تُشكل المسيحية في ليبيا ثاني أكثر الديانات إنتشاراً بين السكان بعد الإسلام،[1] ويشكل أتباع الديانة المسيحية حوالي 2.7% من مجمل السكان.[2] ويعود الانتشار العلني للمسيحية في المنطقة إلى أواخر الحكم الروماني وبداية الحكم البيزنطي، واعتنق العديد من السكان خاصةً من الأمازيغ الديانة المسيحية وقد بُنيت الكنائس على مساحة المنطقة، وأنتجت المنطقة العديد من الشخصيات الذين كان لهم تأثير كبير في العالم المسيحي، بما في ذلك الإنجيلي مرقسوسمعان القورينيوآريوسوسينيسيوسوفيكتور الأولوإسطفانوس الليبي. لكن بدأ الانتشار المسيحي بالانحسار مع وصول الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي. في عام 1911أُستعمرت ليبيا من قبل إيطاليا، وشهدت الطائفة الكاثوليكيَّة نمواً هائلاً في تلك السنوات، حيث تم بناء العديد من الكنائس الجديدة لصالح الجالية الإيطالية والمالطية المتنامية والتي قامت بالإستيطان في الأراضي الليبية.
أمّا أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية فتقدر أعدادهم بحوالي 100,000 نسمة،[5] معظمهم من المنحدرين من أصول إيطاليّةومالطية والذي يعود تواجدهم في ليبيا إلى الاستعمار الإيطالي، بالإضافة إلى كل من العمال الأوروبيين في الشركات والممرضات الأوروبيات في المستشفيات الليبية.[6] وكذلك يوجد عدد اقل من الأنجليكان وأغلبهم من المهاجرين الأفارقة.
بحسب التقاليد الكنسية المتوارثة فإن القديس مرقس هو مؤسس الكنيسة القبطية ولذلك تسمى «الكنيسة المرقسية». القديس مرقس هو أحد الرسل السبعين الذين اختارهم يسوع وأطلقهم لنقل البشارة. وقد ورد ذكره في سفر أعمال الرسل كأحد مرافقي القديس بولس في أنطاكيةوقبرص، وأحد أتباع القديس بطرس وتلامذته، ومن ثم هو أيضًا كاتب الإنجيل الثاني في العهد الجديد والمنسوب لشخصه عن ذكريات نقلها إليه بطرس. أصل القديس مرقس غير معروف، وإن كانت بعض التقاليد وبعض كتابات آباء الكنيسة تعيده إلى مدينة برقة في ليبيا.[7] وصل القديس مرقس إلى الإسكندرية حسب ما يتفق عليه المؤرخون الأقباط حوالي عام 61 ويرجع البعض الآخر ذلك لعام 55،[8] قادمًا من ليبيا حيث بشّر هناك أولاً بعد أن عاد من روما على ما يذكر ساويرس بن المقفع في كتابه «تاريخ البطاركة».[9]
أخذت المسيحيَّة بالانتشار أولًا بين الأفارقة في برقة وطرابُلس وإفريقية ابتداءً من القرن الثاني الميلادي، وكان أوَّل أقاليم المغرب دُخولًا في المسيحيَّة إقليمُ برقة، وكان للمسيحيَّة فيها تاريخٌ طويل هو جُزءٌ من تاريخ المسيحيَّة في مصر، ثُمَّ انتشرت في إفريقية، وأصبحت هذه الأخيرة من مراكزها الرئيسيَّة، وقامت فيها الكنائس وامتدَّت بِصُورةٍ سطحيَّةٍ على طول الشريط الساحلي في المغربين الأوسط والأقصى حتَّى طنجة.[10] وتُظهر واحدة من أوائل الوثائق التي تسمح لنا فهم تاريخية المسيحية في شمال أفريقيا والتي تعود إلى العام 180 ميلادي: أعمال شهداء قرطاج. وهو يسجل حضور عشرات من المسيحيين الأمازيغ في قرية من مقاطعة أفريكا أمام الوالي.[11] أتى المبشرون بالمسيحية إلى المغرب خلال القرن الثاني، ولاقت هذه الديانة قبولاً بين سكان البلدات والعبيد وبعض الفلاحين. وبرز في تلك الفترة الأسقف سينيوس من بلاغراي (مدينة البيضاء حالياً)، والذي كتب في اللاهوت والخيمياء والشعر والنثر،[12] وكان من الأساقفة المتزوجين.[13]
