(بالإسبانية: Alfonso León Fernando María Jaime Isidro Pascual Antonio de Borbón y Austria-Lorena)، و(بالإسبانية: Alfonso XIII León Fernando María Santiago Isidro Pascual Antón de Borbón y Habsbourg Lorraine)[2]
ألفونسو الثالث عشر (بالإسبانية: Alfonso XIII) (مدريد 17 مايو 1886 – روما 28 فبراير 1941) سمي بالأفريقي[18] أو المنفي وهو ملك إسبانيا منذ ولادته حتى إعلان الجمهورية الثانية في 14 أبريل 1931. تولى السلطة الفعلية في 17 مايو 1902 أي عند بلوغه سن السادسة عشرة.
تسببت وفاة والده الملك ألفونسو الثاني عشر المفاجأة يوم 25 نوفمبر 1885 عن عمر يناهز 27 عامًا في أزمة أدت إلى قيام حكومة براخسيدس ماتيو ساغستا بوقف عملية نقل التاج حتى تنجب أرملة الملك ماريا كريستينا دي هابسبورغ، لأنها كانت حاملاً في ذلك الوقت. وعندما أنجبت الملكة الوريث في 17 مايو 1886 وكان ألفونسو الثالث عشر حيث نال الاعتراف به ملكا لإسبانيا فورا، واعتبر ذلك حالة فريدة من نوعها في التاريخ.
واجهت إسبانيا خلال فترة حكمه أربع مشاكل ذات أهمية قصوى ساعدت في القضاء على الملكية الليبرالية: عدم وجود تمثيل سياسي حقيقي لمجموعات اجتماعية واسعة، والوضع المروع للطبقات الشعبية وخاصة الفلاحون، والمشاكل الناشئة عن حرب الريف. والقومية الكاتالونية. هذا الاضطراب السياسي والاجتماعي الذي بدأ مع كارثة 98 حيث منعت أحزاب تداول السلطة من إقامة ديمقراطية ليبرالية حقيقية، فنتج عنها قيام دكتاتورية بريمو دي ريفيرا التي قبل بها الملك. ولكن مع الفشل السياسي لتلك الدكتاتورية دفع الملك إلى العودة إلى الحياة الطبيعية الديمقراطية بقصد تجديد النظام. ولكن رفضت ذلك الطبقة السياسية بأكملها، لأنها شعرت بالخيانة بسبب دعم الملك لديكتاتورية بريمو دي ريفيرا.
غادر أسبانيا طواعية بعد الانتخابات البلدية في أبريل 1931. والتي كانت بمثابة استفتاء بين الملكية أو الجمهورية. مات في روما، لم يتم نقل رفاته حتى سنة 1980 إلى سرداب رفات الملوك في دير الإسكوريال.
وُلد ألفونسو في مدريد في 17 مايو 1886. وهو نجل ألفونسو الثاني عشر ملك إسبانيا الذي توفي في نوفمبر 1885 وماريا كريستينا دي هابسبورغ، وأصبح ملكًا لإسبانيا عند ولادته. بعد ولادته مباشرة، نُقل عارياً إلى رئيس الوزراء الإسباني على صينية فضية. وبعدها بخمسة أيام نُقِل في موكب رسمي مهيب وحول رقبته قلادة الصوف الذهبي وعمد بالماء الذي جلب خصيصًا من نهر الأردن في فلسطين.[19] ووصفت صحيفة لو فيغارو الفرنسية الملك الشاب سنة 1889 بأنه «الأسعد والأكثر شهرة بين جميع حكام الأرض».[20]
وعند بلوغه سن الرشد في شهر مايو 1902 اندلعت الاحتفالات لمدة أسبوع من مصارعة الثيران وكرة القدم وحفلات الاستقبال في جميع أنحاء إسبانيا.[21] وأدى اليمين الدستورية أمام أعضاء كورتيس في 17 مايو. وخلال فترة حكمه زار جميع المقاطعات الإسبانية، ثم قام بعدة زيارات إلى الخارج. ومن أوائل الدول التي زارها ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا. وتعرض خلال زيارته لفرنسا لهجوم في شوارع باريس وكان معه رئيس الجمهورية إيميل لوبيه إلا انهما لم يتعرضوا لأي أذى.[22]
خطبته وزواجه
