عنبتا بلدة فلسطينية قديمة في محافظة طولكرم شمالي الضفة الغربية، تقع على بعد 9 كيلومترات شرقًا من مركز مدينة طولكرم، يبلغ عدد سكانها حوالي 7271 نسمة حسب التعداد العام للسكان عام 2017، تدار عنبتا من قبل مجلس بلدي وهي واحدة من أقدم البلديات في قضاء طولكرم.[4][5]
التسمية
يعتقد أن أصل اسم عنبتا من مقطعين الأول «عنب» و «تا»، وهي كلمة تعني في الآرامية والسريانية القديمة قرية العنب، ومما يدل على ذلك كثرة معاصر العنب المحفورة في الصخور والمتواجدة لغاية الآن في التلال والجبال المحيطة بعنبتا، حيث اشتهرت قديماً بزراعة العنب.[6]
خلال حكم الرومان والبيزنطيين، كانت عنبتا قرية مأهولة.[7] بعض أشجار الزيتون التي لا تزال موجودة في عنبتا تعود إلى العصر الروماني، عُثر في البلدة على قطع أثرية تعود إلى العصر الروماني والبيزنطي،[8] إضافة إلى قطع فخار تعود إلى العصور الإسلامية والعصور الوسطى.[8]
نظراً لموقع البلدة الجغرافي بين التلال، اتخذها السلطان الظاهر بيبرس في القرن الثالث عشر نقطة مركزية لتزويد الجيوش الإسلامية بالمؤن والإمدادات أثناء قتال الصليبيينوالمغول، تم اختيار الموقع لأنه كان من السهل نسبيًا حمايته حيث تقع المنطقة بين تلتين كبيرتين.[9]
خلال الفترة العثمانية أتبعت عنبتا إلى الإمبراطورية العثمانية في عام 1517 مع كل فلسطين، وكانت تتبع ولاية شرق بيروت في الشام. في عام 1596 ظهر لأول مرة اسم عنبتا في سجلات الضرائب العثمانية، حيث كان عدد سكانها 55 أسرة مسلمة، وقد دفعوا معدل ثابت للضريبة بنسبة 33,3% على المنتجات الزراعية المختلفة، مثل القمح، والشعير، والمحاصيل الصيفية، والزيتون، والماعز، وخلايا النحل؛ ما مجموعه 13757 اوقجة.[10]
في عام 1852 زار الباحث الأمريكي إدوارد روبنسون البلدة ووصفها بأنها «كبيرة ومبنية بشكل جيد»، مع طاحونة مائية بجانب التيار. كان هناك العديد من الإبل، حيث كانت القرية على الطريق الرئيسي للإبل من نابلس إلى الرملة، وذلك لوقوعها على الطريق الرئيسي الواصل بين نابلس - الرملة.[11]
في عام 1882، أجرى صندوق استكشاف فلسطين الغربية مسحاً للبلدة ووصفها بأنها «قرية متوسطة الحجم في الوادي مع انتشار اشجار الزيتون حولها، وفيها مطحنة»،[12]
جزء من سكة حديد الحجاز يمر عبر القرية، بالتوازي مع الشارع الرئيسي.
شاركت عنبتا في ثورة فلسطين الكبرى، وحدثت فيها عدة معارك، في حزيران 1936 تصاعد هجوم من قبل الثوار العرب على قافلة مسلحة إلى معركة عنبتا، معركة قصيرة ولكنها شديدة بين المقاتلين العرب والجيش البريطاني شمل ذلك هجمات جوية على المقاتلين العرب،[13][14] عند توقف الثورة مؤقتاً في 12 أكتوبر 1936، وصف مراسل صحيفة الديلي تلغراف القرية: «عنبتا كانت مسرحاً للعديد من المواجهات بين القوات البريطانية والعرب، وهي المكان الوحيد الذي أظهر فيه السكان حالة من القسوة خلال مرورنا منه».
[15]
قرار التقسيم 1947
كانت عنبتا ضمن الدولة العربية المُقترحة وفقاً لقرار التقسيم والذي أقرَّته هيئة الأمم المتحدة عام 1947 وذلك في محاولة لإيجاد حل الصراع العربي اليهودي بإقامة دولتين مستقلّتين.
بعد تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994، استلمت السلطة الوطنية الفلسطينية بلدة عنبتا، ووضعت تحت السيطرة المدنية والأمنية الفلسطينية الكاملة حسب الاتفاقيات.[بحاجة لمصدر]
الجغرافيا
الموقع
تقع بلدة عنبتا في الجزء الشمالي الغربي من الضفة الغربية، في الناحية الشرقية من مدينة طولكرم بمسافة لا تزيد عن 9 كم، ويمر منها طريق نابلس - طولكرم الرئيسي.
التضاريس
أقيمت عنبتا على تلة جبلية ارتفاعها يتراوح ما بين (160 - 240) متراً عن سطح البحر، تطل من الجهة الغربية على أودية البرج، البندوق، الأشقر وجبل المنطار، ومن الجهة الشرقية على جبال الشيخ عيسى والشايفات. أما من الشمال والشمال الغربي فتطل على رؤوس الملك وجبل التلول، ومن الجنوب تطل على جبال أبو العز، مركة، أبو حشيش.
الحدود
يحد بلدة عنبتا من الشمال بلدة بلعا، ومن ومن الغرب مدينة طولكرم، ومن الشرق قريتي بزارياورامين، أما من الجنوب فيحدها بلدة كفر اللبد.
