هو محمد بن كعب بن حيان بن سليم، كنيته أبو حمزة، وقيل: أبو عبد الله القرظي المدني، من حلفاء الأوس، وكان أبوه كعب من سبي بني قريظة، حيث كان أبوه ممن لم ينبت في غزوة بني قريظة، فتُرِكَ،[3] ولد في المدينة المنورة في آخر خلافة عليّ سنة أربعين،[4] وسكن الكوفة، ثم المدينة، وكان عالمًا بتفسير القرآن.[3][5][6] وأقواله منثورة في كتب التفسير.[7] قال عون بن عبد الله: «ما رأيت أحدًا أعلم بتأويل القرآن من القرظي». وكان له أملاك بالمدينة، وحصل مالًا مرة، فقيل له: «ادخر لولدك»، فقال: «لا، ولكن أدخره لنفسي عند ربي، وأدخر ربي لولدي»، وإنه كان مجاب الدعوة، كبير القدر.[3]
أخرج ابْنُ أَبِي خَيْثَمَة في تاريخه، مِن طريق موسى بن عقبة؛ قال: «بلغني أنَّ رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم قال: "يَخْرُجُ مِنَ الكَاهِنِينَ رَجُلٌ يَكُونُ أَعْلَم النّاسِ بِكِتَابِ اللهِ"، قال: فكان الناس يقولون: هو محمد بن كعب؛ لأنّ أباه من قريظة وأمّه من بني النّضير؛ وهما المراد بالكاهنين.»، ورُوى أنه كان لمحمد بن كعب جلساء من أعلم الناس بالتفسير، وكانوا مجتمعين في مسجد الربذة فأصابهم زلزال، فسقط عليهم المسجد، فماتوا جميعا تحته.[3]
منزلته عند أهل الحديث: قال ابن سعد: كان ثقة عالمًا كثير الحديث ورعًا، وقال ابن المدينيوأبو زرعةوالعجلي: ثقة، وزاد العجلي: مدني تابعي رجل صالح عالم بالقرآن. وقال الذهبي: كان من أئمة التفسير.[3]