الكوت هي مدينة على نهر دجلة، حيث يلاقي قناة شط الحي القديمة. وتقع على بعد 350 كم أعلى النهر من البصرة ونحو 170 كم من بغداد. في 1915 كان يسكنها نحو 6,500 نسمة.
كانوا العرب هم العامل الاساسي للفوز في هذه الحرب
الحصار
وصلت القوات العثمانية المتعقِّبة في 7 ديسمبر1915 بقيادة خليل باشا، وبمجرد اتضاح أن الأتراك لديهم من القوة ما يكفي لحصار الكوت، أمر تاونشيند خيالته بالهرب جنوباً، وقد فعلوا ذلك بقيادة الكولونل جرارد ليتشمان. بلغ تعداد القوات العثمانية آن ذاك بقيادة الوالي العثماني السبع باشا 11,000 رجلاً بقيادة الجنرال الألماني - المطاع بالرغم من تقدم سنه - بارون فون در كولتس وكان مؤرخاً عسكرياً كذلك. وكان كولتس قد أخبر الجيش العثماني جيداً بعد أن قضى 12 عاماً عاملاً على تطويره من 1883 حتى 1895. بعد ثلاث هجمات في ديسمبر، أمر جولتس ببناء استحكامات حصار بمواجهة الكوت. ومثل القيصر في ألسيا، أعد لهجوم من البصرة باستخدام دجلة، كما قام ببناء مواقع دفاعية أسفل النهر.
بعد شهر من الحصار، أراد تاونشيند كسر الحصار وانسحب جنوباً، إلا أن قائده السير جون نيكسون رأى قيمة في شغل الجيش العثماني بالحصار. على أي حال، فعندما أبلغ تاونسند - بغير دقة - أن ما تبقى لديه من مؤونة يكفي شهراً واحداً فقط، تم استعجال إرسال قوة إنقاذ على وجه السرعة. ومن غير الواضح لماذا قال تاونشيند ذلك في حين أنه كان لديه مؤونة تكفي لأربعة أشهر (وإن كانت مستوى بمستوى منخفض).
بعد ذلك، جعل العثمانيون معسكرهم من المنحدر من حنا، وهو شريط ضيق من الأراضي الجافة بين نهري دجلة وسويقيا. الخسائر البريطانية في معركة هانا بلغت 2700 قتيل وجريح، والتي كانت كارثية للحامية في الكوت.[1]
استسلام الجيش البريطاني
حاول القادة البريطانيون رشوة العثمانيين لفك الحصار. كان أوبري هربرتولورنس العرب جزءاً من فريق من الضباط أرسل ليتفاوض على صفقة سرية مع الأتراك. عرض البريطانيون 2 مليون جنيه استرليني.
ووعدوا أن لن يقاتلوا الأتراك بعدا أبداً، مقابل فك حصار قوات تاونسند. أمر أنور باشا برفض ذلك العرض.[2]
كما طلب البريطانيون المساعدة من الروس. الجنرال باراتوڤ، وقوته المشكلة من 20,000 من القوزاق كان في بلاد فارس آنذاك. بعد الطلب تقدم نحو بغداد في أبريل 1916 إلا أنه عاد أدراجه عندما وصلته أخبار استسلام البريطانيين.[3]
وصف المؤرخ البريطاني يان موريس فقدان الكوت بأنه «الاستسلام الأكثر شناعة وإذلالا في تاريخ بريطانيا العسكري.»[4]
رتب الجنرال تاونشيند وقفاً لإطلاق النار في يوم 26، وبعد مفاوضات فاشلة، استسلم في 29 أبريل 1916 بعد حصار دام 147 يوماً. وقد بقي معه في الحصار على قيد الحياة 13,000 من جنود الحلفاء ليصبحوا أسرى. 70% من القوات البريطانية و50% من القوات الهندية ماتوا إما بالأمراض أو على يد الحرس التركي أثناء الأسر. أخذ تاونشيند نفسه إلى جزيرة ملكي في بحر مرمرة، ليبقى هناك طيلة الحرب في حياة رغدة.
حفاظاً على كرامته الجريحة، قرر الجيش البريطاني أن يسمي حصار الكوت «الدفاع عن كوت العمارة».