«وقع إليّ قصيدتانِ من قصائد الصاحب الجليل ( الصاحب بن عبّاد )، كافي الكُفاة أبي القاسم إسماعيل بن عبّاد ـ أطال الله بقاءَه وأدام توفيقه ونعماءَه ـ في إهداء السلام إلى الرضا عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام. فصنّفتُ هذا الكتابَ لخزانة الصاحب المعمورة ببقائه، إذ لم أجد شيئاً آثَرَ عنده وأحسنَ موقعاً لديه من علوم أهل البيت عليهم السلام؛ لتعلّقه بحبلهم، واستمساكه بولايتهم، واعتقاده بفرض طاعتهم، وقوله بإمامتهم، وإكرامه لذرّيّتهم، وإحسانه إلى شيعتهم، قاضياً بذلك حقَّ إنعامه علَيّ، ومتقرّباً به إليه؛ لأياديه الزُّهر عندي، ومِنَنه الغُرِّ لَدَيّ»
و هو كتاب حديثي مهم، يعدّ مصدراً أساسياً لمعرفة أحوال وسيرة وأخبار الإمام الثامن لدى الشيعة أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (148 ـ 203 هـ.)؛ إذ اشتمل على ما ورد مسنداً عنه من روايات في الأحكام والأخلاق، وما تناول شؤون الحياة كافّة، ومسائل جمّة ونكات مهمّة، علمية وتاريخية وفقهية وكلامية وأدبية في جزئين احتويا على تسعةٍ وستّين باباً.
منهج المؤلف
تدرج المؤلّف في عرضه العام وفهرسته الشامل لتاريخ الإمام الرضا ـ بعد بيانه العلّة الّتي من أجلها سمي الإمام بالرضا ـ منذ ولادته ونشأته، وأخبار إمامته، جملة وتفصيلا، وحتّى وفاته ومدفنه ومراثيه، وثواب زيارة قبره، وبعض كراماته، مضافاً إلى ما يتخلل ذلك من حديث الإمامة والنصوص الدالّة على إمامته، وتفنيد مزاعم الواقفة بالبحث عن أسباب الوقف، وعلّة بقاء جماعة من الواقفة على مقالتهم.
ثمّ ما جاء عن الإمام من الأخبار، وفيها طائفة من مروياته عن آبائه (عليهم السلام)في مختلف الحِكَم والأحكام، والسنن والآداب، وذكر مجالسه مع أهل الأديان، وأرباب المقالات والفرق ممّن كان البلاط المأموني يجمعهم، أو يستدعيهم للمحاججة، وما صدر عنه في بعض حكم التشريع، كأجوبة مسائل محمّد بن سنان، ومسائل الفضل بن شاذان، وحقيق بالثانية أن تعد رسالة بمفردها.
ولمنزلته العلمية كتبت له عدّة شروح وعليه عدّة تعليقات قيّمة.
أهمية الكتاب
عيون اخبار الرضا له مكانة خاصة في المصادر الروائية ومجموعة أحاديث الشيعة.و العديد من الكتب القيمة الشيعية كبحار الأنوار تشير اليه ومدحه ميرداماد أحد كبار الفلاسفة في أصفهان بقوله:[1]
عيون أخبار الرضا صيقل تجلو عن القلب صداء الكرب
لم يبد للدهر نظيرا لها لناظر في الشرق والغرب
و كل فن في أساليبها يكفيك في تخلية السرب
كالشمس من نور الهدى مشرق بالسلم يقضي وطر القلب
لقد ذكر المؤلف عصمة الأنبياء في هذا الكتاب، ولولا الروايات التي قد وردت في هذا الكتاب عن عصمة الأنبياء وردود الإمام علي بن موسى الرضا لشبهات مأمون والنقاد والباحثين من مختلف الطوائف حول العصمة، لبقى موضوع عصمة الأنبياء في غموض.[2]
الشروح
لقد كتبت له عدة شروح وتعليقات فمنها:
شرح علي أصغر بن سيد حسين حكيم بن سيد علي شوشتري
شرح محمد علي حزين بن شيخ أبو طالب الزاهدي الكيلاني