المسيحية في أوروبا تعد الديانة المهيمنة والرئيسية. وُلِدَت المسيحية كطائفة يهودية في جنوب غربي آسيا لكنها نمت في أوروبا فأصبحت أكبر الديانات من حيث عدد معتنقيها وأكثرها أثرًا ونفوذًا. استناداً إلى إحصائية مركز الأبحاث الأميركي لعام 2011 يُشكّل المسيحيُّون 76.2% من سكان أوروبا ويتواجد فيها أكبر تجمع مسيحي في العالم.[2]
يعتنق أغلب الأوربيين المسيحية ديناً، إذ يُعرِّف 76.2% من الأوروبيين أنفسهم كمسيحيين وتصل أعدادهم إلى 565,560,000، تأتي الكاثوليكية في مقدمة الطوائف المسيحية وهي السائدة في غربوجنوب غرب القارة[7] ويُشّكل أتباعها 46.3% من مجمل مسيحيّي أوروبا، فيما تشكّل الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية 35.4% وتهيمن على شرقوجنوب شرق القارة،[7] أمّا البروتستانت فعلى الرغم من كون أوروبا منشأ البروتستانتية فنسبة البروتستانت من مسيحيي أوروبا هي 17.8% وهم الغالبيّة في شمال القارة.[2][7] وتؤوي روسيا أكبر التجمعات المسيحية في أوروبا من حيث عدد السكان، تليها في ذلك ألمانياوإيطاليا.
ساهم بولس بنشر المسيحية خصوصًا بين غير اليهود، إلى جانب الرسل السبعون،[10] وقد غدت أنطاكية قاعدة بولس الأساسية في رحلاته التبشيرية نحو اليونانوآسيا الصغرى،[11] حيث أسس الجماعات المسيحية الأوروبيّة الأولى فكان قد ذهب بولس إلى مدينة فيلبي فقد كانت أول مدن مقاطعة مكدونية،[12] وكان برفقته لوقاوتيموثاوس وسيلا، وهناك اعتنق عدد من سكان فيلبي المسيحية على أيديهم مثل ليديا بائعة الإرجوان فأصبحت فيلبي أول مدينة تقبل المسيحية في أوروبا.[13] كما أسس كل من بطرس وبولس جماعة مسيحية في مدينة روما.
كانت أرمينيا أول الممالك الأوروبية التي تحولت بالكامل إلى المسيحية وذلك في في عام 301، تبعها جورجيا عام 319،[16][17]والامبراطورية الرومانية عام 380. في عام 330 قام الإمبراطور قسطنطين بنقل العاصمة من روما إلى القسطنطينية، والتي أصبحت مركز المسيحية الشرقية ومركز حضاري عالمي، فأضحت أعظم مدنالعالم في ذلك العصر.[18] شهدت فترة ما بعد الاضطهاد انتشار وتطور الفنون المسيحية لاسيّما العمارة في النمط المعروف باسم «بازيليك» أو «كنيسة كبرى»، وتكاثرت الكنائس والرهبانيات، وكانت كنيسة الحكمة المقدسة في العاصمة يخدمها 525 رجل دين بينهم 60 كاهنًا وحدها،[19] قدمت الكنيسة عددًا من المدارس الفلسفية والأدبية، كما يبدو في مجمل الأدب السرياني واليوناني.
شهد تنصّر الفرنجة مرحلة تاريخية هامة إذ كانت فرنسا أول دولة حديثة تعترف بها الكنيسة، وأطلقت عليها لقب «الابنة الكبرى للكنيسة»؛ تم الاعتراف بكلوفيس الأول ملك الفرنجة، من قبل البابوية باعتباره حامي مصالح روما. وبقيت البابوية مع سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية القوّة الموحدة في العالم الغربي، وبفضل الرهبان وصلت المسيحية إلى سائر أنحاء ألمانياوالمجر وبولندا وشمال أوروبا.[20]
في عام في 530 كتب بندكتس كتاب الحكمة الرهبانية، والذي أصبح نموذجًا لتنظيم الأديرة في جميع أنحاء أوروبا.[22] هذه الاديرة الجديدة حافظت على الحِرف التقليدية والمهارات الفنيّة وحافظت أيضًا على الثقافة الفكرية والمخطوطات القديمة داخل مدارسها ومكتباتها. فضلًا عن توفير حياة روحية لرهبانها، كانت الأديرة أيضًا مركز إنتاج زراعي واقتصادي، لا سيما في المناطق النائية، وأصبحت الأديرة إحدى القنوات الرئيسية للحضارة.[23] ومعظمها اشتهر في أيرلنداواسكتلنداوبلاد الغال وساهمت في النهضة الكارولنجية في القرن التاسع.
جلبت العصور الوسطى تغييرات كبيرة داخل الكنيسة. قام البابا غريغوري الكبير بعملية إصلاح هيكليّة وإدارة الكنسية بشكل كبير.[26] في حين كان نظام الحكم في القسطنطينية مركز الأرثوذكسية الشرقية، نظام ثنائي في قيادة الكنيسة بين الأباطرة البيزنطيين وبين البطاركة، فوظيفة الإمبراطور البيزنطي كانت حماية الكنيسة الشرقية وإدارة إدارتها بواسطة ترأس المجامع المسكونية وتعيين البطاركة وتحديد الحدود الإقليمية لولايتها.[27] ولم يستطع بطريرك القسطنطينية أن يتولى منصبه إذا لم يحصل على موافقة الإمبراطور.[28] وقد عارض بشدة عدد من آباء الكنيسة الشرقيين مثل يوحنا ذهبي الفم بطريرك القسطنطينية وأثناسيوس بطريرك الإسكندرية، سيطرة الأباطرة البيزنطيين على الكنيسة الشرقية.
خلال القرون الوسطى كانت القوى المؤثرة على الصعيد السياسي في المجتمع الأوروبي هي: النبلاءورجال الدينوالملوك، وقد نتج عن ذلك صراع في بعض الأحيان بينهم. وكانت سلطة الباباوت قوية بما يكفي لتحدي سلطة الملوك. ولعلّ نزاع التنصيب أهم صراع بين الكنيسةوالدولة في أوروبا خلال القرون الوسطى. إذ تحدت مجموعة من الباباوات سلطة الملكيات في السيطرة على التعيينات لمسؤولين عن الكنائس مثل الأساقفة ورؤساء الأديرة. سيّما بلاط الإمبراطور فريدريك الثاني، ومقره في جزيرة صقلية، إذ واجه توتر وخصومة ومنافسة مع البابوية من أجل السيطرة على شمال إيطاليا.[29] وكانت أحد أسباب فترة بابوية أفينيون خلال الأعوام 1305 حتى 1378 الصراع بين البابوية والتاج الفرنسي.[30]
رافق ظهور «المدن الجديدة» في جميع أنحاء أوروبا تأسيس رهبانيات جديدة منها الفرنسيسكان[39]والدومنيكان[40] التي أسسها القديس فرنسيس الأسيزيوالقديس دومينيك على التوالي؛ وبذلك تحولت الحياة المكرسة الدينية من الدير إلى المجال العام. ساهمت هذه الرهبانيات مساهمة كبيرة في تطوير وتأسيس الجامعات الكبرى في أوروبا. في ذلك العصر طورّت الكنيسة آفاق عمرانية جديدة، بلغت ذروتها في العمارة الرومانيةوالقوطية وتتوجت في بناء الكاتدرائيات الأوروبية الكبرى.[41]
شهد تنصّر ستيفين الأول ملك المجر مرحلة تاريخيَّة هامة لدول أوروبا الوسطى، حيث يعتبر أول ملك للمجر (1000-1038). وقدعمل على نشر وترسيخ المسيحية بشكل كبير في المجر، كما يُعد بوجه عام مؤسس الإمبراطورية المجرية. في عام 988 دخلت المسيحية كييف روس وانتشرت وفق المذهب الأرثوذكسي، حيث أعتنق الأمير فلاديمير الأول المسيحية. وقد جعل فلاديمير المسيحية الدين الرسمي للدولة، ومن ثم إعتنقها الكثير من أهل دولته. وقد أصبح فلاديمير فيما بعد قديسًا للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وأصبحت الأخيرة والدولة مرتبطة دائمًا ارتباطًا وثيقًا.[49][50] اعتبر الروس الأرثوذكس موسكو بأنها روما الثالثة بعد القسطنطينية روما الثانية وبأنها آخر حصن للعقيدة الأرثوذكسية الحقة، وهكذا في عام 1589 نال رئيس الكنيسة الروسية لقب بطريرك واضعًا نفسه بمرتبة بطاركة القسطنطينية، الإسكندرية، أنطاكيةوأورشليم.
