تعود العلاقة بين المسيحية والتعليم إلى العصور المسيحية المبكرة وقد دعى آباء الكنيسة إلى ضرورة التعليم لكل عضو في الكنيسة، إن كان طفلًا أو معتنقًا للمسيحية،[1] وذلك استنادًا إلى تعاليم الكتاب المقدس.[2] على مر العصور أسست الكنيسة المسيحية أسس النظام التعليمي الغربي.[3] من بدايتها واجهت الجماعة المسيحية تحديات خارجية وداخلية لإيمانها، مما دعا إلى تطوير واستخدام الموارد الفكرية والتربوية من أجل الدفاع عن الإيمان. ويطلق على هذا النوع من الرد اسم اللاهوت الدفاعي هي مجال اللاهوت المسيحي الذي يهدف إلى تقديم أساس عقلاني للإيمان المسيحي والدفاع عنه ضد اعتراضات من خلال فضح العيوب الظاهرة في نظرات عالمية أخرى. وقد أخذت الدفاعيات المسيحية أشكالاً كثيرة عبر القرون، ابتداء من بولس الطرسوسي ومروراً بأوريجانوسوأوغسطينوس، وحتى المسيحية الحديثة من خلال جهود الكاتبين من مختلف التقاليد المسيحية مثل سي. إس. لويس. واستدل الدفاعيون المسيحيون بالأدلة التاريخية، والحجج الفلسفية، والتجريبات العلميّة، والإقناع الخطابي وغيرها من التخصصات.[3]
تاريخ
خلال القرون الوسطى
في عام في 530 كتب بندكتس كتاب الحكمة الرهبانية، والذي أصبح نموذجا لتنظيم الأديرة في جميع أنحاء أوروبا.[4] حافظت هذه الأديرة الجديدة على الحرف التقليدية والمهارات الفنية وحافظت أيضًا على الثقافة الفكرية والمخطوطات القديمة داخل مدارسها ومكتباتها. فضلًا عن توفير حياة روحية لرهبانها، كانت الأديرة أيضًا مركز إنتاج زراعي واقتصادي، لا سيما في المناطق النائية، وأصبحت الأديرة إحدى القنوات الرئيسية للحضارة.[5]
قبل القرن الثامن والتاسع، أنشئت مدارس الكاتدرائية لتوفير التعليم الأساسي في قواعد اللغة اللاتينية والعقيدة المسيحية لرجال الدين، وبحلول القرن الحادي عشر برزت هذه المدارس كمراكز للتعليم العالي.[3] بعد إصلاح كلونياك داخل الأديرة الرهبانيّة عام 910، تطورت الأديرة وتوسعت وأصبحت مركز علمي وتكنولوجي.[6] فقدمت الأديرة عدة اخترعات وابتكارات وتم الحفاظ داخل الأديرة على الآداب والمخطوطات والعلوم القديمة. كما وتم بناء داخل الأديرة مدارس ومكتبات.[7][8] كما وألف الرهبان في أديرتهم عدد من الموسوعات المتخصصة بالمسيحية ومواضيع أخرى، وألّف القديس ايسيدورو من إشبيلية، أحد أهم علماء العصور الوسطى، موسوعة شاملة أُعتبرت إحدى أهم معارف القرون الوسطى.[9]
ظهرت خلال القرون الوسطى مدارس قرب الكنائسوالكتدرائيات، ودعيت بمدارس الكاتدرائية. وكانت هذه المدارس مراكز للتعليم المتقدم، وبعض من هذه المدارس أصبحت في نهاية المطاف الجامعات الأولى في الغرب. مع ظهور مدارس الكاتدرائية في أوائل القرون الوسطى تحولت هذه المؤسسات إلى مراكز تعليم متقدمة، ومتطورة في كثير من الأحيان وشكلت نقطة انطلاق لكثير من الإنجازات في أوروبا الغربية[10][11] وأُعتبرت مدرسة كاتدرائية شارتر أكثر المدارس شهرةً وتأثيرًا. وكانت الجامعات المسيحية في العصور الوسطى في دول أوروبا الغربية، قد شجعت حرية البحث وخرّجت مجموعة كبيرة ومتنوعة من العلماء والفلاسفة.[10] وتعتبر جامعة بولونيا ذات الأصول المسيحية أقدم جامعة في العالم.[12]
