(1) تمثال مارتن لوثر في الساحة المركزية في مدينة فيتنبرغ، مهد الإصلاح البروتستانتي، (2) مجموعة صور لعدد من مشاهير المسيحيين البروتستانت من مختلف المجالات
تعتبر الأسرة الوحدة المركزية للمجتمع المسيحي، [2] وهي في المفهوم المسيحي كنيسة صغيرة، [3] وقد سمحت جميع المذاهب البروتستانتية بزواج رجال الدين. وقد أحدث مارتن لوثر ثورة إصلاحية شملت السماح للقسس بالزواج، وكان مارتن لوثر نفسه قد تزوج من كاترينا فون بورا في 13 يونيو 1525.[4][5]
منذ حوالي عام 1950، دخلت النساء في سلك الكهنوت، وتولت النساء بعض أهم المناصب القيادية (مثل الأساقفة) وذلك في معظم الكنائس البروتستانتية. حيث تحاول معظم الطوائف البروتستانتية السائدة تخفيف القيود المفروضة منذ زمن بعيد على رسامة النساء كأساقفة، وذلك على الرغم من وجود بعض المجموعات الكبيرة التي تشدد هذه القيود كنوع من ردة الفعل. في حين تبنت الكنائس الكاريزماتيةوالعنصرة سيامة النساء منذ تأسيسها بهم.
كذلك يتم توجيه انتقادات إلى الكنائس البروتستانتية الإنجيلية والخمسينية والمحافظة من قبل الحركات الأنثوية بسبب تشجيع الكنائس المحافظة على دور المرأة التقليدي، وهو ما تراه الحركات الأنثوية حط من قيمة المرأة. وتصل أحيانًا الانتقادات إلى العقيدة والمفاهيم المسيحية مثل كون الأنبياء من الذكور، وكون قصص الكتاب المقدس تركز على الرجل وهو ما تراه هذه الحركات ساهم في بناء المجتمع الأبوي.[21]
شدّد المصلحين البروتستانت كل من مارتن لوثروجان كالفن وغيرهم على أهمية التعليم. في عام 1578 أصدر مجلس الكنائس البروتستانتية الفرنسية منشور يجبر فيه الوالدين تعليم أبناءهم إذ رأى المصلحون البروتستانت في أهمية التعليم داخل الأسرة باعتبارها الوحدة الأساسية لتعزيز الاعتقاد الديني، والاستقرار الاجتماعي، لذلك طالبوا بتوجه المزيد من الاهتمام للأطفال ولتعليمهم ومحاولة نشر القراءة والكتابة حتى يتسنى للجميع قراءة الكتاب المقدس، وبالتالي فان الدول البروتستانتية كانت تولي أهمية للتعليم في المنزل وللحياة المنزلية وفي كيفية الاعتناء بها. وكان أيضًا لطبعة الكتاب المقدس للملك جيمس، تأثير قوي، لا في أميركا أو بريطانيا فقط، بل في أي مكان وصلت إليه اللغة الإنكليزية، أي جميع المستعمرات بما فيها كنداوأسترالياونيوزيلندا والدول الأفريقية المتحدثة بالإنكليزية. وقد أثرت الطبعة في شعر جون ميلتون وخطب مارتن لوثر كينغ. وبما أن إنجيل الملك جيمس هو مراجعة لترجمة ويليام تيندال وغيره من مترجمي القرن السادس عشر فإنه لا يعتبر ترجمة جديدة بحد ذاته بل هو تصاهر بين أفضل الترجمات التي سبقته.[26] مع ظهور الإصلاح البروتستانتي كان هناك توجه واسع النطاق للتعليم لأنه كان مطلوب من الاصلاحيين أن يكونوا قادرين على قراءة الكتاب المقدس.[27] فقد قال لوثر أنه من الضروري للمجتمع تعليم شبابها.[27] ورأى أنه كان من واجب السلطات المدنية إجبار رعاياهم لإبقاء أطفالهم في المدرسة.
