بالرغم من أن هذه الجزر البركانية اكتشفها عدة مستكشفين برتغاليين بين عامي 1502م و 1504م - كل جزيلاة على حده -، إلا أن هذه الجزر جميعها كانت مستعمرات بريطانية سابقة.
اكتشاف البرتغاليين لهذه الجزر
اكتشف البرتغاليون جزيرة سانت هيلينا وكانت وقتئذ غير مأهولة بالسكان، كثيرة الأشجار، عذبة المياه. فجلبوا إليها المواشي وأشجار الفاكهة والخضروات، وبنوا فيها كنيسة صغيرة ومنزلاً أو منزلين. وبالرغم من أنهم لم يبنوا فيها مستعمرات دائمة؛ إلا أن الجزيرة غدت ذات أهمية كبيرة لجمع الغذاء، ونقطة التقاء لرحلات العائدين من آسيا. وحدد الإنكليزي السير فرانسيس دريك في رحلته الأخيرة حول العالم (1577–1580) موقع الجزيرة تحديداً دقيقاً. تبع ذلك المزيد من الزيارات لمستكشفين إنجليز، فلما عرف موقع جزيرة هيلينا على نطاق واسع، بدأت السفن الحربية الإنجليزية باستغلال تلك المنطقة للتربص بالبرتغاليين العائدين إلى ديارهم قادمين من الهند ومهاجمتهم. كما بدأ الهولنديين بارتياد الجزيرة لتنمية تجارتهم في الشرق الأقصى، وقدموا مطالبة رسمية بذلك في عام 1633م، ولكنهم لم يحصلوا عليها، وبحلول 1651م تخلوا عنها إلى حد كبير بعد أن استعمروا رأس الرجاء الصالح.
الاستعمار الإنجليزي البريطاني
منحت شركة الهند الشرقية الإنجليزية ميثاقا لحكم سانت هيلينا على يد أوليفر كرومويل عام 1657م، وقررت الشركة في السنة التالية تحصين الجزيرة مع المزارعين واستعمارها. ثم وصل أول حاكم لها وهو القبطان جون دوتون في 1659م، ومنذ ذلك الوقت تعد سانت هيلينا ثاني أقدم مستعمرة بريطانية (موجودة حتى الآن) (بعد برمودا). واكتمل بناء الحصن وعدد من المنازل. وبعد إعادة الملكية الإنجليزية في 1660، تلقت شركة الهند الشرقية «ميثاقاً ملكياً» يعطيها كامل الحق في تحصين الجزيرة واستعمارها. وتكريماً لدوق يورك وولي العهد الملك جيمس الثانيملك إنجلترا الأخير أعيدت تسمية الحصن فسمي حصن جيمس «جيمس فورت» سميت المدينة كذلك بمدينة جيمس «جيمس تاون».
وفي التطورات الجغرافية السياسية اللاحقة أصبحت جميع الجزر في نهاية المطاف تابعة للمملكة المتحدة رسمياً حيث نمت الإمبراطورية البريطانية لتصبح قوة عظمى عالمية. (وأصبحت إنجلترا فيما بعد جزءاً من مملكة بريطانيا العظمى الجديدة في 1707م، ومن ثم المملكة المتحدة في 1801م.) وحكمت شركة الهند الشرقية أهم وأول مستعمرة وهي جزيرة سانت هيلينا منذ 1659م. ثم عرف دولياً بالمكان الذي اختارته الحكومة البريطانية لنفي نابليون بونابرت، حيث احتجز في الجزيرة من تشرين الأول/أكتوبر سنة 1815م حتى وفاته في الخامس من أيار/مايو سنة 1821م، كما عرف أنه مستعمرة للتاج البريطاني في سنة 1834م كما نص على ذلك قانون حكومة الهند سنة 1833م. أما جزيرة أسينشين غير المأهولة فقد كانت الحاميات البحرية الملكية تحميها في 22 من تشرين الأول/أكتوبر سنة 1815م، وبعد ذلك بقليل مع انتهاء «عصر الإبحار بالسفن» أصبح موقعها الصعب على خط الاستواء راكداً وقلت أهميته مقارنة بأهميته الإستراتيجية كمحطة بحرية مركزية للتزويد بالوقود. وضمت كذلك جزيرة تريستان دا كونا كتابعة لمستعمرة الرأس (جنوب أفريقيا البريطانية) لأسباب مماثلة في 14 من آب/أغسطس سنة 1816م في تسوية الحروب النابليونية. وقبل ذلك سكن تلك الجزيرة المستكشف الأمريكي الخاص لفترة قصيرة، والذي سمى الإقليم بإقليم جزر الإنتعاش.