منذ حوالي عام 1184، في أعقاب الحملة الصليبية ضد بدعة الكاثار،[51] أنشئت مؤسسات مختلفة ويشار على نطاق واسع على أنها محاكم التفتيش، وذلك بهدف قمع البدع وحماية العقيدة الكاثوليكية الأرثوذكسية.[52]
واجهت المسيحية مختلف أشكال التشكيك ومع أيديولوجيات سياسية حديثة معينة مثل الاشتراكية والليبرالية.[76] أدّى ذلك إلى نشوء المدارس والأفكار الإلحادية واكتسابها شعبية وتأييدًا بين الجمهور، وتصاعدت حالات التهجم على الدين والكنيسة، ومعاداة الإكليروس، وقد أعلن نيتشه على سبيل المثال «موت الله»،[77] غير أن القرن العشرين قد شهد تراجعًا لهذه الفلسفات.[78] كما أن حركة التحديث المسيحية قد طفقت تنمو، وبرزت المسيحية الليبرالية في مقابل المسيحية الأصولية، والدراسات الكتابية الحديثة، وتطور العقيدة الاجتماعية ودور المجتمع في الحالات الخاصة، وتكاثر المنظمات العلمانية الكنسيّة وتقلص دور وحجم الإكليروس، إلى جانب حركة تحديث طقسي ومجمعي أيضًا عبر المجمع الفاتيكاني الأول.[79] يعود لهذه المرحلة، على الصعيد السياسي حدثان كان لهما عميق التأثير في المسيحية الأوروبية كانت الثورة الفرنسية التي على العكس من الأولى برزت شديدة الهجومية على الدين والكنيسة لاسيّما خلال عهد الجمهورية الفرنسية الثالثة، وكان من تجليات الأمر مصادرة أملاك الكنيسة والتدخل بتعيين الأساقفة حتى قطعت العلاقة بين فرنسا والكرسي الرسولي عام 1904، ولم تصلح إلا بعد الحرب العالمية الثانية.[80][81]والثورة الروسية عام 1917 والتي كان لها تأثيرًا سلبيًا على الكنيسة الروسية الأرثوذكسيةوالمسيحيون في أوروبا الشرقية وكانت الكنيسة محرومة من حقوقها القانونية وتعرضت لعملية قمع واضطهاد وخسرت الكثير من أتباعها في الإتحاد السوفييتي لكنها شهدت نهضة روحية كبيرة عقب انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 حيث عاد إليها الملايين من الروس.
وخلال فترة عصر القوميات تنامت فكرة القومية الإيطالية منذ عام 1814،[82] ومع تفاقم عقيدة القومية الإيطالية أدت في النهاية إلى سيطرة المملكة الإيطالية على الدولة البابوية عام 1870 مع تخلي فرنسا عن مواقعها في روما مما سمح للمملكة الإيطالية بملء الفراغ وانتزاع الدولة البابوية من السيادة الفرنسية. رغم ذلك فإن الفاتيكان والمباني المحيطة به ظلت ذات حكم خاص في ظل هذا الوضع الذي دعي به البابوات بشكل مجازي «سجناء روما»؛ واستمرت العلاقة بشكل غير منظم قانونيًا حتى عام 1929 حين أبرمت اتفاقيات لاتران الثلاثة، التي أوجدت الفاتيكان بالشكل المتعارف عليه اليوم، ونظمت التعاون السياسي، الاقتصادي والأمني بين إيطاليا والفاتيكان. يُذكر أنّ الكنيسة عانت خلال جمهورية الرايخ الثالثالنازية ومن قبل الفاشية. أدان البابا بيوس الحادي عشر الفاشية الصاعدة في إيطاليا، وحين زار هتلر روما في 8 مايو 1938 رفض البابا استقباله، معلنًا موقفه المشهور: «نحن، [المسيحيون] ساميّون بالروح.» في حين اعتبر خليفته بيوس الثاني عشر مثيرًا للجدل بسبب موقفه من الهولوكست مقابل من اتهمه «بالصمت أمام إبادة اليهود في العالم». بعد الحرب العالمية الثانية، دعا البابا إلى السلام والمصالحة، بما في ذلك سياسات متساهلة تجاه دول المحور السابقة. شهدت الكنيسة في عهده، اضطهادًا شديدة وترحيلاً جماعيًا لرجال الدين الكاثوليك المتواجدين في الكتلة الشرقية.
شهدت الحرب الأهلية الإسبانية حربًا بين الانقلابيين بالإضافة إلى الفلانخي والريكيتيس بقيادة فرانثيسكو فرانكو حيث تلقى الدعم من الكنيسة والكاثوليك و «جمهورية» بقيادة الجبهة الشعبية التي كانت تضم قوات معادية للكنيسة الكاثوليكية وهي الفوضويين والاشتراكيين والجمهوريين والشيوعيين.
ومنذ القرن الواحد والعشرين لم تعد أوروبا حاملة لواء المسيحية؛ خاصًة مع انتشار المسيحية في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا. ففي العام 1910، كان ثلثي (66%) المسيحيين يعيشون في أوروبا التي ظلّ يقطنها القسم الأكبر من مسيحيي العالم طوال الـ1000 سنة السابقة، وذلك وفقًا لتقديرات مركز دراسات المسيحية الكونية. اليوم، فقط حوالي ربع المسيحيين يعيشون في أوروبا (26%).[86]
تركت المسيحية بصمة واضحة على الفلسفة الغربية. تعاليم يسوع، مِثل مَثل السامري الصالح، تعد اليوم مصدرًا مهمًا لمفاهيم حقوق الإنسان.[90] وكان أيضًا لتعاليم المسيحية ولاهوتها أثر على الزواج والحياة الجنسية والأسرية في المجتمع الغربي.
