أحادي أكسيد الكربون أو أول أكسيد الكربون[1] هو غاز عديم اللون، وعديم النكهة (الطعم)، وعديم الرائحة. ينتج من عمليّة الأكسدة الجزئيّة (الاحتراق غير التام للكربون) والمركبات العضوية مثل الفحم، وهذا يحدث عند ندرة الأكسيجين، أو عند احتراق ذي حرارة مرتفعة جدًّا. يعتبر من الغازات شديدة السمية وهو من صور الكربون وأيضا بعض الزيوت والشحوم من الآلات والمركبات. وهو من الجزيئات ثنائية الذرة غير المتجانسة وذلك لأنه يحتوي علي عنصرين مختلفين هما الكربون والأوكسجين. هذا الغاز يمكن أن يحترق أيضًا، فتُستكمل عمليّة احتراقه التي كانت أصلًا -كما ذكرنا- غير تامّة، ويُصدر نارًا زرقاء.
يمكن إنتاجه في المختبرات أيضًا عن طريق تفكيك حمض النمل HCOOH أي الحمض الفورمي، وينتج أيضًا الماء. لهذا الغاز أهميّة صناعيّة، فليس بالضرورة دائما غازًا خبيثًا.
يجدر الانتباه إلى أنّ أمزجة أوّل أوكسيد الكربون مع الهواء (CO + هواء) هي عبارة عن غاز قابل للانفجار بشدّة.
ترجع سمّيته لكونه يتحد مع هيموجلوبينالدم في الرئتين عند استنشاقه مكونًا كاربوكسي هيموجلوبين، مانعًا بذلك نقل الأوكسجين إلى الأنسجة والخلايا (يربط مع الهيموغلوبين برابط ثابت) وذلك كون إمكانيّة التصاق جزيء الـ CO بالهيموغلوبين (Hb) هي أكثر بحوالي 300 ضعف من إمكانيّة التصاق جزيء الأوكسيجين بالهيموغلوبين (إمكانيّة الالتصاق هذه تسمّى بالإنكليزيّة Affinity).
وعند التعرض له تظهر على الجسم بعض الأعراض كتغير لون الجلد والأغشية المخاطية إلى الأحمر والعديد من الأعراض الأخرى. يمكن علاج التسمم بأول أكسيد الكربون عن طريق التعريض الكافي للأوكسيجين الصافي لفترة طويلة، والأهمّ من ذلك الكفّ من التعرض لمصدر الغاز السامّ CO، أو نقل كريات دم حمراء إن اضطرّ الأمر.
وللحفاظ على السلامة يجب التخلص من هذا الغاز عن طريق تهوئة أماكن تواجده، كما هنالك الكثير من المعالجات الكيميائية التي تفي بالغرض.
أولاً ينبغي التعرف على أعراض التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون حتى يمكن تقديم الإسعافات الأولية للمصاب. يتحد الدم مع غاز أول أكسيد الكربون بشكل قوى جداً يفوق بنسبة مائتي (200) مرة عن اتحاده بالأكسجين، وهذا يعنى أن الشخص الذي يتعرض للتسمم يتشبع جسده بكم كبير من أول أكسيد الكربون والكم الأقل يكون للأكسجين اللازم لوظائف الأعضاء الحيوية من المخ والقلب.
والعلاج الوحيد للتسمم هو إحلال الأكسجين في دم المصاب مكان غاز أول أكسيد الكربون، ولابد وأن يتنفس تركيزات عالية من الأكسجين لفترة طويلة من الزمن لمعادلة تأثير التسمم وذلك بوضعه في حجرة بها ضغط عالٍ من الأكسجين بنسبة 100%.
ولتجنب التسمم بمثل هذا الغاز، لابد وأن تكون المنازل مزودة بأجهزة كاشفة لانبعاث غاز أول أكسيد الكربون.
مصادر غاز أول أكسيد الكربون
من الممكن أن يتسرب هذا الغاز، من أياً من المصادر التالية:
- المواقد التي تعمل بالغاز.
- مجففات الملابس التي تعمل بالغاز.
- سخانات المياه التي تعمل بالغاز.
- الأفران الخشبية.
- الشوايات التي تعمل بالغاز أو بالفحم.
- المولدات التي تعمل بالغاز أو بالديزل.
- القوارب التي تعمل بمحرك.
- الدراجات البخارية (الموتوسيكلات).
- أجهزة المسطحات الخضراء التي تعمل بالغاز.
- المدفأة التي تعمل بالغاز أو الزيت.
- بعض أنواع السجائر.
- السيارات
أعراض التسمم بأول أكسيد الكربون
أعراض التسمم بغاز أول أكسيد الكربون تتشابه إلى حد كبير مع الأعراض التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي. من الهام الوضع في الاعتبار حالة التسمم بغاز أول أكسيد الكربون عندما تكون إحدى المصادر السابقة متواجدة حول الشخص المصاب، وسوف تظهر عليه العلامات التالية:
- صداع.
- ارتباك وتشوش ذهني.
- ضيق في التنفس.
- ضعف.
- إرهاق.
- الإحساس بالدوار.
- عدم الثبات في الحركة أثناء المشي.
- غثيان وقيء.
- فقدان الوعي.
- لون الجلد مع حالة التسمم بغاز أول أكسيد الكربون:
بخلاف الحالات التي يحدث فيها نقص الأكسجين في الدم، فإن المصاب بالتسمم من هذا الغاز تقريباً لا يتحول لون جلده إلى اللون الأزرق أو يصبح شاحباً. وقد يتحول الجلد في الحالات الحادة إلى اللون الوردي الفاتح أو الأحمر – لكن هذا لا يحدث في كل حالات التسمم.
إسعاف من تعرض للتسمم بغاز أول أكسيد الكربون
إذا تعرض شخص للتسمم بغاز أول أكسيد الكربون فيجب تقديم الإسعافات الأولية التالية:
- إبعاد الشخص عن المكان الذي يوجد به غاز أول أكسيد الكربون على الفور، من أجل استنشاقه الهواء النقي وإيقاف التعرض للغاز المسبب للتسمم وبالتالى زيادة الحالة سوءًا.
- الاتصال الفوري بسيارة الإسعاف لنقل المصاب إلى أقرب مستشفى، لأن التسمم بغاز أول أكسيد الكربون يحتاج إلى تدعيم التنفس بأجهزة الأكسجين.
- إتباع أساسيات الإسعافات الأولية حتى وصول سيارة الإسعاف.
- البحث عن المصدر الذي ينبعث منه غاز أول أكسيد الكربون وإغلاقه على الفور.