وبدأ الاتحاد السياسي بين هذه المستعمرات يتبلور في 12 من أيلول/سبتمبر سنة 1922م، حيث أصبحت جزيرة أسينشين تابعة لجزيرة سانت هيلينا بسند امتلاك. لحقتها بعد ذلك جزيرة تريستان دا كونا قليلة السكان في 12 من كانون الثاني/يناير سنة 1938م، والتي لا يزيد عدد سكانها حتى اليوم عن ثلاثمائة نسمة. وتشاركت مجموعة الجزر الثلاث هذه العلاقة الدستورية حتى 1 من أيلول/سبتمبر سنة 2009م عندما رفعت الأقاليم التابعة مطالبات بالمساواة بينهم جميعا لمكانة سانت هيلينا، فغير الإقليم اسمه من «سانت هيلينا والأقاليم التابعة له» إلى «سانت هيلينا وأسينشين وتريستان دا كونا».
خلال معركة المحيط الأطلسي في الحرب العالمية الثانية وبعد عدة سنوات من حرب القوارب الغواصة (U-boat) في المحيط الأطلسي، استخدم الحلفاء جزيرتي سانت هيليناوأسينشين لإنشاء قاعدة دوريات الغارات المضادة للتجارة السطحية والحرب المضادة للغواصات (ASW) ضد قوى الوحدات البحرية لدول المحور. واستخدمت في البداية القوارب الطائرة في الدوريات البحرية طويلة المدى دورية بحرية القارب الطائرة في هذا الجهد، ثم بنيت مهابط طائرات لدعم الطائرات في القواعد البرية والتي أمدت 'دوريات طائرات كاتالينا بي بي واي (PBY Catalina) بالمؤن وعززتها وأكملتها في مهمة الحرب المضاة للغواصات ذات الأهمية الحيوية وذلك في الحرب لاحقاً وأثناء القتال لتحسين التغطية الجوية على الممرات البحرية الهامة تجارياً.
ومناخ أسينشين حار جاف، في حين أن مناخ سانت هيلينا أكثر اعتدالاً (وجاف في المناطق الساحلية) أما تريستان دا كونا فهو أبرد من لك بكثير. وأعلى نقطة في الإقليم هو قمة كوين ماري في جزيرة تريستان دا كونا حيث ترتفع عن سطح البحر 2,062 متر (6,765 قدم), وهي المصنفة على أنها أشهر قمة.
وبالرغم من أن جميع الأجزاء الثلاثة للإقليم تشكلت نتيجة نشاط بركاني، فإن مجموعة جزر تريستان دا كونا وحدها من جزر الإقليم هي المجموعة النشطة بركانياً حتى هذه اللحظة.
المياه الإقليمية
تمتد المياه الإقليمية للجزر 12 ميلاً بحرياً من خطوط الأساس الساحلية. وتمتد المناطق الاقتصادية الخاصة (EEZ) على طول 200 ميل بحري (370 كيلومتر) من خطوط الأساس لهذه الجزر. وبالرغم من حجم هذه الجزر فإن المناطق الثلاث الاقتصادية الخالصة لا تتداخل مع بعضها البعض، ولا تبلغ حجم المناطق الاقتصادية الخالصة لأي بلد أو إقليم آخر. إذ يتمتع الإقليم بأضخم منطقة اقتصادية الخالصة تابعة لأقاليم ما وراء البحار البريطانية (بل في الواقع أكبر من منطقة المملكة المتحدة الاقتصاية الخالصة)، وبالنسبة لترتيبها بين البلدان حسب حجم المنطقة الاقتصادية الخالصة فستأتي في المرتبة 21 بعد البرتغال وقبل الفلبين. ولا تخضع الجزر ولا مناطقها الاقتصادية الخاصة لأي نزاع دولي حالي.
