائج بالغة الأثر على سوريا، فأعلنت حال الطوارئ بموجب اتفاقية الدفاع المشترك، وتفشت شعبية الناصرية، وهُوجمت المصالح العراقية التي تمثل «الرجعية العربية»، وساءت العلاقات مع لبنان تحت حكم كميل شمعون.
وفي 13 آب 1957، رفضت الحكومة السورية عرضًا أمريكيًا بتقديم 400 مليون دولار، أي أربعة أضعاف حجم موازنة الدولة السورية، مقابل السلام مع إسرائيل وكسر الحلف مع عبد ناصر، كما أعلنت إذاعة دمشق في الوقت ذاته إحباط مؤامرة إمريكية للانقلاب على حكم القوتلي وأرسلت مصر قوات إلى سورية وإلى ميناء اللاذقية في 11 أيلول بعد توتر العلاقات بين سوريا وتركيا، التي هددت بغزو سوريا نفسها وضم حلب، متهمة نظام القوتلي بتهديد الأمن القومي التركي من خلال تحالفه مع الاتحاد السوفييتي.[97]
وفي يوم 11 كانون الثاني 1958، توجه وفد من الضباط السوريين إلى مصر يقودهم رئيس أركان الجيش اللواء عفيف البزرة والملحق العسكري المصري عبد المحسن أبو النور، للمطالبة بتوحيد سورياومصر تحت راية الرئيس جمال عبد الناصر. ولم يقم أحد منهم بإبلاغ الرئيس القوتلي أو وزير الدفاع خالد العظم.[98] تأخر الرئيس المصري في مقابلتهم، لأنه كان منشغلاً في استقبال رئيس إندونيسياأحمد سوكارنو، وعند مقابلتهم سألهم جمال عبد الناصر عن موقف الرئيس شكري القوتلي من هذه الوحدة، مؤكداّ أنه وحدَه دون سواه مخوّل بالتفاوض باسم الشعب السوري والدولة السورية.[98] ولكن الرئيس السوري قرر دعم جهود هؤلاء الضباط، بدلاً من معاقبتهم على تمردهم، فأرسل وزير الخارجية صلاح البيطار لإعطائهم شرعية سياسية وفاوض رسمياً على الوحدة باسم رئيس الجمهورية. اشترط عبد الناصر أن تكون الوحدة اندماجية لا فيدرالية، وأن تكون عاصمتها القاهرة وليس دمشق، مع شرط أخير، أن يتم حلّ جميع الأحزاب السورية، فوافق صلاح البيطار دون تردد.[99] سافر القوتلي إلى مصر للتوقيع على ميثاق الوحدة السورية المصرية في شباط 1958، بعد أخذ موافقة مجلس النواب، وتنازل طوعياً عن رئاسة الجمهورية العربية المتحدة لصالح الرئيس عبد الناصر، الذي كرّمه بلقب «المواطن العربي الأول» وقال إنه «الوجه العربي المشرق لسوريا.»[100]
دعم الانفصال سنة 1961
قضى شكري القوتلي سنوات التقاعد متنقلاً بين دمشقوالقاهرةوجنيف، وظلّت أخباره تتصدر الصفحات الأولى من الجرائد السورية، مما أزعج الرئيس جمال عبد الناصر، الذي استدعى وزير الثقافة والإرشاد القومي رياض المالكي، وأصدر أمراً إدارياً بأن «الأضواء يجب أن لا تُسلط بعد اليوم إلا على شخص سيادة رئيس الجمهورية، دون غيره من الشخصيات.»[101] وقد ازدادت الهوة بين القوتلي وعبد الناصر عندما منع الأخير عزف النشيد الوطني السوري حماة الديار ومنع إقامة الاحتفالات بعيد الجلاء السوري يوم 17 نيسان، قائلاً إن للجمهورية العربية المتحدة عيد واحد فقط هو عيد ثورة يوليو.[102] وقد انفجر الخلاف بينهما عند إصدار عبد الناصر قرارات التأميم في تموز 1961، التي اعترض عليها شكري القوتلي بشدة قائلاً: «أخاف على الوحدة التي صنعناها معاً يا أبا خالد، أخاف عليها من هذه القرارات الارتجالية وغير المدروسة».[103] وقد سافر الرئيس القوتلي إلى القاهرة بطلب من غرفة تجارة دمشق، في محاولة لإقناع عبد الناصر بالعدول عن التأميم، ولكن الرئيس المصري رفض المشورة.
