فرّ إلى النرويج ثم السويد خلال فترة حكم النظام النازي، وعمل كصحفي يساري، واتخذ اسم ويلي براندت كاسم مستعار لكي لا ينكشف أمره من قبل عملاء النازية، ومن ثم اعتمده كاسم رسمي عام 1948. براندت كان يعتبر في الأصل واحدا من قادة الجناح اليميني في الحزب الديمقراطي الاجتماعي، نال شهرته الأولى في منصب عمدة برلين الغربية. شغل منصب وزير الخارجية ومنصب نائب المستشار في حكومة كورت غيورغ كيزينغر، وأصبح مستشارا في عام 1969. كمستشار حافظ على توافق وثيق بين ألمانيا الغربيةوالولايات المتحدة كما ركز على تعزيز التكامل الأوروبي في أوروبا الغربية، وذلك حين أطلق سياسته الجديدة المسماة Ostpolitik والتي تعني (علاقات التقارب أو السياسية الشرقية) والتي تهدف إلى تحسين العلاقات مع أوروبا الشرقية. كان براندت مثيرا للجدل لكل من الجناح اليميني بسبب سياسة علاقات التقارب، وللجناح اليساري بسبب دعمه للسياسات الأمريكية، بما في ذلك حرب فيتنام والأنظمة الاستبدادية اليمينية. أصبح ما يسمى [تقرير براندت] مقياس معترف به لوصف الفجوة بين الشمال والجنوب في الاقتصاد والسياسة العالمية بين الشمال الثري والجنوب الفقير. كان براندت معروفا أيضا بسياساته العنيفة المعادية للشيوعية على المستوى المحلي، وبلغت ذروتها في Radikalenerlass (مرسوم مكافحة الراديكالية) في عام 1972.
استقال براندت من منصبه كمستشار في عام 1974، بعد كشف كون غونتر غيليوم جاسوسا لجهاز أمن الدولة الشتازي التابع لألمانيا الشرقية، فيما عُرف حينها بفضيحة غيليوم.
حياته
ولد ويلي تحت اسم هربرت فرهام (Herbert Ernst Karl Frahm) لأب محاسب وأم بائعة. انضم سنة 1929 إلى شبيبة الحزب الاشتراكي، وفي سنة 1931 انضم إلى حزب العمال الاشتراكيين.
خلال الحكم النازي في ألمانيا هرب إلى النرويج عن طريق البحر، للحفاظ على سلامته. واستعمل اسم ويلي برانت لنشاطه في المقاومة ضد النازية، واعتمد هذا الاسم كاسمه المدني. ثم عاد إلى ألمانيا سنة 1946 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، واستقر في برلين وعمل ممثلا عن الحكومة النرويجية. وعمل في الفترة بين 1957 و 1966 رئيس بلدية برلين الغربية ، وكانت تلك الفترة مرحلة صعبة واجهت عدة مشاكل أبرزها بناء جدار برلين.
أصبح سنة 1964 أمين عام الحزب الاشتراكي الألماني وبقي في منصبه حتى سنة 1987. انتخب سنة 1969 كمستشار لألمانيا واشتهر بسياسته الخارجية المعروفة باسم أوستبوليتيك المنفتحة على ألمانيا وأوروبا الشرقيتين. اعترف رسميا بجمهورية ألمانيا الديمقراطية وأقام علاقات ديبلوماسية جيدة مع بولنداوالاتحاد السوفياتي. وحصل على جائزة نوبل للسلام سنة 1971 لمحاولته في التقريب بين ألمانيا الشرقية والغربية. وفي سنة 1974 استقال من منصبه عندما أعلمته المخابرات الألمانية أن أحد مساعديه الشخصيين كان جاسوسا لصالح ألمانيا الشرقية. وعمل في الفترة بين 1971 و 1983 نائباً في البرلمان الأوروبي.
آخر ظهور علني له كان في رحلته إلى بغداد ليطلب إطلاق سراح رهائن غربيين محتجرين من قبل حكومة صدام حسين.