علم مصر، ويُسمّى رسمياً بـالعلم الوطني. اعتمد العلم الحالي لجمهورية مصر العربية سنة 1984 (منذ 40 سنة). ويعتبر المصريون القدماء أقدم أمة في التاريخ البشري استخدمت الرايات والأعلام كرمز وطني ليرمز إليها، حيث توجد في المعابد المصرية القديمة نقوش تبيّن استخدامهم لرايات وأعلام في الاحتفالات والحروب. وقد تطوّر شكل العلم المصري وألوانه مع اختلاف العصور والأنظمة الحاكمة للبلاد.
الرمزية
في عام 1952، خصص الضباط الأحرار المصريون الذين أطاحوا بالملك فاروق الأول في ثورة 23 يوليو رمزية محددة لكل من الألوان الثلاثة لعلم الثورة والتحرير؛ يرمز الشريط الأحمر إلى دماء المصريين في الحرب ضد الاستعمار، والشريط الأبيض إلى نقاء قلوب المصريين، أما الشريط الأسود أسفل الأبيض، فيرمز إلى الطريقة التي يتم بها التغلب على الظلام.
كان علم الثورة والتحرير المصري، والذي صمم في 23 يوليو1952، مصدر إلهامٍ للعديد من الدول العربية وتبنته العديد من الدول العربية. يتم استخدام الألوان الثلاثة الأفقية نفسها من قبل العراقوسورياوالسودانواليمن (وليبيا سابقاً)، والفرق الوحيد هو وجود (أو غياب) الشعارات الوطنية المميزة في الشريط الأبيض.
وصف العلم
في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، أُقر العلم الحالي في 4 أكتوبر بموجب القانون رقم 144 لسنة 1984، ويتكون من ثلاثة مستطيلات عرضية متساوية الأبعاد، ويكون مستطيل الشكل عرضه ثلثا طوله، وهي بحسب ترتيب الألوان من الأعلى للأسفل:[1]
العلم الوطني لجمهورية مصر العربية مكون من ثلاثة ألوان هي الأسود، والأبيض، والأحمر، وبه نسر مأخوذ عن “نسر صلاح الدين” باللون الأصفر الذهبي، ويحدد القانون شعار الجمهورية، وأوسمتها، وشاراتها، وخاتمها، ونشيدها الوطني. وإهانة العلم المصري جريمة يعاقب عليها القانون.
مادة 1: العلم الوطني لجمهورية مصر العربية والنشيد والسلام الوطنيين رموز للدولة، يجب احترامها والتعامل معها بتوقير على النحو المبين بهذا القانون، ويشار فيما بعد بالعلم الوطني لجمهورية مصر العربية بكلمة العلم.
مادة 2: العلم يتكون من 3 ألوان الأحمر والأبيض والأسود، وبه نسر مأخوذ عن نسر صلاح الدين باللون الأصفر الذهبي، ويكون مستطيل الشكل عرضه ثلثا طوله، ويتكون من 3 مستطيلات متساوية الأبعاد بطول العلم أعلاها باللون الأحمر وأوسطها باللون الأبيض وأدناها باللون الأسود، ويتوسط النسر المستطيل الأبيض.
مادة 3: يحدد رئيس الجمهورية بقرار منه شكل علم الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وتقرر اللوائح العسكرية شكل الأعلام الخاصة بالوحدات والسلطات المختلفة، وشروط استعمالها وما يجب أداؤه لها من التعظيم، ويؤدي العسكريون التحية العسكرية أثناء رفع العلم على الساري وإنزاله، وأثناء الاستعراضات العسكرية، على النحو الذي تنظمه اللوائح العسكرية
مادة 4: مع مراعاة الأعراف الدولية يُرفع العلم على مقار رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء والوزارات والهيئات والمؤسسات العامة ووحدات الإدارة المحلية، والمجالس النيابية، ودور المحاكم، والسفارات والقنصليات ومكاتب التمثيل المصرية بالخارج، وعلى المعابر والجمارك والنقاط الحدودية، وعلى المقر السكني الرسمي لرئيس الجمهورية، وعلى أي وسيلة انتقال يستقلها، أثناء مباشرته أعمال وظيفته.
مادة 5: يُرفع العلم في مكان ظاهر في المؤسسات التعليمية الخاضعة لإشراف الدولة، وتؤدي التحية للعلم كل يوم دراسي في مراحل التعليم قبل الجامعي، وفقًا للضوابط والإجراءات التي يحددها وزير التربية والتعليم.
مادة 6: يُحظر رفع أو عرض أو تداول العلم إن كان تالفاً أو مُستهلكاً أو باهت الألوان أو بأي طريقة أخرى غير لائقة، كما يُحظر إضافة أي عبارات أو صور أو تصاميم عليه، ويُحظر استخدامه كعلامة تجارية أو جزء من علامة تجارية.
