البابية

البابية
بيت الباب الشيرازي في شيراز,إيران وهو المكان المقدس في الديانات الثلاثة البابية والازلية والبهائية وقد تم ازالته من قبل الحكومة الإيرانية
بيت الباب الشيرازي في شيراز,إيران وهو المكان المقدس في الديانات الثلاثة البابية والازلية والبهائية وقد تم ازالته من قبل الحكومة الإيرانية
بيت الباب الشيرازي في شيراز,إيران وهو المكان المقدس في الديانات الثلاثة البابية والازلية والبهائية وقد تم ازالته من قبل الحكومة الإيرانية
العائلة الدينية ديانات توحيدية.
المؤسس علي محمد رضا الشيرازي
تاريخ الظهور القرن التاسع عشر.
مَنشأ شيراز  إيران
الأماكن المقدسة بيت الباب الشيرازي، شيراز،  إيران
العقائد الدينية القريبة الإسلام، اليهودية، المسيحية، الصابئية المندائية، السيخية، الزرادشتية، البهائية .
الامتداد اقليات في  العراق

 قبرص  إيران  أستراليا

وبلدان اخرى

بابية

شخصیات مهمة

الباب
حروف حي
حسين بشروئي
القدوس
قرة العين القزوينية
صبح الازل

كتب
كتاب البيان العربي  · كتاب البيان الفارسي

قيوم الأسماء  · منتخبات من كتابات الباب

طقوس واماكن ومقدسة

بيت الباب الشيرازي · المحافل الروحانية

تاریخ وتقويم

تاريخ البابية  · الشيخ أحمد الأحسائي  · الشيخية  · تقويم بديع

انظر أيضا

ازلية
بهائية


 بوابة الأديان

البابية أو الدين البابي أو الدعوة البابية هي دعوة نادى بها ودعا إليها السيد على محمد الشيرازي الملقب بـــــ «الباب»، أي باب معرفة الله. فقد كان يرمي الباب من ذلك اللقب إلى كونه فاتحة وبشيراً لظهور أعظم من ظهوره حيث أعلن أنه سيأتي من بعده فيما لا يقل عن ألف سنة، إلا أن عامة الناس فهموه حسب المعتقدات الشيعية على أنه الواسطة بين القائم الموعود والناس. وفي الواقع لم يحتمل بعض أتباعه لمّا سمعوا أنه هو القائم نفسه، فتخلّوا عن إيمانهم أو تزلزلوا.[1] والدعوة البابية ظهرت في إيران في القرن الثالث عشر الهجري أو التاسع عشر الميلادي كديانة جديدة مستقلة عن الديانات السابقة لها، لكنها حلقة في سلسلة تتابع تلك الديانات؛ وهي باعتقادهم أيضاً خاضعة لمفهوم التطور بتعاقب رسالات الله للبشرية، ولذا لا تكون البابية آخر مراحل تجلي نزول الوحي الإلهي للإنسانية، أو آخر ما تستحقه الإنسانية من الرسالات السماوية. فكانت هذه الدعوة تقول إن الباب قد جاء ليمهد الطريق لمن سماه «من يظهره الله» أي بظهور بهاء الله الذي ذكر أن بمجيئه ستتحقق نبؤات الأديان السابقة بعد ألف سنة على الأقل، وقد أدعى أحد أتباعه لقب «بهاءالله» وهو ميرزا حسين علي نوري والذي أسس فيما بعد الديانة البهائية.[2]