في الهند
بعد عام 1857، أصبح إنشاء المدارسوالمستشفيات من قبل المبشرين البروتستانت البريطانيين «سمة محورية للعمل التبشيري والمسارات الرئيسية للتحويل الديني».[28][29] وتعتبر كلية كنيسة المسيح التي بنيت في عام 1866 وكلية سانت ستيفن والتي بنيت في عام 1881، مثالين على المؤسسات التعليمية البارزة التابعة للكنيسة والتي تأسست خلال فترة حقبة الهند البريطانية.[30] وداخل المؤسسات التعليمية التي أنشئت خلال فترة الحكم البريطاني، كانت النصوص المسيحية، وخاصةً الكتاب المقدس، جزءاً من المناهج الدراسية.[29] خلال فترة الحكم البريطاني، طور المبشرون المسيحيون أنظمة الكتابة للغات الهندية التي لم يكن لها في السابق أنظمة.[31][32] كما وعمل المبشرون المسيحيون في الهند على زيادة معرفة القراءة والكتابة.[33]
في أفريقيا
بحسب دراسة حديثة، نشرت في مجلة العلوم السياسية الأمريكية (مطبعة جامعة كامبريدج)، حيث تم التركيز على دور المبشرين البروتستانت، وجدت الدارسة أنهم كثيرًا ما تركوا أثرًا اجتماعيًا إيجابيًا للغاية في المناطق التي كانوا يعملون فيها. «من خلال التحليل الإحصائي ارتبطت البعثات البروتستانتية بشكل كبير وبقوة مع نشر الطباعة، والتعليم، والتنمية الاقتصادية، وتنظيم المجتمع المدني، وحماية الملكية الخاصة، وسيادة القانون، ومستويات أقل من الفساد».[34] وبحسب العالم السياسي روبرت ودبيري وجد من خلال الإحصاءات إلى القول بأن البعثات البروتستانتية كانت عاملاً مساعدًا هامًا في نشر الحرية الدينية، والتعليم، والديمقراطية.[35]
نشط المبشرون البروتستانت بشكل خاص في إنشاء المدارس وتثقيف السكان المحليين، بدافع من إيمانهم بأن الجميع يجب أن يكونوا قادرين على قراءة الكتاب المقدس بلغتهم الأم. ويشير روبرت د. ودبيري عالم اجتماع في جامعة بايلور أن للمُبشرين البروتستانت في أفريقيا «كان لهم دور فريد في نشر التعليم الشامل» بسبب الأهمية الدينية لدراسة وقراءة الكتاب المقدس، حيث قام المُبشرين في ترجمة الكتاب المقدس للغات المحليَّة وفي إنشاء المدارس لتعزيز معرفة القراءة والكتابة.[36]
ويشير ناثان نان أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد أنَّ التعليم «هو المكافأة الرئيسية قبل المبشرين لجذب الأفارقة للمسيحية». كما وشجع المبشرين البروتستانت على تعليم المرأة ومحو الأمية بين النساء.[37] وبحسب الدراسة قد تلعب مجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية المعاصرة دورًا أيضًا في الفجوة. ووفقاً لأستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد ناثان نان «تبين أن وجود المبشرين المسيحيين، وخاصةً المبشرين البروتستانت، يرتبط ارتباطًا وثيقًا وإيجابياً بزيادة التحصيل العلمي، ويبدو أن التأثيرات تستمر لأجيال عديدة».[37] كما ويشير بينما للبعثات الكاثوليكية والبروتستانتية تأثير إيجابي طويل المدى على التحصيل العلمي في أفريقيا، الا أن التأثيرات حسب الجنس كانت مختلفة تمامًا. كان للبعثات البروتستانتية تأثير إيجابي كبير على تعليم الإناث على المدى الطويل وتأثير صغير للغاية على تعليم الذكور على المدى الطويل. في المقابل، [38] وتوصل ناثان نان عن طريق الجمع بين المعلومات التاريخية عن مواقع البعثات التبشيرية الكاثوليكية والبروتستانتية في المستعمرات الأفريقية إلى وجود أدلة متوافقة مع الاعتقاد بأن البعثات البروتستانتية كان لها تأثير قوي على التحويل الديني، وعلى زيادة التحصيل العلمي.[39]
مفهوم البروتستانتية حول الله والإنسان سمح لظهور حرية الفكر والانضباط والعمل. الذي كان يركز على الأعمال الدنيوية ويعتبر العمل كواجب يستفيد منه كل من الفرد والمجتمع ككل، وبالتالي شجعت البروتستانتية على تراكم الثروات واعتبرتها نعمة من عند الله متأثرة في ذلك في العهد القديم.[40] وهكذا، تحولت فكرة الكاثوليكية من أعمال الرب إلى الالتزام بالعمل الجاد كدليل على نعمة. واستنادًا إلى ماكس فيبر فأخلاق العمل البروتستانتية، خاصًة المذهب الكالفيني، من انضباط وعمل شاق وإخلاص، كانت وراء ظهور العقلية الرأسمالية في أوروبا، [41]: وذلك لقولها بأن النجاح على الصعيد المادي هو دلالة على نعمة إلهية واختيار مسبق للخلاص.[42] فقد حثت تعاليمهم بان يكونوا منتجين بدلاً من مستهلكين ويستثمروا أرباحهم لخلق المزيد من فرص العمل لمن يحتاج وبذلك تمكنهم في المساهمة في بناء مجتمع منتج وحيوي.[43] ومن الآثار المهمة للحركة الكالفينية، بسبب تأكيدها حرية الفرد، ظهور برجوازية جديدة، فالحرية الفردية وما رافقها من نجاح في مجال الصناعة، جعل أتباع الكالفينية يهتمون بالثروة والمتعة وحب التملك بدلاً من البحث عن خيرات الأرض بالسعي والجد.[44]
كذلك كان لأخلاق العمل البروتستانتية كقيم الموثوقية، والادخار، والتواضع، والصدق، والمثابرة والتسامح، أحد أسباب نشأة الثورة الصناعية.[45]
