في سنة 1885 اكتُشِفَ معدنٌ جديدٌ في منجمٍ في مدينة فرايبرغ[ط 3] الألمانية، وأُطلِقَ عليه اسم «أرجيروديت» [ط 4].[5] وُكّل حينها الكيميائي كليمنس فنكلر[ط 5] العامل في جامعة فرايبيرغ التكنولوجية[ط 6] بتحليل هذا المعدن، والذي تبيّن أنّه مُكوَّنٌ من الفضّةوالكبريت، بالإضافة إلى وجود عنصر جديد. لم يتمكّن فنكلر في البداية من عزله، وبعد محاولات كثيفة استمرّت لعدّة شهور، استطاع فنكلر في سنة 1886 من عزل كبريتيد[ط 7] أبيض، والذي أدّى اختزاله إلى الحصول على العنصر الجديد. نظراً لشبهه بالإثمد (الأنتيموان) [ط 8]، ظنّ فنكلر بشكلٍ أوّليٍّ أنّ العنصر الجديد قد يكون إيكاأنتيموان[ط 9]، ولكن بعد التحقّق، تبيّن له أنّه عنصر إيكاسيليكون بالفعل.[6][7][8] قرّر فنكلر، قبل أن يقوم بنشر نتائج أبحاثه عن العنصر الجديد، بأن يطلق عليه اسم «»نبتونيوم[ط 10]، وذلك نسبةً إلى كوكب نبتون المكتشف حديثاً حينها في سنة 1846، خاصّةً أن تخمينات رياضية أيضاً قد تنبّأت بوجود الكوكب قبل اكتشافه، بشكلٍ مشابهٍ لهذا العنصر. إلّا أنّ اسم نبتونيوم كان محجوزاً من أجل تسمية عنصرٍ آخر حديثِ الاكتشاف في ذلك الوقت.[ملاحظة 1] عِوضاً عن ذلك، أطلق فنكلر على العنصر الجديد اسم «جرمانيوم»، نسبةً إلى الاسم اللاتيني لوطنه الأمّ ألمانيا.[7] بعد استخراج كمّيّاتٍ كافيةٍ من معدن الأرجيروديت، قام فنكلر بدراسة الخواص الكيميائية لهذا العنصر مؤكّداً الكثير من توقّعات مندلييف المُسبقَة؛[6][7][13] كما تمكّن أيضًاً من تحضير العديد من المركّبات الكيميائية لهذا العنصر.[6]
حتى أواخر ثلاثينيّات القرن العشرين، كان يُعتقَد أنّ الجرمانيوم فلزّ سيِّئً الموصلية؛[14] إلّا أنّ استخداماته المهمّة بدأت بالتزايد بشكلٍ تدريجيّ، إذ في الحرب العالمية الثانية استُخدم الجرمانيوم على نطاقٍ صغيرٍ في الأجهزة الإلكترونية، وخاصّةً ثنائيّات المساري[ط 11].[15][16] وكان أوّل تطبيقٍ رئيسيٍّ له دخولُهُ في تركيب ثنائي مساري شوتكي[ط 12] المستخدَم في أجهزة الرادار أثناء الحرب.[14] إلّا أنّ أهميّته الاقتصادية ازدادت كثيراً بعد الحرب، عندما اكتشفت خواصّه شبه الموصلة، إذ قبل سنة 1945 كانت الكمّيّات المنتَجة من الجرمانيوم لا تتجاوز بضعة مئات من الكيلوغرامات سنوياً، والتي كانت تُنتَج في مصاهر الفلزّات[ط 13]؛ ولكن بالمقابل، بلغ الإنتاج السنويّ من الجرمانيوم نهاية خمسينيّات القرن العشرين قرابة 40 مليون طن.[17]