خلفية

يعتقد المسلمون السنّة أن من أشراط الساعة خروج المهدي آخر الزمان، فيملك سبع سنين، يملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، وتخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويفيض المال[1] ؛ وعلى الجانب الآخر، يعتقد المسلمون الشيعة بأنّ المهدي (الإمام الثاني عشر) حي منذ سنة 255 هـ، وأنه سيظهر ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وقد ظهرت مدرسة فكرية تعرف بالمدرسة الشيخية، وهي فرقة متشعبة عن طائفة الشّيعة الإثنيّ عشريّة الإسلاميّة أسسها الشيخ أحمد الأحسائي وتبعه في ذلك تلميذه السيد كاظم الرشتي. وقد علّما أتباعهما بأن قدوم الموعود بات قريبا جدا فهيأهم لظهوره. فكان معظم البابيين الأوائل من أتباع مذهب الشيخية.[3] ويُنسب لهذه المدرسة الاعتقاد بقرب ظهور المهدي، فيقول أصحاب هذا الإدّعاء بأن الأحسائي كان يدعو لانتظار المهدي ويبشر بقرب ظهوره بمناسبة انقضاء ألف سنة على غيبته، وقام بجولة على أتباعه في إيران فكان يقول لهم في كل قرية يمر بها: أنِّ المهدي على وشك الظهور. وعندما قربت وفاته أوصى بأن يتسلم كاظم الرشتي قيادة أتباعه من بعده، حيث واصل الرشتي ما أوصاه به أستاذه من التبشير بقرب ظهور المهدي، وقبل شهور من حلول الموعد الذي نسبه البعض إلى توقعه الأحسائي لظهور المهدي وهو عام 1260 هـ (كان يصادف بداية عام 1844 م) مَرِضَ الرشتي المرض الذي مات فيه فرفض الوصية إلى أحد بقيادة الشيخية من بعده، واعتذر لذلك بقرب ظهور المهدي.[4] والشيعة عامًة والشيخية خصوصًا يُكذّبون هذا الإدعاء ويستبعدون أن يكون للأحسائي أو الرشتي أيّ دورٍ في الدعوة للبابية ومن بعدها البهائية.[5]

بدء الدعوة

في الخامس من جمادى الأولى سنة 1260ه (22 أيار سنة 1844م)، أعلن الباب دعوته، وأول من آمن به هو الملا حسين بشروئي الذي كان من تلامذة أحمد الأحسائي وكاظم الرشتي، ثم آمن به سبعة عشر شخصاً آخرين، وقد عرف هؤلاء بـ”حروف الحي“. وقد عارض العديد من الشيخية هذه الدعوة وكذبوا دعوة الباب.[4]

أثار انتشار الدعوة البابية مخاوف الحكومة الإيرانية والسلطات الدينية هناك، وقامت مناوشات عديدة بين الحكومة وأتباع الباب، وفي النهاية قامت الحكومة بإعدام الباب في سنة 1850 بعد أن سجنته في قلاع أذربيجان لعدة سنوات.

وصية الباب لصبح أزل وولايته

كانت وصية الباب أن يخلفه من بعده الميرزا يحيى صبح أزل، حيث جاء في مقدمة كتاب وصيته ما يلي:

«يا اسم الأزل فاشهد على أن لا إله إلا أنا العزيز المحبوب...[6]»

بعد إعدام الباب مؤسس الديانة البابية، ادعى 25 رجل من اتباعها انه من يظهره الله وانه الموعود الذي بشر به الباب، وأشهر مدعين هذه الصفة هم:

حدث الخلاف بعد ذلك بين صبح أزل وأخيه حسين علي نوري (بهاء الله) والآخرين الذين أدعوا انهم من يظهره الله على زعامة البابية وقد فسر بهاء الله واتباعه وصية الباب بالبابية إلى يحيى صبح الأزل بأنها خطة لتحويل أنظار الناس عن بهاء الله لخوفهم عليه في ذلك الوقت، وقد انقسمت البابية في هذا الوقت لعدة فرق على حسب كل من أدعى انه من أظهره الله بعد الباب، واشهر تلك الفرق هي البابية الأزلية أتباع يحيى صبح أزل، والبهائية أتباع حسين علي بهاء الله، والأسدية أتباع ميرزا أسد الله خويي (إلا أن صبح أزل لم يدعي أنه مظهر إلهي ولكنه كان الخلفية الذي عينه الباب لولاية أمر البابية).