في دراسة معروفة قام بها عدد من الباحثين في مطلع الألفية ويمكن اختصار اسمها كالتالى: (CMRP) وجد عدد من الباحثين أن المجتمعات التي تسيطر عليها الثقافة البروتستانتية تشمل الولايات المتحدة، الدول الإسكندنافية، ألمانيا، المملكة المتحدة، هولندا، سويسرا، كندا، أسترالياونيوزيلندا تميل إلى العمل والاجتهاد والإنجاز والابتكار أكثر من المجتمعات التي تسيطر عليها ثقافات دينية أخرى مثل الكاثوليكيةوالإسلاموالبوذيةوالهندوسية.[46] ووفقًا للدراسة فالدول ذات الثقافة والأغلبية البروتستانتية لديها مؤشر التنمية البشريةوالناتج المحلي مرتفع، كما وتتربع العديد من الدول البروتستانتية قائمة أغنى دول العالم، [47] والدول الأقل فساداً في العالم.[48] ولدى العديد من المجتمعات البروتستانتية في دول غير بروتستانتية نفوذ اقتصادي كبير لا يتناسب مع وزنهم العددي يظهر ذلك على سبيل المثال في فرنسا حيث للبروتستانت نفوذ كبير في الصناعةوالاقتصادوالشركات الماليةوالبنوك[49]وكوريا الجنوبية حيث معظم الشركات الكبرى بالبلاد يديرها مسيحيون بروتستانت. واستنادًا إلى نموذج بارو وماكليري، فإن أخلاق العمل البروتستانتية قد لعبت دورًا رئيسيًا في نجاح كوريا الجنوبية في المجال الاقتصادي.[50][51]
وبعض الباحثين يربطون أيضًا دور التطهريين وهم من الكالفينين في الاقتصادوالرأسمالية في الولايات المتحدة الاميركية. فقد حثت تعاليمهم بان يكونوا منتجين بدلاً من مستهلكين ويستثمروا أرباحهم لخلق المزيد من فرص العمل لمن يحتاج وبذلك تمكنهم في المساهمة في بناء مجتمع منتج وحيوي.[43] ومن الآثار المهمة للحركة التطهرية، بسبب تأكيدها حرية الفرد، ظهور برجوازية جديدة، فالحرية الفردية وما رافقها من نجاح في مجال الصناعة، جعل أتباع البيوريتانية يهتمون بالثروة والمتعة وحب التملك بدلاً من البحث عن خيرات الأرض بالسعي والجد.[44]
ويعتبر اليوم أحفاد التطهريين أو ما يعرفون بالواسب الطبقة الثرية والمتعلمة في الولايات المتحدة، [54] وهم بمثابة النخبة الاجتماعية التي تتحكم في الاقتصادوالسياسةوالمجتمع الأمريكي.[55]
التأثير الكالفيني
أدى صعود البروتستانتية إلى تحرير أوروبا المسيحية وإلى ازدياد نظرة روما ضد الربا. في أواخر القرن الثامن عشر، بدأت العائلات التجارية البروتستانتية للانتقال إلى العمل المصرفي بدرجة متزايدة، ولا سيّما في البلدان التجارية مثل المملكة المتحدة (آل بارينجز)، وألمانيا (أسرة شرودرز وبرينبرغ) وهولندا. كما ولعبت النخب البروتستانتية الغنيّة دور كبير اقتصادي مثالًا على ذلك عندما تحولت جنيف إلى البروتستانتية في 1536 وذلك بعد وصول جون كالفين إلى هناك. بحيث ظهر التأثير البروتستانتي في سويسرا وعلى المجتمع السويسري خاصًة في المجال العلمي والاقتصادي إذ تشكل البروتستانت من المتعلمين والحرفيين والبرجوازيين، وعمل البروتستانت خاصًة الهوغونوتيون في إنشاء البنوك وعملوا في الذهب والتجارة.[56] كما لعبت العائلات الغنية العريقة البروتستانتية دور اقتصادي هام، كعائلة بيكتات، التي مَـنحت إسمها لمصرف بيكتات الخاص.[57]
ظهر أيضًا التأثير الكالفيني في هولندا وعلى المجتمع والاقتصاد الهولندي، ولعب هجرة الهوغونوتيون الذين قدموا من فرنسا، والبروتستانت الذين قدموا من جنوب هولندا إلى مدينة أمستردام. أدت هذه الهجرات إلى إنشاء العديد من الأعمال المصرفيّة والصناعيّة الكبرى.[58] يظهر قول يعكس الوضع آنذاك في القرن السادس عشر:
الكاثوليك لديهم الكنائس، واللوثريين لديهم السلطة، والكالفينيين يملكون المال.[59]
واستنادًا إلى روبرت ميرتون فأن العلاقة بين الانتماء الديني والاهتمام بالعلم هو نتيجة لتضافر كبير بين القيم البروتستانتية وتلك في العلوم الحديثة.[63] وقد شجعت القيم البروتستانتية على البحث العلمي من خلال السماح بالعلم لتحديد تأثير الله على العالم، وبالتالي يتم تقديم مبررات دينية لأغراض البحث العلمي.[62]
وتاريخيًا فالبروتستانتية لم تدخل في صراع مع العلم.[64] وكان روبرت ميرتون قد أسند نظريته بسبب كون أغلب العلماء في الجمعية الملكية وهي من المؤسسات العلمية المرموقة من البروتستانت.[61] وكانت قد سبقه عدد الباحثين في اعتبار أخلاق العمل البروتستانتية كقيم الموثوقية، والادخار، والتواضع، والصدق، والمثابرة والتسامح، أحد أسباب نشأة الثورة الصناعية.[45] وسبب لتطور المجتمع اقتصاديًا ودافع لتطوير العلوم وواحدة من المحركات الدافعة لبنية المجتمع العلمي، كون البروتستانتية تركز على الاجتهاد وتعطي مكانة مميزة للدراسة والمعرفةوالعقل.[65][66]