كانت الأشكال الأولى من الترانزستور معتمدةً بشكلٍ كاملٍ على الجرمانيوم؛[18] وأدّى ذلك التطوير إلى فتح الباب على مصراعيه لتطبيقات غير منتهية لإلكترونيّات الجوامد[ط 14].[19][20] استُحصِلت الأشكال الأولى من سبائك السيليكون والجرمانيوم[ط 15] في أواسط الخمسينيّات؛[21] وحتى أوائل سبعينيّات القرن العشرين كان هناك طلبٌ متزايدٌ على الجرمانيوم في صناعة أشباه الموصلات، إلى أن حلّ السيليكون مرتفع النقاوة محلّ الجرمانيوم في المكوّنات الإلكترونية مثل الترانزستورات وثنائيات المساري والمقوّمات[ط 16].[22]
من النادر العثور على كمّيّات كبيرة مجدية للاستخراج من معادن الجرمانيوم.[28][29][30] بالمقابل؛ يمكن العثور على كمّيّات كافية من الجرمانيوم في بعض توضّعات خامات الزنك أو النحاس أو الرصاص، بحيث تكون عملية الاستخراج مجديةً اقتصادياً.[26] في حالاتٍ خاصّة، قد تحدث عمليّات تخصيب طبيعية تؤدّي إلى إثراء الخامات بالجرمانيوم في مناجم الفحم، وتلك ظاهرة اكتشفها فكتور غولدشميت[ط 26] أثناء قيامه بعمليات مسح عن توضّعات الجرمانيوم الجيولوجية.[31][32] وردت تقارير عن العثور على كمّيّات معتبرة من الجرمانيوم في مناجم في مقاطعة نورثمبرلاند[ط 27] الإنجليزية؛[31][32] وكذلك بالقرب من مدينة شيلينهوت[ط 28] في منطقة منغوليا الداخلية في الصين.[26]
الإنتاج
أُنتِجَ في سنة 2011 حوالي 118 طن من الجرمانيوم عالمياً، وكانت للصين الحصّة الأكبر منه (80 طن)، ثمّ روسيا (5 طن)، ثمّ الولايات المتحدة (3 طن).[22] بيّنت دراسة أن كمّية تقارب 10 آلاف طن على الأقلّ من الجرمانيوم قابلة للاستخراج من احتياطات الزنك، خاصّةً من توضّعات الكربونات المستضيفة لخامات الزنك والرصاص.[ط 29]، في حين أنّ حوالي 112 ألف طن موجود في احتياطات الفحم في العالم.[33][34] من جهةٍ أخرى، بلغت كمّيّة الجرمانيوم المستحصلة من إعادة التدوير نسبة 35%.[26]
يُستحصَل على الجرمانيوم على هيئة ناتجٍ ثانويٍّ أثناء معالجة السفاليريت خام الزنك، حيث يُرَكّز بنسبةٍ تصل إلى 0.3%؛[35] وخاصّةً من التوضّعات الجيولوجية الغنيّة بفلزات الزنك والرصاص والنحاس والباريوم.[36] هناك مصدرٌ آخرٌ للجرمانيوم، وهو من الرماد المتطاير[ط 30] من مداخن محطّات الطاقة العاملة على الفحم الحاوي على الجرمانيوم؛ وهذا الأسلوب من استحصال الجرمانيوم مستخدمٌ بشكلٍ واسعٍ في روسيا والصين.[37] تقع توضّعات الجرمانيوم الجيولوجية من الفحم الحاوي على الجرمانيوم في روسيا في جزيرة سخالين[ط 31] في أقصى الشرق؛ في حين أنّ توضّعات الصين المناظرة توجد في مناجم الفحم البني (الليغنيت) [ط 32] في مقاطعة يونان[ط 33]، وكذلك في منطقة منغوليا الداخلية.[26]