ولما اشتد الخلاف بين صبح أزل وبهاء الله أبعدتهم الحكومة العثمانية إلى مدينة أدرنة التركية. واثناء تلك الفترة حدث نزاع كبير بين كلا الطرفين (الأزليين والبهائيين) فادعى البهائيون ان صبح ازل وراء العديد من الاغتيالات لأعدائه.بالإضافة إلى الادعاء ان صبح ازل حاول دس السم لأخيه بهاء الله. ومن الجانب الآخر قالت بعض المصادر البابية الأزلية بنفس الادعائات التي قالها عنهم اتباع البهاء ونسبوها لبهاء الله وان البهاء حاول دس السم لاخيه غير الشقيق صبح ازل.

وكان نتيجة ذلك الصراع ان قامت السلطات العثمانية بنفي كلا الحزبين بعيدا عن بعضهما (نظرا لتكوينهم الفتن في المجتمع). ففي عام 1869 قامت السلطات العثمانية بنفي الأزليين إلى فاماغوستا بقبرص ونفت البهائيين إلى عكا بفلسطين.

بهائية

بعد 19 سنة من إعلان الباب دعوته، إدعى أحد أتباعه حسين علي النوري أنه هو الذي جاء الباب ليبشر به وكان حسين علي قد إتخذ لنفسه لقب «بهاء الله» وقام بدوره بتأسيس الديانة البهائية ويعتبر البهائيون بأن الباب وبهاء الله لهما نفس المقام والأهمية في تأسيس الدين البهائي.

فبعد قيام السلطات في إيران بقتل الباب في عام 1850م بإيعاز من رجال الدين بدأت موجة جديدة من الاضطهاد الدموي للبابيين نتج عنها اعتقال بهاء الله ومصادرة كافة ممتلكاته، وصدرت الأوامر بحبسه مع عدد من البابيين في سجن «سياه جال» والذي كان يعتبر أسوء السجون في إيران. إلا أن هذا السجن شهد بداية الرسالة البهائية، حيث تُجمع المصادر البهائية على أن بهاء الله تلقى الوحي لأول مرة في وهو مقيد بالأغلال في «سياه جال» في عام 1853م.[7]

بعد شهور من السجن قامت السلطات الإيرانية بالتنسيق مع الإمبراطورية العثمانية لنفي بهاء الله وعائلته إلى بغداد والتي شهدت إعلانه العلني لدعوته بحديقة الرضوان في عام 1863م. وعقب إعلانه العلني لرسالته نُفِي إلى إسطنبول ثم أدرنه بتركيا، ومنها إلى عكا في فلسطين حيث وافته المنية في عام 1892م. تنص الكتابات البهائية على أن بهاء الله هو الموعود الذي بشر به الباب وكافة المرسلين من قبل. حمل بهاء الله رسالة جديدة من عند الله إلى البشر مناديا صراحة بمبدأ وحدة الجنس البشري، ومُعلناً تأسيس النظم البديع مؤكداً فيه على العهد والميثاق. فمن خلال آلاف من الآيات والرسائل والكتب التي نزلت؛ وضع بهاء الله الخطوط الرئيسة لإطار عمل يهدف إلى تطور الحضارة العالمية ويأخذ بعين الاعتبار البعدين الروحي والمادي لحياة الإنسان؛ ومن أجل ذلك تحمل السجن والتعذيب والنفي طيلة أربعين عاما.[8]

