اللهجة الكويتية هي لهجة خليجية عربية يُتحدّث بها في الكويت. تاريخيًّا، كان التنوع والاختلاف بين متحدثي هذه اللهجة كبيرًا نسبيًّا، لكن العديد من العوامل الاجتماعية خاصة بعد اكتشاف النفط أدّت لاندثار هذه الاختلافات وانصهار اللهجات لتكون كوينه أي لهجة مختلطة واحدة آخذة من خصائص ومميزات جميع اللهجات[1]، وذلك نتيجة للاختلاط بين متحدثي هذه اللهجات بسبب التعليم الحكومي وسياسات الإسكان وغيرها من العوامل. يقسّم الباحث اللهجوي خالد الرشيد (مؤلف كتاب موسوعة اللهجة الكويتية) اللهجة الكويتية إلى ست لهجات[2] هي جبلة (أو قبلة) وشرق وفيلكا والجهراء والفنطاس والدمنة (العوازم).[3] بحكم مزاولة سكان الكويت التجارة والسفر والانفتاح على الكثير من الأقطار المجاورة لها مثل الجزيرة العربيةوشبه القارة الهنديةوبلاد فارس غَنَت لهجتهم بالعديد من الألفاظ ذات مختلف الأصول، وفي القرن العشرين والحادي والعشرين ازدادت عدد الكلمات الإنجليزية في اللهجة الكويتية نتيجة الوجود البريطاني ثم التفتح الذي شهدته الكويت نتيجة وسائل الإعلام والتواصل الحديثة، كما دخلت العديد من الكلمات التركية العثمانية نتيجة لوجود الخلافة العثمانية قبل الحرب العالمية الأولى، كذلك ازداد تأثير اللغة العربية الفصحى على اللهجة نتيجة انتشار التعليم والتواصل بين الأقطار العربية، ومما يشهد لهذا اختفاء العديد من الكلمات ذات الأصول غير العربية المتداولة مسبقًا كـكنديشن وبنسل ورنگ وميوه، التي اُستبدلت بمكيف وقلم رصاص ولون وفواكه.
تتأثر اللهجة الكويتية بعدة عوامل اليوم منها الطبيعية التي تطرأ على كل الألسن مع مرور الزمن (ككشكشة الكاف (تحويلها لجيم مهموسة (چ)) في بعض البيئات الصوتية، ومنها الاجتماعية. على سبيل المثال، التغيرات المرئية في مكانة أبناء القبائل أو البدو في المجتمع الكويتي تؤدي إلى تقليل الحالات التي تقلب فيها الجيم ياء، والتعرض المتزايد للغات الأجنبية أدى لدخول فونيمات جديدة هامشية كـ/v/ (ڤ) و /p/.
التصنيف اللغوي
اللهجة الكويتية تُصنَّف كلهجة خليجية، وهو مطلح يُطلق على اللهجات العربية التي يُتحدّث بها من قبل سكان ساحلَيْ الخليج العربي. تُعدُّ اللهجة القطرية أقرب لهجة للهجة الكويتية.[2] بشكل أعم، تنضم اللهجات الخليجية تحت مظلة لهجات شبه الجزيرة العربية التي تشتمل على لهجات السعودية الواقعة بعيدًا عن ساحل الخليج، واللهجات اليمنية والبحرانية وغيرها.
التاريخ والتطور
تنقسم اللهجة الكويتية إلى 6 أنواع[2] يذكرها المؤرخ الكويتي خالد الرشيد[4] وهي لهجة جبلة (أو قبلة) وشرق وفيلكا والجهراء والفنطاس والدمنة (العوازم).[3] إلا أن مستوى الاختلاف بين هذه اللهجات اضمحل مع السنين لعدة عوامل وظهرت لهجة واحدة جامعة (كوينه (نوع لهجة) وُلدت من لهجاتها المؤسسة نتيجة التغيرات في التعايش والظروف الاجتماعية.[1] تبرز الاختلافات في المفردات والقواعد وكذلك بطرق النطق واللفظ. يظهر أحد أبرز الاختلافات في اللهجة الكويتية في كلمة شكر التي تعني سكر، وتُنطق بكسر الشين في لهجة شرق وبفتح الشين في لهجة الفنطاس[2] وبفتح الشين وكسر الكاف في لهجة جبلة.[5][6]، بالإضافة لاختلاف المفردات. مثل كلمة كرفاجة «سرير» في لهجة الفنطاس، وكلمة غدان في لهجة فيلكا التي تعني علَّاق الملابس وهي كلمة عتيقة الآن.