يوجد الجرمانيوم المستخرّج من الخامات على هيئة كبريتيد، والذي يؤكسّد بأكسجين الهواء إلى الأكسيد الموافق بعملية تحميص[ط 34]:
يخضع رباعي كلوريد الجرمانيوم بعد ذلك إمّا لعمليّة حلمهة[ط 39] إلى الأكسيد (GeO2)، أو ينقّى بعملية تقطير بالتجزئة[ط 40] ثم يُحلمَه لاحقاً.[37] بذلك يُستحصَل على ثنائي أكسيد الجرمانيوم، وتعتمد الخطوة اللاحقة على درجة نقاوة الأكسيد، فمن أجل صناعة أشباه الموصلات، يجب أن يكون الجرمانيوم مرتفع النقاوة، لذلك تُجرى عملية الاختزال للمادَة الأوَليَة النقيَة بالهيدروجين:
أمَا الجرمانيوم المستخدَم في صناعة السبائك والعمليّات الصناعية الأخرى، فغالباً ما تجرى عملية الاختزال باستخدام الكربون:[38]
النظائر
لعنصرِ الجرمانيوم خمسة نظائر طبيعية، وهي: جرمانيوم-70 70Ge، وجرمانيوم-72 72Ge، وجرمانيوم-73 73Ge، وجرمانيوم-74 74Ge، وجرمانيوم-76 76Ge. يعدّ النظير 74Ge أكثر نظائر الجرمانيوم انتشاراً، فالوفرة الطبيعية له مقدارها حوالي 36%؛ بالمقابل، فإنّ النظير 76Ge أقلّها وفرةً بنسبة 7%.[39]للنظير الأخير المذكور جرمانيوم-76 76Ge نشاط إشعاعي طفيف، إذ يضمحلّ وفق اضمحلال بيتا المضاعف[ط 41]بعمر نصف مقداره 1.78×1021 سنة. يؤدّي قذف النظير 72Ge بجسيمات ألفا إلى الحصول على نظير السيلينيوم77Se، وتحرّر هذه العملية إلكترونات مرتفعة الطاقة؛[40] ولهذا السبب فإنّه يستخدَم إلى جانب الرادون من أجل البطّاريات الذرية[ط 42].[40]
يخضع الجرمانيوم النقيّ عند تطبيق جهدٍ ميكانيكيٍّ إلى عملية تغيّر في المواقع في البنية البلّورية، ممّا يؤدّي إلى انبثاق زوائد طويلة على هيئة براغي [ط 53]، والتي يشار إليها أيضاً باسم شُعَيرات الجرمانيوم[ط 54]. كانت هذه الظاهرة أحد الأسباب الرئيسية لفشل ثنائيات المساري والترانزستورات القديمة المصنوعة من الجرمانيوم، لأنّ تلك الشُعَيرات كانت تؤدّي إلى حدوث دائرة قصر[ط 55].[46]
الخواص الكيميائية
ينتمي الجرمانيوم كيميائياً إلى مجموعة عناصر أشباه الفلزات؛ وهو لا يتأكسد بأكسجين الهواء عند درجة حرارة الغرفة. إنّما يتأكسد عنصر الجرمانيوم ببطءٍ في الهواء عند التسخين إلى درجات حرارة تتجاوز 250 °س، مشكّلاً بذلك ثنائي أكسيد الجرمانيوم GeO2.[47] لا ينحلّ الجرمانيوم عند إلقائه في الأحماض الممدّدة وكذلك في المحاليل القلويّة الممدّدة، لكنّه يذوب ببطء في الأحماض المركّزة الساخنة، مثل حمض الكبريتيك أو حمض النتريك؛ كما يتفاعل بعنفٍ مع مصهور هيدروكسيدات الفلزّات القلويّة ليعطي مركّبات الجرمانات الموافقة.