وقد لعبت الديانة المسيحية دورًا رئيسيًا في تشكيل أسس وسمات الثقافة والحضارة الغربية حيث ترادفت الحضارة المسيحيةوالحضارة الغربية خلال ألف سنة وظهر هذا التشابك في مصطلح العالم المسيحي والذي عنى أيضًا أوروبا المسيحيّة الموحدّة،[91] وهيمنت الكنيسة والبابوية على الحياة في أوروبا وكانت الكنيسة الكاثوليكية القوة الوحيدة المهيمنة على أوروبا[92] حتى عصر التنويروالقوميات. واخذت الثقافة المسيحية حيّز هام باعتبارها القوة المهيمنة في الحضارة الغربية، والموجهة لمسار الفلسفة، الفنوالعلوم لسنوات عديدة.[92][93]
كانت المسيحية ركن القاعدة الثقافية الأوروبية وفي مناسبات محددة الركن الوحيد للهوية الأوروبية، خاصة عندما سعت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية لبسط نفوذها الثقافي ومن ثم السياسي على الغرب الأوروبي، فالأممية المسيحية أو مفهوم العالم المسيحي ظلت قوة سياسية ودافعًا فكريًا وعقائديًا وسياسيًا أثر مباشرة على مسيرة السياسية الأوروبية، بل إنه أصبح لب فكرة «المفهوم الغربي»، وقام باستبدال المفهوم الجغرافي الأوروبي الضيق أو الروماني المحدود وأصبح يمثل شرعية جديدة بدأت تترسخ داخل الشعوب الأوروبية والوجدان السياسي فيها، وأصبح هذا المفهوم يمثل الشرعية السياسية والدينية على حد سواء.[103]
المسيحية هي التي جعلت أوروبا على ما هي عليه، وهي التي جلبت لأوروبا العناصر الثقافية المشتركة. وفي المسيحية نمت الفنون، وتأصلت قوانين أوروبا. وليس لتفكيرنا عن أوروبا معنى أو دلالة خارج الإطار المسيحي. ويتمم إليوت كلامه في هذا الشأن بقوله: قد لا يؤمن فرد أوروبي بأن الإيمان المسيحي حق، ولكن ما يقوله ويصنعه ويأتيه كله من تراثه في الثقافة المسيحية، ويعتمد في معناه على تلك الثقافة. ما كان يمكن أن تخرِّج فولتير أو نيتشه إلا ثقافة مسيحية، وما يظن أن ثقافة أوروبا تبقى حية إذا اختفى الإيمان المسيحي اختفاءً تاماً، وإذا ذهبت المسيحية فستذهب كل الثقافة الأوروبية، ولو بددنا أو طرحنا تراث أجدادنا من الثقافة المشتركة فلن يغنينا، ولن يقرب بيننا كل ما عند أبرع العقول من تنظيم وتخطيط.[104]
فيما يخصّ الأماكن ذات الأهميّة الدينيّة لدى المسيحيين، فإنها تكاد لا تحصى، إذ إنّ عدد الكنائسوالكاتدرائيات وأضرحة القديسينوالشهداء، المبجلة من قبل مختلف الطوائف، تنتشر حول العالم، بعضها ذو أهمية محلية أو إقليمية، والبعض الآخر ذو شهرة عالمية، يضاف إلى ذلك مقرّات البطاركة ورؤساء الأساقفة لمختلف الطوائف.
إلى جانب ما يؤمن بعض المسيحيين بأنه مواقع لظهورات العذراء، لذلك تحولت مع الموقت إلى أماكن مقدسة. ملايين المسيحيين عامًة والكاثوليك خاصًة يحجون إلى هذه الأماكن سنويًا.
يمثل الكرسي الرسولي الكنيسة الكاثوليكية عالميًا، وبالتالي أضحى الفاتيكان مركز القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية في العالم والتي يربو عدد أتباعها على 1.147 مليار نسمة، وتحول إلى موقع كاثوليكي مقدس. إن مدينة الفاتيكان بحد ذاتها تعتبر قيمة ثقافية ودينية كبرى، فمتحف الفاتيكان،[105] إلى جانب كاتدرائية القديس بطرس والكنيسة السيستينية، هي موطن أكثر قطع الفن شهرة في العالم؛ ومباني الفاتيكان مثل مكتبة الفاتيكانوالقصر الرسولي والقطع الداخلية التي تحويها أنتجت بالكامل من قبل كبار فناني عصر النهضة؛ وبإدراجها عام 1984 على لائحة اليونيسكولمواقع التراث العالمي تكون الفاتيكان الدولة الوحيدة المدرجة بالكامل على هذه اللائحة.
تعتبر الفاتيكان أيضًا المعقل الأكثر أهمية للغة اللاتينية، وتقوم بذلك من خلال مؤسسات اللاتينية التعليمية، فضلاً عن قيامها بإصدار معاجم تحوي على عبارات حديثة يطلق عليها عمومًا اسم اللاتينية الجديدة، ومن هذه المعاجم «ريسبنت لاتينتاتيس» (بالإيطالية: Lexicon Recentis Latinitatis) وبالتالي أضحت محج لطالبي علم اللغة اللاتينية.
تتواجد أماكن مقدسة في أوروبا أماكن والتي بحسب ما يؤمن بعض المسيحيين بأنه مواقع لظهورات العذراء، لذلك تحولت مع الموقت إلى أماكن مقدسة. ملايين المسيحيين عامًة والكاثوليك خاصًة يحجون إلى هذه الأماكن سنويًا. أبرز هذه المواقع مزار مدينة فاطمةالبرتغاليةولورد الفرنسية؛ إلى جانب مزار عذراء بولندا السوداء ويقع المزار في تشيستوكوفا في وسط بولندا ومديوغوريه في البوسنة والهرسك.
تمتلك أوروبا ثقافة مسيحية غنية، تتمثل بالأعياد المسيحية والتي تكتسب طابعًا اجتماعيًا مميزًا. اليوم أغلب العطل الرسمية في أوروبا هي أعياد وعطل مسيحية أو ذات أصول مسيحية. وبسبب هيمنة المسيحية في أوروبا طوال القرون الوسطى، أصبحت العديد من الأعياد المسيحية جزء من الثقافة العلمانية. مثل عيد جميع القديسين (الهالويين)، والفالنتاين ديويوم القديس باتريك. وعلى العموم فإن عيد الميلاد وعيد القيامة يعتبران من أهم الأعياد المسيحية في الرزنامة الأوروبيّة.
عيد القيامة وهو أهم الأعياد الدينية في المسيحية، يسبقه الصوم الكبير والذي الكرنفالات، الذي يبدأ عادة مع العطلة التي تسبق الصوم الكبير، ومن أشهر كرنفالات أوروبا كرنفال باتراس في اليونان وفينيسيا في إيطاليا وكرنفال نيس في فرنسا وكرنفال كولونيا، وتعتبر الكرنفالات تقليد كاثوليكي، ثم دخلت على الاحتفالات الأرثوذكسية، لكن الكنائس البروتستانتية، وخصوصًا المتشددة منها، كانت ترفض القيام بهذه الإستعراضات، وتعوض عنها الدول المجتمعات البروتستانتية في بريطانيا وإسكندنافيا احتفالات ثلاثاء البان كيك.
أسبوع الآلام وهو آخر أسبوع في زمن الصيام تستذكر محاكمة المسيح وآلامه وصلبه ومن ثم موته، وتتنوع العادات في هذا الزمن مع تنوع الثقافات ففي جمعة الآلام تقام في الدول ذات التقاليد الكاثوليكية مثل إيطاليا والبرتغال وبافاريا تمثيلاً حيًا لدرب الآلام، في إسبانيا تُقام تطوافات ومواكب الجمعة العظيمة في كافة أنحاء المملكة وأبرزها المسيرات التي تقام في مدينة اشبيليةوغرناطة في منطقة الأندلس، والتي تحولت إلى مركز جذب للحج والسياحة المسيحية، المواكب تكون مكونة غالبًا من محفات يحمل كل منها العشرات من الرجال، تمثل المحفات حلقات من قصة الصلب والقيامة وتماثيل للعذراء ويتبع المحفات فرق موسيقية يصاحبها أحيانًا صوت أوبرالي ينطلق من إحدي الشرفات المطلة على الطريق.[106] وتعرض برامج تلفازية حول حياة والآلام يسوع في كافة دول أوروبا فضلًا عن ترانيم تتعلق بالمناسبة.