العديد من العوامل أدَّت إلى تطور وتغيّر اللهجة الكويتية، مثل وفيات سنة الطاعون 1831 والجدري في سنة 1930 ما أدى للزواج من خارج الكويت، والانفتاح النفطي ودخول العمالة الوافدة العربية، والتجنيد الإلزامي والغزو العراقي الذي جمع الكويتيين من كل الفئات والطوائف.[2]
على مدى سنين تطورها، كانت اللهجة الكويتية قد تلقت تأثيرات كبيرة من اللغات غير العربية، إلا أنها، حسب الدكتور يعقوب الغنيم «و إذا كانت اللهجة الكويتية قد عادت إلى توازنها بعد تلقي هذا الضغط القوي، و ذلك بحذف بعض الكلمات الدخيلة و استبدال كلمات عربية فصيحة بها مثل: الموتر و الكرفاية و الطنباخية و السلقي و الرنق و الكنديشن حيث أصبحت تستعمل بدلاً منها كلمات السيارة و السرير و الكرة و المساحة و اللون أو الصبغ و المكيف» وذلك بسبب توافد العمالة العربية الأجنبية ووسائل الإعلام الحديثة.[7]
كنتيجة للاحتكاك مع الإنگليز بعد اكتشاف النفط في الأربعينات، ظهرت العديد من الكلمات ذات الأصل الإنگليزي في لهجة ذاك الجيل مثل فورمن وفنگر وبنسل، لكنها اختفت مع ظهور الأجيال اللاحقة.[8]
السوسيولوجيا
تمتاز اللهجة الكويتية بكثر المؤثرات اللغوية كالأمثال والحكم والألغاز (أو الغطاوي) والأناشيد والنكت، بالإضافة لكثرة المترادفات[بحاجة لمصدر]، مع وجود بارز للسجع[بحاجة لتوضيح]. ومما يُميِّز اللهجة الكويتية أيضًا وجود كلمات يُرى أنها نسائية أكثر كـ"قَميظَه، هَوْ، يا حافِظ، وَعَليَّه، غبْرَه".
الفونولوجيا
تتحول معظم الأصوات في اللهجة الكويتية في حالات متعددة وكثيرة ولكنها محدودة؛ أي أن الأصوات لا تتغير في جميع الكلمات. أما الفونيم الوحيد الذي يتحول دائمًا في اللهجة الكويتية هو صوت الضاد، الذي اندمج مع صوت الظاء فصارا كليهما ينطقان كذال مفخمة /ðˤ/
عملية الاندماج الفونولوجية الوحيدة في الكويتية[11]
ش
/ʃ/
ش
/ʃ/
يني
/ʃəbəħ/
جني
/ʃabaħ/
چ
/t͡ʃ/
في لهجة بعض أهالي شرق
ك
/k/
ك
/k/
كتاب
/kɪta:b/
كتاب
/kita:b/
چ
/t͡ʃ/
چلب
/t͡ʃəlb/
كلب
/kalb/
ق
/q/
ق
/q/
قلم
/qələm/
قلم
/qalam/
وصف ابن خلدون نُطق القاف بالطبقي المجهور /g/، مما يرجح كون هذا النطق هو النُّطق الأصلي للحرف، ويضيف أنه من المحتمل أن الرسول محمد قد كان ينطقه هكذا.[12] عليه فإنَّ من المُحتمل أن صوت الگاف /g/ هو الصوت الأصلي في اللهجة الكويتية وصوت القاف في العربية الفصحى الحديثة /q/ هو الصوت المُتفرِّع منه.
صوت الضاد يتحول دائمًا إلى حرف الظاء وهو الحرف الوحيد الذي لا يستخدمه الكويتيون في لهجتهم (لأنه يبدل دائما أما باقي الأحرف تبدل أحيانا):
مرض ← مرظ
بيض ← بيظ
ضرب ← ظرب
حرف السين إلى صاد، خصوصًا قبل الخاء، مثل صِخي من السَّخاء – مْفَصَّخ من الفَسْخ – الصّلْخ من السّلْخ – الوِصاخَة من الوَسَخ – الصّيخ من السّيخ – صخونَة من السّخونَة – صْخَلَة من السَّخْلَة
في اللهجات النجدية، الغين والقاف يُستبدلان في كثير من الحالات حتى صار من الصعب التفريق بينهما.