مادة 7: مع عدم الإخلال بالاتفاقيات والأعراف الدولية، لا يجوز رفع أو استعمال غير العلم الوطني، وفي الأحوال التي يجوز فيها قانوناً، رفع علم آخر، يحظر رفعه في سارية واحدة مع العلم الوطني، أو أن يرتفع إلى مستوى أعلى منه.
مادة 8: يحظر تنكيس العلم في غير مناسبة حداد وطني، ويحدد رئيس الجمهورية ضوابط وأوضاع وإجراءات ومدة ذلك، ويُحظر رفع غير العلم الوطني في المناسبات العامة.
كذلك نصت المادة الحادية عشر من القرار على عقوبة إهانة العلم:
الحبس مدة لاتزيد على سنة وغرامة لاتجاوز 30 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من ارتكب في مكان عام أو بواسطة إحدى الطرق العلانية المنصوص عليها في المادة 71 من قانون العقوبات أى من الافعال التالية، إهانة العلم ومخالفة حكم المادة العاشرة من هذا القانون، وتضاعف العقوبة في حالة العودة.
أعراف ومراسم التعامل مع العلم
بجانب ما ذُكر في القانون رقم 41 لسنة 2014، يجب عند التعامل مع العلم الوطني بتقاليد وأعراف:[7]
في حالة إعلان الحداد الرسمي على مستوى الجمهورية، يجب إنزال العلم إلى منتصف السارية، وفي حالة رفعه لأول مرة يجب رفعه إلى نهاية السارية أولاً ثم خفضه حتى المنتصف.
يُرفع العلم مقلوباً في حالات المحنة أو الاستغاثة.[8]
ينبغي رفع العلم الوطني بخفة وسلاسة، ويخفض بأسلوب احتفالي، ويجب أن يُرفع أولاً حتى ينزل من ساريته.
لا ينبغي أبداً أن يُعرَض العلم الوطني أو يُستخدم أو يُخزن بطريقة تسمح له أن يتمزق أو يتسخ أو يتلف بسهولة.
لا يجوز على الإطلاق أن يُطبع أو يوضع عليه أي رمز أو شعار أو كلمات أو شارة أو أرقام أو صورة أو رسم من أي نوع وبأي شكل من الأشكال.
تاريخ العلم المصري
بعد انهيار الوحدة السياسية الأولى لمصر عام 4242 قبل الميلاد، قسمت البلاد ما بين حكومتين، واحدة في مصر السفلى وتعرف بمملكة الشمال، والأخرى في مصر العليا وتعرف بمملكة الجنوب. واتخذت مملكة الشمال زهرة البردي شعاراً لها على رايتها، كذلك اتخذت حكومة الجنوب زهرة اللوتس شعاراً لهم.[9] وبعد توحيد القطرين النهائي على يد الملك نعرمر عام 3200 قبل الميلاد، اتخذت كل أسرة حاكمة أو كل فرعون علماً خاصة به أثناء فترة الحكم.
أثناء حكم محمد علي باشا كان العلم المصري هو نفس العلم العثماني ولكن بنجمة خماسية لتمييزه عن العلم العثماني. ويبدو أن هذا النجم مستمد عن الشكل الذي عرفه المصريون منذ عصور حضارتهم القديمة. وكان هذا الفارق في عدد أطراف النجمة هو الوسيلة الوحيدة في التمييز بين سفن الأسطولين المصري والعثماني أثناء حصار الأساطيل الأوروبية المساندة للعثمانيين ضد محمد علي للموانئ المصرية.
بالإضافة إلى ذلك صنع محمد علي باشا لفرق الجيش أعلامها الخاصة، وكانت أعلاماً من الحرير الأبيض طرزت عليها آيات من القرآن الكريم وأرقام الآيات بالقصب. وكانت من مظاهر اهتمام محمد علي بالعلم إصداره «وثيقة العَلَم» التي كانت تُتْلى عند تسلّم كل آلاي من آلايات الجيش لعلمه.
علم الوحدة الوطنية الذي استخدمه المتظاهرون ضد الحماية البريطانية على مصر في ثورة 1919، والذي اُستلهم منه العلم الأهلي بعد ذلك.
بعد تولي الخديوي إسماعيلحكم مصر، غيّر علم محمد علي في عام 1867 واستبدل به علماً أحمر ذا ثلاثة أهلة بيضاء أمام كل منها نجم أبيض ذو خمسة أطراف وكانت هذه الأهلة والنجوم الثلاثة ترمز إلى مصروالنوبةوالسودان، أو إلى انتصارات الجيوش المصرية في عهد محمد علي في القارات الثلاث (أفريقياوأوروباوآسيا). واستمر هذا العلم مستخدماً في مصر إلى عام 1882. وعندما احتلت بريطانيا البلاد عام 1882، اتخذ علم محمد علي علماً رسمياً لمصر ثانية حتى عام 1914.