ثمة تطور آخر في تاريخ التعليم المسيحي وكان من خلال تأسيس الجامعات. ويمكن تتبع أصول الجامعة إلى القرن الثاني عشر، وبحلول القرن الثالث عشر وصلت الجامعة في العصور الوسطى إلى شكلها المعروف حاليًا.[3] تم تأسيس الجامعات خلال العصور الوسطى في جميع أنحاء أوروبا وانتشرت من هناك إلى القارات الأخرى بعد القرن 16.[3] حلّت الجامعات محل مدارس كاتدرائية كمراكز للدراسات المتقدمة وكانت هذه الجامعات مرتبطة بالكنيسة والمؤسسة المسيحية، طورّت الجامعات ذات الأصول المسيحية: أساليب تدريس لمحاضرات ومناظرات، والعيش المشترك في الكليات ومساكن الطلبة، والقيادة المتغيرة دوريًا لعميد المنتخبين، والبنية الداخليّة وفقًا للكليات وفكرة الدرجات الأكاديمية.[3] قدمت الجامعات تدريس في الفنون فضلًا عن دراسات متقدمة في تخصصات القانون والطب، والأهم من ذلك اللاهوت. العديد من علماء الدين ذووي الأثر على الفكر المسيحي والغربي قد ارتبط اسمهم مع الجامعات منهم على سبيل المثال القديس والفيلسوف توما الأكويني.[3]
أسسّ إغناطيوس دي لويولا الأسباني جمعية اليسوعيين في عام 1540. وأُعتبر اليسوعيين نخبة المجتمع الأوروبي وعمل عدد منهم كمربين للملوك في الدول الكاثوليكية. ومع افتتاح عصر التبشير وصل اليسوعيين إلى الهندواليابانوالصينوكنداوأميركا الوسطىوالجنوبيةوأستراليا وبنوا عدد كبير من المؤسسات التعليمية.[18] وخرّجت مدارسهم وجامعتهم نخبة وصفوة المجتمعات الغربية. كما وأسس القديس جان باتيست دي لاسال رهبانية إخوة المدارس المسيحية أو الفرير عام 1684 في مدينة رانس في فرنسا، وأدارت الرهبانية مدارس ابتدائية وثانوية ومدارس داخليّة وكليات ومعاهد لتدريب المعلمين فادّى ذلك إلى رفع مستوى التعليم في الغرب.[19]
أدّى ظهور النزعة الإنسانية والإصلاح البروتستانتي، فضلًا عن الإصلاحات التي بدأها بعض أعضاء الهيئة التدريس الجامعية، إلى خلق وضعًا جديدًا لجميع أنظمة التعليم، وخاصًة الجامعات. طالب الإنسانيين خطط جديدة لتوفير الأماكن المخصصّة للبحوث الحرّة في الأكاديميات التي كانت تسيطر عليها المؤسسة الكنسيّة والدولة. من ناحية أخرى، ازداد تأسيس الجامعات في الدول البروتستانتية مما زاد من التنافس العلمي وتطوير المناخ العلمي والأكاديمي من هذه الجامعات الجديد؛[19] كانت جامعة ماربورغ في عام 1527، كونيجسبيرج عام 1544، وجامعة جينيف في عام 1558. وعلى الطرف الآخر استمر اليسوعيون في قيادة الجامعات القديمة في العالم الكاثوليكي داخل أوروبا وخارجها.[19]
العصور الحديثة
وجدت دراسة الدين والتعليم حول العالم قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2016 أنَّ المسيحيون هم المجموعة الدينيَّة الثانية الأكثر تعليمًا في العالم بعد اليهود، فيما يُعد كل من المسلمونوالهندوس الأقل حصولاً على تعليم رسمي وذلك وفقًا لدراسة ديمغرافية شملت 151 بلدًا عن تباين التعليم بين الأديان ومسح استند على بيانات متوفرة عن فئة متوسط العمر فيها 25 سنة وما فوق.[21]
وفقًا للدراسة يتصدر المسيحيين المرتبة الثانية كأكثر الجماعات الدينية تعليمًا، إذ تصل معدل سنوات الدراسة للمسيحي في العالم حوالي 9.3 سنة، وهو أعلى من المعدل العام الذي يبلغ 7.7 سنة، بالمقابل تصل معدل سنوات الدراسة لليهودي في العالم حوالي 13.4 سنة، ويصل معدل سنوات الدراسة للملحدين واللادينيين حوالي 8.8 سنة، أما المسلمون والهندوس فيصل معدل سنوات الدراسة حوالي 5.6 سنة.[22] في المجمل يُعد المسيحيين من الجماعات الدينيَّة الأكثر تعليمًا في العالم، إذ أنَّ الغالبية العظمى (91%) من المسيحيين الذين تتراوح أعمارهم من 25 وما فوق حصلوا على التعليم الرسمي، وحصل حوالي 67% منهم على تعليم ثانوي، كما أن حوالي خُمس المسيحيين في العالم يحملون شهادات جامعية وهي ثاني أعلى نسبة بعد اليهود.[23]