التعاليم

تدرج نزول الوحي بتعاقب الرسالات السماوية

من التعاليم الأساسية للباب هي استمرارية تتابع الأديان وتطورها تدريجياً على مر الزمان [9] من خلال رسله الذين تتجلى عليهم الكمالات الإلهية تدريجياً في كل دين يأتي. أي أن مع تقدم البشرية عبر العصور، يُرسِل الله تعاليم  جديدة؛ مواكبةً، بذلك، ذلك العصر؛ فتكون التعاليم الإلهية دائمة التقدم وأكثر شمولاً.[10] فظهور كل دين يكون استجابة لاحتياجات الإنسانية، ومتزامناً مع تقبل البشرية لذلك الدين. فكل دين – مقارنةً بما سبقه من أديان - أكثر تقدمًا، لكن كمال تعاليمه الكامنة يتحقق من خلال ظهور الدين التالي؛[11] فعلى سبيل المثال، المسيحية هي كمال اليهودية، والإسلام هو كمال الديانات التي سبقته. ووفقًا لهذا المنطق، فدين الله واحد بتعاقب الأديان كحلقات في سلسلة متصلة إلى أبد الآبدين، ولا وجود لمفهوم خاتِم أو آخِر الأديان.[10] علاوة على ذلك، كتب الباب أن الأديان تأتي تِتْراً في كل كور إلهي (دورة)، وتتعاقب كفصول السنة، لتجديد «الدين النقي» للبشرية.[12] ومفهوم تتابع الأديان وتعاقبها هذا يُنبؤ بنزول الوحي الإلهي برسالات سماوية مُرْتَقَبة ومُقْبِلة لاحقاً بعد الباب.[12] وبشكل أكثر تحديدًا، يذكر الباب أن ثمر دينه يجب أن يكون الاعتراف والإيمان بالمجيء الثاني، شخصية أعظم منه تظهر بعده والتي أشار إليها بـ «من يُظْهِره الله».[13]

مَن يُظْهِره الله

يشير الباب مرارًا وتكرارًا في كتاباته إلى حلول اليوم المنتظر بظهور المجيء الثاني وأشار إليه بـ «من يُظْهِره الله».[14] ويصف هذا المجيء بأنه أصل كل الصفات الإلهية، ويذكر أن أمره هو أمر الله.[15] كما يصف الباب مجيء من يُظْهره الله، قائلاً: «إنّك لو تلوت آية واحدة من آيات من يظهره الله لكان ذلك أفضل من أن تحفظ البيان كلّه عن ظهر قلب لأنّ تلك الآية الواحدة تنجيك في ذلك اليوم، ولكنّ البيان كلّه لن ينجيك». «البيان اليوم في مقام النّطفة وآخر كمال للبيان عند أوّل ظهور من يظهره الله». «مجد البيان وجلاله مستمدّ ممّن يظهره الله».[16]

إن جوهر دعوة الباب والغرض منها، كما أكّد الباب بذاته دائمًا، هو إعداد الناس لمجيء هذا الموعود.[14][17] فقد طلب من أتباعه تحري الحقيقة تحرياً مستقلاً والبحث عن الموعود، والتعرف عليه من واقع أعماله وسماته الجوهرية، دون التقيّد بالموروثات والتقاليد.[14] بل حذرهم من ألّا يخسروا ملكوت الله بحرمان أنفسهم من نعمة الإيمان بالموعود؛ وألا ينقلبوا على أعقابهم ويسلكوا مسلك السابقين حين عارض أتباع الديانات السابقة في كل عصر رسل الله وجادلوهم بالآيات المتشابهات.[14] تحدث الباب عن اقتراب مجيء الموعود وأشار إلى وقت قدومه في سنة التسع والتاسعة عشرة.[18] فقد قال الباب: «راقبوا من مبدإ الظّهور إلى عدد الواحد (19)».[16]  بل إنّه قرّر ذلك في وضوح أكثر حين قال:  «يظهر مالك يوم الدّين في نهاية الواحد (19) وابتداء الثّمانين (1280 هـ)».[16]  ومن شدّة لهفه على ألاّ يصدّ النّاس عن الموعود اقتراب الظّهور الموعود بسرعة قال:  «لو ظهر في هذه اللّحظة لكنت أوّل العابدين وأوّل السّاجدين».[16] ففي عام 1863م، بعد تسعة عشر عامًا من إعلان الباب عن دعوته؛ أعلن بهاء الله برفقة المؤمنين الأوائل من رفقائه في العراق، وفي وقت لاحق في عام 1866 في أدرنة، وبطريقة أكثر انتشارًا؛ أعلن عن دعوته وأنه الموعود الذي وعد به الباب حيث أشار إليه الباب بـ «من يُظْهِره الله».[19] عقب هذا الإعلان، قَبِل كل البابيين تقريبًا دعوته، وآمنوا ببهاء الله، ومنذ ذلك الحين صاروا يُعرَفون بالبهائيين.[20]