وقدمت المملكة المتحدة في عام 2008م طلباً إلى اللجنة المعنية بحدود الجرف القاري التابعة للأمم المتحدة للمطالبة بتوسيع حدود الجرف القاري لجزيرة أسينشين إلى أكثر من 200 ميل بحري (380 كيلومتر). وأوصت اللجنة في عام 2010م بأن لا تزيد الحدود عن الحد القياسي، استناداً إلى الدراسات الاستقصائية العلمية.
والإقليم بلد أو إقليم بعيد عن الاتحاد الأوروبي، ذو جوانب محدودة من عضوية الاتحاد الأوروبي تطبق على إدارته وقوانينه ومواطنيه. ومع ذلك فهو ليس بجزء من الاتحاد الأوروبي (فالإقليم الوحيد من أقاليم ما وراء البحار البريطانية الذي يعد جزءاً من الاتحاد الأوروبي هو إقليم جبل طارق).
وتوفر شركتي كيبل (Cable) ووايرلس (Wireless) خدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية في الإقليم. أما مفتاح رمز الاتصال الدولي لسانت هيلينا فهو 290+ منذ عام 2006م، وتشترك معها فيه جزيرة تريستان داكونا. ويتألف رقم الهاتف من 4 أرقام طويلة. وتبدأ أرقام من 1-9، يبدأ رقم الهاتف بالرقم 8 متبوعاً بثلاث أرقام في جزر تريستان دا كونا ويبدأ بالرقم 2 متبوعاً بمثلها في جيمس تاون. أما مفتاح الاتصال الدولي لجزيرة أسينشين فهو 247+ ويتألف رقم الهاتف كذلك من 4 أرقام أيضاً. وتدير جزيرة أسينشين مرفق بث واسع النطاق للبث الموجات الدولي القصيرة الدولية لأفريقياوأمريكا الجنوبية.
البريد
وتقوم الجزر الثلاث بإصدار طوابعهم البريدية الخاصة بهم، والتي توفر دخلاً كبيرا. ولكل جزيرة من الجزر الرئيسية الثلاث في الإقليم رمز بريدي خاص بكل جزيرة للبريد الملكي:
التشغيل الأخير لسفينة البريد الملكية -(RMS) سانت هيلينا- كان من كيب تاون وإليها (وفي قليل من الأحيان من المملكة المتحدة وإليها، وفي بعض الأحيان عبر خليج والفيس في ناميبيا) إلى الجزر. ويتوقع ان يستمر ذلك حتى اكتمال بناء مطار جزيرة سانت هيلينا.
حركة مرور المركبات
وطول طرق سانت هيلينا تعادل نحو 138 كيلو متر (86 ميل) 118 كيلومتر منه (73 ميل) منها معبد بينما 20 كيلومتر (12 ميل) منها غير معبد. بينما يقدر طول طرق جزيرة تريستان دا كونا تقريبا بـ 10 كيلومتر (6.2 ميل) من الطرق المعبدة، بينما تزيد جزيرة أسينشبن إلى 40 كيلومتر (25 ميل) طريق معبد. وكل جزيرة نظام تسجيل لوحات المركبات الخاصة بها. وعجلة القيادة في السيارات على اليمين في جميع الجزر الثلاث كما هو الحال في المملكة المتحدة. وفي الواقع، اثنتين من البلدان الأقرب إلى الجزر – جنوب أفريقيا وناميبيا – عجلة القيادة في سيارتهم على اليسار.