يُذكر أن الدراسة وجدت أنه لدى المسيحيين في المجتمعات والدول التي يشكل فيها المسيحيين الغالبيَّة معدل سنوات دراسة مرتفع،[25] ويتصدر مسيحيين ألمانيا (13.6 سنة) ومسيحيين نيوزيلندا (13.5 سنة) ومسيحيين ليتوانيا (13.0 سنة) المجتمعات المسيحية الأكثر تعليمًا. تشير الدراسة أنَّ ارتفاع المستوى التعليمي للمسيحيين في العديد من الدول يعود لعدة أسباب منها قيام الرهبان المسيحيين في الشرق الأوسطوأوروبا في بناء المكتبات والمطابع، حيث قاموا في الحفاظ على الثقافة الفكريَّة والمخطوطات القديمة داخل مدارسها ومكتباتها، وفي كثير من الحالات، تطورت هذه الأديرة المسيحية إلى جامعات مرموقة.[26] تأسست جامعات أخرى، ولا سيَّما في الولايات المتحدة وأوروبا، بنيت من قبل الطوائف المسيحيَّة المختلفة لتثقيف رجال الدين وأتباعها. وعلى الرغم من أنَّ معظم هذه المؤسسات أصبحت لاحقًا علمانية في التوجه، ولكن وفقًا للدراسة فإن وجود هذه المؤسسات قد يساعد في تفسير سبب كون السكان في الولايات المتحدة وأوروبا حاصلين ومؤهلين على تعليم عالي.[26]
يتفوق المسيحيون تعليميًا (مع متوسط سنوات دراسة 6.0 سنة) في مناطق أفريقيا جنوب الصحراء على المسلمين (مع متوسط سنوات دراسة 2.6 سنة)، وعزا بعض علماء الاجتماع ذلك إلى جوانب تاريخية مثل الأنشطة التبشيرية المسيحية خلال فترات الاستعمار الغربي، ويشير روبرت د. ودبيري عالم اجتماع في جامعة بايلور أن للمُبشرين البروتستانت في أفريقيا «كان لهم دور فريد في نشر التعليم الشامل» بسبب الأهمية الدينية لدراسة وقراءة الكتاب المقدس، حيث قام المُبشرين في ترجمة الكتاب المقدس للغات المحليَّة وفي إنشاء المدارس لتعزيز معرفة القراءة والكتابة،[29] ويشير ناثان نان أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد أنَّ التعليم «هو المكافأة الرئيسية قبل المبشرين لجذب الأفارقة للمسيحية». كما وشجع المبشرين البروتستانت على تعليم المرأة ومحو الأمية بين النساء.[30]
الفجوى بين متوسط الدراسة بين الرجال المسيحيين (9.5 سنة) وبين النساء المسيحيات (9.1 سنة) قليلة (0.4) بالمقارنة مع الجماعات الدينية الأخرى.[31] في العديد من الدول تعتبر النساء المسيحيات أكثر تعلمًا من الرجال خصوصًا في أوروبا وأمريكا الشمالية، على سبيل المثال في عام 2010 حصلت حوالي %43 من الشابات المسيحيات في أوروبا على الشهادات الجامعيَّة بالمقارنة مع 30% من الشباب المسيحيين، وحصلت حوالي 44% من الشابات المسيحيات في أمريكا الشمالية على الشهادات الجامعيَّة بالمقارنة مع 34% من الشباب المسيحيين.[32] يعود ارتفاع نسب المتعلمين بين النساء المسيحيات لعدة أسباب حيث تشير الدارسة أن واحدة من الأسباب هي تشجيع المصلحين البروتستانت أمثال مارتن لوثر وقادة حركة التقوية المسيحيَّة على تعليم وتثقيف المرأة مما أدى إلى محو الأمية بين النساء في المجتمعات البروتستانتية في وقت مبكر. وفي بحث قامت به جامعة ميونخ لبيانات بالنسبة للتعليم في البلدان الأوروبية يعود لعام 1970، وجد أنَّ البلدان ذات النسبة العالية من البروتستانت فيها تكافؤ ملحوظ بين الرجال والنساء في سنوات التعليم.[33]
تأسس في الشرق المسيحي العديد من المدارس التي علّمت اللاهوت والفلسفة والتي أضحت من أهم معاهد التعليم الديني في العالم المسيحي الشرقي.