وبعد أسابيع من وقوع انقلاب الإنفصال الذي أطاح بجمهورية الوحدة يوم 28 أيلول 1961، أطل الرئيس القوتلي على شاشة التلفزيون السورية من سويسرا، حيث كان يتلقى العلاج، في خطاب متلفز كان الأول والأخير له، شنّ من خلاله هجوماً عنيفاً على الوحدة والتجاوزات المصرية التي تخللتها. كان ضباط الانفصال، بقيادة المقدم عبد الكريم النحلاوي، يفكرون بالطلب من شكري القوتلي العودة إلى الحكم للمرة الثالثة، مع الحكومة القديمة والمجلس النيابي القديم، واعتبار عهد الوحدة كأنه لم يمر على سوريا، ولكن الرئيس القوتلي رفض المشاركة بالعهد الجديد وظلّ متمسكاً باعتزاله الشأن العام. وقد جاء في كلمته المتلفزة: «لقد كان في أساس الأخطاء كلها قاعدة واحدة: تأمين الأقلية وتخوين الأكثرية، وتسليط هيئات مصطنعة وأفراد على تنفيذ اشتراكية تعاونية لا يؤمنون بها، ولا يعملون من أجلها، ولا يفهمون أي مبدأ من مبادئ العدالة والتعاون، وكان كل مدار الثقة بهم أنهم حاقدون يكرهون الناس، ويتطيرون من وجوه الخير.» أكمل القوتلي كلامه بالقول: «إننا لا نستورد المبادئ ولا نتسعير العقائد» مضيفاً أن الوحدة «لا تعني عملية ضم، والنظام الرئاسي لا يعني انعزال الراعي عن الرعية.» ووصف جهاز الحكم أيام عبد الناصر بأنه كان «جلاد الشعب» وبأنه «لو طال به الزمان لآل مصير الجمهورية كلها إلى مجموعة أقاليم يحكمها أفراد متنافرون. جهاز غريب عجيب، أنبت للجسم الواحد عدة رؤوس، وللرأس الواحد عدة ميول ونزوات وشهوات.»
كما تطرق إلى انعدام الديمقراطية في عهد عبد الناصر وقال: «ولطالما شكا النواب المعينون لمجلس الأمة من عدم جدوى وجودهم تحت قبة المجلس، لأن ليس لهم من وظائف التمثيل النيابي سوى إقرار المشاريع التي كتبها موظفو الدولة والتصويت عليها برفع الأيادي الصامتة.» ختم بمباركة انقلاب الانفصال وقال: «كلمتي الأخيرة إليكم أنكم أنتم وحدكم مسؤولون عن تقرير المستقبل، وأن القيادات في صفوفكم عناوين زائلة، وتبقون أنتم الشعب سطور البقاء والخلود. ولقد استطعت على خدمة نضالكم وجهادكم، مواطناً عادياً وجندياً مكافحاً، أكثر مما أُتيح لي أن أتوفر لهذه الخدمة الشريفة، رئيساً وحاكماً ومسؤولاً. وأن أعظم ما أطمح إليه عامل في الحقل العام، عانق القضية المقدسة منذ مطلع هذا القرن: فتى وشاباً وشيخاً أن يستحق استمرار الرضا عنه في صفوف المواطنين العاديين، مواطناً صالحاً وجندياً أميناً.»[104]
وفي يوم 30 حزيران 1967، توفي شكري القوتلي في بيروت عن عمر ناهز 75 عاماً، وكان ذلك في أثر تعرضه لذبحة قلبية عند سماعه نبأ سقوط هضبة الجولان في يد إسرائيل. أُعيد جثمانه إلى دمشق مجللاً بالعلم السوري، بواسطة من الملك فيصل بن عبد العزيز، وخرجت جنازة شعبية مهيبة له لم تشهد مثلها مدينة دمشق من قبل، صاح خلالها المشيعون: «لا إله إلا الله وشكري بك حبيب الله. الله يرحم شكري بك، الله يرحم سوريا!» صُلي على الرئيس السوري الأسبق في الجامع الأموي ووُوري الثرى في مدافن الأسرة في مقبرة الباب الصغيربدمشق.[105]
تشييع شكري القوتلي إلى مثواه الأخير
ضريح شكري القوتلي
تخليد ذكراه
أُطلق اسم الرئيس شكري القوتلي على شوارع رئيسة في جميع المدن السورية، وكذلك في القاهرة ومدينة المحلة الكبرى بمصر، وأصبح الشارع الذي يحمل اسمه في دمشق، الواصل بين ساحتي المرجةوالأمويين، مقراً لمعرض دمشق الدولي ولعدد من الفنادق الفخمة. كما أطلق اسمه على الحي الذي كان يسكنه قبل انقلاب عام 1949، الذي يُعرف من يومها بحي «الرئيس.» وقد صدر كتاب عن حياته وجهاده في مصر عام 1959، حمل عنوان «شكري القوتلي: تاريخ أمة في حياة رجل» للصحفي السوري عبد اللطيف اليونس، وتلاه كتاب ثانٍ في بيروت سنة 