الفاطر هو من صفات الله الحسنى في الإسلام، وعده بعض العلماء من أسماء الله الحسنى، ولم يعده أغلب العلماء من الأسماء الحسنى لأنه ورد في القرآن والأحاديث مضافًا -﴿فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الأنعام:14]- ولم يرد مستقلًا، ومعناه: الذي فطر الخلق وابتدأ خلقهم.[1]
كما ورد معنى الصفة في آيات آخرى مثل: ﴿أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا ٥١﴾ [الإسراء:51].
في السنة النبوية
عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال:[3]«يا أبا بكرٍ قل: اللهم فاطرَ السماواتِ والأرضِ، عالمَ الغيبِ والشهادةِ، لا إله إلا أنت، ربَّ كلِّ شيءٍ ومَلِيكَه، أعوذُ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ الشيطانِ وشِرْكِه، وأن أقترفَ على نفسي سوءًا، أو أَجُرَّه إلى مُسْلِمٍ».
الأقوال في معناه
قال الحليمي:[4] «الفاطر: إنه فاتق المرتتق من السماء والأرض، قال الله : ﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ٣٠﴾ [الأنبياء:30]».
قال أبو سليمان:[4] «الفاطر هو الذي فطر الخلق، أي ابتدأ خلقهم كقوله: ﴿أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا ٥١﴾ [الإسراء:51]، ومن هذا قولهم فطر ناب البعير، وهو أول ما يطلع».
قال ابن عباس:[1] «لم أكن أعلم معنى فاطر السماوات والأرض، حتى اختصم أعربيان في بئر فقال أحدهم: أنا فطرتها، أي: استحدث حفرها».