كانت الحرب العالمية الثانيةأكثر الصراعات العسكرية دموية على مر التاريخ والذي قُدّر إجمالي عدد ضحاياها بأكثر من 601 مليون قتيل مثلوا في ذلك الوقت أكثر من 2.5% من إجمالي تعداد السكان العالمي كما توضح الجداول أدناه الخسائر البشرية التي عانتها لكل دولة من دول العالم على حدى.
إجمالي القتلى
تختلف التقديرات النهائية لإجمالي عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية وإن تراوحت جميعها بين 50 مليون إلى أكثر من 10 مليون[1] في حين تشير المصادر الموجودة بهذا المقال إلى أن إجمالي عدد الضحايا يتراوح ما بين 62 وحتى 78 مليون قتيل مما يجعل الحرب العالمية الثانية أكثر الصراعات العسكرية دموية على مر التاريخ بحسب لإجمالي عدد القتلى وليس بنسبة القتلى من إجمالي عدد السكان.
كما يتم إعطاء نطاق محدد للضحايا وذلك عند اختلاف المصادر العلمية في تحديد عدد قاطع للضحايا في أي بلد كان مما يلفت نظر القارئ إلى أن الأعداد المذكورة لا تزال محل شك، ومع ذلك فإن أعداد الضحايا من المدنيين تتراوح ما بين 40 وحتى 52 مليون نسمة؛ 13 وحتى 20 مليون منهم لقوا حتفهم نتيجة أمراض أو مجاعات ذات علاقة مباشر بالحرب في حين تراوحت الخسائر في صفوف العسكريين ما بين 22 وحتى 25 مليون فرد بما في ذلك قرابة 5 ملايين أسير ماتوا في الأسر أثناء الحرب.
الدراسات التاريخية الحديثة
من جانبها ألقت الدراسات التاريخية الحديثة الضوء على جوانب عدة بخصوص خسائر الحرب العالمية الثانية لم يلتفت إليها من قبل؛ حيث أظهرت أبحاث أُجريت في روسيا[2] منذ تفكك الاتحاد السوفيتي إلى أن الإحصاء الأقرب للدقة لإجمالي الخسائر البشرية السوفيتية إبان الحرب تبلغ 26.6 مليون فرد في مجمل محيط الحدود السياسية للاتحاد السوفيتي مع نهاية الحرب،[3] كما أصدر معهد التذكير الوطني البولندي دراسة مماثلة في أغسطس من عام 2009 تشير إلى أن عدد الضحايا من البولنديين يتراوح ما بين 5.6 وحتى 5.8 مليون فرد.[4]
من جانبه أصدر المؤرخ العسكري الألماني روديغر أوفرمانس دراسة عام 2000 أشار فيها إلى 5.3 مليون فرد هو إجمالي عدد الخسائر البشرية في صفوف القوات المسلحة الألمانية خلال فترة الحرب،[5] كما اعتمدت أعداد ضحايا دول الكومنولث البريطاني في هذا المقال وفقا لدراسات أجرتها لجنة مقابر الكومنولث العسكرية،[6] كما تتضمن الإحصائيات هاهنا الخسائر البشرية الناجمة عن المجاعات التي أحلّت ببعض الدول المنخرطة في الحرب والتي قدرت بنحو 4 وحتى 12 مليون نسمة في دول عدة مثل الصين وإندونيسيا وفيتنام والفلبين والهند والتي غاليا ما يتم حذفها من تعداد خسائر الحرب العالمية الثانية.[7][8]
تصنيف الخسائر
من جانبها عانت بعض الدول بشكل أكبر بكثير من مثيلاتها من ويلات الحرب وتحديدا فيما يختص بـالضحايا المدنيين، حيث تسرد الخرائط التالية عدد الضحايا في كل دولة ملحقة بإجمالي التعداد السكاني في ذلك الحين لتسهيل المقارنة بين عدد الضحايا ونسبتة من العدد الإجمالي للسكان، في حين تتضمن الإحصائيات العسكرية عدد الوفيات أثناء المعارك (ق.ف.م.) كذلك عدد الأفراد المفقودين أو الذين لم يستدل عليهم (ف.ف.