بدأ الملك ألفونسو بالبحث عن زوجة مناسبة له مع بداية سنة 1905، وكان في زيارة رسمية للمملكة المتحدة، بقي في قصر باكنغهام مع الملك إدوارد السابع. وهناك التقى بالأميرة فيكتوريا أوجيني من باتنبرغ اسكتلندية المولد وابنة أصغر شقيقات إدوارد الأميرة بياتريس وحفيدة الملكة فيكتوريا. وجدها جذابة وشدت انتباهه. ولكن كانت هناك عقبات أمام الزواج، ففيكتوريا بروتستانتية لذا يجب عليها أن تصبح كاثوليكية. وكان شقيق فيكتوريا ليوبولد مصابًا بنزف الدم الوراثي، لذا كانت هناك فرصة بنسبة 50 في المائة أن تكون فيكتوريا حاملة لهذه الصفة. ولم تكن الملكة ماريا كريستينا والدة ألفونسو أن يتزوج ابنها إلا من أحد أفراد أسرتها من بيت هابسبورغ - لورين أو من بعض الأميرات الكاثوليكيات، حيث اعتبرت أن عائلة باتنبرغ ليست سلالة ملكية.
كانت فيكتوريا على استعداد لتغيير دينها، أما حملها للهيموفيليا فهو مجرد احتمال. تم إقناع ماريا كريستينا في النهاية بالعدول عن رأيها، فكتبت في يناير 1906 رسالة رسمية إلى الأميرة بياتريس تقترح فيها هذا القران. وفي نفس الشهر قابلت فيكتوريا الملكة ماريا كريستينا وابنها ألفونسو في بياريتز جنوب فرنسا. ثم انتقلت إلى الكاثوليكية في سان سيباستيان في مارس.[23] وقبل عقد الزواج بشهر أُعطِيَ للأميرة رتبة صاحبة السمو الملكي كي لايعد زواجهما غير متكافئ أو مرغنطي. وفي يوم 7 مايو 1906 تم توقيع عقد قرانهما في لندن‘ ثم انتقلت العروس إلى مدريد حيث جرى مراسم تزويجها من ألفونسو في دير سان جيرونيمو الملكي يوم 31 مايو 1906 بحضور الأسرة الملكية البريطانية، ومنهم أبناء عمومة فيكتوريا أمير وأميرة ويلز (لاحقًا الملك جورج الخامسوالملكة ماري). وقد شاب حفل الزفاف محاولة اغتيال ألفونسو وفيكتوريا[الإنجليزية] من الأناركي الكاتالوني ماتو مورال[24]، عند عودة موكب الزفاف إلى القصر الملكي، حيث تعرضوا لهجوم بقنبلة مخبأة في باقة من الزهور ألقيت عليهم من نافذة. أسفر ذلك عن مقتل ثلاثة ضباط وخمسة جنود من أعضاء الموكب الملكي، وثلاثة أشخاص آخرين على الشرفات وأسفر عن إصابة أكثر من 14 شخصًا كانوا يشاهدون مرور الموكب.[25]
جاء الطفل الأول للزوجين بتاريخ 10 مايو 1907 وأسمياه ألفونسو، ولكن كانت فيكتوريا في الواقع ناقلة لمرض نزف الدم الوراثي، فانتقل المرض إلى ألفونسو الطفل. ولم يكن أي من البنات المولودتين للملك والملكة حاملين لمرض الهيموفيليا، ولكن أصيب بها أيضا ابنهما غونزالو (1914-1934). فنأى ألفونسو الملك بنفسه عن زوجته بسبب نقل المرض إلى أبنائهم. فمنذ سنة 1914 أصبح لديه العديد من العشيقات، وأنجب خمسة أطفال غير شرعيين. ولديه طفل سادس غير شرعي قبل زواجه.[26]
شهدت إسبانيا ثورات اجتماعية عديدة في مدنها الرئيسية خلال العقدين الأولين من القرن العشرين. وكانت أبرزها وقعت سنة 1909 في برشلونة، واشتهرت باسم الأسبوع المأساوي. ومن الأسباب التي أدت إلى هذا النزاع هو استياء السكان من الحرب في المغرب: في تلك السنة اشتد الصراع المغربي، وأصبح أحد المشاكل الوطنية الرئيسية خاصة بعد انتصار المغاربة في معركة وادي الذئاب. فساهم الملك في الصراع حيث جاء لزيارة مليلية سنة 1911؛ وعند عودته منحه رئيس مجلس الشيوخإيوجينو مونتيرو ريوس لقب «الأفريقي».[27]