في لهجة بعض أهالي شرق، قد تُحوَّل الشين إلى جيم فارسية (چ)، وهذا التحويل لا يتواجد في اللهجات الأخرى
الضمائر
هاء الغائب
للمذكر: بفتح آخر حرف مع نطق هاء خفيفة جدًا لا تُسمع
كِتَابُهُ ← كِتَابَـ (ـه)
سَيَّارَتُهُ ← سَيَّارَتَـ (ـه)
للمؤنث: بزيادة هاء مفتوحة في آخر الكلمة دون مد بالألف
كِتَابُها ← كِتَابْهَ
سَيَّارَتُها ← سَيَّارَتْهَ
كاف المخاطب
للمذكر: تحويل الكاف المفتوحة إلى كاف مسكونة
للمؤنث: تحويل الكاف المكسورة إلى جيم فارسية
كتابكِ ← كِتَابچْ
سَيَّارَتكِ ← سيارتچْ
القواعد
المبني للمجهول
يأتي المبني للمجهول في اللهجة الكويتية على وزن اِنْفِعَلْ:
اِنْذِبَحْ المجرم (ذُبِحَ المجرم).
اِنْگِطَعْ الحبل (قُطِعَ الحبل).
المفردات
تتنوع مصادر كلمات اللهجة الكويتية، فتأتي من عدة لغات مثل الفارسية بسبب قدوم العيم واللغات الهندية بسبب التجارة بين الدولتين، وكذلك من اللهجة البحرانية بسبب قدوم الحساوية ومن عدة لغات ولهجات أخرى مثل لغة إنجليزية.
من الكلمات التي أتت من اللغة الفارسية بس بمعنى «كفى»، وبخت بمعنى «حظ»، كما قدمت من اللغات الهندية تجوري ودروازة بمعنى «خزنة» و«بوابة»، كما تعتبر عدة كلمات ذات أصل إنگليزي مثل واير (بالإنگليزية: Wire) بمعنى السلك الكهربائي، ودَبَل (بالإنگليزية: Double) بمعنى ضعف.
هنا بعض الكلمات العامية الكويتية:
أبي: أريد.
أكو: يوجد.
ماكو: لا يوجد
سِيده: إلى الأمام.
نط: اقفز.
انقز: إقفز.
جدام/قدام: أمام.
صكر: أغلق.
صك: أغلق.
بَطّل: افتح.
فچ: افتح
حدر: أسفل.
صج: حقًا (كثيرًا ما تأتي في أسلوب تعجبي).
حلو: جميل، رائع.
دقّوس: شطة.
هقوتي: أظن.
صماخ: الرأس.
دوِّر: ابحث.
شوف: انظر.
شتبي؟ : ماذا تريد؟
سكّان: عجلة القيادة.
يم: بجانب.
شنو ؟: ماذا؟
راح: سوف.
فلْته: لا يعلى عليه.
تِصَرْقعْ: خاف خوفا شديدا.
تهقا؟: تظن/تعتقد؟
أوِّلي: قبل قليل.
جاهل/ياهل: طفل.
بزر: غر لا خبرة له/طفل.
واجد/وايد: كثير.
حيل: جداً.
جيتلك: حضرت لك.
زهقه: ملل.
دلّوع: من الدلع وتقال في من يتصرف كالأطفال.
يفتر: يتجول، يدور.
جيب/ييب: احضر.
يچندس: ينحني.
علامك؟: ماذا بك؟
زقرت: أنيق.
زقرتي: ممتاز.
أدعم: اللون البني.
جنه البخت: كناية عن جودة الشيء.
زبوط النقعة: كناية عن الشخص الصغير.
مفجور فجر: مستخدم استخدام كثير أو شديد أو بالأحرى *فجر* المبالغة فيه انه مستخدم بكثرة
شقردي: الطموح المتحمس الفطن قوي الشخصية.
يتطنز: يسخر من.
الرقله - اثول: خفيف عقل.
وهق (ني): ورط (ني).
سهالات - الشيء السهل.
متدوده: مرتبك أو متوتر.
كمبل: لحاف أو بطانية، تُجمع على كنابل
أمثال في اللهجة الكويتية
وهنالك ثروة لغوية كبيرة من الأمثلة الشعبية الكويتية التي يشترك أكثرها مع بقية اللهجات العربية منها:
شحادك يالمسمار قال المطرقة.
مال البخيل ياكله العيار.
اللي ماله أول ماله تالي.
شاق القاع وقايل امباع.
يغطني بالبحر ويطلعني يابس.
ما أردى من المربوط إلا المفتلت.
الناس بالناس والعبدة تندب الراس.
تحيلقي تميلقي ما في الجدر حكوكه.
يا شين السرج على البقر.
يسوي من الحبة كبه.
إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه.
مد رجولك على قد لحافك.
اللي مايعرف الصقر يشويه وياكله.
اشعلم المعيدي باكل الزبيدي.
مايعرف راسه من كرياسه أو مايعرف كوعه من بوعه (وهي كناية عن الغباء أو السذاجة).
^ ابIdeology, identity, and linguistic capital: A sociolinguistic investigation of language shift among the Ajam of Kuwait - بتول حسن - 2009 - جامعة إسكس