م.) أثناء وبعد تلك المعارك، كذلك الخسائر الناجمة عن الحوادث أو الأمراض أو حالات وفاة أسرى الحرب في الأسر، في حين تشتمل إحصائات الخسائر المدنية على أعداد حالات الوفاة الناتجة عن القصف الإستراتيجيوضحايا الهولوكوستوجرائم الحرب اليابانيةوتهجير السكان في الاتحاد السوفيتي علاوة على جرائم الحرب الأخرى وحالات الوفاة الناتجة عن مجاعات ذات صلة مباشرة بالحرب أو المجهود العسكري للدولة ذات الشأن، ولا يزال تحديد أو تقدير عدد الضحايا الناجم عن أي صراع عسكري من العمليات التي يحيطها لغط شديد، فعلى الرغم من وضع المؤرخون لعدة تقديرات مسبقة حول عدد الضحايا خلال الحرب العالمية الثانية[9] يبقى التداخل في تعريف المصطلحات الأساسية للتفرقة بين الخسائر العسكرية من جانب ونظيرتها المدنية كنتيجة مباشرة للحرب أو بسبب الأضرار الجانبية للحرب نفسها من جانب آخر أمرا معوقا للخروج بإحصائيات واضحة وتحديدا فيما يتعلق بالبلاد التي عانت من خسائر فادحة في الأرواح كالاتحاد السوفيتي والصين وبولندا وألمانيا ويوغوسلافيا والتي لم تمكننا المصادر سوى من تقدير إجمالي الخسائر البشرية الناجمة عن الحرب ووضع تقديرات تقريبية لعدد الضحايا الناتج عن الأنشطة العسكرية والجرائم ضد الإنسانية والمجاعات المتعلقة بالحرب، كما تعطي الحواشي المرفقة بالمقال معلومات تفصيلية عن عدد الضحايا ومصادر تلك المعلومات بالإضافة إلى بيانات عن عدد المصابين مع تحديد المصادر المعتمدة متى وجدت.
إجمالي الخسائر البشرية
الخسائر البشرية خلال الحرب العالمية الثانية حسب الدولة
(عندما يكون عدد الوفيات في دولة معينة مُختلفٌ عليه، يكون نطاق هذه الخسائر معطى)
(مصادر هذه الارقام موجودة في الحواشي)
الدولة
إجمالي السكان 1/1/1939
القتلى من العسكريين
القتلى المدنين بسبب الافعال العسكرية والجرائم ضد الانسانية
القتلى المدنين بسبب المجاعة والامراض العائدة إلى الحرب
اجمالي عدد القتلى
القتلى بالنسبة المئوية % نسبةً إلى عدد سكان عام 1939
الخسائر العسكرية تتضمن القتلى من القوات المسلحة من الاسباب القتالية وايضا من الاسباب غير القتالية. قتلى قتال البارتيزان (عسكرية) والمقاومة تم تضمينهم مع الخسائر العسكرية. قتلى اسرى الحرب والمفقودين في المعركة أيضا تم تضمينهم في الخسائر العسكرية.[11][12][13]
القوات المسلحة لمختلف الدول تمت معاملتها ككيان مستقل، على سبيل المثال القتلى من النمساويين والفرنسيين والمواطنين الاجانب في الفيرماخت في اروبا الشرقية ومن اصول ألمانية تم تضمينهم في الخسائر العسكرية الألمانية.[14][15][16]
احصائيات الضحايا الحقيقي الذي أُصدر من قبل حكومات الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، لا تعطي تفاصيل عن الاصل القومي أو السلالة أو الدين الخاص بهذه الضحايا.[15][17][18]
يتراوح اجمالي الضحايا حول العالم في اثناء الحرب العالمية الثانية بين الـ60,000,000 ضحية و الـ85,000,000 ضحية، من بينهم 22,000,000 ضحية عسكرية وفي دراسات 30,000,000، وما بين 19,000,000 إلى 30,000,000 ضحية مدنيين وعسكريين خارج العمليات العسكرية وهي جرائم مصنفة كجرائم إبادة جماعية مثل التطهير العرقيومعادات السامية أو جرائم ضد الإنسانية، ومابين 19,000,000 ضحية إلى 25,000,000 ضحية مدنية قضوا بسبب الأمراض والكوارث التي سببتها الحرب.
تشير بعض الدراسات إلى أن الاتحاد السوفيتي خسر ما يزيد على 20,000,000 ضحية في فترة الحرب، وحسب احصائية وزارة الدفاع الروسية في عام 1993م إن عدد القتلى العسكريين 8,800,000 ضحية [22][23] ، وتختلف الدراسات في تقدير عدد الضحايا المدنيين السوفيت بسبب اتساع نطاق الأراضي السوفيتية وتعدد الاعراق والقوميات في الأراضي التي خضعت للاتحاد السوفيتي ويمكن تقديرها بما يزيد على 12,000,000 ضحية بين قتلى التطهير العرقي وضحايا الامراض والكوارث.
