أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي الغساني المكي. ولد بمكة المكرمة لأسرة عريقة وتوفى سنة 250هـ تقريباً.[1][2]
كان معلق إسلامي، ومؤرخ في القرن التاسع. ألف كتاب أخبار مكة.[3] وهو كتاب يذكر تاريخ مكة بأكمله، ومعالمها، والمدن المجاورة لها، والطرق المؤدية لها، حتى أصبح دليلا جغرافيًا شاملًا.
حياته
كان أبو الوليد الأزرقي المكي من أسرة عريقة من ذرية بني جفنة ملوك الغساسنة حيث كان جده الحارث بن أبي شمر الغساني ملكا من ملوكهم وأبو الوليد الأزرقي هو: «محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق بن عمرو بن الحارث بن أبي شمر بن النعمان بن الحارث الأعرج بن جبلة بن الحارث الأكبر بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن زاد الركب وهو غسان بن الأزد».
كان الأزرقي أول من حاول أن يكتب عن تاريخ مكة المكرمة،[4] وقد لأن المسلمين في ذلك الوقت كانوا في أمس الحاجة إلى معرفة تاريخ المدينة المقدسة، لكي يستخدموه كدليل جغرافي للتعرف على معالم المدينة نفسها والمدن المجاورة لها والطرق المؤدية إليها.
ويذكر إسماعيل باشا البغدادي في كتابه (هدية العارفين: أسماء المؤلفين وآثار المصنفين) أن محمد بن عبد الله الأزرقي المكي صنف كتاباً رائعاً لتاريخ مكة، اشتمل على أخبارها وجبالهاوأوديتها المتعددة وكتاب أخبار مكة ضحم لشموليته على وصف مفصل للشعائر الدينية المتعلقة بالحج[ ؟ ]والعمرة.
وأضاف أغناطيوس كراتشكوفسكي في كتابه (تاريخ الأدب الجغرافي العربي) أن أبا الوليد الأزرقي المكي قدم عرضاً جغرافياً وتاريخياً لمكة المكرمة، ثم وصف الكعبة الطاهرة وتاريخها المتأخر كما وصف الأبنية المحيطة بالمسجد الحرام ثم يعقب هذا تعداد الدروب والأحياء بمكة مع ذكر عدد كبير من الأسماء. مما لاشك فيه أن كتاب (أخبار مكة) لأبي الوليد الأزرقي المكي له قيمة علمية عظيمة بالنسبة لتاريخ نشأة مدينة مكة المقدسة ونموها عب العصور. فهناك أعداد هائلة من الكتَّاب الذين كتبوا عن هذه المدينة العظيمة ونهجوا منهج أبي الوليد الأزرقي المكي، فإليه يعود الفضل في ظهور هذا النمط من الجغرافية.
وينوه أغناطيوس كراتشكوفسكي في كتابه (تاريخ الأدب الجغرافي العربي) أيضاً أن أبا الوليد الأزرقي المكي وضع القواعد[ ؟ ] الأساسية للمؤلفين الذين يرغبون أن يؤلفوا عن المدن، فيرى أن يضم مقدمة جغرافية تعطي وصفاً علمياً طوبوغرافيا للمدينة.
انتشر نمط تاريخ المدن الذي بدأه الأزرقي انتشاراً واسعاً فألف بعده محمد بن إسحاق الفاكهي الكناني كتابه (أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه) وألف الخطيب البغدادي المتوفى عام 463هـ (تاريخ بغداد) في أربعة عشر مجلداً، وابن عساكر المتوفى عام 571هـ (تاريخ بخارى) الذي يحتفظ بأخبار بلاد ما وراء النهر قبل الإسلام وفي فترة الفتوحات.
و ينقل خير الدين الزركلي في قاموسه (الأعلام الجزء السابع) أن كلاً من رشدي الصالح ملحس في مقدمة الطبعة الملكية من كتاب (أخبار مكة)، وأحمد تيمور باشا في الخزانة التيمورية نقلاً عن العقد الثمين للفارسي أن أبا الوليد الأزرقي المكي كان حياً في خلافة المنتصر العباسي التي فيما بين 247-248 هجرياً.لذا أرخ صاحب الأعلام لوفاة الأزرقي نحو 250هـ.[1]