ذكر كتاب ذكرى 100 عام لجائزة نوبل أنَّ حوالي (31.5%) من الحاصلين على جائزة نوبل بين الأعوام 1901- 2000 كانوا من البروتستانت.[67] وكان كل من اللوثريونوالكالفينيينوالأنجليكان على التوالي البروتستانت الأكثر حصولًا على جوائز نوبل. كما وجدت دراسة أخرى لشيربي أودلبرغ عام 2000 أنّ 35% من الحائزين على جائزة نوبل هم من البروتستانت.[68] ذكر عالم الاجتماع جيرهارد لنسكي في أوائل عقد 1960 أنَّ العلماء البروتستانت كانوا أكثر إنتاجية بست مرات من نظرائهم الكاثوليك، وهو اختلاف انعكس في حقيقة أن المجتمعات البروتستانتية ولدت الكثير من الحائزين على جائزة نوبل للعلوم أكثر من الكاثوليك.[69] بين عام 1900 وعام 1977، جاء حوالي 60% من الحائزين الأمريكيين على جائزة نوبل في العلوم إما من مدينة نيويورك أو من الغرب الأوسط، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الإنجازات غير المتناسبة للمجتمعات اليهودية والبروتستانتية.[69]
ذكرت دراسة نُشرت في كتاب النخبة العلميّة: الحائزين على جائزة نوبل في الولايات المتحدة أنّ 60% من الحائزين على جائزة نوبل في الطب في الولايات المتحدة بين الأعوام 1901-1972 هم من خلفية بروتستانتية، ويُشّكل العلماء من الخلفية البروتستانتية نسبة 84.2% من الأمريكيين الحائزين على جائزة نوبل في الكيمياء بين الأعوام 1901-1972، ويشكلون أيضًا نسبة 58.6% من الأمريكيين الحائزين على جائزة نوبل في الفيزياء.[70] تشير الدراسة أيضًا إلى أنّ 70.3% من النخبة العلميّة في الولايات المتحدة من خلفية بروتستانتية مقابل 20% من خلفية كاثوليكية و9.3% من خلفية يهودية؛ يُذكر أنّ حوالي 60.9% من نخبة الأطباء في الولايات المتحدة هم من خلفية بروتستانتية، فضلًا عن 74.1% من نخبة علماء الكيمياء و68.2% من نخبة علماء الفيزياء هم من البروتستانت.[70] في كتابهم الصادر عام 2014 حول صعود وسقوط المجموعات الثقافية الأمريكية، وجدت أساتذة كلية الحقوق بجامعة ييل آمي تشوا وجيد روبنفيلد أن المجموعات العرقية الأمريكية الثلاث الممثلة تمثيلاً زائداً بين الحائزين على جائزة العلمية: البروتستانت البيضواليهود والآسيويون.[71]
يُذكر أنه وفقًا لدراسة نشرتها وال ستريت جورنال فإن ستة طوائف بروتستانتية تتصدر قائمة أولى العشرة طوائف دينية التي حصلّت على أفضل اداء في اختبار سات SAT على مستوى الولايات المتحدة.[72]
الهوغونوتيون وهم أعضاء كنيسة فرنسا الإصلاحيةالبروتستانتية خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر. وقد لعبت النخب البروتستانتية من أتباع الهوغونوتيون الغنيّة دور كبير اقتصادي وفكري في فرنسا منذ القرن السادس عشر، إلى الوقت الحالي. وتتمّ الإشارة في هذا السياق، إلى أن نفوذ البروتستانت الفرنسيين كبير ولا يتناسب مع وزنهم العددي. ويتبدى هذا في مجالات عديدة، ففي الصناعة: شركة بيجو لصناعة السيارات، مجموعة هيرمز في مجال العطور والسلع الراقية. وفي السياسة ليونيل جوسبانوميشيل روكار (شغلا منصب رئيس الوزراء). وفي الثقافة اندريه جيد، الفيلسوف بول ريكور، السينمائي جان لوك غودار.[49]
تحولت جنيف إلى البروتستانتية في 1536 وذلك بعد وصول جون كالفين إلى هناك. وأضحى للبروتستانتية تأثير كبير على المجتمع السويسري خاصًة في المجال العلمي والاقتصادي إذ تشكل البروتستانت من المتعلمين والحرفيين والبرجوازيين، وعمل البروتستانت خاصًة الهوغونوتيون في إنشاء البنوك وعملوا في الذهب والتجارة.[56] وعلى غرار الدين والسياسة، كانت الفكرة الجوهرية في المجال المصرفي تتمثل في حماية المواطن من خلال الاستناد على رافعة المتطلبات الأخلاقية الرفيعة. وهنا يتجه الفكر بدون تردد إلى الزمن الحاضر. من جهة أخرى، اعتبرت البروتستانتية أن المجال الخاص (أو الخصوصية الفردية) قيمة تستحق الحماية، وإذا ما تم الربط بين هذه الأخيرة وممارسة أنشطة مصرفية، يُتحصّل على السر المصرفي. ولا تزال جينيف على صِـلة قوية بأصولها البروتستانتية، على المستويين الاجتماعي والمعنوي، اجتماعيًا، لأن عددا من العائلات الغنية العريقة بروتستانتية، كعائلة بيكتات، التي مَـنحت اسمها لمصرف بيكتات الخاص.[57]
السياسة
في العصور الوسطى، كانت الكنيسة والسلطات الدنيوية ترتبط ارتباطًا وثيقًا. فصل مارتن لوثر الدين عن العالم الدنيوي من حيث المبدأ (مبدأ المملكتين).[73] اضطر المؤمنون إلى استخدام العقل للتحكم في المجال الدنيوي بطريقة منظمة وسلمية. مذهب لوثر وتظرته حول الكهنوت لجميع المؤمنين سمح ترقية وابراز دور العلمانيين في الكنيسة إلى حد كبير. وكان لأعضاء الكنيسة الحق في انتخاب الأساقفة، وإذا لزم الأمر حتى على التصويت لصالح اقالته.[74] وعزز كالفين هذا النهج الديمقراطي عن طريق تقسيم الكنيسة تنظمها تحت حكم مجالس شيوخ بشكل ديمقراطي. فيوجد في كل مجمع دورة مكونة من شيوخ حاكمين وشيوخ معلمين. الشيوخ الحاكمون مسؤولون عن حكم وانضباط الكنيسة، والشيوخ المعلمون مسؤولون عن الوعظ الكتابي وتدبير الأسرار المقدسة (التي يوجد منها اثنان فقط في الكنائس البروتستانتية، وهي المعموديةوالعشاء الرباني). وبالإضافة إلى الشيوخ، يوجد في كل مجمع شمامسة مسؤولون عن الأمور المادية مثل التبرعات والحاجات الخيرية.
