سليمان بن طرخان التيمي، وكنيته أبو المعتمر، ليس من بني تيم، ولكنه تربى في منازلهم فنُسب إليهم، سكن البصرة، وكان من العباد المجتهدين يصلي صلاة الفجر بوضوء صلاة العشاء، أي أنه لا ينام بل يقوم الليل. وهو أبو معتمر بن سليمان الفقيه المُحدّث. وقال محمد بن سعد البغدادي عنه: «من العباد المجتهدين، كثير الحديث، ثقة، يصلي الليل كله بوضوء عشاء الآخرة، وكان هو وابنه يدوران بالليل في المساجد، فيصليان في هذا المسجد مرة، وفي هذا المسجد مرة، حتى يصبحا.»[3]
وقال حماد بن سلمة: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع فيها الله، إلا وجدناه مطيعا، إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصليا، وإن لم تكن ساعة صلاة، وجدناه إما متوضئا، أو عائدا مريض، أو مشيعا لجنازة، أو قاعدا في المسجد.[4]
وكان سليمان إمام مسجد بالبصرة، وكان يذم القدرية فيقول: «أما والله لو كشف الغطاء لعلمت القدرية أن الله ليس بظلام للعبيد». توفي سليمان التيمي بالبصرة في ذي القعدة سنة 143 هـ وهو ابن سبع وتسعين سنة.[1]
عبادته
ورد في سيرته الكثير من الروايات عن كثرة عبادته، وفعن معتمر بن سليمان قال: «مكث أبي أربعين سنة يصوم يومًا، ويفطر يومًا، ويصلي صلاة الفجر بوضوء عشاء الآخرة.»، وأنه كان إذا حدّث عن النبي محمد تغير لونه، قال حماد بن سلمة: «ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعًا، وكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله.» وقال: «لم يضع سليمان التيمي جنبه بالأرض عشرين سنة»، وكان يحيى بن معين يقول: «ما جلست إلى رجل أخوف لله منه.»[1][5]
وقال سليمان لابنه عند موته: «يا معتمر حدثني بالرخص لعلي ألقى الله وأنا حسن الظن به.»[1]