عيد الميلاد والذي يُعتبر ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة ويحتفل فيه بذكرى ميلاد يسوع وتُعتبر عطلة رسمية في جميع دول أوروبا.[107][108][109] يترافق عيد الميلاد باحتفالات دينية وصلوات خاصة للمناسبة، واحتفالات اجتماعية من إهداء الهدايا ووضع شجرة الميلاد ووجود شخصية بابا نويل والإجتماعات العائليّة حول مائدة الميلاد، وتقليد المجوس الثلاثة في إسبانيا والطفل يسوع في أوروبا الوسطى وقد أضحت هذه التقاليد جزء من الفلكلور والثقافة الأوروبية. ويعتبر موسم عيد الميلاد أكثر المواسم التي ينفق عليها البشر مالاً عليها في مختلف أنحاء العالم،[110] يٌذكر أن الرموز الثقافية لعيد الميلاد نشأت في أوروبا مثل شجرة الميلادوبابا نويل.[111] يرتبط بعيد الميلاد عيد الغطاس الذي يحل في 6 يناير ومن أبرز مظاهر العيد في الدول الأوروبية ذات الطابع الأرثوذكسي مثل روسياوبلغاريا أن يُلقى صليب في البحر ويقوم شاب بالغوص لاسترجاعه والغطس في بِرك المياه المتجمدة.[112]
ومن التقاليد المسيحية الأسرية الاحتفال في يوم الاسم Onomastico وهو تقليد مُنتشر في كثير من البلدان في أوروبا الكاثوليكية بحيث يٌحتفل في يوم من أيام السنة المرتبطة باللاسم الشخصي للفرد. نشأت العادة مع تقويم القديسين للكنيسة اليونانية الأرثوذكسيةوالكنيسة الرومانية الكاثوليكية، حيث يحمل المؤمنين، اسم قديس معين، وبطبيعة الحال سيحتفل في يوم عيد هذا القديس. في كثير من البلدان، ما يزال يبقى الاحتفال بيوم الاسم شعبيًا خاصًة في المناطق التي تسودها الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية وذلك بخلاف المناطق التي تسودها البروتستانتية في أوروبا الشمالية. في حين يعتبر تقليد سلافا (بالصربية: Слава) الأرثوذكسي لبتجيل قديس معين والذي يعتبر شفيع الأسرة وينتشر التقليد بين الصرب وسكان مونتينغرو والمقدونيين وهو من المناسبات المهمة في البلقان. حيث تحتفل الأسر المسيحية سنويًا بعيد السلافا وذلك في يوم عيد شفيعها.
تجسدت المسيحية في الرموز الأوروبية بشكل واضح باعتبارها جزء من الموروث الحضاري والثقافي للقارة الأوروبية. يتجسد ذلك في تصميم علم الاتحاد الأوروبي من أرضية مستطيلة زرقاء اللون، يتوسطها 12 نجمة صفراء ذهبية، وقد استوحى مصمم العلم بول ليفي وهو يهودي اعتنق المسيحية من هالة الإثني عشر نجمة التي تحيط مريم العذراء والمعروفة في الفن المقدس للكنيسة الكاثوليكية. وكان قد ذكر المصصم ان فكرة العلم استوحاها من سفر رؤيا يوحنا في الكتاب المقدس من الآية: «بانها ثيابًا مع الشمس، والقمر تحت قدميها، وعلى رأسها تاج من اثني عشر نجوم».[114] وقد تزامن
اعتماد العلم في 8 ديسمبر1955، وتزامن مع العيد الكاثوليكي عيد الحبل بلا دنس.[115]
تعتمد عدد من الدول الأوروبية رموز مسيحية في أعلامها أو نشيدها الوطني كذلك الأمر بالنسبة للمدن والأقاليم الأوروبية، فمثلًا إعتُمد صليب القديس جرجس في شعار النبالة وأعلام العديد من الدول والمدن التي لديها القديس جرجس بمثابة قديس شفيع، ولا سيما في جورجيا، إنجلترا، وأراغون، وجنوةوبرشلونة. في حين أنّ علم اسكتلندا المكون من صليب أبيض قطري على شكل إشارة X على خلفية زرقاء فاتحة، يُمثّل صليب القديس أندرو شفيع البلاد. ويُمَثّل الصليب الإسكندنافي على أعلام الدول الإسكندنافية. أما علم المملكة المتحدة فهو مكون من صليب أحمر للقديس جورج (شفيع إنجلترا) محاط بإطار أبيض الذي يشكل صليب القديس باتريك (شفيع إيرلندا الشمالية). بالإضافة إلى صليب قطري بشكل إشارة أكس X الذي يكّون صليب القديس أندرو (شفيع اسكتلندا). كما ويرمز صليب علم اليونان للمسيحية الأورثوذوكسية اليونانية.
ومن الرموز الشعبية للقارة أوروبا ريجينا أو الملكة أوروبا (باللاتينية: Europa regina) وهي تصوير رسمي لخرائط للقارة الأوروبية كملكة.[116][117] ترمز إلى العالم المسيحي المتحد كما في القرون الوسطى.[118]
تتواجد الرموز المسيحية بشكل واضح في عدد من الدول الأوروبية في الاعلام والمؤسسات الحكومية والمستشفيات والجامعات مما أثار جدل في الآونة الأخيرة منها قضية تعليق الصليب في المدارس الإيطالية، حيث قد طرحت القضية حين اعترضت إحدى الأمهات الإيطاليات على وجود الصلبان في غرف الدراسة وقالت إنها تريد تنشئة أطفالها في جو علماني. وقالت المحكمة الأوروبية في حيثيات قرارها ان من حق الأم تنشئة أطفالها في الجو الذي تختاره.[119] وقد أثار كسب المرأة للقضية احتجاجًا في المجتمع الإيطالي إذ أظهرت استطلاعات الرأي أن 84% ممن شملهم الاستطلاع أجابوا بـ«نعم» على سؤال «هل ينبغي تعليق الصلبان في حجرات الدرس؟»، بينما جاءت إجابة 14% بـ«لا» ولم تبد نسبة 2% رأيا حيال ذلك.[120] وأعتبر عدد من السياسيين الصليب هو رمز لتقاليد أوروبا قبل ان يكون رمزًا للكاثوليكية.[121] وكانت قد تقدمت إيطاليا استئنافها إلى المحكمة الأوروبية الأربعاء ضد القرار الذي اعتبرته تدخلا في ثقافة البلد وتاريخه وديانته. وقد أعربت عشرة بلدان أخرى بما في ذلك رومانياوبلغارياوليتوانياوقبرصوموناكو، رسميًا دعمها لايطاليا.[122]
في التقويم الليتورجي في أوروبا، يتم الاحتفال بيوم هؤلاء القديسين:
بندكت النيرسي: (حوالي 480–543) هو قديس مسيحي قامت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بتكريمه كقديس شفيعلأوروبا وللطلاب. قام بينديكت بتأسيس اثنتي عشرة طائفة للرهبان في سوبياكو، إيطاليا (حوالي 40 ميل (64 كـم) إلى الشرق من روما)، وذلك قبل انتقاله إلى مونتي كاسينو في جبال جنوب إيطاليا. ولا يوجد دليل واضح على اعتزامه تأسيس رهبانية دينية كاثوليكية رومانية. إن نظام القديس بينديكت نظام ذو أصول لاحقة وهو، علاوة على ذلك، ليس «نظامًا» كما يُفهم عادةً ولكنه مجرد اتحاد للأبرشيات المستقلة.[123]
كاترينا السيانية: (1347- 1380) كانت راهبة دومينيكية. ردّت السلام والوفاق إلى المدن الإيطالية. ودافعت عن حقوق البابوية؛ واعادت البابا من أفنيون إلى رومة. سعت إلى توطيد الحياة المسيحية في نفوس المؤمنين. وكتبت، كتب حول التعليم المسيحي. اقامها البابا بولس السادس معلّمة للكنيسة.