تنسب الآريوسية وهي مذهب مسيحي، إلى آريوس (حوالي 250 - 336) الذي ولد في قورينا (ليبيا الحاليَّة) وتتمحور تعاليمها المختلفة عن سائر الطوائف في علاقة أقانيم الثالوث الأقدس ببعضها البعض،[14] وطبيعة هذه الأقانيم. في العام 325 اعتبر آريوسهرطوقًا في مجمع نيقية الذي عقده الإمبراطور قسطنطين، وكان قد أدين قبلها في مجمع محلي عقد بالإسكندرية عام 316.[15] ومجمع محلي آخر عقد في أنطاكية عام 320.لكن هذه الإدانة لم تكن نهائية إذ تمت تبرئة آريوس عام 335 في مجمع محلي عقد في صور، إثر اعترافه بصيغة قانون الإيمان الخاص بمجمع نيقية: موجود مع الآب قبل كل الدهور، وإن لم يناقش أو يذكر تتمة هذه العبارة: مساوٍ للآب في الجوهر.[16] وعندما وقعت بلادُ المغرب تحت حُكم قبائل الوندال الجرمانيَّة، ابتدأ فصلٌ جديد من فُصول الصراع الدينيّ، فقد فرض الوندال على الناس مذهبهم الآريوسي الذي يقول بطبيعة المسيح البشريَّة، واضطهدوا النصارى النيقيين وصادروا أملاك الكنيسة وأموالها وحوَّلوها إلى الآريوسيين.[17] ولمَّا استعاد الروم البلاد المغربيَّة من الوندال، أخذت الدولة تعمل على حسم الخلافات الدينيَّة، فاستعاد البيزنطيّون الكنائس المُغتصبة، وثأروا من الآريوسيين أشد الثأر، واضطهدوا الدوناتيَّة وكذلك اليهود،[18] ولكنَّ ذلك لم يمنع انتشار مذاهب جديدة مثل النسطوريَّة القائلة بِثُنائيَّة طبيعة المسيح: الإلهيَّةوالإنسانيَّة.
كانت قواعد انطلاقهم كانت معاقل منتشرة على طول سواحل شمال أفريقيا خصوصًا مدن تونسوطرابلس والمغرب وسلا وموائي. وبالتالي تواجدت جالية مسيحية أوروبية تتكون من الأسرى بشكل خاص؛ وقد تأسست في أوروبا المسيحية عدد من الرهبانيات المسيحية والتي عملت على تحرير الأسرى المسيحيين، ومن بين أبرز هذه الرهبانيات كانت الرهبنة الثالوثية والتي كان هدفها الرئيسي فدية السجناء المسيحيين في شمال أفريقيا وإطلاق سراحهم.[20] وحقق الآباء الثالوثيين الحوار بين الحضارات في بلدان البحر المتوسط والتبادل الثقافي بقبول سلمي وروحي.[21] وتُعد كنيسة سيدة الملائكة في المدينة القديمة بطرابلس والتي بنيت في عقد 1645 أقدم الكنائس في البلاد، بإذن من سلطان الدولة العثمانية.[22]
العصور الحديثة
في عام 1858 تم بناء أقدم حديثة في بنغازي، وهي كنيسة مريم الطاهرة، وقد قام برعايتها الرهبان الفرنسيسكان. امتدح الرحالة الألماني غوستاف نختغال عام 1869 الجالية المالطية التي تسكن الحي الإسلامي أو باب البحر في مدينة طرابلس، وذكر أن أغلب أفرادها يتاجرون في النبيذ والتبغ، ورغم ازدراء الأهالي المسلمين للعنصر المالطي هناك نظرة شائعة بينهم تُشير إلى أن «المالطيين عرب أفسدهم الدم المسيحي».[23] وبحسب الرحالة الألماني، وفد المالطيون إلى بلدان الشمال الإفريقي فقراء، ولكنهم لا يلبثون إلا سنوات قليلة حتى يجمعوا ثروات طائلة بسبب نشاطهم وجديتهم وذكائهم وخبرتهم. وبجانب التجارة كانوا يمارسون الزراعة والملاحة وتربية الماشية، ويشتهرون بكثرة إنجاب الأطفال، وكانوا يُشكلون الطبقة الأوروبية الراقية.[23] في عام 1870 بُنيت «كاتدرائية سانتا ماريا ديلي أنيلي» من قبل الجالية المالطية القاطنة في المدينة والتي كانت متواجدة تحديدًا في منطقة الظهرة في طرابلس.[24] بين عام 1901 وعام 1902، زار الرحالة الإيطالي غوستانيو روسي طرابلس، وذكر أن في طرابلس كنيسة واحدة في المدينة وأخرى في الريف، وأن قبة الكنيسة تعلو كل مآذن المدينة، وهذا ما يثير مشاعر الضيق والتبرم لدى الأهالي الذين لا يطيقون أن تكون الصومعة أعلى من مآذنهم. ومع ذلك قال أنهم متسامحون، إذ تجري ممارسة الطقوس الدينية المسيحية خارج الكنيسة سواء التعميد أو الزواج أو الجنائز من دون مضايقة.[23]
في عام 1911 شنت مملكة إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية واستولت على ليبيا كمستعمرة، وتم تشجيع المستوطنين الطليان على القدوم إلى ليبيا منذ عام 1911 وحتى اندلاع الحرب العالمية الثانية. وشهدت الطائفة الكاثوليكيَّة نمواً هائلاً في تلك السنوات حيث تشكلت من المستوطنين الطليان والمالطيين، حيث تم بناء العديد من الكنائس الجديدة لصالح الجالية الإيطالية المتنامية: في أواخر عشرينيات القرن العشرين، تم بناء الكاتدرائيات الكاثوليكية في طرابلسوبنغازي، وكانت كاتدرائية بنغازي الأكبر في شمال أفريقيا. تركز الكاثوليك في الساحل حول مدينة طرابلس (شكلوا حوالي 37% من سكان المدينة) وبنغازي (شكلوا حوالي 31% من سكان المدينة). وكانت الأقليّة التي تتبع المذهب الكاثوليكي أكبر الأقليات الأجنبية المسيحية في ليبيا إبان الإحتلال الإيطالي للبلاد وقد وصلت أعدادهم إلى 140,000 قبيل الاستقلال، وكانت أكبر جالية كاثوليكية هي المنحدرة من الليبيون الإيطاليّون، وتضاءلت تلك الجالية تدريجيًا مع طرد بقايا الاستعمار في بداية السبعينيات من القرن العشرين لتصل إلى حوالي 35,000 نسمة مع انقلاب 1969 في ليبيا.[25] خلال حقبة ليبيا الإيطالية قَدِم العديد من اليونانيين إلى لبيبا، وقاموا بالاستيطان في المقام الأول في مدينة بنغازي، وعملوا في مجال صياغة الذهب والفضة.
في صيف عام 2014 بدأت أزمة في ليبيا ومعارك دامية بين مليشيات متصارعة، قوات الجيش بقيادة اللواء المتقاعد سابقا خليفة حفتر وبين مليشيات إسلامية، بوجود حكومة المؤتمر الوطني العام المؤقتة ومنتهية الصلاحية في طرابلس وبرلمان يجتمع نواب منه في طبرق،[42] وفي ديسمبر عام 2014 قُتل طبيب قبطي وزوجته في منطقة جارف في سرت، وخطفت إبنتة لهما في الثالثة عشرة من عمرها ووجدت جثتها لاحقا غرب سرت.[43] في عام 2015 قام تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بإعدام 21 مصري قبطي تحت عنوان رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب. حيث بث تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فيديو يُظهر عملية ذبح 21 مصري قبطي على إحدى السواحل يُشار إليها على إنها في ليبيا. وأظهرت الصور معاملة مشينة من عناصر داعش للأسرى، حيث ساقهم واحداً واحداً، وأظهرت إحدى صور تلطخ مياه البحر بلون الدم. في 19 أبريل من عام 2015، أصدر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فيديو آخر قاموا فيه بإعدام حوالي 30 مسيحيًا إثيوبيًا في ليبيا.[44] هناك علاقات سلمية نسبياً بين المسيحيين والمسلمين في ليبيا. ومع ذلك، هناك قيود على النشاط الديني المسيحي، ويُحظر التبشير بين المُسلمين، على الرغم من أن الرجل غير المسلم يجب أن يعتنق الإسلام إذا أراد الزواج من امرأة مسلمة، كما أنَّ الأدب الديني مُقيد.
حاليًا تعتبر الجالية الأرثوذكسية القبطية من كبرى الجاليات المسيحية في ليبيا وأغلبهم من العمالة المصرية الوافدة، وبلغ عدد أقباط ليبيا حوالي 60,000،[4] في حين تقدر عدد أتباع الكنيسة الروسية الأرثوذكسيةوالكنيسة الصربية الأرثوذكسيةوالكنيسة اليونانية الأرثوذكسية بحوالي 10,000 نسمة. أمّا الجالية الكاثوليكية فتقدر بحوالي 100,000 نسمة ومعظمهم من المنحدرين من أصول إيطاليّةومالطية والذي يعود تواجدهم في ليبيا إلى الاستعمار الإيطالي والعمال الأوروبيين في الشركات والممرضات الأوروبيات في المستشفيات الليبية.[6] وكذلك يوجد عدد اقل من الأنجليكان وأغلبهم من المهاجرين الأفارقة. وبحسب دراسة تعود إلى عام 2015 حوالي 1,500 مواطن مسلم ليبي تحول إلى المسيحية.[45]
الطوائف المسيحية
الكاثوليكية
الكنيسة الكاثوليكية الليبية هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحية للبابا في روما، وفقاً لمركز بيو للأبحاث تقدر أعداد أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية عام 2010 بحوالي 100,000 نسمة أو حوالي 1.5% من مجمل السكان،[5] معظمهم من المنحدرين من أصول إيطاليّةومالطيَّة والذي يعود تواجدهم في ليبيا إلى الاستعمار الإيطالي، بالإضافة إلى العمال الأوروبيين العاملين في الشركات والممرضات الأوروبيات العاملات في المستشفيات الليبية.[6] وتعد كنيسة سيدة الملائكة في طرابلس والتي بُنيت في عقد 1645 أقدم الكنائس في البلاد. إبَّان الإحتلال الإيطالي للبلاد ازدادت أعداد أتباع المذهب الكاثوليكي لتصل إلى حوالي 140,000 قبيل الاستقلال، وكانت أكبر جالية كاثوليكية هي المنحدرة من الليبيون الإيطاليّون، وانخفضت أعداد تلك الجالية تدريجيًا مع طرد بقايا الاستعمار في بداية السبعينيات من القرن العشرين. تضم البلاد نيابة رسوليَّة في بنغازيودرنة وطرابلس ومصراتة، ويتعبد كاثوليك البلاد في كنيستين وهي كنيسة القديس فرنسيس في العاصمة طرابلس وكنيسة سيدة الحبل بلا دنس في مدينة بنغازي، والتي يديرها الرهبان الفرنسيسكان.[46]
تتواجد في البلاد جماعات بروتستانتية خمسينية خصوصًا في مدينة طرابلس وبنغازي، وفقاً لتقديرات مركز بيو للأبحاث عام 2010 تضم البلاد على حوالي 10,000 بروتستانتي.[5] وتملك الجماعات البروتستانتية كنائس منزلية والتي هي في المقام الأول مجموعات عبادة تجتمع معًا كل يوم جمعة، بقيادة قساوسة خمسينيين. وعلى الرغم من أن هذه الجماعات لم يُوافق عليها رسميًا من قبل الحكومة الليبيَّة، فإنها تمارس عقيدتها دون أي تدخل من الحكومة. وكذلك تضم البلاد على عدد قليل من الأنجليكان وأغلبهم من المهاجرين الأفارقة. وبحسب دراسة تعود إلى عام 2015 حوالي 1,500 شخص مواطن مسلم ليبي تحول إلى المسيحية، وتحول معظمهم إلى المذهب الإنجيلي.[45]
الأوضاع الحالية
أماكن العبادة المسيحية في ليبيا
يوجد عدد كبير من الكنائس القديمة في المدن الليبية الإغريقية والرومانية والبيزنطية والتي أصبحث اليوم آثاراً، وتتواجد في صبراتةولبدةوطلميثةوتوكرةوشحاتوالبيضاءوسوسةوطبرق. وتواجدت في ليبيا كاتدرائيتان تم بنائهما في فترة الاحتلال الإيطالي للبلاد هما في كاتدرائية طرابلس والتي بُنيت في العام 1928وكاتدرائية بنغازي والتي بُنيت في عام 1937. كاتدرائية طرابلس تلك لم تكن الأولى في المدينة لكن سبقها كاتدرائية كاثوليكية قديمة في المدينة بُنيت في العام 1870 وهي «كاتدرائية سانتا ماريا ديلي أنيلي» والتي أسستها وبنتها الجالية المالطية في المدينة والتي كانت متواجدة تحديدا في منطقة الظهرة في طرابلس.[24]
تعتبر العلاقات بين الغالبية الساحقة من المسلمين الليبيين والأقليات الأجنبية التي تُدين بالمسيحية سلمية بشكل كبير، ويسمح للمسيحيين في البلاد بممارسة عباداتهم وشعائرهم الدينية بحرية. كما تم في أواخر حكم معمر القذافي اقامة عيد القيامة بمدينة البيضاء وشارك نحو مئة من الراهبات والرهبان الأجانب في الاحتفال، وكان ذلك تحت رعاية سيف الإسلام القذافي وبحضور توماس كابوتو سفير الفاتيكان غير المقيم لدى ليبيا وجوفاني مارتينيلي أسقف الكنيسة الكاثوليكية في ليبيا.[41]
كانت قورينائية أو برقة والمنطقة المحيطة بها أو «بنتابوليس»، منطقة إستوطنها الإغريق قديما وكانت المنطقة الغربية منها تشمل المدن الخمس الليبية وكانت تعرف وقتها باسم «بنتابوليس» وضمت قورينا مع مينائها أبولونيا (سوسة حاليا)، يوسبريديس أو بيرنيس أو برنيق (بنغازي حاليا)، باركيوبطولوميس (طلميثة حاليا).[54] وتحولت فيما بعد إلى مقاطعة رومانية. بالإضافة إلى الإغريق والرومان، كان هناك أيضًا عدد كبير من السكان اليهود، ومع انتشار المسيحية، تحول العديد من اليهود والإغريق والرومان من سكان المنطقة إلى المسيحية. وأخذت المسيحيَّة بالانتشار أولًا بين الأفارقة في برقة وطرابُلس وإفريقية ابتداءً من القرن الثاني الميلادي، وكان أوَّل أقاليم المغرب دُخولًا في المسيحيَّة إقليمُ برقة، وكان للمسيحيَّة فيها تاريخٌ طويل هو جُزءٌ من تاريخ المسيحيَّة في مصر، ثُمَّ انتشرت في إفريقية، وأصبحت هذه الأخيرة من مراكزها الرئيسيَّة، كما وكانت برقة مركز أسقفي وثقافي مسيحي مزدهر حتى القرن السابع.[10]
^ ابمُؤنس، حُسين (1410هـ - 1990م). تاريخ المغرب وحضارته من قُبيل الفتح العربي إلى بداية الاحتلال الفرنسي للجزائر (ط. الأولى). جدَّة - السُعوديَّة: الدَّار السُعوديَّة للنشر والتوزيع. ص. 66. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
^Ibn Khaldun, Histoire des Berbères et des dynasties musulmanes de l'Afrique septentrionale, ed. Paul Casanova and Henri Pérès, trans. William MacGuckin, baron de Slane (Paris, 1925-56), 3: 116-17
^"The Catholic Church in Libya". Franciscan Province of St. Paul the Apostle (Malta). Order of Friars Minor - St. Paul the Apostle Province. مؤرشف من الأصل في 2018-01-06.