تفسير نصوص مقدسة

وفقًا لكتابات الباب، تكشف آثاره الكتابية عن حقائق من المفاهيم الإسلامية والآيات القرآنية؛  حقائق تختلف تمام الاختلاف عن الموروثات الثقافية والاعتقاد السائد بين المسلمين.[21] فيوضح أن معاني مثل «القيامة» و «الجنة» و «النار» لها دلالات مجازية رمزية. ووفقًا لكتابات الباب، فإن مفهوم القيامة ليس نهاية العالم، ولكن نهاية إحدى مراحل التطور البشري، أي نهاية دين من الأديان وبداية الدين التالي له [11] وأن «قيامة الأموات من القبور» تعني اليقظة الروحانية لمن ابتعدوا عن صحيح الدين.[22] ويذكر كذلك أن «يوم القيامة» يشير إلى ظهور رسول أو مبعوث إلهي أي مظهر إلهي جديد من مظاهر أمر الله، ويحاسب الله البشر على قبولهم وإيمانهم بهذا المظهر الإلهي أو رفضهم له.[23][24] الجنة والنار في نظر الباب ليست أماكن للتعذيب الأبدي لبعض الناس، أو مكانًا للمتعة الجسدية والجنسية للآخرين، ولكن لها معاني روحانية. فالجنة هي عرفان الله والرضا بمرضاته وذلك بالإيمان بمن يبعثه الله في ذلك الوقت والعمل بما أوتي في محكم كتابه من أجل ازدهار كمال الإنسان الروحي؛ أما النار، فهي الحرمان منها.[24]

النهوض بحقوق المرأة

بشكل عام، تحرص تعاليم الباب على المساواة بين النساء والرجال؛ فالمرأة والرجل على قدم المساواة في الأحكام والفرائض التي أنزلها الباب.[25] وفي عدد من النصوص على وجه التحديد، خفف الباب بعض الأعباء والأحكام التي فرضتها الشريعة الإسلامية على المرأة؛ وفي ذات السياق، على سبيل المثال، أصبح الطلاق أكثر صعوبة بفرض سنة اصطبار أي تأجيله لمدة اثني عشر شهرًا؛ ولا يُشجع على تعدد الزوجات، ويحرم زواج المتعة.[25][26] كما خفّف القيود الصارمة على التواصل الاجتماعي للمرأة، وأمر الرجال بعدم إيذاء النساء؛ فقد أمر الرجال بمعاملة النساء بأقصى درجات المحبة.[25]  وفي سياقات أخرى، أعطى الباب المرأة أفضلية على الرجل؛ فهناك عقوبة مثلا على كل من يتسبب في حزن شخص آخر وهو بمثابة حزن لله، لكنة يقول إن عقوبة جلب الأسى للمرأة مضاعفة.[25]

ومن تعاليم الباب، بما أن الله يسمو فوق حدود الذكر والأنثى، فإن الله يتمنى «ألا يعلو الرجال أنفسهم على النساء، ولا تتعالى النساء بأنفسهن على الرجال».[27] كما أنه يشجع على تعليم النساء.[28]