يعتبر أفضل مثال للملوك الكاثوليك الزوجان الملكان، فرناندو الثاني من أراغون، وإيزابيلا الأولى من قشتالة. وكان قد منح البابا إسكندر السادس هذا اللقب لهما، بعد أن منح لقب ملك المسيحية، لملك فرنسا زمنها. اليوم لا تزال تحتفظ العائلات الملكية في أوروبا بلقب الملوك الكاثوليك في بلجيكا، لوكسمبورغ، وإسبانيا.
حمل ملوك فرنسا لقب ملك المسيحية (باللاتينية: Rex Christianissimus)، ويرجع أصول اللقب إلى فترة طويلة ومميزة من العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والفرنجة. إذ كانت فرنسا أول دولة حديثة تعترف بها الكنيسة، وأطلقت عليها لقب «الابنة الكبرى للكنيسة»؛ قد تم الاعتراف بكلوفيس الأول ملك الفرنجة، من قبل البابوية باعتباره حامي مصالح روما. وفقًا لذلك، تم منح هذا اللقب في كثير من الأحيان إلى ملوك فرنسا، وفي عهد شارل السادس؛ أصبح اللقب متوراث وحصري لملوك فرنسا.
مع نشوء البروتستانتية شهدت أوروبا ميلاد الكنائس القومية المستقلة كما هو الحال في السويدوالنرويجوهولنداوإنكلترا حيث يكون الملك رأس الكنيسة، وتسمى هذه الكنائس بالكنائس البروتستانتية الأسقفية:[125] إذ إنها تقر بالقداس الإلهيوالأسرار السبعة المقدسة وسائر عقائد الكنيسة الكاثوليكية بوجه الخصوص، بيد أنها تجعل من الملك رئيسًا لهذه الكنيسة بدلاً من البابا، وغالبًا ما تكون سلطة الملك فخرية في حين يتولى رئيس أساقفة معين من قبل الملك شؤون الإدارة الفعلية.[126]
ارتبطت الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية قديمًا أيضًا بالملكية، ففي الإمبراطورية الروسية كانت سلطة الإمبراطور الروسي، قبل إعلان بيان أكتوبر، لا يحدها إلا شيء واحد: انتمائه وزوجته إلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والانصياع لقوانين الخلافة، التي أنشأها القيصر بولس الأول سنة 1797.[128] وأعتبر الحكام الروس أنفسهم حماة الأرثوذكسية.
التوزيع
المسيحية وهي الديانة الرئيسية والسائدة في أوروبا، معظم المسيحين من الكاثوليك، اما الطائفة المسيحية الأخرى فنصفها تقريبًا من الأورثوذكس الشرقيين، والنصف الآخر من البروتستانت.[2] وتؤوي روسيا أكبر التجمعات المسيحية في أوروبا من حيث عدد السكان، تليها في ذلك إيطاليا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وأوكرانيا، وإسبانيا، وبولندا، ورومانياواليونان. وتعتبر هذه مجتمعة موطنًا لحوالي 20% من مسيحيين العالم. المسيحية هي الديانة السائدة في 50 بلدًا وإقليمًا أوروبيّاً، بإستثناء الشعب الألبانيوالبوشناقوالأتراك حيث أنّ المسيحيون بينهم أقليّة؛ بالمقابل فإنّ غالبيّة شعوب وعرقيّات أوروبا تعتنق المسيحيّة دينًا. ويُعتبر مسيحيي أوروبا وفقًا لدراسة معهد بيو المجموعة المسيحيّة الأكبر سنًّا إذ أنّ متوسط العمر العمر هو 42.[129]
الإنتشار الجغرافي والثقافي
كانت الدول الكاثوليكية تاريخيًا محافظة وأبوية مقارنًة مع الدول البروتستانتية في شمال القارة، فضلًا عن تشديد المجتمعات الكاثوليكية على القيم والروابط الأسريّة وقيم الضيافة والاحتفالات،[130] حيث ما زالت الروابط الأسرية قوية حتى يومنا هذا في الأقطار الرومانية الكاثوليكية، والأورثوذكسية الشرقيةكاليونانوإيطالياوإسبانيا، وفي دول شرقي أوروبا.[131]
تاريخيًا عرفت أوروبا فجوة اقتصادية-اجتماعية بين الكاثوليك والبروتستانت فاستنادًا إلى ماكس فيبر كان لأخلاق العمل البروتستانتية، خاصًة المذهب الكالفيني، من انضباط وعمل شاق وإخلاص، وراء ظهور العقلية الرأسمالية في أوروبا، مما جعل من الدول والمجتمعات البروتستانتية في أوروبا أن تصبح الدول والمجتمعات الأكثر ثراء ورفاهية في القارة.[132]: وذلك لقولها بأن النجاح على الصعيد المادي هو دلالة على نعمة إلهية واختيار مسبق للخلاص.[133] لم تعد اليوم الفجوة موجودة على أرض الواقع وإن كانت الدول ذات الخلفية البروتستانتية (الدول الإسكندنافية) لا تزال الأكثر ثراء. تحتل دول كاثوليكية مثل فرنساوإيطاليا مكانة مميزة بين الدول الصناعية في العالم؛ كما وتتربع كل من لوكسمبورغ، ليختنشتاين، موناكو، بلجيكا، جمهورية أيرلنداوالنمسا وجميعها دول ذات أغلبية كاثوليكية قائمة أغنى دول العالم.[134] وتعد ولاية بافاريا في ألمانيا ذات الغالبية الكاثوليكية، شبه متكاملة اقتصادياً، فاقتصاد بايرين هو الثاني من حيث الحجم في ألمانيا ومن ضمن العشرة الأوائل في أوروبا.