خلال الحرب العالمية الأولى وبسبب علاقات عائلته بكلا الجانبين المتحاربين، فقد كانت زوجته بريطانية والملكة الأم نمساوية، إلى جانب العديد من العلاقات الأسرية.[28] وانقسام الرأي العام الإسباني، بقيت إسبانيا محايدة. وأنشأ الملك مكتبًا لمساعدة أسرى الحرب من جميع الأماكن. استخدم هذا المكتب شبكة الدبلوماسية والعسكرية الإسبانية في الخارج للتوسط في الآلاف من أسرى الحرب - إرسال واستقبال الرسائل لهم، وغيرها من الخدمات.[29] وكان المكتب في القصر الملكي.
حقيقة أن مسببات الحرب كان يمكن أن تحدث سنة 1917. فالغواصات الألمانية التي أعلنت عن حرب تحت الماء «دون قيود» دمر طرق التجارة عبر الأطلسي، وأغرقت السفن الاسبانية بدم بارد.[30] ولكن لحسن الحظ تمكن ألفونسو الثالث عشر الذي استلم رئاسة المكتب لبعض الوقت من التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، حيث أمكن احترام السفن التي تحمل علم المستشفى وعدم التعرض لها.
أصيب ألفونسو بمرض خطير من وباء إنفلونزا 1918. كانت إسبانيا محايدة وبالتالي لم تخضع للرقابة المفروضة على الصحافة زمن الحرب، لذلك تم الإبلاغ عن مرضه والشفاء اللاحق للعالم، في حين تم إخفاء تفشي الأنفلونزا في البلدان المتحاربة. أعطى هذا انطباعًا مضللًا أن أسبانيا كانت أكثر المناطق تضرراً وأدت إلى الوباء الذي يطلق عليه «الإنفلونزا الإسبانية».[31]
حروب الريف وميغيل بريمو دي ريفيرا
بعد الحرب العالمية الأولى دخلت إسبانيا في حروب الريف (1920-1926) الطويلة بالمغرب، إلا أنها انتصرت فيها -بمساعدة فرنسا- للحفاظ على حكمها الاستعماري في شمال المغرب. واعتقد منتقدو الحرب في النظام الملكي أن الحرب كانت خسارة فادحة من المال والأرواح، واطلق على الملك ألفونسو لقب الأفريقي "el Africano".[32] لم يكن تصرف الملك ألفونسو تصرفا دستوريا بحتا، فقد دعم الأفريقيين الذين أرادوا إسبانيا ان تغزو لتكوين إمبراطورية جديدة في إفريقيا لتعويض إمبراطوريتها المفقودة في الأمريكتين وآسيا.[33] لقد أدت حرب الريف إلى استقطاب المجتمع الإسباني بشكل صارخ بين الأفريقيين الذين أرادوا احياء إمبراطورية في إفريقيا، والمتخلين الذين أراد التخلي عن المغرب لأنها لاتستحق الخسارة في الدم والمال.[34] كان ألفونسو يحب التعامل المباشر مع جنرالاته، وأحد أكثر جنرالاته حظوظًا كان مانويل فرنانديز سلفستري.[35]
اختار الملك في سنة 1921 صديقه الجنرال سلفستري قائدا عاما لمليلية في الريف. عندما تقدم سلفستري نحو جبال الريف المغربية، أرسل ألفونسو له برقية كتب فيها بالسطر الأول:«مرحبا بالرجال الحقيقيين!»، وحثه على عدم التراجع في وقت واجه فيه سيلفستري صعوبات كبيرة.[36] واستمر سلفستري في التقدم حيث قاد رجاله إلى معركة أنوال إحدى أسوأ الهزائم لإسبانيا على أيدي الثوار المغاربة بقيادة الأمير عبد الكريم الخطابي. أما ألفونسو الذي كان يقضي عطلته في جنوب فرنسا في ذلك الوقت، على علم بهزيمة أنوال أثناء لعبه للجولف. يقال إن استجابة ألفونسو للأخبار كانت تحريك كتفيه حيث قال:«لحم الدجاج رخيص»، قبل أن يستأنف لعبته للجولف.[37] بقي ألفونسو في فرنسا ولم يعد إلى إسبانيا لتهدئة عائلات الجنود الذين فقدوا في معركة أنوال التي رآها الكثير من الناس في ذلك الوقت بمثابة عمل قاسٍ وبارد، في إشارة إلى أن الملك قليل الاهتمام بحياة جنوده.
