سام هاريس (بالإنجليزية: Samuel Benjamin Harris) (مواليد 9 أبريل 1967) هو مؤلف وفيلسوفومفكروعالم أعصاب أمريكي وهو أحد مؤسسي مشروع إدراك ومديره التنفيذي. سام مؤلف كتاب «نهاية الإيمان» الذي صدر عام 2004 والذي ظهر في لائحة النيويورك تايمز لأفضل المبيعات 33 أسبوعًا على التوالي. كما تُوّج الكتاب بجائزة بَنْ (PEN Award) عام 2005.[2] عام 2006، قام هاريس بنشر كتابه «رسالة إلى أمة مسيحية» ردّا على انتقادات لكتاب «نهاية الإيمان». تَبِع هذا العمل كتابه «المشهد الأخلاقي»، الذي صدر سنة 2010، ليتبعه بمقاله من الطراز الطويل «أنْ تكذب» سنة 2012، لتتم سلسلة مؤلفاته مع كتاب «الاستيقاظ: دليل إلى الروحانية الخالية من التدين».
المبدأ الأساسي الذي يشرح أفكار هاريس هو: «آن الأوان أن نشكك بفكرة الدين بشكل حر».[3] ويصف اليهوديةوالمسيحيةوالإسلام بالأفكار المتحجرة التي تسمح بأذية الآخرين بسبب معتقداتهم. وبالتالي، يعتبر أن الحضارة الإنسانية تواجه مخاطر حقيقية لأنها تحرم التشكيك بالأديان وهذا التحريم يمنع التطور نحو حياة روحانية وأخلاقية أفضل. على الرغم من إلحاده، إلا أنه يبتعد عن استعمال هذا الوصف لأنه يعتبره غير ضروري وهدام [4] لأنه لا يعتبر نظرة حياة أو فكرة فلسفية بحق. هو يؤمن أنه يجب على الملحد « أن لا يطلق أي صفة على نفسه. يجب أن نلتزم التقية لبقية حياتنا. وخلال حياتنا، يجب أن نلتزم اللياقة، ونكون صادقين وأن ندمر الفكر الهدام أينما وجد»[4]
يجادل هاريس بأن الأديان مليئة بالأفكار السيئة ويصفها بأنها «من أشنع أنواع الانحراف الذي يسيء استعمال الذكاء والإدراك الإنساني».[5] وهو يقارن المعتقدات الدينية المعاصرة بالمعتقدات الدينية الإغريقية التي أثبتت عدم صحتها.[6]
كما يرفض بأن التوراة هي من تأليف إله كامل المعرفة وذلك لأن محتوى التوراة لا يملك أي من أدوات الإعجاز ويمكن لأي شخص بثقافة القرن الأول أن يكتبه.[7]
في كتابه بعنوان «نهاية الإيمان»، يصف العقيدة الدينية بأنها معيبة لأنها تعتمد على الإيمان بدلا من اعتماد الحقائق والخبرة. وهو يقول أن الأديان تسمح بتحويل خرافات أو أفكار نعلم أنها غبية إلى أفكار مقبولة، وحتى مقدسة. فمثلا، الدين يعتبر وجود إله يسمع أفكارك من الأمور البديهية، بينما ينعت أي شخص يدعي أن الله يتصل به عن طريق المطر بطريقة مورس بالجنون.[3]
يدعو هاريس إلى تعصب إصلاحي مفيد وغير قسري بخلاف تعصب الاضطهاد الديني المنتشر. هو يدعو إلى تعصب نقاشي الذي يقيس القناعات الشخصية بقياس الحق وتعتمد الصدق الواعي في تفهم الأفكار الدينية واللادينية.[8]
اليهودية
ولد هاريس لأم يهودية وأب مسيحي إلا أنه تربى على الأفكار العلمانية. وصفه كريستوفر هيتشنز، أحد نقاد الدين، بأنه «مقاتل يهودي ضد السلطة الدينية وكل أشكال التعصب الديني».[9]
انتقد هاريس اليهود في كتابه بعنوان «نهاية الإيمان» وأتباعهم بقوله «إن حجم تظلمات اليهود عبر الأزمنة وبخاصة المحرقة اليهودية، تجعل من المستحيل تبرير فكرة أن اليهود جلبوا المصائب على أنفسهم... إلا أن هذه هي الحقيقة... فالفكر اليهودي هو شعلة التعصب... فاليهود يعتقدون أنهم شعب الله المختار الوحيدون وبالتالي، أمضوا الألفي سنة الماضية يتعاونون مع من يراهم بخلاف ذلك مما جعلهم يرون أنفسهم كذلك من غير رجعة ويضعهم بمواجهة التطور والحداثة. فاليهودية بجوهرها مؤسسة تحث على الإنشقاق. فالمستعمرون اليهود باعتمادهم على مباديء حرية الإعتقاد يشكلون العائق الرئيسي أمام السلام في الشرق الأوسط»