ضحايا الهولوكوست
قام النظام النازي بعمليات واسعة لإبادة بعض الاعراق مثل اليهودوالغجر واستعمل النازيون سياسة القتل الرحيم ببعض المعاقين ذهنيا وجسديا، وتمت عمليات الإبادة بشكل ممنهج خارج عمليات القتال، ووصل عدد الضحايا إلى عدة ملايين، وبالإضافة إلى القتل فقد نفذ النازيون تجارب بشعة على ضحايا حية بحجة البحث العلمي.[24]
جرائم الحرب اليابانية
قام الجيش الامبراطوري الياباني بالعديد من المذابح في مختلف دول الشرق الاقصىوغرب المحيط الهادي، وتعتبر مذبحة نانجنغ في الصين من أكبر المذابح التي عصفت بزهاء ربع مليون ضحية خارج عمليات العسكرية، وكذلك قامت القوات اليابانية الامبراطورية بقتل العديد من الضحايا بأساليب البحث العلمي لطوير الاسلحة البيولجية والكيميائية وتعرف بعمليات الوحدة 731، كما وتعرض بعض الضحايا إلى الاغتصاب واستخدم البعض في تفجير حقل ألغام.
توريط المستعمرات
من ابشع الجرائم التي حدثت في الحرب العالمية الثانية هو الزج بالمستعمرات في أتون هذه الحرب التي لا تعنيها، وكان أكثر من فعل ذلك هو فرنسا وبريطانيا لشساعة مستعمراتهما. ومن ذلك أن الكثير من أراضي المستعمرات كانت مسرحا لحروب طاحنة، كليبيا ومصر وتونس، التي كانت ميدانا ساخنا للحرب بين الحلفاء والمحور، ومن وأشهر هذه المواجهات هي معركة العلمين التي شكلت منعطف خطير في تاريخ الحرب العالمية، وكذلك زج بأبناء المستعمرات في الجبهات، وقد ذكر الرئيس الجزائري السابق أحمد بن بلة، الذي كان أحد ضحايا هذا التجنيد، انهم كانوا يذهبون للقتال في 125 رجلا فيقتل مئة وينجوا خمسة وعشون، وقد تحدث المناضل الجزائري مصالي الحاج كيف كانت الأمهات الجزائريات يبكون أمام الثكنات: اتركوا أبناءنا. وفي الجزائر جند سبعون ألفا في جبهات القتال وثمانون ألفا في المصانع لخدمة المجهود الحربي، وللأسف لا توجد إحصائيات توضح مدى خسائر المستعمرات عامة ولكن من المؤكد أنها تحملت العبء الأكبر كون أهلها مستعمَرين لا حقوق لهم.
وكذلك عمد المستعمر إلى استغلال خيرات المستعمرات وتوجييها لخدمة مجهود الحرب، وذكر المناضل الجزائري فرحات عباس أن الناس في الجزائر، كانت لا تجد حتى ما تلبس ووصل الأمر إلى حدوث مجاعات كبرى في هذه البلدان وأصبح الناس يتغذون على الحشيش.
التهجير في الاتحاد السوفيتي
الخسائر العسكرية بحسب أفرع الخدمات
خسائر الكومنولث العسكرية
الخرائط والرسوم البيانية
عدد القتلى حسب كل دولة مع إجمالي عدد السكان والنسب المئوية للقتلى مع مخطط دائري للنسب المئوية للضحايا العسكريين والمدنيين لدول الحلفاءوالمحور من إجمالي ضحايا الحرب العالمية الثانية.
القتلى العسكريين والمدنيين لدول المحور والحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية.
نسبة القتلى العسكريين بكل دولة من دول المحور من إجمالي الخسائر العسكرية.
القتلى العسكريين في صفوف قوات المحور والحلفاء حسب السنة ومسرح العمليات.
^Rűdiger Overmans. Deutsche militärische Verluste im Zweiten Weltkrieg. Oldenbourg 2000. ISBN 3-486-56531-1
^[1] Commonwealth War Graves Commission-Annual Report 2009-2010. Finances, Statistics and Service, p. 19 "نسخة مؤرشفة"(PDF). مؤرشف من الأصل في 2011-04-05. اطلع عليه بتاريخ 2018-02-07.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^Michael Ellman and S. Maksudov, Soviet Deaths in the Great Patriotic War:a note – World War II – Europe Asia Studies, July 1994
^U.S. Bureau of the Census The Population of Poland Ed. W. Parker Mauldin, Washingn, D.C., 1954 p. 187
^Gregory Frumkin. Population Changes in Europe Since 1939, Geneva 1951. p. 119
^Waller Wynne The population of Czechoslovakia United States, Bureau of the Census, International population statistics reports. Washingn, D.C., U.S. Govt. Print. Off., 1953. p. 8