غالباً ما يوجد الجرمانيوم في حالة الأكسدة الرباعية +4 في مركّباته الكيميائية، بالرغم من ذلك، فإنّه توجد بعض المركّبات الكيميائيّة في حالة الأكسدة الثنائية +2.[48] أمّا حالات الأكسدة المتبقّية (مثل +3 أو+1)، فهي نادرة جدّاً.[49] يمكن العثور على أنيونات الجرمانيوم متعدّدة الذرّات [ط 56] من نمط زنتل[ط 57] في الأنواع الكيميائية 42−Ge أو 94−Ge أو 92−Ge أو 6−[2(Ge9)]؛ والتي يمكن استحصالها من السبائك الحاوية على الفلزّات القلوية والجرمانيوم في الأمونيا السائلة بوجود ثنائي أمين الإيثيلين[ط 58] أو كريبتاند[ط 59].[48][50]
المركبات الكيميائية
هناك أكسيدان معروفان للجرمانيوم؛ الأوّل هو أكسيد الجرمانيوم الرباعي GeO2 (المعروف أيضًاً باسم ثنائي أكسيد الجرمانيوم)؛ أمّا الآخر فهو أكسيد الجرمانيوم الثنائي GeO (المعروف أيضًاً باسم أحادي أكسيد الجرمانيوم).[42] يوجد ثنائي أكسيد الجرمانيوم GeO2 على هيئة مسحوق بلّوري أبيض، وهو ضعيف الانحلال بالماء، ويُستحصَل من تحميص كبريتيد الجرمانيوم الرباعي (ثنائي كبريتيد الجرمانيوم) GeS2. يؤدّي تفاعل ثنائي الأكسيد مع القلويّات إلى الحصول على مركّبات الجرمانات.[42] من ناحيةٍ أخرى، يُستحصَل على أحادي أكسيد الجرمانيوم من تسخين ثنائي أكسيد الجرمانيوم مع عنصر الجرمانيوم عند درجات حرارة مرتفعة.[42] تتميّز أواني الزجاج المصنوعة من أكسيد الجرمانيوم والجرمانات بأنها تمتلك قيمة قرينة انكسار (معامل انكسار [ط 60]) مرتفعة في الضوء المرئي، لكنّها شفافة بالنسبة للأشعة تحت الحمراء[ط 61].[51][52]
يُسمَى مركّب هيدريد الجرمانيوم الرباعي باسم جرمان[ط 67]، وبنيته تشبه بنية غاز الميثان. ينتمي الجرمان إلى سلسلة من مركّبات الجرمان المتعدّدة [ط 68] ذات الصيغة العامة GenH2n+2 والشبيهة بالألكانات، ويُعرَف منها المركّبات إلى حدّ خمس ذرات من الجرمانيوم.[48] إنّ مركّبات الجرمان المتعدّدة هذه أقلّ تطايرية وتفاعلية من نظيراتها السيليكونية.[48] يتفاعل الجرمان مع الفلزّات القلويّة M في الامونيا السائلة ليشكّل صلب بلوري أبيض من MGeH3، والحاوي على أنيون −GeH3.[48]
تعدّ هاليدات الجرمانيوم الرباعي من المركّبات المعروفة، وفي الشروط القياسية يوجد يوديد الجرمانيوم الرباعي (أو رباعي يوديد الجرمانيوم) GeI4 على هيئة مركّب صلب، أمّا فلوريد الجرمانيوم الرباعي (أو رباعي فلوريد الجرمانيوم) GeF4، فهو غاز، أمّا مركّبا كلوريد الجرمانيوم الرباعي (أو رباعي كلوريد الجرمانيوم) GeCl4 وبروميد الجرمانيوم الرباعي (أو رباعي بروميد الجرمانيوم) GeBr4 فيوجدان بالحالة السائلة. فعلى سبيل المثال، يُستحصَل على كلوريد الجرمانيوم الرباعي GeCl4 على هيئة سائل مدخّن عديم اللون من تسخين عنصر الجرمانيوم مع غاز الكلور.[42] من السهل على جميع رباعيات هاليد الجرمانيوم أن تتحلمه (تتحلل مائياً) إلى ثنائي أكسيد الجرمانيوم المُمَيَّه.[42] يُستخدَم GeCl4 في تحضير مركّبات الجرمانيوم العضوية[ط 69].[48] من جهةٍ أخرى، فإنّ هاليدات الجرمانيوم الثنائي جميعها معروفة أيضًاً، وهي ذات بنية صلبة متبلمرة، وذلك على العكس من هاليدات الجرمانيوم الرباعي.[48] يمكن الحصول على المركّب اللانمطي Ge6Cl16، والذي وجد أنه بنيته تحوي على وحدات من Ge5Cl12 ذات بنية مماثلة لبنية نيوبنتان.[55]