منها على سبيل المثال لا حصر مدرسة الإسكندرية التي أسسها مرقس، والتي أصبحت من أهم معاهد التعليم الديني في المسيحية. تعلّم في هذه المدرسة كثير من الأساقفة البارِزين من مختلف أنحاء العالم، كما درّس فيها العديد من العلماء المسيحيينوآباء الكنيسة؛ لم يكن التعليم محصورًا على الأمور اللاهوتية، بل درّت أيضاً علوم أخرى كالعلوم والرياضيات وعلوم الاجتماع.
في حين يرجع تاريخ تأسس مدرسة الرها (بالسريانية: ܐܣܟܘܠܐ ܕܐܘܪܗܝ)، وهي إحدى المدارس اللاهوتية ذات المكانة المرموقة في العلوم الدينية المسيحية، إلى القرن الثاني الميلادي من قبل سلالة الأباجرة الذين حكموا مدينة الرها (شانلورفا حاليًا)، إلا أنها تعد بذلك أقدم مدرسة لاهوتية مسيحية. يُعد أفرام السرياني من أبرز من علّموا فيها، حيث كانت له صومعة بمدينة الرها؛ غير أنه نزح عنها بعد سقوطها بيد الساسانيين سنة 363 إلى مدينة نصيبين فأسس فيها مدرسة نصيبين.[49] كُتبت في هذه المدرسة أطروحات أفراهاط (بالسريانية: ܐܦܪܗܛ) بأوائل القرن الرابع والتي تتميز بخلوها من التأثيرات اليونانية، والنسخة السريانية من إنجيل الدياسطرون.[50] ومن المدارس التي تركت تأثيراً على اللاهوت المسيحي الشرقي مدرسة جنديسابور التي أفتتحت لتدريس الطب، والفلسفة، واللاهوتوالقانون الكنسي وعرفت بكثرة علماء الدين واللاهوتيين فيها، الذين تركوا مؤلفات هامة حول الدراسات المسيحية والليتورجيا.[51]
شدّد المصلحين البروتستانت كل من مارتن لوثروجان كالفن وغيرهم على أهمية التعليم. في عام 1578 أصدر مجلس الكنائس البروتستانتية الفرنسية منشور يجبر فيه الوالدين تعليم أبناءهم إذ رأى المصلحون البروتستانت في أهمية التعليم داخل الأسرة باعتبارها الوحدة الأساسيّة لتعزيز الاعتقاد الديني، والاستقرار الاجتماعي، لذلك طالبوا بتوجه المزيد من الاهتمام للأطفال ولتعليمهم ومحاولة نشر القراءة والكتابة حتى يتسنى للجميع قراءة الكتاب المقدس، وبالتالي فان الدول البروتستانتية كانت تولي أهمية للتعليم في المنزل وللحياة المنزليّة وفي كيفية الاعتناء بها.
كان أيضًا لطبعة الكتاب المقدس للملك جيمس، تأثير قوي، لا في أميركا أو بريطانيا فقط، بل في أي مكان وصلت إليه اللغة الإنكليزية، أي جميع المستعمرات بما فيها كنداوأسترالياونيوزيلندا والدول الأفريقية المتحدثة بالإنكليزية. وقد أثرت الطبعة في شعر جون ميلتون وخطب مارتن لوثر كينغ. وبما أن إنجيل الملك جيمس هو مراجعة لترجمة ويليام تيندال وغيره من مترجمي القرن السادس عشر فإنه لا يعتبر ترجمة جديدة بحد ذاته بل هو تصاهر بين أفضل الترجمات التي سبقته.[54] مع ظهور الإصلاح البروتستانتي كان هناك توجه واسع النطاق للتعليم لأنه كان مطلوب من الاصلاحيين أن يكونوا قادرين على قراءة الكتاب المقدس.[55] فقد قال لوثر أنه من الضروري للمجتمع تعليم شبابها.[55] ورأى أنه كان من واجب السلطات المدنية إجبار رعاياهم لإبقاء أطفالهم في المدرسة.[55]
ونتيجة لأهمية التعليم فقد بنيت بالقرب من الكنائس مدارس، ومنها مدارس للبنات، إذ دعا المصلحون البروتستانت أيضًا لتعليم المرأة.[56] وكان أيضًا للتطهريين في الولايات المتحدة شأن هام في إفساح المجال للمرأة في التعليم.