وفقا لتعاليم جان كالفن يجب على الأمّة أن يحكمها رؤساء مُنتَخبون، لا في دولة استبداديّة أو تحت حكومة طاغية. ففي الفصل الأخير من مؤلّفه «ملخّص التّعليم المسيحيّ»، أعرب «كالفن» عن تفضيله لهذا النّوع من الحُكم، الّذي كان سابقًا لعصره في القرن السّادس عشر. وعلى الرّغم من إدراكه أنّ كلّ أنواع الحُكم في هذا العالم هي ضمن مشيئة الله، إلاّ أنّه اعتبر أنّ الحُكم الجمهوريّ قد يضع الرّؤساء أو المُمثّلين عن الشّعب موضع المراقبين لبعضهم بعضًا، ممّا يحول دون الحكم الاستبداديّ. لقد خاف «كالفن» من اغتصاب الإنسان للسُّلطة بسبب فساده. لذلك، فإنّ الخيار بوجود رؤساء مُنتَخبين قد يعني إظهار مشيئة الله لشعبه. إنّ الحُكم الجمهوريّ، أو حُكم القضاة، يعكس النّموذج الكتابيّ عن حُكم الشّيوح المنتخبين للكنيسة.[75] كان لتعاليم كالفن والبروتستانتية الأثر الأكبر على رسيخ مبادئ الديموقراطية في إنجلترا مع الثورة المجيدة، وهولندا، والتي تبنت الكالفينية كمذهب رسمي وتبنت نظامًا ليبراليًا ما جعلها بنوع خاص موئلاً لمختلف الأقليات المضطهدة خصوصًا اليهود.[76] كما ومنحت حق اللجوء لفلاسفة أمثال باروخ سبينوزاوبيير بايل. وكان هوغو غروتيوس قادرًا على تدريس نظريته حول القانون الطبيعي حيث كان تفسيره ليبراليًا نسبيًا مقارنة للكتاب المقدس .[77]
بادرت النخبة البروتستانتية في خلق الحرية الدينية، والتي كانت النقطة الممهدة لانطلاق حقوق الإنسان. فقد وضع الإصلاحيين البروتستانت حرية الضمير في أولوية عالية في الجداول اللاهوتية والفلسفية والسياسية منذ رفض لوثر الارتداد عن معتقداته من خلال الضغوطات التي قامنت بها الإمبراطورية الرومانية المقدسة ضده عام 1521. في رأيه، الإيمان عمل من الروح القدس وبالتالي لا يمكن أن يُجبر على أي شخص.[86]القائلون بتجديد عمادوالهوغونوتيون كانوا من أهم المطالبين لحرية الضمير، وقد مارست الجماعتين الفصل بين الكنيسة والدولة .[87] في أوائل القرن السابع عشر ظهرت أسماء من المعمدانيين أمثال جون سميث وتوماس هلويس والتي نادت وكان لها فضل في نشر والدفاع عن الحرية الدينية.[88] وكانت لأفكار جون سميث صدى وتأثير على جون ميلتون ومواقف جون لوك حول التسامح.[89][90] تحت قيادة القس المعمداني روجر ويليامز والأبرشاني توماس هوكير والقس وليم بن من جمعية الأصدقاء الدينية وضغت كل من رود آيلاندوكونيتيكتوبنسلفانيا جنبًا إلى جنب في دساتيرها الديمقراطية حرية الدين. أصبحت هذه المستعمرات ملاذات آمنة للأقليات الدينية المضطهدة، بما في ذلك اليهود.[91][92][93] أدلى إعلان الاستقلال الأمريكي، ودستور الولايات المتحدة، ووثيقة حقوق تشريع حقوق الإنسان الأساسية وإعطائه إطارًا قانونيًا وسياسيًا.[94] الغالبية العظمى من الأمريكيين البروتستانت من رجال دين وعلمانيين على حد سواء، أيدت بقوة حركة الاستقلال . ومثلت جميع الكنائس البروتستانتية الكبرى في الأول والثاني من المؤتمرات القارية.[95] في القرنين التاسع عشر والعشرين أصبحت الديمقراطية الأمريكية نموذجًا يُحتذى به للعديد من البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم، على سبيل المثال في أمريكا اللاتينيةواليابانوألمانيا.