2003، للقاضي عبد الله الخاني، أمين عام الرئاسة السورية في عهد القوتلي، حمل عنوان «جهاد شكري القوتلي». ووضع الكاتب السوري سامي مروان مبيّض كتاباً ثالثاً باللغة الإنكليزية عن حياة شكري القوتلي بعنوان «جورج واشنطنسورية» (بيروت 2005) إضافة لعمل تلفزيوني عن حياة الرئيس السوري، لم يكتب له النجاح. ولكن شخصية شكري القوتلي ظهرت في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية السورية والعربية، منها مسلسل «هجرة القلوب إلى القلوب» للمخرج هيثم حقي، ومسلسل «نزار قباني» للمخرج باسل الخطيب، وفيلم «الليل» لمحمد ملص، الذي لعب فيه الفنان رفيق سبيعي دور القوتلي، وفيلم «جمال عبد الناصر» للمخرج أنور القوادري. واحتفظت عائلة الرئيس شكري القوتلي بمذكراته التي لم تُنشر حتى اليوم.[106]
^عبد الله الخاني (2003). جهاد شكري القوتلي، ص 19 (بالعريبة). بيروت: دار النفائس.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^محمد كرد علي (1948). مذكرات، الجزء الأول، ص 69. دمشق.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^عبد الغني العظري (1998). عبقريات من بلادي، ص 30. دمشق: دار البشائر.
^عبد الله الخاني (2003). جهاد شكري القوتلي، ص 19. بيروت: دار النفائس.
^عبد اللطيف اليونس (1959). تاريخ أمة في حياة رجل، ص 25-26. القاهرة: دار المعارف.
^سامي مروان مبيّض (2005). جورج واشنطن سورية، ص 11 (باللغة الإنكليزية). بيروت: دار الذاكرة.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^عبد اللطيف اليونس (1959). شكري القوتلي: تاريخ أمة في حياة رجل، ص 25. القاهرة: دار المعارف.
^محمد حرب فرزات (1955). الحياة الحزبية في سورية، ص 42-43. دمشق: دار الرواد.
^كوليت خوري (1989–2015). أوراق فارس الخوري، الجزء الأول، ص 219.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
^احمد قدري (1956). مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى، ص 61. دمشق.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^يوسف الحكيم (1983). سورية والعهد الفيصلي، ص 36. بيروت: دار النهار.
^محمد حرب فرزات (1955). الحياة الحزبية في سورية، ص 64-65. دمشق: دار الرواد.
^عبد اللطيف اليونس (1959). شكري القوتلي: تاريخ أمة في حياة رجل، ص 30. القاهرة: دار المعارف.
^باتريك سيل (2010). الصراع على الاستقلال العربي، ص 181 (باللغة الإنكليزية). بريطانيا: جامعة كامبردج.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^فيليب خوري (1987). سورية والإنتداب الفرنسي، ص 236-237 (باللغة الإنكليزية). الولايات المتحدة: جامعة برنستون.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^فيليب خوري (1987). سورية والإنتداب الفرنسي، ص 235 (بالانكليزية). الولايات المتحدة الامريكية: جامعة برينستون.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^فيليب خوري (1987). سورية والإنتداب الفرنسي، ص 240 (باللغة الإنكليزية). الولايات المتحدة: جامعة برنستون.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^سامي مروان مبيض (2005). جورج واشنطن سورية، ص 63 (بالانكليزية). بيروت: دار الذاكرة.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^فيليب خوري (1987). سورية والإنتداب الفرنسي، ص 235 (بالنكليزية). الولايات النتحدة الامريكية: جامعة برينستون.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^جورج فارس (1957). من هم في العالم العربي، ص 7-8. دمشق.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^سوريا والانتداب الفرنسي، يوسف الحكيم، دار النهار، بيروت 1983، ص.116.