تتفق معظم الروايات المعاصرة على أن أحد التأثيرات الاجتماعية الرئيسية لحركة البابيين كان تحسين وضع المرأة. وفضلاً عن ذلك، فقد أشار الباب في كتاباته إلى أن دينه سيؤدي إلى تحسين وضع المرأة من خلال الدعم الذي قدمه لإحدى حروف الحي (الحواريين) البارزة: الطاهرة قُرّة العين.[25] فقد كانت أبرز أنشطة الطاهرة متمثلة في في الظهور كاشفةً عن وجهها بدون حجاب أمام أعين الحاضرين، وتبليغ دعوة الباب؛ وهذا بدوره كان نقطة مفصلية وفارقة في فصل الشريعة البابية عن سابقتها الإسلامية، كما كان له عظيم الأثر في كسر جمود وقيود الموروثات الثقافية والدينية آن ذلك، والتي كانت مصحوبة أحيانًا باحتجاجات وتذمر من بعض البابيين؛ وبرغم أن ما قامت به الطاهرة من إقدام وهِمّة على ما فعلته كان صادماً ومفاجئاً للموروثات الدينية والثقافية آن ذلك، إلا أنها كانت تحظى دائمًا بقبول وإشادة الباب.[25][29]

أزلية

حاول ميرزا يحيى أزل، أخو بهاء الله غير الشّقيق، أن بتبوأ مكانة بهاء  الله وأدعى أنه الشخص الذي أشار إليه «الباب»، فانضم إليه بعض البابيين - الذين لم يقبلوا دعوة بهاء الله - واتبعوا مسلكه، وأُطلق عليهم «الأزليين»، ثم تواروا عن الأنظار حتى تم استيعابهم عمليا في المجتمع الإسلامي.[30]