تأسست بلدية عنبتا في 15 تموز 1922 على أساس مجلس محلي، ووفقاً للتشريعات الإدارية البريطانية تم وضع عنبتا بصفة بلدة مع كل من قلقيلية والطيبة في قضاء طولكرم، حيث انشأ في كل منها مجلسا محلياً.[20][20][21][22]
وقد تكون المجلس المحلي في عنبتا من إحدى عشر عضواً منتخبون، وهو يعنى بالأمور الصحية والمياه والإنارة وتنظيم السوق وبناء المدارس وغيرها ويشرف على فتح الشوارع وتعبيدها.[23] وفي عام 1954 ووفقا للتشريعات الإدارية الأردنية تم تحويل عنبتا من هيئة مجلس محلي إلى «مجلس بلدي»، بعد ترقيتها إلى مدينة.[9][24][25][26][27][28] وفي العام 1965 انشأت ناحية عنبتا حيث تألفت من مدينة عنبتا وقرى: رامين، كفر اللبد، سفارين، بيت ليد، بلعا، كفر رمان، وقد أتبعت إلى مركز اللواء في نابلس.[29]
محكمة صلح مدينة عنبتا تأسست عام 2004 حتى عام 2005 .[45]
المحكمة الشرعية في مدينة عنبتا تأسست عام 2003 حتى عام 2012.[46]
التعليم والثقافة
تضم بلدة عنبتا عدداً من المدارس الحكومية ورياض الأطفال، إضافة إلى مكتبة بلدية عامة.
الصحة
في البلدة عيادة صحية حكومية وأخرى خاصة، وصيدليات، ومركز طوارئ حكومي، إضافة وجود مقر لجمعية الهلال الأحمر وعيادة تتبع مستشفى سان جون للعيون في القدس.
الأمن
يوجد في عنبتا مركز شرطة تأسس عام 1995، ومركز دفاع مدني تأسس عام 2013.[47]
آثار ومعالم
المعالم الدينية والأثرية
تحتوي بلدة عنبتا على العديد من المواقع الأثرية التي تعكس تنوعا حضاريا يعود لحقب زمنية مختلفة وخصوصاً الرومانية ومنها:
نيربا: وهي هضبة مرتفعة يحيط بها سهل ضيق من الشمال والجنوب وسهل واسع من الشرق ومن الغرب سهل ضيق يمتد حتى غرب طولكرم، تحتوي على " بقايا محلة يحدق بها سور على تل ومغر وصهاريج ومدافن ". كان الحصن الذي أقامه بلدين الأول ملك مملكة بيت المقدس الفرنجية " كان يقوم على موقع " خربة نيربة " هذه.[بحاجة لمصدر]
خربة الزهران : تقع للغرب من عنبتا وخربة أبو خميش، وتحتوي على جدران مهدمة مبنية من الحجارة الخشنة، ويوجد مدافن منقورة في الصخر على الجهة الأخرى من الوادي.
مركة: تلة إلى الجنوب الغربي من عنبتا محاذية للشارع الواصل إلى كفر اللبد.
رؤوس الملك: تلة مرتفعة في الشمال الشرقي من عنبتا.
التل : يحتوي على مدافن منقورة في الصخر ومغر.
المزار: وهو مقام لولي من الأولياء الصالحين والذي جاء من المغرب وتزوج امرأة من عنبتا.[بحاجة لمصدر]
الإنتاج التاريخي عن القرية
إشراقات تربوية (إطلالة على التعليم في عنبتا)، مروان ذوابي، 2011
عنبتا في العصرين المملوكي والعثماني 1250-1918م، بهاء نصار، 2023
الاقتصاد
من أهم مصادر الدخل الوظائف العامة والأهل في الخارج والعمّال داخل الخط الأخضر بالإضافة إلى الزراعة بأنشطتها المتنوعة وأبرزها مزارع الدواجن والأغنام والأبقار وكذلك زراعة الخضار والفواكه وبعض الصناعات المتواجدة في المدينة الصغيرة مثل معاصر الزيتون، ومشاغل الخياطة، وقد تطور مؤخرا قطاع المقاولات بشكل كبير وذلك نتيجة الازدياد الكبير في مشاريع البنى التحتية سواء تلك التي تمولها البلدية نفسها أو الجهات الدولية المانحة.
الزراعة
تتنوع المنتجات الزراعية في عنبتا ومن أهم هذه المنتجات الزيتونواللوزياتوالخضروات المروية والحمضيات وتزدهر في عنبتا أساليب الزراعة الحديثة باستخدام البيوت البلاستيكية وأساليب الري المتطورة، بالإضافة إلى زراعة القمحوالشعيروالبقوليات. أدى التوسع العمراني للبلدة والتوسع في البنية التحتية وفتح الشوارع إلى تقليص المساحات المزروعة من الأراضي الزراعية.
الاستيطان
المستوطنات
صادرت سلطات الاحتلال مساحات واسعة من أراضي بلدات عنبتا ورامينوبيت ليدوكفر اللبد لإقامة مستوطنة عيناف.[48] وأيضاً صادرت مساحات واسعة من أراضي بلدات منطقة وادي الشعير لإقامة مستوطنة أفني حيفتس.[49]
الحواجز العسكرية
أقامت سلطات الاحتلال حاجزا رئيسيا دائما شرق البلدة، سمي بـ «حاجز عناب»، وهو يفصل شمال الضفة عن وسطها.[50][51]