^يوسف جبران غيث (1998). فخامة الرئيس شكري القوتلي. العراق: جامعة بغداد.
^رالف كوري (1998). صناعة وطني عربي مصري، ص 289 (بالانكليزية). لندن.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^سورية والانتداب الفرنسي، يوسف الحكيم، دار النهار، بيروت 1983، ص.117
^سورية والانتداب الفرنسي، يوسف الحكيم، دار النهار، بيروت 1983، ص.207
^عبد الرحمن الكيالي (1958). المراحل في الإنتداب الفرنسي ونضالنا الوطني، الجزء الأول ص 185. حلب.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^فيليب خوري (1987). سورية والإنتداب الفرنسي، ص 247 (باللغة الإنكليزية). الولايات المتحدة: جامعة برنستون.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^فيليب خوري (1987). سورية والإنتداب الفرنسي، ص 248-249 (بالانكليزية). لندن: جامعة برينستون.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^سامي مروان مبيّض (2019). عبد الناصر والتأميم، ص 179. بيروت: دار رياض نجيب الريّس.
^سامي مروان مبيّض (2019). عبد الناصر والتأميم، ص 181. بيروت: دار رياض نجيب الريّس.
^ ابجسامي مروان مبيض (2019). عبد الناصر والتأميم، ص 179-181. بيروت: دار رياض نجيب الريس.
^بدر الدين الشلاح (1990). للتاريخ والذكرى، 68. دمشق.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^سامي مروان مبيض (2005). جورج واشنطن سورية، ص 98 (بالانكليزية). بيروت: دار الذاكرة.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^سامي مروان مبيّض (2005). جورج واشنطن سورية، ص 98 (باللغة الإنكليزية). بيروت: دار الذاكرة.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^بيتر شامبروك (1998). الإمبريالية الفرنسية في سورية، ص 204 (باللغة الإنكليزية). لندن: دار اثاكا.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^عبد الغني العطري (1998). عبقريات من بلادي، ص 32. دمشق: دار البشائر.
^فيليب خوري (1987). سورية والإنتداب الفرنسي، ص 460 (بالانكليزية). الولايات المتحدة الامريكية: جامعة برينستون.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^نجيب الأرمنازي (1953). سورية من الاحتلال حتى الجلاء، ص 99. بيروت: دار الكتاب الجديد.
^فيليب خوري (1987). سورية والإنتداب الفرنسي، ص 538 (بالانكليزية). الولايات المتحدة الامريكية: جامعة برينستون.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^فيليب خوري (1987). سورية والإنتداب الفرنسي، ص 468 (باللغة الإنكليزية). الولايات المتحدة: جامعة برنستون.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^بيتر شامبروك (1998). الإمبريالية الفرنسية في سورية، ص 227 (باللغة الإنكليزية). لندن: دار اثاكا.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^رضوان الأتاسي (2005). هاشم الأتاسي، ص 246. دمشق.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^فيليب خوري (1987). سورية والإنتداب الفرنسي، ص 571 (باللغة الإنكليزية). الولايات المتحدة: جامعة برنستون.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^باتريك سيل (2010). الصراع على الاستقلال العربي، ص 429 (باللغة الإنكليزية). بريطانيا: جامعة كامبردج.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^سورية والانتداب الفرنسي، يوسف الحكيم، دار النهار، بيروت 1983، ص.330
^أوراق من تاريخ سوريا المعاصر، غسان محمد رشاد حداد، مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية 2001، ص.11
^المسألة السورية المزدوجة، ميشيال كريستيان دافت، ترجمة جبرائيل البيطار، مطبوعات وزارة الدفاع، دمشق 1987. ص.372
^ميشيال كريستيان دافت، ترجمة جبرائيل البيطار، مطبوعات وزارة الدفاع، دمشق 1987. ص.373
^سلمى مردم بك (1994). أوراق سلمى مردم بك، ص 147. بيروت: شركة المطبوعات.
^عبد الله الخاني (2003). جهاد شكري القوتلي، ص 41. بيروت: دار النفائس.
^سلمى مردم بك (1994). أوراق جميل مردم بك، 125-135. بيروت: شركة المطبوعات.
^سلمى مردم بك (1994). أوراق جميل مردم بك، ص 127. بيروت: شركة المطبوعات.