الكنائس الأرثوذكسية التقليدية هي الكنائس الشرقية، منه البيزنطية (أي الرومية أو ما تسمى أيضاً باليونانية) والسلافية، وقد تم انشقاق الكنيسة بين الغرب (الفاتيكان والمسماة اليوم الرومانية الكاثوليكية) وبين الشرق (الرومية، البيزنطية، والمساماة أيضاً اليوم الرومية الأرثوذكسية. وقم استفحل هذا الانشقاق على أيام ميخائيل كيرولارس بطريرك القسطنطينية عام 1054، لأسباب سياسية أكثر منها عقائدية. أعتبرت الإمبراطورية البيزنطية مركز ثقل الكنيسة الأرثوذكسية، وكانت عاصمتها القسطنطينية، مركز المسيحية الشرقية ومركز حضاري عالمي، وأضحت أعظم مدنالعالم في ذلك العصر.[18] انتقل مركز ثقل الأرثوذكسية عقب سقوط القسطنطينية إلى روسيا حيث أعاد الأباطرة الروس من أسرة رومانوف، حماة المذهب الأرثوذكسي، الثنائية التقليدية في قيادة الكنيسة بينهم وبين البطاركة.[137]
تُعد المسيحية أكبر ديانة في الإتحاد الأوروبي، فاستنادًا إلى احصائية يوروباروميتر لعام 2015 يُشكّل المسيحيين حوالي 71.6% من سكان الاتحاد الأوروبي، ويضم الاتحاد الأوروبي أكبر تجمع مسيحي في العالم.[139]الكاثوليك هم أكبر جماعة مسيحية في الاتحاد الأوروبي ويشكلون نسبة 45.3% من مجمل السكان، أما البروتستانت يشكّلون 11.1%، بينما الأرثوذكس 9.6%، أما المسيحيين من الطوائف الأخرى يمثلون 5.6% من سكان الاتحاد الأوروبي. وبمثل المسلمين حوالي 1.8%، في حين أنّ الملحدين واللادينين يمثلون نسبة 24% من سكان الاتحاد الأوروبي. وتصل أعداد اليهود إلى مليون نسمة.[140]
بحسب موسوعة بريتانيكا تعد المسيحية في أوروبا الديانة الرئيسية، حيث ينتمي معظم الأوروبيين إلى الديانة المسيحية،[163] واستناداً إلى تقرير مركز الأبحاث الأميركي المنشور 2011 يُشكّل المسيحيُّون 76.2% من سكان أوروبا،[2] بينما بلغت نسبتهم سنة 2010 نحو 74.5% بحسب تقرير المركز المنشور 2015، وبحسب دراسة مركز بيو للأبحاث فإن الكاثوليك هم أكبر جماعة مسيحية في أوروبا ويشكلون حوالي 46.3% من مجمل مسيحيين أوروبا، بينما يشكل الأرثوذكس حوالي 35.4%، أما نسبة البروتستانت من مسيحيي أوروبا فهي 17.8%.[2] كما تُعد المسيحية أكبر ديانة في الإتحاد الأوروبي، فاستنادًا إلى احصائية يوروباروميتر لعام 2015 يُشكّل المسيحيون حوالي 71.6% من سكان الاتحاد الأوروبي، ويضم الاتحاد الأوروبي أكبر تجمع مسيحي في العالم.[140]
وفقاً لتقرير قام به مركز بيو للأبحاث كانت المسيحية هي الديانة السائدة في أوروبا، وتبقى الأكثرية الدينية في معظم الدول الأوروبية التي شملها الإستطلاع، وتسود الأرثوذكسية في أوروبا الشرقية، في حين تنتشر البلدان ذات الغالبية الكاثوليكية في الأجزاء الوسطى والجنوبية الغربية من أوروبا، أما البروتستانتية فهي التقليد المسيحي السائد في معظم دول شمال أوروبا، ولا سيما الدول الإسكندنافية. وبينما تقول أغلبية كبيرة في جميع أنحاء القارة أنها حصلت على المعمودية، ومعظم البلدان الأوروبية لا تزال لديها أغلبية مسيحية صلبة، تشير استجابات المسح إلى حدوث انخفاض معتبر في الانتماء المسيحي في جميع أنحاء أوروبا الغربية. وعلى النقيض من ذلك، لم يشهد هذا الإتجاه في وسط وشرق أوروبا، حيث كانت نسبة السكان المسيحيين مستقرة أو حتى متزايدة. وفي جزء من المنطقة التي عمدت فيها الأنظمة الشيوعية إلى قمع العبادة الدينية، أظهر الانتماء المسيحي انبعاثًا في بعض البلدان منذ سقوط الاتحاد السوفييتي في عام 1991.[164]
وفقاً لتقرير قام به مركز بيو للأبحاث المسيحية في الديانة السائدة في أوروبا الغربية، حيث قال 71% من الأشخاص في 15 دولة أوروبية، أنهم يعتبرون أنفسهم مسيحيين في عام 2017.[165] لكن نسبة المسيحيين انخفضت، خاصةً في بعض الدول، والمسيحية هي الديانة السائدة في 14 دولة من أصل 15 دولة أوروبية غربية. وبالمجمل أعتبر حوالي 46% أنفسهم مسيحيين اسميين وقال حوالي 18% أنه يُداوم على حضور القداس. وبحسب الدراسة أغلبية كبيرة من أولئك الذي نشأوا كمسيحيين بقيوا يعرفون عن أنفسهم كمسيحيين عند وصولهم سن البلوغ،[165] حيث أن حوالي 83% ممن تربوا على المسيحية في صغرهم في 15 دولة أوروبية، يعرفون عن أنفسهم كمسيحيين اليوم.[165] والنسبة المتبقية يعرفون عن أنفسهم غير منسبين لأي دين.[166]
أشارت بعض المصادر على أنه بالرغم من تراجع المسيحية فإن التقارير التي تدَّعي «موت المسيحية في أوروبا» مبالغ فيها بشكل كبير،[167][168] وأنه هناك علامات متزايدة على حدوث انتعاش مسيحي في أوروبا، لكن بالكاد تم الإضاءة عنها في الصحافة،[169] وبحسب تقرير لمجلة ذي إيكونوميست اعتمادا على مركز بيو، لا تزال المسيحية مهمة في أوروبا الغربية، كمؤشر للهوية وشكل من المواقف، على الرغم من أن الملتزمين دينياً والمداومين على الذهاب للكنائس (18%) هم أقلية صغيرة.[170] بحسب فيليب مازورجاك من جامعة جورج واشنطن وفقاً لمركز البحوث السوسيولوجية الإسبانية تنمو الكنيسة الكاثوليكية في إسبانيا، والتي تتعافى بعد سنوات من التراجع في الالتزام الديني،[171] ويشير أيضاً أن في المجروكرواتيا وأماكن أخرى في أوروبا الشرقية، تحدث ثورة مؤيدة للعائلة وإعادة اكتشاف الجذور المسيحية.[172] وبحسب دراسة قامت بها مركز بيو للأبحاث عام 2017 المسيحية تنمو وتزدهر في أوروبا الشرقية،[173][174][175] ووفقا لفوكس نيوز، يقول الخبراء في الإسلام والزعماء الدينيين أن «المسيحية عادت إلى الظهور في أوروبا، ويعود الفضل في معظمها إلى أن عددًا كبيرًا من المسلمين، والعديد منهم لاجئون من سورياوالعراقوأفغانستان، يتحولون إلى المسيحية، وينتجون حياة جديدة في الكنائس المسيحية الأوروبية.» ويقول الخبراء أن المسلمين يتدفقون على الطوائف المسيحية المختلفة، بما في ذلك البروتستانتية أو الأنجليكانية أو الكاثوليكية،[176] وأشارت مصادر أخرى أن الآلاف من اللاجئين المسلمين يبتعدون عن دينهم ويعتنقون المسيحية في أوروبا وسط العنف المستمر في الشرق الأوسط.[177][178][179] ووفقا لمصادر، فإن العديد من اللاجئين المسلمين ممن يتحولون للمسيحية يهدفون لتحسين فرصهم في قبول طلبات اللجوء خصوصا في ألمانيا وبريطانيا، على الرغم من تصريح معظمهم بأن الاعتقاد الصحيح هو الذي دفعهم لاعتناق المسيحية.[180][181][182][183] ويشير مركز بيو للأبحاث أنه بينما من المتوقع أن يكون لدى أوروبا عدد أقل من المسيحيين، من المتوقع أن تبقى أوروبا ذات أغلبية مسيحية في عام 2050، ومن المتوقع أن يكون حوالي 65% من الأوروبيين من المسيحيين.[184]
التدين
شهدت بعض الدول الأوروبية انخفاضًا في عضوية الكنيسة وحضور الكنيسة.[185] وهناك مثال ذو صلة على ذلك وهو السويد حيث كنيسة السويد اللوثرية يشكل معتنقيها حوالي 82.9% وذلك عام 2000. أظهرت المسوحات الاخيرة أن النسبة قد انخفضت إلى 72.9% بحلول عام 2008.[186] أفضى ذلك إلى ظهور شريحة المسيحية الثقافية وهو مصطلح واسع يستخدم لوصف أشخاص مسيحيين اسميًا ذوي خلفية تراثية وحضارية مسيحية وينتمون إلى المسيحية من ناحية عرقية أو ثقافية أو دينية أو تعليمية أو بسبب الروابط العائليّة.