وكان الصلة القوية بين أمريكا والثورة الفرنسية من خلال الماركيز دي لافاييت، فقد كان من المؤيدين المتحمسين للمبادئ الدستورية الأمريكية . وكان الإعلان الفرنسي لحقوق الإنسان والمواطن قد قام أساسًا على مشروع ووثيقة لافاييت لحقوق الإنسان.[96] إعلان الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان أيضا كان نتيجة للتقليد الدستوري الأميركي.[97][98][99]
بالإضافة إلى المساعدة في التحرير من العبودية من قبل الطوائف البروتستانتية، فقد بذل عدد من البروتستانت مزيد من الجهود نحو تحقيق المساواة العرقية، والمساهمة في حركة الحقوق المدنية.[108] فمنظمة الأميركيين الأفارقة تذكر الدور الهام للحركات الاحيائية المسيحية في الكنائس السوداء التي لعبت دور هام وأساسي في حركة الحقوق المدنية.[109] ولعل أبرز المسيحيين ممن لعبوا دور في حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ، وهو قس للكنيسة المعمدانية، وزعيم حركة الحقوق المدنية الإميركية ورئيس مؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية، وهي منظمة مسيحية تنادي بالحقوق المدنية. وكان لبروتستانت أمثال وليام ويلبرفورس وهارييت بيتشر ستووابراهام لنكولن دور هام في إلغاء الرق.[110][111] وأثر الفيلسوف والفكر البروتستانتي هوغو غروتيوس وصموئيل بوفينروف أثر بالغ على القانون الدولي.[112][113] والتي منها أستنبطت اتفاقية جنيف، وهي جزء مهم من القانون الدولي الإنساني، والتي هي نتيجة لعمل هنري دونان البروتستانتي المتدين ومؤسس الصليب الأحمر.[114]
الرعاية الصحية والاجتماعية
نادى الإصلاحيون البروتستانت لمساعدة الناس. وقد أسست المنظمات البروتستانتية المستشفيات والمنازل لذوي الاحتياجات الخاصة أو كبار السن، والمؤسسات التعليمية، والمنظمات التي تقدم المساعدات إلى البلدان النامية، وغيرها من وكالات الرعاية الاجتماعية.[115][116][117] في القرن التاسع عشر، ظهر في العالم البروتستانتي حركات نشطة والتي نادت إلى الإصلاح الاجتماعي مثل إلغاء الرق، الإصلاحات في السجن، وحق المرأة في الاقتراع.[118][119][120] كما جوابا على «المسألة الاجتماعية» في القرن التاسع عشر، وألمانيا تحت حكم المستشار البروتستانتي أوتو فون بسمارك تم إقامة برامج التأمين التي قادت الطريق إلى دولة الرفاه (التأمين الصحي والتأمين ضد الحوادث، والتأمين على العجز، ومعاشات الشيخوخة). وتأثر بسمارك وسياسته من حركة «المسيحية العملية».[121][122] هذه البرامج، تم تبنيها من قبل العديد من الدول الأخرى، ولا سيما في العالم الغربي.
خلال الثورة الصناعية ظهرت عدد من العديد من المشاكل الاجتماعية، أدى ذلك إلى ظهور حركات دينية داخل الطوائف البروتستانتية، والتي حاولت ايجاد حلول لهذه المشاكل. منها مثل «جيش الخلاص» و«جمعية الشبان المسيحيين» والتي تدير مؤسسات متعددة تشمل مستشفيات ومراكز تأهيل لمدمني الكحول والمخدرات، ومعسكرات وأندية للصبية والفتيات، وأماكن إقامة للمسنين وأندية ومراكز للعناية اليومية، كما تقدم برامج تعليمية للأمهات غير المتزوجات، ودعمًا للمسجونين وعائلاتهم.[123] وقد تبنت أيضًا هذه الحركات عقيدة النظافة من الإيمان، ومنها حركات الإنجيل الاجتماعي التي ظهرت داخل الكنائس البروتستانتية، ولعلّ أبرزها «جيش الخلاص» الذي شكَّله الزوجين وليم وكاثرين بوث، وقد كان لهم دور في نشر والتوعية عن النظافة الشخصية ونقلًا عن كتاب الصحة والطب في التعاليم الانجيلية، [124] كان أحد شعاراتهم الأبكر: «الصابون، الحساء، والخلاص». فضلًا عن تشديدهم على الإستحمام خاصًة عشية يوم السبتويوم الأحد تحضيرًا للقداس وتقديمهم وإنتاج منتجات خاصة بالنظافة الشخصيّة.[125] ومن الشخصيات التي برزت في هذه الفترة أيضًا فلورنس نايتينجيل وهي قديسة في الكنيسة الأنجليكانية، [126] فقد اهتمت فلورنس بالنظافة وقواعد التطهير، وبتمريض الصحة العامة في المجتمع وتعتبر أول من وضع قواعد للتمريض الحديث وأسس لتعليم التمريض ووضعت مستويات للخدمات التمريضية والخدمات الإدارية في المستشفيات.[127]