^عبد الله الخاني (2003). جهاد شكري القوتلي، ص 51. بيروت: دار النفائس.
^سلمى مردم بك (1994). أوراق جميل مردم بك، ص 88-89. بيروت: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر.
^سلمى مردم بك (2003). أوراق جميل مردم بك، ص 88-89. بيروت: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر.
^سامي مروان مبيّض (2005). فولاذ وحرير، ص 464-466 (باللغة الإنكليزية). الولايات المتحدة.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^كوليت خوري (1996). العيد الذهبي للجلاء، ص 71-73. دمشق: دار طلاس.
^كوليت خوري (1996). العيد الذهبي للجلاء، ص 73-77. دمشق: دار طلاس.
^دعد الحكيم (1999). مذكرات فخري البارودي، الجزء الثاني، ص 295-296. دمشق: وزارة الثقافة.
^عبد الله الخاني (2004). جهاد شكري القوتلي، ص 54. بيروت: دار النفائس.
^ ابعبد الله الخاني (2003). جهاد شكري القوتلي، ص 54. بيروت: دار النفائس.
^سلمى مردم بك (1994). أوراق جميل مردم بك، ص 220. بيروت: شركة المطبوعات.
^سامي مروان مبيض (1998). سياسة دمشق والإنتداب الفرنسي، ص 212 (بالانكليزية). دمشق: دار طلاس.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^سامي مروان مبيّض (2017). غرب كنيس دمشق، ص 228-235. بيروت: دار رياض نجيب الريّس.
^بيني موريس (2009). 1948: تاريخ أول حرب عربية إسرائيلية، ص 85 (باللغة الإنكليزية). الولايات المتحدة: جامعة يال.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^الحرب الخفية في الشرق الأوسط، أندور راثميل، ترجمة عبد الكريم محفوض، دار السلمة للكتاب، سلمية 1997، ص.37
^مايلز كوبلاند (1970). لعبة الأمم، ص 46-60 (بالانكليزية). الولايات المتحدة الامريكية.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^سعيد تلاوي (1950). كيف استقلت سورية، ص 1-3. دمشق.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^باتريك سيل (1966). الصراع على سورية، ص 288 (باللغة الإنكليزية). لندن.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^محمد حسنين هيكل (1987). قطع ذيل الأسد، ص 192 (بالانكليزية). الولايات المتحدة الامريكية.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^خالد العظم (1972). مذكرات، الجزء الثالث، ص 5. بيروت: دار المتحة.
Battlezone Publikasi1980GenreSimulasi perangKarakteristik teknisPlatformAtari 2600, Commodore VIC-20, ZX Spectrum, DOS, Commodore 64, PlayStation Portable dan Atari ST ModePermainan video pemain tunggal Metode inputtuas kendali Format kode Daftar 30 Informasi pengembangPengembangAtari Inc.PenyuntingAtari, Inc. DesainerEd Rotberg, Owen Rubin, Roger HectorPenerbitAtari Inc.Informasi tambahanMobyGamesbattlezone_ Portal permainan videoSunting di Wikidata • L • B • PWBantuan p...
Bagian dari seri Dua Belas Imam Imam Hasan al-Asykari penggambaran fiksiHasan bin Ali bin MuhammadImam kesebelasKunyahAbu MuhammadLahir8 Rabiul akhir 232 AH≈ 6 Desember 846 MasehiMeninggal8 Rabiul awal 260 AH≈ 1 Januari 874 MasehiTempat lahirMadinahDikuburkanSamarrahMasa hidupSebelum Imamah: 22 tahun(232 - 245 AH)Imamah: 6 tahun(232 - 245 AH)Gelaral-Asykari (Arab: warga kota perbatasan)Onbirinci Ali (Turki: Ali Kesebelas)AyahAli al-HadiIbuSaleelKeturunanMuhammad al-Mahdi (penerus)Ali · H...
Magic HourSutradaraAsep KusdinarProduser Sukhdev Singh Wicky V. Olindo Ditulis olehTisa T. S.Cerita Sukhdev Singh Tisa T. S. Pemeran Dimas Anggara Michelle Ziudith Rizky Nazar Penata musikJoseph S. DjafarSinematograferGompal H. D. R.PenyuntingWawan I. WibowoPerusahaanproduksiScreenplay FilmsTanggal rilis 13 Agustus 2015 (2015-08-13) (Indonesia) Durasi96 menitNegaraIndonesiaBahasaBahasa Indonesia Magic Hour adalah film drama romantis Indonesia tahun 2015 yang disutradarai oleh A...