إتبعت المدارس والجامعات البروتستانتية خط مختلط عن المنهاج الكاثوليكي. فقد شددت المؤسسات التعليمية البروتستانتية على إرساء القيم البروتستانتية من الانضباط، والتعلّم والمعرفة. وشدّدت فيه على احياء اللغات الوطنية، فتطور علم النحو والقواعد للغات الأوروبية، وكان مركز اهتمامهم تعليم ودراسة الكتاب المقدس.[57]
لقد أدرجت كل من الكنيسة الكاثوليكيةوالبروتستانتيةالتعليم كجزء أساسي من التبشير. أولى الرهبانيات التي وضعت التعليم العالي في صدارة برنامجها التبشيري كانت الرهبنة الدومينيكانية. يُظهر التاريخ أنه خلال التبشير، كان يتم فتح مدارس من قبل المبشرين الكاثوليك والبروتستانت، وكانت مهمة التعليم المسيحي ذات شقين؛[3] أولاً، كان وظيفتها إرساء أساس تعليم العقيدة المسيحية للتبشير بين الشعوب غير المسيحية من خلال تشكيل نظام تعليمي لجميع المستويات من المدرسة الثانوية إلى الجامعة.[3] وثانيهما، رعاية تعليم المستوطنين الأوروبيين.[3] تشابكت إلى حد كبير القوى الإستعمارية الأوروبيّة مع تشكيل النظام التعليمي الكنسي.[3] في المناطق الإستعمارية الإسبانية في الأمريكتين، قد تم تأسيسها الجامعات الرومانية الكاثوليكية في وقت مبكر جدًا (على سبيل المثال جامعة سانتو دومينغو في 1538، وأولى جامعات المكسيكوليما في عام 1551، وفي غواتيمالا في عام 1562، وجامعة بوغوتا عام 1573وجامعة قرطبة الوطنية في الأرجنتين عام 1613). في الصين، كان المبشرين اليسوعيين أشبه بوكلاء في التربية والتعليم والثقافة الأوروبية (على سبيل المثال كان لهم مساهمات هامة في علم الفلك، والرياضيات، والتكنولوجيا) فضلًا عن مواقعهم كموظفين مدنيين في المحاكم.[3]
منذ القرن الثامن عشر، أدّت أنشطة الطوائف المسيحية المتنافسة في مناطق البعثات إلى تكثيف إنشاء مؤسسات النظام التعليمي المسيحي في آسياوأفريقيا. حتى يكون للدول الأفريقية والآسيوية نظامهم الخاص من المدارس والجامعات، والمؤسسات التعليميّة المسيحية والتي أدت وظيفة هامة بعضها تعتبر مؤسسات تعليمية مرموقة على مستوى العالم منها جامعة سانت فرنسيس كسفاريوس في بومباي، وجامعة صوفيا في طوكيو، وجامعة دوشيشا ذات الخلفية المشيخية في كيوتو اليابانية.[3]
في أمريكا الشمالية، إتخذ التعليم المسيحي مسارًا مختلفًا. منذ البداية، عملت الكنائس من مختلف الطوائف من خلال إنشاء المؤسسات التعليمية العامة عملًا رائدًا في مجال التعليم.[3] في المستعمرات الإنجليزية، وهي ما ستُعرف وقت لاحق في الولايات المتحدة، أسست الطوائف المسيحية الكليات اللاهوتية لغرض تثقيف رجال الدين ومن ثم الجامعات والتي أنشئت لهدف التعامل مع جميع التخصصات الرئيسية، بما في ذلك علم اللاهوت، وغالبًا ما كان التعليم من وجهة نظر مذهبية.[3] تأسست جامعة هارفارد عام 1636وجامعة ييل عام 1701 على يد رجال دين من الطائفة البروتستانتية الأبرشانية،[3] قي حين تأسست كلية وليام وماري في عام 1693 كمؤسسة أنجليكية. ازداد عدد الجامعات البروتستانتية خلال القرن 19 منها على سبيل المثال، الجامعة الميثودية الجنوبية، في دالاسوالجامعات الكاثوليكية (على سبيل المثال، جامعة نوتردام) والكليات (على سبيل المثال، كلية بوسطن في ماساشوستس). وبالإضافة إلى ذلك، استندت العديد من الجامعات الخاصة على فكرة المسيحية في التعليم وذلك فقًا لرغبات مؤسسيها.[3]
وقد اضطلع التعليم المسيحي في مجموعة متنوعة من الأشكال. نظام مدارس الأحد هو نظام تعليم مسيحي عالمي يتواجد في جميع الطوائف المسيحية. لا يزال هذا التأثير واضح للعيان فمثلًا في كل من أسترالياونيوزيلندا يدرس حوالي 11% من الطلاب في مدارس كاثوليكية[58] وفي الهند تملك الكنيسة الكاثوليكية وحدها حوالي 25,000 مدرسة.[59] في بعض البلدان، تعتبر الكنيسة المزود الرئيسي للتعليم وأحيانًا أخرى يكون نظامها التعليمي أفضل من الحكومي. في الوقت الحاضر، لدى الكنيسة الكاثوليكية شبكة كبيرة من المدارس وعددها 125,016 وتمتلك أكبر تنظيم تعليمي غير حكومي في العالم.[60] يظهر تأثير وأهمية التعليم في عدد من المجتمعات المسيحية من خلال نسبتهم في المؤسسات الأكاديمية على سبيل المثال في هونغ كونغ وفقًا لإحصاء جامعة هونغ كونغ، هناك ما يقرب من 24.3% من طلاب الجامعات هم من المسيحيين وذلك اعتبارًا من العام الدراسي 2010/2011 على الرغم من أنهم يشكلون 10% من السكان، في إسرائيل مثلًا تبلغ نسبة المسيحيون من الطلاب العرب المتعلمين في الجامعات الإسرائيلية 40% مع انهم يشكلون 9% من المواطنين العرب في إسرائيل.[61] يُذكر أن 7 دول ذات أغلبّية مسيحية من أصل 10 تتربع على قائمة الدول العشرة الأكثر تعليمًا في العالم من حيث نسبة السكان الحاصلين على شهادة جامعية والتي أعدتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.[62][63]