ومع ذلك فقد أحدثت نتائج أنوال شعورا بالغ الأهمية على الرأي العام الإسباني بسبب السياسة المعمول بها حتى تلك اللحظة في المغرب، وبنظام عودة البوربون السياسي بأكمله، الذي تعرض لهزة حقيقية في الإضراب العام 1917. فبدأ الكورتيس سنة 1922 بتشكيل لجنة للتحقيق بمسؤولية كارثة معركة أنوال، وسرعان ماظهرت أدلة على أن الملك كان واحداً من الداعمين الرئيسيين لتقدم سيلفستر إلى جبال الريف. فقامت اللجنة بإدانة الملك نفسه وتحميله مسؤولية ما جرى هناك.
وبعد كارثة أنوال اضحت حروب إسبانيا في الريف من سيئ إلى أسوأ، وبالكاد كان الأسبان يتشبثون بالمغرب، مما قوي موقف المُتخلين عن الحرب بحيث لايمكن من ايجاد أي فائدة لها.[34] فتمرد الجنود الإسبان الذين كانوا يغادرون إلى المغرب في أغسطس 1923، بينما رفض آخرون في مالقة الصعود إلى السفن التي كانت ستأخذهم إلى المغرب، أما في برشلونة فنظمت حشود ضخمة من اليساريين احتجاجات مناهضة للحرب تم خلالها حرق الأعلام الإسبانية ولوحت فها علم جمهورية الريف.[34] وبما أن الأفريقيين لا يشكلون سوى أقلية، فقد كان واضحًا أنها مسألة وقت فقط قبل أن يجبر المتخلين الحكومة الأسبانية بالتخلي عن الريف.[34] في 13 سبتمبر 1923 استولى الجنرال ميغيل بريمو دي ريفيرا على السلطة في انقلاب عسكري. فأنقذ بذلك ماء وجه الملك، فدعمه ألفونسو حتى سنة 1930. ويعتقد أن أحد الأسباب الرئيسية للفونسو لدعم الانقلاب هو رغبته في منع نشر تقرير الكورتيس في معركة أنوال الذي أدانه. نما الجيل الشعري للعام 27 وكذلك القومية الكاتالونية والباسكية في هذه الحقبة.
شكل بريمو دي ريفيرا حكومة بإدارة عسكرية من ثمانية جنرالات من الجيش وأدميرال بحرية. وبعدها شكل حكومة مدنية وذلك في سنة 1925. وخلال الديكتاتورية انتهت حرب المغرببإنزال الحسيمة سنة 1925، مما سمح للإسبان بالسيطرة التامة على الريف في 1927. وأقيم في سنة 1929 معرض برشلونة الدولي ومعرض إيبيريا-أمريكا الدولي 1929 في إشبيلية.