This article does not cite any sources. Please help improve this article by adding citations to reliable sources. Unsourced material may be challenged and removed.Find sources: Nonpossessory interest in land – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (December 2009) (Learn how and when to remove this template message) Property law Part of the common law series Types Personal property Community property Real property Unowned property Acquisition Gift...
الانتخابات التشريعية المصرية 2015 →2011/2012 17 أكتوبر – 2 ديسمبر 2015 2020← 568 مقعد من أصل 596 لمجلس النواب (28 مقعد يعينهم الرئيس).المقاعد اللازمة للأغلبية 299 عدد الناخبين 53848890 حزب الأغلبية حزب الأقلية الحزب الثالث القائد عصام خليل محمد بدران السيد البدوي شحاتة الحز�...
Minesweeper of the United States Navy For other ships with the same name, see USS Grouse. Minesweeper USS Grouse underway History United States NameUSS YMS-321 BuilderAl Larson Boat Building Laid down29 August 1942[1] Launched20 February 1943 Sponsored byMrs. H. Doty Completed25 October 1943[1] Commissioned25 October 1943 RenamedUSS Grouse (AMS-15), 18 February 1947 Namesakethe grouse bird Decommissioned12 September 1957 In service13 November 1958, Naval Reserve training ship ...
1943 American film directed by Tay Garnett BataanTheatrical release posterDirected byTay GarnettWritten byRobert Hardy AndrewsGarrett Fort(uncredited)Dudley Nichols(uncredited)Produced byIrving StarrStarringRobert TaylorGeorge MurphyThomas MitchellLloyd NolanRobert WalkerDesi ArnazCinematographySidney WagnerEdited byGeorge WhiteMusic byBronislau KaperEric ZeislDistributed byMetro-Goldwyn-Mayer; United States Office of War InformationRelease date June 3, 1943 (1943-06-03) Runnin...
Vincenzo Montella Informasi pribadiTanggal lahir 18 Juni 1974 (umur 49)Tempat lahir Pomigliano D'Arco, ItaliaTinggi 172 cm (5 ft 7+1⁄2 in)Posisi bermain Penyerang (pensiun)Karier senior*Tahun Tim Tampil (Gol)1990–1995 Empoli 51 (27)1995–1996 Genoa 34 (21)1996–1999 Sampdoria 83 (54)1999–2009 AS Roma 194 (83)2007 → Fulham (pinjaman) 10 (3)2007–2008 → Sampdoria (pinjaman) 13 (4)Tim nasional‡1999–2005 Italia 20 (3)Kepelatihan2009–2011 AS Roma (U-15)2...
Android-x86Tampilan Android-x86Perusahaan / pengembangChih-Wei Huang dan Yi-Sun, Komunitas Android-x86KeluargaAndroidStatus terkiniAktifModel sumbersumber terbukaRilis stabil terkini9.0-r2 released[1] / 25 Maret 2020; 4 tahun lalu (2020-03-25)[1]Rilis tak-stabil terkini4.2[1] / 15 Juli 2012; 11 tahun lalu (2012-07-15)[1]Kernel typeAndroidLisensiLisensi Apache 2.0Situs web resmiwww.android-x86.org Android-x86 adalah inisiatif tidak resmi untuk mem...
German layer cake with cranberry filling Buckwheat gateauAlternative namesBuckwheat torteCourseDessertPlace of originGermanyRegion or stateLüneburg HeathMain ingredientsBuckwheat flour, heather honey, yoghurt, cranberries, whipped cream, chocolate Buckwheat gateau or Buckwheat torte (German: Buchweizentorte, pronounced [ˈbuːxvaɪ̯t͜sn̩ˌtɔʁtə]) is a dessert that is a speciality of the Lüneburg Heath region of Lower Saxony in northern Germany.[1][2] The gateau...
American comic book series This article is about the comic book series. For the TV series, see The Umbrella Academy (TV series). The Umbrella AcademyPromotional artworkPublication informationPublisherDark Horse ComicsScheduleEvery third Wednesday (series 1–2)FormatLimited seriesGenre Superhero Publication date2007–20092018–2019No. of issues32 (25 plus 6 short stories and a one-shot issue)Main character(s)Luther HargreevesDiego HargreevesAllison HargreevesKlaus HargreevesNumber FiveBen H...
