اضطرابُ التّحويل (بالإنجليزية: Conversion disorder) وتُكتبُ اختصارًا (CD). هو مرض من فئة الأمراض التّشخيصيّة، وقد تمّ إدراجُهُ تحت تنصيفاتِ الاضطراباتِ العقليّة. ويحدُثُ عادةً للمرضى الّذين يُعانونَ مِن أعراضٍ عصبيّة، من مثلِ الخَدَر، العَمى، الشّلل أو النّوبات نفسيّة المنشأ (Psychogenic non-epileptic seizures)، والتي لا ترتبطُ ارتباطًا وثيقًا بسببٍ عضويٍّ مُؤكّد، بجانبِ أنّها تُسبّب آلامًا عسيرة للشّخص. ويُعتقدُ أنّ هذه الأعراضَ تنشأُ كردِّ فعلٍ على مواقفَ عصيبة، تُؤثّر على الصّحّةِ العقليّة لدى المريض، أو نتيجة لحالة صحّيّة عقليّة يُعاني مِنها المريض فعلًا، كالاكتئاب. واحتُفِظَ باسم هذا المرض في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).
نظريّة اضطراب التّحويل قد انبثقت من مِصر القديمة، وكانت تُعرف باسم الهستيريا. وقد بَرَزَ مفهوم اضطراب التّحويل في نهاية القرن التّاسع عشر، عندما ركَّزَ عالم الأعصاب جان مارتن شاركو، وسيغموند فرويد، وعالم النّفس بيير جانيه دراساتهم حول هذا الموضوع. وقبل دراساتهم، كان يُعتقدُ أن مَن يُصاب بالهستيريا، إنّما هو يتمارضُ ويتظاهر بهذه الأعراض.[1] وترجع أصول مصطلحِ التّحويل إلى عقيدةِ أو مذهبِ فرويد، أنّ القلق «يتحوّل» إلى أعراضٍ جسديّة.[2] وعلى الرّغم من أنّ المنظور القديم لهذه الأعراض قد اختفى من عند الغرب في القرن العشرين، اقترحت بعضُ الأبحاث بأنّ اضطراب التّحويل هو أمر شائع مِن قبل.[3] وتُصنّف المراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للأمراض (ICD-10) اضطراب التّحويل كاضطرابٍ تفارقيّ،[4] بينما الدّليل التّشخيصيّ والإحصائيّ للاضطرابات النّفسيّة، قد صنّفه على أنّه اضطرابٌ جسديّ الشّكل.
يَرِدُ مصطلح اضطراب التّحويل الآن تحت مصطلح اضطراب الأعراض العصبيّة الوظيفيّة. وفي حالات اضطراب التّحويل، توجد دائِمًا ضغوطاتٌ نفسيّةٌ. والمعايير التّشخيصيّة لاضطراب الأعراض العصبيّة الوظيفيّة؛ كما نَصَّ عليه الدّليل التّشخيصيّ والإحصائيّ للاضطرابات النّفسيّـة، كما يلي:
يُحدّد نوع العَرَض أو العَجْز، إذا ترافقت معهُ هذه الأمور، على النّحو التّالي:
ويتمّ تحديدها في ما إذا كانت:
يبدأُ اضطرابُ التّحويل معَ بعض الضّغوطات والإجهاد، الصّدمات النّفسيّة، أو الضّيق والمُعاناةِ النّفسيّـة. وعادة ما يكون تأثير المُتلازمة بما يخصّ الأعراض الجسديّة، على حركة المريضِ وحواسِّه. أمّا الأعراض الشّائِعة، فتَشمل العَمى، شلل الحركة الجُزئِيّ أو الكُلّيّ، عدم القُدرة على الكلام، الصّمم، الخَدَر (Numbness)، صُعوبة في البَلع، سَلس البول، مَشاكلُ في التّوازن، النّوبات المَرضيّة والنّفسيّة، الرُّعاش، وصُعوبة في المشي. وتُعزى كلّ هذه الأعراض لاضطرابِ التّحويل، عِندما لا يتوفّر لدينا أيُّ تفسيرٍ طبّيّ واضح لها.[6] وعادة، تظهر أعراض هذا الاضطراب فجأة، ويُلاحظ اضطراب التّحويل في الأفرادِ الذين تتراوحُ أعمارهم بين 10-35 سنة.[7] ويُصيب ما بين 0.011% و0.5% من عُمومِ السّكّان.[8] وقد يترافق اضطراب التّحويل مع حركات لا إراديّة، أو أعراض حسّيّة، بما في ذلك أيٍّ ممّا يلي:
الأعراض الحركيّة أو العَجْز
الأعراض الحسّيّة
ولا تتوافق أعراض اضطراب التّحويل، معَ المسارات التّشريحيّة والآليّات الفسيولوجيّة. حيث اعتُقِدَ أنَّ هذه الأعراض، تعكسُ مدى فَهم المريض لعلم التّشريح، وكلّما قلّت المعرفة الطّبّيّة لدى المريض، زادت لامعقوليّة الأعراض التي يُعاني منها.[7] ومع ذلك، لمْ يتمّ إجراء أيّ دِراساتٍ مَنهجيّة تُثبت هذا البيان.
استبعاد الأمراض العصبية
ويظهر اضطراب التحويل مع الأعراض التي تشبه عادة الاضطراب العصبي مثل السكتة الدماغية والتصلب المتعدد والصرع والشلل الدوري المصاب بهيبوكمال . يجب على طبيب الأعصاب أن يستبعد بدقة الأمراض العصبية، من خلال الفحص والتحقيقات المناسبة.[9]ومع ذلك، ليس من غير المألوف أن يعاني مرضى الجهاز العصبي أيضًا من اضطراب التحويل.[10]
في استبعاد الأمراض العصبية، اعتمد طبيب الأعصاب بشكل جزئي على وجود علامات إيجابية على اضطراب التحويل، أي جوانب معينة من العرض التقديمي التي يعتقد أنها نادرة في الأمراض العصبية ولكنها شائعة في التحويل. وقد تم التشكيك في صحة العديد من هذه العلامات، ومع ذلك، من خلال دراسة تبين أنها تحدث أيضا في الأمراض العصبية.[11][12] أحد هذه الأعراض، على سبيل المثال، هو عدم حساسية ، كما هو موضح في الدليل التشخيصي الرابع DSM-IV بأنه «نقص نسبي للقلق حول طبيعة أو أعراض الأعراض».في دراسة لاحقة، لم يتم العثور على أي دليل على أن المرضى الذين يعانون من أعراض وظيفية من المرجح أن تظهر أكثر من المرضى الذين يعانون من مرض عضوي مؤكد.[13][14] في DSM-V ، تمت إزالة la belle indifférence كمعيار تشخيصي. وهناك سمة أخرى يعتقد أنها مهمة، وهي أن الأعراض تميل إلى أن تكون أكثر حدة في الجانب غير المسيطر (المعتاد في الغالب) من الجسم. كان هناك عدد من النظريات حول هذا، مثل المشاركة النسبية لنصف الكرة المخية في المعالجة العاطفية، أو ببساطة أكثر، أنه كان «أسهل» للعيش مع عجز وظيفي على الجانب غير المسيطر. ومع ذلك، فإن مراجعة الأدبيات لـ 121 دراسة أثبتت أن هذا لم يكن صحيحًا، مع أن التحيز في النشر هو التفسير الأكثر ترجيحًا لهذه النظرة الشائعة.[15]
{{استشهاد بدورية محكمة}}
|تاريخ=
Lokasi Pengunjung: 18.116.27.251