تشير عدد من التقارير إلى ارتفاع التدين والتعميد وحضور الطقوس الدينية في عدد من دول أوروبا الشرقية الشيوعية سابقًا مثل روسياوبلغارياوسلوفينياورومانياوبولندا، وعلى جانب آخر أشارت تقارير أخرى حول دول شيوعية سابقة حيث تصل نسبة المداومين والمؤمنين فيها إلى أدنى مستواياتها مثل الجمهورية التشيكية (19%، تقليديًا كاثوليكية) واستونيا (16%، تقليديًا دولة لوثرية).[189] وفي دراسة لمركز بيو للدراسات سنة 1996 وجدت أن المداومين على حضور القداس في الدول الأوروبية أعلى بين النساء، والمتقدمين في العمر، ومع اولئك الذين من خلفية أو تلقوا تربية صارمة، والمتزوجون وأولئك الذين لديهم أعلى مستويات من التعليم العالي ويحملون شهادات جامعية،[190] ومن يميلون نحو اليمين السياسي.[189]:10-11
دراسة غالوب
خلال الفترة بين الأعوام 2007 و2008 طلب استطلاع أجرته مؤسسة غالوب في العديد من الدول الأوروبية الإجابة على السؤال «هل الدين يحتل مكانة هامة في حياتك؟»، في استونيا كانت أعلى نسبة لمن أجاب بلا إذ بلغت النسبة 84%، جمهورية التشيك بلغت النسبة فيها 74%، الدول الإسكندنافية أيضًا نسبة عالية أجابوا بلا. كذلك الأمر في هولندا 66%، بالمقابل كانت النسب المنخفضة في الإجابة بكلا لأهمية الدين في رومانيا 18% وبولندا 23% وقبرص 24% وإيطاليا 26% والبرتغالوأرمينيا أقل من 29%.
وفي دراسة أخرى قامت بها مؤسسة غالوب سنة 2004 حول نسب حضور الكنيسة والصلوات والمناسبات الدينية بشكل أسبوعي:
كشف الاستطلاع، الذي أجري للطبعة الأوروبية من صحيفة وول ستريت جورنال يوروب، أن 72% من البريطانيين يؤمنون بوجود الخالق. أظهر الاستطلاغ أيضًا أن نسبة الذين يمارسون معتقداتهم من هؤلاء، مثل الذهاب إلى الكنيسة أو المسجد مرة أو مرتين في الأسبوع، لم تتعدَ 24%، بالمقارنة مع 61% في بولندا و72% في تركيا.[198]
وحين سئلت العينة الاستطلاعية، إن كانوا يمارسون شعائر معتقدهم الديني، أجاب 20% من الذين يؤمنون بأحد الأديان تقريبًا لا. واجاب 22% فقط بين مرة وأربع مرات في السنة.
بالنسبة للممارسة الدينية، في إيطاليا تصل نسبة الممارسين إلى 85% وتصل في رومانيا إلى 97%.
وحول ممارسة الشعائر الدينية مرة في الأسبوع على الأقل كشف المسح أن النسبة 61% في بولندا، مقارنة بـ 39% في إيطاليا، و24% في بريطانيا و24% في سلوفاكيا. ويأتي السويديون كأعلى نسبة في عدم ممارسة الشعائر الدينية 50% والدنماركيون 49% والإسبان 44% والبلجيكيون 42%.
بين الشباب
وفقاً لدراسة معهد بيو في عام 2010 كان هناك حوالي 103.9 مليون مسيحي من عمر 15 حتى 29 سنة في أوروبا أي حوالي 70% من مجمل الأوروبيين من عمر 15 حتى 29 سنة، ومن المتوقع أن تنخفض أعداد المسيحيين من عمر 15 حتى 29 سنة إلى 66.6 مليون في عام 2050 أي حوالي 62% من مجمل الأوروبيين من نفس الفئة العمرية، وهي حالة موازية لمجمل السكان حيث من المتوقع أن تنخفض أعداد الأوروبيين من عمر 15 حتى 29 سنة من 148.1 مليون في عام 2010 إلى 107.8 مليون في عام 2050.[199] وفقاً لمسح رابطة مسح القيم العالمية 2012 فإن نسبة المسيحيين بين عينة تبلغ 1,817 شخص لشباب من دول أوربية غربية (من ضمنها فنلندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا، والنرويج، وإسبانيا والسويد) بين عمر 15 إلى 29 سنة هي 58.6%، وعلى الرغم من أن الشباب كان أكثر احتمالاً من كبار السن أن يقولوا إنهم «لا دينيين»، لا تزال المسيحية الديانة السائدة بين فئة الشباب.[200] وبحسب بيانات من دراسة القيم الأوروبية بين عام 2008 حتى 2010 يُعرَّف غالبية المستجيبين الشباب من عمر 16 وسن 24 أنهم ينتمون إلى طائفة مسيحية، والمعتقد المسيحي لا يزال يمثل الدين السائد في جميع أنحاء أوروبا. وبحسب البيانات شهد الانتماء الديني تراجعاً سريعا بمرور الوقت في جميع أنحاء أوروبا، مع إستثناءات في لاتفيا والدول ذات الأغلبية الأرثوذكسية في أوروبا الشرقية، والتي شهدت نمواً في الانتماء أو الهوية الدينيَّة. وعلى الرغم من التراجع في الانتماء والالتزام الديني، فإن غالبية الشباب في معظم الدول الأوروبية يؤمنون بالله.[201]
بحسب بيانات من دراسة القيم الأوروبية بين عام 2010 حتى 2012 يُعرَّف حوالي 68% من المستجيبين الشباب الأوروبيين من عمر 16 وسن 29 في تسعة دول أوروبية غربية أنهم ينتمون إلى طائفة مسيحية، وأشارت الدراسة أن الإحياء المسيحي بين الشباب واضح في إيطاليا والبرتغال والدنمارك. ومعتدل في النمسا وألمانيا والسويد. وخفيف في بلجيكا وفرنسا وهولندا؛ بالمقابل فإنه يغيب في أيرلندا وإسبانيا وبريطانيا. ويبرز الإحياء الديني أكثر بين الشباب الكاثوليكي بالمقارنة مع الشباب البروتستانتي. وكان تراجع التدين أكثر حدة بين النساء المتعلمات تعليماً عالياً وبين العمال اليدويين والعاطلين عن العمل، في حين أن التجديد المسيحي أقوى قليلاً بين الرجال المتعلمين، وكبار المديرين وأصحاب المهن الحرة. وبينت الدراسة أن الانتماء الديني بين الشباب في إسبانيا وأيرلندا وفرنسا وهولندا والسويد وبريطانيا آخذ في الانخفاض. في حين شهدت البلدان الأخرى استقرار نسبي (بلجيكا) أو ارتفاع (إيطاليا وألمانيا والنمسا وسويسرا). كما شهدت البرتغال وفنلندا ازدياد في الانتماء الديني من عام 2010 إلى عام 2012.[202]
في عام 2017، في تقرير صادر عن جامعة سانت ماري في لندن فإن المسيحية تتراجع بين الشباب في أوروبا. في ما لا يقل عن عشرة من أصل 29 دولة أوروبية تم مسحها من قبل الباحثين من القيم الأوروبية على متوسط عينة بلغ حوالي 629 شخص، أفاد غالبية الشباب من عمر 16 إلى 29 سنة أنهم غير منتسبين لديانة.[203][204][205] وتم الحصول على البيانات من خلال سؤالين، الأول «هل تعتبر نفسك تنتمي إلى أي دين معين أو طائفة معينة؟» إلى العينة الكاملة والسؤال الآخر «أيهما؟» إلى العينة التي أجابت بـ «نعم»، حيث يؤدي استخدام صياغة ومنهجية الأسئلة الخاصة ببيانات دراسة القيم الأوروبية من خطوتين إلى الحصول على نسبة أقل للمستجيبين المنتمين دينياً (بما في ذلك المسيحيون) في أوروبا، وذلك على خلاف الإستطلاعات الأخرى التي حصلت على البيانات من خلال إتباع منهجية سؤال شامل وهو، «ما هو دينك الحالي إن وجد؟ هل أنت مسيحي أو مسلم أو يهودي أو بوذي أو هندوسي أو ملحد أو لا أدري أو شيء آخر أو لا شيء على وجه الخصوص؟».[206] وبحسب الدراسة تربى معظم (80%) الشباب غير المنتسبين لديانة من دون ديانة أو معتقد في دولتي فرنسا والمملكة المتحدة، في حين تربى نحو سبعة أثمان الباقي على المسيحية وثمن من أتباع ديانات غير مسيحية، وبحسب الدراسة كانت الدول الست الأكثر «مسيحية» هي بلدان ذات أغلبية كاثوليكية، وتضم كل من جمهورية أيرلنداوالبرتغالوالنمساوبولنداوليتوانياوسلوفينيا.[206][207]
على مر العصور ساهم كل من رجال الدين والعلمانيين المسيحيون الأوروبيون على حد سواء مساهمات كبيرة في تطوير الحضارة الإنسانيّة،[223] القائمة تستعرض بعض أبرز أعلام مسيحيون أوروبا على مختلف طوائفهم؛ كما ويُذكر أن هناك المئات من المسيحيون الأوروبيون البارزين الذين ساهموا في الحضارة الإنسانية والمجتمع الغربي من خلال تعزيز وتطوير العلوم، الطب، الفن، الموسيقى، الأدب، المسرح، الفلسفة، العمارة، الإقتصادوالسياسة:[223]
^Morris, Colin, The papal monarchy: the Western church from 1050 to 1250 , (Oxford University Press, 2001), 271.
