انعقد مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة البشرية أو مؤتمرستوكهولم 1972 في العاصمة السويديةستوكهولم، في الفترة الممتدة من 5 إلى 16 يونيو عام 1972.
قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة عقد مؤتمر ستوكهولم لعام 1972، بعد تقديم حكومة السويد عرض لاستضافته، [1] ودعا الأمين العام للأمم المتحدة يو ثانتموريس سترونج لتولي منصب أمين عام المؤتمر، حيث أن الدبلوماسي الكندي قد بدأ وعمل بالفعل لأكثر من عامين في التحضير للمؤتمر.[2][3]
اقترحت السويد لأول مرة على المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة في عام 1968 فكرة عقد مؤتمر للأمم المتحدة للتركيز على التفاعلات البشرية مع البيئة. أصدر المجلس الاقتصادي والاجتماعي قرارًا رقم 1346 بدعم الفكرة. وافق قرار الجمعية العامة رقم 2398 في عام 1969 على عقد مؤتمر في عام 1972 وأمر بمجموعة من التقارير من الأمين العام للأمم المتحدة تقترح أن يركز المؤتمر على «تحفيز وتقديم مبادئ توجيهية للعمل من قبل الحكومات الوطنية والمنظمات الدولية» التي تواجه القضايا البيئية.[5] كانت الاستعدادات للمؤتمر مكثفة، واستمرت أربع سنوات، بما في ذلك 114 حكومة، وبلغت تكلفته أكثر من 30 مليون دولار.[6]
قضايا في المؤتمر
قاطع الاتحاد السوفيتي ودول حلف وارسو الأخرى المؤتمر بسبب عدم ضم ألمانيا الشرقية، التي لم يُسمح لها بالمشاركة. لم تكن أيّا من الألمانيتين الشرقية أو الغربية أعضاءً في الأمم المتحدة آنذاك، حيث لم تعترف كل منهما بالأخرى. [6][7]
في المؤتمر نفسه، بدأت الانقسامات في الظهور بين كل من البلدان المتقدمة والنامية. انتقد الوفد الصيني الولايات المتحدة بشدة في المؤتمر، وأصدر مذكرة من 17 نقطة تدين سياسات الولايات المتحدة في الهند الصينية، وكذلك في جميع أنحاء العالم. وقد شجع هذا الموقف البلدان النامية الأخرى، التي شكلت 70 دولة من أصل 122 دولة حاضرة. أصدرت دول متعددة بما في ذلك باكستانوبيرووتشيلي بيانات ذات طبيعة مناهضة للاستعمار، مما زاد من قلق وفد الولايات المتحدة. كان النقد قاسياً لدرجة أن روجرز مورتون، وزير الداخلية في ذلك الوقت، قال «أتمنى أن يكون الروس هنا»، لتحويل انتباه الانتقادات الصينية. [7] في حين لم تشارك الصين -العضو الجديد في الأمم المتحدة آنذاك- في المحادثات التحضيرية. لتضمين وجهات نظر الصين تم تعديل بيان المؤتمر، الذي تم التفاوض عليه في المحادثات التمهيدية، حيث قدمت نصًا مضادًا للغة الإعلان بشأن السكان كتهديد للبيئة وسبب في تدهورها.[9]
في عام 1972، لم يكن يُنظر إلى الحوكمة البيئية على أنها أولوية دولية، خاصة بالنسبة لجنوب الكرة الأرضية. دعمت الدول النامية إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ليس لأنها دعمت الإدارة البيئية، ولكن بسبب موقع مقرها الرئيسي في نيروبي، كينيا، حيث سيكون برنامج الأمم المتحدة للبيئة أول وكالة تابعة للأمم المتحدة يكون مقرها في بلد نام. [4]
إعلان ستوكهولم
وافق المؤتمر على إعلان يحتوي على 26 مبدأ يتعلق بالبيئة والتنمية، وخطة عمل مع 109 توصيات، وقرار واحد.[10]
من القضايا الجوهرية التي انبثقت عن المؤتمر الاعتراف بالتخفيف من حدة الفقر من أجل حماية البيئة. طرحت رئيسة الوزراء الهندية إنديرا غاندي في خطابها المؤثر [12] في المؤتمر العلاقة بين الإدارة البيئية وتخفيف حدة الفقر.[13][14]
حفز مؤتمر ستوكهولم البلدان في جميع أنحاء العالم على مراقبة الظروف البيئية وكذلك إنشاء وزارات ووكالات بيئية.[15][16][17] على الرغم من هذه الإنجازات المؤسسية، بما في ذلك إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن الفشل في تنفيذ معظم برنامج عمله دفع الأمم المتحدة إلى عقد مؤتمرات متابعة.[18] مؤتمر الأمم المتحدة التالي المعني بالبيئة والتنمية الذي انعقد في ريو دي جانيرو في عام 1992 (قمة الأرض في ريو)، ومؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة لعام 2002 في جوهانسبرغ ومؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2012 (ريو +20).