علوم الأخلاقيات
في كتابه بعنوان «المشهد الأخلاقي: كيف يمكن للعلوم أن تحدد القيم الإنسانية»، شرح أن «الرفاهية الإنسانية ليست ظاهرة عشوائية بل تعتمد على عوامل متعددة تبدأ من عوامل عصبوية وحيوية وتنتهي بعوامل اجتماعية واقتصادية"» وهو يؤكد أنه بفضل الاكتشافات العلمية والتقنية، وصل التطور الإنساني إلى مرحلة متقدمة تسمع للعلوم بأن تؤثر في تحديد عوامل الرفاهية الإنسانية.[10] وهو يشدد أنه آن الأوان أن ندعم النهج العلمي في تحديد قوانين الأخلاق رافضا مبدأ أن الدين هو الذي يحددها.[11] وهو مقتنع بأنه عندما تعتمد العلوم كأداة لتحديد الأحلاق، ستنضم الأخلاقيات الدينية إلى المكب التي رمي بها الشعوذات مثل التنجيموالسحروأساطير الإغريق.[11] بطبيعة الحال، واجهت هذه الأفكار الكثير من الاعتراضات[12][13][14][15][16][17] ورد هاريس على منتقديه بمقالة نشرت على موقع هافنغتون بوست[18]
الروحانيات
على الرغم من أفكاره المعارضة للدين، لا يرى هاريس أي غضاضة في القبول بالروحانيات وأنه «من المنطقي أن نحاول الوصول إلى حالة عقلية تعتبر مركزية في الأديان. فالتعاطف والتبجيل والإخلاص والشعور بالوحدانية هم من أسمى أنواع الخبرات التي على الإنسان أن يعيشها.»[19]
انتماءات تنظيمية
أسس هاريس مع زوجته أناكا عام 2007 مشروعاً خيرياً سمياه مشروع إدراك (بالإنجليزية: Project Reason) يهدف إلى نشر المعرفة العلمية والقيم العلمانية في المجتمع.[20] وهو عضو استشاري في تحالف علمانيي أميركا،[21] وهي هيئة ضغط تمثل اللادينيين الأمريكيين.
علم الأعصاب
اهتمامه بمواضيع الإيمان والدين جعله يحصل شهادة دكتوراه في علم النفس الإدراكي من جماعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.[22][23] وهذا أهله في استخدام تقنية الرنين المغناطيسي لمعرفة كيفية اختلاف عمل الدماغ عندما يقرر شخص ما أن نصًا هو نص صحيح أو خاطئ عبر العديد من التصنيفات مثل الرياضية والجغرافية والدينية والأخلاقية.[24]
وفي دراسة أخرى، درس هاريس وزملائه العوامل والوظائفية العقلية المترابطة بالدين والإيمان.[25] ولاحظوا أن هذه العوامل تفعل عمل قشرة الفص البطني الإنسي في الدماغ وهي المنطقة الدماغية المسؤولة عن اتخاذ القرارات العاطفية وتحديد المكافآت والتفكير الذاتي.[23]
^"About Sam Harris". 5 يوليو 2010. مؤرشف من الأصل في 2012-02-05. اطلع عليه بتاريخ 2010-07-05. Mr. Harris is a Co–Founder and CEO of Project Reason، a nonprofit foundation devoted to spreading scientific knowledge and secular values in society. He began and eventually received a degree in فلسفة from Stanford University and a Ph.D. in neuroscience from UCLA.
^Harris، S.؛ Kaplan، J. T.؛ Curiel، A.؛ Bookheimer، S. Y.؛ Iacoboni، M.؛ Cohen، M. S. (2009). Sporns، Olaf (المحرر). "The Neural Correlates of Religious and Nonreligious Belief". PLoS ONE. ج. 4 ع. 10: e7272. DOI:10.1371/journal.pone.0007272.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)