تعود عمومًا الجامعة كمؤسسة للتعليم العالي إلى القرون الوسطى ويشير الباحثين إلى كون الجامعة ذات جذور مسيحية.[65][66] فقبل قيامها رسميًا، عملت العديد من الجامعات في العصور الوسطى لمئات السنين كمدارس المسيحية ومدارس رهبانية، وعلّم فيها الرهبان والراهبات، كذلك تعتبر منح الشهادة الجامعية بعد إنهاء التعليم نتاج مسيحي.[67] ويرى المؤرخ جيفري بلايني أن الجامعة أصبحت سمة مميزة للحضارة المسيحية.[68]
^[ Becker, Sascha O. and Wößmann, Ludger. 2008. “Luther and the Girls: Religious Denomination and the Female Education Gap in 19thCentury Prussia.” Discussion Paper No. 3837. The Institute for the Study of Labor in Bonn.]
^The faculty was composed exclusively of philosophers, scientists, rhetoricians, and فقه اللغة (Tatakes، Vasileios N. (2003). Byzantine Philosophy. Hackett Publishing. ص. 189. ISBN:0-872-20563-0. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة))
^Anastos، Milton V. (1962). "The History of Byzantine Science. Report on the Dumbarton Oaks Symposium of 1961". Dumbarton Oaks Papers. Dumbarton Oaks, Trustees for Harvard University. ج. 16: 409–411. DOI:10.2307/1291170. JSTOR:1291170. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |تاريخ الوصول بحاجة لـ |مسار= (مساعدة)
^Hans-Joachim Torke, John-Paul Himka. (1994). German-Ukrainian relations in historical perspective . Edmonton: Canadian Institute of Ukrainian Studies Press, pp.31-34
^Orest Subtelny. (1988). Ukraine: A History. Toronto: University of Toronto Press, pp. 249-250
^Martha Bohachevsky-Chomiak. (1988). Feminists despite themselves: women in Ukrainian community life, 1884-1939 . Edmonton, Alberta: Canadian Institute of Ukrainian Studies press, University of Alberta. pp. 47-49
^Orest Subtelny. (1988). Ukraine: A History. Toronto: University of Toronto Press, pp.214-219.
^Jonsson, David J. (2002). The Clash of Ideologies. Xulon Press. ص. 181. ISBN:9781597810395.
^The Formation of the Hellenic Christian Mind by Demetrios ConstantelosISBN 0-89241-588-6[1]. The fifth century marked a definite turning point in Byzantine higher education. Theodosios ΙΙ founded in 425 a major university with 31 chairs for law, philosophy, medicine, arithmetic, geometry, astronomy, music, rhetoric and other subjects. Fifteen chairs were assigned to Latin and 16 to Greek. The university was reorganized by Michael ΙII (842–867) and flourished down to the fourteenth century نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
^Rüegg, Walter: "Foreword. The University as a European Institution", in: A History of the University in Europe. Vol. 1: Universities in the Middle Ages, Cambridge University Press, 1992, ISBN 0-521-36105-2, pp. XIX–XX
^Princeton University Office of Communications. "Princeton in the American Revolution". مؤرشف من الأصل في 2012-01-21. اطلع عليه بتاريخ 2011-05-24. The original Trustees of Princeton University "were acting in behalf of the evangelical or New Light wing of the Presbyterian Church, but the College had no legal or constitutional identification with that denomination. Its doors were to be open to all students, 'any different sentiments in religion notwithstanding.'"