Pantestudines Periode Trias Tengah - Holosen, 240–0 jtyl PreЄ Є O S D C P T J K Pg N Kemungkinan jejak Permian Tengah[1] Pantestudines dan Pan-Testudines Odontochelys semitestacea TaksonomiKerajaanAnimaliaFilumChordataKelasReptiliaTanpa nilaiPantestudines dan Pan-Testudines Klein, 1760 Subkelompok †Sauropterygia? †Saurosphargidae? †Eunotosaurus? †Acerosodontosaurus? †Claudiosaurus? †Eorhynchochelys †Pappochelys †Odontochelys Testudinata lbs Pantestudines adala...
Philippine Korfball FederationSportKorfballAbbreviationPKFFounded2007AffiliationInternational Korfball FederationAffiliation date13 September 2014HeadquartersUniversity of Santo Tomas, Manila[1] The Philippine Korfball Federation is the governing body of korfball in the Philippines. History The Philippine Korfball Federation was established in 2007 after a delegation from the Institute of Physical Education and Athletics of the University of Santo Tomas attended a korfball seminar wo...
For other uses, see Essen (disambiguation). City in North Rhine-Westphalia, GermanyEssen CityClockwise from top: Skyline of the city, Essen Business District, Essen Minster, Villa Hügel, Essen Saalbau, UNESCO world heritage site Zollverein Coal Mine Industrial Complex, Borbeck Castle, ThyssenKrupp headquarters FlagCoat of armsLocation of Essen Essen Show map of GermanyEssen Show map of North Rhine-WestphaliaCoordinates: 51°27′3″N 7°0′47″E / 51.45083°N 7.01306°E...
Silver Jubilee BridgeLocalizzazioneStato Regno Unito Inghilterra CittàRuncornWidnes AttraversaMerseyCanale marittimo di Manchester Coordinate53°20′47.76″N 2°44′15.72″W53°20′47.76″N, 2°44′15.72″W Dati tecniciTipoponte ad arco Materialeacciaiocalcestruzzo Campate1 Lunghezza482 m Luce max.330 m Larghezza16 m Altezza87 m RealizzazioneCostruzione1956-1961 Inaugurazione1961 Intitolato aGiubileo d'argento di Elisabetta II del Regno Unito Mappa di loca...
Ahmadou Ahidjo BiografiKelahiran24 Agustus 1924 Garoua Kematian30 November 1989 (65 tahun)Dakar Penyebab kematianSerangan jantung Tempat pemakamanYoff (en) Galat: Kedua parameter tahun harus terisi! Chairperson of the Organisation of African Unity (en) 6 September 1969 – 1r September 1970 ← Houari Boumédienne – Kenneth Kaunda → 1 President of Cameroon (en) 5 Mei 1960 – 6 November 1982 ← tanpa nilai – Paul Biya → Prime Minister of ...
Politics of Mozambique Constitution Human rights Executive President Filipe Nyusi Prime Minister Carlos Agostinho do Rosário Legislature Assembly of the Republic Judiciary Constitutional Council Elections Recent elections General: 201420192024 Political parties Administrative divisions Provinces Districts Postos Foreign relations Ministry of Foreign Affairs Minister: Verónica Macamo Diplomatic missions of / in Mozambique Passport Visa requirements Visa policy Africa portal Other countr...
Lisa Mona Lisa Chanson de Wilfried au Concours Eurovision de la chanson 1988 Sortie 1988 Durée 2:58 Langue Allemand Genre Pop Auteur Klaus Kofler, Ronnie Herboltzheimer, Wilfried Scheutz Compositeur Klaus Kofler, Ronnie Herboltzheimer, Wilfried Scheutz Label Bellaphon Records Chansons représentant l'Autriche au Concours Eurovision de la chanson Nur noch Gefühl(1987) Nur ein Lied(1989)modifier Lisa Mona Lisa est la chanson représentant l'Autriche au Concours Eurovision de la chanson ...
American politician John S. LearyLeary in 1887[1]Born(1845-08-17)August 17, 1845Fayetteville, North Carolina, U.S.DiedDecember 9, 1904(1904-12-09) (aged 59)Charlotte, North CarolinaAlma materHoward UniversityOccupation(s)Lawyer, politician, professorPolitical partyRepublican John Sinclair Leary (August 17, 1845 – December 9, 1904) was an American lawyer, politician, federal official, and law school dean. He was of mixed ethnicity. He is described as one of the first black ...