تتركز الثقافة البروتستانتية الإنجيلية والأصولية في جنوب شرق إلى وسط جنوب الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة تُعرف باسم الحزام الإنجيلي تُشكِل فيه البروتستانتيةالإيفانجيليةالمحافظة اجتماعياً جزءاً رئيسياً من الثقافة، وحضور الكنيسة المسيحية فيه أعلى منه في بقية الولايات المتحدة. يحتوي الحزام الإنجيلي على معظم الولايات المتحدة الجنوبية ممتداً إلى تكساسوأوكلاهوما. خلال الحقبة الاستعمارية (1607 - 1776)، كان الجنوب معقلاً للكنيسة الأنجليكانية. وحدث تحوله إلى معقلٍ من معاقل البروتستانتية غير الأنجليكانية بشكلٍ تدريجية أثناء القرن التالي من خلال سلسلة من حركات الإحياء الديني، وكثير منها مرتبط بازدياد شعبية الطائفة المعمدانية في الإقليم. وغالبًا ما تكثر الكنائس والمؤسسات الدينية في مناطق الحزام الإنجيلي فضلًا عن الجامعات والمدارس المسيحية وبرامج التلفزة الدينية. يميل أبناء الحزام الإنجيلي إلى التصويت للأحزاب اليمينية، ويتبعون أسلوب حياة محافظ في أمور الزواج والجنس والأخلاق ويميل أبناء الحزام الإنجيلي إلى إنشاء أسر كبيرة العدد. ويشددون على الحقيقة الحرفية للكتاب المقدس، أي أنه يفسر الكتاب بشكل لفظي غير قابل للتأويل الأدبي أو التاريخي. في أواخر القرن العشرين بدأت المسيحية الأصولية بتأسيس مؤسسات إعلامية من أجل التبشير ولنشر الأفكار الخاصة بها وبحيث مناطق الحزام الإنجيلي معقلها، كما أنها تمكنت من التتغلغل في الحياة السياسية الأمريكية وأصبحت طرفًا نافذًا في اليمين المسيحي الأمريكي.
بعد نشوء البروتستانتية على يد مارتن لوثر في القرن السادس عشر، أصدر مارتن لوثر كتابه «يسوع ولد يهودياً» سنة 1523 وقال فيه إن اليهود هم أبناء الله وإن المسيحيين هم الغرباء. ويرى الكثير من الكتاب والمؤرخين أن هذه الفترة تعد الولادة الحقيقية والفعلية للمسيحية اليهودية. وتقوم المسيحية اليهودية على تفضيل الطقوس العبرية في العبادة على الطقوس الكاثوليكية بالإضافة إلى دراسة اللغة العبرية على أساس أنها كلام الله. ولاتزال آثار هذه الأصول المشتركة بادية إلى اليوم من خلال تقديس المسيحيين للتوارة والتناخ والتي يطلقون عليها إلى جانب عدد من الأسفار الأخرى اسم العهد القديم الذي يشكل القسم الأول من الكتاب المقدس لدى المسيحيين في حين يعتبر العهد الجديد القسم الثاني منه؛ يعتقد المسيحيون أن النبؤات التي دونها أنبياء العهد القديم قد تحققت في شخص المسيح، وهذا السبب الرئيس لتبجيل التوراة.
مارست الدول الغربيّة الناطقة بالإنكليزيّة ختان الذكور على نطاق واسع: إنكلتراوكنداوأسترالياونيوزيلندا والولايات المتّحدة. تعتبر الولايات المتحدة اليوم أكبر دولة مسيحيّة في العالم مارست وما زالت تمارس ختان الذكور على أطفالها على نطاق واسع لأسباب مختلفة ولكن لعب وما زال يلعب التفسير الحرفي للتوراة عند الأصوليّين المسيحيّين دوراً هامّاً في تثبيت ختان الذكور في هذا البلد.
مراجع
^Karl Heussi, Kompendium der Kirchengeschichte, 11. Auflage (1956), Tübingen (Germany), pp. 317-319, 325-326
^Victor Lowe, Alfred North Whitehead: The Man and his Work, Vol I (Baltimore: The Johns Hopkins Press, 1985), 2.
^Proffitt، Pamela (2001). "Robert Floyd Curl, Jr.". في Narins، Brigham (المحرر). Notable Scientists from 1900 to the Present. Farmington Hills, MI: The Gale Group. ص. 503–4. ISBN:0787617520.
^"John Sulston". DNA Learning Centre. Cold Spring Harbor Laboratory. مؤرشف من الأصل في 2016-03-31. اطلع عليه بتاريخ 2014-04-21.
^"John E. Sulston". Encyclopædia Britannica. Encyclopædia Britannica, Inc. مؤرشف من الأصل في 2014-11-08. اطلع عليه بتاريخ 2014-04-21.
^Princeton University Office of Communications. "Princeton in the American Revolution". مؤرشف من الأصل في 2012-01-21. اطلع عليه بتاريخ 2011-05-24. The original Trustees of Princeton University "were acting in behalf of the evangelical or New Light wing of the Presbyterian Church, but the College had no legal or constitutional identification with that denomination. Its doors were to be open to all students, 'any different sentiments in religion notwithstanding.'"
^Jr, Charles Yrigoyen (25 Sep 2014). T&T Clark Companion to Methodism (بالإنجليزية). Bloomsbury Publishing. p. 400. ISBN:9780567662460.