Artikel ini membutuhkan rujukan tambahan agar kualitasnya dapat dipastikan. Mohon bantu kami mengembangkan artikel ini dengan cara menambahkan rujukan ke sumber tepercaya. Pernyataan tak bersumber bisa saja dipertentangkan dan dihapus.Cari sumber: Bahasa Jerman Franken Timur – berita · surat kabar · buku · cendekiawan · JSTOR (Desember 2009) PemberitahuanTemplat ini mendeteksi bahwa artikel bahasa ini masih belum dinilai kualitasnya oleh ProyekWiki Bah...
US national monument in the Mariana Archipelago Marianas Trench Marine National MonumentIUCN category V (protected landscape/seascape)[1]Marianas Trench Marine National MonumentMariana TrenchLocation of Marianas Trench in the Pacific OceanShow map of Pacific OceanMariana TrenchMariana Trench (Northern Mariana Islands)Show map of Northern Mariana IslandsLocationMariana Archipelago, Commonwealth of the Northern Mariana Islands and GuamNearest cityCapitol Hill, Saipan, Northern Mari...
County in Minnesota, United States County in MinnesotaNorman CountyCountyNorman County Courthouse in Ada, MinnesotaLocation within the U.S. state of MinnesotaMinnesota's location within the U.S.Coordinates: 47°20′N 96°28′W / 47.33°N 96.46°W / 47.33; -96.46Country United StatesState MinnesotaFoundedFebruary 17, 1881[1]Named forNorwegian settlersSeatAdaLargest cityAdaArea • Total877 sq mi (2,270 km2) • Land...
Litium bromida Nama Nama IUPAC Lithium bromide Penanda Nomor CAS 7550-35-8 Y Model 3D (JSmol) Gambar interaktif 3DMet {{{3DMet}}} ChemSpider 74049 Y Nomor EC PubChem CID 82050 Nomor RTECS {{{value}}} UNII 864G646I84 Y CompTox Dashboard (EPA) DTXSID20892222 InChI InChI=1S/BrH.Li/h1H;/q;+1/p-1 YKey: AMXOYNBUYSYVKV-UHFFFAOYSA-M YInChI=1/BrH.Li/h1H;/q;+1/p-1Key: AMXOYNBUYSYVKV-REWHXWOFAS SMILES [Li+].[Br-] Sifat Rumus kimia LiBr Massa molar 86,845(3) g/mo...
Government agency in Nigeria Nigerian Maritime Administration and Safety AgencyAbbreviationNIMASAFormation1 August 2006PurposeRegulate the maritime industry of NigeriaHeadquartersMaritime House, #4, Burma Road, Apapa, LagosOfficial language EnglishDirector GeneralDayo MobereolaWebsitehttp://nimasa.gov.ng/ The Nigerian Maritime Administration and Safety Agency (NIMASA), formerly the National Maritime Authority (NMA) is responsible for regulations related to Nigerian shipping, maritime labor an...
Political party in New Jersey Moderate Party ChairwomanMichelle GaraySpokesmanRick WolfeFoundersRick Wolfe, Michelle GarayFoundedJune 2022; 2 years ago (June 2022)HeadquartersAlexandria Township, New JerseyIdeologyCentrismFiscal conservatismAnti-establishmentElectoral fusionWebsitenjmoderateparty.orgPolitics of New JerseyElections The Moderate Party is a minor third party in New Jersey founded by centrist former members of the Republican Party, on the grounds that the party h...
العلاقات القطرية المنغولية قطر منغوليا قطر منغوليا تعديل مصدري - تعديل العلاقات القطرية المنغولية هي العلاقات الثنائية التي تجمع بين قطر ومنغوليا.[1][2][3][4][5] مقارنة بين البلدين هذه مقارنة عامة ومرجعية للدولتين: وجه المقارنة قطر منغولي...
River in Germany This article is about the Rhine tributary in Baden-Württemberg. For the Main tributary in Hesse, see Kinzig (Main). KinzigThe Kinzig in WolfachCourse of the KinzigLocationCountryGermanyStateBaden-WürttembergReference no.DE: 234Physical characteristicsSource • locationLoßburg • elevation682 m Mouth • locationIn Kehl-Auenheim • elevation134 mLength93.3 km (58.0 mi) [...
Not to be confused with Ralph S. Moore. Ralph MooreBackground informationBorn (1956-12-24) 24 December 1956 (age 67)Brixton, London, EnglandGenresJazzOccupation(s)MusicianInstrument(s)SaxophoneYears active1981–presentLabelsReservoir, Criss Cross, Landmark, SavoyMusical artist Ralph Moore (born 24 December 1956)[1] is an English jazz saxophonist. Early life Moore was born in Brixton, London, England.[1][2] His mother was the dancer Josie Woods, and his father was...
