تُشكل المسيحية في سبتة أكثر الديانات اننشاراً بين السكان،[1] ووجدت إحصائية قام بها مركز البحوث الاجتماعية الإسباني لعام 2012؛ أنَّ 68.0% من سكان مدينة سبتة هم مسيحيينكاثوليك.[1]سبتة هي إحدى مدن إسبانيا تقع على القارة الإفريقية مقابل لمضيق جبل طارق، تحدها من الشمال والجنوب والشرق البحر الأبيض المتوسط. ويبلغ عدد سكان سبتة 82,376 نسمة وفقاً لإحصائيات التعداد السكاني 1 يناير2011، وتبلغ مساحتها 19 كم مربع (معدل الكثافة السكانية 4.240,52 نسمة/كم²). ويتألف سكانها من المسيحيينوالمسلمين، مع وجود أقلية يهوديةوهندوسية.
ظلَّت سبتة فيما بعد قرية صغيرة تضم سكان من اللمسلمين والمسيحيين محاطة بالأطلال حتى إعادة توطينها في القرن التاسع على يد ماجاكاس، زعيم قبيلة مجكاسة الأمازيغية.[8] في عصر الدولة الموحدية أشارت مؤلفات مسيحية عن استشهاد دانيال فاسانيلا وعدد من الرهبان الفرنسيسكان في المدينة في عام 1227. بعد استرداد الإسبان للأندلس، أطلق الكرسي الرسولي دعوة للسيطرة على الساحل المتوسطي للمغرب، وقامت الإمبراطورية البرتغالية بالسيطرة على الساحل الأطلسي.
السيطرة الإسبانية
عام 1415، عندما احتلت المدينة، قام البرتغاليون ببناء كاتدرائية القديسة مريم العذراء. وتأسست الأبرشية الرومانية الكاثوليكية في سبتة بعد ذلك بعامين، وتبعت حتى عام 1675بطريركية لشبونة، لكن مع انتهاء الاتحاد الإيبيري اختارت الأبرشية الإرتباط بالملكية في إسبانيا. ومنذ ذلك الحين وحتى 1851، تبعت الأبرشية إدارياً أسقف إشبيلية.[9] وكانت الأراضي حول سبتة تنتمي سابقاً إلى نظام المسيح.[10] واتحدت بها أبرشية طنجة عام 1570.[11] في عام 1851، تم دمج الأبرشية في مطرانية قادس دي سبتة الرومانية الكاثوليكية عند توقيع الكونكوردات بين الكرسي الرسوليوإسبانيا، وتم الاتفاق على إلغاء أبرشية سبتة، ودمجها في أبرشية قادس وسبتة وكان مقرها في مدينة قادسبإقليم أندلسية.[12] ودخلت الاتفاقية حيذ التنفيذ في عام 1879.
أدى مرور الوقت والأضرار التي لحقت بالحوادث الحربية إلى تدمير كاتدرائية مريم العذراء، وفي نهاية القرن السابع عشر تقرر استبدال المبنى بكنيسة جديدة صممها المهندس المعماري خوان دي أوتشوا. بدأت أعمال البناء في عام 1686، ولكن عانت العملية العديد من الصعوبات في السنوات التي تلت ذلك نتيجة الحصار الكبير الذي تعرضت له سبتة، ولم يتم تكريس الكاتدرائية الجديدة حتى عام 1726، عندما تم تكريسها لذكرى انتقال مريم العذراء. وأصبحت الكاتدرائية مقر أبرشية سبتة، وتجمع بين عناصر الباروك والكلاسيكي الجديد.
مع السيطرة الإسبانية على المدينة، ازداد التأثير الثقافي والحضاري للمسيحية على المشهد الاجتماعي والثقافي للمدينة. تحوي المدينة على العديد من الآثار الكاثوليكيّة والمعالم المسيحيّة من كنائس وأديرة، ويعتبر أسبوع الآلام واحد من أهم الأحداث في الحياة الاجتماعية والدينيّة للمدينة. وللمدينة تقاليد أندلسيَّة كاثوليكية عريقة منها تقاليد التطوافات ومواكب أسبوع الآلام ويكون ذروتها في الجمعة العظيمة، تكون المواكب مكونة غالبًا من محفات يحمل كل منها العشرات من الرجال الأشداء يتسابقون في التطوع لنيل هذا التشريف. غطاء المحفة مطرز بالخيوط الذهبية والفضية ومرصع بالأحجار الكريمة. تمثل المحفات حلقات من قصة الصلب والقيامة وتماثيل للعذراء يختلف الواحد عن الآخر في تعبيرات الوجه التي تتراوح ما بين اللوعة والآلم إلى الإستسلام الحزين ثم الرجاء. يتبع المحفات فرق موسيقية يصاحبها أحيانًا صوت أوبرالي ينطلق من إحدي الشرفات المطلة على الطريق.
وجدت إحصائية قام بها مركز البحوث الاجتماعية الإسباني لعام 2012؛ أنَّ 68.0% من سكان مدينة سبتة هم مسيحيينكاثوليك، في حين أنَّ حوالي 28.3% من السكان هم مسلمين، في حين أنَّ حوالي 2.8% من السكان ملحدين ووجدت الإحصائية أنَّ 0.5% من السكان لم يحددوا أي دين.[1]
^Gibb، Hamilton Alexander Rosskeen؛ Johannes Hendrik Kramers؛ Bernard Lewis؛ Charles Pellat؛ Joseph Schacht (1994)، The Encyclopaedia of Islam، E.J. Brill، ص. 690، مؤرشف من الأصل في 2016-05-08.