كان علم الخديوي إسماعيل هو الذي خرجت تحته الجماهير في ثورة 1919، والذي لف نعوش آلاف الشهداء الذين سقطوا في الثورة برصاص البريطانيين. وقد أفرزت ثورة 1919 -إلى جانب العلم المصري الرسمي- العلم الذي حمل هلالاً يعانق صليباً، والذي أصبح رمزاً لثورة 1919 التي كان شعارها ”الدين لله والوطن للجميع“.
بعد إعلان تصريح 28 فبراير وتخلّص مصر من الحماية البريطانية رسمياً، أُعلن قيام المملكة المصرية، واُختير علماً جديداً مشابه للعلم الذي حُمل في ثورة 1919، وعُرف باسم العلم الأهلي،[12] وهو العلم الأخضر ذو الهلال الأبيض والنجوم الثلاثة داخله. وقد اعتمد بحسب القانون رقم 47 في 10 ديسمبر1923.
بعد قيام ثورة يوليو عام 1952، رُفع علم التحرير أو علم الضباط الأحرار لكونه رمزاً للثورة. وقد استخدم لأول مرة في الاحتفال بمرور 6 أشهر على حركة الجيش كعلم لمجلس قيادة الثورة. وكان استخدامه غير رسمي بجانب العلم الأهلي الأخضر حتى بعد إعلان قيام جمهورية مصر وإلغاء الملكية عام 1953. وهو علم ذو ثلاثة ألوان:
الأحمر: يرمز إلى دم الشهداء في سبيل التحرر عبر العصور.
الأبيض: يرمز إلى العهد الجديد أو السلام والتحرير والرخاء.
الأسود: يرمز إلى العهد البائد والإستعمار وأعداء الثورة.
يتوسط المستطيل الأبيض نسر صلاح الدين، وهو نفسه النسر المنقوش داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة والذي كان يتخذه شعاراً للدولة الأيوبية. وهو نسر عريض الشكل؛ أضيف له درع دائري أخضر يحوى هلالاً أبيض اللون وثلاثة نجوم يرمز للعلم الأهلي، وتم نقش النسر في قاعة مجلس الأمة الذي أصبح الآن مجلس الشعب وضربت العملات المعدنية وعليها نقش هذا النسر العريض.[14]
كانت هناك اقتراحات لتغيير العلم بعد أن أصبحت مصر جمهورية، لذلك صدرت كثير من الاقتراحات (كما بالأسفل) والتي لم تُنفذ بسبب قيام الجمهورية العربية المتحدة عام 1958 والذي أُعلن فيه قيام الوحدة مع سوريا.
عقب إعلان الوحدة بين مصروسوريا تغير اسم ”جمهورية مصر“ إلى الجمهورية العربية المتحدة وأصبح الإقليم الجنوبي يشير إلى مصر، والإقليم الشمالي يشير إلى سوريا واستبدل العقاب في العلم إلى نجمتين خماسيتين خضراوين إشارة إلى مصر وسوريا.[15] وظل العلم المصري كذلك حتى بعد الانفصال 1961. وإن ظل النسر المطور المماثل للحالي هو ختم الدولة وشعارها ونقش عملاتها النقدية والتذكارية، واختلف محتوى درعه فقط ليحمل علم مصر طولياً ويتوسطه النجمتان الخضراوان الخماسيتان. ومع تحول هذا العلم إلى علم لدولة الوحدة أصبح علماً تقتبسه كثير من الدول العربية، وأصبح علماً منافساً لعلم الثورة العربية الكبرى ذو الألوان الثلاثة الأخضر والأبيض والأسود، والذي اشتقت منه بعض دول المشرق العربي أعلامها.[16]
في عام 1984 بعد تولي الرئيس محمد حسني مبارك حُكم مصر بثلاث سنوات؛ صُدر قانوناً بتغيير علم الاتحاد إلى العلم الوطني الحالي بحسب القانون 144 بعد أن صًدر القانون رقم 143 بنفس السنة بشأن انسحاب مصر رسمياً من الاتحاد. وقد اشتمل التغيير فقط بتبديل الشعار في المستطيل الأبيض ليكون نسر صلاح الدين بلون ذهبي بدلاً من صقر قريش.[19]
اشتقت عدة أعلام عربية رسمية وغير رسمية من علم التحرير العربي بعد ثورة يوليو 1952 في مصر، وذلك تأثراً بالحركات القومية العربية ودعوات الوحدة العربية والتي كانت تنطلق من مصر بصفة خاصة إبان حكم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر.[20][21][22]