This article needs to be updated. Please help update this article to reflect recent events or newly available information. (May 2022) Politics of East Timor Constitution Executive President José Ramos-Horta Prime Minister Xanana Gusmão Legislature National Parliament Judiciary Supreme Court of Justice Elections Recent elections Presidential: 20172022 Parliamentary: 20182023 Political parties Politicians Administrative divisions Municipalities Administrative posts Sucos Foreign relations Mi...
Disambiguazione – Se stai cercando altri significati, vedi La gazza ladra (disambigua). La gazza ladraAllestimento dell'opera a cura di Damiano MichielettoLingua originaleitaliano Genereopera semiseria MusicaGioachino Rossini LibrettoGiovanni Gherardini(libretto online)(libretto originale)[1] Fonti letterarieThéodore Badouin d'Aubigny e Louis-Charles Caigniez, La pie voleuse (1815) Attidue Epoca di composizione1817 Prima rappr.31 maggio 1817 TeatroTeatro alla Scala, Milano Version...
Филадельфия Флайерз Страна США Регион Пенсильвания Город Филадельфия Основан 1967 Прозвища Хулиганы с Брод-стрит (англ. Broad Street Bullies) Домашняя арена Уэллс Фарго Центр (на 19 511) Цвета — оранжевый — чёрный — белый Хоккейна...
Royal Navy Admiral of the Fleet (1841–1920) Admiral Fisher redirects here. For other uses, see Admiral Fisher (disambiguation). Admiral of the Fleet The Right HonourableThe Lord FisherGCB, OM, GCVOFisher by Hubert von HerkomerNickname(s)JackyBorn(1841-01-25)25 January 1841Ramboda, CeylonDied10 July 1920(1920-07-10) (aged 79)London, EnglandAllegiance United KingdomService/branch Royal NavyYears of service1854–19111914–1915RankAdmiral of the FleetComman...
Boxing competitions Men's 57 kg at the 1962 Asian GamesVenueSenayan Tennis StadiumDate27–31 August 1962Competitors8 from 8 nationsMedalists Samphan Payonrathana Thailand Mamoru Hayashi Japan Egino Grafia Philippines Than Tun Burma← 19581966 → Boxing at the1962 Asian Games51 kg67 kg54 kg71 kg57 kg75 kg60 kg81 kg63.5 kg+81 kgvte Main article: Boxing at the 1962 Asian Games The men's ...
Former sports governing body organizing association football in the Soviet Union Football Federation of the USSRUEFAFounded27 December 1934Folded25 December 1991HeadquartersMoscow, Russian SFSRFIFA affiliation1946–1991UEFA affiliation1954 (since 1992 as the Russian Football Union)President(see chairmen list below) The Football Federation of the USSR (Russian: Федерация футбола СССР) was a governing body of football in the Soviet Union and since 1972 the main governing bo...
National state-owned railway company of France Société nationale des chemins de fer françaisMap of the French railways on which the TGV (LGV: blue; normal tracks: black) and Intercités (grey) SNCF trains run.TER PACA service west of MarseilleOverviewHeadquartersSaint-Denis, FranceReporting markTGV, Intercités, TER, Transilien, Ouigo, Eurostar, TGV LyriaLocaleFranceDates of operation1938–presentPredecessorCompagnie des chemins de fer du NordAdministration des chemins de fer d'Alsace...
Papa Gregorio VI148º papa della Chiesa cattolicaElezione1º maggio 1045 Insediamento5 maggio 1045 Fine pontificato20 dicembre 1046(1 anno e 233 giorni) Predecessorepapa Benedetto IX Successorepapa Clemente II NomeGiovanni dei Graziani detto Graziano NascitaRoma, ? Creazione a cardinale1012 da papa Benedetto VIII MorteColonia, ottobre/dicembre 1047 Manuale Gregorio VI, nato Giovanni dei Graziani detto Graziano (Roma, ... – Colonia, ottobre/dicembre 1047), è stato il 14...
Silesian duchy (1251–1815) This article needs additional citations for verification. Please help improve this article by adding citations to reliable sources. Unsourced material may be challenged and removed.Find sources: Duchy of Głogów – news · newspapers · books · scholar · JSTOR (February 2024) (Learn how and when to remove this message) Duchy of GłogówKsięstwo Głogowskie (Polish)Hlohovské knížectví (Czech)Herzogtum Glogau...