لا يعدّ الجرمانيوم أساسياً بالنسبة لصحّة النباتات أو الحيوانات؛[58] وكذلك الأمر بالنسبة للإنسان، إذ لا تُعرَف وظائف حيوية للجرمانيوم.[59] من جهةٍ أخرى، فإنّ لبعض مركّبات الجرمانيوم تأثير سمّي على الثديّيات،[60] كما يبدي سمّيّةً لأنواعِ محدّدة من البكتيريا.[41] ولكن، ووفقاً للتجارب على الحيوانات، فإنّه لا يعدّ ماسخاً[ط 75] أو مسرطناً[ط 76].[61] بالمقابل؛ لا يوجد تأثير كبير له على البيئة، ويعود سبب ذلك إلى وجوده في القشرة الأرضية بتراكيز ضئيلة في الخامات وفي المواد العضوية؛ إضافة إلى استخدامه بكمّيّات صغيرة جدّاً في التطبيقات الصناعية والإلكترونية المتعدّدة.[22]
يُصنّف الجرمانيوم ضمن الفلزّات الحرجة بالنسبة للتقانة[ط 82]؛[70] وذلك لدخوله في عدد التطبيقات المهمّة في مجالات الإلكترونيات المتقدّمة والبصريات، خاصّةً في عصر التحوّل إلى الطاقة البديلة. فلهذا العنصر أهمّيّة كبيرة، خاصّةً بالنسبة للدول الغربية، إذ تسيطر الصين على الحصّة الأكبر (حوالي 60%) من الإنتاج العالمي من الجرمانيوم وعلى سلسلة التوريد[ط 83] المتعلّقة. لذلك فإنّ سوقَ هذا الفلز عرضةٌ للتجاذبات الجيوسياسية بين الصين والدول الغربية، وهذا ما حدث في منتصف سنة 2023، عندما وضعت الصين قيوداً على صادراتها من عنصرَي الجرمانيوم والغاليوم، ممَا أدَى إلى حدوث توتَرات سياسية مع الغرب.[71][72][73] بعد إصدار الصبن لهذا القرار، أعلنت شركة روستيخ[ط 84] المملوكة للدولة الروسية، أنها ستزيد إنتاجها من الجرمانيوم كي تلبّي حاجة الطلب المحلّي من هذا الفلزّ.[74]
الاستخدامات
تنوّعت استخدامات الجرمانيوم عالمياً في سنة 2007 بين عدّة مجالات: 35% في مجال الألياف البصرية، و30% في مجال تطبيقات الأشعة تحت الحمراء، و15% في مجال تحفيز تفاعلات البلمرة، و15% في مجال التطبيقات الإلكترونية والخلايا الشمسية، و5% في تطبيقات متفرّقة.[22]
لكون الجرمانيوم شفافاً في مجال الأطوال الموجية في طيف الأشعّة تحت الحمراء، فإنّه يعدّ من المواد البصرية المهمّة، والتي يمكن تشكيلها على هيئة عدسة للكاميرات الحرارية[ط 92]والرؤية الليلية[ط 93].[38] يُستخدَم الجرمانيوم أيضاً في أجهزة المطيافية البصرية[ط 94] والأجهزة البصرية الأخرى التي تتطلّب حساسية مرتفعة.[76] يتميّز الجرمانيوم بارتفاع قيمة معامل الانكسار (4.0)، ويجب تغطيته بمواد مضادّة للانعكاس، وخاصّةً بالمواد الكربونية الشبيهة بالألماس[ط 95]، والتي تساهم بتحسين صلادة هذه السطوح أيضاً ومقاومتها للعوامل المناخية.[79][80]
الإلكترونيات
يمكن أن يُسبَك الجرمانيوم مع السيليكون ليشكّل سبيكة السيليكون والجرمانيوم (SiGe)، والمستخدَمة بشكلٍ كبيرٍ في مجال صناعة أشباه الموصلات من أجل الدارات المتكاملة[ط 96]. تُستغَل هذه الدارات خواص الوصلات غير المتجانسة (الوصلات المتغايرة [ط 97]) الأسرع من الوصلات المتجانسة المعتمدة على السيليكون فقط.[81] يمكن أن تُصطَنع رقائق SiGe عالية السرعة بتكاليف منخفضة وبنفس التقنيات التي تُصطَنع بها الدارات السيليكونية.[22]
يزداد استخدام الجرمانيوم مؤخّراً في السنوات الأخيرة في سبائك الفلزّات الثمينة، مثل الفضّة الإسترلينية[ط 114]، ممّا يحسّن من الخواصّ المقاومة لفقدان اللمعانوالتآكل؛ كما يحسّن من الخواص الميكانيكية.[22]
لا يعدّ الجرمانيوم من المواد الخطرة، إلّا أنّ لبعض مركّبات الجرمانيوم المُصطَنعة فعّالية كيميائية كبيرة، وتمثّل خطراً على الصحّة إبّان التعرّض لها. على سبيل المثال، فإنّ لمركّبي كلوريد الجرمانيوم الرباعي (رباعي كلوريد الجرمانيوم) والجرمان (رباعي هيدريد الجرمانيوم)، واللّذَان يوجدان في الشروط العادية في الحالة السائلة والغازية، على الترتيب، خواصّاً مهيّجة للعينين والجلد والرئتين عند التعرّض المباشر لهذه الكيماويات.[95]
^في بحث نشر سنة 1877 أعلن أحد الكيميائيين اكتشافه لعنصرٍ جديدٍ تحت التانتالوم في الجدول الدوري، وأطلق عليه اسم نبتونيوم نسبةً إلى إلهِ البحار والمحيطات الإغريقي.[9][10] ولكن تبيّن لاحقاً أنّه ليس بعنصرٍ جديدٍ، إنّما هو سبيكة من عنصرّي النيوبيوم والتانتالوم.[11] على أيّ حال، فقد استخدمت التسمية لاحقاً لعنصرٍ اصطناعي اكتشف في سنة 1940، وهو عنصر النبتونيوم الحالي.[12]
^"Editor's Scientific Record". Harper's New Monthly Magazine. ج. 55 ع. 325: 152–153. يونيو 1877. مؤرشف من الأصل في 2012-05-26. اطلع عليه بتاريخ 2008-09-22.
^ ابHaller, E. E. (14 يونيو 2006). "Germanium: From Its Discovery to SiGe Devices"(PDF). Department of Materials Science and Engineering, University of California, Berkeley, and Materials Sciences Division, Lawrence Berkeley National Laboratory, Berkeley. مؤرشف(PDF) من الأصل في 2019-07-10. اطلع عليه بتاريخ 2008-08-22.
^ ابHalford، Bethany (2003). "Germanium". Chemical & Engineering News. American Chemical Society. مؤرشف من الأصل في 2008-05-13. اطلع عليه بتاريخ 2008-08-22.
^Sterling، N. C.؛ Dinerstein, Harriet L.؛ Bowers, Charles W. (2002). "Discovery of Enhanced Germanium Abundances in Planetary Nebulae with the Far Ultraviolet Spectroscopic Explorer". The Astrophysical Journal Letters. ج. 578 ع. 1: L55–L58. arXiv:astro-ph/0208516. Bibcode:2002ApJ...578L..55S. DOI:10.1086/344473. S2CID:119395123.
