الهداية هو كتاب فقه شيعي من كتب الشيخ الصدوق والكتاب الوحيد الذي كان يذكره ابن النديم من بين جميع مؤلفات الشيخ الصدوق، هو اسم الكتاب كما ذكره مؤلفه في كتاب المعتقدات الذي هو من تأليفه أيضا مما يدل على أن هذا الكتاب قد سبق المعتقدات تأليفا، اهتم الفقهاء والكتاب كثيرا بهذا الكتاب الذي دونت الفروع فيه والأصول فكانوا يتلقون بعض عبارات الشيخ الصدوق كتلقيهم للحديث وذلك لكون العلماء القدماء في كتبهم الفقهية عند تبيين الأحكام كانوا ينقلون بعضا من الحديث ثم يزيدون عليه نصوصهم الفقهية كما هو الحال في هذا الكتاب.[1]
المكانة العلمية
يعد هذا الكتاب من أشهر الذخائر الفقهية والروائية للإمامية وتعد الشهرة الواسعة لهذا الكتاب خلال القرون الماضية ومقامه الرفيع في كتب الفهارس والرجال والمراكز الحوزوية العلمية والدينية وانتسابه إلى الشيخ الصدوق من أبرز سمات هذا الكتاب، وكان للفقهاء الكبار اهتمام خاص بهذا الكتاب فاسندو إليه ونقلوا منه كما في كتاب كشف اللثام[2] ، الحدائق الناظرة[3] ، رياض المسالك، مستند الشيعة[4] ، بحار الأنوار[5] ، جواهر الكلام.[6][7]
تأريخ النشر
طبع هذا الكتاب لأول مرة ضمن كتاب الجوامع الفقهية في سنة 1276 قمري [8][9] ، وطبع بعد ذلك في إيران سنة 1377 قمري وفي بيروت سنة 1414 قمري مع كتاب المقنع.[10]
المخطوطات
أشير في كتاب الذريعة إلى سبع نسخ مخطوطة من هذا الكتاب هي:
وفي كتاب مقدمة لفقه شيعة تمت الإشارة إلى إحدى عشرة نسخة أهمها مخطوطة مدرسة البروجردي في سنة 687 قمري ومخطوطة لوس آنجلس في سنة 776 قمري.[12]
هيكلية الكتاب
باب ما يجب أن يعتقد في التوحيد؛ يبتدأ الكتاب ببيان وجوب الاعتقاد بوحدانية الله وصفاته وكيفية معرفته واعتقاد الشيعة بصفاته، وتوضيح وتفسير بعض آيات القرآن من نظير «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ الْسَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ»، «وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى» ويسعى لإبعاد الشيعة عن التجسيم.
باب الإمامة؛ يبين أن الإمامة حق كالنبوةوالتوحيد، وأن منكرها منكرا للنبوة ومنكر النبوة منكرا للتوحيد، وأن الله جعل لكل نبي إمام يتم تعينه وتنصيبه من قبل الله، والدليل الذي يثبت وجوب إطاعة النبي هو ذاته يثبت وجوب إطاعة الإمام، ويتمتع الإمام بنفس فضائل النبي ما عدا النبوة.
باب معرفة الأئمة الذين هم حجج الله؛ وفيه تعداد أسماء اثنى عشر إمام وصفاتهم مثل أولو الأمر الذين فرض الله طاعتهم، شهداء على الناس، المطهرين من الرجس حسب اعتقاد المسلمينالشيعة.
باب التقية؛ يعتقد المؤلف بوجوب التقية في ظل الحكومة الظالمة ومن يتخلف عنها فقد خالف مذهب الإمامية وتاركها كتارك الصلاة بعد ذلك يشير إلى لوازم وشرائط التقية.
باب الإسلام والإيمان؛ يوضح المؤلف أن الإسلام هو نطق الشهادتين باللسان، والإيمان يكون بالقلب، والعمل الصالح بالأعضاء، وعليه فإن كل مؤمن مسلم ولكن ليس كل مسلم مؤمن، ثم يستدل بالآيات القرآنية على بيان الفرق بين الإيمان والإسلام.