شرح طيبة النشر في القراءات العشر، هو كتاب ألفه شهاب الدين أبو بكر أحمد بن محمدابن الجزري[1] شرح في كتابه نظم أبيه طيبة النشر، ويعتبر كتاب النشر من أبرز مصادره، والتزم فيه ترتيب النظم، وأظهر تميز الناظم في نظمه، واهتم بتوضيح مصطلحات النظم، وتفصيل المجمل، وغير ذلك.[2] وقد أثنى والده على الكتاب حيث قال: «لما كان بمصر – يعني ابنه أحمد - في غيبتي وأنا مجاور بمكة شرح طيبة النشر فأحسن فيه ما شاء مع أنه لم يكن عنده نسخة بالحواشي التي كنتُ كتبتها عليها».[3]
سبب تأليفه
أراد أن يشرح كتاب أبيه طيبة النشر في القراءات العشر، وينفع الناس به، وكان في تلك الفترة في مصر بعيدا عن أبيه، رغم أنه لم تكن عنده إضافات أبيه على الكتاب في ذلك، وكان شرحه على الكتاب متقنا.[3]
مصادر الكتاب
من أبرز مصادر الكتاب: ما تلقاه عن والده في النظم، وكثيرا ما ينص على ذلك صراحة في الكتاب، فهو شرح موثق عن أبيه ابن الجزري.[4]
منهج المؤلف في كتابه
لم يخرج المؤلف في كتابه عن ترتيب ابن الجزري في طيبة النشر، ويمكن الإشارة إلى بعض معالم منهجه على النحو التالي:[2] -
قسم الكتاب إلى مقدمة وقسمين، فالمقدمة تناول فيها ترجمة للقراء ورواتهم واصطلاحات النظم، ومقدمة في التجويد ونبذة عن الوقف والابتداء، القسم الأول: شرح فيه الأصول، وتناول فيه 27 عنواناـ وأما القسم فتناول فيه الكلمات التي اختلف فيها القراء في سورها حسب ترتيب القرآن مبتدئا بالبقرة، وأما الفاتحة فذكرها في الأصول، وأضاف إليها مسائل باب التكبير.
شرح كل بيت بشكل مستقل، واهتم بألفاظ كل بيت من حيث الضبط بالتشكيل وبيان الوجه اللغوي الجائز في الكلمة، ومرجع الضمائر، وإعراب بعض الكلمات، وإبراز مواضع البلاغة، والضرورة الشعرية، وغير ذلك.
أبرز مميزات النظم في البيت الذي يظهر فيه تميز الناظم.
اهتم بتوضيح مصطلحات الناظم، وبيّن سبب اختيار هذه المصطلحات.
فصّل ما أجمله الناظم.
الاعتذار للناظم في المسائل الني انتقده عليها القراء.
عرَّف ببعض مصطلحات العلوم الواردة في النظم.
اهتم ببيان كيفية استخراج القراءات من النظم.
اهتم بالاستدلال من القرآن والحديث ولم يتقيد بالصحيح في الأحاديث، ويحكم على الحديث أحيانا، ولا يعزو الأحاديث غالبا، وينقل أقوال أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم، ويستدل بكلام العرب وأشعارهم، وبالأمثال العربية.
شرح مختصر استوفى فيه مؤلفه المقصود ولم يستطرد في المسائل اللغوية والنحوية إلا ما تشتد الحاجة إليه.
ينقل عن والده كثيرا، وهذا يجعل اختياره في الشرح أقرب إلى الصواب من غيره.
يعتمد على التلقي والمشافهة في الأمور التي يرد فيها الخلاف في القراءة.
يستدرك على بعض العلماء المتقدمين مثل الشاطبي في نظم حرز الأماني.
يحيل إلى المصادر المعتمدة في الخلاف، وأكثر مصدر يشير إليه هو النشر في القراءات العشر، باعتباره أصلا للكتاب.
يوجه بعض القراءات وخاصة القراءات التي لا يظهر وجهها في اللغة والنحو، أو القراءات التي اختلف في توجيهها بعض العلماء، أو أشكلت على بعض أهل اللغة، ويحيل فيها إلى النشر.
إذا كثرت القراءات في الكلمة يذكرها مفصلة في أول الشرح، ثم يُجملها في آخر الشرح.
الثناء على الكتاب
أثنى على الكتاب صاحب النظم، وهو والده محمد ابن الجزري، مما يدل على أهمية الكتاب وحسن فهم مؤلفه وضبطه لكتاب والده، حيث قال ابن الجزري: لما كان بمصر – يعني ابنه أحمد - في غيبتي وأنا مجاور بمكة شرح طيبة النشر فأحسن فيه ما شاء مع أنه لم يكن عنده نسخة بالحواشي التي كنتُ كتبتها عليها.[3]
طبعات الكتاب
للكتاب طبعات عديدة، من أبرزها:
1 – شرح طيبة النشر في القراءات العشر، لأبي بكر أحمد بن محمد ابن الجزري، المعروف بابن الناظم، تحقيق: عادل إبراهيم محمد الرفاعي، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، 1435هـ.
2 - شرح طيبة النشر في القراءات العشر، للإمام شهاب الدين أبي بكر أحمد بن محمد ابن الجزري، ضبطه وعلق عليه: الشيخ أنس مهرة، دار الكتب العلمية – بيروت، 2000م.
3 - شرح طيبة النشر في القراءات العشر، للإمام أبي بكر أحمد بن محمد الجزري، دارسة وتحقيق الدكتور: شعبان محمد إسماعيل، المكتبة الفيصلية، 2011م.