^Kunde، V.؛ Hanel, R.؛ Maguire, W.؛ Gautier, D.؛ Baluteau, J. P.؛ Marten, A.؛ Chedin, A.؛ Husson, N.؛ Scott, N. (1982). "The tropospheric gas composition of Jupiter's north equatorial belt /NH3, PH3, CH3D, GeH4, H2O/ and the Jovian D/H isotopic ratio". Astrophysical Journal. ج. 263: 443–467. Bibcode:1982ApJ...263..443K. DOI:10.1086/160516.
^ ابGoldschmidt، V. M.؛ Peters, Cl. (1933). "Zur Geochemie des Germaniums". Nachrichten von der Gesellschaft der Wissenschaften zu Göttingen, Mathematisch-Physikalische Klasse: 141–167. مؤرشف من الأصل في 2008-12-01. اطلع عليه بتاريخ 2008-08-25.
^Frenzel، Max؛ Hirsch، Tamino؛ Gutzmer، Jens (يوليو 2016). "Gallium, germanium, indium and other minor and trace elements in sphalerite as a function of deposit type – A meta-analysis". Ore Geology Reviews. ج. 76: 52–78. Bibcode:2016OGRv...76...52F. DOI:10.1016/j.oregeorev.2015.12.017.
^ ابNaumov، A. V. (2007). "World market of germanium and its prospects". Russian Journal of Non-Ferrous Metals. ج. 48 ع. 4: 265–272. DOI:10.3103/S1067821207040049. S2CID:137187498.
^ اب"Germanium". Los Alamos National Laboratory. مؤرشف من الأصل في 2011-06-22. اطلع عليه بتاريخ 2008-08-28.
^Chardin, B. (2001). "Dark Matter: Direct Detection". في Binetruy, B (المحرر). The Primordial Universe: 28 June – 23 July 1999. Springer. ص. 308. ISBN:978-3-540-41046-1.
^ ابجدهوزحGreenwood, Norman N.; Earnshaw, Alan (1997). Chemistry of the Elements (بالإنجليزية) (2 ed.). Butterworth-Heinemann. ISBN:0-08-037941-9.
^Tabet, N؛ Salim، M. A.؛ Al-Oteibi، A. L. (1999). "XPS study of the growth kinetics of thin films obtained by thermal oxidation of germanium substrates". Journal of Electron Spectroscopy and Related Phenomena. 101–103: 233–238. DOI:10.1016/S0368-2048(98)00451-4.
^Xu، Li؛ Sevov، Slavi C. (1999). "Oxidative Coupling of Deltahedral [Ge9]4− Zintl Ions". J. Am. Chem. Soc. ج. 121 ع. 39: 9245–9246. DOI:10.1021/ja992269s.
^Bayya، Shyam S.؛ Sanghera, Jasbinder S.؛ Aggarwal, Ishwar D.؛ Wojcik, Joshua A. (2002). "Infrared Transparent Germanate Glass-Ceramics". Journal of the American Ceramic Society. ج. 85 ع. 12: 3114–3116. DOI:10.1111/j.1151-2916.2002.tb00594.x.
^Johnson، Otto H. (1952). "Germanium and its Inorganic Compounds". Chem. Rev. ج. 51 ع. 3: 431–469. DOI:10.1021/cr60160a002.
^Fröba، Michael؛ Oberender، Nadine (1997). "First synthesis of mesostructured thiogermanates". Chemical Communications ع. 18: 1729–1730. DOI:10.1039/a703634e.
^Beattie، I.R.؛ Jones, P.J.؛ Reid, G.؛ Webster, M. (1998). "The Crystal Structure and Raman Spectrum of Ge5Cl12·GeCl4 and the Vibrational Spectrum of Ge2Cl6". Inorg. Chem. ج. 37 ع. 23: 6032–6034. DOI:10.1021/ic9807341. PMID:11670739.
^Satge، Jacques (1984). "Reactive intermediates in organogermanium chemistry". Pure Appl. Chem. ج. 56 ع. 1: 137–150. DOI:10.1351/pac198456010137. S2CID:96576323.