يجادل البعض [19] بأن هذا المؤتمر، والأهم من ذلك المؤتمرات العلمية التي سبقته، كان له تأثير حقيقي على السياسات البيئية للجماعة الأوروبية (التي أصبحت فيما بعد الاتحاد الأوروبي). على سبيل المثال، في عام 1973، أنشأ الاتحاد الأوروبي مديرية البيئة وحماية المستهلك، وألف أول برنامج عمل بيئي. يمكن القول أن هذا الاهتمام المتزايد والتعاون البحثي مهد الطريق لمزيد من الفهم لظاهرة الاحتباس الحراري، مما أدى إلى اتفاقيات مثل بروتوكول كيوتوواتفاقية باريس، وأعطى أساسًا للبيئة الحديثة.
بعد 50 سنة
في عام 2022، نشر فريق من العلماء تقريرًا بعنوان «ستوكهولم + 50: فتح مستقبل أفضل»، حيث حلل التغييرات التي تم إجراؤها من مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة البشرية في عام 1972 وقدم توصيات للمستقبل. الرسائل الرئيسية هي: «إعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وتحقيق الرخاء الدائم للجميع، والاستثمار في مستقبل أفضل». بالإضافة إلى ذلك، أصدر الباحثون الشباب نسخة شبابية من التقرير بعنوان: «رسم رؤية شبابية من أجل مستقبل عادل ومستدام» وقدموا أيضًا بعض التوصيات. الرسائل الرئيسية هي: «الصحة والرفاهية والتضامن المجتمعي، العيش في وئام مع الطبيعة، التضامن الدولي - العيش كأسرة عالمية واحدة، عالم يتساوى فيه جميع البشر».[20]
^ ابNajam, Adil (2005). "Developing Countries and Global Environmental Governance: From Contestation to Participation to Engagement". International Environmental Agreements: Politics, Law and Economics (بالإنجليزية). 5 (3): 303–321. DOI:10.1007/s10784-005-3807-6. ISSN:1567-9764.
^John W. Meyer, David John Frank, Ann Hironaka, Evan Schofer and Nancy Brandon Tuma 1997, The structuring of a world environmental regime. International Organization 51:623–651
^Henrik Selin and Björn-Ola Linnér (2005) "The quest for global sustainability: international efforts on linking environment and development", WP 5, Science, Environment and Development Group, Center for International Development, Harvard University, Cambridge, MA.
^Björn-Ola Linnér and Henrik Selin, Henrik (2013). The United Nations Conference on Sustainable Development: Forty Years in the Making. Environment & Planning. C: Government and Policy. 31(6):971-987.
^Björn-Ola Linnér and Henrik Selin The Thirty Year Quest for Sustainability: The Legacy of the 1972 UN Conference on the Human Environment, Paper presented at Annual Convention of International Studies Association, Portland, Oregon, USA, February 25 – March 1, 2003, as part of the panel “Institutions and the Production of Knowledge for Environmental Governance” (co-author Henrik Selin).p. 3