بلغ عدد أوقاف المدرسة الباشية ستة وأربعين وقفا بين عقارات فلاحية وبنايات. وكان يستفيد من هذه الأوقاف طلبة المدرسة الذين كانوا يتقاضون منحا على شرط أن لا يتغيبوا عنها أكثر من سنة بالنسبة لمن قصد منهم الحج ولا أكثر من شهرين سنويا بالنسبة لغيرهم. غير أن الاستفادة من تلك الأوقاف لم يقتصر على سكانها من الطلبة، وإنما كان يستفيد منها غيرهم من طلبة العلم.[3]
بنايتها
تتكون المدرسة الباشية من بهو يحيط به من ثلاث جهات رواق تفتح عليه ثلاثة عشر غرفة لسكنى الطلبة، ويفتح على الجهة الرابعة من البهو مصلى وقاعة مكتبة فسيحة، كما ألحق بالمدرسة سبيل يستفيد منه المارة من خلال نافذة كبيرة تطل على نهج الكتبية.[4]
دورها
مثلها مثل بقية مدارس مدينة تونس التي تعود إلى الفترة الحديثة، تحولت وظيفة المدرسة الباشية منذ تأسيسها في أواسط القرن الثامن عشر من مدرسة للتعليم إلى مبيت لطلبة جامعة الزيتونة، حيث كان يقيم بها ثمانية طلبة يتقاضون منحا من أوقافها.[5] وبعد إلغاء التعليم الزيتوني بعد الاستقلال تم غلق المدرسة الباشية ثم وقع ترميمها في ثمانينات القرن العشرين بمساعدة وزارة التكوين المهني والتشغيل التي جعلت بها مركزا للتعليم المهني.[6]