^Quane، Denis؛ Bottei, Rudolph S. (1963). "Organogermanium Chemistry". Chemical Reviews. ج. 63 ع. 4: 403–442. DOI:10.1021/cr60224a004.
^ ابAdes TB، المحرر (2009). "Germanium". American Cancer Society Complete Guide to Complementary and Alternative Cancer Therapies (ط. 2nd). American Cancer Society. ص. 360–363. ISBN:978-0944235713.
^ ابج (in German) Nephrotoxicity and neurotoxicity in humans from organogermanium compounds and germanium dioxide
^Brown، Robert D. Jr. Commodity Survey:Germanium(PDF) (Report). US Geological Surveys. مؤرشف(PDF) من الأصل في 2018-03-04. اطلع عليه بتاريخ 2008-09-09.
^ (in German) The pathogenesis of experimental model of mitochondrial myopathy induced by germanium dioxide
^Roy A. Henry, Keith H. Byington, "Inhibition of glutathione-S- aryltransferase from rat liver by organogermanium, lead and tin compounds" (in German), Biochemical Pharmacology25 (20): pp. 2291–2295, doi:10.1016/0006-2952(76)90012-5
^Lettington، Alan H. (1998). "Applications of diamond-like carbon thin films". Carbon. ج. 36 ع. 5–6: 555–560. DOI:10.1016/S0008-6223(98)00062-1.
^Gardos، Michael N.؛ Bonnie L. Soriano؛ Steven H. Propst (1990). Feldman، Albert؛ Holly، Sandor (المحررون). "Study on correlating rain erosion resistance with sliding abrasion resistance of DLC on germanium". Proc. SPIE. SPIE Proceedings. ج. 1325 ع. Mechanical Properties: 99. Bibcode:1990SPIE.1325...99G. DOI:10.1117/12.22449. S2CID:137425193.
^Washio، K. (2003). "SiGe HBT and BiCMOS technologies for optical transmission and wireless communication systems". IEEE Transactions on Electron Devices. ج. 50 ع. 3: 656–668. Bibcode:2003ITED...50..656W. DOI:10.1109/TED.2003.810484.
^Crisp، D.؛ Pathare, A.؛ Ewell, R. C. (يناير 2004). "The performance of gallium arsenide/germanium solar cells at the Martian surface". Acta Astronautica. ج. 54 ع. 2: 83–101. Bibcode:2004AcAau..54...83C. DOI:10.1016/S0094-5765(02)00287-4.
^Thiele، Ulrich K. (2001). "The Current Status of Catalysis and Catalyst Development for the Industrial Process of Poly(ethylene terephthalate) Polycondensation". International Journal of Polymeric Materials. ج. 50 ع. 3: 387–394. DOI:10.1080/00914030108035115. S2CID:98758568.
^Fang، Li؛ Kulkarni، Sameer؛ Alhooshani، Khalid؛ Malik، Abdul (2007). "Germania-Based, Sol-Gel Hybrid Organic-Inorganic Coatings for Capillary Microextraction and Gas Chromatography". Anal. Chem. ج. 79 ع. 24: 9441–9451. DOI:10.1021/ac071056f. PMID:17994707.
^Ahmed، F. U.؛ Yunus، S. M.؛ Kamal، I.؛ Begum، S.؛ Khan، Aysha A.؛ Ahsan، M. H.؛ Ahmad، A. A. Z. (1996). "Optimization of Germanium for Neutron Diffractometers". International Journal of Modern Physics E. ج. 5 ع. 1: 131–151. Bibcode:1996IJMPE...5..131A. DOI:10.1142/S0218301396000062.
^Gerber، G. B.؛ Léonard, A. (1997). "Mutagenicity, carcinogenicity and teratogenicity of germanium compounds". Regulatory Toxicology and Pharmacology. ج. 387 ع. 3: 141–146. DOI:10.1016/S1383-5742(97)00034-3. PMID:9439710.