المراجع

  1. ^ أديب؛ طاهرزاده (2008). تعريب فؤاد عبد الرازق عباس (المحرر). ظهور حضرة بهاء الله، الجزء الثاني. بيروت، لبنان: دار بديع للطباعة والنشر.
  2. ^ شوقي أفندي (2002). القرن البديع. البرازيل: من منشورات دار النّشر البهائيّة في البرازيل.
  3. ^ "عقيدة أهل السنة في المهدي وأدلة خروجه وصفته - إسلام ويب - مركز الفتوى". www.islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 2020-11-03. اطلع عليه بتاريخ 2021-07-05.
  4. ^ ا ب "المرجع الجديد لـ (الشيخية) الفرقة الأم التي أولدت الحركة البابية والبهائية". أحمد الكاتب. مؤرشف من الأصل في 2012-10-29. اطلع عليه بتاريخ 2011-03-23.
  5. ^ ما رأيكم في السيد كاظم الرشتي؟ [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 10 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ الصفحة الأولى من لوح الوصاية للباب نسخة محفوظة 21 ديسمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ أديب؛ طاهرزاده (2000). ظهور حضرة بهاء الله، الجزء الأول. البرازيل: منشورات دار النشر البهائية.
  8. ^ "بهاء الله والميثاق الإلهي | ما يعتقد به البهائيون". www.bahai.org. مؤرشف من الأصل في 2021-01-16. اطلع عليه بتاريخ 2021-07-05.
  9. ^ Amanat، Abbas (1989). Resurrection and Renewal: The Making of the Babi Movement in Iran. Ithaca: Cornell University Press. ص. 245. مؤرشف من الأصل في 2021-03-13.
  10. ^ ا ب Saiedi، Nader (2008). Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb. Canada: Wilfrid Laurier University Press. ص. 243–245. ISBN:978-1-55458-056-9. مؤرشف من الأصل في 2021-04-01.
  11. ^ ا ب Saiedi، Nader (2008). Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb. Canada: Wilfrid Laurier University Press. ص. 256. ISBN:978-1-55458-056-9. مؤرشف من الأصل في 2021-04-01.
  12. ^ ا ب Bausani، A (1999). "Bāb". Bāb - Brill Référence. Encyclopædia of Islam. Leiden, The Netherlands: Koninklijke Brll NV. مؤرشف من الأصل في 2014-10-24. اطلع عليه بتاريخ 2021-06-04.
  13. ^ Saiedi، Nader (2008). Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb. Canada: Wilfrid Laurier University Press. ص. 344–351. ISBN:978-1-55458-056-9. مؤرشف من الأصل في 2021-04-01.
  14. ^ ا ب ج د Saiedi، Nader (2008). Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb. Canada: Wilfrid Laurier University Press. ص. 290–291. ISBN:978-1-55458-056-9. مؤرشف من الأصل في 2021-04-01.
  15. ^ Smith، Peter (2000). "He whom God shall make Manifest". A concise encyclopedia of the Baháʼí Faith. Oxford: Oneworld Publications. ص. 180–1. ISBN:1-85168-184-1. مؤرشف من الأصل في 2021-04-15.
  16. ^ ا ب ج د رباني، شوقي. "مكتبة المراجع البهائية - القرن البديع٬ صفحه ۵۲". reference.bahai.org. دار النشر البهائية في البرازيل. مؤرشف من الأصل في 2021-06-04. اطلع عليه بتاريخ 2021-06-04.
  17. ^ Saiedi، Nader (2008). Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb. Canada: Wilfrid Laurier University Press. ص. 241–242. ISBN:978-1-55458-056-9. مؤرشف من الأصل في 2021-04-01.
  18. ^ Saiedi، Nader (2008). Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb. Canada: Wilfrid Laurier University Press. ص. 387–357. ISBN:978-1-55458-056-9. مؤرشف من الأصل في 2021-04-01.
  19. ^ MacEoin, Dennis (1989). "Azali Babism". Encyclopædia Iranica.
  20. ^ Saiedi، Nader (2008). Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb. Canada: Wilfrid Laurier University Press. ص. 10. ISBN:978-1-55458-056-9. مؤرشف من الأصل في 2021-04-01.
  21. ^ Saiedi، Nader (2008). Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb. Canada: Wilfrid Laurier University Press. ص. 30–32. ISBN:978-1-55458-056-9. مؤرشف من الأصل في 2021-04-01.
  22. ^ Esslemont, J.E. (1980). Baháʼu'lláh and the New Era (ط. 5th). Wilmette, Illinois, USA: Baháʼí Publishing Trust. ISBN:0-87743-160-4. مؤرشف من الأصل في 2021-05-22.
  23. ^ Amanat، Abbas (2000). Stephen J. Stein (المحرر). "The Resurgence of Apocalyptic in Modern Islam". The Encyclopedia of Apocalypticism. New York: Continuum. ج. III: 230–254. مؤرشف من الأصل في 2021-02-24.
  24. ^ ا ب Saiedi، Nader (2000). Logos and Civilization - Spirit, History, and Order in the Writings of Baháʼu'lláh. USA: University Press of Maryland. ص. 68–69. ISBN:1883053609. OL:8685020M.
  25. ^ ا ب ج د ه و Moojan Momen (ديسمبر 2012). "WOMEN iv. in the works of the Bab and in the Babi Movement". Encyclopædia Iranica. ج. Online. مؤرشف من الأصل في 2020-11-17. اطلع عليه بتاريخ 2010-05-01.{{استشهاد بموسوعة}}: صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)
  26. ^ Smith، Peter (1987). The Babi and Baha'i Religions: From Messianic Shiʻism to a World Religion. UK: Cambridge University Press. ص. 34. ISBN:9780521317559. مؤرشف من الأصل في 2016-03-04.
  27. ^ Saiedi، Nader. "The Bab and Modernity". مؤرشف من الأصل في 2021-04-10.
  28. ^ Keddie، Nikki. Modern Iran: Roots and Results of Revolution. ص. 46.
  29. ^ Milani، Farzaneh (1992). Veils and Words: The Emerging Voices of Iranian Women Writers. Syracuse, New York: Syracuse University Press. ص. 85. ISBN:9781850435747.
  30. ^ شوقي أفندي (2002). القرن البديع. البرازيل: منشورات دار النّشر البهائيّة في البرازيل.