السقوط وقيام الجمهورية الثانية
تزايدت المعارضة المناهضة للديكتاتور خاصة بين الطلبة والمثقفين وسلاح المدفعية (كانوا رافضين سياسة الترقيات مفتوحة النطاق) مما دعا الملك ألفونسو الثالث عشر إلى إقالة ميغيل بريمو دي ريفيرا من الحكومة يوم 29 يناير 1930، وعين الجنرال داماسو بيرينغير رئيسًا للحكومة بنية العودة إلى النظام الدستوري.[38] عُرفت هذه الفترة الجديدة على الفور باسم دكتاتورية بيرينغير أو «Dictablanda»، للتمييز عن الديكتاتورية السابقة. ولكن مع ذلك ازدادت المظاهرات المناهضة للملكية والمطالبة بالديموقراطية، واتهم الملك برعاية ديكتاتورية بريمو دي ريفيرا وتحمل مسؤولية ماجرى في معركة أنوال. في تلك السنة اتحدت الأحزاب الجمهورية أمام الملكية بتوقيع ميثاق سان سباستيان. كانت هناك محاولات انقلاب عسكرية للجمهوريين أحبطتها الحكومة في قاعدة كواترو فينتوس الجوية (مدريد) وانتفاضة خاكا. وبعد خروج الجنرال بيرينغير عين ألفونسو الأدميرال خوان باتيستا أثنار رئيسًا للحكومة في فبراير 1931، حيث دعا إلى إجراء الانتخابات البلدية في 12 أبريل 1931، فكشفت النتائج الأولية عن انتصار الأحزاب الجمهورية للمرة الثانية؛ (وكانت الأولى سنة 1890م). وطالبت هذه الأحزاب الملك بالتخلي عن العرش، ولاسيما بعد أن سحب الجيش دعمه له لكنه رفض، ولتجنب حرب أهلية أرغم على مغادرة البلاد في 14 من أبريل 1931م حيث أعلنت الجمهورية الثانية في نفس اليوم. في ليلة 14 - 15 أبريل غادر مدريد متوجهاً إلى كارتاخينا بسيارته دوسنبرغ ومن هناك أبحر إلى مرسيليا على متن سفينة تابعة للبحرية الإسبانية للانتقال لاحقًا إلى باريس. غادرت عائلته بالقطار من آرنخويث في صباح اليوم التالي.
وقد اتهم الكورتيس الملك ألفونسو الثالث عشر بموجب قانون 26 نوفمبر 1931 بالخيانة العظمى.[39] ولكن هذا القانون أُلغيَ لاحقًا بموجب قانون جديد مؤرخ في 15 ديسمبر 1938 وقعه فرانسيسكو فرانكو.[40] وقد صودرت ممتلكات ألفونسو الثالث عشر سنة 1932م. وتحول القصر بحدائقه الشاسعة ذات التنظيم الرائع إلى متحف.
المنفى
أمضى ألفونسو منفاه في فنادق فاخرة في مدن أوروبية مختلفة، وذلك بفضل الأموال التي أودعها بالسابق في حسابات مصرفية سويسرية وإنجليزية. وبعد فترة وجيزة انفصل عن زوجته فكتوريا.[41] وفي سنة 1933 أعلن أبناؤه الكبار ألفونسووخايمي عن تنازلهما بالمطالبة بالعرش، ثم توفي ابنه الأصغر جونزالو سنة 1934. وهذا جعل ابنه الثالث خوان، كونت برشلونة هو الوريث الذكر الوحيد. وخوان هذا هو والد خوان كارلوس الأول.
الحرب الأهلية
اندلعت الحرب الأهلية بعدما ثار الجيش ضد حكومة الجمهورية المنتخبة ديمقراطيا[42]، وقد دعم ألفونسو بشدة الجانب المتمرد مدعيًا أنه «فلانخي (كتائب مقاتلة) من الوهلة الأولى».[43] بالحقيقة فقد كانت العلاقة بين الملك ألفونسو الثالث عشر والدكتاتور فرانسيسكو فرانكو واسعة وموثقة جيدًا.[44] ونتيجة لنجاحاته في المغرب فقد تمكن فرانكو من مقابلة الملك، الذي أصبح تدريجًا أثيرا لديه؛ ففي يناير 1923 منحه الملك القلادة العسكرية وكذلك منصبا فخريا ليصبح رجلا نبيلا، لذلك كان عراب زفافه (مثله حاكم أوفيدو المدني الجنرال لوسادا). ناقش فرانكو شخصيًا مع الملك إمكانية الانسحاب من المغرب. وفي مارس 1925 خلال زيارته إلى المغرب أعطى الجنرال بريمو دي ريفيرا رسالة إلى فرانكو من الملك إلى جانب ميدالية ذهبية.[45] بموجب مرسوم ملكي (4 يناير 1928) تم تعيينه مديرًا للأكاديمية العسكرية العامة التي أنشئت حديثًا. وفي الانتخابات البلدية صوت فرانكو لصالح المرشح الملكي في سرقسطة.[46]
وفي أوائل سنة 1934 طلب ألفونسو الثالث عشر الدعم من الديكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني لعمل انقلاب في إسبانيا لاستعادة الملكية، وحصل على التزام الحكومة الفاشية الإيطالية بالمساهمة ب 1.5 مليون بيزيتا و200 مدفع رشاش وبندقية وقنابل يدوية.[47][48] وفي 30 يوليو 1936 أعطيت احداثيات المكان لنقل خوان دي بوربون إلى أراضي المتمردين.[49] إلا أن القائد فرانسيسكو فرانكو أعلن في سبتمبر 1936 أن الوطنيين لن يعيدوا ألفونسو ملكا للبلاد، وقد ضم جيشهم العديد من مؤيدي الكارلية. ومع ذلك أرسل ألفونسو ابنه خوان إلى إسبانيا للمساهمة في الحرب. إلا أن الجنرال مولا اعتقله بالقرب من الحدود الفرنسية وطرده من البلاد. وفي 4 أبريل 1937 كتب فرانكو خطابًا مهينًا إلى ألفونسو الثالث عشر الذي تبرع لتوه بمليون بيزيتا دعما لنظام فرانكو واعرب فيها عن قلقه بشأن عدم وجود أي أولوية لاستعادة الملكية؛ أوضح فرانكو أن الملك لن يلعب أي دور في المستقبل بسبب أخطائه السابقة. وعندما انتهت الحرب ولم تتم استعادة الملكية، فأعلن الملك:"اخترت فرانكو عندما لم يكن شيئا يذكر، لقد خانني وخدعني في كل خطوة.[50]"
التخلي عن مطالبات العرش وموته
في 15 يناير 1941 استقال من منصب عميد الأسرة الملكية لصالح ابنه خوان (كان أبناؤه الأكبر قد تخلوا عن المطالبة بالحكم). وتوفي في 28 فبراير 1941 في فندق جراند في روما بالذبحة الصدرية. فأمر القائد الجنرال فرانكو بالحداد الوطني لثلاثة أيام[51]، ودفن في روما في كنيسة سانتا ماريا دي مونتسيرات التابعة للإسبان أسفل مقابر البابا كاليستوس الثالث والبابا إسكندر السادس مباشرةً.[52] وبقي فيها حتى 19 يناير 1980 حيث نقلت رفاته إلى البانتيون الملكي بدير الإسكوريال بأمر من حفيده الملك خوان كارلوس الأول.
وفي سنة 1977 تخلى ابنه خوان كونت برشلونة عن حقوقه بالعرش لصالح ابنه خوان كارلوس الذي نصِّب ملكًا سنة 1975 بعد وفاة الجنرال فرانكو بموجب قانون خلافة رئيس الدولة لسنة 1947. وبعد تخلي كونت برشلونة عن حقوقه، استردت الأسرة الملكية شرعيتها التاريخية، كما جاء في المادة 57 من الدستور الأسباني لسنة 1978.
خلال فترة حكمه منح بين ألقاب إسبانيا والجزر الهندية 379 لقب نبيل منها 83 منها دوق أو جراندي إسبانيا.
اعتبر ألفونسو مروجًا للسياحة في إسبانيا، حيث دفعت الحاجة لإقامة ضيوف حفل زفافه إلى بناء فندق القصر الفاخر في مدريد. كما أنه دعم إنشاء شبكة من المساكن الفندقية التي تديرها الدولة (بارادور) في المباني التاريخية في إسبانيا. أدى حبه لرياضة كرة القدم إلى رعاية العديد من أندية كرة القدم، أولها نادي ريال ديبورتيفو لاكورونيا سنة 1907.[53] ومن الأندية الأخرى المختارين ريال مدريدوريال سوسيدادوريال بيتيسوريال يونيونوإسبانيولوريال سرقسطة.
تم تسمية شارع في حي تشامارتين شمال مدريد باسم جادة ألفونسو الثالث عشر «Avenida de Alfonso XIII». كما سميت ساحة أو مركز مدينة إيلويلوبالفلبين (الآن ساحة ليبرتاد) باسم بلازا ألفونسو الثالث عشر.[54] كذلك بني شارع في مرثير تيدويل في ويلز خصيصا لإيواء المهاجرين الإسبان في صناعة التعدين وأطلق عليه اسم شارع ألفونسو الثالث عشر.[55]
وظهر ألفونسو الثالث عشر كـ «الملك بوبي» في قصة لويس كولوما عن راتونشيتو بيريز (1894)، والتي كُتبت للملك عندما كان عمره 8 سنوات. تم تكييف قصة راتونشيتو بيريز في أعمال وأفلام أدبية أخرى منذ ذلك الحين، مع ظهور شخصية ألفونسو الثالث عشر في بعضها.
^ ابجLa Ilustración Española y Americana: Museo universal: periódico de ciencias, artes, literatura, industria y conocimientos útiles (بالإسبانية), Madrid, vol. XXX, p. 331, ISSN:1889-8394, OCLC:920381991, QID:Q6419450
^Haro Tecglen، Eduardo (6 يونيو 2002). "Alfonso XIII". الباييس. مؤرشف من الأصل في 2019-05-17. اطلع عليه بتاريخ 2015-02-16.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^José María Zavala, «Entregados a Franco. Los Borbones ante la Guerra Civil», La Aventura de la Historia núm. 97 (noviembre de 2006), págs. 48-53. ISSN 1579-427X.
^Paul Preston, El gran manipulador. La mentira cotidiana de Franco, Ediciones B, Barcelona 2008, ISBN 978-84-666-3829-6.
^Francisco Franco Salgado-Araujo, Mi vida junto a Franco, Planeta, Barcelona 1977, pág. 93.
^Urbano (2011). El precio del trono. Barcelona: Planeta. ISBN:978-84-08-10717-0. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |nombre= تم تجاهله يقترح استخدام |first= (مساعدة), pp. 17-18.
González Fernández، Enrique (1995). "La obra humanitaria del rey Alfonso XIII durante la Primera Guerra Mundial". Mar oceana: Revista del humanismo español e iberoamericano. 2. Madrid: Universidad Francisco de Vitoria: 283–296. ISSN:1134-7627.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
González Calleja, Eduardo (2003). "El ex-rey". Alfonso XIII, un político en el trono (بEn: Javier Moreno Luzón (Ed.)). Madrid: Marcial Pons: 403–436. ISBN:84-95379-59-7.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
Martorell Linares، Miguel (2003). "El rey en su desconcierto. Alfonso XIII, los viejos políticos y el ocaso de la monarquía". Alfonso XIII, un político en el trono. Madrid: Marcial Pons: 373–402. ISBN:84-95379-59-7. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |otros= تم تجاهله (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
Moreno Luzón، Javier (2003). "El rey de papel. Textos y debates sobre Alfonso XIII". Alfonso XIII, un político en el trono. Madrid: Marcial Pons: 23–58. ISBN:84-95379-59-7. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |enlaceautor= تم تجاهله يقترح استخدام |author-link= (مساعدة) والوسيط غير المعروف |otros= تم تجاهله (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)