^ ابCrane, Ralph; Mohanram, Radhika (31 Aug 2013). Imperialism as Diaspora: Race, Sexuality, and History in Anglo-India (بالإنجليزية). Oxford University Press. p. 86. ISBN:9781781385630.
^Carpenter, Joel; Glanzer, Perry L.; Lantinga, Nicholas S. (7 Mar 2014). Christian Higher Education (بالإنجليزية). Wm. B. Eerdmans Publishing. p. 103. ISBN:9781467440394.
^Robert D. Woodberry, "The missionary roots of liberal democracy," American Political Science Review 106.2 (2012): 244-274 / onlineنسخة محفوظة 11 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
^الدين والتعليم حول العالم، مركز بيو للأبحاث حول الدين والحياة العامة، ديسمبر 2016 ص.120
^Weber, Max "The Protestant Ethic and The Spirit of Capitalism" (Penguin Books, 2002) translated by Peter Baehr and Gordon C. Wells
^Calvin's position is expressed in a letter to a friend quoted in Le Van Baumer، Franklin, editor (1978). Main Currents of Western Thought: Readings in Western Europe Intellectual History from the Middle Ages to the Present. New Haven: Yale University Press. ISBN:0-300-02233-6. {{استشهاد بكتاب}}: |الأول= باسم عام (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Davidson، James D.؛ Pyle، Ralph E.؛ Reyes، David V. (1995). "Persistence and Change in the Protestant Establishment, 1930-1992". Social Forces. ج. 74 ع. 1: 157–175 [p. 164]. DOI:10.1093/sf/74.1.157. JSTOR:2580627.
^Marnef, G. "The towns and the revolt". In: Darby, G. (ed), The Origins and Development of the Dutch Revolt (Londen/New York 2001) 84–106; 85 and 103.
^Körner, p. XIII. Later, the هوغونوتيون refugees flocking to Frankfurt following the مرسوم فونتينبلو by French king لويس الرابع عشر ملك فرنسا in 1685 proved similarly valuable additions to the city's economy, but they too found membership in the Patrizier societies elusive.
^باروخ شاليف، 100 عام على جوائز نوبل (2003)، مطبعة الناشرون والموزعون آتلانتك ص.57: بين الأعوام 1901 و2000 تبيّن أن 654 حاصل على جائزة نوبل إنتمى الى 28 ديانة، وينتمي حوالي (65.4%) من الحاصلين على جائزة نوبل إلى الديانة المسيحية بطوائفها المتعددة.
^Heinrich Bornkamm, Toleranz. In der Geschichte des Christentums in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band VI (1962), col. 937
^Original German title: Dass eine christliche Versammlung oder Gemeine Recht und Macht habe, alle Lehre zu beurteilen und Lehrer zu berufen, ein- und abzusetzen: Grund und Ursach aus der Schrift
^Clifton E. Olmstead, History of Religion in the United States, p. 10
^Clifton E. Olmstead, History of Religion in the United States, p. 5
^Heinrich Bornkamm, Toleranz. In der Geschichte des Christentums, in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band VI (1962), col. 937-938
^H. Stahl, Baptisten, in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band I, col. 863
^G. Müller-Schwefe, Milton, John, in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band IV, col. 955
^Karl Heussi, Kompendium der Kirchengeschichte, p. 398
^Clifton E. Olmstead, History of Religion in the United States, pp. 99-106, 111-117, 124
^Edwin S. Gaustad (1999), Liberty of Conscience: Roger Williams in America, Judson Press, Valley Forge, p. 28
^Hans Fantel (1974), William Penn: Apostle of Dissent, William Morrow & Co., New York, N.Y., pp. 150-153
^Robert Middlekauff (2005), The Glorious Cause: The American Revolution, 1763-1789, Revised and Expanded Edition, Oxford University Press, New York, N.Y., ISBN 978-0-19-516247-9, pp. 4-6, 49-52, 622-685
^Clifton E. Olmstead, History of Religion in the United States, pp. 192-209
^Cf. R. Voeltzel, Frankreich. Kirchengeschichte, in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band II (1958), col. 1039
^Douglas K. Stevenson (1987), American Life and Institutions, Ernst Klett Verlag, Stuttgart (Germany), p. 34
^G. Jasper, Vereinte Nationen, in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band VI, col. 1328-1329
^Cf. G. Schwarzenberger, Völkerrecht, in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band VI, col. 1420-1422
^Karl Heussi, Kompendium der Kirchengeschichte, 11. Auflage, pp. 396-399, 401-403, 417-419
^Jeremy Waldron (2002), God, Locke, and Equality: Christian Foundations in Locke’s Political Thought, Cambridge University Press, New York, N.Y., ISBN 978-0521-89057-1, p. 13
^Jeremy Waldron, God, Locke, and Equality, pp. 21-43, 120
^W. Wertenbruch, Menschenrechte, in Die Religion in Geschichte und Gegenwart, 3. Auflage, Band IV, col. 869
^رودني ستارك، For the Glory of God: How Monotheism Led to Reformations, Science, Witch-Hunts, and the End of SlaveryISBN 978-0-691-11436-1 (2003)
^Lamin Sanneh, Abolitionists Abroad: American Blacks and the Making of Modern West Africa, Harvard University Press ISBN 978-0-674-00718-5 (2001)