^Rüegg, Walter: "Foreword. The University as a European Institution", in: A History of the University in Europe. Vol. 1: Universities in the Middle Ages, Cambridge University Press, 1992, ISBN 0-521-36105-2, pp. XIX–XX
^Geoffrey Blainey; A Short History of Christianity; Penguin Viking; 2011
^Rudy, The Universities of Europe, 1100–1914, p. 40
^Gonzalez, The Story of Christianity, pp. 305, 312, 314f..
^Johnson, P. (2000). The Renaissance : a short history. Modern Library chronicles (Modern Library ed.). New York: Modern Library, p. 9.
^Riché, Pierre (1978): "Education and Culture in the Barbarian West: From the Sixth through the Eighth Century", Columbia: University of South Carolina Press, ISBN 0-87249-376-8, pp. 126–7, 282-98
^Gonzalez, The Story of Christianity, pp. 303–07, 310f., 384–86.
^Gonzalez, The Story of Christianity, pp. 305, 310f., 316f.
^Gonzalez, The Story of Christianity, pp. 321–23, 365f.
^The Western Church was called Latin at the time by the Eastern Christians and non Christians due to its conducting of its rituals and affairs in the Latin language
^Hans-Joachim Torke, John-Paul Himka. (1994). German-Ukrainian relations in historical perspective . Edmonton: Canadian Institute of Ukrainian Studies Press, pp.31-34
^Dawson، Christopher (1961). Crisis in Western Education (ط. reprint). ص. 108. ISBN:9780813216836. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة)
^Dawson، Christopher (1961). Crisis in Western Education (ط. reprint). ISBN:9780813216836. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة)
^Cambridge University Historical Series, An Essay on Western Civilization in Its Economic Aspects , p.40:
Hebraism, like Hellenism, has been an all-important factor in the development of Western Civilization; Judaism, as the precursor of Christianity, has indirectly had had much to do with shaping the ideals and morality of western nations since the christian era.
^Caltron J.H Hayas, Christianity and Western Civilization (1953),Stanford University Press, p.2:
That certain distinctive features of our Western civilization — the civilization of western Europe and of America— have been shaped chiefly by Judaeo - Graeco - Christianity, Catholic and Protestant.
^Horst Hutter, University of New York, Shaping the Future: Nietzsche's New Regime of the Soul And Its Ascetic Practices (2004), p.111:three mighty founders of Western culture, namely Socrates, Jesus, and Plato.
^Fred Reinhard Dallmayr, Dialogue Among Civilizations: Some Exemplary Voices (2004), p.22: Western civilization is also sometimes described as "Christian" or "Judaeo- Christian" civilization.
^Weber, Max "The Protestant Ethic and The Spirit of Capitalism" (Penguin Books, 2002) translated by Peter Baehr and Gordon C. Wells
^Calvin's position is expressed in a letter to a friend quoted in Le Van Baumer، Franklin, editor (1978). Main Currents of Western Thought: Readings in Western Europe Intellectual History from the Middle Ages to the Present. New Haven: Yale University Press. ISBN:0-300-02233-6. {{استشهاد بكتاب}}: |الأول= باسم عام (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Despite some official documentation (marriage registrations being a common example) describing the Church of Scotland as the "Established Church" the Kirk has always disclaimed that status.[محل شك] This was eventually acknowledged by the United Kingdom government within the Church of Scotland Act 1921. Since it has thus never been legally established it cannot be disestablished.[بحاجة لمصدر]
^"The Constitution of the Republic of Poland". 2 أبريل 1997. مؤرشف من الأصل في 2019-05-15. The relations between the Republic of Poland and the Roman Catholic Church shall be determined by international treaty concluded with the Holy See, and by statute. The relations between the Republic of Poland and other churches and religious organizations shall be determined by statutes adopted pursuant to agreements concluded between their appropriate representatives and the Council of Ministers.
^"Spanish , ,Constitution". مؤرشف(PDF) من الأصل في 2010-09-22. The public authorities shall take into account the religious beliefs of Spanish society and shall consequently maintain appropriate cooperation relations with the Catholic Church and other confessions.
^Zartman, Rubin (2002). Power and Negotiation. ص. 111. ISBN:0472089072.
^Talocci, Mauro (1982). Guide to the Flags of the World. ص. 271. ISBN:0688011411.
^Jeroen Temperman. State Religion Relationships and Human Rights Law. دار بريل للنشر. مؤرشف من الأصل في 2017-10-12. اطلع عليه بتاريخ 2007-12-31. Many predominantly Christian states show a cross, symbolising Christianity, on their national flag. Scandinavian crosses or Nordic crosses on the flags of the Nordic countries–Denmark, Finland, Iceland, Norway and Sweden–also represent Christianity.
^Carol A. Foley. The Australian Flag: Colonial Relic or Contemporary Icon. William Gaunt & Sons. مؤرشف من الأصل في 2014-07-05. اطلع عليه بتاريخ 2007-12-31. The Christian cross, for instance, is one of the oldest and most widely used symbols in the world, and many European countries, such as the United Kingdom, Norway, Sweden, Finland, Denmark, Iceland, Greece and Switzerland, adopted and currently retain the Christian cross on their national flags.
^ اب"Europe". Encyclopædia Britannica. مؤرشف من الأصل في 2019-05-20. اطلع عليه بتاريخ 2016-01-15.
^"Being Christian in Western Europe". Pew Research Center's Religion & Public Life Project (بالإنجليزية الأمريكية). 29 May 2018. Archived from the original on 2019-05-01. Retrieved 2018-08-24.
1 كُلياً داخل آسيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية. 2 جزئياً أو كلياً داخل آسيا، حسب الحدود. 3 معظم أراضيها في آسيا.
4 جغرافياً هي جزء من إفريقيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية.