ترجع العلاقة بين منطقة الإمارات والمسيحية إلى القرن الرابع الميلادي وقد عُثر على آثار لمجتمعات مسيحية في منطقة القصر بالكويت الحالية وصير بني ياس في الإمارات،[7] ويعتقد أن كل هذه الأماكن كانت مرتبطة فيما بينها بالتجارة والحياة الرهبانية وكانت جزءاً من «كنيسة المشرق».[8] وتشير الوثائق التاريخية إلى أن بعض القبائل العربية التي كانت على صلة بمركز المسيحية في الحيرة ربما ساهمت في انتشارها في الخليج، كما أن اضطهاد النساطرة في الإمبراطورية الساسانية بين عام 309 وعام 379 دفع المسيحيين للهجرة خارج الإمبراطورية وربما للخليج.[7] وبعد عام 410 رصد المؤرخون وجوداً مسيحياً مكثفاً في المنطقة ممثلاً في كنائس وأديرة وقساوسة وتركزوا بشكل أساسي في شمال شرق شبه الجزيرة العربية. وفي الجنوب كانت هناك كنيسة بيت قطراية والتي امتد مجالها من أراضي قطر إلى صحار في سلطنة عمان الحالية وقد عُثرَ على آثار لمجتمعات مسيحية في هذه المنطقة أيضاً.[7]
تم اكتشاف أقدم موقع مسيحي في الإمارات العربية المتحدة لأول مرة في التسعينيات من القرن العشرين، وهو مجمع رهباني واسع على ما يعرف الآن بجزيرة صير بني ياس ويعود تاريخه إلى القرن السابع. يُعتقد أن الكنيسة نسطورية وتم بناؤها عام 600، ويبدو أن الكنيسة قد تم التخلي عنها عام 750. وهي تُشكل رابطًا ماديًا نادرًا لإرث المسيحية الذي يُعتقد أنها انتشر عبر شبه الجزيرة العربية من عام 50 إلى عام 350 باتباع طرق التجارة. وبحلول القرن الخامس، كان للمنطقة أسقف اسمه يوحنا وآخر أسقف كان يدعى إتيان، وذلك في عام 676.[10] والمجمع هو من أقدم المعالم المسيحية في الأراضي الإمارتية.[11]
نظراً للقرب الجغرافي بين البحرين وسلطنة عٌمان من ناحية، والإمارات من ناحية أخرى، فقد أصبحت الأخيرة تابعة للمحطتين يتم منهما الإشراف عليها من قبل الإرسالية الأمريكية العربية. وزار صموئيل زويمر الشارقة عام 1900، وتحدث مع الأهالي عن المسيحية والطب وقدم لهم الدواء رغم أنه لم يكن طبيباً مؤهلاً، ثم انطلق إلى دبي وصحار والبريمي. وبعد ذلك، توالت زيارات مبشري الإرسالية لعجمانورأس الخيمة.[19] وجّهت عام 1918 رسائل إلى شيوخ المنطقة تخبرهم فيها عن استعدادها لإرسال أطباء مؤهلين من أجل تقديم خدمات طبية للأهالي. جاء الرد سريعاً عندما طلب شيخ أبو ظبي حمدان بن زايد آل نهيان (1912-1922) من الإرسالية الأمريكية العربية البروتستانتية طبيباً لعلاج عمه من جلطة أقعدته الفراش، فأرسلت له الطبيب بول هاريسون الذي قوبل بحفاوة وأمضى في الإمارة أسبوعاً عالج خلاله مئات المرضى. وأثار ذلك فزع الإنكليز الذين كانوا يسيطرون على سواحل الخليج وفسّروه على أنه تقارب بين الشيوخ وبين الحكومة الأمريكية، خاصةً أن المنطقة مقبلة على عهد بترولي هائل، لذلك سرعان ما فرضت الحكومة البريطانية قيوداً صارمة على تحركات المبشرين.[19]
تتواجد الكنائس في الإمارات في مدينة أبو ظبيوالشارقةودبيوالعينوالفجيرة،[26] ووفقاً لعمر المثنى المدير التنفيذي لقطاع التراخيص والرقابة بهيئة تنمية المجتمع في دبي، تبلغ عدد الكنائس المسيحية في دبي حوالي 11 كنيسة،[27] وفي الشارقة حوالي 15 كنيسة تخدم أكثر من 170 جنسية،[27] وفي أبو ظبي حوالي 17 كنيسة مرخصة.[28] ويلجأ مسيحيون آخرون لقاعات في فنادق لأداء الصلوات والشعائر الكنسية التي تُقام عادة في أيام الجمعة، والظاهرة والتي أسماها تقرير وول ستريت جورنال «الكنائس الفندقية» بدأت قبل بضع سنوات في دبي بعدما نما عدد السكان المسيحيين بشكل يفوق سعة الكنائس المُرخصة.[29] كما توجد في البلاد عدد من المدارس المسيحيةوالكاثوليكية ومنها مدرسة القديس يوسف الكاثوليكية في أبو ظبي،[30] ومدرسة القديسة مريم التابعة للرهبنة الساليزيانية في مدينة الفجيرة،[31] ومدرسة راهبات الوردية في الشارقة.
في 3 فبراير من عام 2019 قام البابا فرنسيس بزيارة الإمارات العربية المتحدة، ليصبح أول بابا كاثوليكي يزور شبه الجزيرة العربية في التاريخ.[32] حيث تشير التقديرات إلى أنه يوجد في الإمارات قرابة مليون مسيحي،[33] كما ويوجد في دبي الكثير من الكنائس وجميعها على أراضٍ تبرع بها الحاكم الحالي الشيخ محمد بن راشد. والطقوس المسيحية في الإمارات لها ما يميزها بإقامة الصلاة الرئيسية يوم الجمعة، فهو يوم العطلة الأسبوعية بالنسبة للكثيرين.[34] وفي 5 فبراير من عام 2019 قاد البابا فرنسيس، قداساً تاريخياً في الإمارات شارك فيه بأكثر من 130 ألف كاثوليكي، تجمعوا في ملعب لكرة القدم بالعاصمة أبو ظبي.[37] ودعا البابا في اجتماع مع رجال دين مسلمين وحاخام قبل القداس إلى إنهاء الحروب في الشرق الأوسط ومنها النزاع المسلح في اليمنوسوريا. وأدان البابا الصراع في اليمن، الذي تشارك فيه الإمارات كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية.[38]
البروتستانتية
تعد البروتستانتية ثاني أكبر الطوائف المسيحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفقاً لمركز بيو للأبحاث عام 2010 قُدرت أعداد البروتستانت بحوالي 100,000 شخص أي حوالي 1.3% من السكان.[35] ومن بين الطوائف البروتستانتية الحاضرة في البلاد كنيسة الإخوة المرحبونوالكنيسة الإنجيلية المشيخية وكنائس التحالف الإنجيلية والسبتيين.[39] لدى السبتيين مكانب تعمل في الإمارات منذ عام 1988.[40] الطوائف الأخرى الحاضرة في البلاد هي الكنيسة الإنجيلية العربية في دبي وكنيسة مدينة دبي وكنيسة دبي المسيحية المتحدة.[41] وتتبع الجالية الأنجليكانية أبرشية قبرص والخليج التابعة للكنيسة الأسقفية في القدس والشرق الأوسط. لا تسمح الحكومة للكنائس بعرض الصلبان خارج مبانيها أو لإقامة أبراج الجرس. وذكر زعماء دينيون بروتستانت أن سلطات الجمارك نادرًا ما تساءلت عن دخول مواد دينية مثل الكتاب المقدس والترانيم في البلاد. في 25 ديسمبر من عام 2007، شارك الهاشمي مستشار الشئون الدينية في احتفالات الكنيسة الأنجليكانيَّة لعيد الميلاد.[25] وفي 25 ديسمبر من عام 2007، شارك مستشار الرئيس للشؤون الدينية علي الهاشمي في احتفالات الكنيسة الأنجليكانية بعيد الميلاد.[25]
يُسمح للمسيحيين والأديان الأخرى أن يكون لهم أماكن عبادة خاصة بهم، لكن لا يُسمح لهم بتحويل المسلمين؛ وتعد الردة من الإسلام جريمة يعاقب عليها القانون.[42] وعلى الرغم من أنه لا يجوز التحول من الإسلام الا أنَّ قدرّت دراسة تابعة لجامعة إدنبرة عام 2014 عدد المسلمين المتحولين للديانة المسيحية في الإمارات بحوالي 200 شخص،[43] كما وقدرت دراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن حوالي 200 مسلم في الإمارات تحول إلى المسيحية خصوصًا للمذهب الإنجيلي.[44]
نظراً للقرب الجغرافي بين البحرين وسلطنة عٌمان من ناحية، والإمارات من ناحية أخرى، فقد أصبحت الأخيرة تابعة للمحطتين يتم منهما الإشراف عليها من قبل الإرسالية الأمريكية العربية. وزار صموئيل زويمر الشارقة عام 1900، وتحدث مع الأهالي عن المسيحية والطب وقدم لهم الدواء رغم أنه لم يكن طبيباً مؤهلاً، ثم انطلق إلى دبي وصحار والبريمي. وبعد ذلك، توالت زيارات مبشري الإرسالية لعجمانورأس الخيمة.[19] وجّهت عام 1918 رسائل إلى شيوخ المنطقة تخبرهم فيها عن استعدادها لإرسال أطباء مؤهلين من أجل تقديم خدمات طبية للأهالي. جاء الرد سريعاً عندما طلب شيخ أبو ظبي حمدان بن زايد آل نهيان (1912-1922) من الإرسالية الأمريكية العربية البروتستانتية طبيباً لعلاج عمه من جلطة أقعدته الفراش، فأرسلت له الطبيب بول هاريسون الذي قوبل بحفاوة وأمضى في الإمارة أسبوعاً عالج خلاله مئات المرضى. وأثار ذلك فزع الإنكليز الذين كانوا يسيطرون على سواحل الخليج وفسّروه على أنه تقارب بين الشيوخ وبين الحكومة الأمريكية، خاصةً أن المنطقة مقبلة على عهد بترولي هائل، لذلك سرعان ما فرضت الحكومة البريطانية قيوداً صارمة على تحركات المبشرين.[19]
الأرثوذكسية
وفقاً لمركز بيو للأبحاث عام 2010 قُدرت أعداد الأرثوذكس بحوالي 100,000 شخص أي حوالي 1.3% من السكان.[35] العديد من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في الإمارات هم من أصول يونانيَّةوروسيَّةوعربيَّة (روم أنطاكيون)، وينتمي الأرثوذكس الشرقيين في الإمارات العربية المتحدة تقليديًا إلى ولاية بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس. وأقيمت الرعايا الأرثوذكسيَّة الشرقية في دبيوأبو ظبي في عام 1980 من قبل قسطنطين باباستيفانو متروبوليتان بغدادوالكويت بين عام 1969 وعام 2014، والذي ترأس روحيًا الجالية الأرثوذكسية الشرقية في الإمارات العربية المتحدة.[45] ومنذ عام 1989، كان يدير الرعية في أبو ظبي الكاهن ستيفانوس نييمه. بعد تقاعد المتروبوليتان قسطنطين في عام 2014، قرر المجمع المقدس لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس إنشاء إكسرخسية للأرثوذكس الشرقيين في الإمارات العربية المتحدة. وفي الوقت نفسه تم تعيين الأسقف المساعد غريغوريوس خوري رئيسًا للإكسرخسية التي تم إنشاؤها حديثًا، قام البطريرك يوحنا العاشر يازجي بزيارة الإمارات العربية المتحدة في ربيع عام 2014 وافتتح بناء الكاتدرائية الأرثوذكسية الجديدة وهي كاتدرائيَّة القديس إلياس في أبو ظبي.[46]
تضم الإمارات العربية المتحدة على مجتمعات مسيحية أرثوذكسية مشرقية منها أتباع الكنيسة الرسولية الأرمنية والتي تملك كنيسة القديس غريغوري المنير في الشارقة، والكنيسة الأرمنية في العاصمة أبو ظبي،[47] ويخضع الأرمن في الإمارات إلى سلطة الكرسي الرسولي في أنطلياس في لبنان. ولدعم وترسيخ ثقافة التسامح بين مختلف الأديان والأعراق، تم افتتاح الكنيسة الارمنية في أبوظبي، وهي تعتبر حالياً رمزاً روحانياً مهماً لأتباع هذه الطائفة.[48] ولدى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سبعة كنائس عاملة في البلاد منها كاتدرائية القديس العظيم الأنبا أنطونيوس في أبو ظبي،[48] والتي تنظم ترانيم ومسرحيات دينية وقداسات عديدة،[48] وكنيسة مار مينا القبطية في دبي،[49] بالإضافة إلى كنائس أخرى في مدينة رأس الخيمةوالعينوالشارقة.[50] وتضم البلاد على جالية من مسيحيو مار توما القادمين من ولاية كيرلا الهنديَّة.
أوضاع اجتماعية
هناك اعتراف رسمي للطوائف المسيحية.[51] كما فإن للمسيحيين الحرية في العبادة وارتداء الملابس الدينية، إن وجدت. ويسمح باستيراد وبيع المواد الدينية، إلا أن المحاولات لنشر المسيحية بين المسلمين غير مسموح بها وغير قانونية. يتواجد في الإمارات كافة الكنائس المسيحية منها الشرقية مثل الكنائس الأرثوذكسية الشرقيةوالأرثوذكسية المشرقية والكنائس المسيحية الغربية مثل البروتستانتية جنًبا إلى جنب مع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.[52] المدرسة الحكومية ليس فيها منهاج التعليم الديني المسيحي.[52] ولا تسمح الحكومة للرجال المسيحيين بالزواج من النساء المسلمات.[53] لا يجوز التحول من الإسلام إلى المسيحية حسب القانون.[53]
بحسب التقديرات يعيش في كل من مدينة أبو ظبيودبي أعداد كبيرة من المسيحيين،[54] وفقًا لتقديرات تعود إلى عام 2014 حوالي 25% من سكان مدينة دبي من المسيحيين.[55] ويتواجد في هذه الدولة الخليجية مئات من الجنسيات الوافدة، ومنذ منتصف التسعينات من القرن العشرين سمحت الحكومة الاتحادية ببناء كنائس،[56] واليوم وصل عددها إلى سبع كنائس علماً أن السلطات المحلية تحظر تداول المنشورات الإنجيلية خارج أماكن العبادة، منعاً من سلوكها طابعاً تبشيريًا. وفقًا لدراسة المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة: إحصاء عالمي وهي دراسة أجريت من قبل جامعة سانت ماري الأمريكيّة في تكساس سنة 2015 وجدت أن حوالي 200 مواطن مسلم إماراتي تحول إلى المسيحية.[57]
الكنائس
يشكل الكاثوليك غالبية المسيحيين في البلاد مع أكثر من 100 ألف شخص، وفي مدينة أبو ظبي بُنيت أربع كنائس، إضافة إلى مركز للجالية الإنجيلية، وكنيسة القديسة مريم في مدينة العين. إضافة إلى كنيسة للطائفة الإنجليكانية والبروتستانت والأقباط الأرثوذكس.[4]
^Malcolm، Russell (2014). The Middle East and South Asia 2014. Rowman & Littlefield. ص. 192–193. ISBN:9780521889520. More than 56% of Dubai residents are Muslims, 25% of the population is Christian and 16% is Hindu. 2% of the population of Dubai has a different religion.